الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس: آثاره العلمية
المتتبع لآثار الشيخ أحمد شاكر العلميّة يلحظ أن له يدًا باسطة في غير علمٍ من العلوم من فقه وأصول وتفسير وحديث ولغة وأدب، ومصنفاته وتحقيقاته شاهدة على سَعَة دائرته في هذه العلوم، وإليك بيان آثاره مرتبة على الفنون (1).
أولًا: آثار الشيخ في القرآن وعلومه:
1 - تفسير الطبري المسمى (جامع البيان عن تأويل آي القرآن):
يعتبر هذا التفسير من أعظم التفاسير قال عنه الشيخ أحمد شاكر:
(1) اجتهدت ما استطعت في جمع كل آثار الشيخ أحمد شاكر العلمية، وأفدت من وثيقة فيها حصر لكثير من آثار الشيخ العلمية، وهذه الوثيقة مطبوعة في ثلاث ورقات كتبها الشيخ أحمد شاكر في حياته وذيلها باسمه وتوقيعه، وله عليها تعليقات بالقلم، ومن فوائد هذه الوثيقة أنها عُنيت بذكر جهة النشر، وسنة الطبع، وطبيعة عمل الشيخ شاكر في الكتاب، وكنت أخذت هذه الوثيقة الهامة من الأستاذ أسامة ابن الشيخ أحمد شاكر عند زيارتي له في بيته.
وأفدت أيضًا من رسالة ماجستير قدمت لجامعة الأزهر سنة 1412 هـ، بعنوان: العلّامة أحمد شاكر وجهوده في السنة المطهرة، للشيخ علاء عنتر.
ومما يشار إليه أن رجب عبد المقصود ذكر طرفًا من آثار الشيخ العلمية في كتابه: الصبح السافر في حياة العلامة أحمد شاكر. وكذلك إبراهيم الأثري في مقال بعنوان: ترجمة العلامة أحمد محمد شاكر وبيان جهوده العلمية. الذي نشره في مجلة الحكمة (العدد الرابع، سنة 1415 هـ، بريطانيا). وكلا البحثين ينقصهما الاستيفاء، والدقة أحيانًا.
"وهو أعظم تفسير رأيناه، وأعلاه وأثبتُه. استحقَّ به مؤلفه الحجة أن يسمى (إمام المفسرين) "(1).
وقد قام الشيخ أحمد شاكر بمراجعة الكتاب وتخريج أحاديثه ودَرْس أسانيده.
أما الأستاذ محمود شاكر فقد اضطلع بتحقيق الكتاب، والتعليق عليه، وصنع الفهارس له، وهو خير من يستطيع أن يحمل هذا العبء، ويقوم بهذا العمل حقَّ القيام كما ذكر الشيخ أحمد شاكر (2).
وتمنّى الأستاذ محمود مشاركة أخيه أحمد في كل أجزاء العمل:
"وكنت أحبُّ أن يكون العمل في نشر هذا الكتاب مشاركة بيني وبين أخي في كل صغيرةٍ وكبيرة، ولكن حالت دون ذلك كثرة عمله وليته فعل، حتى أستفيد من علمه وهدايته، وأتجنب ما أخاف من الخطأ والزلل في كتاب - قال فيه أبو عمر الزاهد، غلام ثعلب (3): "قابلت هذا الكتاب من أوله إلى آخره، فما وجدت فيه حرفًا خطأً في نحو أو لغة"، وأنَّى لمثلي أن يحقق كلمة أبي عمر في كتاب أبي جعفر ونحن أهل زمانِ أُوتوا من العجز والتهاون، أضعاف ما أوتي
(1) تقدمة أحمد شاكر لتفسير الطبري (1/ 7).
(2)
تقدمة أحمد شاكر لتفسير الطبري (1/ 6).
(3)
هو: أبو عمر محمد بن عبد الواحد، يعرف بغلام ثعلب، من أكابر أهل اللغة وأحفظهم لها، توفي ببغداد سنة 345 هـ. انظر: طبقات النحويين واللغويين للزُّبيدي (ص 209).
أسلافهم من الجد والقدرة!
فتفضل أخي أن ينظر في أسانيد أبي جعفر، وهي كثيرة جدًّا، فيتكلم عن بعض رجالها، حيث يتطلب التحقيق ذلك، ثم يخرِّج جميع ما فيه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن وجدَ بعد ذلك فراغًا نظر في عملي وراجعه واستدرك عليه، فشكرتُ له هذه اليدَ التي طوّقني بها، وكم له عندي من يدٍ لا أملك جزاءها، عند الله جزاؤها وجزاء كل معروف، وحسبُه من معروف أنّه سدّد خُطاي صغيرًا وأعانني كبيرًا" (1).
وعمل الشيخ أحمد شاكر في الكتاب يتجلّى في ما يلي:
أ - تخريج ما فيه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ب - النظر في أسانيد أبي جعفر والكلام على بعض الرجال جرحًا وتعديلًا، وكان هذا في الأجزاء الثمانية الأُول، وقد شارك الأستاذ محمود شاكر منذ الجزء الرابع في بيان حال بعض رجال أسانيد الآثار دون الأحاديث، ثم انفرد محمود في الجزء التاسع وما يليه بالمراجعة وتخريج الأحاديث (2).
وطبع الكتاب بدار المعارف سنة 1956 م، وصدر منه ستة عشر جزءًا.
(1) تقدمة محمود شاكر لتفسير الطبري (1/ 12 - 13).
(2)
مقدمة محمود شاكر لتفسير الطبري (4/ 6، 10/ 7).