المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المعرب والمبني والاسمُ منه معربٌ ومَبنيْ … لشبهٍ من الحروف مدني   (خ - حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك - جـ ١

[ابن هشام النحوي]

فهرس الكتاب

- ‌مستخلص الرسالة

- ‌أقسام البحث:

- ‌المقدمة

- ‌الأهمية العلمية للمخطوطتين:

- ‌أسباب اختيار المخطوطتين:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌خطة المشروع:

- ‌منهج التحقيق:

- ‌الدراسة

- ‌المبحث الأول: ابن مالك وابن هشام الأنصاري، (ترجمة موجزة)

- ‌أولا: ابن مالك

- ‌ثانيًا: ابن هشام الأنصاري

- ‌المبحث الثاني: حاشيتا ابن هشام على الألفية

- ‌المطلب الأول: تحقيق عنوان المخطوطتين، وتوثيق نسبتهما إلى ابن هشام

- ‌المطلب الثاني: منهجهما. وفيه ثلاث مسائل:

- ‌المسألة الأولى: طريقة ابن هشام في عرض المادة العلمية

- ‌المسألة الثانية: عنايته بآراء العلماء

- ‌المسألة الثالثة: اختياراته وترجيحاته

- ‌المطلب الثالث: مصادرهما

- ‌المطلب الرابع: موازنة بينهما وبين أوضح المسالك

- ‌المطلب الخامس: تقويمهما. وفيه ثلاث مسائل:

- ‌المسألة الأولى: المحاسن

- ‌المسألة الثانية: المآخذ

- ‌المسألة الثالثة: التأثر والتأثير

- ‌المطلب السادس: وصف المخطوطتين، ونماذج منهما

- ‌الكلام وما يأتلف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌أَسْماءُ الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعَرّف بِأَداةِ التعرِيفِ

- ‌الابْتِدَاءُ

- ‌كانَ وأخواتها

- ‌أفْعالُ المقاربة

- ‌إِنَّ وأَخَواتُها

- ‌لا التي لنفي الجنس

- ‌ظن وأخواتُها

- ‌أَعْلَمَ وأَرى

- ‌الفاعِلُ

- ‌النَّائبُ عَنِ الفَاعِلِ

- ‌اشتِغالُ العامل عن المعمول

- ‌تعدِّي الفعْلِ ولزومُه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفْعولُ المطلقُ

- ‌المفعُولُ له

- ‌المفعولُ فيْهِ، وهو المسَمَّى ظَرْفا

- ‌المفعول مَعَهُ

- ‌الاستِثْناءُ

- ‌الحَالُ

- ‌التَمْييزُ

- ‌حُرُوفُ الجَرّ

- ‌الإِضَافَةُ

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إِعْمَالُ المصْدَرِ

- ‌إِعْمَالُ اسمِ الفاعِلِ

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنيةُ أسْماء الفاعلين والمفعولين(1)والصِّفات المشبهة بها

- ‌الصفة المشبهة باسْمِ الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نِعْمَ وبئْسَ وما جرى مجراهما

الفصل: ‌ ‌المعرب والمبني والاسمُ منه معربٌ ومَبنيْ … لشبهٍ من الحروف مدني   (خ

‌المعرب والمبني

والاسمُ منه معربٌ ومَبنيْ

لشبهٍ من الحروف مدني

(خ 1)

* [«منه معربٌ ومبني»]: قال أبو عليٍّ

(1)

في قول الشاعر

(2)

:

وَمَا النَّاسُ إِلَّا مَعْدِنَانِ فَمِنْهُمَا

قُرَيْشٌ وَشَيْبَانُ الَّتِي قَرَعَتْ بَكْرَا

(3)

:

"شيبانُ" مبتدأٌ محذوفُ الخبر، دلَّ عليه ما تقدَّم، وكذا:{فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}

(4)

، لا بدَّ من ذلك؛ وإلا لرجع إلى قولك: بعضُهم كلُّهم.

وقال

(5)

كذلك في قول الشاعر

(6)

:

مَكَارِيمُ لِلْجِيرَانِ بَادٍ هَوَانُنَا

أُلَاتِ

(7)

الذُّرَىـ

(8)

مِنْهَا سَمِينٌ وَأَعْجَفُ

(9)

أي: ومنها، لا بدَّ من ذلك، و"هوانُنا" عاملٌ في "أُلَاتِ"؛ لأنه بمعنى: إهانتنا

(10)

.

* ع: وقال الزِّبْرِقانُ

(11)

:

(1)

لم أقف على كلامه.

(2)

هو رجل يخاطب معن بن زائدة، كما في تاريخ مدينة السلام 15/ 322، ولم أقف على تسميته.

(3)

بيت من الطويل. روي: «فمعدن» بدل «فمنهما» ، ولا شاهد فيه. ينظر: تاريخ مدينة السلام 15/ 322 - رواه من طريق ابن سلام، ولم أقف عليه في مطبوعة طبقاته-.

(4)

هود 105.

(5)

لم أقف على كلامه.

(6)

لم أقف على تسميته.

(7)

كذا في المخطوطة، والوجه: أولات.

(8)

كذا في المخطوطة، والوجه: الذُّرا؛ لأنها من الذروة، فلامها واو.

(9)

بيت من الطويل، لم أقف عليه في مصدر. أولات الذرا: ذوات الأسنمة، والأعجف: الهزيل. ينظر: الصحاح 1/ 394 (ق د ح)، 4/ 1399 (ع ج ف).

(10)

الحاشية في: 2/أ.

(11)

هو ابن بدر السعدي التميمي، أبو عياش، من سادات بني تميم في الجاهلية، أسلم مع قومه في السنة التاسعة، وولَّاه النبي صلى الله عليه وسلم صدقة قومه. ينظر: الاستيعاب 2/ 560، والإصابة 2/ 454.

ص: 164

وَمِنَ المَوَالِي مَوْلَيَانِ فَمِنْهُمَا

مُعْطِي الجَزِيلِ وَبَاذِلُ النَصْرِ

(1)

(2)

(خ 2)

* قد يُثبتون "مِنْ"، ويحذفون أحدَ القسمين، كقول ابن

(3)

قَيْس الرُّقَيَّاتِ:

فَتَاتَانِ أَمَّا مِنْهُمَا فَشَبِيهَةٌ

هِلَالًا وَأُخْرَى مِنْهُمَا تُشْبِهُ الشَّمْسَا

(4)

وقد يُحذفان، كقوله تعالى:{فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}

(5)

، أي: منهم، ومنهم

(6)

.

* سؤالٌ: هل ضُمِّنت الأفعالُ معانيَ الحروف؟

قال أبو الفتح

(7)

: نَعَمْ، في أفعال السَّلْب، ضُمِّنت معنى حرفِ النفي، كما ضُمِّنت "مَنْ" و"كَمْ" الاستفهامَ.

ثم قال: فإن قيل: فهلَّا بُنِيت أسماءُ السَّلْب؛ لتضمُّنها معنى الحرف؟

وأجاب: بأن أكثر السَّلْب في الفعل، ولم يؤثِّرْ فيه شيئًا، فلم يؤثِّرْ فيما قلَّ فيه؛ لأن الماضي والأمر مبنيان، والمضارعَ قد رُفع عن ضَعَة البناء إلى شرف الإعراب، فلم

(1)

بيت من الكامل. الشاهد: مجيء المبتدأ "باذل" محذوفَ الخبر؛ لدلالة ما تقدم عليه، والتقدير: ومنهما باذلٌ. ينظر: شرح القصائد السبع 449، والحجة 2/ 236.

(2)

الحاشية في: 2/أ.

(3)

هو عبيدالله بن قيس القرشي، شاعر مشهور في العصر الأموي، لقب بالرُّقَيَّات؛ لأنه تغزل في شعره بثلاث نسوة يقال لكل واحدة منهن: رقية. ينظر: طبقات فحول الشعراء 2/ 648، والشعر والشعراء 1/ 530، والأغاني 5/ 51.

(4)

بيت من الطويل. الشاهد: إثبات "مِنْ" في "أما منهما"، وحذف أحد القسمين، والتقدير: أما واحدة منهما فشبيهة هلالًا. ينظر: الديوان 34، والوساطة 448، وشرح التسهيل 3/ 81، والتذييل والتكميل 10/ 313، والمقاصد النحوية 3/ 1426.

(5)

الشورى 7.

(6)

الحاشية في: 31.

(7)

الخصائص 3/ 83 - 85.

ص: 165

يرجعوا به.

وأما بناؤه مع النون؛ فلأنها مَنَعَتْه معنى الحال الذي هو به أَوْلى، فاقتضت بناءَه، وأما السين و"سوف" فإنهما لم يُبنيا مع الفعل بناءَ النون معه

(1)

.

كالشبه الوضعي في اسْمَي جئْتنا

والمعنويِّ في متى وفي هنا

(خ 2)

* بدأ في "العُمْدة"

(2)

بالشبه المعنوي، ويرجِّحُه: أنه معتبر باتفاقٍ، بخلاف الوضعي، ويرجحُ هذا: أنه أوضح.

وقال في "العُمْدة"

(3)

: «أو في الافتقار إلى جملةٍ» ؛ فلم يشترط التأصيل، وهنا عَكَسَ

(4)

، فيُؤخذ مجموعُ الشرطين من الكتابين، ولا بدَّ أن يضاف إليهما اشتراطُ انتفاء المعارِض، فمن ثَمَّ أُعربت "أيٌّ" و"اللذان" و"اللتان"

(5)

.

وكَنِيابةٍ عن الفعل بلا

تَأثُّرٍ وكافتقارٍ أصِّلا

(خ 1)

* [«وكنيابةٍ عن الفعل بلا تأثُّرٍ»]: وذلك أسماءُ الأفعال، وقد ردُّوا على الزَّجَّاج

(6)

قوله: إن "حَسْبًا" اسمُ فعلٍ؛ بأنها قد دخلت عليها العواملُ، وتأثَّرت "حَسْبُ" بها، قالوا: بحَسْبِك درهمٌ، وقال الله تعالى:{فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ}

(7)

(8)

.

(1)

الحاشية في: 31، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 15، 16، ولم يعزها لابن هشام.

(2)

ينظر: شرح عمدة الحافظ 1/ 99.

(3)

ينظر: شرح عمدة الحافظ 1/ 99.

(4)

فاشترط في البيت التالي تأصُّل الافتقار، ولم يشترط كونه إلى جملة.

(5)

الحاشية في: 31.

(6)

ينظر: البحر المحيط 5/ 349، والتذييل والتكميل 8/ 140. والزجَّاج هو إبراهيم بن السريّ، أبو إسحاق، أخذ عن المبرد، وأخذ عنه أبو علي الفارسي، له: ما ينصرف وما لا ينصرف، والاشتقاق، وفعلت وأفعلت، وغيرها، توفي سنة 316، وقيل: 311. ينظر: تاريخ العلماء النحويين 38، ونزهة الألباء 183، ومعجم الأدباء 1/ 51، وإنباه الرواة 1/ 194، وبغية الوعاة 1/ 411.

(7)

الأنفال 62.

(8)

الحاشية في: 2/أ.

ص: 166

* كونُ أسماءِ الأفعال نائبةً غيرَ متأثِّرةٍ قولُ الأخفشِ

(1)

والفارسيِّ في "الحَلَبيات"

(2)

، وذهب في "تذكرته"

(3)

-وهو قولُ المازنيِّ

(4)

والدينوريِّ

(5)

وسيبويهِ

(6)

- إلى أنها منصوبةٌ بأفعالٍ مضمرةٍ، وقيل: إنها في موضعِ رفعٍ بالابتداء، والفاعلُ المضمرُ سدَّ مسدَّ الخبر، كما في: أقائمٌ الزيدان؟ فهذه ثلاثةُ مذاهبَ

(7)

.

(خ 2)

* [«بلا تأثُّرٍ»]: أي: به؛ بدليلِ أنه لا يُقال: انزلْ نَزَالِ، كما أنه لا يُقال: أَستفهِمُ هَلْ

(8)

.

* [«وكافتقارٍ أُصِّلا»]: ليُذكرْ هنا:

(1)

ينظر: الحلبيات 108، 213. والأخفش هو سعيد بن مسعدة، أبو الحسن، يلقب بالأخفش الأوسط، أخذ عن سيبويه وشاركه في شيوخه، وهو راوي كتابه عنه، أخذ عنه الجرمي والمازني، له: معاني القرآن، والقوافي، وغيرهما، توفي سنة 215. ينظر: أخبار النحويين البصريين 66، ونزهة الألباء 107، ومعجم الأدباء 3/ 1374، وإنباه الرواة 2/ 36، وبغية الوعاة 1/ 590.

(2)

107، 108، 211 - 219.

(3)

لم أقف على كلامه في مختار تذكرته لابن جني.

(4)

ينظر: التذييل والتكميل 1/ 131، و 594/ب، 595/أ (نورعثمانيه). والمازني هو بكر بن محمد، أبو عثمان، رأس الطبقة السادسة البصرية، أخذ عن الأخفش وأبي زيد الأنصاري، له: التصريف، توفي سنة 249. ينظر: أخبار النحويين البصريين 58، وتاريخ العلماء النحويين 65، ونزهة الألباء 140.

(5)

ينظر: التذييل والتكميل 1/ 131، و 594/ب، 595/أ (نورعثمانيه).

(6)

حديث سيبويه عن أسماء الأفعال في الكتاب 1/ 241 - 253، ولم أقف فيه على كونها منصوبة بأفعال مضمرة. وينظر: التذييل والتكميل 1/ 131.

(7)

الحاشية في: 2/أ.

(8)

الحاشية في: 31.

ص: 167

أَنَا كَـ"الذِيْ" أَحْتَاجُ مَا يَحْتَاجُهُ

فَاغْنَمْ دُعَائِي وَالثَّنَاءَ الوَافِي

(1)

(2)

* يَحتمِل قولُه: «أُصِّلا» ثلاثةَ أوجهٍ:

أحدُها: أن يُحتَرَز به عما يَعْرِض من الافتقار عند التركيب، كأسماء الزمان المبهمة إذا أُضيفت إلى الجمل، وكافتقار الفاعلِ والمفعولِ إلى ما يَتَقَوَّمُ به معناهما، أعني: الفاعليةَ والمفعوليةَ، وكذلك غيرهما.

وثانيها: أن يُحتَرَز به عما يعارِض من الافتقار لِمَا يَحْمي عن البناء، كافتقار "أيٍّ"؛ فإنه معارَض بلزوم إضافتِها، وأنها بمعنى "كُلٍّ" إذا أضيفت إلى نكرةٍ، وبمعنى "بعضٍ" إذا أضيفت إلى معرفة.

وثالثُها: أن [يكون]

(3)

ذَكَرَه تأكيدًا لما قرَّره من الأصول، رافعًا لما عساه يُتَجَوَّز به، أي: أُصِّلَ ما ذكرتُه تأصيلًا، وقُرِّرَ تقريرًا.

ويرجِّح الجوابين المتقدمين: صلاحيتُهما جوابًا لِمَا لعلَّه يُعتَرَض، ويرجِّح الثالثَ: كونُه أوفقَ لِمَا في كتب الناظم

(4)

.

ومُعْربُ الأسماءِ ما قد سَلِما

من شَبَه الحرفِ كأرض وسُما

(خ 2)

* [«ومعربُ الأسماءِ»]: الإضافة بمعنى "من"

(5)

.

* [«شبه الحرف»]: أي: الذي تقدَّم ذكرُه، وهو الشَّبَهُ التامُّ، المعبَّرُ عنه بـ"المُدْني من الحروف"

(6)

.

* وتعريفُ المعربِ بالسالم من شَبَه الحرفِ أَوْلى من تعريفهم إياه بالذي يختلفُ

(1)

بيت من الكامل، لابن عُنَيْن (ت 630)، قاله في مرضه يخاطب الملك المعظم عيسى، ويطلب صلته بالمال، فعاده ومعه المال، وقال: أنت "الذي"، وأنا العائد، وهذه الصلة. ينظر: الديوان 92، وخزانة الأدب لابن حجة 1/ 310، ونفح الطيب 7/ 349، وزهر الأكم 2/ 29.

(2)

الحاشية في: 31.

(3)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو عند ياسين، والسياق يقتضيه.

(4)

الحاشية في: 31، ونقلها ياسين في حاشية التصريح 1/ 170، 171 بزياداتٍ.

(5)

الحاشية في: 31، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 19، ولم يعزها لابن هشام.

(6)

الحاشية في: 31.

ص: 168

آخرُه باختلاف العوامل؛ لأن ذاك تعريفٌ للشيء بما الغرضُ من معرفته معرفتُه

(1)

.

* قد يُعتَرضُ على هذا التعريف بـ"أيٍّ"؛ فإنها معربةٌ وقد أشبهت الحرفَ، فالتعريفُ حينئذٍ ليس بجامعٍ

(2)

.

* [«وسُمَا»]: قال ثعلبٌ

(3)

: من قال: سِمٌ؛ أخذه من "سَميت"، ومن قال: سُمٌ؛ أخذه من "سَمَوت"

(4)

.

* نازع ابنُ

(5)

الضائعِ

(6)

أبا

(7)

القاسمِ في قوله

(8)

: لا تسألْ عن اسمٍ: لِمَ أُعربَ؟ ولا عن فعلٍ: لِمَ بُنِي؟ فقال: بلى، إذا خالف الاسمُ نظائرَه في البناء سُئِل عنه، فقيل: لِمَ أُعربَ؟ كـ"أيٍّ" الموصولةِ، وإذا ثبت للفعل الإعرابُ، ثم بُنِي، سُئِل: لِمَ بُنِي؟ وذلك

(1)

الحاشية في: 31، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 19، ولم يعزها لابن هشام.

(2)

الحاشية في: 31، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 19.

(3)

لم أقف على كلامه هذا، وفي الصحاح (س م ا) 6/ 2382:«والسمو: الارتفاع والعلو، تقول منه: سَمَوت وسَمَيت، مثل: عَلَوت وعَلَيت، وسَلَوت وسَلَيت. عن ثعلب» ، وفي تاج العروس (س م و) 38/ 310:«سَمِيت كرَضِيت، لغةٌ في سَمَوت، عن ثعلب، نقله الجوهري» . وثعلب هو أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني، أبو العباس، رأس الطبقة الخامسة الكوفية، أخذ عن ابن الأعرابي والرياشي، له: الفصيح، والمجالس، وغيرهما، توفي سنة 291. ينظر: نزهة الألباء 173، ومعجم الأدباء 2/ 536، وإنباه الرواة 1/ 173، وبغية الوعاة 1/ 396.

(4)

الحاشية في: 31.

(5)

هو علي بن محمد بن علي الكتامي الإشبيلي، أبو الحسن، من كبار نحاة الأندلس، أخذ عن الشلوبين، وأخذ عنه أبو حيان، له: شرح كتاب سيبويه، وشرح جمل الزجاجي، وغيرهما، توفي سنة 680. ينظر: بغية الوعاة 2/ 204.

(6)

لم أقف على كلامه.

(7)

هو عبدالرحمن بن إسحاق الزَّجَّاجي، لازم الزَّجَّاج، فنُسِب إليه، وأخذ عن ابن السراج والأخفش الصغير، له: الجمل، والأمالي، والإيضاح، وغيرها، توفي سنة 340، وقيل غير ذلك. ينظر: تاريخ العلماء النحويين 36، ونزهة الألباء 227، وإنباه الرواة 2/ 160، وبغية الوعاة 2/ 77.

(8)

الجمل 261.

ص: 169

المضارعُ إذا باشرته نونُ التوكيد ونونُ الإناث

(1)

.

وفِعلُ أَمْرٍ ومُضِيٍّ بُنِيَا

وأعْرَبُوا مُضارِعًا إن عَرِيا

(خ 1)

* من "الحُجَّة"

(2)

: بناءُ نون "فَعَلْنَ" على الحركة من حيث هي اسمٌ، ككاف المخاطب، لا لالتقاء الساكنين، وإنما لم يحرِّكوا ألفَ "قاما"؛ لئلا تنقلب همزةً، ولا واوَ "قاموا" وياءَ "تقومين"؛ إجراءً لهما مُجرى الألف؛ لأنهن أخواتٌ؛ ولأن أكثر الحركات مستثقلةٌ عليها

(3)

.

(خ 2)

* سكَّنُوا باءَ "ضَرَبْت"؛ لئلا يتوالى أربعُ متحركاتٍ كاللازمة، ولم يكن الساكنُ الأولَ؛ إذ لا يُبتدأُ بساكنٍ، ولا الثانيَ؛ لاعتنائهم بحركة العين، ولا التاءَ؛ لأنها اسمٌ على حرف واحد، فإسكانُه إجحافٌ؛ ولئلا يلزمَ الإلباسُ بتاء التأنيث الساكنة.

وضمُّوا مع واو الجماعة إن كان صحيحَ الآخر أو معتلًّا بالياء، نحو: قالُوا ورضُوا، وقد اجتمعا في:{عَمُوا وَصَمُّوا}

(4)

، إلا في المعتل بالألف، نحو: رمَوا وسعَوا

(5)

.

* إنما أُعرب المضارع؛ لمشابهته في

(6)

الاسم في تلك الأمور المعروفةِ.

وإنما كان بناء الماضي على حركةٍ؛ لشبهه بالمضارع في وقوعه صلةً وصفةً وخبرًا وحالًا وشرطًا وخبرًا بغير فاءٍ.

وأما بناء الأمر على السكون؛ فعلى الأصل، ولأنه شبيهٌ بالمضارع المجزوم بلام الأمر، حتى ادُّعيَ أنه في الأصل كذلك

(7)

.

* كيف أَخْبَر بالفعل المتحمِّلِ لضمير التثنية عن مفردٍ، وهو:«فِعْلُ» ؟

(1)

الحاشية في: 31.

(2)

1/ 415.

(3)

الحاشية في: 2/أ.

(4)

المائدة 71.

(5)

الحاشية في: 32.

(6)

كذا في المخطوطة، والصواب بحذفها.

(7)

الحاشية في: 32.

ص: 170

لا يقال: لإضافته إلى: «أَمْرٍ ومُضِيٍّ» ؛ لأنك لو قلت: غلامُ زيدٍ وعمرٍو قاما؛ لم يصحَّ، باعتبار زيدٍ وعمرٍو.

والجواب: أنه على حذف مضافٍ، أي: وفعلُ مضيٍّ، والإخبارُ في الحقيقة عن المذكور والمحذوف معًا.

وهذا الموضع يُقرأُ بالخفض، وذلك على حذف المضاف وبقاءِ المضاف إليه على ما كان عليه من الخفض؛ لكون المضافِ المحذوفِ معطوفًا على مثله، نحو:

أَكُلَّ امْرِئٍ تَحْسَبِينَ امْرَأً

وَنَارٍ تَوَقَّدُ بِاللَيْلِ نَارَا

(1)

وينبغي أن يُقرأَ: «ومُضِيٌ» بالرفع، على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مُقامَه، على ما هو الأكثرُ في كلامهم، وعلى هذا فالإخبارُ صحيحٌ

(2)

.

* قولُه: «بُنِيا» أصلُه: بَنَوْهما، فحذف الفاعل؛ للعلم به، وأبدل الضمير المنصوب ضميرًا مرفوعًا نائبًا عن الفاعل، بدليلِ:«وأعربوا»

(3)

.

* قولُه: «بُنِيا» ليُنظرْ: هل يجوز كونُ الألف إشباعًا، كما قال:«إِنْ عَرِيَا» ، وأراد بالفعل: هذا الجنسَ المنتسِبَ إلى هذين الأمرين، كما تقول: كلامُ زيدٍ وعمرٍو حسنٌ، وكلامُ الزيدَين حسنٌ؟

(4)

من نونِ توكيدٍ مُباشرٍ ومن

نونِ إِناثٍ كَيَرُعْنَ من فُتِن

(خ 2)

* قولُه: «من نونِ توكيدٍ» : ينبغي أن يقول: لفظًا أو تقديرًا، كقوله

(5)

:

(1)

بيت من المتقارب، لأبي دؤاد الإيادي، وقيل: لعدي بن زيد العبادي. ينظر: شعر أبي دؤاد 353، وديوان عدي 199، والكتاب 1/ 66، والأصول 2/ 70، 74، ومعاني القرآن وإعرابه 4/ 432، وإعراب القرآن للنحاس 4/ 93، والحجة 2/ 420، 6/ 111، والمحتسب 1/ 281، وشرح جمل الزجاجي 1/ 257، وشرح التسهيل 1/ 388، ومغني اللبيب 382، والمقاصد النحوية 3/ 1355.

(2)

الحاشية في: 32، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 19، 20، ولم يعزها لابن هشام.

(3)

الحاشية في: 32، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 20، ولم يعزها لابن هشام.

(4)

الحاشية في: 32، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 20، ولم يعزها لابن هشام.

(5)

هو الأضبط بن قريع.

ص: 171

لَا تُهِينَ الفَقِيرَ

(1)

....

وقولِك: لا تَكْفُرَا، بإبدال النون ألفًا في الوقف

(2)

.

* [«مباشرٍ»]: لأن ما باشَرَ نونَ التوكيد مبنيٌّ؛ لتَرَكُّبه معها تركيبَ خمسةَ عشرَ، ومن ثَمَّ إذا فَصَل بينهما فاصلٌ أُعرِب، نحو: هل تفعلانِّ؟ وأصلُه: هل تفعلانِنَّ؟ فحُذفت الأولى؛ لاجتماع الأمثال

(3)

.

* قولُه: «مباشرٍ» : ينبغي أن يقول: لفظًا أو تقديرًا؛ ليَخرُجَ عنه نحوُ: {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ}

(4)

، {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا}

(5)

. وقد تَرَتَّب من الأمرين سؤالٌ

(6)

.

* [«كيَرُعْنَ»]: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ}

(7)

، فالأولُ مرفوعٌ، والثاني منصوبٌ، وكلاهما مبنيٌّ

(8)

.

* الحاصلُ: أن المضارع المؤكَّدَ بالنون: إن كان مسندًا إلى ضمير المخاطب أو المفردِ الغائب أو الغائبةِ بُنِي، نحو: لتَذهبَنَّ يا زيد، وليَذهبَنَّ زيدٌ، ولتَذهبَنَّ هند.

(1)

بعض بيت من المنسرح، وهو بتمامه:

لا تهينَ الفقيرَ علَّك أن تَرْ

كعَ يومًا والدهرُ قد رفعَهْ

روي: «تعادِ» بدل «تهينَ» ، ولا شاهد فيها. ينظر: الزاهر 2/ 293، وتهذيب اللغة 1/ 203، والعسكريات 99، والإنصاف 1/ 179، وسفر السعادة 2/ 704، والتذييل والتكميل 5/ 176، والمقاصد النحوية 4/ 1810، وخزانة الأدب 11/ 450.

(2)

الحاشية في: 32، ونقل ياسين في حاشية الألفية 1/ 20 أولها إلى البيت، ولم يعزها لابن هشام.

(3)

الحاشية في: 32.

(4)

القصص 87.

(5)

مريم 26.

(6)

الحاشية في: 32.

(7)

البقرة 228.

(8)

الحاشية في: 32.

ص: 172

والحاصر

(1)

من هذا أن يقال: المفردُ مخاطبًا أو غائبًا أو غائبةً.

ع: يَدخل تحت العبارة: المخاطبةُ، وإلا فلا تدخل الغائبةُ.

وأَلْخَصُ منه: إن كان من الأمثلة الخمسة فمعربٌ، وإلا فمبنيٌّ

(2)

.

وكل حرفٍ مستحقٌ للبنا

والأصْلُ في المبني أَن يُسكنا

(خ 1)

* [«والأصلُ في المبنيِّ أن يُسكَّنا»]: قال ابنُ الخَبَّاز

(3)

: وأصلُه السكونُ، إلا إذا كان مبتدأً به، أو التقى ساكنان، أو عَرَض البناءُ.

ع: أو كان ضميرًا غيرَ معتل

(4)

.

(خ 2)

* وقد تَلَخَّص إلى هنا أن المعرب نوعان: الاسمُ، بشرط خلوِّه من مشابهة الحرف، والمضارعُ، بشرط سلامتِه من نونَي التوكيد والإناث.

وأن المبني خمسةٌ: ثلاثةٌ مبنيةٌ دائمًا، وهي: أفعال الأمر، والأفعال الماضية، وجميع الحروف، وواحدٌ في حالةٍ، وهو الاسم إذا أشبه الحرفَ، وواحدٌ في حالتين، وهو المضارع المتصل بنون الإناث ونون التوكيد.

وتَلَخَّص من هذا المجموع: أن الكلمات لا تخرج عن أن يكون

(5)

إما معربةً أو مبنيةً

(6)

.

* [«والأصلُ»]: ومن ثَمَّ وجبتْ نونُ الوقاية في "مِنْ" و"عَنْ" و"قَدْ" و"قَطْ"؛ لتَحْفَظَ عليهن سكونَهن، فأما الحذف فشاذٌّ فيهن، على ما سيُذكر في موضعه

(7)

(8)

.

(1)

كذا في المخطوطة، والصواب ما أعاده في آخر الحاشية: وأَلْخَصُ.

(2)

الحاشية في: 32، ونقل ياسين في حاشية الألفية 1/ 20 قوله:«وألخص منه» إلى آخرها، ولم يعزها لابن هشام.

(3)

النهاية في شرح الكفاية 1/ 123 - 126.

(4)

الحاشية في: 2/أ.

(5)

كذا في المخطوطة، والصواب: تكون.

(6)

الحاشية في: 32.

(7)

ص 232.

(8)

الحاشية في: 32.

ص: 173

* قال صاحبُ "الكفاية"

(1)

: أصلُ البناءِ السكونُ، إلا إذا كان المبنيُّ مبتدأً به، أو التقى ساكنان، أو عَرَض البناءُ

(2)

.

ومنه ذو فتحٍ وذو كسر وضم

كأينَ أمسِ حيثُ والساكنُ كم

(خ 1)

* وكلُّ ذلك خلافُ الأصلِ، وإنما ارتُكِب لعارضٍ؛ ألا ترى أنه لو بُنِي ما ذَكَر على السكون التقى ساكنان؟

ومن ثَمَّ رُدَّ على من قال في: {الم}

(3)

: إنه مبنيٌّ؛ لعدم المقتَضِي، وهو التركيبُ؛ وقيل: إنه موصولٌ بنية الوقف، وهو معربٌ في التقدير؛ لأنه لم يثبتْ لنا مبنيٌّ على السكون يؤدِّي فيه الحال إلى التقاء ساكنين، وثَبَتَ اجتماعُ ساكنين في الوقف، وإجراءُ الموصول مُجرى الوقف

(4)

.

(خ 2)

* «أَمْسِ» إذا استُعمل ظرفًا فهو مكسورٌ عند جميع العرب، ثم قال الجمهور: بناءٌ، وقال الخليلُ

(5)

: يجوز أن يكون قولُك: لقيته أمسِ، بتقدير: لقيته بالأمس، فحَذَف الحرفين، وزعم قومٌ منهم الكِسَائيُّ

(6)

أنه ليس معربًا ولا مبنيًّا، بل محكيٌّ، وأنه سُمِّي بفعل الأمر من المساء، كما قال

(7)

:

(1)

ينظر: النهاية في شرح الكفاية 1/ 123 - 126.

(2)

الحاشية في: 32.

(3)

وردت في عدة مواضع في القرآن، أولها: البقرة 1.

(4)

الحاشية في: 2/ب.

(5)

ينظر: الكتاب 2/ 162، 163. والخليل هو ابن أحمد، الأزدي الفراهيدي، أبو عبدالرحمن، رأس الطبقة الثالثة البصرية، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر، وأخذ عنه سيبويه، توفي سنة 175، وقيل غير ذلك. ينظر: نزهة الألباء 45، ومعجم الأدباء 3/ 1260، وإنباه الرواة 1/ 376، وبغية الوعاة 1/ 557.

(6)

ينظر: التفسير البسيط 17/ 359، والتذييل والتكميل 8/ 16، وارتشاف الضرب 3/ 1427.

(7)

لم أقف له على نسبة.

ص: 174

بِئْسَ مَقَامُ الشَّيْخِ: أَمْرِسْ

(1)

أَمْرِسِ

(2)

فموضعُ "أَمْرِسْ" مبتدأٌ، أي: المقامُ الذي يقال فيه: أَمْرِسْ، أي: مقامُ الاستقاءِ بالدَّلْو.

وإن استُعمل غيرَ ظرفٍ والحجازيون

(3)

يبنونه على الكسر مطلقًا، كما كان في الظرفية، قال

(4)

:

اليَوْمَ أَعْلَمُ مَا يَجِيءُ بِهِ

وَمَضَى بِفَصْلِ قَضَائِهِ أَمْسِ

(5)

وتميمٌ

(6)

يوافقونهم في النصب والجر، ويخالفونهم في الرفع، فيعربون، قال

(7)

:

اعْتَصِمْ بالرجال

(8)

إِنْ عَنَّ يَأْسُ

وَتَنَاسَى

(9)

الذِّي تَضَمَّنَ أَمْسُ

(10)

ومنهم من يعربُه غيرَ منصرفٍ في أحواله كلِّها، قال

(11)

:

(1)

كأنها في المخطوطة في هذا الموضع وما بعده: أمربين، والمثبت من مصادر البيت.

(2)

بيت من مشطور الرجز. أمرسْ: فعل أمر من المَرَس، وهو أن يقع حبل البئر بين الخطاف والبكرة. ينظر: الجيم 3/ 248، وإصلاح المنطق 67، 147، ومجالس ثعلب 213، وشرح المفضليات 133، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/ 79، وأخبار الزجاجي 207، وسر صناعة الإعراب 2/ 67، وأمالي ابن الشجري 2/ 407، وشرح التسهيل 3/ 20، والتذييل والتكميل 8/ 16، 10/ 140.

(3)

كذا في المخطوطة، والصواب: فالحجازيون. ينظر: الكتاب 3/ 283.

(4)

هو أسقف نجران، وقيل: قس بن ساعدة، وقيل: تُبَّع بن الأقرع.

(5)

بيت من الكامل. ينظر: البيان والتبيين 3/ 343، والحيوان 3/ 43، والعقد الفريد 3/ 137، والحماسة البصرية 4/ 1651، وثمار القلوب 232، وشرح التسهيل 2/ 223، والتذييل والتكميل 8/ 17، 24، والمقاصد النحوية 4/ 1849.

(6)

ينظر: الكتاب 3/ 283.

(7)

لم أقف له على نسبة.

(8)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: بالرجاء.

(9)

كذا في المخطوطة، والصواب: تناسَ، لأنه فعل أمر مبني على حذف حرف العلة.

(10)

بيت من الخفيف. ينظر: شرح التسهيل 2/ 223، والتذييل والتكميل 8/ 18، والمقاصد النحوية 4/ 1848.

(11)

لم أقف له على نسبة.

ص: 175

لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَبًا مُذْ أَمْسَا

(1)

ح

(2)

: في "أمس" خمسُ لغاتٍ: بناؤه على الكسر مطلقًا دون تنوينٍ، وبناؤه عليه بالتنوين، وإعرابُه منصرفًا مطلقًا، وإعرابُه غيرَ منصرفٍ مطلقًا، وإعرابُه غيرَ منصرفٍ رفعًا وبناؤه على الكسر رفعا

(3)

وجرًّا

(4)

.

* {تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ}

(5)

: قد يُذكَرُ "الأمس" ولا يُذكَرُ

(6)

به اليومُ الذي قبل يومِك، ولكن الوقتُ المستقرَبُ على سبيل الاستعارة. كَشَّاف

(7)

(8)

.

* قولُهم في: «حَيْثُ» : إنه بُنِي على الضم؛ لأنها حركةٌ لا تُوهِمُ إعرابًا؛ حسنٌ ظاهرٌ.

وقال السِّيرافيُّ

(9)

في هذا الباب شيئًا مستبعَدًا، قال: إن قيل: لِمَ فُتِحت "أَيْنَ"، وكُسِرت "جَيْرِ"؟

وأجاب بوجهين:

(1)

بيت من مشطور الرجز. ينظر: الكتاب 3/ 285، والأزمنة لقطرب 32، وإصلاح المنطق 234، وإعراب القرآن للنحاس 3/ 159، والتفسير البسيط 17/ 360، وأسرار العربية 52، وشرح التسهيل 2/ 223، والمقاصد النحوية 4/ 1833، وخزانة الأدب 7/ 167.

(2)

التذييل والتكميل 8/ 20.

(3)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في التذييل والتكميل: نصبًا.

(4)

الحاشية في: 32، ونقل ياسين في حاشية الألفية 1/ 23 أولها إلى قوله:«بفعل الأمر من المساء» .

(5)

القصص 82.

(6)

كذا في المخطوطة، ولعل الصواب ما في الكشاف: ولا يراد.

(7)

3/ 434.

(8)

الحاشية في: 32، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 23، ولم يعزها لابن هشام.

(9)

شرح كتاب سيبويه 12/ 123. والسيرافي هو الحسن بن عبدالله بن المرزبان، أبو سعيد، أحد أعلام النحو والصرف، أخذ عن ابن السراج والزجاج، له: شرح كتاب سيبويه، وأخبار النحويين البصريين، وغيرهما، توفي سنة 368. ينظر: تاريخ العلماء النحويين 28، ونزهة الألباء 227، ومعجم الأدباء 2/ 876، وبغية الوعاة 1/ 507.

ص: 176

أحدهما: أن ذلك الأصلُ في حركة التقاء الساكنين.

والثاني: أن "جَيْرِ" يُحلَف بها، قالوا: جَيْرِ لأفعلنَّ، فأوقعوها موقعَ الاسم المحلوفِ به، وهو مفتوحٌ، قالوا: اللهَ لأفعلنَّ، وقالوا: يمينَ الله لأفعلنَّ، فبنوه على حركةٍ لا تكون له لو أُعرِب

(1)

.

والرفعَ والنصبَ اجعلَنْ إعرابا

لاسمٍ وفعلٍ نحو لن أَهابا

والاسمُ قد خُصِصَ بالجرِ كما

قد خصص الفعلُ بأن ينجزِما

(خ 1)

* ابنُ عُصْفُورٍ

(2)

: لا ينبغي أن يُسأل: لِمَ اختَص الاسمُ بالجر، والفعلُ بالجزم؟

لأنه سؤالٌ عن مبادئ اللغات، وهو باطل؛ لأنه يؤدي إلى التسلسل.

وإنما يُسأل: لم لا خُفِض الفعلُ

(3)

المضافُ إليه، نحو:{هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ}

(4)

؟

والجواب: أن الإضافة في الحقيقة لمصدره، وإن كانت في اللفظ له.

و: لِمَ لا جُزِم ما لا ينصرف؛ لأنه لَمَّا أشبه الفعلَ حُمِل عليه في امتناع الخفض والتنوين، فكان ينبغي أن يُجَر بالسكون؛ حملا على

(5)

وأن لا يُتَكلَّف حملُه على النصب؟

والجواب: أنه كان يؤدي إلى الإخلال بحذف الحركة والتنوين، فيتوالى

(6)

(7)

.

(خ 2)

* ع: قد يُقال: إن هذه العبارة تقتضي أنه امتَنع دخولُ الجر على الفعل من

(1)

الحاشية في: 32.

(2)

شرح جمل الزجاجي 1/ 108، 114 بنحوه، ونقل أبو حيان في التذييل والتكميل 1/ 139 - 141 قريبًا منه عن بعض أصحابه لم يسمه، وأفاد محققه بأنه الأبذي في شرح الجزولية (السفر الأول) 73 - 75.

(3)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(4)

المائدة 119.

(5)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

(6)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

(7)

الحاشية في: 2/ب.

ص: 177

حيث امتَنع دخولُ الجزم على الاسم، فكيف صار امتناعُ دخولِ الجزم على الأسماء أصلًا لمنع دخول الجر على الأفعال؟ وما وجه ردِّ أحدِهما على الآخر؟

والجواب: أنه لم يَجعل امتناعَ الجزم في الأسماء علةَ منعِ دخول الجر في الأفعال، وإنما أراد أن كل واحدٍ منهما ممتنعٌ في بابه؛ للعلَّة التي تمنعه، والمعنى الذي يُحِيله.

على أن نظير هذه العبارةِ وقع لسِيبَوَيْهِ

(1)

رحمه الله، فإنه قال:«وليس في الأفعال المضارعةِ جرٌّ، كما أنه ليس في الأسماء جزمٌ» ، واختَلف الناسُ، فمنهم من حَمَل كلامَه على ما ذكرت، ومنهم من حمله على غير ذلك

(2)

(3)

.

فارفع بضمٍ وانصِبَنْ فتحا وجُرْ

كسرًا كذِكْرُ اللهِ عبدَهُ يَسُرْ

(خ 1)

* نَصَبَ: «فتحًا» على إسقاط الخافض، بدليل مجيئه به في قوله:«فارفعْ بضمٍّ» ، وكذا:«وجُرّ كسرًا» ، ولا يحسنُ أن يكون مصدرًا في موضع الحال، أي: فاتحًا وكاسرًا؛ لأن ما قبله ينافيه، أعني: قولَه: «فارفعْ بضمٍّ» .

فإن قلت: فإن إسقاط الجار غيرُ قياسٍ.

قلت: هو جائزٌ في الضرورة

(4)

.

(خ 2)

* الإعرابُ: أثرٌ ظاهرٌ أو مقدَّرٌ يَجْلِبُه العاملُ في آخر الكلمة.

وأنواعُه أربعةٌ، وأنواعُه في الاسم ثلاثةٌ، وفي الفعل كذلك.

وإنما كانت في الاسم ثلاثةً؛ لأن المعاني التي جيء به لأجلها في الاسم: معنًى هو عمدةٌ، فاستغنى

(5)

عنه، كالفاعلية، فجعلوا له الرفعَ، ومعنًى هو فضلةٌ يتمُّ الكلام بدونه، كالمفعولية، وله النصبُ، ومعنًى بينَهما، وهو المضاف إليه، نحو: غلامُ زيدٍ، وله الجرُّ.

(1)

الكتاب 1/ 14.

(2)

ينظر: الإيضاح للزجاجي 102 - 120، والتذييل والتكميل 1/ 141، 142.

(3)

الحاشية في: 33، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 23 إلا قوله:«واختلف الناس» إلى آخرها.

(4)

الحاشية في: 2/ب.

(5)

كذا في المخطوطة، وهي في شرح الألفية لابن الناظم 16، 17 المنقول عنه:«لا يُستغنَى» .

ص: 178

ع: انظرْ قولَه

(1)

: «كالفضلة»

(2)

.

وأما المضارع فمحمولٌ، فكان له ثلاثةٌ، كما للاسم، فأعرب رفعًا ونصبًا؛ لعدم المانع، لا جرًّا؛ لأنه لا يكون إلا بالإضافة، والإضافة إخبارٌ في المعنى، فعُوِّض الجزمَ.

"كافية"

(3)

: الجزمُ مخصوصٌ بالفعل؛ لامتناع دخول عواملِه على الاسم، وكذا قال في الجر

(4)

.

واجزِمْ بتسكينٍ وغيرُ ما ذُكِر

ينوبُ نحو جا أخو بنِي نمر

وارفعْ بواوٍ وانصِبَنَّ بالألف

واجرُرْ بياءٍ ما من الأسما أصف

(خ 2)

* هذه الأسماءُ في الوزن ثلاثةُ أقسام:

"فَعَل" باتفاقٍ، وهي ثلاثة: أبٌ، حمٌ، هَنٌ.

"فُعْل" باتفاقٍ، وهي: فمٌ، أصله: فُوهٌ.

مختلَفٌ فيه:

أَخٌ، فقال الفَرَّاء

(5)

: "فَعْل"، بدليل قولهم: أَخْو، وقال

(6)

:

مَا المَرْءُ أَخْوَكَ

(7)

...

(1)

يريد: ابن الناظم في شرح الألفية 16، 17.

(2)

انتهى هنا تعليق ابن هشام على الكلام المنقول، والذي في شرح ابن الناظم:«ومعنًى هو فضلةٌ» كما نقله أوَّلًا، ولم أتبيَّن مراد ابن هشام بتعليقه على عبارته.

(3)

شرح الكافية الشافية 1/ 177، 178.

(4)

الحاشية في: 33.

(5)

ينظر: التذييل والتكميل 1/ 158. والفرَّاء هو يحيى بن زياد بن عبدالله، أبو زكريا، رأس الطبقة الكوفية الثالثة، أخذ عن الكسائي، وأخذ عنه سلمة بن عاصم ومحمد بن الجهم السِّمَّري، له: معاني القرآن، والمقصور والممدود، وغيرهما، توفي سنة 207. ينظر: تاريخ العلماء النحويين 187، ونزهة الألباء 81، وإنباه الرواة 4/ 7، وبغية الوعاة 2/ 333.

(6)

هو رجل من طيئ.

(7)

بعض بيت من البسيط، وهو بتمامه:

ما المرءُ أَخْوَك إن لم تلفِه وَزَرًا

عند الكريهةِ مِعْوانًا على النُوَب

ينظر: شرح التسهيل 1/ 45، والتذييل والتكميل 1/ 158.

ص: 179

وغيرُه: "فَعَل".

وذُو، فقال س

(1)

: "فَعَل": ذَوَى، بدليل:{ذَوَاتَا أَفْنَانٍ}

(2)

، وقال الخَلِيل

(3)

والزَّجَّاج

(4)

: "فَعْل"؛ لأن الحركة زيادةٌ، فلا يُقْدَمُ عليها إلا بثَبَتٍ.

وأجيب عن حجة س بأن الاسم إذا حُذفت لامُه ثم بني

(5)

، لا تُرَدُّ عينُه إلى سكونها، قال

(6)

:

يَدَانِ

(7)

بَيْضَاوَانِ عِنْدَ مُحَرِّقٍ

(8)

و"يَدٌ" عندهم: "فَعْل"

(9)

.

من ذاك ذُو إِن صُحْبةً أَبانا

والفمُ حيثُ الميمُ منه بانا

(خ 2)

* لا يستقيمُ كلامُه لوجهين:

أحدهما: أن "الفم" هذه اللفظةَ بعينها لا وجودَ لها مع مفارقة الميم؛ لأن الموجود مع مفارقة الميم لفظةٌ أخرى ليست هذه، فهو فرضُ محالٍ.

والآخر: أن المحكوم عليه بالإعراب الخاصِّ لفظةُ "الفم" نفسُها، والمعربُ الإعرابَ المذكورَ لفظةٌ أخرى، وهو المُعْتَقِبُ عليها الأحوالُ الثلاثة، أعني: فوك، وفاك، وفيك،

(1)

الكتاب 3/ 262، 263.

(2)

الرحمن 48.

(3)

ينظر: الكتاب 3/ 263، وما ينصرف وما لا ينصرف 93، والتذييل والتكميل 1/ 163.

(4)

ما ينصرف وما لا ينصرف 93.

(5)

كذا في المخطوطة، والصواب: ثُنِّي.

(6)

لم أقف له على نسبة.

(7)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: يَدَيَانِ.

(8)

صدر بيت من الكامل، وعجزه:

قد تمنعانك بينهم أن تُهْضَما

ينظر: شرح القصائد السبع 57، وتهذيب اللغة 14/ 168، والمنصف 1/ 64، وأمالي ابن الشجري 2/ 231، وشرح جمل الزجاجي 1/ 140، 2/ 314، وخزانة الأدب 7/ 476.

(9)

الحاشية في: 34، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 25، ولم يعزها لابن هشام.

ص: 180

فالمحكوم عليه شيءٌ لم يَثبت له الحكم، والثابت له الحكمُ غيرُ المحكوم عليه، وأما أخواته الخمسةُ فإن هذا الإعراب ثابت لها أعينِها.

وقد اتفق للناظم مثلُ [هذا]

(1)

الاستعمالِ أو قريبٌ منه في قوله

(2)

:

«إلى ثلاثةٍ "رَأَى" و"عَلِمَا"»

البيتَ؛ لأن المحكوم عليه بالتعدي إلى ثلاثة هو "رَأَى" و"عَلِم"، والمتعدي إلى ثلاثة إنما هو "أَرَى" و"أَعْلَم"، و"أَرَى" و"أَعْلَم" ليسا بـ"رَأَى" و"عَلِم"، وليس قولُه:

«إذا صارا "أَرَى" و"أَعْلَمَ"»

بنافعٍ له، كما لا ينفعه قولُه:

«حيث الميمُ منه بانا» ؛

لأن "رَأَى" و"عَلِم" لا وجودَ لهما مع "أَرَى" و"أَعْلَم"، كما أنه لا وجودَ للفم مع مفارقة الميم

(3)

.

أبٌ أخٌ حَمٌ كذاك وهَنُ

والنقْصُ في هذا الأخير أحسن

(خ 1)

* الحَمُ: أبو زوجِ المرأة وغيرُه من أقاربه، هذا المشهور، وقد يُطلق على أقارب الزوجة

(4)

(5)

.

* إن قيل: بشرط أن لا تكونَ مثنَّاةً.

قلت: لا يُحتاجُ إلى بيانه؛ لأنه نصَّ على حكم المثنى، وذلك عامٌّ في كل مثنى.

فإن قلت: يَرِدُ المكسَّر.

قلت: ذلك ليس بـ"أب" و"أخ"، وكذا يُجابُ أيضًا عن المثنى وعن المصغَّر

(6)

.

(1)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو عند ياسين، والسياق يقتضيه.

(2)

في باب "أَرَى" و"أَعْلَم"، وسيأتي التعليق عليه في ص 477.

(3)

الحاشية في: 34، ونقلها ياسين في حاشية التصريح 1/ 202.

(4)

ينظر: الصحاح (ح م أ) 1/ 45، والمحكم 3/ 411.

(5)

الحاشية في: 2/ب.

(6)

الحاشية في: 2/ب.

ص: 181

وفي أبٍ وتالييه يندُرُ

وقصرُها من نقصِهن أشهر

(خ 2)

* القياسُ [الأول]

(1)

هو القصرُ؛ لأن الثلاثة على "فَعَلَ" في الأصل، وقولي:«الأول» أعني به: قبل الحذف.

والنقصُ هو القياسُ الثاني، أعني: بعد الحذف؛ لوجهين:

أحدهما: أن حقَّ الاسم أن يكون في الإفراد والإضافة على حدٍّ واحدٍ.

والثاني: أن القياس الظاهرَ كان يقتضي أن لا يجوزَ: جاء أبو زيد، كمسألة "أَدْلٍ"، ولكنهم نزَّلوا المضافَ إليه منزلةَ كمالِ الاسم، فصار بمنزلة تاءِ "عَرْقُوة"، وهذا ممَّا قد يُستدل به على شدة امتزاجِ المتضايفين.

وقد يقال: لَمْ يَجُزْ ذلك لِمَا ذكرتَ؛ بل لأن التنوين لا يَدخل هنا، فلما أَمِنوه صحَّحوا.

والجواب: أنهم لو نزَّلوا المضافَ إليه منزلةَ المنفصلِ لم يُجِيزوا ذلك، وإن كان التنوين لا يدخلُ

(2)

.

* ذكر ابن

(3)

يَعِيشَ في "شرح المفصَّل"

(4)

أن القصر والنقص لغةُ الحارث

(5)

(6)

.

* [«من نقصهنَّ أَشْهَرُ»]: فيه تقديمُ مفعولِ "أَفْعَل" التفضيلِ، وقد منعه الفارِسيُّ في أول "الحَلَبِيَّات"

(7)

.

(1)

ما بين المعقوفين جاء في المخطوطة بعد قوله: «هو القصر» ، ولعله كان ملحقًا، فلم يحكم الناسخ موضعه، ويدل عليه قوله الآتي:«والنقص هو القياس الثاني» .

(2)

الحاشية في: 35.

(3)

هو يعيش بن علي بن يعيش الحلبي، أبو البقاء، من كبار نحاة الشام في عصره، له: شرح المفصل، وشرح التصريف الملوكي، توفي سنة 643. ينظر: إنباه الرواة 4/ 45، والبلغة 319، وبغية الوعاة 2/ 351.

(4)

1/ 53.

(5)

كذا في المخطوطة، ولعله على إرادة القبيلة، وهم بنو الحارث بن كعب، وفي شرح المفصل: بلحارث. ينظر: معاني القرآن للأخفش 1/ 121، وليس في كلام العرب 334.

(6)

الحاشية في: 35.

(7)

177.

ص: 182

ثم كيف حَكَم على قصرها بأنه أشهر، ولم يتقدم للقصر تعريفٌ ولا ذكرٌ؟ وهل يَحْسُن: زيدٌ أفضل من عمرٍو، لمَنْ لم يعرفْ زيدًا؟

(1)

وشرطُ ذا الإعرابِ أن يُضفن لا

لليا كجا أخو أبيك ذا اعتلا

(خ 1)

* نحو: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}

(2)

، {أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ}

(3)

، {أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا}

(4)

، {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ}

(5)

، {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ}

(6)

، {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ}

(7)

، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ}

(8)

، {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ}

(9)

، {إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ}

(10)

، ووقع في التنزيل إعرابُ "الفم" في النصب: وهو: {لِيَبْلُغَ فَاهُ}

(11)

(12)

.

* قولُه: «وشرطُ ذا الإعرابِ» : وشذَّ قولُه

(13)

:

خَالَطَ مِنْ سَلْمَى خَيَاشِيمَ وَفَا

(14)

(1)

الحاشية في: 35.

(2)

الكهف 82.

(3)

يوسف 80.

(4)

يوسف 8.

(5)

طه 42.

(6)

الأعراف 111، والشعراء 36.

(7)

الحجرات 12.

(8)

الرعد 6.

(9)

القلم 14.

(10)

المرسلات 30.

(11)

الرعد 14.

(12)

الحاشية في: 2/ب.

(13)

هو العجَّاج.

(14)

بيت من مشطور الرجز. ينظر: الديوان 2/ 225، وإصلاح المنطق 69، والمقتضب 1/ 240، والبصريات 2/ 896، وليس في كلام العرب 217، وشرح التسهيل 1/ 50، والمقاصد النحوية 1/ 203، وخزانة الأدب 3/ 442.

ص: 183

فأعربها هذا الإعرابَ، ولم تُضَفْ لفظًا.

وحَقُّ من يقول في: لا أبا له، و: لا أخا له: إنه غير مضافٍ، وإنه إنما أُعرب هذا الإعرابَ؛ لشَبَهه بالمضاف؛ أن يقول في هذا الباب: إذا كان مضافًا أو مُشْبِهًا للمضاف

(1)

.

* اشتراطُ ذلك في الجميع فيه نظرٌ؛ لأنه مُؤْذِنٌ بأنه ينفكُّ، وأن الحكم يزول لزواله، وذلك عامٌّ في غير "ذو"؛ فإنها لا تفارق الإضافةَ لغير الياء، فلا يفارقُها هذا الإعرابُ

(2)

.

* فإن قلت: فما حكمُ "فم" نصبًا مع الياء إذا قلت: رأيت؛ هل تقول: فيَّ، أو: فاي؟

قلت: لا يجوز: فاي، كما تقول: فاك؛ لأن الفاء إنما تتبع العينَ، والعينُ إذا كانت في موضع جرٍّ تنقلب ياءً، فكذا إذا كانت في موضع كسر

(3)

، لا فَصْلَ بين الكسر والجر، كما لا فَصْلَ بينهما في: مررت بغلامي، ورأيت غلامي.

وأما باقي أخواته فهي مع الياء محذوفةُ اللام، تقول: أخي، وأبي، وحمي، وهني، إلا "ذو" فلا تضاف للياء.

وهذا الثابتُ في قولك: فيَّ عينٌ، لا لامٌ؛ لأن لامه هاءٌ حُذِفَتْ، الأصلُ: فوه

(4)

.

* قيل: أخواتُه

(5)

أربعةٌ، فهي خمسةٌ، قاله الزَّجَّاجيُّ

(6)

و

(7)

، وقيل: الجميعُ

(1)

الحاشية في: 2/ب.

(2)

الحاشية في: 2/ب.

(3)

لأنها مضافة إلى ياء المتكلم.

(4)

الحاشية في: 2/ب.

(5)

أي: أخوات "الفم" المتقدم ذكره في الحاشية السابقة في قوله: «وأما باقي أخواته» .

(6)

الجمل 19.

(7)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

ص: 184

ستةٌ، قاله كثيرٌ

(1)

، عَدُّوا: الهن. وقيل: سبعةٌ، عُدَّ: مَنُو، و

(2)

، ومَنِي، قاله الجوهريُّ

(3)

. وقيل: ثمانيةٌ، عُدَّ منها:"ذو" الطائيةُ، وكان حقُّ المصنف إذ ذكر "الهَنُ" أن يذكرها؛ لأنهما قليلان؛ وقد ذكرها في "الكافية"

(4)

، فقال:«"ذو" المُعْرَب»

(5)

.

(خ 2)

* في "حَوَاشي"

(6)

الشَّلَوْبِين: قولُه

(7)

: "لا أبَ لك": لا ينبغي أن يقال: لا أبا لي، بإثبات الألف مع ياء المتكلم؛ لأن حكم هذه الأسماءِ إذا أضيفت إلى الياء حكمُها غيرَ مضافةٍ

(8)

.

بالألفِ ارفع المثنى وكِلا

إذا بمضمرٍ مضافًا وُصِلا

(خ 1)

* ممَّا تنوبُ فيه الحروفُ عن الحركات: المثنى، وهو كلُّ اسمٍ دل على اثنين بزيادةٍ، وذلك كـ: رجلَيْن، وغلامَيْن.

فقولُنا: "اسم" جنسٌ.

وقولُنا: "دلَّ على اثنين" فصلٌ خَرَج به ما دل على واحدٍ، وهو المفرد، كـ: زيدٍ، وما دل على أكثرَ من اثنين، وهو الجمع، كـ: زيدِين.

(1)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(2)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

(3)

قاله في كتابٍ له في النحو، نقل منه ابن هشام، كما في همع الهوامع 1/ 127، وينظر: الصحاح 6/ 2208 (م ن ن). والجوهري هو إسماعيل بن حماد الفارابي، أبو نصر، أحد أئمة اللغة والأدب، أخذ عن أبي علي الفارسي والسيرافي، له: الصحاح، وعروض الورقة، وغيرهما، توفي سنة 398، وقيل غير ذلك. ينظر: معجم الأدباء 2/ 656، وإنباه الرواة 1/ 229، وبغية الوعاة 1/ 446.

(4)

ينظر: شرح الكافية الشافية 1/ 181.

(5)

الحاشية في: 3/أ.

(6)

حواشي المفصل 284.

(7)

أي: الزمخشري في المفصل 97.

(8)

الحاشية في: 35.

ص: 185

وقولُنا: "بزيادةٍ" خَرَج به ما دل على اثنين لكن لا بزيادةٍ.

(1)

المصنف

(2)

: «صالحًا للتجريد وعطفِ مثلِه عليه» ، ولا حاجةَ لهما.

إذا استَكمل الاسمُ ما ذكرنا فرَفْعُه بالألف، وخفضُه ونصبُه بالياء المفتوحِ ما قبلها.

ثم اعلمْ أنهم قد حَمَلُوا على المثنى خمسةَ ألفاظٍ من حيث المعنى دون اللفظِ

(3)

، فأعربوها بإعرابه

(4)

، منها اثنان بشرطٍ، وهما: كِلَا، وكِلْتا، ومنها ثلاثةٌ بلا شرطٍ، وهي: اثنان، واثنتان، وثِنْتان.

فأما قولُه: «و"كِلَا"» : الألفُ في "كِلَا" بدلٌ من التنوين، مثلُها في: رأيت عصا، في الوقف، لا لامُ الكلمة، مثلُها في قولك في حالة الإفراد: كِلَا، وإن شئت قلت: وليست هي الموجودةَ في قولك: كِلَاهما، كما أن ألف "عصا" في الوقف في النصب ليست الألفَ في قولك: عصاهما. نَعَمْ، مَنْ قال: إن ألف "عصا" في الوقف لامُ الكلمة؛ قال ذلك هنا، وينبني على ما قلته أنَّ "كِلَا" إذا وُصِلت دون إضافةٍ تُنَوَّنُ

(5)

.

(خ 2)

* المثنى: اسمٌ ضُمَّ إلى اسمٍ موافقٍ له في لفظه ومعناه، أو في لفظه والمعنى الموجِبِ للتسمية.

فخَرَج: الفعلُ، والحرفُ، والجمعُ، ونحوُ: زيدٌ وعمرٌو، وجَوْنٌ وجَوْنٌ: للأسود والأبيض

(6)

، وعينٌ [و]

(7)

عينٌ: للباصرة والجارية

(8)

، ودَخَل: مَبْدآن: للنقطة والأساس

(9)

،

(1)

موضع النقط مقدار خمس كلمات أو ست انطمست في المخطوطة.

(2)

الكلام الآتي في شرح الألفية لابن الناظم 21.

(3)

في المخطوطة: «من حيث اللفظم دون المعنىم» ، دلالةً على أن الصواب بالتقديم والتأخير.

(4)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(5)

الحاشية في: 2/ب.

(6)

ينظر: الأزمنة لقطرب 14، والألفاظ 155، 283، والأضداد لابن الأنباري 111.

(7)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.

(8)

ينظر: ما اتفق لفظه واختلف معناه للمبرد 48، ولابن الشجري 262.

(9)

ينظر: شرح جمل الزجاجي 1/ 135، والتذييل والتكميل 1/ 235.

ص: 186

ودَخَل: الأحمران: للَّحْم والخمر

(1)

، والأصفران: للذهب والزَّعْفَران

(2)

، والأبيضان: للشَّحْم والشباب

(3)

(4)

.

* ألفُ "كِلا" أصلٌ؛ إذ لا يَنْقُصُ الاسمُ عن ثلاثةٍ

(5)

.

كلتا كذاك اثنَانِ واثنتانِ

كابنين وابنتين يَجريان

(خ 2)

* قال أبو عَلِيٍّ

(6)

: إنما أبدلوا لام "كِلْتا"؛ لأنها وقعت قبل ألف التأنيث، ولا بدَّ من اختلاف لفظ المذكر والمؤنث فيما عدا العلامة إذا كانت ألفًا؛ ألا ترى أنهم قالوا: أَحَدٌ وإِحْدى؟ وأما اللذان لا يكون بينهما اختلافٌ في غير العلامة فهما المذكر والمؤنث الذي علامةُ تأنيثه التاءُ

(7)

.

وتَخلُفُ اليا في جميعِها الألف

جرا ونصبًا بعد فتحٍ قد أُلِف

(خ 1)

* إن قيل: كيف قال: «وتَخْلُفُ» ، فجعل الياءَ تخلف الألفَ، وهي لا تكون في الرفع؟

قلت: المرادُ بـ «تَخْلُف» أنها تكون في موضعها وقائمةً مقامها، من حيث هي دالةٌ على مقتضى العامل، لا في النوع الخاص الذي ثبت لها، مثل:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} الآية

(8)

(9)

.

(1)

ينظر: جمهرة اللغة 1/ 523، وتهذيب اللغة 5/ 39، والمثنى لأبي الطيب 29.

(2)

ينظر: إصلاح المنطق 278، وتهذيب اللغة 5/ 39، والمثنى لأبي الطيب 31.

(3)

ينظر: تهذيب اللغة 12/ 61، والمخصص 4/ 149.

(4)

الحاشية في: 36.

(5)

الحاشية في: 36، ونقلها ياسين في حاشية التصريح 1/ 226 عن خط ابن هشام، وزاد عليها زيادة طويلة.

(6)

البصريات 2/ 794 بنحوه.

(7)

الحاشية في: 36، ونقلها ياسين في حاشية التصريح 1/ 226.

(8)

الأعراف 169، ومريم 59.

(9)

الحاشية في: 2/ب، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 29 عن الراعي الأندلسي.

ص: 187

(خ 2)

* قد يُورَدُ نحوُ: لَبَّيْك؛ فإنه مثنًى منصوبٌ بالياء، ولا يقال: خَلَفَت الياءُ الألفَ؛ لأنه لم يُستعمل مرفوعًا.

والجواب: خَلَفَتها في التقدير.

فإن قلت: هذا مثنًى، فأين مفرده؟

قلت: أنشدوا:

دَعَوْنِي فَيَا لَبَّيْ إِذَا هَدَرَتْ لَهُمْ

البيت

(1)

، وبمامر

(2)

: شَقَاشِقُ.

نَعَمْ، ينبغي أن يُعَدَّ شبيهًا للمثنى؛ لأنه لا يدل على اثنين، بل على التكثير

(3)

.

* قولُه: «وتَخْلُفُ» : يُشكِلُ:

إِنَّ مَنْ صَادَ عَقْعَقًا لَمَشُومُ

كَيْفَ مَنْ صَادَ عَقْعَقَانِ وَبُومُ؟

(4)

فرفع المفعولَ.

والجواب: أن العرب قد ترفع الفاعلَ والمفعولَ معًا، لفَهْم المعنى، نصَّ عليه

(1)

صدر بيت من الطويل، لتميم بن أُبيّ بن مقبل، وعجزه:

شقاشقُ أقوامٍ فأسكَتَها هَدْري

هَدَرت: صوَّتت، وشَقَاشِق: جمع: شِقْشِقة، وهي شيء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج. ينظر: الديوان 93، وشرح جمل الزجاجي 2/ 414، والتذييل والتكميل 7/ 179، 187، ومغني اللبيب 753، وشرح أبياته 7/ 207، وخزانة الأدب 2/ 93.

(2)

كذا في المخطوطة، ولعل صوابه: وتمامه.

(3)

الحاشية في: 36، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ق 14/ب، 15/أ (مخطوطته المحفوظة بجامعة الملك سعود بالرقم 7031، وليست في المطبوع)، ولم يعزها لابن هشام.

(4)

بيت من الخفيف، لم أقف له على نسبة. العَقْعَق: طائر من نوع الغربان يتشاءمون به، ومشوم: أصله: مشؤوم. ينظر: التذييل والتكميل 6/ 282، ومغني اللبيب 918، وشرح أبياته 8/ 128.

ص: 188

صاحبُ

(1)

"البسيط"

(2)

نقلًا عن بعضهم، وأنه أنشد عليه هذا البيتَ.

ع: وعندي أجودُ منه، وهو أن الأول جاء على قصر المثنى، فتَبِعَه المعطوفُ على ظاهر اللفظ، فهو عطفٌ على التوهُّم

(3)

.

وارفع بواو وبيا اجرر وانصب

سالم جمع عامر ومذنب

(خ 1)

* أضاف الصفةَ إلى الموصوف في قوله: «سالمَ جَمْعِ» ، فهو بمنزلة: جَرْدُ قطيفةٍ

(4)

، وأخلاقُ

(5)

ثيابٍ

(6)

(7)

.

(خ 2)

* [«سالمَ جَمْعِ»]: الرُّكْنُ

(8)

: هو ما سَلِم فيه بناءُ الواحد مع عدم المانع، أما مع المانع فغير واجبٍ، نحو: القاضِينَ، في جمع: القاضي

(9)

.

(1)

هو محمد بن علي بن العِلْج، سكن اليمن، وصنف بها، واشتهر بكتابه البسيط. ينظر: البحر المحيط 8/ 47، وقال السيوطي في بغية الوعاة 2/ 370:«صاحب البسيط، ضياء الدين ابن العلج، أكثر أبو حيان وأتباعه من النقل عنه، ولم أقف له على ترجمة» .

(2)

ينظر: التذييل والتكميل 6/ 282.

(3)

الحاشية في: 36، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ق 15/أ (مخطوطته المحفوظة بجامعة الملك سعود بالرقم 7031، وليست في المطبوع)، إلا قوله:«نص عليه صاحب البسيط نقلا عن بعضهم، وأنه أنشد عليه هذا البيت» ، وعزا لابن هشام من قوله:«وعندي أجود» إلى آخره.

(4)

أي: كساء مبتذل مخلولق. ينظر: المنتخب لكراع 474.

(5)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(6)

هي الممزقة من جوانبها. ينظر: العين 4/ 151، 6/ 302، وتهذيب اللغة 8/ 265.

(7)

الحاشية في: 2/ب.

(8)

ينظر: شرح الكافية الكبير 129/ب، والمتوسط 114/ب. والركن هو الحسن بن محمد بن شرف شاه العلوي الإستراباذي، أبو محمد ركن الدين، من علماء العربية بالموصل، له ثلاثة شروح على الكافية لابن الحاجب: كبير ومتوسط وصغير، وشرح على الشافية لابن الحاجب، وغيرها، توفي سنة 715. ينظر: أعيان العصر 2/ 197، والوافي بالوفيات 12/ 36، وبغية الوعاة 1/ 521.

(9)

الحاشية في: 37.

ص: 189

* فأما: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}

(1)

؛ فالحقُّ أنه خبر "كان"، وإلا لقيل: خاسئةً، ولم يَقرأ بهذا أحدٌ

(2)

.

* «ومُذْنِب» : {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}

(3)

، قال مُجَاهِدٌ

(4)

وعِكْرِمةُ

(5)

: دوابُّ الأرض تَلْعَنُهم، وتقول: نُمنَع القطرَ بخطاياهم

(6)

(7)

.

وشبهِ ذَينِ وبه عشرونا

وبابُه أُلْحِقَ والأهلونا

(خ 1)

* ابنُ عُصْفُورٍ

(8)

: الجموعُ كلُّها مؤنثةٌ، فحقُّها كلُّها أن تكون بالتاء، والعقودُ جاءت بالواو والنون عوضًا من التاء التي ينبغي أن تكون في الأصل، كما "أَرَضُون" و"سِنُون" كذلك، التصحيحُ فيهما عوضٌ من التاء

(9)

.

* قال الشَّنْفَرَى

(10)

:

(1)

البقرة 65، والأعراف 166.

(2)

الحاشية في: 37.

(3)

البقرة 159.

(4)

هو ابن جَبْر المكي، أبو الحجاج، من كبار التابعين، أخذ عن ابن عباس وغيره، توفي سنة 104، وقيل غير ذلك. ينظر: سير أعلام النبلاء 4/ 449.

(5)

هو مولى ابن عباس المدني، أبو عبدالله، من كبار التابعين، أخذ عن ابن عباس وغيره، توفي سنة 105، وقيل غير ذلك. ينظر: سير أعلام النبلاء 5/ 12.

(6)

ينظر: جامع البيان للطبري 2/ 733 - 735.

(7)

الحاشية في: 37.

(8)

شرح جمل الزجاجي 1/ 156.

(9)

الحاشية في: 3/أ.

(10)

شاعر جاهلي، قحطاني أزدي، من صعاليك العرب وفتاكهم. ينظر: الأغاني 21/ 118، واللآلي في شرح أمالي القالي 1/ 414، وخزانة الأدب 3/ 343.

ص: 190

وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُونَ سِيْدٌ عَمَلَّسٌ

وَأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وَعَرْفَاءُ جَيْأَلُ

(1)

(2)

أُولُو وعَالَمون علّيُّونا

وأرَضُون شَذَّ والسِّنُونا

(خ 1)

* قال ابنُ جِنِّي في "المحتَسَب"

(3)

-وقال غيرُه

(4)

-: إنه يجوز تسكينُ راءِ: أَرَضون، وأنشدوا:

لَقَدْ ضَجَّتِ الأَرْضُونَ إِذْ قَامَ مِنْ بَنِي

هَدَادٍ خَطِيبٌ فَوْقَ أَعْوَادِ مِنْبَرِ

(5)

(6)

* إنْ أراد بقوله: «شَذَّ» أنه شاذٌّ في الاستعمال فهو خطأٌ؛ لأن "الأهلين" و"سِنِين" و"عشرين" و"ثلاثين" و"أربعين" و"عِلِّيين" و"عالَمين" في الكتاب العزيز، وإن أراد في القياس صحَّ، لكنه لا ينصرفُ إلا إلى "ألو"

(7)

وما بعدها، كما ترى النظمَ يشهَدُ به، وليس كذلك، بل الشذوذُ في القياس يشترك فيه الجميعُ

(8)

.

(1)

بيت من الطويل، وهو أحد أبيات لامية العرب المشهورة. والشاهد فيه:«أهلون» ، حيث أعرب إعراب جمع المذكر السالم؛ لأنه ملحق به. سِيد: ذئب، وعَمَلَّس: قوي على السير سريع، وأَرْقَط: نمر، وزُهْلُول: خفيف اللحم، وعَرْفاء: مؤنث: أَعْرَف، وهي كثيرة الشعر، وجَيْأَل: ضبع. ينظر: الديوان 59، وشرح شعره 64، والمحتسب 1/ 218، وشرح التسهيل 3/ 341، والمقاصد النحوية 2/ 652، وخزانة الأدب 3/ 340.

(2)

الحاشية في: 3/أ.

(3)

1/ 218.

(4)

كذا في المخطوطة، والذي في المحتسب 1/ 218:«ويقال: أرض وأرَضون وأرْضون، بفتح الراء وتسكينها أيضًا» ، ثم أنشد البيت، وممن أجاز تسكين الراء: ابن الخباز في الغرة المخفية 17/ب.

(5)

بيت من الطويل، لكعب بن معدان، كما في: المحتسب المنقول منه. ينظر: شرح التسهيل 1/ 83، والتذييل والتكميل 1/ 321، وشرح شذور الذهب 74.

(6)

الحاشية في: 3/أ.

(7)

كذا في المخطوطة، والوجه: أولو.

(8)

الحاشية في: 3/أ، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 32 إلى قوله:«إلا إلى "أولو" وما بعده» ، ولم يعزها لابن هشام، بل قال: وقولُ آخَر.

ص: 191

* ع: مِنْ غريب ما جُمِع

(1)

جمعَ تصحيحٍ

(2)

الكِبا

(3)

، في قول الشاعر

(4)

:

ولكن

(5)

لَا فَصَافِصُ فِي كَبِينا

(6)

قال أبو عَلِيٍّ في "التَّذْكِرة"

(7)

: حقُّه أن يكون في المنقوص، وإنما جاز ذلك في التام هنا؛ لأنه لَمَّا اضطُر نَقَصَه، فجَمَعَه هذا الجمعَ، أو يكونُ جمعَ منقوصٍ لم يستعمل؛ استغناءً بالتام، أو يكونُ لَمَّا رأى اللامَ تسقطُ في الدَّرْج؛ للتنوين، فشُبِّهَ للضرورة بما حالُه الحذفُ والإتمامُ، كـ"غَدْو"، أو لَمَّا اعتلَّت لامُه بالقلب جَعَل ذلك نقصًا

(8)

.

(خ 2)

* [«عِلِّيُّونا»]: جمعٌ سُمِّي به.

(1)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

(2)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

(3)

كذا في المخطوطة مضبوطًا هنا وفي البيت الآتي، وقيل: بالضم، وهو الكُناسة والزبل، وجمعه: أَكْباء، كـ: مِعًى وأَمْعاء،. ينظر: الصحاح (ك ب ا) 6/ 2471.

(4)

هو الكُمَيت بن زيد الأسدي.

(5)

كذا في المخطوطة، وهي في مصادر البيت: ونَبْعٌ.

(6)

عجز بيت من الوافر، وصدره:

وبالعَذَوات مَنْبِتُنا نُضَار

...

فصافص: الأرض الرطبة. يريد: أنَّا عرب نشأنا في نزه البلاد، ولسنا بحاضرة نشؤوا في القرى. ينظر: الديوان 433، وكتاب الشعر 1/ 154، 165، وتهذيب اللغة 10/ 217، والمنصف 1/ 22، والتذييل والتكميل 1/ 150.

(7)

لم أقف عليه في مختارها لابن جني، والبيت في كتاب الشعر 1/ 154، 165.

(8)

الحاشية في: 3/أ.

ص: 192

وفي "شرح كافيته"

(1)

: الجمعُ المسمَّى به أربعٌ

(2)

: كـ"زيدِينَ"

(3)

، كـ"غِسْلِينَ"

(4)

، كـ"عَرَبُونَ"

(5)

، هكذا

(6)

لكنْ بإلزام الواوِ وفتحِ النونِ

(7)

، عن أبي سعيدٍ

(8)

، وأنشد عليها:

وَلَهَا بِالمَاطِرُونَ

...

...

البيتَ

(9)

، وذَكَر أن العرب تقول: الياسَمونَ، في الأحوال كلِّها، و: ياسَمونَ البرِّ، فلا يحذفون النونَ، وأما الثالثةُ فشاهدُها:

طَالَ لَيْلِي

...

...

البيتَ

(10)

(11)

.

(1)

شرح الكافية الشافية 1/ 196 - 198.

(2)

أي: فيه أربع لغات.

(3)

أي: بإجرائه على ما كان له قبل التسمية، بالرفع بالواو، والنصب والجر بالياء، مع فتح النون.

(4)

أي: بلزومه الياء، وكون النون حرف إعراب.

(5)

أي: بلزومه الواو، وكون النون حرف إعراب.

(6)

أي: كعَرَبون.

(7)

أي: في أحواله كلها.

(8)

ينظر: شرح كتاب سيبويه 4/ 163.

(9)

بعض بيت من المديد، قيل: ليزيد بن معاوية، وقيل: لأبي دهبل، وهو بتمامه:

ولها بالماطرون إذا

أَكَلَ النملُ الذي جَمَعَا

روي: «بالماطرونِ» بكسر النون، ولا شاهد فيه. الماطرون: موضع. ينظر: مجاز القرآن 2/ 79، والحيوان 4/ 264، وجمهرة اللغة 1/ 616، والحجة 6/ 442، وكتاب الشعر 1/ 160، وسر صناعة الإعراب 2/ 270، وشرح جمل الزجاجي 2/ 475، والمقاصد النحوية 1/ 201، وخزانة الأدب 7/ 309.

(10)

بعض بيت من الخفيف، لأبي دهبل الجمحي، وهو بتمامه:

طال ليلي وبتُّ كالمجنونِ

واعتَرَتْني الهمومُ بالماطرون

ينظر: الديوان 68، والخصائص 3/ 219، والممتع 1/ 157، والمقاصد النحوية 1/ 196، وخزانة الأدب 7/ 314.

(11)

الحاشية في: 37.

ص: 193

وبابُه ومثلَ حين قد يرد

ذا البابُ وهو عند قوم يطرد

ـ

(خ 2)

* [«وهو عند قومٍ يطَّرد»]: عندي أن معناه: وهو عند قومٍ من النحويين مطَّردٌ في جميع الباب، أعني: بابَ ما جُمِع بالواو والنون، سواءٌ كان من باب "السنين" أم لا، وعليه أحدُ ما خُرِّج قولُه

(1)

:

رُبَّ حَيٍّ عَرَنْدَسٍ ذِي طَلَالٍ

لَا يَزَالُونَ ضَارِبِينَ القِبَابِ

(2)

(3)

ونونَ مجموعٍ وما به التحق

فافتح وقَلّ من بكسره نطق

ونونُ ما ثنيَ والملحقِ به

بعكس ذاك استعملوه فانتبه

(خ 1)

* في البيتين إخلالٌ وإيهامٌ وإسهابٌ

(4)

.

* أَجْمَلَ في كلامه؛ لأن فتح نونِ المثنى لغةٌ، كقوله

(5)

:

عَلَى أَحْوَذِيَّيْنَ

(6)

؛

...

لأن الشاعر مُتَمَكِّنٌ من كسر النونِ، ولم يفعلْه، وكَسْرَ نونِ الجمع ضرورةٌ، كقوله

(7)

:

(1)

لم أقف له على نسبة.

(2)

بيت من الخفيف. عَرَنْدَس: شديد، وطَلال: حالة حسنة. ينظر: التذييل والتكميل 1/ 281، وتخليص الشواهد 75، ومغني اللبيب 843، والمقاصد النحوية 1/ 220، وخزانة الأدب 8/ 61.

(3)

الحاشية في: 38.

(4)

الحاشية في: 3/أ.

(5)

هو حُمَيد بن ثور.

(6)

بعض بيت من الطويل في وصف قطاةٍ، وهو بتمامه:

على أحوذيينَ استقلَّتْ عشيةً

فما هي إلا لمحة وتغيبُ

أحوذيين: تثنية أحوذيّ، وهو الخفيف السريع. ينظر: الديوان 55، ومعاني القرآن للفراء 2/ 423، وليس في كلام العرب 335، وسر صناعة الإعراب 2/ 151، وضرائر الشعر 217، وشرح التسهيل 1/ 62، والمقاصد النحوية 1/ 222، وخزانة الأدب 7/ 458.

(7)

هو سحيم بن وثيل الرياحي.

ص: 194

..........

وَقَدْ جَاوَزْتُ حَدَّ الأَرْبَعِينِ

(1)

...............

وَأَنْكَرْنَا زَعَانِفَ آخَرِينِ

(2)

؛

لأن ذلك لا يُمكنُ إلا به، وكلامُه قد يُعطِي التساويَ فيهما

(3)

.

* ابنُ عُصْفُورٍ في "شرح الجُمَل الكبير"

(4)

بعد أن ذَكَر فتحَ نونِ المثنى في قوله

(5)

:

شَهْرَيْ رَبِيعٍ وَجُمَادَيَيْنَهْ

(6)

وأن ذلك إنما جاز للتخفيف؛ لثِقَل الياءِ؛ وأَن ذلك دليلٌ على أنهم إنما فتحوا نونَ الجمع تخفيفًا؛ لأنها لا تكون إلا بعد ثقيلٍ؛ قال: وأجاز بعضهم فتحَها مع الألفِ، واستدل على ذلك بقوله

(7)

:

(1)

عجز بيت من الوافر، وصدره:

وماذا يدَّري الشعراء مني

...

ينظر: الأصمعيات 19، وإصلاح المنطق 119، والمقتضب 3/ 332، 4/ 37، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي 4/ 162، وكتاب الشعر 1/ 158، وسر صناعة الإعراب 2/ 271، وشرح التسهيل 1/ 86، وتخليص الشواهد 74، والمقاصد النحوية 1/ 230، وخزانة الأدب 8/ 65.

(2)

عجز بيت من الوافر، لجرير، وصدره:

عرفنا جعفرًا وبني عبيدٍ

...

زعانف: أتباع. ينظر: شرح النقائض 1/ 194، والموشح 14، 175، وضرائر الشعر 219، وشرح التسهيل 1/ 72، 85، والمقاصد النحوية 1/ 227، وخزانة الأدب 8/ 7.

(3)

الحاشية في: 3/أ.

(4)

1/ 150.

(5)

هي امرأة من فقعس.

(6)

بيت من مشطور الرجز. ينظر: جمهرة اللغة 3/ 1311، وسر صناعة الإعراب 2/ 152، والإنصاف 2/ 622، والممتع 2/ 609، والتذييل والتكميل 1/ 239، 2/ 35، وخزانة الأدب 7/ 456.

(7)

هو رجل من بني ضبة، جاهلي.

ص: 195

أَعْرِفُ مِنْهَا الجِيدَ وَالعَيْنَانَا

(1)

وهذا البيتُ لا يُعرَفُ قائلُه.

يكتفى

(2)

بوجود الزيادة، ويكون المجموع

(3)

الدال، ولا حاجةَ

(4)

لتقدير تخالُفِ الحركات

(5)

(6)

.

(خ 2)

* من العرب مَنْ يفتحُ نونَ التثنية في الجر والنصب؛ لثِقَل الكسرةِ بعد الياء؛ تشبيهًا بـ"أَيْنَ" و"كَيْفَ"، ويُجري الياءَ -وإن كانت غيرَ ملازمةٍ- مُجرى الياءِ الملازمةِ، فيقول: مررت بالزيدَيْنَ، ورأيت الزيدَيْنَ، وأنشَدوا على قوله:

عَلَى أَحْوَذِيَّيْنَ اسْتَقَلَّتْ عَشِيَّةً

(7)

وفَتَحَها بعضُهم في الرفع: قرأتُ

(8)

على أبي عَلِيٍّ في "نَوَادِر"

(9)

أبي زَيْدٍ:

أَعْرِفُ مِنْهَا الأَنْفَ وَالعَيْنَانَا

(10)

(1)

بيت من مشطور الرجز. الجيد: العنق. ينظر: النوادر لأبي زيد 168، وإعراب القرآن للنحاس 4/ 110، وليس في كلام العرب 335، وكتاب الشعر 1/ 123، وسر صناعة الإعراب 2/ 152، 340، وضرائر الشعر 218، والتذييل والتكميل 1/ 239، وتخليص الشواهد 80، والمقاصد النحوية 1/ 225، وخزانة الأدب 7/ 452.

(2)

من هاهنا إلى آخر الحاشية كتبه ابن هشام ملحقًا بها، ولم يتبين لي موضعه منها.

(3)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(4)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(5)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(6)

الحاشية في: 3/أ.

(7)

صدر بيت من الطويل، لحميد بن ثور، تقدم قريبًا.

(8)

القائل: ابن جني في سر صناعة الإعراب 2/ 151، 152.

(9)

168.

(10)

بيت من مشطور الرجز، تقدم قريبًا. و"العينان" فيه منصوب جاء في صورة المرفوع على لغةٍ.

ص: 196

ع: أنشَده هذا

(1)

: "الأنفَ"، وأنشده الصَّفَّارُ

(2)

في باب الظروف المفصولِ به بين أبواب ما لا ينصرفُ

(3)

: "الوجهَ"

(4)

، وأنشده بعضُهم:"الجِيدَ"

(5)

، فهذا لَعَمْري اضطرابٌ مَّا في البيت، وقال الصَّفَّارُ وابنُ عُصْفُورٍ

(6)

: إنه مصنوعٌ

(7)

.

* قال الرُّكْنُ في "شرح الحاجِبِيَّةِ الكبير"

(8)

ما نصُّه: وقد يُجعَلُ الإعرابُ على النون في هذه العقود إلى التسعين، وأكثرُه في الشعر، كقوله

(9)

:

وَقَدْ جَاوَزْتُ حَدَّ الأَرْبَعِينِ

(10)

ويَلْزَمُ الياءَ حينئذٍ عند أكثر النحاةِ، وقد أجاز بعضُهم بالواو في الأحوال الثلاثِ. انتهى بنصِّه.

وقال

(11)

أيضًا ما معناه: وقد تلخَّص أن المثنى وجمعَ المذكرِ السالمَ خَرَجَا عن القياس من وجهين:

أحدهما: إعرابُهما بالحروف، وإنما الأصل الحركاتُ.

الثاني: كونُ الحروفِ غيرَ مناسبةٍ للحركات المنوبِ عنها، وذلك في غير حالة رفعِ

(1)

أي: ابن جني.

(2)

هو القاسم بن علي بن محمد البَطَلْيَوْسي، أخذ عن الشلوبين وابن عصفور، له: شرح على كتاب سيبويه، تعرض فيه للشلوبين، توفي بعد سنة 630، ينظر: البلغة 235، وبغية الوعاة 2/ 256.

(3)

لم أقف عليه في شرح كتاب سيبويه له، ولعله فيما لم يصلنا منه.

(4)

لم أقف على هذه الرواية.

(5)

ينظر: ليس في كلام العرب 335، وسر صناعة الإعراب 2/ 340، ومفاتيح الغيب 22/ 66، وشرح جمل الزجاجي 1/ 150.

(6)

المقرب 442.

(7)

الحاشية في: 38.

(8)

11/ب.

(9)

هو سحيم بن وثيل الرياحي.

(10)

عجز بيت من الوافر، تقدم قريبًا.

(11)

الشرح الكبير 10/أ، والمتوسط 10/أ.

ص: 197

الجمعِ وجرِّه وجرِّ المثنى.

وعلَّةُ الأولِ أمران:

أحدهما: أنهما فرعان على المفردات، وفي المفردات ما أعرب بالحروف، ولكن الأسماء الة

(1)

، فاستُقبِح أن يَفْضُلَ الفرعُ الأصلَ.

والثاني: أنها مبكبرة

(2)

في المعنى، وفي آخرها حروفٌ يصلحُ لأن يكون إعرابًا، فجُعِلَ إعرابُها بتلك الحروف.

وعلَّةُ الثاني: أن الحروف المناسبةَ للحركات ثلاثةٌ، فلو جُعِلت لهما التَبَسَتْ، فجعلوا الألفَ علامةَ رفعٍ؛ لأنها ضمير رفعٍ، وكذا الواوُ، وناسَبُوا بكلٍّ منهما بابَه، وجَرُّوهما بالياء، وحَمَلوا النصب على الجر

(3)

؛ لتآخيهما، وفرَّقوا بين الياءين بفَتْح ما قبل ياءِ المثنى وكسرِ ما قبل ياءِ الجمع، ولم يعكسوا؛ لأن ياء المثنى في موضع الألف، وهي تستوجبُ الفتحَ قبلَها، وزادوا في الفرق بتَخَالُف حركتَي النونِ وصلًا

(4)

.

وما بتا وألفٍ قد جُمِعا

يكسر في الجر وفي النصب معا

(خ 1)

* [«وما بتا وألفٍ قد جُمِعا»]: ولم يتعرَّضْ لذِكْر المؤنثِ؛ لئلا يَخْرُجَ عنه: حمَّاماتٌ، وإِسطَبلاتٌ، وسُرَادِقاتٌ، و:{أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}

(5)

، ولا لسلامة نظمِ الواحدِ؛ لئلا يَخْرُجَ: ثمراتٌ

(6)

، وسَجَداتٌ، وكِسِراتٌ، وغُرُفاتٌ

(7)

.

(1)

كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: وذلك الأسماء الستة، وفي شرح الكافية الكبير:«وكان إعراب الآحاد -أعني الأسماء الستة- بالحروف» ، وفي الشرح المتوسط:«وإعراب بعض الآحاد -وهي الأسماء الستة- بالحروف» .

(2)

كذا في المخطوطة، والصواب: متكثرة، وفي شرح الكافية:«ولأنهما متكثران في المعنى» .

(3)

في المخطوطة: «وحملوا الجرم على النصبم» ، دلالةً على أن الصواب بالتقديم والتأخير، موافقةً للكلام المنقول منه.

(4)

الحاشية في: 38.

(5)

البقرة 197.

(6)

كذا في المخطوطة، ولعلها: تمرات، بالتاء؛ لأنها التي لم يسلم فيها بناء المفرد، بخلاف ثمرات.

(7)

الحاشية في: 3/أ.

ص: 198

* ابنُ الخَبَّاز

(1)

: وتنوينُه قيل: للصرف، وقيل: عِوَضٌ من منع الفتحةِ، وقيل: للمقابَلة.

ع: وهو الصحيحُ؛ لوجوده فيما لا ينصرفُ، كقوله تعالى:{فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ}

(2)

؛ مع أن فيه العلميةَ والتأنيثَ

(3)

، وقد يقال: لا يُعْتَدُّ بتأنيث الجمعِ

(4)

.

كذا ألاتُ

(5)

والذي اسْمًا قد جُعل

كأَذْرعاتٍ فيه ذا أيضا قبل

(خ 1)

* [«قُبِل»]: قد يُقالُ: دلَّ على أنه يجوز فيه غيرُ ذلك، وهو صحيحٌ

(6)

.

(خ 2)

* قال في س ص

(7)

: مَنْ قال [في]

(8)

"مسلمات" علمًا: هذه مسلماتُ، فمَنَعَ صرفَه؛ تشبيهًا بـ"حمزة"، فإنه إذا نكَّره فقياسُه أن ينوِّنه، كما ينوِّنُ "حمزة"، ويكونُ تنوينُه تنوينَ صرفٍ، كما أن تنوين "حمزة" كذلك، وليس هذا كنون "مسلمين".

ثم قال: واعلم أن قياس مَنْ قال في التسمية بـ"مسلمين": هؤلاء

(9)

مسلمين، بالتزام الياء، وأعرب النونَ بالحركات منونةً؛ أن يقول في "مسلمات" مسمًّى به امرأة ٌأو رجلا

(10)

: هؤلاء

(11)

مسلماتِنٌ، بكسر التاء والتزامِ ذلك مع التنوين، وإيقاعِ الحركات

(1)

الغرة المخفية 6/أ، وتوجيه اللمع 97.

(2)

البقرة 198.

(3)

مكررة في المخطوطة.

(4)

الحاشية في: 3/أ.

(5)

كذا في المخطوطة، والوجه: أولات.

(6)

الحاشية في: 3/أ.

(7)

سر صناعة الإعراب 2/ 497، 498.

(8)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في سر صناعة الإعراب، والسياق يقتضيه.

(9)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في سر صناعة الإعراب: هذا؛ لأنه مفرد.

(10)

كذا في المخطوطة، والوجه: رجلٌ.

(11)

كذا في المخطوطة، والصواب: هذا أو هذه؛ لأنه مفرد.

ص: 199

بعد التنوين، إلا أن هذا قياسٌ مرفوضٌ؛ لِمَا فيه من الذهاب عن الأصول، وهو أن يصير علمُ التأنيث حشوًا، وذلك محال.

ومِنْ هنا قال أصحابنا: إن ألف "دنياويّ" ليست ألفَ "دُنيا"، وإنه آثر مدة الكلمة في الإضافة، فزاد ألفًا، ثم أبدل الثانيةَ همزةً في التقدير، وإن لم يَخْرُج ذلك إلى اللفظ، ثم قال: دنياويّ، كما تقول: حمراويّ.

فوجب على من قال: مسلمينٌ أن يقول: مسلماتٌ، فتوافق من قال: مسلمون.

ع: سؤال: ما تقول في تنوين "هَيْهات"؟

الجواب: قال ع ث ج في س ص

(1)

: من قال: هَيْهاة، فهو مفرد، كـ"عَلْقاة"، وحكمُه أن يقف بالهاء، كما في "عَلْقاة"، وهو معرفة، ومن قال: هَيْهاةً، فكأنه قال: البُعْدَ، فهو معرفة، ومن أراد الجمع قال: هَيْهات، بالكسر؛ لأن الكسرة في هذا النوع بإزاء الفتحة في المفرد، ولم ينوِّن إن أراد المعرفةَ، ونوَّن إن أراد النكرةَ، والتنوينُ عنده تنوينُ تنكيرٍ، كتنوين المفرد، وهو هَيْهاةً، وكتنوين: صَهٍ، ومَهٍ، ومن زعم في "هَيْهات" أنها ظرف، سواء كُسِرت أو فُتِحت، وأنها معربة، وإذا

(2)

نوَّنها كان التنوين عنده للمقابلة لا للتنكير.

ع: لأنه لا يَلْحق إلا المعرباتِ.

وكأنه إذا قيل: هيهات زيدٌ؛ فكأنَّ الأصل عندهم: زيدٌ في البُعْد، على التقديم والتأخير، أو "زيدًا"

(3)

فاعلٌ على رأي أبي الحَسَن والكوفيين

(4)

. انتهى.

قال أبو الفَتْح: أخبرنا بذلك أبو عَلِيٍّ في "المسائل المُصْلَحةِ من كتاب أبي إِسْحاقَ"

(5)

(6)

.

وجُرَّ بالفتحة ما لا ينصرف

ما لم يُضَف أو يكُ بعد أل ردف

(1)

سر صناعة الإعراب 2/ 499، 500.

(2)

كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: فإذا.

(3)

كذا في المخطوطة مضبوطًا، ولعله معطوف على اسم "كأنَّ".

(4)

ينظر: الإنصاف 1/ 44، والتبيين 233، وائتلاف النصرة 91.

(5)

الإغفال 2/ 477.

(6)

الحاشية في: 5.

ص: 200

(خ 1)

* [«وجُرَّ بالفتحة»]: لأنه لَمَّا امتَنع تنوينُه للعلَّتين؛ خافوا أن يُتَوَهَّم أنه مبنيٌّ أو مضافٌ إلى الياء حُذِفَتْ ياؤُه

(1)

.

* [«ما لم يُضَفْ أو يكُ بعد "أَلْ" رَدِف»]: فإنه حينئذٍ لا يُتَوَهَّم أنه مضافٌ إلى الياء ولا مبنيٌّ في المسألتين

(2)

.

* يشمل قولُه: «أَلْ» : الموصولةَ

(3)

، نحو:{كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ}

(4)

، والزائدةَ، كقوله

(5)

:

رَأَيْتُ الوَلِيدَ بْنَ اليَزِيدِ

(6)

والموصولةَ، كقوله

(7)

:

وَمَا أَنْتَ بِاليَقْظَانِ نَاظِرُهُ

(8)

(1)

الحاشية في: 3/أ.

(2)

الحاشية في: 3/أ.

(3)

كذا في المخطوطة، والصواب: المعرِّفة، كما في: شرح التسهيل 1/ 41، وشرح الكافية الشافية 1/ 180، والتذييل والتكميل 1/ 148.

(4)

هود 24.

(5)

هو ابن ميَّادة.

(6)

بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:

رأيتُ الوليدَ بنَ اليزيدِ مباركًا

شديدًا بأَحْناء الخلافةِ كاهلُهْ

ينظر: الديوان 192، ومعاني القرآن للفراء 1/ 342، 2/ 408، والحجة 3/ 350، وسر صناعة الإعراب 2/ 451، والإنصاف 1/ 259، وشرح التسهيل 1/ 41، والتذييل والتكميل 1/ 148، 3/ 67، والمقاصد النحوية 1/ 246، 477، وخزانة الأدب 2/ 226.

(7)

لم أقف له على نسبة.

(8)

بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:

وما أنت باليقظان ناظره إذا

رَضِيتَ بما يُنْسيك ذكرَ العواقب

ينظر: شرح التسهيل 1/ 41، وشرح الكافية الشافية 1/ 180، والتذييل والتكميل 1/ 148، والمقاصد النحوية 1/ 244.

ص: 201

وحكمُ بدلِ "أَلْ" حكمُها، كقوله

(1)

:

تَبِيتُ بِلَيْلِ امْأَرْمَدِ اعْتَادَ أَوْلَقَا

(2)

(3)

واجعل لنحو تفعلان النُونا

رفعًا وتَدْعينَصحـ وتَسْألونا

(خ 2)

* إنما اختصَّت الأمثلةُ الخمسةُ بالمبدوء بالتاء والمبدوءِ بالياء؛ لأن المضارع أربعُ صيغٍ بحسب حروفِه، فالمبدوءُ بالنون والمبدوءُ بالهمزة؛ الضميرُ فيهما مستترٌ وجوبًا، وهذا

(4)

ليسا كذلك

(5)

.

* [«رفعًا»]: قد تُحذف تخفيفًا، وذلك على ضربين:

واجبٌ، كنون

(6)

التوكيد، نحو:{وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ}

(7)

، {فَإِمَّا تَرَيِنَّ}

(8)

، {إِمَّا يَبْلُغَانِّ}

(9)

.

وجائزٌ، وهو ضربان: كثيرٌ، وذلك كنون

(10)

الوقاية، نحو:{أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِيَ}

(11)

بالتخفيف، وقليلٌ، وهو فيما عدا ذلك، نحو: «لَا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى

(1)

لم أقف له على نسبة.

(2)

عجز بيت من الطويل، وصدره:

أَأَنْ شِمتَ من نجدٍ بريقًا تألَّقا

...

امْأَرْمَد: يريد: الأرمد، وأَوْلَق: الجنون. ينظر: شرح التسهيل 1/ 42، وشرح الكافية الشافية 1/ 181، والتذييل والتكميل 1/ 148، والمقاصد النحوية 1/ 249.

(3)

الحاشية في: 3/أ.

(4)

كذا في المخطوطة، والصواب: وهذان.

(5)

الحاشية في: 6، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 36، 37، ولم يعزها لابن هشام.

(6)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: لنون.

(7)

القصص 87.

(8)

مريم 26.

(9)

الإسراء 23، وهي قراءة حمزة والكسائي. ينظر: السبعة 379، والإقناع 2/ 685.

(10)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: لنون.

(11)

الزمر 64، وهي قراءة نافع. ينظر: السبعة 563، والإقناع 2/ 751.

ص: 202

تُؤْمِنُوا»

(1)

(2)

.

وحذفُها للجزم والنصب سمه

كلم تكوني لترومي مظلَِمه معا

(خ 1)

* [«للجزم والنصب»]: تقديمُ الجزمِ -كما فَعَل- أَوْلى

(3)

.

* [«مظلَِمهمعا»]: والأحسنُ -لأجل الشعر- الكسرُ

(4)

.

(خ 2)

* النصب بـ"أن" مقدَّرةً في قوله: «لترومي» عند ص، لا باللام، خلافًا لكـ، ولا بكونها قائمةً مَقامَ "أنْ"، خلافًا لثَعْلَبٍ

(5)

.

واللامُ على قولنا متعلقةٌ بخبر "كان" محذوفًا وجوبًا، فيقدر في:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ}

(6)

: مريدًا ليطلعَكم، وعلى قول الكوفيين: زائدةٌ ولا حذفَ، وهذا الخبرُ.

وينبني على القولين جوازُ تقديمِ معمولِ المنصوبِ على اللام.

وزعم الناظم

(7)

أن النصب بـ"أنْ" مضمرةً، وأن اللام مع ما بعدها الخبرُ.

ح

(8)

: ولم يَقُلْ به بصريٌّ ولا كوفيٌّ، وهو ملفَّقٌ من المذهبين.

ع: وقد يكونُ كقولك في الظرف والمجرور: إنه خبرٌ تجوُّزًا لا حقيقةً.

والأقوالُ الثلاثةُ في لام "كيْ"، غير أن إضمار "أنْ" بعدها جائزٌ لا واجبٌ، قال

(1)

بعض حديث نبوي أخرجه بهذا اللفظ أبو داود 5193 والترمذي 2688 وابن ماجه 68 وأحمد 10650 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(2)

الحاشية في: 6، ونقلها ياسين في حاشيتي التصريح 1/ 288، والألفية 1/ 37، ولم يعزها في الثانية لابن هشام.

(3)

الحاشية في: 3/أ.

(4)

الحاشية في: 3/أ.

(5)

ينظر: الإنصاف 2/ 485، والتذييل والتكميل 636/ب (نورعثمانيه)، وارتشاف الضرب 4/ 1656، 1660، وائتلاف النصرة 139.

(6)

آل عمران 179.

(7)

التسهيل 230، وشرح الكافية الشافية 3/ 1539.

(8)

التذييل والتكميل 637/أ (نورعثمانيه)، وارتشاف الضرب 4/ 1658.

ص: 203

الله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا}

(1)

، و:{أَنْ يُطْفِئُوا}

(2)

، {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ}

(3)

، {وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ

(4)

}

(5)

، و:{لِأَنْ أَكُونَ}

(6)

(7)

.

وسم معتلا من الأسماء ما

كالمصطفى والمرتقي مكارما

(خ 1)

* أبو

(8)

البقاءِ في "شرح الإيضاحِ"

(9)

: المعتلُّ في عُرْف أهلِ النحوِ: الاسمُ المعربُ الذي آخرُه ياءٌ قبلَها كسرةٌ أو ألفٌ.

ع: يريد: المعتلَّ من الأسماء

(10)

.

(خ 2)

* ع: تسميةُ المعتلِّ معتلًّا؛ إما لاعتلاله، بمعنى: ضعفِه، أو لاعتلاله، بمعنى: تغيُّرِه وعدمِ قراره غالبًا على حالةٍ، وبالمعنى الأول لا تكون الهمزةُ معتلةً، بلى

(11)

هي على العكس من المعتلِّ بذلك المعنى، وعلى المعنى الثاني يصحُّ، فينبغي أن يكون هذا أصلَ

(1)

الصف 8.

(2)

التوبة 32.

(3)

الأنعام 71.

(4)

في المخطوطة: لأكون، وهو خطأ؛ فليس في القرآن إلا:{وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ} ، كما في: يونس 72، 104، والنمل 91، و:{وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ} ، كما في: الزمر 12.

(5)

الشورى 15.

(6)

الزمر 12.

(7)

الحاشية في: 6.

(8)

هو عبدالله بن الحسين بن عبدالله العكبري، من كبار نحاة بغداد، وكان ضريرًا، أخذ عن ابن الخشاب، له: التبيان في إعراب القرآن، واللباب في علل البناء والإعراب، والتبيين عن مذاهب النحويين، وغيرها، توفي سنة 616. ينظر: معجم الأدباء 4/ 1515، وإنباه الرواة 2/ 116، وبغية الوعاة 2/ 38.

(9)

157 (ت. الحميدي).

(10)

الحاشية في: 3/أ.

(11)

كذا في المخطوطة، والصواب: بل.

ص: 204

الخلافِ.

والذي لَحَظَه الشعراءُ المولَّدون المعنى الأولُ، حيث يقول قائلُهم

(1)

:

عَلَامَةُ التَّأْنِيثِ فِي لَفْظِهِ

وَأَحْرُفُ العِلَّةِ فِي طَرْفِهِ

(2)

(3)

فالأول الإعراب فيه قدرا

جميعه وهو الذي قد قصرا

(خ 1)

* المقصورُ الذي ألفُه منقلبةٌ عن ياءٍ أو واوٍ دونَ الذي ألفُه غيرُ منقلبةٍ في الخروج عن الأصل، وإن اشتركا في أصل الخروجِ؛ لأن الضمة وأختَها يُتَخَيَّلُ حصولُهما قبل القلب؛ ألا ترى أنهما سببُه، وإلا لقلتَ في: عصًا وهُدًى: عَصَوْ ورَحَوْ

(4)

، وإنما

(5)

نحوُ: حُبْلى فليس كذلك؛ لأن هذه الألفَ ليس لها أصلٌ كانت الحركةُ عليه

(6)

.

* ابنُ الخَبَّاز

(7)

: سُمِّي مقصورًا؛ لأنه أقلُّ بناءً من الممدود، فشُبِّه بالصلاة المقصورةِ التي مُنِعَت التمامَ

(8)

.

(خ 2)

* [«قُدِّرا جميعُه»]: لأن الألفَ لا تتحركُ، ومتى تجيئُها الحركةُ تهيَّأت لقبولها بانقلابها همزةً، كقراءة من قَرَأَ:{وَلَا الضَّأَلِّينَ}

(9)

، {إِنْسٌ وَلَا جَأَنٌّ}

(10)

(11)

.

(1)

هو أسعد بن الخطير ابن ممَّاتي، أبو المكارم (ت 606).

(2)

بيت من السريع. ينظر: خريدة القصر (شعراء مصر 1/ 101)، وأنوار الربيع في أنواع البديع 2/ 284.

(3)

الحاشية في: 6.

(4)

كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: وهُدَيْ.

(5)

كذا في المخطوطة، والصواب: وأما.

(6)

الحاشية في: 3/أ.

(7)

الغرة المخفية 10/أ، وتوجيه اللمع 83، 84.

(8)

الحاشية في: 3/أ.

(9)

الفاتحة 7، وهي قراءة أيوب السختياني. ينظر: معاني القراءات للأزهري 1/ 119، والمحتسب 1/ 46، والنشر 1/ 47.

(10)

الرحمن 39، وهي قراءة الحسن وعمرو بن عبيد. ينظر: المحتسب 1/ 47، 2/ 135، 305.

(11)

الحاشية في: 7.

ص: 205

والثان منقوصٌ ونصبه ظهر

ورفعه ينوى كذا أيْضًا يُجَر

(خ 1)

* [«ونصبُه ظَهَر»]: وأما قولُه

(1)

:

وَلَوْ أَنَّ وَاشٍ بِاليَمَامَةِ دَارُهُ

وَدَارِي بِأَعْلَى حَضْرَمَوْتَ اهْتَدَى لِيَا

(2)

فإنه أسكن الياءَ ضرورةً، كقوله

(3)

:

كَأَنَّ أَيْدِيْهِنَّ

(4)

...

فلما اجتَمعت مع التنوين حُذِفت ....

ع: وأما قولهم: «لا أُكَلِّمُكَ حِيرِيْ دَهْرٍ»

(5)

بالإسكان؛ فإنهم نبَّهوا به على أن الأصل التشديدُ، وأن الأصل: حِيرِيَّ، فكما أنهم لو شدَّدوا كانت مسكنةً فكذا أبقوا

(6)

الياءَ ساكنةً بعد الحذف كما كانت حين أدغمت في الثانية المحذوفةِ، ونظيرُه قولُه

(7)

:

(1)

هو قيس بن الملوّح المعروف بمجنون ليلى.

(2)

بيت من الطويل. واشٍ: الذي يزوق الكلام ليفسد بين شخصين. روي: «فلو كان واشٍ» ، ولا شاهد فيه. ينظر: الديوان 227، والأغاني 2/ 373، والجليس الصالح الكافي 526، وسفر السعادة 2/ 713، وضرائر الشعر 93، والتذييل والتكميل 1/ 213، ومغني اللبيب 382، وخزانة الأدب 10/ 484.

(3)

ينسب لرؤبة بن العجَّاج.

(4)

بعض بيت من مشطور الرجز، وهو بتمامه:

كأنَّ أيديْهنَّ بالقاعِ القَرَقْ

ينظر: ملحقات الديوان 3/ 179، وإصلاح المنطق 296، والكامل 2/ 909، وشرح القصائد السبع 406، وتهذيب اللغة 15/ 78، والمحتسب 1/ 126، 289، 2/ 75، وشرح التسهيل 1/ 57، وخزانة الأدب 8/ 347.

(5)

رواه سيبويه في الكتاب 3/ 307، وقطرب في الأزمنة 60، ومعناه: أبدًا. ينظر: الصحاح (ح ي ر) 2/ 641.

(6)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(7)

هو أبو كبير الهذلي.

ص: 206

......

رُبَ

(1)

هَيْضَلٍ

(2)

في حذفه الباءَ الأولى

(3)

مفتوحة كما كانت؛ تنبيهًا على الأصل، وإلا لوجب عليه أن يسكن، كما في:"هَلْ" و"بَلْ"، وذلك نظيرُ تصحيحِ: حَوِلَ، وعَوِرَ؛ لأنهما بمعنى: احْوَلَّ، واعْوَرَّ، هذا كلُّه قولُ ابنِ جِنِّي

(4)

.

وقال أبو عَلِيٍّ

(5)

: إنَّ: «حِيرِيْ دَهْرٍ» من تسكين المنصوبِ من باب:

... عَفَتْ إِلَّا أَثَافِيْهَا

(6)

وما ذَكَره أبو الفَتْح من أنه من باب إبقاءِ الشيءِ على ما كان؛ تنبيهًا عليه؛ أَوْلى

(7)

.

* ع: تقولُ في المنقوص: هذه ثمانيْ رِخَال

(8)

، ومررت بثمانيْ رِخَال، ورأيت ثمانيَ

(1)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(2)

بعض بيت من الكامل، وهو بتمامه:

أزُهيرُ إنْ يَشِبِ القَذَالُ فإنني

رُبَ هَيْضَلٍ مَرِسٍ لَفَفْتُ بهَيْضَل

هَيْضَل: جماعة يُغزى بهم. ينظر: شرح أشعار الهذليين 2/ 89، ومجالس ثعلب 269، ومعاني القرآن وإعرابه 3/ 172، وكتاب الشعر 1/ 73، والخصائص 2/ 442، وأمالي ابن الشجري 2/ 179، 3/ 48، والممتع 2/ 627، والتذييل والتكميل 11/ 283، وخزانة الأدب 9/ 535.

(3)

موضع النقط مقدار ثلاث كلمات انطمست في المخطوطة.

(4)

المحتسب 2/ 343، 344، والخصائص 3/ 327.

(5)

الحجة 1/ 92، 415.

(6)

بعض بيت من البسيط، لبعض السعديين، وقيل: للحطيئة، وهو بتمامه:

يا دارَ هندٍ عفتْ إلا أثافيها

بين الطوِيِّ فصاراتٍ فواديها

عَفَت: اندرست، وأثافيها: جمع أُثْفيَّة، وهي الحجارة التي يُنصَب عليها القِدْر. ينظر: ديوان الحطيئة بشرح ابن السكيت 280، وبشرح السكري 111، والكتاب 3/ 306، وكتاب الشعر 1/ 195، والمحتسب 1/ 126، 2/ 343، وأمالي ابن الشجري 2/ 21، وضرائر الشعر 92، وشرح شواهد شرح الشافية 410.

(7)

الحاشية في: 3/أ.

(8)

جمع: رِخْلة، وهي الأثنى من أولاد الضأن. ينظر: القاموس المحيط (ر خ ل) 2/ 1329.

ص: 207

رِخَال، لا يجوزُ غيرُ ذلك بإجماع العرب، وبعضُهم إذا لم يُضِفْ حذف الياءَ

(1)

.

* ابنُ الخَبَّاز

(2)

: اختَلفوا في تقدير حركةِ المنقوصِ رفعًا وجرًّا؛ فقيل: واجبٌ؛ لأنه لَمَّا فات اللفظُ بالحركة؛ للثِّقَل قُدِّرتْ

(3)

، وقيل: لا؛ لأن الحركة مقدورٌ عليها، فلا فائدةَ لتقديرها

(4)

.

(خ 2)

* «ظَهَرْ»

(5)

: في قراءة أبي

(6)

عَمْرٍو: {بَارِئْكُمْ}

(7)

بالإسكان

(8)

، وفي قراءة حَمْزةَ

(9)

: {وَمَكْرَ السَّيِّئْ}

(10)

بالإسكان

(11)

أيضًا، أنهما على تقدير الإبدالِ، لا سِيَّما وأبو عَمْرٍو رحمه الله قراءتُه الإبدالُ، وأما حَمْزةُ رحمه الله فيكون وَصَل بنية الوقفِ، وهذا حسنٌ بديعٌ، وهو الذي يُقال فيه في غير القرآن: إنه على التوهُّم، ويقال فيه في القرآن: على التقدير والمعنى

(12)

.

(1)

الحاشية في: 3/أ.

(2)

الغرة المخفية 10/ب.

(3)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(4)

الحاشية في: 3/أ.

(5)

كذا في المخطوطة، والأقرب أن الحاشية متعلقة بقوله في البيت:«كذا أيضًا يُجَرّْ» .

(6)

هو ابن العلاء بن عمار المازني، أحد أئمة النحو واللغة، وأحد القراء السبعة، أخذ عن الحسن البصري ونصر بن عاصم وغيرهما، توفي سنة 154. ينظر: نزهة الألباء 30، ومعجم الأدباء 3/ 1316، وإنباه الرواة 4/ 131، وبغية الوعاة 2/ 231.

(7)

البقرة 54.

(8)

ينظر: السبعة 155، والإقناع 1/ 485.

(9)

هو ابن حبيب الزيات، من أشهر قراء الكوفيين، وأحد القراء السبعة، أخذ عن الأعمش وابن أبي ليلى وغيرهما، توفي سنة 156، وقيل غير ذلك. ينظر: معرفة القراء الكبار 66، وغاية النهاية 1/ 261.

(10)

فاطر 43.

(11)

ينظر: السبعة 535، والإقناع 2/ 741.

(12)

الحاشية في: 7.

ص: 208

* لا بُدَّ أن يُذكَر في شروط المنقوصِ والمقصورِ أن تكون الياءُ والألفُ أصليَّتين، وإلا فلا يسمَّيان كذلك.

وتقديرُ الحركاتِ في مثل: رَشَا

(1)

، إنما هو اضطراريٌّ، كما في: غلامِي، لا لكونه مقصورًا.

ونصُّوا على أن من الضرورة:

وَالنَّاسُ لَيْسَ بِهَادٍ شَرُّهُمْ أَبَدَا

(2)

والأصلُ: بهادئٍ

(3)

.

وأي فعل آخر منه ألف

أو واوٌ أو ياءٌ فمعتلا عرف

(خ 2)

* في نسخةٍ

(4)

: «وكلُّ فِعْلٍ» ، وما أحسنَها.

ومثلُه في دخول الفاء في الخبر

(5)

(6)

.

* قد تقدَّم

(7)

أن الاعتلال بالواو لا يكون في الماضي، وإنما يكون ذلك في المضارع، وهو المقصود بالذكر هنا، وإن كان قولُه:«وأيُّ فِعْلٍ» أعمَّ؛ ألا ترى أن بعده:

(1)

كذا في المخطوطة، ولعل المراد مخفَّف "رَشَأٍ" المهموز، وهو ولد الظبية. ينظر: الصحاح 1/ 53 (ر ش أ).

(2)

عجز بيت من البسيط، لابن هَرْمة، وصدره:

إنَّ السباعَ لتَهْدا عن فرائسِها

...

ينظر: الديوان 97، وسر صناعة الإعراب 2/ 740، والخصائص 3/ 154، والممتع 1/ 382، وضرائر الشعر 229، وارتشاف الضرب 5/ 2439.

(3)

الحاشية في: 7.

(4)

لم ترد هذه الرواية في نسخ الألفية العالية التي اعتمدها محققها. ينظر: الألفية 76، البيت 49.

(5)

كذا في المخطوطة، ويظهر أن للكلام صلةً لم يثبتها الناسخ.

(6)

الحاشية في: 7.

(7)

لم يتقدم شيء من ذلك في مخطوطة الحواشي هذه.

ص: 209

«فالألفَ انْوِ فيه» إلى آخره، ولا يليقُ شيءٌ من ذلك بالماضي

(1)

.

فالألفَصحـ انو فيه غيرَ الجزم

وَأَبد نصبَ ما كيدعُو يرمي

(خ 2)

* [«كيدعو»]: ونَدَرتْ قراءةُ بعضِهم

(2)

: {أَوْ يَعْفُوا الَّذِي بِيَدِهِ}

(3)

بالإسكان

(4)

.

والرفعَ فيهما انو واحْذِف جازما

ثلاثَهن تَقْض حكما لازما

(1)

الحاشية في: 7.

(2)

هو الحسن البصري. ينظر: المحتسب 1/ 125، وشواذ القراءات للكرماني 94.

(3)

البقرة 237.

(4)

الحاشية في: 8.

ص: 210