الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واشتغل بالمحاماة الشرعية، وتقلب في وظائف تعليمية متعددة إلى أن كان أستاذًا للشريعة في دار العلوم، فناظرًا لمدرسة عثمان ماهر باشا، وتوفي رحمه الله سنة 1360 هـ (1).
وأحمد شاكر شديد الإعجاب بالشيخ عبد الوهاب النجار، ويعدّه من أساطين العلم وحماة الإسلام الذين تخرجوا من دار العلوم الأزهرية (2).
16 - الأستاذ علي الجارم:
قال أحمد شاكر: "أستاذنا الكبير العلّامة أمير الشعراء علي بك الجارم"(3)
والجارم أديب كبير، من رجال التعليم في مصر، له شعر ونظم كثير، ولد سنة 1299 هـ، وتعلم في القاهرة وإنجلترا. وجُعل كبيرًا لمفتشي اللغة العربية بمصر، فوكيلًا لدار العلوم، حتى سنة 1942 م، ومثّل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي، توفي رحمه الله سنة 1368 هـ (4).
(1) انظر: الأعلام (4/ 182).
(2)
انظر: كتاب الشرع واللغة، مبحث: الكتاب والسنة يجب أن يكونا مصدر القوانين في مصر، (ص 68).
(3)
تقدمة أحمد شاكر للرسالة (ص 24).
(4)
انظر: الأعلام للزركلي (4/ 294)، ومقدمة عباس العقاد لديوان علي الجارم (ص 7).
وقد كان أحمد شاكر يعرض على الأستاذ الجارم بعض عمله في تحقيق كتاب الرسالة للإمام الشافعي، ويستنير برأيه ويأنس به.
ومن ذلك أن الشيخ أحمد شاكر نشر كتاب الرسالة عن أصل بخطّ الربيع بن سليمان صاحب الشافعي، وكتبه في حياته.
وهذه النسخة التي كتبها الربيع بن سليمان غاية في الدقة والضبط، كما بين ذلك أحمد شاكر بقوله: "وأما الثقة بها فما شئت من ثقةٍ، دقةٌ في الكتابة، ودقة في الضبط، كعادة المتقدمين من أهل العلم الأولين. فإذا اشتبه الحرف المهمل بين الإهمال والإعجام، ضبطه بإحدى علامتي الإهمال: إما أن يضمع تحته نقطةً، وإما أن يضع فوقه رسم هلال صغير، حتى لا يُشَبَّهَ فيتصحف على القارئ. ومن أقوى الأدلة على عنايته بالصحة والضبط، أنه وضع كسرةً تحت النون في كلمة (النَّذارة) .. وهي كلمة نادرة، لم أجدها في المعاجم إلا في القاموس، ونصَّ على أنها عن الإمام الشافعي، وهي تؤيد ما ذهبت إليه من الثقة بالنسخة، وتدل على أن الربيع كان يتحرَّى نطق الشافعيّ، ويكتب عنه عن بينة.
ومن الطرائف المناسبة هنا أني عرضت هذه الكلمة على أستاذنا الكبير العلامة أمير الشعراء علي بك الجارم، فيما كنت أعرض عليه من عملي في الكتاب، فقال لي: كأنك بهذه الكلمة جئتَ بتوقيع الشافعي على النسخة. وصدق حفظه الله" (1).
(1) تقدمة أحمد شاكر للرسالة (ص 24).