الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تصحيح القاموس
(*)(1)
لحضرة صاحب السعادة الأستاذ الكبير أحمد تيمور باشا مآثر لا تحصى في خدمة لغة العرب الشريفة، وإن المطلع على كتابيه: تصحيح لسان العرب، وتصحيح القاموس يعلم مقدار عنايته بخدمة اللغة، ويعلم أن العناء في هذين الكتابين على صغر حجمهما لا يوازيه عناء تأليف في أدق موضوع.
وحسب القارئ أن يتخيل نفسه متتبعًا ألفاظ اللسان أو القاموس متحريًا صحة كل كلمة في موضعها، ثم صحة ضبطها، ثم الرجوع إلى مظانها في الكتب الأخرى، حتى يرى نفسه عاجزًا عن متابعة العمل في جزء واحد من أحدهما، وإنما أقدار الرجال بالهمم.
وقد رجع من تصحيح القاموس إلى أربع نسخ مخطوطة ومثلها مطبوعة، وإن تحت يدي نسخة مخطوطة من القاموس مكتوبة في شهر ربيع الأول سنة 1043 هجرية في جلد واحد نحو ثلاثمائة ورقة. ولما أخذتُ تصحيح القاموس رأيتُ أن أراجعه على نسختي هذه، فراجعته جميعه عليها فوجدتها غاية في الصحة والدقة والضبط وليس فيها من الأغلاط إلا النادر، ويظهر أن ناسخها باللغة شديد التحري في نسخه، والنسخة مشكولة بالشكل الكامل، غير أني وجدت فيها
(*) مجلة الزهراء، شعبان 1343 هـ.
(1)
كتب الشيخ أحمد شاكر هذا المقال يوم أن كان قاضيًا لمحكمة السنطة الشرعية.
نادرًا من الأغلاط وبعضًا من الاختلاف بينها وبين ما ذكر في كتاب التصحيح. مما يحتاج إلى بحث وتحقيق وليس عندي كتب كثيرة في اللغة الآن وأنا بالأقاليم ومكتبتنا بمصر.
وإن بعض التصحيحات صححها سعادة تيمور باشا بالبحث والاجتهاد لعدم ضبطها في النسخ التي بين يديه، فوجدتها مضبوطة على الصحة في نسختي؛ لذلك رأيتُ أن أكتب هذه المواضع في مجلتكم (الزهراء) راجيًا من سعادة الباشا أن يتفضل ببيان ما أشكل من ذلك:
(1)
مادة (ش ع ب)"الشَّعوبيُّ قرية باليمن" وردت في النسخ التي اطلع عليها سعادته "بلا ضبط إلا أن الياء منقوطة وبه يتأنس في عدم القصر" وقد ضبطت في نسختي بفتح الشين وكسر الباء الموحدة وتشديد الياء المثناة على الصواب.
(2)
مادة (س م ت)"ومُسَمّتُ النعل" وردت في نسختي "ومُتَسَمَّتُ" فأيهما الصواب؟ (1)
(1) قد تجاوب الأستاذ أحمد تيمور مع مقال الشيخ أحمد شاكر، فأجاب عليه في مجلة الزهراء عدد شوال 1343 هـ بالمقال التالي:
حول تصحيح القاموس
أشكر لصديقي الأستاذ الجليل السيّد أحمد شاكر عنايته بما كتبته في تصحيح القاموس. ولم يقعدني عن الإجابة على ما تفضَّل بالسؤال عنه إلا ما اعتراني من المرض أخيرًا فأسأله المعذرة. وهذا ما ظهر لي فيما كتب:
في مادّة (س م ت)"ومُسمّت النعل" والذي في نسخة الأستاذ "ومتسمّت". =
(3)
مادة (ب ر ث)"البَرْثُ الأرضُ السهلةُ أو الجَبَلُ من الرمل السهلَ" بنصب السهل والصواب جرّة وهو كذلك في نسختي. ولكن بدل (الجَبَل) بفتح الجيم والباء (الحبل) بالحاء المهملة وسكون الباء وفي ظني أنها أصح؛ لأن من معاني (الحَبلْ) الرمل المستطيل كما ذكره المصنف في مادة (ح ب ل) وليس الرمل من معاني الجبل بالجيم.
(4)
مادة (ز ل ج)"نلاقي بها يوم الصبّاح عدونا" بالصاد المهملة والباء الموحدة وفي نسختنا تشبه أن تكون (الصياح) بالياء المثناة التحتية فأيهما الصواب؟
(5)
مادة (غ م ل ج)"قارتا" بالتاء المثناة الفوقية: وردت في نسختنا على الصواب (قارئًا) بالهمزة.
= وقد وجدته كذلك في النسخ المخطوطة التي عندي والنسختين الهنديّتين. وورد المسمّت في نسخ مصر وشرح القاموس وفي ترجمته إلى التركية لعاصم ولم يذكره اللسان ولا المخصّص في باب النعال ولم أقف فيه على نص لقدماء اللغويّين إلا أن الشيرازيّ وهو من علماء القرن الثالث عشر أورده في معيار اللغة بلفظ (متسمّت) ونصَّ على أنه اسم المكان من التفعّل فلعلّه وقف فيه على نصٍّ. وفي مادة (ب ر ث)"والجبل من الرمل" وفي نسخة الأستاذ "والحبل" بالمهملة ولا ريب في أنه الأصحّ وهو الوارد في النسخة طبع الميمنيّة بمصر. وفي مادّة (ز ل ج)"نلاقي بها يوم الصباح عدونا" وفي نسخة الأستاذ "الصياح" بالمثناة التحتيّة وقد وجدته كذلك في إحدى النسخ المخطوطة التي عندي والمتبادر أنه الأصح بأن يكون المراد يوم الغارة وصياح القوم بعضهم ببعض. والذي في سائر النسخ التي اطلعت عليها بالموحّدة. =
(6)
مادة (ف ج ج)"وهو أقبح من الفجج" وردت في نسختي "وهو أقبح من الفج" وصحح سعادته أنها (الفحج) وأظن أن الصواب ما ذكره.
(7)
مادة (ن ح ر)"كالنحيرة" وذكر أن صوابها (كالنحير) بدون تاء ووردت في نسختي (كالنحرة) بالتاء وبدون ياء بين الحاء والراء فأيهما أصح؟
(8)
مادة (ق ر ع)"وبثر أبيض يخرج بالفصال ودواؤه الملح وحَباب ألبان الإبل" وذكر أن صوابه جُباب، بضم الجيم وقد ورد كذلك في نسختنا، ولكن فيها بدل (ودواؤه الملح)(وَدُوّارَةُ المَسْلَخِ) بضم الدال وتشديد الواو وفتح الراء المهملة وتاء التأنيث و (المسلخ) بفتح الميم وسكون السين المهملة وفتح اللام والخاء المعجمة. وهذا مما يحتاج لبحث وتحقيق لبيان أيهما الصواب.
(9)
مادة (ب ق ق)"كالبقَاقة" بفتح القاف الأولى من غير تشديد
= وفي مادّة (ن ح ر)"والنحيرة أول يوم من الشهر أو آخره أو آخر ليلة منه كالنحيرة" فذكرت أن الصواب "كالنحير" وفي نسخة الأستاذ "كالنحرة" ولم أجد أحدًا ذكرها فالصواب ما ذكرته اعتمادًا على ما في القاموس واللسان. وفي مادّة (ق ر ع)"وبثر أبيض يخرج بالفصال ودواؤه الملح" وفي نسخة الأستاذ "ودوّارة المسلخ" والصواب الأول لقول صاحب اللسان "فإذا لم يجدوا ملحًا نتفوا أوباره ونضحوا جلده بالماء ثم جرّوه على السبخة" أي أنهم يداوون القرَع بالملح وجباب ألبان الإبل فإن لم يجدوا ملحًا داووه بالصفة التي ذكرها.
وفي مادة (ب ق ق)"كالبَقاقة" بالتخفيف وفي نسخة الأستاذ بتشديد القاف =
ولكن في نسختنا بتشديدها فأيهما أصح؟
(10)
مادة (ش ن ن)"والقربةُ اخلقت كاستثنّت" وذكر أن صوابها فيما يظهر (كاشتنّت) على افتعل ويحتمل أن يكون كأشنّت على أفعل وفي نسختنا (كاشتنّت) على افتعل فقد صار متعينًا أنه الصواب.
(11)
مادة (وذن)"التودن الصرف والإعجاب" وصوابها التوذّن بالذال ولكن في نسختنا بدل (والإعجاب)(والإهاب) فأيهما أصح؟
(12)
مادة (ح وو)"الحُوَّة بالضم سواد إلى الخضرة أو حمرة إلى سواد" وفي نسختنا "سواد إلى الحمرة أو حمرة إلى سواد" فأيهما الصواب؟
* * *
= وقد ضبط في اللسان بلا تشديد وذكر أنَّ الهاء فيه للمبالغة والظاهر أن كليهما صحيح أخذًا من قول ابن الأثير في النهاية "يقال رجل لقّاق بقّاق ولقاق بقاق إذا كان كثير الكلام" أي بالتخفيف والتشديد. ونصَّ صاحب معيار اللغة على التخفيف فقط فضبط البقاق والبقاقة للرجل الكثير الكلام كسحاب وسحابة. وفي مادّة (وذن)"التوذّن الصرف والإعجاب" وفي نسخة الأستاذ (والإهاب) ومعنى الإهاب الجلد أو ما لم يدبغ منه وهو بعيد عما هنا والذي في اللسان الإعجاب أيضًا ويؤيده قول معيار اللغة "تؤذّنه عنه على تفعل صرفه وفلانًا أعجبه".
وفي مادّة (ح وو) الحوّة بالضمّ سواد إلى الخضرة أو حمرة إلى سواد" وفي نسخة الأستاذ "سواد إلى حمرة أو حمرة إلى سواد" والظاهر أن الصواب الأول ويؤيّده قول اللسان "الحوّة سواد إلى الخضرة، وقيل: حمرة تضرب إلى السواد" ومثله في معيار اللغة، والله أعلم.