المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌إِنَّ وأَخَواتُها لإن أن ليت لكن لعل … كأن عكس ما - حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك - جـ ١

[ابن هشام النحوي]

فهرس الكتاب

- ‌مستخلص الرسالة

- ‌أقسام البحث:

- ‌المقدمة

- ‌الأهمية العلمية للمخطوطتين:

- ‌أسباب اختيار المخطوطتين:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌خطة المشروع:

- ‌منهج التحقيق:

- ‌الدراسة

- ‌المبحث الأول: ابن مالك وابن هشام الأنصاري، (ترجمة موجزة)

- ‌أولا: ابن مالك

- ‌ثانيًا: ابن هشام الأنصاري

- ‌المبحث الثاني: حاشيتا ابن هشام على الألفية

- ‌المطلب الأول: تحقيق عنوان المخطوطتين، وتوثيق نسبتهما إلى ابن هشام

- ‌المطلب الثاني: منهجهما. وفيه ثلاث مسائل:

- ‌المسألة الأولى: طريقة ابن هشام في عرض المادة العلمية

- ‌المسألة الثانية: عنايته بآراء العلماء

- ‌المسألة الثالثة: اختياراته وترجيحاته

- ‌المطلب الثالث: مصادرهما

- ‌المطلب الرابع: موازنة بينهما وبين أوضح المسالك

- ‌المطلب الخامس: تقويمهما. وفيه ثلاث مسائل:

- ‌المسألة الأولى: المحاسن

- ‌المسألة الثانية: المآخذ

- ‌المسألة الثالثة: التأثر والتأثير

- ‌المطلب السادس: وصف المخطوطتين، ونماذج منهما

- ‌الكلام وما يأتلف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌أَسْماءُ الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعَرّف بِأَداةِ التعرِيفِ

- ‌الابْتِدَاءُ

- ‌كانَ وأخواتها

- ‌أفْعالُ المقاربة

- ‌إِنَّ وأَخَواتُها

- ‌لا التي لنفي الجنس

- ‌ظن وأخواتُها

- ‌أَعْلَمَ وأَرى

- ‌الفاعِلُ

- ‌النَّائبُ عَنِ الفَاعِلِ

- ‌اشتِغالُ العامل عن المعمول

- ‌تعدِّي الفعْلِ ولزومُه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفْعولُ المطلقُ

- ‌المفعُولُ له

- ‌المفعولُ فيْهِ، وهو المسَمَّى ظَرْفا

- ‌المفعول مَعَهُ

- ‌الاستِثْناءُ

- ‌الحَالُ

- ‌التَمْييزُ

- ‌حُرُوفُ الجَرّ

- ‌الإِضَافَةُ

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إِعْمَالُ المصْدَرِ

- ‌إِعْمَالُ اسمِ الفاعِلِ

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنيةُ أسْماء الفاعلين والمفعولين(1)والصِّفات المشبهة بها

- ‌الصفة المشبهة باسْمِ الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نِعْمَ وبئْسَ وما جرى مجراهما

الفصل: ‌ ‌إِنَّ وأَخَواتُها لإن أن ليت لكن لعل … كأن عكس ما

‌إِنَّ وأَخَواتُها

لإن أن ليت لكن لعل

كأن عكس ما لكان من عمل

(خ 1)

* [«لـ"إِنَّ"، "أَنَّ"»]: ومعناهما: توكيد الحكم، ونفيُ الشكِّ عنه، أو الإنكارِ له، إلا أن "إِنَّ" تفارقُها "أَنَّ" في أنها بتأويل المصدر.

و: «لَيْتَ» : للتمني، وهو طلب ما لا طمعَ فيه، نحو: ليت الشباب يعودُ

(1)

.

* قال الشاعر

(2)

:

[يَا]

(3)

لَيْتَ شِعْرِي وَالمُنَا

(4)

لَا تَنْفَعُ

هَلْ أَغْدُوَنْ يَوْمًا وَأَمْرِي مُجْمعُ

(5)

فصرَّح بأن "ليت" معناها التمني

(6)

.

* [«"لكنَّ"»]: للاستدراك، وهو تعقيبُ الكلام برفع ما تُوُهِّم ثبوتُه، نحو: ما زيدٌ شجاعًا لكنَّه كريمٌ؛ فإن نفي الشجاعة أَوْهَمَ نفيَ الكرم؛ لأنهما كالمتضايفين، فرُفِع ذلك بتعقيب "لكنَّ" بعد الكلام

(7)

.

* [«"لعلَّ"»]: ومعناها: الترجِّي والطمع، وقد تَرِد إشفاقًا، نحو: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ

(1)

الحاشية في: 8/ب.

(2)

لم أقف على تسميته.

(3)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في مصادر البيت، وبه يستقيم الوزن.

(4)

كذا في المخطوطة، والوجه: المُنَى؛ لأنه ثلاثي يائي اللام، كما في: القاموس المحيط (م ن ي) 2/ 1750.

(5)

بيتان من مشطور الرجز. مجمع: الإجماع: الإحكام والعزيمة على الشيء. ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 473، 2/ 185، والنوادر لأبي زيد 399، ولأبي مسحل 476، 477، وإصلاح المنطق 190، والخصائص 2/ 138، ومغني اللبيب 508.

(6)

الحاشية في: 8/ب.

(7)

الحاشية في: 8/ب.

ص: 419

نَفْسَكَ}

(1)

(2)

.

* [«"كأنَّ"»]: للتشبيه، وأصل: كأنَّ زيدًا أسدٌ: إنَّ زيدًا كالأسد، قُدِّمت الكافُ، ففُتِحت "إِنَّ"، فصار حرفًا واحدًا يفيد التوكيدَ والتشبيهَ

(3)

.

(خ 2)

* عندي أن تقديم الخبر للحصر، أي: ما لها إلا عكسُ [ما لـ"كان"]

(4)

، خلافًا لابن

(5)

سَلَّامٍ

(6)

في أنها تنصب الجزأين في لغةٍ، نحو:

إِنَّ حُرَّاسَنَا أُسْدَا

(7)

إِنَّ العَجُوزَ خَبَّةً ....

(1)

الكهف 6.

(2)

الحاشية في: 8/ب.

(3)

الحاشية في: 8/ب.

(4)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو عند ياسين، والسياق يقتضيه.

(5)

هو محمد بن سلَّام بن عبيدالله الجمحي البصري، أبو عبدالله، من كبار الأخباريين والأدباء، أخذ عن حماد بن سلمة، وأخذ عنه ثعلب، له: طبقات الشعراء، توفي سنة 231، وقيل غير ذلك. ينظر: معجم الأدباء 6/ 2540، وإنباه الرواة 3/ 143، وبغية الوعاة 1/ 115.

(6)

طبقات فحول الشعراء 1/ 78، 79، وينظر: شرح جمل الزجاجي 1/ 424، وشرح أبيات مغني اللبيب 1/ 184.

(7)

بعض بيت من الطويل، نُسب لعمر بن أبي ربيعة، ولم أقف عليه في ديوانه، وهو بتمامه:

إذا اسودَّ جُنْحُ الليل فلْتأتِ ولْتكُنْ

خطاكَ خفافًا إنَّ حراسَنا أُسْدَا

ينظر: شرح جمل الزجاجي 1/ 424، وشرح التسهيل 2/ 9، وشرح الكافية الشافية 1/ 518، والتذييل والتكميل 4/ 278، 5/ 27، وتخليص الشواهد 306، ومغني اللبيب 55، وخزانة الأدب 4/ 167، 10/ 242.

ص: 420

البيتَ

(1)

، وللفَرَّاء

(2)

في تخصيصه بـ"ليت"، نحو:

يَا لَيْتَ أَيَّامَ الصِّبَا رَوَاجِعَا

(3)

ولنا: أن الخبر محذوف، مثل:

وَلَكِنَّ زِنْجِيًّا

(4)

....

أي: لا يعرف فرال

(5)

.

و"خَبَّةً" على الذم، و"تأكلُ" الخبرُ.

وأبو

(6)

نُخَيْلةَ لجزم

(7)

الأَصْمَعيُّ وأبو عمرٍو بحضرة الرَّشِيد

(8)

، في:

(1)

بعض بيت من مشطور الرجز، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه مع ما بعده:

إنَّ العجوزَ خَبَّةً جَرُوزَا

تأكلُ كلَّ ليلةٍ قَفِيزَا

خَبَّة: مخادعة، كما في: القاموس المحيط (خ ب ب) 1/ 153. ينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/ 73، ونتائج الفكر 265، وشرح جمل الزجاجي 1/ 425، وشرح التسهيل 2/ 9، والتذييل والتكميل 5/ 27.

(2)

ينظر: شرح جمل الزجاجي 1/ 425، وشرح الكافية للرضي 4/ 334، والتذييل والتكميل 5/ 26، ومغني اللبيب 376.

(3)

بيت من مشطور الرجز، نسب للعجَّاج، تقدم في باب "كان" وأخواتها.

(4)

بعض بيت من الطويل، للفرزدق، تقدم في باب المعرفة والنكرة.

(5)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: قرابتي.

(6)

هو يعمر بن حزن بن زائدة السعدي، أبو الجنيد، شاعر راجز محسن، سمي أبا نخيلة؛ لأن أمه ولدته في أصل نخلة. ينظر: الشعر والشعراء 2/ 587، والأغاني 20/ 474، والمؤتلف والمختلف للآمدي 255.

(7)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: لَحَّنه.

(8)

هو هارون بن محمد المهدي بن عبدالله المنصور، أبو جعفر، الخليفة العباسي، توفي سنة 193. ينظر: تاريخ مدينة السلام 16/ 9، وسير أعلام النبلاء 9/ 286.

ص: 421

كَأَنَّ أُذْنَيْهِ

(1)

(2)

...

فيستثنى من كلامه: الجرُّ بـ"لعلَّ" المذكورُ في باب حروف الجر، على أن ابن عُصْفُورٍ

(3)

يراه إنما ثَبَت في المكسورة اللامِ، وتلك لم يستقرَّ فيها في

(4)

نصب الاسم ورفع الخبر، ومِن ثَمَّ جَعل:

لَعَلَّ أَبِي المِغْوَارِ

(5)

...

على إضمار اللام، مثل: خيرٍ

(6)

، والقصةِ، مثل:

(1)

كذا في المخطوطة، ومثله في مغني اللبيب 255، ونَسَبَ ابن عصفور في شرح جمل الزجاجي 1/ 425 الرجز إلى أبي نخيلة العُمَاني، ورجَّح البغدادي في خزانة الأدب 10/ 241 وشرح أبيات مغني اللبيب 4/ 180 أنهما راجزان: أبو نخيلة والعُمَاني، وأن الشعر والقصة للعُمَاني، واسمه: محمد ابن ذؤيب الفقيمي.

(2)

بعض بيت من مشطور الرجز، وهو بتمامه مع ما بعده:

كأنَّ أُذْنَيْه إذا تشوَّفا

قادمةً أو قَلَمًا محرَّفا

روي: «تخال» بدل «كأنَّ» ، ولا شاهد فيه. ينظر: الكامل 2/ 1046، وأدب الكتاب للصولي 86، وديوان المعاني 1/ 36، والموشح 370، والخصائص 2/ 432، وشرح جمل الزجاجي 1/ 425، وشرح التسهيل 2/ 9، وشرح الكافية الشافية 1/ 517، والتذييل والتكميل 5/ 28، وتخليص الشواهد 173، ومغني اللبيب 255، وخزانة الأدب 10/ 237.

(3)

شرح جمل الزجاجي 1/ 427.

(4)

كذا في المخطوطة، والصواب حذفها.

(5)

بعض بيت من الطويل، لكعب بن سعد الغنوي، وهو بتمامه:

فقلتُ: ادعُ أخرى وارفعِ الصوتَ دعوةً

لعلَّ أبي المغوار منك قريبُ

روي: «لعلَّ أبا» ، و:«لعًا لأبي» بدل «لعلَّ أبي» ، ولا شاهد فيهما. أبو المغوار: هرم بن سعد أخو الشاعر. ينظر: الأصمعيات 96، والنوادر لأبي زيد 218، وطبقات فحول الشعراء 1/ 213، والحجة 2/ 175، واللامات 136، وأمالي ابن الشجري 1/ 361، والتذييل والتكميل 5/ 181، 11/ 312، ومغني اللبيب 377، 576، والمقاصد النحوية 3/ 1198، وخزانة الأدب 10/ 426.

(6)

قولٌ لرؤبة بن العجَّاج لما سُئل: كيف أصبحت؟ فقال: خيرٍ عافاك الله، أي: بخيرٍ، فحذف الجار. ينظر: الكامل 2/ 617.

ص: 422

إِنَّ مَنْ لَامَ فِي بَنِي بيت

(1)

حَسَّا

نَ

(2)

والموصوفِ، أي: جوابٌ قريبٌ

(3)

، بخلاف:

لَعَلِّ اللهِ

(4)

...

والفارسيُّ

(5)

يؤوِّل الأولَ على التخفيف وفتحِ اللامِ

(6)

، مثل:

(1)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: بِنْتِ.

(2)

بعض بيت من الخفيف، للأعشى، وهو بتمامه:

إنَّ مَنْ لامَ في بني بنتِ حسَّا

نَ أَلُمْه وأعصِه في الخطوب

روي: «مَنْ يَلُمْني على» بدل «إنَّ مَنْ لامَ في» ، ولا شاهد فيه. حسان: أحد ملوك اليمن. ينظر: الديوان 335، والكتاب 3/ 72، والحلبيات 261، وأمالي ابن الشجري 2/ 18، والإنصاف 1/ 147، والتبيين 339، وشرح التسهيل 2/ 14، والتذييل والتكميل 5/ 42، ومغني اللبيب 789، وخزانة الأدب 5/ 420.

(3)

فالتقدير عند ابن عصفور: لعله -أي: الأمر والشأن- لأبي المغوار منك جوابٌ قريبٌ.

(4)

بعض بيت من الوافر، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:

لعلِّ اللهِ فضَّلكم علينا

بشيءٍ أنَّ أمَّكمُ شَرِيمُ

شريم: مفضاة، وهي التي اتَّحد مسلكاها. ينظر: لغات القرآن للفراء 103، والألفاظ 261، وشرح جمل الزجاجي 1/ 427، وشرح الكافية الشافية 2/ 783، والتذييل والتكميل 5/ 181، والمقاصد النحوية 3/ 1197، وخزانة الأدب 10/ 423.

(5)

الحجة 2/ 176، والبصريات 1/ 552، وكتاب الشعر 1/ 75.

(6)

أي: تخفيف لام "لعلَّ" الثانية، وإعمالها مخففةً، وتقدير اسمها ضميرَ الشأن، وإدخال لام الجر على "أبي" مفتوحةً مع الظاهر، كما تفتح مع الضمير، والتقدير: لعله -أي: الأمر والشأن- لأبي المغوار منك جوابٌ قريب، أي: لعل نصره لا يبعد عليك.

ص: 423

لأشربها

(1)

(2)

* ع: المناطقةُ يقولون: أنَّه ما هو؟ وقد رأيت ما يتمسَّك به مَن يجيز ذلك، وهو:{إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

(3)

؛ لأن "فَعُلَ" للتعجب، وهذا إنما يَنْتَهِض دليلًا على القول بأنه ليس بخبر

(4)

(5)

.

كإنَّ زيدا عالم بأني

كفؤ

(6)

ولكن ابنه ذو ضغن

(خ 1)

* [«ضِغْن»]: حِقْد، ومنه:{وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ}

(7)

(8)

.

(خ 2)

* فإن قلت: بَقِي عليه مما يرفع الخبر وينصب الاسم: عسى، في قوله

(9)

:

(1)

كذا في المخطوطة، ولم يظهر لي وجهه، ولعل صوابه: لَأَنْسَى، بفتح اللام، وهو بعض بيت من الطويل، لكثيِّر عَزَّة، وهو بتمامه:

أريد لَأنسى ذكرها فكأنَّما

تمثَّلُ لي ليلى بكلِّ سبيل

روي: «لِأنسى» بكسر اللام، ولا شاهد فيه. الشاهد: فتح اللام الجارة الداخلة على المصدر المنسبك من "أنْ" المقدرة والفعل المضارع. ينظر: الديوان 108، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي 1/ 161.

(2)

الحاشية في: 43، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 127 إلى قوله:«بحضرة الرشيد» .

(3)

التوبة 9، والمجادلة 15، والمنافقون 2.

(4)

أي: بل إنشاء.

(5)

الحاشية في: 43.

(6)

كذا في المخطوطة، والوجه: كُفْءٌ.

(7)

محمد 37.

(8)

الحاشية في: 8/ب.

(9)

هو رُؤْبة بن العجَّاج.

ص: 424

أَوْ عَسَاكَا

(1)

و"إلَّا" في المنقطع، و"لا" النافيةُ للجنس.

قلت: المختارُ عنده

(2)

في "عساك" مذهبُ الأَخْفَشِ

(3)

، وفي "إلَّا" مذهبُ البصريين

(4)

، وأما "لا" فقد أفردها بالتبويب

(5)

؛ لِمَا تختصُّ به من الأحكام

(6)

.

وَرَاعِ ذا الترتيب إلا في الذي

كليت فيها أو هنا غير البذي

(خ 1)

* لأن المقدَّم معمولُ الخبر، وذلك جائز في

(7)

مع أنها ضعيفة، فهذه أَوْلى

(8)

.

(خ 2)

* إذا كان الخبر ظرفًا فقد يجب تقديمُه، وقد يجب تأخيرُه، وقد يجوز فيه الأمران،

(1)

بعض بيت من مشطور الرجز، وهو بتمامه:

يا أبَتَا علَّكَ أو عَسَاكا

ينظر: ملحقات الديوان 181، والكتاب 2/ 375، والمقتضب 3/ 71، والأصول 2/ 387، والحجة 4/ 391، والمحتسب 2/ 213، والإنصاف 1/ 180، وشرح الكافية الشافية 1/ 162، 466، والتذييل والتكميل 5/ 180، ومغني اللبيب 201، 917، وخزانة الأدب 5/ 362.

(2)

شرح التسهيل 1/ 397 (عساك)، 2/ 264 ("إلا" في المنقطع).

(3)

أن الضمير المتصل بـ"عسى" -وإن كان بلفظ الموضوع للنصب- محله رفعٌ بـ"عسى"، نيابة عن الضمير الموضوع للرفع، كما ناب الموضوع للرفع عن الموضوع للنصب، في نحو: مررت بك أنت، وأكرمته هو. ينظر: أمالي ابن الشجري 1/ 278، وشرح التسهيل 1/ 397، وشرح الكافية الشافية 1/ 465، والتذييل والتكميل 4/ 359

(4)

أنها مقدَّرة بـ"لكنْ"، وليس ما بعدها كلامًا مستأنفًا. ينظر: شرح الكافية للرضي 2/ 82، وارتشاف الضرب 3/ 1500.

(5)

في الباب الذي يلي هذا الباب، وهو باب:«"لا" التي لنفي الجنس» .

(6)

الحاشية في: 43.

(7)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(8)

الحاشية في: 8/ب. وقد كتبها ابن هشام إزاء البيت مع أن المقدَّم فيه الخبر لا معمول الخبر.

ص: 425

فالأول نحو: إن في الدار لزيدًا، وإن في الدار زيدًا أباه

(1)

، والثاني نحو: إن زيدًا لفي الدار، والثالث نحو: إن زيدًا في الدار. من "حواشي"

(2)

الشَّلَوْبِين

(3)

.

* [«ذا الترتيبَ»]: المرادُ: خصوصيةُ الترتيب الممثَّلِ به، لا مطلقُ تقدُّمِ الاسم وتأخُّرِ الخبر؛ فإنه لا يجوز في الأصح: إن في الدار زيدًا جالس، فأما:

...

فَإِنَّ بِحُبِّهَا

البيتَ

(4)

، فمتعلقٌ بـ"أعني" مقدرةً، والجملة اعتراضية، مثل:

كَأَنَّ -وَقَدْ أَتَى حَوْلٌ جَدِيدٌ-

(5)

وإلا فتقدُّمُ المعمول مُؤْذِنٌ بجواز تقديم العامل، والعاملُ هنا لا يتقدم.

ويلزم من مراعاة الترتيب أن لا يتقدم الخبرُ على العامل

(6)

.

وَهَمْز إنّ افتح لسد مصدر

مسدها وفي سوى ذاك اكسر

(خ 1)

(1)

كذا في المخطوطة، والصواب: إنَّ في دار زيدٍ أباه، وعند الشلوبين: إنَّ قُدَّامَ زيدٍ أباه.

(2)

حواشي المفصل 79.

(3)

الحاشية في: 44.

(4)

بعض بيت من الطويل، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:

فلا تلْحَني فيها فإنَّ بحبِّها

أخاك مصابُ القلب جمٌّ بلابلُهْ

ينظر: الكتاب 2/ 133، والأصول 1/ 205، وكتاب الشعر 1/ 240، 270، وشرح جمل الزجاجي 1/ 440، وشرح التسهيل 2/ 12، 348، والتذييل والتكميل 5/ 37، 9/ 128، ومغني اللبيب 909، والمقاصد النحوية 2/ 773، وخزانة الأدب 8/ 452.

(5)

بعض بيت من الوافر، لأبي الغُول الطُّهَوي، وهو بتمامه:

كأنَّ -وقد أتى حولٌ جديدٌ-

أثافيَها حماماتٌ مُثُولُ

ينظر: النوادر لأبي زيد 498، والحلبيات 148، والخصائص 1/ 338، وشرح جمل الزجاجي 1/ 440، وشرح التسهيل 2/ 13، 377، والتذييل والتكميل 5/ 37، 9/ 197، ومغني اللبيب 513.

(6)

الحاشية في: 44، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 129، ولم يعزها لابن هشام.

ص: 426

* قولُه: «افتحْ لِسَدِّ مَصْدر» فيه نظرٌ؛ لأن نحو: علمت أن زيدًا قائم، لا يسدُّ فيه المصدر مسدَّ "أَنَّ"، مع أنها واجبة الفتح

(1)

.

(خ 2)

* [«لسدِّ مصدر مسدَّها»]: أي: ومسدَّ معمولَيْها، قال ابنُ النَّاظِم

(2)

: تقول: بلغني أن زيدًا فاضلٌ، فتفتحُ؛ لأنه يسدُّ مسدَّه: بلغني الفضلُ.

وما أحسن قوله: الفضلُ

(3)

.

* قولُه: «وفي سوى ذاك» : يعني: إذا لم يسدَّ المصدر مسدَّها، وذلك أن لا يسدَّ مسدَّها إلا الجملةُ.

وتلخَّص: أن الموضع إن صَلَح للمصدر فالفتحُ، أو للجملة فالكسرُ، وقد يصلح الموضعُ لهما، فيجوز الأمران

(4)

.

فاكسر في الابتدا وفي بدء صله

وحيث إن ليمين مكمله

(خ 1)

* قولُه: «في الابتدا» : أي: في ابتداء الجملة، لا في وقوعها أولَ الكلام، وإلا لوَرَدَ: زيدٌ إنَّه فاضل، وإنَّ زيدًا وإنَّ عمرًا ذاهب.

ويلزمهم إجازةُ الفتح في الابتداء؛ لأن تقدير المصدر ممكنٌ، بجَعْله مبتدأً محذوفَ الخبر.

فإن قيل: امتَنع ذلك؛ لئلا يصيرَ عُرْضَةً لدخول النواسخ، ومنها "إِنَّ"، فيثقلَ اللفظُ، ولهذا أوجبوا تقدُّمَ الخبر في: عندي أنَّك فاضل.

(1)

الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين 8/ب و 9/أ.

(2)

شرح الألفية 117.

(3)

الحاشية في: 44.

(4)

الحاشية في: 44.

ص: 427

قلت: فهلَّا مَنَعوا الفتح في الواقعة بعد "إذا" المفاجأةِ [و]

(1)

فاءِ المجازاةِ؛ لأن دخول الناسخ ممكنٌ، وليس شرطه أن يدخل على مبتدأٍ وخبرٍ في أول الكلام

(2)

؟

* [«وفي بَدْءِ صِلَه»]: قال أبو حَيَّانَ

(3)

: صوابُه: صلةِ اسمٍ، نحو:{مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ}

(4)

، بخلاف: ما أَنَّ في السماء نجمًا.

وقال ابنُ النَّاظِم

(5)

: إنه بتقدير: ما ثَبَت، وإنه خَرَج بقوله:«بَدْءِ صِلَه» ، كما خَرَج: جاءني الذي عندي أنَّه قائم.

ع: في "الصّحَاحِ"

(6)

: لا أقومُ ما أنَّ في السماء نجمٌ، أي: ما كان في السماء نجمٌ، و"أَنَّ" لغةٌ في "عَنَّ"

(7)

، و: ما أنَّ في الفرات قطرةٌ، أي: ما كانت في الفرات قطرةٌ، و: لا أفعلُه ما أنَّ السماء سماءٌ.

ع: وهي هنا

(8)

متعيِّنةٌ للحرفية، ولِمَا يقوله الناسُ ويَرْوُونه.

ومثلُ: ما أنَّ في السماء نجمًا: لا أفعلُه ما أنَّ حِرَاءً مكانَه، قال النَّاظِمُ في "شرح التَّسْهِيل"

(9)

: إن الأول عن يعقوبَ

(10)

، والثانيَ عن اللَّحْيَانيِّ

(11)

، وقدَّره

(12)

بـ: ما

(1)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.

(2)

الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين 8/ب و 9/أ.

(3)

منهج السالك 74.

(4)

القصص 76.

(5)

شرح الألفية 118.

(6)

(أ ن ن) 5/ 2073.

(7)

أي: عرض. ينظر: إصلاح المنطق 276، وتهذيب اللغة 15/ 403، والمحكم 10/ 475.

(8)

أي: في المثال الأخير: لا أفعله ما أنَّ السماءَ سماءٌ.

(9)

2/ 22.

(10)

إصلاح المنطق 276. ويعقوب هو ابنُ إسحاق السِّكِّيتِ، أبو يوسف، من كبار علماء الكوفيين، أخذ عن الفراء وابن الأعرابي، وأخذ عنه: السكري، له: الألفاظ، وإصلاح المنطق، والقلب والإبدال، وغيرها، وتوفي سنة 244، وقيل غير ذلك. ينظر: نزهة الألباء 138، ومعجم الأدباء 6/ 2840، وبغية الوعاة 2/ 349.

(11)

ينظر: المحكم 10/ 476، 477.

(12)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

ص: 428

ثَبَت

(1)

.

* [«وفي بَدْءِ صِلَه»]: وبذلك استدل أبو عليٍّ

(2)

على أن الجملة الواقعة صلةً لا محلَّ لها، قال: وإلَّا لم يجئْ الكسرُ في: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ}

(3)

.

ويَرِدُ عليه: الجملةُ الحالية، والمحكيةُ بالقول

(4)

.

* [«وحيثُ "إِنَّ" ليمينٍ مُكْمِلَه»]: بشرط أن يكون بعدها اللامُ، على ما سيأتي

(5)

، ومثلُه:{إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ}

(6)

، {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ}

(7)

(8)

.

(خ 2)

* [«في الابتدا»]: ليس المرادُ بالابتداء افتتاحَ النطق، بل ابتداءَ الكلام، سواءٌ افتُتِح بها النطقُ، نحو:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}

(9)

، أو وَقَعت في قوَّة ذلك، نحو:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ}

(10)

، أو مَبْنِيةً على ما قبلها، نحو: زيد إنَّه قائم، وقال

(11)

:

مِنَّا الأَنَاةُ وَبَعْضُ القَوْمِ يَحْسِبُنَا

إِنَّا بِطَاءٌ وَفِي إِبْطَائِنَا سَرَعُ

(12)

فإن قلت: فعلى كذا: في اعتقادي أنَّك منطلق.

(1)

الحاشية في: 8/ب.

(2)

الحجة 2/ 245.

(3)

القصص 76.

(4)

الحاشية في: 8/ب.

(5)

في قوله الآتي في البيت 181: «أو قسم لا لام بعده» .

(6)

يونس 53.

(7)

التوبة 56.

(8)

الحاشية في: 8/ب.

(9)

القدر 1.

(10)

يونس 62.

(11)

هو وضَّاح بن إسماعيل الحميري المعروف بوضَّاح اليمن.

(12)

بيت من البسيط. سَرَع: سرعة. ينظر: شرح الحماسة للمرزوقي 1/ 647، وشرح التسهيل 2/ 20، والتذييل والتكميل 5/ 73، وتخليص الشواهد 343، والمقاصد النحوية 2/ 713.

ص: 429

قلت: هذا ابتداء مفرد، لا كلامٌ، بخلاف: زيد إنَّه فاضل.

فإن قلت: فهذا مفهومٌ من قوله: «وهَمْزَ "إِنَّ" افتحْ» البيتَ.

قلت: والمواطنُ كلُّها كذلك، وإنما هذا تفصيل لها.

وذَكَر ابنُه

(1)

هذه الأقسامَ الثلاثةَ تحت قوله: «في الابتدا» ، ولمَّا تكلم

(2)

على ما يجوز فيه الوجهان ذكر "حتى"، و"لا جَرَمَ"، و"أَمَا"، وفسَّره بأنها إن كانت "حتى" ابتدائيةً كُسِرت، نحو: حتى إنهم لا يرجونه، أو عاطفةً أو جارَّةً فُتِحت، نحو: عرفت أمورَك حتى أنك فاضل، وإن كانت "أَمَا" بمعنى "أَلَا" كُسِرت، أو "حَقًّا" فُتِحت، وإن كانت "لا جَرَمَ" بمعنى "حَقًّا" -وبذلك فسَّرها المفسرون- فُتِحت، أو بمنزلة اليمين، كقولك: لا جَرَمَ لقد أحسنتَ إليَّ، و: لا جَرَمَ لآتينَّك، كُسِرت.

فيقال: كان ينبغي أن يذكر

(3)

"حتى" الابتدائيةَ مع "أَلَا" الاستفتاحيةِ في وجوب الكسر، كما ذكرتَها بعد المبتدأ، فإن الكلام قد ابتد

(4)

بعدها، وكذا بعد "لا جَرَمَ" إذا كانت بمنزلة اليمين، و"أَلَا" إذا كانت بمعنى "حَقًّا"، وأن لا يذكر

(5)

ذلك فيما يجوز فيه الوجهان؛ لأن الذي يُفتَح بعده غيرُ الذي يُكسَر، بخلاف المواطن التي ذكر المؤلفُ فيها جواز الوجهين.

ثم ينبغي أن يَذْكُر مواطنَ الكسر كلَّها تحت قوله: «في الابتدا» ؛ إذ جمله

(6)

على ابتداء الجملة، والتحقيقُ: أن لا يَذكُر مسألةَ الخبر، وأن يذكر بدلَها مسألةَ الابتداء، أو يتركَها، ويذكرَ افتتاحَ النطق، والواقعَ بعد حروف الاستفتاح.

ولقد أجاد الناظمُ، حيث لم يذكر هذه المواطنَ الثلاثةَ فيما يجوز فيه الوجهان،

(1)

شرح الألفية 118.

(2)

شرح الألفية 121.

(3)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: تذكر.

(4)

كذا في المخطوطة، والصواب: ابتدئ.

(5)

كذا في المخطوطة، والمناسب للسياق: تذكر.

(6)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: حَمْلُه.

ص: 430

كما ذكر ابنُه، على أن ابنه إنما اقتَفى في ذلك أثرَه في "التَّسْهِيل"

(1)

وغيرِه

(2)

.

أو حكيت بالقول أو حلت محل

حال كزرته وإني ذو أمل

(خ 1)

* [«أو حُكِيَتْ بالقول»]: إلا إذا كان بمعنى الظن، نحو:

أَتَقُولُ أَِنَّكَ بالجنان

(3)

مُمَتَّعٌ

(4)

فيجوز الوجهان

(5)

.

* [«أو حُكِيَتْ بالقول»]: وليس من ذلك: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ}

(6)

، بل "إِنَّ" هنا كُسِرت؛ لأنها ابتداءٌ؛ وإلا لفَسَدَ المعنى

(7)

.

* [«أو حُكِيَتْ بالقول»]: قال ابنُه

(8)

: إنَّ: «بالقول» الباءُ فيه للمصاحبة، يعني: حُكِيت الجملة مصاحبةً للقول، وليس بمتعيِّن، بل يمكن أن تكون الباء فيه الداخلةَ على الآلة؛ لأنك لو قلت مبتدِئًا: إن زيدًا قائم؛ لم يُفهَم أنه حكاية، فإذا قلت: قال عمر

(9)

: إن زيدًا قائم؛ فالقولُ

(10)

مفيد لأية

(11)

حكاية، فهو آلة الحكاية.

(1)

63.

(2)

الحاشية في: 44، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 133، 134.

(3)

كذا في المخطوطة، وفي مصادر البيت: بالحياة.

(4)

صدر بيت من الكامل، نُسب للفرزدق، ولم أقف عليه في ديوانه، وعجزه:

وقد استبحت دمَ امرئٍ مستسلم

ينظر: شرح عمدة الحافظ 1/ 215، والمقاصد النحوية 2/ 777.

(5)

الحاشية في: 8/ب.

(6)

يونس 64.

(7)

الحاشية في: 8/ب.

(8)

شرح الألفية 118.

(9)

كذا في المخطوطة، فإن كان مراده: عَمْرٌو، فهو وجه في رسمه أجازه المبرد وغيره، بشرط ضبطه بالشكل؛ تمييزًا له عن "عُمَر". ينظر: كتاب الخط لابن السراج 125، وعمدة الكتاب 164.

(10)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(11)

كذا في المخطوطة بالياء، ولعل صوابه: لأنه. وقوله قبلُ: «مفيد» يمكن أن يقرأ: مقيِّد.

ص: 431

وقال ابنُ الحَاجِب

(1)

: أو وَقَعَتْ بعد القول، وردَّ عليه النَّاظِمُ

(2)

بـ: أولُ قولي أني أحمد الله، وقال: لا بدَّ أن يقول: محكيةً بالقول.

وعلةُ الكسر بعد القول: أن المقصود حكايةُ اللفظ المسموعِ، فعلى هذا؛ لو أردنا حكايتَها في: بلغني أن زيدًا فاضل؛ فَتَحنا، فإطلاقُ النحاة فيه نظرٌ.

وكذا لا يتقيَّد هذا الحكمُ بالقول، بل: سمعت إن زيدًا قائم؛ كذلك

(3)

.

* مسألة: إذا قلت: أولُ ما أقول اَِني أحمد الله؛ فالمعنى مختلف إذا كسرت، وإذا فتحت؛ لأنك في الكسر بيَّنت لفظَ القول؛ ألا تَرَاك حكيته؟ وفي الفتح أخبرت بأنك مُوقِعا

(4)

للحمد، ولم تبيِّن لفظَه، ألا ترى المعنى: أولُ قولي حمدُ الله؟

وسواءٌ فتحت أو كسرت فهما خبران للمبتدأ، وجاز الأول؛ لأن الجملة غير

(5)

المبتدأ، فلا تحتاج إلى رابط، والأمر في المفتوحة واضح؛ لأنها مفرد.

وأجاز أبو عليٍّ

(6)

في حالة الكسر أن تكون الجملة معمولًا للقول، والخبرُ محذوفٌ، أي: ثابت، وأُلْزِمَ بأحد أمرين: إما بأن يكون أَخْبَرَ أن أول قوله ثابتٌ، وذلك معلوم لكل أحد، ولا فائدة فيه، ويكون قد نفى بمفهومه كونَ آخرِه ثابتًا، وإما إلغاءُ قولِه: أوَّل، وإلغاءُ الأسماء لا يجوز، ولم يُجِزْ أبو عليٍّ ذلك إذا فتحت؛ لأنها لو كانت معمولًا للقول

(7)

(1)

الكافية 52.

(2)

التحفة (النكت على الحاجبية)228.

(3)

الحاشية في: 8/ب.

(4)

كذا في المخطوطة، والوجه: موقِعٌ.

(5)

كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: عين.

(6)

الإيضاح 128، وكتاب الشعر 1/ 332، والمسائل المنثورة 235، والشيرازيات 2/ 531.

(7)

موضع النقط بياض في المخطوطة مقداره سطر ونصف.

ص: 432

وعن عَضُدِ

(1)

الدَّوْلَةِ

(2)

أنه قال: إن المحذوف قولٌ، وإن التقدير: أولُ قولي قولي: إني أحمدُ الله، واستحسنه أبو عليٍّ

(3)

، قال ابنُ بَابَشَاذَ

(4)

: لأن فيه حذفَ بعض الخبر، فهو أولى من حذف جميعِه.

وممَّن نصَّ على حذف الخبر: ابنُ بَابَشَاذَ

(5)

، ورأيته لغيره، وهو قول ضعيف، كما قدَّمنا.

ع: قال أبو الفَتْحِ في "المحتَسَب"

(6)

: إنه لو قُرئ: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ}

(7)

، على الحكاية لِلَفظٍ بعينه

(8)

؛ كان جائزًا، فهذا يعضدُ ما قلناه

(9)

في أنه لا وجهَ لتخصيص القول.

وقال الزَّجَّاجُ

(10)

: لو قُرئ: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ}

(11)

بالكسر؛ لكان صحيحًا.

(1)

هو فناخسرو بن الحسن بن بويه الديلمي، أبو شجاع، أحد ملوك الدولة البويهية، ولي العراق وفارس، مدحه المتنبي، وجالسه أبو علي الفارسي، وله صنف الإيضاح والتكملة، توفي سنة 372. ينظر: وفيات الأعيان 4/ 50، وسير أعلام النبلاء 16/ 249.

(2)

ينظر: التذييل والتكميل 5/ 82، 83، وارتشاف الضرب 3/ 1258.

(3)

المسائل المنثورة 235.

(4)

شرح الجمل 165.

(5)

شرح الجمل 164.

(6)

1/ 308.

(7)

يونس 10، وهي قراءة ابن محيصن ويعقوب وبلال بن أبي بردة. ينظر: المحتسب 1/ 308، ومختصر ابن خالويه 61، وشواذ القراءات للكرماني 224.

(8)

أي: بكسر همزة "أَنَّ".

(9)

في آخر الحاشية التي قبل هذه ص 432.

(10)

معاني القرآن وإعرابه 2/ 179.

(11)

المائدة 45.

ص: 433

الفاسِيُّ

(1)

: قُرئ شاذًّا: {فَدَعَا رَبَّهُ إِنِّي مَغْلُوبٌ}

(2)

.

ع: أُعطِي الدعاءُ حكمَ القول، وكذا:{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ}

(3)

(4)

(5)

.

* قولُه تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ إِنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ} الآيةَ

(6)

في قراءة مَنْ كَسَر الهمزةَ

(7)

: قال الزَّمَخْشَريُّ

(8)

: بتقدير: قِيلَ، أو على أنَّ "كتب" في معنى القول.

قال صاحبُ "البَحْر"

(9)

: على الأول يكون "عليه" في موضع المفعول الذي لم يُسمَّ فاعلُه، و"إنَّه مَنْ تَوَلَّاه" في موضع مفعولِ "قِيلَ"، وص

(10)

لا يُجيزون كونَ الفاعل جملةً، فكذا ما كان في موضعه.

وأما الثاني فلا يجوز أيضًا على قول ص

(11)

؛ لأن "إِنَّ" لا تُكسَر بعد ما هو

(12)

بمعنى القول، بل بعد القول صريحةً، فاعْرِفْه. انتهى.

(1)

اللآلئ الفريدة في شرح القصيدة 2/ 216. والفاسيُّ هو محمد بن حسن بن محمد، أبو عبدالله، عالم بالقراءات، بصير بالعربية، قدم مصر، ونزل حلب، وأخذ الشاطبية عن أصحاب ناظمها، وأخذ عنه ابن النحاس، له: شرح الشاطبية، توفي سنة 656. ينظر: معرفة القراء الكبار 1/ 359، وغاية النهاية 2/ 122.

(2)

القمر 10.

(3)

آل عمران 39.

(4)

موضع النقط مقدار أربع كلمات أو خمس انقطعت في المخطوطة.

(5)

الحاشية في: وجه الورقة الملحقة بين 8/ب و 9/أ.

(6)

الحج 4.

(7)

هي قراءة شاذة رويت عن أبي عمرو. ينظر: شواذ القراءات للكرماني 325.

(8)

الكشاف 3/ 144.

(9)

البحر المحيط 7/ 484.

(10)

ينظر: التذييل والتكميل 1/ 56، 6/ 173، وارتشاف الضرب 3/ 1320، ومغني اللبيب 524.

(11)

ينظر: الكتاب 3/ 142، 143، والأصول 1/ 263، ومعاني القرآن وإعرابه 5/ 87، والحجة 3/ 39، والتذييل والتكميل 6/ 146، ومغني اللبيب 539.

(12)

قوله: «ما هو» مكرر في المخطوطة.

ص: 434

واقتضى ظاهرُ هذا أن الكوفيين يُجيزون ذلك، وليُنْظَرْ في ما كَتَبْناه في باب "إِنَّ"

(1)

، وفي قول الشاعر

(2)

:

رَجْلَانِ مِنْ مَكَّةَ أَخْبَرَانَا

إِنَّا لَقِينَا رَجُلًا عُرْيَانَا

(3)

فكسرا

(4)

؛ لَمَّا كان معنى: أَخْبرانا: قالا لنا

(5)

.

* وقولُه: «أو حَلَّتْ مَحَلّ حالٍ» : كان ينبغي أن يجوِّزوا فيه الفتحَ أيضًا؛ لأن موضع الحال يكون فيه المصدرُ، كما تكون فيه الجملة، ومجيئُه مصدرًا وجملةً خارجٌ عن الأصل، فكما جاز اعتبارُ أحدهما فليَجُز اعتبارُ الآخر، وإن كان مجيئه جملةً أقوى من مجيئه مصدرًا

(6)

.

(خ 2)

* [«أو حُكِيَتْ بالقول»]: يعني: أو كانت حكايةً لقولٍ في حال مصاحبتِها القولَ، ورأى

(7)

أن الأصل: أو حُكِي بها بالقول، فحُذف الجار الأولُ، فارتفع الضميرُ، واتصل بالفعل؛ لأن "إِنَّ" محا

(8)

بها [قول]

(9)

مسموع، لا أنها هي محكيةٌ بكلام آخرَ.

(1)

يريد: الحاشية السابقة والتي قبلها، ونصَّ على اسم الباب؛ لأنه كتب هذه الحاشية في 1/أ، والبيت المعلَّق عليه في 8/ب.

(2)

لم أقف على تسميته.

(3)

بيتان من مشطور الرجز. روي ثانيهما: «أَنَّا» بالفتح، ولا شاهد فيه. ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 356، والفاخر 86، والأضداد لابن الأنباري 414، والبارع 622، والمحتسب 1/ 109، 250، والخصائص 2/ 340، ومغني اللبيب 539، وشرح أبياته 6/ 258.

(4)

كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: فكسر.

(5)

الحاشية في: 1/أ.

(6)

الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين 8/ب و 9/أ.

(7)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: وأرى.

(8)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: يُحكَى.

(9)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو عند ياسين، والسياق يقتضيه.

ص: 435

وحاول ابنُه

(1)

تأويل كلامه، فقال: إذا حُكِي بها قولٌ، يعني: مسموع، فقد حُكِيت هي نفسُها مع مصاحبة القول.

كذا قال، وفيه نظرٌ، أما أنها إذا حُكي بها قولٌ مسموعٌ كانت مصاحبةً للقول فواضح؛ لأنها إن لم تصاحبه كانت إخبارًا من عند المتكلم عن نفسه، لا إخبارًا عن مَنْ

(2)

قال، فنحن إنما ندَّعي أن الكلام حكايةٌ مع مصاحبة القول، وإلا فالظاهرُ خلافُه، وأما قوله: فقد حُكِيت هي نفسُها؛ فاستقامته على أن يريد بالحكاية الإخبارَ، كما تقول: حَكَى لنا حكايةً عن نفسه، أي: أخبر بخبرٍ عن نفسه، على أن هذا يرجع أيضًا إلى معنى المماثلة؛ لأن معناه أنه أخبرنا عن شيء مماثِلٍ لِمَا اتفق له، لكن كأنَّ هذا المعنى تُنُوسِيَ من هذا الكلام، فعلى هذا يُحمل قوله: فقد حُكِيت هي نفسُها مع مصاحبة القول، أي: أُخبِر بها في حالة مصاحبة القول.

وعبارةُ ابنِه عن هذه المسألة أن قال

(3)

: الرابعُ: أن تُحكَى بقولٍ مجردٍ من معنى الظن، نحو:{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}

(4)

، وقولُه:«أو حُكِيَتْ بالقول» معناه: حُكِيت ومعها القولُ؛ لأن الجملة إذا حُكي بها القول فقد حُكيت هي نفسُها مع مصاحبة القول، واحتُرز بالمجرد من معنى الظن من: أتقولُ أنَّك فاضل؟

قلت: عليه نَقْدان:

أحدهما: أنه كان ينبغي أن يعبِّر عن المسألة بعبارةٍ واضحةٍ كاشفةٍ عن معناها؛ لتكون عبارتُه تفسيرًا لعبارة الناظم، وايضا

(5)

لِمَا فيها من الخفاء، أَمَّا أنه أتى بمثل العبارة الخفيةِ، ثم شَرَحَ عبارةَ أبيه المساويةَ لعبارته هو في الخفاء؛ ليَلْزَمَ من ذلك شرحُ عبارته هو؛ فلا يَحْسُنُ.

(1)

شرح الألفية 118.

(2)

كذا في المخطوطة مفصولًا، والوجه: عمَّن؛ تكتب موصولةً للإدغام. ينظر: كتاب الخط لابن السراج 131.

(3)

شرح الألفية 118.

(4)

مريم 30.

(5)

كذا في المخطوطة، والصواب: وإيضاحًا.

ص: 436

وقد يُجاب: بأن ما يَذكُرُه من التراجم عن المسائل المذكورة إنما يذكُرُه على أنه فكٌّ للمنظوم، ثم يشرحُ ذلك، ولم يذكره ليكونَ شرحًا، فيقالَ: فكان ينبغي أن يقول: ومعنى هذا، ولا يقولَ: ومعنى قولِه.

وقد يُجاب: بأن الأهم تفسيرُ ما في النظم؛ لأن الكتاب موضوع له، ولعله لو فَسَّر معنى الباء في كلامه؛ لتُوُهِّمَ أن ذلك خاصٌّ بعبارته، أما إذا فَسَّر كلامَ الناظم، ويوهم

(1)

اختصاصُ ذلك التفسيرِ بعبارة الناظم دون عبارتِه هو؛ فقد سَهُل؛ لأن غرضنا الأهمَّ تفسيرُ كلام الناظم.

والاعتراضُ بعد هذا كلِّه قويٌّ عليه.

والاعتراضُ الثاني عليه: أن قوله: المجرد من معنى الظن؛ لا فائدةَ له؛ لأن القول إذا كان بمعنى الظن فلا حكايةَ، وهو قد شَرَطَ الحكايةَ

(2)

.

وكسروا من بعد فعل علقا

باللام كاعلم إنه لذو تقى

(خ 1)

* [«باللام»]: هذه اللام مُزَحْلَفةٌ من أوَّل الكلام؛ هَرَبًا من اجتماع مؤكِّدين، فهي خارجة عن الصدرية، بدليلِ عملِ العامل فيما بعدها، وتقديمِ معمولِ ما بعدها عليها في نحو: إن زيدًا عمرًا ليَضربُ، فالأَوْلى نسبةُ التعليق إلى "إنَّ"؛ لأنها التي لها الصدرُ.

فإن قيل: فأَجِزْ: علمت إِنَّ زيدًا قائم.

قلت: حكى ابنُ الخَبَّازِ في "شرح الكِفَاية"

(3)

عن س

(4)

تجويزَه، ولو مُنِع فإنما

(1)

كذا في المخطوطة، والصواب: وتُوُهِّم.

(2)

الحاشية في: 45، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 134، 135 إلى قوله:«في حالة مصاحبة القول» .

(3)

النهاية في شرح الكفاية 275 (ت. الجعيد).

(4)

الكتاب 3/ 151.

ص: 437

(1)

؛ لأنه لَمَّا وقعت اللام بعد "إِنَّ" أوجَب أن تكون مكسورةً، فتمكَّن

(2)

سببُ التعليق، بخلاف ما إذا عُدِمت اللامُ

(3)

(4)

.

بعد إذا فجاءة أو قسم

لا لام بعده بوجهين نمي

(خ 1)

* قولُه: «أو قَسَم لا لامَ بَعْدَه» : ع: لا بدَّ عندي من اشتراط كونِ القَسَم بفعلٍ محتَمِلٍ للإنشاء والخبر، نحو:

أَوْ تَحْلِفِي بِرَبِّكِ العَلِيّ

أَنِّي

(5)

.... ....

أما إذا كان بإنشاءٍ محضٍ، نحو: أَيْمُنُ اللهِ إِنِّي لاحقٌ بك، وقولِك: والله إِنِّي فاعلٌ

(6)

؛ لأن فِعلَ القَسَم لا يُحذف

(7)

.

* في "كتاب"

(8)

س رحمه الله أن العرب تُجري حكايةَ اليمين مُجرى إنشاءِ اليمين،

(1)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

(2)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(3)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(4)

الحاشية في: 8/ب.

(5)

بيتان من مشطور الرجز، لم أقف لهما على نسبة، وثانيهما بتمامه:

أَنِّي أَبُو ذَيَّالِكِ الصَّبِيّ

ينظر: معاني القرآن للفراء 2/ 70، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/ 339، وشرح التسهيل 2/ 25، والتذييل والتكميل 5/ 93، وتخليص الشواهد 348، والمقاصد النحوية 2/ 723.

(6)

في الكلام حذفٌ، تقديره: فلا يجوز الوجهان، بل يتعيَّن الكسر.

(7)

الحاشية في: ظهر الورقة الثالثة الملحقة بين 23/ب و 24/أ.

(8)

3/ 106.

ص: 438

نحو: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} الآية

(1)

، فـ"تحلفي"

(2)

يحتاج للجواب، ولا يتوقَّفُ ذلك على كونه ليس خبرًا عن الغير، إلا أنه لا يجب له الجوابُ كما وجب للقسم الإنشائي؛ أَلَا ترى أنك تقول: حلفت على كذا، فيتمُّ الكلامُ، وقد يقال: إنه بتقدير: حلفت على كذا أنَّه واقعٌ

(3)

.

* [«بوجهَيْنِ نُمِي»]: وأوجب جماعةٌ كثيرةٌ الكسرَ، وعندي أنه الصواب، ولا دليلَ في:

أَوْ تَحْلِفِي بِرَبِّكِ العَلِيّ

أَنِّي أَبُو ذَيَّالِكِ الصَّبِيِّ

(4)

؛

لأن هذا خبرٌ لا قَسَمٌ، و"أنِّي" معمولةٌ لـ"تحلفي"، ولو جاء من كلامهم: واللهِ أَنَّ زيدًا قائمٌ -بالفتح- لكان لهم

(5)

، والقَسَمُ إنشاءٌ، و"تحلفي" خبرٌ، وليس مثلَ: أُقْسِمُ بالله؛ لأن "تحلفي"

(6)

من هذا المتكلم، فيقال: إنه جزم به، ولهذا

(7)

في قولك: أَقْسِمْ يا زيدُ بالله لقد قام عمر

(8)

، على كل تقديرٍ، سواءٌ قام زيد أو لم يقم، بخلاف قوله مُنشِئًا: أُقْسِمُ بالله

(9)

وأنه باطل

(10)

، فأما إذا قلت: حلفت بالله إنَّك لفاضل؛

(1)

كذا في المخطوطة، وهي في الأنعام 109، والنحل 38، والنور 53، وفاطر 42، وليس في شيء منها "إنَّ" مكسورة بعد القسم، ولعل الأقرب للاستشهاد آية المائدة 53:{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ} .

(2)

في البيت المتقدم قريبًا.

(3)

الحاشية في: ظهر الورقة الثالثة الملحقة بين 23/ب و 24/أ.

(4)

بيتان من مشطور الرجز، لم أقف لهما على نسبة، تقدَّما قريبًا.

(5)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(6)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(7)

موضع النقط مقدار كلمتين أو ثلاث انقطعت في المخطوطة.

(8)

كذا في المخطوطة، فإن كان مراده: عَمْرٌو، فهو وجه في رسمه أجازه المبرد وغيره، بشرط ضبطه بالشكل؛ تمييزًا له عن "عُمَر". ينظر: كتاب الخط لابن السراج 125، وعمدة الكتاب 164.

(9)

موضع النقط مقدار ثلاث كلمات أو أربع انطمست في المخطوطة.

(10)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

ص: 439

فإن وجود اللام مُوجِبٌ للاستئناف

(1)

، ومانعٌ من المعمولية للفعل

(2)

.

(خ 2)

* ممَّا يجوز فيه الفتحُ والكسرُ: الموطنُ المحتمِل للتعليل، نحو: أنا أحبُّ فلانًا أنَّه مُتَّقٍ، فإن فَتَحت فبتقدير اللام، وإن كَسَرت فكأنك قدَّرته جوابًا لسؤالٍ، أو تقول: قدَّرته استئنافًا مقرِّرًا للفعل السابق، وكأن هذا الثانيَ أجودُ، وكأن الكسر في كلامهم أكثرُ:{اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ}

(3)

، {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ}

(4)

، {فَتَابَ عَلَيْهِ

(5)

إِنَّهُ}

(6)

، وقرأ أبو

(7)

نَوْفَلِ بنُ أبي عَقْرَبٍ: {أَنَّهُ}

(8)

.

وليُنظرْ أيضًا في قوله تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}

(9)

، فإنه يُقرأ بالوجهين في السبعة

(10)

(11)

.

مع تلو فا الجزا وذا يطرد

في نحو خير القول إني أحمد

(خ 1)

* وقولُه: «في نحو: خيرُ القولِ» : ضابطُه -على ما قال ابنُه

(12)

-: أن تكون

(1)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(2)

الحاشية في: 8/ب.

(3)

الحج 1.

(4)

التوبة 103.

(5)

في المخطوطة: عليهم، وهو خطأ.

(6)

البقرة 37.

(7)

هو معاوية بن عمرو الدُّؤَلي، فقيه نحوي، كان شعبة وأبو عمرو بن العلاء يسألانه عن الفقه والعربية، ينظر: معجم الأدباء 6/ 2704، وإنباه الرواة 4/ 185، وبغية الوعاة 2/ 294.

(8)

ينظر: شواذ القراءات للكرماني 59، والبحر المحيط 1/ 269.

(9)

الطور 28.

(10)

الفتح قراءة نافع والكسائي، والكسر قراءة الباقين. ينظر: السبعة 613، والإقناع 2/ 773.

(11)

الحاشية في: 45.

(12)

شرح الألفية 121.

ص: 440

خبرًا عن قولٍ، وخبرُها قولًا، وفاعلُ القولين واحدًا.

وقال أبوه

(1)

: لا بدَّ أن تكون خبرًا عن قولٍ، وخبرُها قولًا، فلو قلت: أوَّلُ قولي إنك ذاهب؛ تعيَّن الكسر؛ لأن الخبر ليس بقولٍ.

وقد بيَّنتُ في "الحاشية"

(2)

أن القول يجوز بعده الفتحُ بمقتضى حكاية المفرد، وإنما تعيَّن الكسرُ في هذا المثال؛ لأنك لو قلت: أوَّلُ قولي ذهابُك؛ لم يصحَّ؛ لأن ذهابه ليس قولًا لك ولا لغيرك

(3)

.

وبعد ذات الكسر تصحب الخبر

لام ابتداء نحو إني لوزر

(خ 2)

* [«وبعدَ ذاتِ الكسر»]: وعن المبرِّد

(4)

إجازتُه بعد ذات الفتح، ونَقْلُ الناظمِ

(5)

الإجماعَ مردودٌ، وقُرئ شاذًّا:{إِلَّا أَنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ}

(6)

، وقال

(7)

:

أَلَمْ تَكُنْ حَلَفْتَ بِاللهِ العَلِيّ

أَنَّ مَطَايَاكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطِيِّ

(8)

وقال

(9)

:

(1)

شرح الكافية الشافية 1/ 488.

(2)

في التعليق على قول الناظم المتقدم: «أو حكيت بالقول» ص 432.

(3)

الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين 8/ب و 9/أ.

(4)

ينظر: إعراب القرآن للنحاس 3/ 108، وقال بعد حكايته عنه: وأحسبه وهمًا منه.

(5)

شرح التسهيل 2/ 29.

(6)

الفرقان 20، وهي قراءة سعيد بن جبير. ينظر: جواهر القرآن للباقولي (إعراب القرآن المنسوب للزجاج) 1/ 207، والتبيان في إعراب القرآن 2/ 983، والبحر المحيط 10/ 245.

(7)

لم أقف له على نسبة.

(8)

بيتان من مشطور الرجز. ينظر: القوافي للأخفش 11، والخصائص 1/ 316، وضرائر الشعر 57، والتذييل والتكميل 5/ 118، وتخليص الشواهد 350، وخزانة الأدب 10/ 323.

(9)

لم أقف له على نسبة.

ص: 441

..................

عَلَى أَنَّهُ فِيهَا لَغَيْرُ مُنَافَسِ

(1)

قال النَّحَّاسُ

(2)

: وأجازه الفَرَّاءُ

(3)

بعد "لكنَّ"، وأنشد:

وَلَكِنَّنِي مِنْ حُبِّهَا لَعَمِيدُ

(4)

وَبأن

(5)

أصلها: ولكنَّ إِنَّ، فخُفِّفت نونُ "لكنَّ"، وتُرِكت همزةُ "إِنَّ"، وسقطت نونُ "لكنْ"، حيث استثقلت

(6)

ساكنًا، كما قال

(7)

:

وَلَاكِ اسْقِنِي

(8)

...

...

قاله ح في باب "إِنَّ"

(9)

.

وقال في باب "ظنَّ"

(10)

-كلاهما من "شرح التَّسْهِيل"-: حَكَى أبو العَبَّاسِ عن المازِنيِّ

(11)

إجازةَ فتحِ "إِنَّ" مع اللام، وأن سعيدَ

(12)

بنَ جُبَيرٍ رضي الله عنه قرأ: {إِلَّا

(1)

عجز بيت من الطويل، وصدره:

فنافِسْ أبا المَغْراء فيها ابنَ زارعٍ

...

ينظر: سفر السعادة 2/ 671، وضرائر الشعر 57، والتذييل والتكميل 5/ 119.

(2)

إعراب القرآن 2/ 149، وينظر: التذييل والتكميل 5/ 117.

(3)

معاني القرآن 1/ 465.

(4)

عجز بيت من الطويل، لم أقف له على نسبة، ولا تتمته. عميد: مَنْ هدَّه العشق. ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 465، واللامات 158، والإنصاف 1/ 169، واللباب 1/ 217، وشرح التسهيل 2/ 29، والتذييل والتكميل 5/ 116، وتخليص الشواهد 357، ومغني اللبيب 307، 385، والمقاصد النحوية 2/ 734، وخزانة الأدب 10/ 361.

(5)

كذا في المخطوطة، ولعل في الكلام سقطًا، تقديره: وأجيب.

(6)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في التذييل والتكميل: استقبلت.

(7)

هو قيس بن عمرو بن مالك النجاشي الحارثي.

(8)

بعض بيت من الطويل، تقدم في باب "كان" وأخواتها.

(9)

التذييل والتكميل 5/ 117.

(10)

قوله: «في باب "ظن"» مكرر في المخطوطة. ينظر: التذييل والتكميل 6/ 85.

(11)

ينظر: الأصول 1/ 274.

(12)

هو ابن جبير بن هشام الأسدي الكوفي، أبو محمد، حافظ مقرئ مفسر، من كبار تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما، أخذ عنه أبو عمرو بن العلاء وغيره، قتله الحجاج سنة 95. ينظر: سير أعلام النبلاء 4/ 321.

ص: 442

أَنَّهُمْ}

(1)

.

وأجاز الفَرَّاءُ

(2)

ذلك أيضًا إذا طال الكلامُ، وأنشد:

وَأَنَّ لِسَانَ المَرْءِ مَا لَمْ تَكُنْ لَهُ

حَصَاةٌ عَلَى عَوْرَاتِهِ لَدَلِيلُ

(3)

وزعم أنه قُرئ: {أَنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}

(4)

(5)

.

* [«وبعدَ ذاتِ الكسر»]: ولا يجوز في ذات الفتح إلا نادرًا، كقراءة بعضِهم:{إِلَّا أَنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ}

(6)

، و:{أَنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}

(7)

، ولا في "لكنَّ" إلا نادرًا، كقوله

(8)

:

وَلَكِنَّنِي مِنْ حُبِّهَا لَعَمِيدُ

(9)

(1)

الفرقان 20، وتقدمت القراءة قريبًا.

(2)

ينظر: الصاحبي 147، وفيه: وأنشد بعض أهل العربية.

(3)

بيت من الطويل، لطرفة. روي:«وإنَّ» بالكسر، ولا شاهد فيه. حصاة: عقل. ينظر: الديوان 92، ومعاني القرآن للأخفش 1/ 346، والألفاظ 132، والشعر والشعراء 1/ 190، والصاحبي 147، واللآلي في شرح أمالي القالي 1/ 363، وشرح الحماسة للتبريزي 2/ 181، والتذييل والتكميل 5/ 101، 6/ 85، وتخليص الشواهد 346.

(4)

العاديات 11، وهي قراءة الحجاج بن يوسف وأبي السمَّال. وقيل: هي بالفتح بلا لام في "خبير". ينظر: مختصر ابن خالويه 178، وإعراب ثلاثين سورة 158، وشواذ القراءات للكرماني 521.

(5)

الحاشية في: 46.

(6)

الفرقان 20، وهي قراءة سعيد بن جبير، تقدمت قريبًا.

(7)

العاديات 11، وهي قراءة الحجاج وأبي السمَّال، تقدمت قريبًا.

(8)

لم أقف له على نسبة.

(9)

عجز بيت من الطويل، لم أقف على تتمته، تقدم قريبًا.

ص: 443

ولا في البواقي اتفاقًا

(1)

.

* قولُه: «تصحبُ الخَبَر» : "أَلْ" فيه للعهد، أي: خبرَها، لا كلَّ خبرٍ، فأما قوله

(2)

:

فَإِنَّكَ مَنْ حَارَبْتَهُ لَمُحَارَبٌ

شَقِيٌّ وَمَنْ سَالَمْتَهُ لَسَعِيدُ

(3)

فنادرٌ، نَعَمْ، هو أحسن من قوله

(4)

:

أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ

(5)

ومثلُ:

فَإِنَّكَ مَنْ حَارَبْتَهُ

...

قولُه

(6)

:

إِنَّ الخِلَافَةَ بَعْدَهُمْ لَدَمِيمَةٌ

وَخَلَائِفٌ ظُرُفٌ للما

(7)

أَحْقِرُ

(8)

وذكر الناظمُ

(9)

وابنُه

(10)

أن هذا أحسنُ موطنٍ زيدت فيه اللامُ، وقولُه:

(1)

الحاشية في: 46.

(2)

هو أبو عزَّة عمرو بن عبدالله بن عثمان.

(3)

بيت من الطويل. ينظر: جمهرة الأمثال 2/ 387، وشرح التسهيل 2/ 28، والتذييل والتكميل 5/ 109، وتخليص الشواهد 358، والمقاصد النحوية 2/ 732.

(4)

هو رؤبة بن العجَّاج، وقيل: عنترة بن عروس.

(5)

بيت من مشطور الرجز، تقدم في باب الموصول. شهربة: كبيرة. ينظر: المقاصد النحوية 1/ 507، وخزانة الأدب 10/ 322.

(6)

هو حميد بن ثور الهلالي.

(7)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: لَمِمَّا.

(8)

بيت من الكامل. دميمة: حقيرة، وخلائف: جمع خليفة، وظُرُف: جمع ظريف. ينظر: الديوان (ت. البيطار) 117، ومعاني القرآن للفراء 3/ 45، والزاهر 2/ 231، وشرح التسهيل 2/ 31، والتذييل والتكميل 5/ 120، وتخليص الشواهد 358، والمقاصد النحوية 2/ 737.

(9)

شرح التسهيل 2/ 31.

(10)

شرح الألفية 124.

ص: 444

فَإِنَّكَ مَنْ حَارَبْتَهُ

...

البيتَ؛ عندي أحسنُ

(1)

.

ولا يلي ذا اللامَ ما قد نفيا

ولا من الأفعال ما كرضيا

(خ 1)

* [«ما قد نُفِيَا»]: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}

(2)

(3)

.

* [«ما قد نُفِيَا»]: وشذَّ:

وَأَعْلَمُ أَنَّ تَسْلِيمًا وَتَرْكًا

لَلَا مُتَشَابِهَانِ وَلَا سَوَاءُ

(4)

(5)

* [«ما قد نُفِيَا»]: قالوا: لأن من أدوات النفي "لا"، فلو أدخلوا اللام معها أدَّى إلى الجمع بين مثلين، وطردوا البابَ في غيرها.

ونظيرُه: مَنْعُهم: مررت بك وزيدٍ؛ لأن حق المعطوفِ بالواو أن يكون جائزَ التقدُّمِ وتأخُّرِ المتبوعِ، وحملوا الباقيَ في المنع عليها، وأيضًا: الضميرُ لا يُنعَت؛ لأنه

(6)

، وحملوا صفاتِ المدح والذم على صفات البيان

(7)

.

* [«ما قد نُفِيَا»]: ولا ما تقدَّم معمولُه عليه

(8)

.

(1)

الحاشية في: 46.

(2)

النساء 48، 116.

(3)

الحاشية في: 9/أ.

(4)

بيت من الوافر، لأبي حِزَام غالب بن الحارث العُكْلي. ينظر: المحتسب 1/ 43، وسر صناعة الإعراب 1/ 377، وشرح التسهيل 2/ 27، والتذييل والتكميل 5/ 115، والمقاصد النحوية 2/ 731، وخزانة الأدب 10/ 330.

(5)

الحاشية في: 9/أ.

(6)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(7)

الحاشية في: 9/أ.

(8)

الحاشية في: 9/أ.

ص: 445

* [«ما كـ: رَضِيَا»]: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى}

(1)

(2)

.

* [«ما كـ: رَضِيَا»]: أي: ماضيًا متصرِّفًا خاليًا من "قد"، فمفهومُ هذا: أن اللام تلي الجامدَ والمتصرفَ الذي مع "قد"، فلما قال بعدُ:

«وقد يليها مع "قد"»

عُلِمَ أنها لا تلي الجامدَ؛ وإلا لنَصَّ عليه، كما نصَّ على أخيه، وهي مسألة

(3)

خلافٍ، حَكَوا عن س

(4)

المنعَ، وعن الأَخْفَشِ

(5)

الجوازَ.

فهذه أحكام الماضي، وإنما اشتُرط ذلك؛ لأن لام

(6)

للاستقبال أو للحال، والماضي ينافيهما، فلذلك قرَّبوه من الحال باللام، وهذا يقوِّي

(7)

يقول: إن اللام للحال، وأما الجامد فمَنْ أجازه قال: لأنه كالأسماء، وأما الأمر فلا يقعُ خبرًا

(8)

، وأما المضارع فيقعُ بلا شرطٍ، نحو:{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ}

(9)

.

والجوابُ عن ما أوردناه

(10)

: أنه لَمَّا مثَّل بـ"رَضِيَ" أخذنا ما فيه من المعاني التي يمكن اعتبارُها، وهو كونُه ماضيًا متصرِّفًا، ولا يمكن أن يُؤخَذَ كونُه خاليًا من "قد"؛ لأن ذلك أمرٌ خارجٌ عنه، فلأجل

(11)

نصَّ عليه، ولو عُلِم من مفهوم الأول أن

(1)

البقرة 132، وآل عمران 33.

(2)

الحاشية في: 9/أ.

(3)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(4)

ينظر: التذييل والتكميل 5/ 112، 113.

(5)

ينظر: إعراب القرآن للنحاس 2/ 200، والتذييل والتكميل 5/ 112، 113، ومغني اللبيب 301.

(6)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

(7)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(8)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(9)

النحل 124.

(10)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(11)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

ص: 446

ذلك جائز مع "قد" لم يذكره، كما لم يذكر حكمَ الجامد بعدُ بالنص، ويؤيِّد هذا كلَّه: أن كلامه في بقية كتبِه

(1)

نصٌّ على دخولها في الجامد

(2)

.

(خ 2)

* [«ولا من الأفعال ما كـ: رَضِيَا»]: فأما الجامد فيجوز؛ لأنه شبيهٌ بالاسم؛ أَلَا ترى [أنه]

(3)

يلي "أَنَّ" بلا فاصلٍ إذا خُفِّفت؟ نحو: {وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ}

(4)

، {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ}

(5)

، ولم يقدح في اختصاصها بالأسماء؛ لأنه منها ينسب

(6)

، كما لم يقدح في امتناع تصرُّف "عند" انجرارُها بـ"مِنْ"، لذلك تقول: إن زيدًا لعسى [أن]

(7)

يقوم، و: إن زيدًا لنِعْمَ الرجلُ.

كذا مثَّلوا، وينبغي أن تُمنَع المسألة من جهةِ أنَّ الإنشاء عندي له أن

(8)

يقع خبرًا، لا أجوِّزُ أن تقول: إنَّ عبدي بِعْتُكه، قاصدًا الإنشاءَ.

وفُهِم من هذا الشرطِ أنها تدخل في الظرف، نحو:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}

(9)

، والمفردِ، نحو:{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ}

(10)

، والمضارعِ، نحو:{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ}

(11)

، والجملةِ الاسميةِ، نحو:

(1)

ينظر: شرح الكافية الشافية 1/ 490، وشرح التسهيل 2/ 29، وشرح عمدة الحافظ 1/ 208.

(2)

الحاشية في: 9/أ.

(3)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو عند ياسين، والسياق يقتضيه.

(4)

الأعراف 185.

(5)

النجم 39.

(6)

كذا في المخطوطة وعند ياسين، ولعل الصواب: بسببٍ.

(7)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو عند ياسين، والسياق يقتضيه.

(8)

قوله: «له أن» كذا في المخطوطة، ولعل الصواب ما عند ياسين: لا.

(9)

القلم 4.

(10)

الرعد 6.

(11)

النحل 124.

ص: 447

إِنَّ الكَرِيمَ لَمَنْ يَرْجُوهُ ذُو جِدَةٍ

وَلَوْ تَعَذَّرَ إِيسَارٌ وَتَنْوِيلُ

(1)

؛

لأنه خَصَّص ما ذُكِر بالمنع، فبَقِي ما عداه على الجواز

(2)

.

وقد يليها مع قد كإن ذا

لقد سما على العدى

(3)

مستحوذا

وتصحب الواسط معمول الخبر

والفصل واسمًا حل قبله الخبر

(خ 1)

* يعني: تصحب المتوسطَ إذا كان معمولًا للخبر، أو فَصْلًا، أو اسمًا متأخرًا، فعُلِم من هذا أنها لا تدخل على ما تَوَسَّط غير هذه الأشياءِ، فلا تدخل على معمول اسمِها، نحو: إن عندنا زيدًا لضاربًا

(4)

، مع أنه وقع متوسطًا، وليس كذلك

(5)

.

* قولُه: «واسمًا حلَّ قبلَه الخَبَر» : بَقِي عليه أن يقول: أو ظرفٌ ملغًى، نحو: إن غدًا لَزيدًا راحلٌ، نصَّ عليه في "شرح الكافية"

(6)

.

وقولُه قبلُ: «معمولَ الخَبَر» : بشرط أن يصح دخولُها على الخبر؛ وإلا فنحو: إني لَبِكَ وَثِقت؛ لا يجوز، خلافًا للأَخْفَش

(7)

، ورُدَّ عليه: بأن دخولها على الخبر

(8)

المعمولِ فرعُ دخولِها على الخبر، فيلزم ترجيحُ الفرع على الأصل

(9)

.

(1)

بيت من البسيط، لم أقف له على نسبة. جِدَة: غنى. ينظر: شرح التسهيل 2/ 27، والتذييل والتكميل 5/ 108، وتخليص الشواهد 355، والمقاصد النحوية 2/ 730.

(2)

الحاشية في: 46، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 143 إلى قوله:«قاصدًا الإنشاء» .

(3)

كذا في المخطوطة، والوجه: العدا؛ لأنه واوي اللام، كما في: القاموس المحيط (ع د و) 2/ 1717.

(4)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(5)

الحاشية في: 9/أ.

(6)

شرح الكافية الشافية 1/ 491.

(7)

ينظر: شرح التسهيل 2/ 29، وشرح الكافية الشافية 1/ 491، والتذييل والتكميل 5/ 114، وارتشاف الضرب 3/ 1265.

(8)

كذا في المخطوطة، ولعل الصواب بحذفها.

(9)

الحاشية في: 9/أ.

ص: 448

ووصل ما بذي الحروف مبطل

إعمالها وقد يبقى العَملُ

وجائز رفعك معطوفا على

منصوب إن بعد أن تستكملا

(خ 1)

* أجاز الزَّمَخْشَريُّ

(1)

في: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}

(2)

كونَ "علَّامُ" بالرفع محمولًا على موضع اسم "إِنَّ"، وأجاز أن يكون تابعًا للضمير في "يقذف"

(3)

.

* اعلمْ أنه لا يجوز أن يُحمَل قولُ بصريٍّ

(4)

على أن الاسم معطوفٌ على الاسم عطفَ مفردٍ على مفردٍ؛ وإلا لَزِمَ أن يكون الخبر عنهما واحدًا، كما يجب إذا عَطَفت على اللفظ، فيلزم أن يكون عاملُ الخبر الثاني الابتداءَ و"إِنَّ"، وهو مُحَالٌ، وإنما يصح هذا على قاعدة الكوفيين

(5)

الذين يرون أن عامل الخبر في الأول الابتداءُ، وأن الناسخ لم يغيِّر الخبرَ، ولكنَّهم لَمَّا أَتَوا بمرفوعٍ بعد "إِنَّ" واسمِها وخبرِها، واستغنوا عن خبره بخبر الأول؛ كان العاطفُ كأنه نائبٌ عن الخبر، فادَّعوا أنه معطوف على الموضع، هذا من حيث الصورةُ، وإلا فقد بيَّنَّا بطلان

(6)

.

ولم يَجُزْ ذلك في "ليت" و"لعلَّ" و"كأنَّ"؛ لأن خبرهن غيرُ موجبٍ، فلم يَجُزْ له أن يدل على خبر موجب، فتدبَّرْه، فلهذا اختصَّت "إِنَّ" و"أَنَّ" و"لكنَّ" بهذا

(7)

(8)

.

(خ 2)

(1)

الكشاف 3/ 591.

(2)

سبأ 48.

(3)

الحاشية في: 9/أ.

(4)

أن رافع خبر "إنَّ" هو "إنَّ" نفسها. ينظر: الإنصاف 1/ 144، والتبيين 333، وائتلاف النصرة 166.

(5)

ينظر: الإنصاف 1/ 144، والتبيين 333، وائتلاف النصرة 166.

(6)

موضع النقط مقدار كلمتين أو ثلاث انقطعت في المخطوطة.

(7)

موضع النقط مقدار سطر انطمس في المخطوطة.

(8)

الحاشية في: 9/أ.

ص: 449

* ذكر ابنُ عُصْفُورٍ

(1)

في: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا}

(2)

أنَّ كون خبرِ "إِنَّ" محذوفًا، أي: إن الذين آمنوا لهم أجرهم، و"الصابئون" مبتدأٌ، والجملةُ الشرطية خبرٌ؛ أرجحُ من أن تكون الشرطيةُ خبرَ "إِنَّ"، وخبرُ "الصابئون" محذوفٌ؛ لئلا يلزم تقدُّمُ المعطوفِ على بعض المعطوف عليه، قال: وإنما جاز ذلك كما جاز:

جَمَعْتَ وَفُحْشًا غِيبَةً وَنَمِيمَةً

(3)

وغيرُه يعكس الترجيحَ؛ لأن في الحذف من الأول لدلالة الثاني ضعفًا.

واعتَرض على مَنْ جعله من باب العطف على الموضع، مثلَ قولهم: إنك وزيدٌ ذاهبان؛ بأنه كيف يُقال: إن الذين آمنوا مَنْ آمن منهم؟

وأجاب: بأن التقدير: مَنْ داوم منهم على الإيمان.

وقال غيره: إن الذين آمنوا بألسنتهم، وهم المنافقون.

والوجهان في: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا}

(4)

.

وفي هذه وجهٌ ثالثٌ: أن المراد: يا أهل الكتاب آمِنوا بمحمدٍ، أي: يا مَنْ آمن بموسى وبعيسى آمِنوا بهذا النبيِّ، ولا يمكن هذا التأويلُ هنا؛ لقوله سبحانه:{وَالَّذِينَ هَادُوا} ، وقولِه تعالى:{وَالنَّصَارَى} .

(1)

شرح جمل الزجاجي 1/ 450، 451.

(2)

المائدة 69، وتمامها:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} .

(3)

صدر بيت من الطويل، ليزيد بن الحكم الثقفي، وعجزه:

ثلاثَ خصالٍ لستَ عنها بِمُرْعَوِي

مرعوٍ: من الارعواء، وهو الكف عن الشيء. ينظر: عيون الأخبار 2/ 15، والأصول 1/ 326، وإعراب القرآن للنحاس 5/ 200، والبصريات 1/ 292، والخصائص 2/ 385، وأمالي ابن الشجري 1/ 271، وضرائر الشعر 210، وشرح التسهيل 2/ 253، والتذييل والتكميل 8/ 113، والمقاصد النحوية 3/ 1070، وخزانة الأدب 3/ 130.

(4)

النساء 136.

ص: 450

وهذا الذي اعتَرض به واردٌ على جَعْلِ الشرطيةِ خبرًا لـ"إِنَّ"، و"الصابئون" مبتدأً، والجوابان بعينهما.

وممَّا يرجح أن الحذف من الثاني: قولُه

(1)

:

فَإِنِّي وَقَيَّارٌ بِهَا لَغَرِيبُ

(2)

وغَلِط ابنُ عُصْفُورٍ

(3)

، فقال: إنه حُذف من الأول، وقدَّر: فإني لغريبٌ، وقيَّارٌ لغريبٌ.

وممَّا يرجح أن الحذف من الأول: قولُه

(4)

:

.... فَإِنِّي وَأَنْتُمَا

...

... دَنِفَانِ

(5)

ومثلُ هذا:

... فَإِنِّي

وَجَرْوَةَ لَا تَرُودُ

(6)

...

(1)

هو ضابئ بن الحارث البُرجُمي.

(2)

عجز بيت من الطويل، تقدم في باب الابتداء.

(3)

شرح جمل الزجاجي 1/ 453.

(4)

لم أقف له على نسبة.

(5)

بعض بيت من الطويل، حذف منه اختصارًا، وهو بتمامه:

خليليَّ هل طِبٌّ؟ فإني وأنتما

وإن لم تبوحا بالهوى- دَنِفان

دنفان: مريضان. ينظر: شرح التسهيل 2/ 50، والتذييل والتكميل 5/ 189، وتخليص الشواهد 374، ومغني اللبيب 617، 810، والمقاصد النحوية 2/ 750.

(6)

بعض بيت من الوافر، لشدَّاد بن معاوية العَبْسي أبي عَنْترة، وهو بتمامه:

فمَنْ يكُ سائلًا عني فإني

وجَرْوَةَ لا تَرُودُ ولا تُعارُ

جروة: اسم فرس الشاعر، ولا ترود: لا تذهب ولا تجيء. ينظر: الكتاب 1/ 302، وجمهرة أشعار العرب 13، ومجاز القرآن 1/ 243، 2/ 47، وشرح أبيات سيبويه لابن السيرافي 1/ 235، وشرح التسهيل 2/ 254، والتذييل والتكميل 3/ 284، 5/ 54.

ص: 451

فإن الرواية -فيما زعم ابنُ عُصْفُورٍ

(1)

- بالتاء، لا بالنون.

قال: وخرَّج الفارسيُّ

(2)

هذا كلَّه على أن الخبر لهما، وأنه نزَّل نفسَه مع جَرْوَةَ فرسِه منزلةَ المتلازمَيْن، وكذا

(3)

: شَرْخُ الشباب ملازمٌ للشعر الأسود، فجَعَلَه من باب:

وَكَأَنَّ فِي العَيْنَيْنِ حَبَّ قَرَنْفُلٍ

البيتَ

(4)

.

قال: وزعم الكوفيون أن هذه المواطنَ ونحوَها إنما جازت على أن الواو بمعنى "مع"، وأجازوا قياسًا: إن زيدًا وعمرًا قائم، على معنى: مع عمرٍو، فإنك حينئذٍ ليس معك ما تُخبِر عنه إلا واحد، واستَدلوا بقوله

(5)

:

فَإِنَّكَ وَالكِتَابَ

...

(1)

شرح جمل الزجاجي 1/ 453.

(2)

كتاب الشعر 1/ 316، ومختار التذكرة 144، 145.

(3)

في قول حسان رضي الله عنه:

إنَّ شَرْخَ الشبابِ والشعرَ الأسْـ

ـودَ ما لم يُعاصَ كان جنونَا

شرخ الشباب: قوَّته ونضارته، ما لم يُعَاصَ: ما لم يُعْصَ. ينظر: الديوان بشرح البرقوقي 413، ومجاز القرآن 1/ 258، والإبل للأصمعي 83، والحيوان 3/ 55، 6/ 443، وأمالي ابن الشجري 2/ 44، وشرح التسهيل 1/ 110.

(4)

صدر بيت من الكامل، لسُلْمِيِّ بن ربيعة الضبي، وقيل لغيره، وعجزه:

أو سنبلًا كُحِلَتْ به فانهلَّت

روي: «وكأنَّما في العين» ، ولا شاهد فيه. ينظر: الأصمعيات 161، والنوادر لأبي زيد 375، والصاحبي 424، واللآلي في شرح أمالي القالي 1/ 173، 267، وشرح الحماسة للمرزوقي 1/ 547، وأمالي ابن الشجري 1/ 183، واللباب 1/ 411، وشرح التسهيل 1/ 109، والتذييل والتكميل 1/ 256، 2/ 80، 7/ 104، وخزانة الأدب 5/ 197، 8/ 36.

(5)

هو الوليد بن عقبة بن أبي مُعَيط.

ص: 452

البيتَ

(1)

، ولو أخبر عنهما لقال: كدابغةٍ ودَبْغِها، فإنه نسبة

(2)

الكاتبَ بالدابغة، والكتابَ بالدَّبْغ.

قلنا: التقديرُ كذلك، ولكنه حَذَف المعطوفَ، مثل: رالت

(3)

الناقةِ طَلِيحانِ

(4)

.

ففي توجيه الخبر المفردِ في هذه الأبيات ونحوِها ثلاثةُ مذاهبَ، وفي اقتياسه وعدمِ ذلك مذهبان.

ورَدَّ عليهم ابنُ عُصْفُورٍ في اعتذارهم عمَّا الواوُ فيه بمعنى "مع" بأنها للتشريك، كالواو العاطفةِ، والخبرُ يكون عنهما، بدليلِ: زيدٌ وعمرًا كالأخوين، فنصبوا "عمرًا"، وقالوا: كالأخوين، بالتثنية

(5)

.

وألحقت بإن لكن وأن

من دون ليت ولعل وكأن

(خ 1)

* [«وأُلْحِقَتْ بـ"إِنَّ": "لكنَّ" و"أَنّ"»]: لأن معنى الابتداء باقٍ معها، فجاز اعتبار حكمه

(6)

.

* [«من دون "ليتَ" و"لعلَّ" و"كأنّ"»]: لأنها نسخت حكمَ الابتداء في

(1)

بعض بيت من الوافر، وهو بتمامه:

فإنَّكَ والكتابَ إلى عليٍّ

كدابغةٍ وقد حَلِمَ الأديمُ

حَلِم: فسد، والأديم: الجلد. ينظر: إصلاح المنطق 149، ومجالس ثعلب 103، وجمهرة اللغة 1/ 565، والزاهر 1/ 92، 130، واللآلي في شرح أمالي القالي 1/ 434، ومجمع الأمثال 2/ 150، والتذييل والتكميل 3/ 321، 5/ 214.

(2)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في شرح جمل الزجاجي: يُشَبِّهُ.

(3)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر القول: راكب.

(4)

قول للعرب، رواه ثعلب. ومعناه: راكب الناقة والناقةُ طليحان، والطَّلِيح: المُجْهَد. ينظر: شرح القصائد السبع 540، والمحتسب 2/ 227، والخصائص 1/ 290، 2/ 375، والمحكم 3/ 239.

(5)

الحاشية في: 47.

(6)

الحاشية في: 9/أ.

ص: 453

اللفظ والمعنى

(1)

.

(خ 2)

* مقتضى كلامِ ابنِ عُصْفُورٍ

(2)

أن ما عدا "إِنَّ" و"لكنَّ" لا يُعطف على محل اسمِه قبل مضيِّ الخبر باتفاقٍ، وأن الكِسَائيَّ والفَرَّاءَ

(3)

أجازا ذلك في هذين فقط، قال: لأنهما لم يغيِّرا الجملةَ عن معناها ولا عن لفظها إلى الإفراد، واشتَرط الفَرَّاءُ خَفاءَ الإعراب.

وليس كما زعم، بل الفَرَّاءُ

(4)

يُجيز في سائر عوامل الباب

(5)

.

وخففت إِنَّ فقل العمل

وتلزم اللام إذا ما تهمل

وربما استغني عنها إن بدا

ما ناطق أراده معتمدا

والفعل إن لم يك ناسِخا فلا

تلفيه غالبا بإن ذي موصلا

(خ 1)

* [«بـ"إِنْ" ذي»]: يعني: المخففةَ من الثقيلة

(6)

.

وإن تخفف أن فاسمها استكن

والخبر اجعل جملة من بعد أن

(1)

الحاشية في: 9/أ.

(2)

شرح جمل الزجاجي 1/ 451، 452.

(3)

ينظر: معاني القرآن 1/ 310، 311، والأصول 1/ 257، وأسرار العربية 124، والإنصاف 1/ 151، ومغني اللبيب 617.

(4)

حيث استدل في معاني القرآن 1/ 311 بقول الشاعر:

يا ليتني وأنت يا لميسُ

ببلدٍ ليس به أنيسُ

وينظر: شرح التسهيل 2/ 52، والتذييل والتكميل 5/ 207.

(5)

الحاشية في: 47. وهي آخر حاشية في المخطوطة قبل الانقطاع الذي ينتهي بأول باب التمييز.

(6)

الحاشية في: 9/أ.

ص: 454

(خ 1)

* [«والخبرَ اجعلْ جملةً من بعد "أَنْ"»]: إنما لَزِم كونُ خبرها جملةً؛ لأن اسما

(1)

إنما يُضمَر غالبًا ضميرَ شأنٍ، فلا بدَّ من تفسيره بالجملة

(2)

.

* [«والخبرَ اجعلْ جملةً من بعد "أَنْ"»]: معنى هذا: اجعلْ خبرَها بعد التخفيف جملةً، لا: اجعل الموجودةَ خبرًا؛ لأن ذلك معلوم، أراد أن ينبِّه على أن خبرها لا

(3)

(4)

.

وإن يكن فعلا ولم يكن دعا

ولم يكن تصريفه ممتنعا

(خ 1)

* [«ولم يكنْ دُعَا»]: حكى س

(5)

: أَمَا أَنْ جزاك الله خيرًا، بالفتح، والأكثرُ الكسرُ

(6)

.

* [«ولم يكنْ تصريفُه مُمْتَنِعا»]: ع: الجامد كالاسم، فلا يحتاج لفاصل

(7)

.

فالأحسن الفصل بقد أو نفي او

تنفيس او لو وقليل ذكر لو

(خ 1)

* قولُه: «فالأحسنُ» يشير إلى أنه يجيء على خلاف ذلك، كقوله

(8)

:

(1)

كذا في المخطوطة، والصواب: اسمها.

(2)

الحاشية في: 9/أ.

(3)

موضع النقط مقدار كلمة أو كلمتين انقطعتا في المخطوطة.

(4)

الحاشية في: 9/أ.

(5)

الكتاب 3/ 167، 168.

(6)

الحاشية في: 9/أ.

(7)

الحاشية في: 9/أ.

(8)

لم أقف له على نسبة.

ص: 455

عَلِمُوا أَنْ يُؤَمَّلُونَ فَجَادُوا

قَبْلَ أَنْ يُسْأَلُوا بِأَعْظَمِ سُؤْلِ

(1)

(2)

* قال الزمخشري

(3)

: في: {نُودِيَ أَنْ بُورِكَ}

(4)

: فإن قلت: هل يجوز أن تكون مخففةً من الثقيلة؟

قلت: لا؛ لأنه لا بدَّ من "قد".

فإن قلت: فعلى إضمارها؟

قلت: لا؛ لأنها علامة، ولا تحذف.

ع: ورُدَّ عليه: بأنه يجوز على أن يكون "بورك" دعاءً، فلا يحتاج لفاصل

(5)

.

* [«تنفيس»]: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ}

(6)

،

ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَكَانَ آخِرُ عَهْدِنَا

أَنْ سَوْفَ يَجْمَعُنَا إِلَيْك المَوْسِمُ

(7)

(8)

وخففت كأن أيضا فنوي

منصوبها وثابتا أيضا روي

(1)

بيت من الخفيف. ينظر: شرح التسهيل 2/ 44، وشرح الكافية الشافية 1/ 500، 3/ 1525، والتذييل والتكميل 5/ 165، وتخليص الشواهد 383، والمقاصد النحوية 2/ 762.

(2)

الحاشية في: 9/أ.

(3)

الكشاف 3/ 349.

(4)

النمل 8.

(5)

الحاشية في: 9/أ.

(6)

المزمل 20.

(7)

بيت من الكامل، لعمر بن أبي ربيعة. ينظر: الديوان 227، وشرح الكافية الشافية 1/ 502.

(8)

الحاشية في: 9/أ.

ص: 456