الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكلام وما يأتلف منه
(خ 2)
* "أَلْ" في: «الكلام» لبيان الحقيقةِ، نحو: الرجلُ خيرٌ من المرأة
(1)
.
* وقولُه: «منه» : "مِنْ" هنا بمنزلتها في: خرجت من البصرة
(2)
.
كلامنا لفظ مفيدٌ كاستقم
…
واسمٌ وفعل ثم حرفٌ الكلم
(خ 1)
* ممَّا خرج بقوله: «مفيد» : ما كان معناه واجبًا أو ممتنعًا، نحو: السماءُ فوقَ الأرضِ، والثلجُ باردٌ، والنارُ محرقةٌ، وحَمَلت الجبلَ
(3)
.
* ع: المسوِّغُ لاستعمال «ثُمَّ» هنا الضرورةُ، كما سوَّغتْ ذلك في قول الآخرِ
(4)
:
التَّمْرُ وَالسَّمْنُ مَعًا ثُمَّ الأَقِطْ
الحَيْسُ إِلَّا أَنَّها لَمْ تَخْتَلِطْ
(5)
(6)
أنه إنما أراد: السمنُ والتمرُ والأَقِطُ، لكنْ لم يتَّزنْ له، فجاء بـ"ثم" في غير التراخي للضرورة، وإن شئت قلت: إنها للتراخي لا في
…
(7)
، فأتى بها ليُعلم أن مرتبة هذا أنقصُ من مرتبة ما قبله
(8)
.
(1)
الحاشية في: 2.
(2)
الحاشية في: 2.
(3)
الحاشية في: 1/ب.
(4)
لم أقف على تسميته.
(5)
بيتان من مشطور الرجز. ينظر: الصحاح (ح ي س) 3/ 921، وتاج العروس (ح ي س) 15/ 568.
(6)
موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.
(7)
موضع النقط مقدار ثلاث كلمات لم أتبيَّن أولها، ورسمها: الانفسا، وانطمس باقيها في المخطوطة.
(8)
الحاشية في: 1/ب.
* قال ابنُ
(1)
الطَّرَاوة
(2)
: قال س
(3)
: الكَلِمُ: اسم وفعل وحرف. وقال صاحبُ
(4)
"الإيضاح"
(5)
: الكَلِمُ يأتلفُ من ثلاثة أشياءَ: اسم وفعل وحرف؛ فما زعمه س ينقسمُ إلى ثلاثةٍ زعمه أبو عَلِيٍّ ملتئمًا من ثلاثة، وهذا نقضُ الأولِ، إلا أن ما زعمه س معقولٌ، بخلاف هذا؛ لأنك تقول: ما الشيءُ الذي ينقسمُ إليه الكَلِمُ؟ فيقول: الاسم والفعل والحرف، ثم تقول: ما الشيءُ الذي ينقسمُ منه الاسم والفعل والحرف؟ فيقول: الكَلِمُ، فيدور كلٌّ منهما على صاحبه، بخلاف ما زعمه أبو عَلِيٍّ
(6)
.
(خ 2)
* «كلامنا لفظ مفيد» إلى آخره: قولُه: «مفيد» صفةٌ، لا خبرٌ بعد خبرٍ؛ لأن الأول لا يستقلُّ بالخبرية، وكذا القولُ في نحو: الإنسانُ حيوانٌ ناطقٌ.
وفي كلٍّ من: «لفظ» و: «مفيد» ضميرٌ، أما الثاني فلأنه مشتقٌّ، وأما الأول فلأنه مؤوَّلٌ بالمشتق، والضميرُ الأول نائبٌ عن الفاعل، والثاني فاعلٌ، ونظيرُ الخبرِ الأولِ:{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ}
(7)
(8)
.
(1)
هو سليمان بن محمد بن عبدالله المالقي، أبو الحسين، من أعلام النحو بالأندلس، أخذ عن الأعلم، وأخذ عنه السهيلي، له: الترشيح، والإفصاح، وغيرهما، توفي سنة 528. ينظر: إنباه الرواة 4/ 113، والبلغة 149، وبغية الوعاة 1/ 602.
(2)
الإفصاح 17.
(3)
الكتاب 1/ 12.
(4)
هو الحسن بن أحمد بن عبدالغفار الفارسي، أبو علي، أخذ عن الزجاج وابن السراج وغيرهما، وبرع في علم العربية، أخذ عنه ابن جني والربعي، له: الإيضاح والتكملة، والتذكرة، والحجة، وغيرها، توفي سنة 377. ينظر: تاريخ العلماء النحويين 26، ونزهة الألباء 232، ومعجم الأدباء 2/ 811، وإنباه الرواة 1/ 308، وبغية الوعاة 1/ 496.
(5)
71.
(6)
الحاشية في: 1/ب.
(7)
لقمان 11.
(8)
الحاشية في: 2.
* وفي: «مفيد» من التصريف: نقلُ حركة العين إلى الفاء، وفي:«استقم» كذلك، ثم حذفُ العين؛ لسكونها وسكونِ اللام؛ للأمر
(1)
.
* قولُه: [«كلامُنا لفظٌ مفيدٌ»]
(2)
: ليس هذا الإخبارُ على حدِّ قولك: أبونا منطلقٌ، وكلامُنا حسنٌ، أعني: مما الخبرُ فيه أعمُّ من المبتدأ، وإنما هو على الحصر، أي: الكلامُ في اصطلاحنا منحصرٌ في اللفظ المفيد، وكذا كلُّ حدٍّ ومحدودٍ لا يكون إلا على هذا، وربما صرَّحوا بالحصر، كقوله
(3)
:
قَوْلٌ مُفِيدٌ طَلَبًا أَوْ خَبَرَا
…
هُوَ الكَلَامُ
(4)
(5)
....
…
... .....
* وقولُه: «مفيدٌ» لا معمولَ له ألبتةَ؛ لأن معناه: ذو إفادةٍ، فهو كقوله
(6)
:
…
يَجْرَحْ فِي عَرَاقِيبِهَا نَصْلِي
(7)
وعلى هذا فليس قوله في "الكافية"
(8)
: "طلبًا" معمول
(9)
له، وحدُّه في "الكافية"
(1)
الحاشية في: 2.
(2)
ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.
(3)
هو ابن مالك.
(4)
بعض بيت من "الكافية الشافية"، وهو بتمامه:
قولٌ مفيدٌ طلبًا أو خَبَرا
…
هو الكلامُ، كـ"استَمِعْ" و"سَتَرَى"
ينظر: شرح الكافية الشافية 1/ 157.
(5)
الحاشية في: 2.
(6)
هو ذو الرُّمَّة.
(7)
بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:
فإن تعتذرْ بالمَحْل من ذي ضُروعِها
…
إلى الضَّيْف يَجْرَحْ في عراقيبها نَصْلي
المَحْل: الجدب، وذو ضروعها: اللبن، ونصلي: سيفي. والشاهد: تضمين "يجرح" معنى يعمل أو يعيث، فاستعمل قاصرًا، فهو مثل قوله:"مفيد" حيث استعمل هنا قاصرًا، وأصله متعدٍّ. ينظر: الديوان 1/ 156، وشرح التسهيل 2/ 162، والتذييل والتكميل 5/ 77، ومغني اللبيب 686، وخزانة الأدب 2/ 128، وتاج العروس (س ق د) 8/ 209.
(8)
ينظر: شرح الكافية الشافية 1/ 157.
(9)
كذا في المخطوطة، والوجه: معمولًا.
فَسَدَ بما أدخله من التقسيم، فإن الإنشاء خرج منه، والحالُ مقيِّدةٌ، فلا يكونُ القولُ المفيدُ كلامًا إلا حالةَ كونه طلبًا أو خبرًا، فهو إن كان أحسنَ من هذا الحدِّ
(1)
باستعمال جنسٍ قريبٍ؛ إلا أن هذا صحيحٌ وذاك فاسدٌ؛ لاقتضائه أن القول المفيدَ إنشاءً ليس بكلامٍ
(2)
.
* قولُه: «كاستقم» على تفسير ابنِه
(3)
: نعتُ مصدرٍ محذوفٍ، فهو معمولٌ لـ"مفيد"، أي: فائدةً تامةً كفائدة "استقم"، فحَذف المصدرَ وصفتَه والمضافَ، وعلى قولنا
(4)
: خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ، أي: وذلك كـ: استقم
(5)
.
* قولُه: «ثُمَّ حَرْفٌ» : مَنْ قال: إنه أراد بـ"اسم" و"فعل" و"حرف": الجمعَ
(6)
؛ فمردود؛ لأن ذلك خاصٌّ بالنفي، كـ: ما جاءني رجلٌ، وأداةِ العموم، نحو: كلُّ رجلٍ، والتمييزِ، نحو: عشرون رجلًا، والتقليلِ، نحو: أقلُّ رجلٍ، ومِنْ ثَمَّ يُستثنى من هذا؛ وذلك لأنه راجعٌ إلى النفي.
قيل: وفي غيرها، نحو:{فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ}
(7)
، {عَلِمَتْ نَفْسٌ}
(8)
، وقال
(9)
:
(1)
أي: حدُّه في الخلاصة الألفية.
(2)
الحاشية في: 2.
(3)
هو ابن الناظم، قال في شرح الألفية 5:«كأنه قال: الكلام لفظ مفيد فائدةً تامةً يصح الاكتفاء بها، كالفائدة في: استقم، فاكتفى عن تتميم الحد بالتمثيل» . وابن الناظم هو محمد بن محمد بن عبدالله بن مالك، بدر الدين، أبو عبدالله، أخذ عن والده، وتصدر بعد وفاته، له: شرح ألفية والده، وتكملة شرح التسهيل لوالده، والمصباح في اختصار المفتاح، وغيرها، توفي سنة 686. ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 581، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 198، وبغية الوعاة 1/ 225.
(4)
أي: إن قوله: "مفيد" بمعنى ذو إفادة، فلا معمول له، كما تقدم في الحاشية السابقة.
(5)
الحاشية في: 2.
(6)
أي: كل واحد من هذه الثلاثة مفرد مراد به الجمع، أي: الأسماء والأفعال والحروف.
(7)
القمر 54.
(8)
التكوير 14، والانفطار 5.
(9)
لم أقف له على نسبة.
فِي حَلْقِكُمْ عَظْمٌ
(1)
…
....
…
قلنا: مسموعٌ وضرورةٌ.
قيل: وهذا ضرورةٌ أيضًا.
قلنا: فالإشكالُ على س
(2)
.
قال ابنُ
(3)
عُصْفُورٍ
(4)
: وشرطُ المفردِ بمعنى الجمعِ أن [لا]
(5)
يكون في الإيجاب، وأن يكون نكرةً، فقولُه:
فِي حَلْقِكُمْ عَظْمٌ
…
...
…
..
ضرورتان
(6)
.
فإن قلت: الترجمةُ تقتضي أن الكلام مركبٌ؛ لأنه ذَكَر أنه مؤلَّف، والمؤلَّفُ مركبٌ وزيادةٌ، وتمثيلُه يقتضي أنه بسيط.
قلت: هو مؤلَّف من جزأين، أحدُهما: الملفوظُ به، والثاني: الفاعلُ المقدرُ الذي
(1)
بعض بيت من مشطور الرجز، وهو بتمامه:
في حَلْقِكم عظمٌ وقد شَجِينا
ينظر: الكتاب 1/ 209، ومجاز القرآن 1/ 79، ومعاني القرآن للأخفش 1/ 249، ومعاني القرآن وإعرابه 1/ 83، وشرح جمل الزجاجي 1/ 88، وخزانة الأدب 4/ 73، 7/ 559، 562.
(2)
في قوله في الكتاب 1/ 12: «فالكلم: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى» . وينظر منه 1/ 209.
(3)
هو علي بن مؤمن بن محمد الإشبيلي، أبو الحسن، من مشاهير نحاة الأندلس، أخذ عن الشلوبين، له: شرح جمل الزجاجي، وضرائر الشعر، والمقرب، وغيرها، توفي سنة 669، وقيل غير ذلك. ينظر: البلغة 218، وبغية الوعاة 2/ 210.
(4)
شرح جمل الزجاجي 1/ 88، 475، 486.
(5)
ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو عند ابن عصفور، والسياق يقتضيه.
(6)
هما: استعمال المفرد "حلق" مرادًا به الجمع في غير النفي، وكونه مع ذلك معرفةً؛ لأنه مضاف إلى الضمير.
هو في قوة الملفوظِ به
(1)
.
* قولُه:
وَإِنَّ عَنَاءً أَنْ تُفَهِّمَ جَاهِلًا
…
وَيَحْسَبُ جَهْلًا أَنَّهُ مِنْكَ أَعْلَمُ
(2)
وقولُه: /
يَكُونُ مِزَاجُهَا عَسَلًا وَسَمْنَا
(3)
(4)
ضرورةٌ، خلافًا لمن أجازه في باب "إنَّ". قاله شرف
(5)
.
ع: المجيزُ ابنُ مالكٍ
(6)
، وأجازه في "كان" أيضًا
(7)
.
* «الكَلِم» جمعُ كثرةٍ. ويجرى
(8)
: أي: لو بُرِيَتْ كلُّ شجرةٍ شجرةٍ من أشجار
(1)
الحاشية في: 2.
(2)
بيت من الطويل، لصالح بن عبدالقدوس، وقيل: لعمرو بن زعبل التميمي. الشاهد: الإخبار بالمعرفة عن النكرة. ينظر: البيان والتبيين 1/ 246، 4/ 22، والتمثيل والمحاضرة 78، وربيع الأبرار 2/ 27، والحماسة البصرية 2/ 873، وضرائر الشعر 296، وارتشاف الضرب 5/ 2453.
(3)
كذا في المخطوطة، ولم أقف على هذه الرواية، ولا شاهد فيها، ولعل الصواب ما في مصادر البيت: يكون مزاجَها عسلٌ وماءُ، وروي بنصبهما.
(4)
يشبه أن يكون عجز بيت من الوافر، لحسان بن ثابت رضي الله عنه، وهو بتمامه:
كأنّ سبيئةً من بيت رأسٍ
…
يكون مزاجَها عسلٌ وماءُ
والسبيئة: الخمر، وبيت رأس: موضع. الشاهد: الإخبار بالمعرفة عن النكرة. ينظر: الديوان بشرح البرقوقي 3، والكتاب 1/ 49، ومعاني القرآن للفراء 3/ 215، والمقتضب 4/ 92، والأصول 1/ 67، والمحتسب 1/ 279، والتذييل والتكميل 4/ 185، ومغني اللبيب 591، 911، وخزانة الأدب 9/ 224.
(5)
ارتشاف الضرب 3/ 1178، 5/ 2452.
(6)
شرح التسهيل 1/ 356، 2/ 17.
(7)
الحاشية في: 2، 3. ولعل وجه تعلُّقها بالبيت أنه قد يقال: إنَّ: «اسم وفعل ثم حرف» نكراتٌ أخبر عنهن بـ «الكَلِم» ، وهو معرفة.
(8)
كذا في المخطوطة، وصوابه: زمخشري، وهو محمود بن عمر الخوارزمي، أبو القاسم، من كبار علماء التفسير والنحو والبلاغة، له: الكشاف في التفسير، والمفصل في النحو، والفائق في غريب الحديث، وغيرها، توفي سنة 538. ينظر: نزهة الألباء 290، ومعجم الأدباء 6/ 2687، وبغية الوعاة 2/ 279. وكلامه في الكشاف 3/ 501 أورده جوابًا عن التعبير في قوله تعالى في سورة لقمان 27:{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} بـ"كلمات" الدال على القلة بدل "كَلِم" الدال على الكثرة.
الأرض أقلامًا، حتى لم يبقَ شجرةٌ إلا وقد بُرِيَتْ أقلامًا، وكان البحرُ الأعظمُ بمثابة الدَّوَاة، والأبحرُ السبعةُ كمِلْئِه مدادًا، وهي تصبُّ فيه مدادًا أبدًا صبًّا لا ينقطعُ، وكُتِبتْ بتلك الأقلام كلِّها كلماتُ الله؛ لنَفِدَ البحرُ والمدادُ والأقلامُ، ولم تنفدْ كلماتُه، فكيف كَلِمُه قد عُرِفَ؟
ثم قيل: "من شجرة" دون: "شجرة"، و"كلمات" دون:"كلمة"، و"يمده" دون:"والأبحر مدادًا".
ورُفِعَ "البحر" عطفًا على محل "أَنَّ"؛ لأنه فاعلُ "ثَبَتَ"، أو مبتدأٌ، والواوُ للحال.
وقرئ: {وَبَحْرٌ}
(1)
، {وَالْبَحْرَ}
(2)
عطفٌ على اسم "أَنَّ"
(3)
.
واحِدُه كلِمةٌ والقولُ عَم
…
وكِلْمةٌ بها كلامٌ قد يُؤَمْ
(خ 1)
* [«واحِدُهُ كَلِمةٌ»]: من أسماء الأجناس
(4)
.
* [«وكِلْمةٌ»]: في "الكَلِمة" ثلاثُ لغاتٍ. من "الكفاية"
(5)
(6)
.
(1)
لقمان 27، وهي قراءة ابن مسعود وطلحة بن مصرف. ينظر: معاني القرآن للفراء 2/ 329، والمحتسب 2/ 169.
(2)
هي قراءة أبي عمرو. ينظر: السبعة 513.
(3)
الحاشية في: 3.
(4)
الحاشية في: 1/ب، ولها تتمة قد ضرب عليها، ولم أستطع قراءتها.
(5)
ينظر: النهاية في شرح الكفاية 1/ 40، وفيه:«وفي الكلمة ثلاث لغات: كَلِمة كـ"نَبِقة"، وهي لغة أهل الحجاز، وكَلْمة كـ"جَفْنة"، وهي لغة ربيعة، وكِلْمة كـ"سِدْرة"، وهي لغة بني تميم» .
(6)
الحاشية في: 1/ب.
* قولُه: «قد يُؤَمّْ» : "قد" للتقليل. قال س
(1)
في باب عِدَّةُ ما يكون عليه الكَلِمُ: وأما "قد" فجوابٌ لقوله: لمَّا يفعل، فتقول: قد فَعَلَ. ثم قال: وتكون "قد" بمنزلة "رُبَّما"، قال الهُذَليُّ
(2)
:
قَدْ أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرًّا أَنَامِلُهُ
…
كَأَنَّ أَثْوَابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصَادِ
(3)
كأنه قال: رُبَّما. هذا نصُّه.
فاختلف الناس في فهم هذا، فقال المصنِّف
(4)
: إطلاقُه القولَ بأنها بمنزلة "رُبَّما" موجبٌ للتسوية بينهما في التقليل والصرفِ إلى المضي. وقال بعض الناس
(5)
: لم يبيِّن س الجهةَ التي فيها "قد" بمنزلة "رُبَّما"، وعدمُ التبيين لا يدل على التسوية في الأحكام، بل
…
(6)
على نقيض ما زعم
(7)
، وهو أن "قد"
…
(8)
الإنسان لا يفخر بشيءٍ يقعُ منه على سبيل التقليل والندرة، وإنما يفخر بما يقع منه
(9)
كثيرًا.
ع: "قد" تكون
…
(10)
فتكون
…
(11)
وقد تخلو من التقليل، فتكون للتحقيق،
(1)
الكتاب 4/ 223، 224.
(2)
لم أقف على تسميته، ونسب إلى عَبِيد بن الأبرص الأسدي.
(3)
بيت من البسيط. القِرْن: المِثْل في الشجاعة، ومصفرًّا أنامله: أي: أتركه ينزف دمًا حتى تصفر أصابعه، ومُجَّت: دُمِيت وصُبِغت، والفرصاد: التوت. ينظر: ديوان عَبِيد 49، والمقتضب 1/ 43، وكتاب الشعر 2/ 391، وأمالي ابن الشجري 1/ 324، ومغني اللبيب 231، وخزانة الأدب 11/ 253.
(4)
شرح التسهيل 1/ 29.
(5)
هو أبو حيان في التذييل والتكميل 1/ 107.
(6)
موضع النقط مقدار كلمتين انطمستا في المخطوطة.
(7)
أي: ابن مالك.
(8)
موضع النقط مقدار سطر انطمس في المخطوطة.
(9)
انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(10)
موضع النقط مقدار كلمتين انطمست أولاهما في المخطوطة، ولم أتبيَّن الثانية، ورسمها: نظيره.
(11)
موضع النقط مقدار كلمتين أو ثلاث انطمست في المخطوطة.
مع دخولها على المضارع، نحو:{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ}
(1)
، وقولِ الشاعر
(2)
:
وَقَدْ تُدْرِكُ الإِنْسَانَ رَحْمَةُ رَبِّه
البيتَ
(3)
(4)
.
(خ 2)
* قولُه: «كَلِمةٌ» : اسمُ الجنس يستوي مذكَّرُه ومؤنَّثُه، تقول: بقرةٌ للمذكر والمؤنث، وأجاز الكوفيون
(5)
أن تكون ألفاظُ الجموع من هذا للمفرد المذكر، فيقولون: بقرٌ للمذكر، وحكوا: رأيت عقربًا على عقربةٍ، وحمامًا على حمامةٍ.
قال ابنُ عُصْفُورٍ
(6)
: إلا في "حَيَّة"؛ فإنه يقال فيهما؛ لأنهم لم يقولوا في الجمع
(7)
؛ لئلا يلتبسَ بضد الميت، فلما لم يجمعوه لم يكن للمذكر ما ينطلق عليه.
ولا أدري ما هذا
(8)
.
* في نسخةٍ
(9)
(10)
.
(1)
الأنعام 33.
(2)
هو ورقة بن نوفل.
(3)
صدر بيت من الطويل، وعجزه:
…
ولو كان تحتَ الأرضِ ستين واديا
ينظر: سيرة ابن إسحاق 119، وسيرة ابن هشام 1/ 232، والروض الأنف 2/ 246، وشرح التسهيل 1/ 29، والتذييل والتكميل 1/ 108.
(4)
الحاشية في: 2/أ.
(5)
ينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/ 68، 2/ 310، والمخصص 5/ 73، وارتشاف الضرب 2/ 637.
(6)
شرح جمل الزجاجي 2/ 370.
(7)
أي: لم يقولوا: حيّ، بغير تاء التأنيث.
(8)
الحاشية في: 3.
(9)
لم ترد هذه الرواية في نسخ الألفية العالية التي اعتمدها محققها. ينظر: الألفية 70، البيت 9.
(10)
الحاشية في: 3.
بالجرِ والتنوينِ والندا وأل
…
ومسندٍ للاسمِ تمييزٌ حصل
(خ 1)
* [«والتنوين»]:
…
(1)
على نون ساكنةٍ في الوضع؛ ليُحتَرَز من مثل: {مَحْظُورًا * انْظُرْ}
(2)
(3)
. * [و"أَلْ"]: قال عبدُ
(4)
القاهِر
(5)
حين ذكر أن "أل" من خواص الاسم: فأما ما أنشده أبو
(6)
زيدٍ
(7)
من قوله
(8)
:
يَقُولُ الخَنَا وَأَبْغَضُ العُجْمِ نَاطِقًا
…
إِلَى رَبِّنَا صَوْتُ الحِمَارِ اليُجَدَّعُ
وَيَسْتَخْرِجُ اليَرْبُوعَ مِنْ نَافِقَائِهِ
…
وَمِنْ جُحْرِهِ بِالشِّيْحَةِ اليُتَقَصَّعُ
(9)
(1)
موضع النقط مقدار سطر انقطع في المخطوطة.
(2)
الإسراء 20، 21.
(3)
الحاشية في: 2/أ.
(4)
هو ابن عبدالرحمن الجرجاني، أبو بكر، من كبار علماء النحو والبلاغة، أخذ عن أبي الحسين ابن عبدالوارث ابنِ أخت أبي علي الفارسي، له: المقتصد في شرح الإيضاح، وأسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز، وغيرها، توفي سنة 471. ينظر: نزهة الألباء 264، وإنباه الرواة 2/ 188، وبغية الوعاة 2/ 106.
(5)
المقتصد في شرح الإيضاح 1/ 71، 72.
(6)
هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري، من أئمة اللغة، روى عن العرب، له: النوادر، والهمز، وغيرهما، توفي سنة 215. ينظر: أخبار النحويين البصريين 68، ونزهة الألباء 1014، ومعجم الأدباء 3/ 1359، وإنباه الرواة 2/ 30، وبغية الوعاة 1/ 582.
(7)
النوادر 276.
(8)
هو ذو الخرق الطّهَوي.
(9)
بيتان من الطويل. الخنا: الفحش، والعُجْم: جمع أعجم، وهو الحيوان الذي لا ينطق، والجَدْع: قطع الأذن، واليربوع: دُوَيَّبة تحفر الأرض، ونافقائه: جحره الذي يكتمه ويظهر غيره، والشِّيحة: موضع، ويتقصع: يدخل في قاصعائه، وهو جحره. ينظر: تهذيب اللغة 15/ 333، والحجة 6/ 120، وسر صناعة الإعراب 1/ 368، وشرح التسهيل 1/ 201، وتخليص الشواهد 154، والمقاصد النحوية 1/ 431، وخزانة الأدب 1/ 31 - 41.
فلا اعتدادَ به؛ لشذوذه قياسًا واستِعمالًا، وإنما جاء به على معنى: الذي يُجَدَّع، و: الذي يُتَقَصَّع، واستعمالُ هذا خطأٌ بإجماعٍ
(1)
.
* أعرب بعضهم: «تمييزٌ» فاعلًا تقدَّمَ على فعله للضرورة، وكنتُ أجوِّز أن البصريين يجوِّزون ذلك للضرورة، وأما الكوفيون فإنهم يجوِّزونه مطلقًا
(2)
، فلا نظرَ في هذا الإعراب على روايتهم، حتى رأيت أبا محمد بنَ السِّيْدِ رحمه الله تعالى قال في "الاقْتِضاب"
(3)
في قول الزَّبَّاء
(4)
:
…
مَشْيُهَا وَئِيدَا
(5)
:
إن البصريين لا يجيزون تقديم الفاعل في ضرورةٍ ولا غيرِها، فلا يكون "مَشْيُها" عندهم فاعلًا لقوله:"وئيدا"، وإنما هو على ما قال الفارسيُّ
(6)
بدلًا
(7)
من الضمير المرفوع في "للجِمَال". قال: وأما جَعْله إياه مبتدأً سدَّت الحالُ مسدَّ خبره؛ فردَّه الناسُ بأن ذلك لا يجوز إلا إذا كان الخبر "إذا كان" أو "إذ كان"، وهي لم تُرِد الإخبارَ عن مشيها في
(1)
الحاشية في: 2/أ.
(2)
ينظر: الإنصاف 2/ 682، والتبيين 394، وائتلاف النصرة 38.
(3)
3/ 172.
(4)
هي نائلة بنت عمرو بن الظرب، من العماليق، إحدى النساء اللاتي مَلَكْن في الجاهلية، ملكت بعد مقتل أبيها، ينظر: معجم الشعراء 329، وبغية الطلب 1/ 533.
(5)
بعض بيت من مشطور الرجز، وهو بتمامه:
ما للجِمَال مَشْيُها وَئِيدا
الوئيد: البطيء. ينظر: معاني القرآن للفراء 2/ 73، 424، وللأخفش 1/ 311، وجمهرة اللغة 3/ 1237، وأخبار الزجاجي 180، وشرح جمل الزجاجي 1/ 159، والتذييل والتكميل 6/ 177، ومغني اللبيب 758، والمقاصد النحوية 2/ 909، وخزانة الأدب 5/ 193، 7/ 295، 10/ 228.
(6)
لم أقف على كلامه.
(7)
كذا في المخطوطة مضبوطًا، والوجه: بدلٌ، لأنه خبر.
الزمان الماضي أو المستقبل. قال: وتصحيحُه أن يُقَدَّر
(1)
(2)
.
(خ 2)
* إنما كان الإسناد أعمَّ من الإخبار؛ لأن الإخبار هو الإعلام بالخبر، والخبرُ ما كان فيه القطعُ بأحد الجائزين، وإيجابٌ أو سلبٌ، ويقبل التصديقَ والتكذيبَ، والإسنادُ إلصاقُ الشيء بغيره، من قولك: أسندت ظهري إلى الحائط، أي: ألصقته به، واعتمدت به عليه
(3)
. فالإسناد إذًا أعمُّ من الإخبار؛ لأن صفة الإسناد موجودة في كل خبرٍ، وليست صفةُ الخبر موجودةً في كل إسناد، فلهذا كان كلُّ خبر إسنادًا، وليس كلُّ إسناد خبرًا
(4)
.
* للاسم علامةٌ سادسةٌ تُفهَم مما سيأتي
(5)
، وهو أن يدل على الأمر، ولا يقبل نون التوكيد، وللفعل أربعٌ، وللحرف مجموعُ أمرين: عدمُ قبول علاماتِ الاسم والفعل، وأن لا يقوم دليلٌ على نفي الحرفية.
ثم المضارعُ واحدةٌ: دخولُ "لم"، وعلامة الماضي اثنتان: تاءُ "فَعَلْت"، وتاءُ "أَتَتْ"، وعلامةُ الأمر: نونُ التوكيد مشروطةً بالدلالة على الأمر
(6)
.
* يدلُّ على صحة قول ص
(7)
في اشتقاق الاسم
(8)
أمورٌ:
أحدها: أن حذف اللام أكثرُ من حذف الفاء.
(1)
في الاقتضاب 3/ 173: «وتلخيص قول أبي علي رحمه الله: أن يكون التقدير: مشيها حين أراها ذات وئيد، يضمر الخبر، لأنه يقع على كل وقت ماض وحاضر ومستقبل، ويجعل "أراها" المضمر فعل حال، ويحذف "ذات"، ويقيم "الوئيد" مقامها» .
(2)
الحاشية في: 2/أ.
(3)
ينظر: المحكم 8/ 230.
(4)
الحاشية في: 3.
(5)
ص 163 في التعليق على قوله:
والأَمرُ إن لم يكُ للنون محلْ
…
فيه هو اسمٌ نحو "صهْ" و"حيَّهَل"
(6)
الحاشية في: 3.
(7)
ينظر: الإنصاف 1/ 8، والتبيين 132، وائتلاف النصرة 27.
(8)
أنه من "سمو" لا من "وسم" كما يرى الكوفيون.
الثاني: أنه أقيسُ منه.
الثالث: أنهم لم يعوِّضوا الهمزةَ في شيءٍ من المحذوف الفاءِ.
الرابع: أن قياس العوضِ أن يكون في غير محل الحذف.
الخامس: التكسير.
السادس: التصغير.
السابع: اشتقاق الفعل
(1)
.
* في نسخةٍ
(2)
(3)
.
بِتا فعلتَ وأَتَتْ ويا افْعَلي
…
ونونِ أَقبلَنّ فعلٌ ينجلي
(خ 2)
* يعني بتاء «أَتَتْ» : تاءَ التأنيث الساكنةَ، المنسوبَ معناها إلى الفاعل، كذا عبَّر عنها الأمينُ
(4)
المَحَلِّيُّ
(5)
، ولا بدَّ من ذلك؛ تحرُّزًا عن نحو: رُبَّتْ، وثُمَّتْ
(6)
.
* تاء التأنيث الساكنةُ خاصةٌ بالفعل، والمتحركةُ خاصةٌ بالاسم، ومن ثَمَّ قالوا: لو سميتَ بـ"ضَرَبَتْ" خاليًا من الضمير صرفتَه
(7)
، وثَنَّيته
(8)
، ووقفتَ عليه بالهاء؛ لأنها
(1)
الحاشية في: 3.
(2)
لم ترد هذه الرواية في نسخ الألفية العالية التي اعتمدها محققها. ينظر: الألفية 70، البيت 10.
(3)
الحاشية في: 3.
(4)
هو محمد بن علي بن موسى الأنصاري، أبو بكر، أحد أئمة العربية في مصر، له: مفتاح الإعراب في النحو، وأرجوزة في العروض، توفي سنة 673. ينظر: تاريخ الإسلام 15/ 266، والبلغة 280، وبغية الوعاة 1/ 192.
(5)
مفتاح الإعراب 47.
(6)
الحاشية في: 4.
(7)
على اعتبار التاء ليست للتأنيث، مثل تاء: أخت، وبنت، ولو اعتبرت التاء فيه للتأنيث اللفظي، مثل تاء طلحة وسلمة -وهو ما صرح به في آخر الحاشية- منع من الصرف. ينظر: الأصول 2/ 81، وإيضاح شواهد الإيضاح 1/ 405.
(8)
أي: خرج من الفعلية إلى الاسمية، فقبل التثنية التي هي من خصائص الأسماء.
صارت لتأنيث الاسم
(1)
.
سواهما الحرفُ كهل وفي ولم
…
فعل مضارع يلي لم كَيَشَمْ
(خ 2)
* [«هل»]: حرفٌ مشتركٌ بين الاستفهام والتحقيق
(2)
.
* مثالُ دخول «في» على الأسماء وعملِها فيها: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}
(3)
.
ومثالُ دخولِها
(4)
على الأفعال وعملِها: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
(5)
(6)
. * «لم» : حرفُ جزمٍ لنفي المضارع وقلبِه ماضيًا، وقد يستعمل استعمالَ "ما" في الضرورة، كقوله
(7)
:
وَأَمْسَوا بَهَالِيلَ لَوْ أَقْسَمُوا
…
عَلَى الشَّمْسِ حَوْلَيْنِ لَمْ تَطْلُعُ
(8)
(9)
* بَدَأ بالمضارع لوجهين:
أحدهما: شرفُه بالإعراب، ومشابهةِ الاسم.
الثاني: أنه أصل الأفعال؛ لأن جميع الأفعال أَوَّلَ ما تكون حالًا، ثم تصيرُ ماضيةً بعد وجودها، وكانت قبل وجودها مستقبلةً، فهو سابقٌ تقديرًا ووجودًا.
(1)
الحاشية في: 4.
(2)
الحاشية في: 4.
(3)
الذاريات 20 - 22.
(4)
يريد: "لم". وكان حق هذه العبارة أن يكتبها الناسخ إزاء قوله في البيت: "ولم"، لكنه كتبها متصلة مع ما قبلها.
(5)
الإخلاص 3، 4.
(6)
الحاشية في: 4.
(7)
لم أقف له على نسبة.
(8)
بيت من المتقارب. ينظر: ضرائر الشعر 310، وارتشاف الضرب 5/ 2455، وخزانة الأدب 9/ 3.
(9)
الحاشية في: 4.
وكما أن الكلام ثلاثةٌ: طلبٌ وخبرٌ وإنشاءٌ؛ فالكلمةُ ثلاثةٌ: اسمٌ وفعلٌ وحرفٌ، والفعلُ ثلاثةٌ: ماضٍ ومضارعٌ وأمرٌ.
وقيل: الكلامُ اثنان: طلبٌ وخبرٌ، والفعلُ اثنان: ماضٍ ومضارعٌ، والكلمةُ أربعةٌ، زِيدَ: وخالفةٌ، وهو ما نسميه: اسمَ فعلٍ
(1)
.
* قولُه: «فعلٌ مضارعٌ» إلى آخره يتضمَّن ذكرَ علاماتِ أقسامِ الأفعال الثلاثِ قبل الإعلام بالأقسام، وليس بالحسن؛ إذ الترتيبُ الجيدُ طبعًا وصناعةً أن تُعْلَمَ الأقسامُ بألقابها وكَمِّياتها، ثم يُذْكَرَ علاماتُها، وعلى هذا أئمةُ العلم، يقسمون الفعلَ ثلاثةَ أقسام، ثم يذكرون علاماتِ الأقسام المميِّزةَ لكل واحدٍ منها عن صاحبيه، وكذا فَعَل في "التسهيل"
(2)
، ومِثْلَ ما فَعَل في نظم "الألفية" فَعَل في نظم "الكافية"
(3)
(4)
.
وماضِيَ الأفعالِ بالتا مِزْ وسِمْ
…
بالنون فِعْلَ الأمرِ إن أمر فُهِم
(خ 1)
* قولُه: «بالتا» : مرادُه: التاءُ المعرِّفةُ، ثم هي تنقسم قسمين: تاءُ «فَعَلْت» ، وتاءُ «أَتَتْ» . وحسَّنه أنه لم يتقدم إلا لفظُ «تا» ، وأن تاءً أخرى كانت محذوفةً في قوله:«أَتَتْ»
(5)
(6)
.
(خ 2)
* [«مِزْ»]: ماز يَمِيزُ، ومَيَّز يُمَيِّزُ، وقُرئ بهما
(7)
.
(1)
الحاشية في: 4.
(2)
ينظر: شرح التسهيل 1/ 15.
(3)
ينظر: شرح الكافية الشافية 1/ 168.
(4)
الحاشية في: 4.
(5)
أي: إن قوله: بتاء "فعلت" و"أتت" تقديره: بتاء "فعلت" وتاء "أتت".
(6)
الحاشية في: 2/أ.
(7)
أي: قوله تعالى في سورة آل عمران 179: {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ، وقوله تعالى في سورة الأنفال 37:{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ، قرأ حمزة والكسائي بضم الياء والتشديد، وبفتحها والتخفيف باقي السبعة. ينظر: السبعة 220، 306، والإقناع 2/ 624.
ويُسمَّى الفعلُ: أجوفَ، وذو
(1)
الثلاثة
(2)
(3)
.
* [«أمرٌ»]: مرفوعٌ بفعل محذوفٍ على شريطة التفسير، مثل:{وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ}
(4)
(5)
.
والأَمرُ إن لم يكُ للنون محلْ
…
فيه هو اسمٌ نحو صهْ وحيَّهَل
(خ 2)
* [«هو اسم»]: جملةٌ اسميةٌ مخبَرٌ بها عن: «والأَمْرُ» ، وهي دالةٌ على جواب الشرط، لا جوابُه، خلافًا لمن غَلِطَ، وهو ابن
(6)
الخبَّاز
(7)
، حيث قال في قول لم يعط
(8)
:
اللَفْظُ إِنْ يُفِدْ هُوَ الكَلَامُ
(9)
:
إن الفاء محذوفةٌ للضرورة
(10)
(11)
.
(1)
كذا في المخطوطة، والوجه: ذا.
(2)
سمي الأجوفُ ذا الثلاثة لصيرورته مع تاء المتكلم على ثلاثة أحرف. ينظر: شرح الشافية للرضي 1/ 34.
(3)
الحاشية في: 4.
(4)
الانشقاق 3.
(5)
الحاشية في: 4.
(6)
هو أحمد بن الحسين بن أحمد الإربلي الموصلي، أبو عبدالله، كان عالمًا باللغة والفقه، سريع الحفظ، وكان ضريرًا، له: النهاية في شرح الكفاية، والغرة المخفية في شرح الدرة الألفية، وتوجيه اللمع، وغيرها، توفي سنة 639. ينظر: البلغة 72، وبغية الوعاة 1/ 304.
(7)
الغرة المخفية في شرح الدرة الألفية 4/أ.
(8)
كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: ابن مُعْطٍ. وهو يحيى بن مُعْط بن عبدالنور الزواوي، أبو الحسين، عالم بالعربية، مولده بالمغرب، وأقام بدمشق ثم بمصر، أخذ عن الجزولي، له: الفصول الخمسون، والدرة الألفية، وغيرهما، توفي سنة 628. ينظر: معجم الأدباء 6/ 2831، وإنباه الرواة 4/ 44، وبغية الوعاة 2/ 344.
(9)
صدر بيت من الدرة الألفية 17، وعجزه:
…
نحو: مضى القومُ وهم كرامُ
(10)
في الغرة المخفية: «وفي البيت ضرورة، وهو أنه جزم بـ"إِن" الشرطية فعلًا واحدًا، ولم يأت بجواب صريح» ، وهو قريب من إعراب ابن هشام لبيت الألفية.
(11)
الحاشية في: 4، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 14، ولم يعزها لابن هشام.