المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الابْتِدَاءُ (خ 2)   * الترجمةُ: «الابتداءُ»: أقول: الابتداءُ: تجريدُ الاسمِ أو المؤوَّلِ به - حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك - جـ ١

[ابن هشام النحوي]

فهرس الكتاب

- ‌مستخلص الرسالة

- ‌أقسام البحث:

- ‌المقدمة

- ‌الأهمية العلمية للمخطوطتين:

- ‌أسباب اختيار المخطوطتين:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌خطة المشروع:

- ‌منهج التحقيق:

- ‌الدراسة

- ‌المبحث الأول: ابن مالك وابن هشام الأنصاري، (ترجمة موجزة)

- ‌أولا: ابن مالك

- ‌ثانيًا: ابن هشام الأنصاري

- ‌المبحث الثاني: حاشيتا ابن هشام على الألفية

- ‌المطلب الأول: تحقيق عنوان المخطوطتين، وتوثيق نسبتهما إلى ابن هشام

- ‌المطلب الثاني: منهجهما. وفيه ثلاث مسائل:

- ‌المسألة الأولى: طريقة ابن هشام في عرض المادة العلمية

- ‌المسألة الثانية: عنايته بآراء العلماء

- ‌المسألة الثالثة: اختياراته وترجيحاته

- ‌المطلب الثالث: مصادرهما

- ‌المطلب الرابع: موازنة بينهما وبين أوضح المسالك

- ‌المطلب الخامس: تقويمهما. وفيه ثلاث مسائل:

- ‌المسألة الأولى: المحاسن

- ‌المسألة الثانية: المآخذ

- ‌المسألة الثالثة: التأثر والتأثير

- ‌المطلب السادس: وصف المخطوطتين، ونماذج منهما

- ‌الكلام وما يأتلف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌أَسْماءُ الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعَرّف بِأَداةِ التعرِيفِ

- ‌الابْتِدَاءُ

- ‌كانَ وأخواتها

- ‌أفْعالُ المقاربة

- ‌إِنَّ وأَخَواتُها

- ‌لا التي لنفي الجنس

- ‌ظن وأخواتُها

- ‌أَعْلَمَ وأَرى

- ‌الفاعِلُ

- ‌النَّائبُ عَنِ الفَاعِلِ

- ‌اشتِغالُ العامل عن المعمول

- ‌تعدِّي الفعْلِ ولزومُه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفْعولُ المطلقُ

- ‌المفعُولُ له

- ‌المفعولُ فيْهِ، وهو المسَمَّى ظَرْفا

- ‌المفعول مَعَهُ

- ‌الاستِثْناءُ

- ‌الحَالُ

- ‌التَمْييزُ

- ‌حُرُوفُ الجَرّ

- ‌الإِضَافَةُ

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إِعْمَالُ المصْدَرِ

- ‌إِعْمَالُ اسمِ الفاعِلِ

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنيةُ أسْماء الفاعلين والمفعولين(1)والصِّفات المشبهة بها

- ‌الصفة المشبهة باسْمِ الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نِعْمَ وبئْسَ وما جرى مجراهما

الفصل: ‌ ‌الابْتِدَاءُ (خ 2)   * الترجمةُ: «الابتداءُ»: أقول: الابتداءُ: تجريدُ الاسمِ أو المؤوَّلِ به

‌الابْتِدَاءُ

(خ 2)

* الترجمةُ: «الابتداءُ» :

أقول: الابتداءُ: تجريدُ الاسمِ أو المؤوَّلِ به من العوامل اللفظيةِ غيرَ المزيدةِ، مخبرًا عنه، أو وصفًا رافعًا لمكتفًى به.

والمبتدأُ: هو المجرَّدُ المذكور، وقد أشار إليه في التمثيل.

قال ابنُه

(1)

: و"غيرَ المزيدةِ" مخرجٌ

(2)

لنحو: بحسبك زيدٌ، {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ}

(3)

.

وفي "شرح الكافية"

(4)

مثَّل بقوله: بحسب الذكيِّ فائدةٌ، و: بحسبك حديثٌ، ثم قال: هذا إذا كان المتأخرُ نكرةً، فلو كان معرفةً فالأحسنُ أن يكون مبتدأً، و"بحسبك" خبرًا مقدَّمًا، فإن "حسبًا" من الأسماء التي لا تعرِّفُها الإضافةُ

(5)

.

مبتَدَأٌ زيدٌ وعاذِرٌ خَبَر

إِن قُلْتَ زيدٌ عاذِرٌ مَنِ اعتذر

(خ 1)

* ع: المبتدأُ: اسمٌ أو ما في تأويله، مجرَّدٌ من العوامل اللفظية أو ما في تقديرها

(6)

، مسندٌ إلى خبرٍ، أو مسندٌ هو إلى مغنٍ

(7)

عن الخبر.

فقولُنا أوَّلًا: «أو ما في تأويله

(8)

»؛ ليَدخُلَ: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ}

(9)

، {سَوَاءٌ

(1)

شرح الألفية 74.

(2)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ابن الناظم:«مُدخِلٌ» ، لأن "غيرًا" هنا استثناء من "العوامل"، لا وصف لها.

(3)

آل عمران 62، وص 65.

(4)

شرح الكافية الشافية 1/ 337، 338.

(5)

الحاشية في: 20.

(6)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(7)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(8)

انقطعت هي والكلمة قبلها في المخطوطة، ولعلهما كما أثبت.

(9)

البقرة 184.

ص: 307

عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ}

(1)

، ودخل ثانيًا بـ «أو ما في تقديرها

(2)

» نحوُ: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}

(3)

، {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}

(4)

، وخرجت: أسماءُ الأفعال؛ بأنها ليست مسندةً لمغنٍ عن الخبر، بل لمتمِّم للحكم

(5)

(6)

.

* المبتدأُ ثلاثةُ أقسامٍ: مبتدأٌ شابَهَ الحرفَ، ومبتدأٌ شابَهَ الفعلَ، ومبتدأٌ خارجٌ عنهما، فالأولان لا يحتاجان لخبرٍ، كما أن الحرف والفعل

(7)

كذلك، وذلك: أقلُّ رجلين يقولان كذاك، و: أقائمٌ الزيدان؟ بخلاف الثالث

(8)

.

* قاعدةٌ: لا يُستَدلُّ بمَثَلٍ على قياسٍ؛ لأنه قُصِدَ

(9)

عن القياس.

قال الزَّمَخْشَرِيُّ

(10)

: ولم يضربوا مثلًا، ولا رأوه أهلًا للتَّسْيير، ولا جديرًا بالتداول والقبولِ؛ إلا قولًا فيه غرابةٌ من بعض الوجوه، ومِنْ ثَمَّ حُوفِظ عليه، وحُمِي من التغيير.

ع: ومن ذلك في هذا الباب: «تسمعَ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أن تراه»

(11)

، فلا يُستدلُّ به على جواز كونِ المبتدأ فعلًا

(12)

.

(خ 2)

* لا بُدَّ من أحد أمرين، وهما الاسمُ، أو ما في تأويله، ثم لا بُدَّ من أمرٍ، وهو

(1)

البقرة 6.

(2)

انقطعت هي والكلمة قبلها في المخطوطة، ولعلهما كما أثبت.

(3)

فاطر 3.

(4)

الأعراف 59، 65، 73، 85، وهود 50، 61، 84، والمؤمنون 23، 32.

(5)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(6)

الحاشية في: وجه الورقة الملحقة بين 6/ب و 7/أ.

(7)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(8)

الحاشية في: 6/أ.

(9)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

(10)

الكشاف 1/ 72.

(11)

مَثَلٌ يُضرب لمن خَبَرُه خيرٌ من مَرْآه. وروي: «لا أن تراه» ، وروي بغير ذلك. ينظر: جمهرة الأمثال 1/ 266، ومجمع الأمثال 1/ 129، والمستقصى 1/ 370.

(12)

الحاشية في: 6/ب.

ص: 308

التجرُّدُ من العوامل اللفظية غيرَ المزيدة، ثم لا بُدَّ من أحد أمرين، وهما كونُه إما مخبرًا عنه، أو وصفًا رافعًا لمكتفًى به.

فإن قلت: هلَّا قيل في:

أَقَاطِنٌ

(1)

و:

مَا وَافٍ

(2)

و: أَسَارٍ

(3)

، ونحوِهن؛ بأنها أخبارٌ مقدَّمةٌ؟

قلت: لعدم التطابُق

(4)

.

وأَولٌ مبتدأٌ والثاني

فاعِلٌ اغْنَى في أَسَارِ

(5)

ذَان

(خ 1)

* [«وأوَّلٌ مبتدأٌ»]: المسوِّغُ للابتداء هنا بالنكرة: إرادةُ الخصوص؛ لأن المراد بـ «أوَّلٌ» : الأولُ في المثال، لا أوَّلًا غيرَه

(6)

.

* «ذان» : تثنية "ذا"، لا اسمُ فاعلٍ من: دنا، يدنو

(7)

؛ لأنه لا يليق بذي فهمٍ

(1)

بعض بيت من البسيط، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:

أقاطنٌ قومُ سلمى أم نَوَوا ظَعَنَا؟

إن يظعنوا فعجيبٌ عيشُ من قَطَنَا

ينظر: شرح التسهيل 1/ 269، والتذييل والتكميل 3/ 253، وتخليص الشواهد 181، والمقاصد النحوية 1/ 481.

(2)

بعض بيت من الطويل، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:

خليليَّ ما وافٍ بعهديَ أنتما

إذا لم تكونا لي على مَنْ أقاطعُ

ينظر: شرح التسهيل 1/ 269، والتذييل والتكميل 3/ 255، وتخليص الشواهد 181، ومغني اللبيب 723، والمقاصد النحوية 1/ 485.

(3)

بعض مثالٍ للناظم سيأتي ضمن بيت الألفية التالي، وتمامه: أسارٍ ذانِ؟

(4)

الحاشية في: 20.

(5)

كذا في المخطوطة مضبوطًا، والوجه: أسارٍ، بالتنوين.

(6)

الحاشية في: 6/أ.

(7)

كذا في المخطوطة، ولا بُدَّ لكي يحتمل أن يكون هنا اسمَ فاعلٍ من "دنا، يدنو" أن يكون عَلَمًا؛ لأنه لا وجه لقولك: أسارٍ دانٍ؟ لأنه بمنزلة: أذاهبٌ قريبٌ؟ فلا يكون مثل: أقائمٌ زيدٌ؟

ص: 309

أن يمثِّل بمشترك، ونحوُ: أقائمٌ زيدٌ؟ يجوز فيه إعرابان -بإجماعٍ، وإنما النزاعُ في مثل:{أَرَاغِبٌ أَنْتَ}

(1)

، أعني: فيما مرفوعُه ضميرٌ- فلا يمثَّلُ به لأحدهما

(2)

.

* "أقائمٌ زيدٌ؟ " لا خبرَ له، لا في اللفظ، ولا في التقدير، وكذا: أقلُّ رجلٍ يقول ذاك؛ لأن الجملة صفةٌ لـ"أقلُّ"؛ لإفرادهم الضميرَ وتثنيتِه وجمعِه؛ لكون المضاف إليه كذلك، ولو كان خبرًا لم يلزمه ذلك، وكأنهم إنما جعلوه غيرَ مخبرٍ عنه؛ لأنه في معنى الفعل، بدليلِ أنه لا تدخل عليه النواسخُ، كما لا تدخل على: أقائمٌ زيدٌ؟ كما لا تدخل على: قام زيدٌ، وكأن "أقلُّ" بمعنى: قَلَّ، أو بمعنى الحرف، و"أقلُّ" بمعنى "ما"

(3)

.

(خ 2)

* المبتدأُ ثلاثةُ أنواعٍ: اسمٌ ليس في تأويل الفعل، كـ: زيدٌ قائمٌ، واسمٌ في تأويل الفعل الماضي، نحو: أقلُّ رجلٍ يقوله

(4)

ذلك، واسمٌ في تأويل المضارع، نحو: أقائمٌ الزيدان؟

قيل: أو في تأويل الأمر، نحو: حسبُك درهمان.

ولا يُغني عن الخبر وصفٌ مجرورٌ بإضافةٍ، خلافًا للكِسَائيِّ وهِشَامٍ

(5)

، أجازا: كلُّ رجلٍ قائمٍ، مستدلَّيْن بقراءة أبي

(6)

جَعْفرٍ: {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٍّ}

(7)

.

(1)

مريم 46.

(2)

الحاشية في: 6/أ.

(3)

الحاشية في: 6/أ.

(4)

كذا في المخطوطة، والصواب: يقول.

(5)

ينظر: ارتشاف الضرب 3/ 1086.

(6)

هو يزيد بن القعقاع المخزومي المدني، أحد القراء العشرة، من التابعين، أخذ القرآن عن مولاه عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة، وقرأ على ابن عباس وأبي هريرة، وغيرهم، قرأ عليه نافع وابن جماز، وغيرهما، توفي سنة 127، وقيل غير ذلك. ينظر: معرفة القراء الكبار 40، وغاية النهاية 2/ 382.

(7)

القمر 3. ينظر: المحتسب 2/ 297، وشواذ القراءات للكرماني 453، والنشر 2/ 380.

ص: 310

قلنا: عطفٌ على فاعلِ "اقترب"

(1)

، أو مبتدأٌ حُذف خبرُه.

ع: ليُنظر: هل يقال: خبرٌ خُفِض على الجوار؟

(2)

وقِسْ وكاستفهامٍ النفيُ وقد

يجوز نحوُ فائزٌ أُلُو

(3)

الرَشَد

(خ 1)

* [«فائزٌ أولو الرَّشَدْ»]: ذكر ابنُ يَعِيشَ

(4)

أن س

(5)

، وابنَ

(6)

السرَّاجِ

(7)

أجازاه، وأن الأكثر منعوه

(8)

.

(خ 2)

* [«فائزٌ أولو الرَّشَدْ»]: كقوله

(9)

:

خَبِيرٌ بَنُو لِهْبٍ

(10)

؛

إذ لو عُكس؛ كان إخبارًا عن الجمع بالمفرد

(11)

.

(1)

في قوله تعالى أول السورة: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} .

(2)

الحاشية في: 21.

(3)

كذا في المخطوطة، والمشهور كتابتها بواوٍ زائدة: أولو.

(4)

شرح المفصل 1/ 96.

(5)

الكتاب 2/ 127.

(6)

هو محمد بن السريِّ بن سهل البغدادي، أبو بكر، أحد أئمة النحو المشهورين، أخذ عن المبرد، وأخذ عنه: السيرافي والفارسي والرماني، له: الأصول، وغيره، توفي سنة 316. ينظر: نزهة الألباء 186، ومعجم الأدباء 6/ 2534، وإنباه الرواة 3/ 145، وبغية الوعاة 1/ 109.

(7)

الأصول 1/ 60.

(8)

الحاشية في: 6/أ.

(9)

هو بعض الطائيين.

(10)

بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:

خبيرٌ بنو لِهْبٍ فلا تكُ ملغيًا

مقالةَ لِهْبيٍّ إذا الطيرُ مرَّت

ينظر: شرح التسهيل 1/ 273، 2/ 17، والتذييل والتكميل 3/ 274، وتخليص الشواهد 182، والمقاصد النحوية 1/ 487.

(11)

الحاشية في: 21.

ص: 311

* قولُه: «فائزٌ أولو الرَّشَدْ» : ينبغي أن يُقال في ضابطه: أن لا يعتمد على نفيٍ ولا استفهامٍ، ولا يتقدَّمَ عليه ما يقرِّبه من الأسماء ويبعدُه من الأفعال؛ ليَخرُجَ: إنَّ قائمًا الزيدان؛ فإن الناظم

(1)

لا يُجيزه، وإن أجازه الأَخْفَشُ

(2)

، والفرَّاءُ

(3)

(4)

.

* [«فائزٌ أولو الرَّشَدْ»]: ينبغي أن يُقيَّد بما ذُكر أمامَه، ليَخرجَ نحوُ: ما مِنْ قائمٍ أبواه في الدار، وقولُه تعالى:{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ}

(5)

، فـ"خالق" مبتدأٌ، و"غيرُ" صفةٌ على الموضع، و"يرزقُكم" الخبرُ، وليس "غيرُ" فاعلًا؛ لأن هذا الموضع لا يليق بالفعل؛ ولأن "يرزقُكم" حينئذٍ يبقى لا موقعَ له

(6)

.

وَالثَّانِ مبتدًا وذا الوصفُ خبر

إِن في سِوى الإفراد طِبقًا استقر

(خ 1)

* فإن لم يتطابقا فقد تقدَّم أن الأول مبتدأ، والثانيَ فاعلٌ سدَّ مسدَّ الخبر، كقوله: أسارٍ هذان؟ وإن تطابقا بالإفراد جاز فيهما الوجهان، وإن تخالفا، وكان الأول غيرَ مفرد، والثاني مفردًا؛ لم يجز الكلامُ على وجهٍ مَّا؛ لأن جَعْلَ الأول مبتدأً

(7)

يُفسِده: تحمُّلُ الضميرِ، وجَعْلَه خبرًا يُفسِده: أن الخبر لا بُدَّ أن يطابق المبتدأَ.

وفي "الكشَّاف"

(8)

في: {أَرَاغِبٌ أَنْتَ}

(9)

أنه

(10)

قدَّم الخبرَ، فهذا يقتضي أنه لا

(1)

شرح التسهيل 2/ 11، 17، 18، وشرح الكافية الشافية 1/ 479.

(2)

ينظر: الحجة 1/ 200.

(3)

ينظر: الأصول 1/ 256.

(4)

الحاشية في: 21.

(5)

فاطر 3.

(6)

الحاشية في: 21.

(7)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(8)

3/ 20.

(9)

مريم 46.

(10)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

ص: 312

يجوز كونُه مبتدأً، وما بعده فاعلًا، وردَّه

(1)

السُّهَيْليُّ

(2)

في "الرَّوْض"

(3)

، وابنُ الحاجِبِ في "أَمَالِيه"

(4)

، قال السُّهَيْليُّ: لأن الفاعل إذا كان ضميرًا

(5)

لا ينفصل.

ويَرِد

(6)

عليه قولُه

(7)

:

(8)

أَنْتُمَا

(9)

فهذا يتعيَّن فيه جعلُ "أنتما" فاعلًا؛ لعدم المطابقة.

وإنما لم يجز في نحو: أقائمان الزيدان؟ و: أقائمون الزيدون؟ أن يكون الوصف مبتدأً؛ لأنه قد رَفع ضميرًا مستترًا، فإن لم يُجعل خبرًا لزم عودُه على متأخر لفظًا ورتبةً، وذلك لا يجوز، نحو: صاحبُها في الدار

(10)

.

(خ 2)

* نحو: أقائمٌ أخواك؟ إذ لا بُدَّ من تطابُق الخبرِ والمخبَرِ عنهما، فأما قوله

(11)

:

(1)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(2)

هو عبدالرحمن بن عبدالله بن أحمد الخثعمي، أبو القاسم، من نحاة الأندلس، أخذ عن ابن الطراوة وابن العربي، له: الروض الأنف، ونتائج الفكر، وغيرهما، توفي سنة 581، وقيل غير ذلك. ينظر: إنباه الرواة 2/ 162، والبلغة 181، وبغية الوعاة 2/ 81.

(3)

الروض الأنف 2/ 268.

(4)

2/ 495.

(5)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(6)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(7)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت. ولم أقف له على نسبة.

(8)

موضع النقط مقدار أربع كلمات أو خمس انقطعت في المخطوطة.

(9)

لعله بعض البيت الذي تقدم قريبًا، وهو بتمامه:

خليليَّ ما وافٍ بعهديَ أنتما

إذا لم تكونا لي على مَنْ أقاطعُ

(10)

الحاشية في: 6/أ.

(11)

لم أقف له على نسبة.

ص: 313

أَقُولُ لَهُ كَالسِّرِّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ:

هَلْ أَنْتَ بِنَا فِي الحَجِّ مُرْتَجِلَانِ؟

(1)

فأَجرى "بنا" مُجرى: ونحن؛ للضرورة، وعبارةُ شرف

(2)

: أنه أَجرى غيرَ المبتدأ مُجرى المبتدأ، فأخبر عنهما، وأنشد أيضًا:

لَعَلِّيَ إِنْ مَالَتْ بِيَ الرِّيحُ مثلة

(3)

عَلَى ان

(4)

أَبِي ذِبَّانَ أَنْ يَتَنَدَّمَا

(5)

(6)

ورفعوا مبتدأً بالابتِدا

كذاكَ رفعُ خبرٍ بالمبتدا

(خ 2)

* ابنُ السِّيد في "إصلاح الخَلَل"

(7)

: أحسنُ ما قيل: إن المعنى الرافعَ له: عنايةُ المتكلم واهتمامُه به، وأن

(8)

جاء به؛ ليُسنِد إليه ما بعده، فهو بمثابة مَلِكٍ نوَّه بإنسانٍ وعُنِي بأمره؛ ليُسنِد إليه أموره ويقلِّدَه إياها، والفاعلُ بمثابة رجلٍ رَفَعَتْه أفعالُه التي فعل.

ع: حقيقتُه: أن الرفع أشرفُ أنواع الإعراب، فيستحقُّه الأشرفُ؛ لشرفه، وشرفُ المبتدأ والفاعل بما ذَكَر، وحينئذٍ فأقول: ارتفع الخبر؛ لأنه عن الذي ثَبَت شرفُه

(9)

.

(1)

بيت من الطويل. الشاهد: الإخبار بالمثنى "مرتجلان" عن المفرد "أنت" ضرورةً؛ لأنه أجرى غير المبتدأ -وهو "بنا"- مجرى المبتدأ، فأخبر عنهما، والتقدير: هل أنت وأنا، أو: هل أنت ونحن مرتجلان؟ ينظر: ضرائر الشعر 282، والتذييل والتكميل 3/ 322، وارتشاف الضرب 5/ 2450.

(2)

ارتشاف الضرب 5/ 2450.

(3)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: مَيْلَةً.

(4)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: ابن.

(5)

بيت من الطويل، لثابت بن كعب العَتَكي، المعروف بثابت قُطْنة، وأبو ذِبَّان كنيةٌ غلبت على عبدالملك بن مروان، والمراد بابنه: هشام. الشاهد: الإخبار بالغائب "يتندم" عن المتكلم "لعلِّي" ضرورةً؛ لأنه أجرى غير اسم "لعل" -وهو ابن أبي ذِبَّان- مجرى اسمها، والتقدير: لعل ابن أبي ذِبَّان أن يتندَّم. ينظر: الديوان 58، ومعاني القرآن للفراء 1/ 150، ومعاني القرآن وإعرابه 1/ 315، والبصريات 1/ 732، والمخصص 4/ 122، وضرائر الشعر 283.

(6)

الحاشية في: 21.

(7)

الحُلل في إصلاح الخلل من كتاب الجُمل 147.

(8)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في الحُلل: أنَّه.

(9)

الحاشية في: 21.

ص: 314

والخبرُ الجزءُ المتِمُّ الفائده

كاللَّهُ برٌّ والأَيادِي شاهده

(خ 1)

* الفائدة: ما يحسُن معها السكوتُ، على ما قال هو

(1)

، فلا يُتصوَّر أن يقال في الخبر: إنه تمَّم الفائدةَ؛ لأنها لم تحصُل قبل مجيئه ناقصةً فتمَّمها؛ لأنها لا تُتصوَّر إلا تامةً، ولئن سُلِّم ما قاله فحَدُّه الذي حدَّ به الخبرَ ينطلقُ على الفاعل، وأحسنُ ما ينطبق: على المفعول؛ لأنه جاء متمِّمًا للفائدة، لا بمعنى أنها ناقصة قبلَه، بل هي تامة، وهو زادَها تمامًا

(2)

.

(خ 2)

* في "باب إسقاط الدليل"

(3)

: قال البغداديُّون

(4)

: رافعُ المبتدأ: ما عادَ عليه من ضمير الخبر، ويُسقِطُه: زيدٌ هل قام؟ ومعلومٌ أن ما بعد الاستفهام لا يَعمل فيما قبله.

وقال

(5)

: لا تكون الصفة غيرَ مفيدة، فلذلك صُرف: مررت برجلٍ أفعُل

(6)

، ويردُّه: قولُهم [لمَنْ قال]

(7)

: رأيت زيدًا: أَلْمَنِي يا فتى؟ و"أَلْمَنِي" صفةٌ غيرُ مفيدة

(8)

.

* إنما يَنسب بعضُ النحاة الفائدةَ للخبر من حيث جاء آخِرًا، وتمَّ به الكلامُ، ولم يُتَشَوَّفْ لِمَا بعدُ، كما يشوف

(9)

لِمَا بعد المبتدأ.

فإن قلت: المبتدأُ لا بُدَّ له أن يكون معروفًا عند السامع، والخبرُ مجهولٌ ضرورةً، فإذا ذكرت المبتدأ، فكأنك لم تذكر شيئًا زائدًا على ما عنده، فإذا ذكرت الخبر فقد

(1)

شرح التسهيل 1/ 269.

(2)

الحاشية في: 6/أ.

(3)

الخصائص 1/ 200.

(4)

ينظر: شرح كتاب سيبويه للسيرافي 2/ 296، والتبيين 225، والتذييل والتكميل 4/ 54.

(5)

القائل في الخصائص هو المازني.

(6)

كذا في المخطوطة مضبوطًا، والصواب ما في الخصائص: أَفْعَلٍ؛ لأن المراد الكناية عما وزنه كذلك، كـ: أَحْمَق. وينظر: أمالي ابن الحاجب 1/ 370، وشرح الكافية للرضي 3/ 148.

(7)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في الخصائص، والسياق يقتضيه.

(8)

الحاشية في: 21.

(9)

كذا في المخطوطة، والصواب: يُتَشَوَّف.

ص: 315

ذكرت ما هو مجهولٌ عنده، وذلك موضع الفائدة ضرورةً.

قلت: هذا -على ظهوره- لا يُوجِب أن يقال: إن الخبر هو الجزء المستفاد وحدَه دون المبتدأ، فنظيرُ علمِك بالمبتدأ علمُك بالخبر، أعني: مدلولَهما، فإن مدلولاهما

(1)

معلومان للسامع قبل الإخبار؛ وإلا لم يصحَّ إفهامٌ، فكلٌّ منهما معلومٌ من جهةٍ، وإنما المجهول النسبةُ والإضافةُ، وهو الحكم بأن هذا هو صاحب هذا، وهذا المجهول لا يستقلُّ بواحدٍ منهما على انفراده، وفي هذا مجال.

وينقطعُ النزاعُ بأن تمثِّل بـ: زيدٌ أخوك؛ فهذان معرفتان؛ إن قدَّرت أن السامع كان يعلم المبتدأَ قدَّرت أنه كان يعلم الخبرَ، وإنما جَهِل أنما

(2)

يعلُمه من مدلول "زيد" هو ما يعلُمه من مدلول "أخوك".

ونصَّ أبو بَكْرٍ في "الأصول"

(3)

على أنه إذا كان الخبر معرفةً؛ أن الفائدة في مجموعهما، وقد كان قدَّم

(4)

أن الخبر هو الذي يستفيده السامعُ في قولك: عبدالله جالسٌ، فإذا قلنا: إن كلامه هو ما قال المصنِّف

(5)

؛ فقد نَقَضَه ما قاله في المعرفتين، ولستُ محتاجًا إلى الاسترفاد بكلام النحاة؛ لأن ما قلتُه يَعْقِلُه كلُّ ذي عقلٍ سليمٍ من كلِّ صنف

(6)

وكلِّ آفةٍ

(7)

.

ومفردًا يأْتي ويأتي جمله

حاويةً معنى الذي سِيْقتْ له

(خ 1)

* ع: «حاويةً» : يعني: الجملةَ التي حُكم عليها بالرفع للخبرية، فلو وُجد ضمير من غيرها لم يُكتَفَ به، ولذلك مَنعوا: حُسْنُ الجاريةِ الجاريةُ أعجبتني

(8)

، على إبدال

(1)

كذا في المخطوطة، والوجه: مدلوليهما.

(2)

كذا في المخطوطة، والوجه الفصل؛ لأن "ما" هنا اسمٌ موصولٌ، لا زائدةٌ كافَّةٌ.

(3)

1/ 65، 66.

(4)

1/ 62.

(5)

أن الخبر هو الجزء المتم الفائدة.

(6)

كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: ضعفٍ.

(7)

الحاشية في: 21.

(8)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة، وبقي منها حرف الألف، ويدل كلامُه الآتي مع ما بقي من الكلمة على أنها "إيَّاه"، لكن في التذييل والتكميل 4/ 36 ومغني اللبيب 649:«حُسْنُ الجاريةِ الجاريةُ أعجبتني هو» ، وقال في مغني اللبيب:«فـ"هو" بدل اشتمالٍ من الضمير المستتر العائد على "الجارية"، وهو في التقدير كأنه من جملة أخرى» .

ص: 316

المضمر من المضمر؛ لأن الجملة الواقعةَ خبرًا قد خَلَتْ من رابطٍ، ولا يُكتفَى بقوله: إياه؛ لأنه من جملةٍ أخرى في الأصح

(1)

.

* قولُه: «حاويةً معناه» يشملُ: الضميرَ، نحو: زيدٌ أبوه قائمٌ، والإشارةَ، نحو:{وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}

(2)

، {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ}

(3)

، أي: إنَّ صَبْرَه.

وبَقِي عليه: تكرارُ المبتدأ، نحو: زيدٌ قام زيدٌ، وقولِه

(4)

:

لَيْتَ الغُرَابَ غَدَاةَ يَنْعَبُ ذايبا

(5)

كَانَ الغُرَابُ مُقَطَّعَ الأَوْدَاجِ

(6)

وقد يُجاب: بأن الذي حوى نفسَ المبتدأ يَصدُق عليه أنه حوى معناه؛ لأنه حوى المعنى وأكثرَ.

وكونُ الجملة نفسَ المبتدأِ، نحو: هِجِّيرى أبي بكرٍ: لا إله إلا اللهُ، وقولِك: هو زيدٌ قام، بتقدير: الأمرُ والشأنُ.

وزاد أبو الحَسَن

(7)

: أن يكون في الجملة اسمٌ بمعنى المبتدأ، نحو: زيدٌ قام أبو

(1)

الحاشية في: 6/أ.

(2)

الأعراف 26.

(3)

الشورى 43.

(4)

هو جرير.

(5)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: دائبًا.

(6)

بيت من الكامل. الأَوْداج: عروق في العنق. ينظر: الديوان بشرح ابن حبيب 1/ 136، ومعاني القرآن للأخفش 1/ 147، وأمالي ابن الشجري 1/ 370، وشرح جمل الزجاجي 1/ 345، والتذييل والتكميل 4/ 32.

(7)

ينظر: شرح جمل الزجاجي 1/ 345، 605، والتذييل والتكميل 10/ 88، 129، وارتشاف الضرب 2/ 999.

ص: 317

عمرٍو، إذا كان أبو عمرٍو كنيةً لزيد، واستَدل

(1)

بقوله تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَأَىهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}

(2)

، أي: فإن الله يضلُّه ويهديه.

وعندنا

(3)

: الخبرُ محذوف؛ لدلالة قولِه: {الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ}

(4)

، فكأنَّ التقدير: أفمن زُيِّن له سوءُ عمله فله عذابٌ شديد؛ أمَّن آمن وعمل صالحًا فله مغفرةٌ؟

واحتَج

(5)

أيضًا بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}

(6)

.

وعندنا

(7)

: أن الخبر: {أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ}

(8)

، وقولُه:"إنَّا لا نضيع" اعتراضٌ.

فإن قلت: فقد جاء في الموصول:

وَأَنْتَ الَّذِي فِي رَحْمَةِ اللهِ أَطْمَعُ

(9)

قلت: هو من الشذوذ بحيث لا يقاس عليه. من "شرح ابنِ عُصْفُورٍ"

(10)

(11)

.

(1)

ينظر: التذييل والتكميل 4/ 33.

(2)

فاطر 8.

(3)

القائل هو ابن عصفور كما سيأتي.

(4)

فاطر 7.

(5)

معاني القرآن 2/ 430، وينظر: كتاب الشعر 1/ 104، والتذييل والتكميل 4/ 34.

(6)

الكهف 30.

(7)

القائل هو ابن عصفور كما سيأتي.

(8)

الكهف 31.

(9)

عجز بيت من الطويل، نسب لمجنون ليلى، ولم أقف عليه في ديوانه، وصدره:

فيا رَبَّ ليلى أنت في كل موطنٍ

...

الشاهد: إغناء الاسم الظاهر -وهو لفظ الجلالة- عن الضمير العائد على الموصول "الذي"، والتقدير: وأنت الذي في رحمته أطمع. ينظر: شرح التسهيل 1/ 168، 212، والتذييل والتكميل 3/ 6، 106، ومغني اللبيب 277، 655، 707، والمقاصد النحوية 1/ 464.

(10)

شرح جمل الزجاجي 1/ 345، 346.

(11)

الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين 6/ب و 7/أ.

ص: 318

(خ 2)

* [«حاويةً معنى»]: ملفوظًا به، أو مقدرًا، نحو:{وَلَمَنْ صَبَرَ} الآيةَ

(1)

، «السَّمْنُ مَنَوانِ» المثالَ

(2)

.

ويجوز في المنصوب إن كان مفعولًا، والمبتدأُ "كُلّ"، نحو:{وَكُلٌّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}

(3)

،

... كُلُّهُ لَمْ أَصْنَعِ

(4)

أو شبيهٌ بها في العموم والافتقارِ لمتمِّمٍ، نحو: امرؤٌ يدعو إلى الخير أُجِيبُ، وكذا المُشْبِهُ في الافتقار دون عمومٍ، نحو:

فَثَوْبٌ لَبِسْتُ وَثَوْبٌ أَجُرّْ

(5)

فَيَوْمٌ عَلَيْنَا

...

(1)

الشورى 43، وتمامها:{وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} .

(2)

بعض قول للعرب رواه المبرد في المقتضب 4/ 129، وابن السراج في الأصول 1/ 69، 2/ 302، وتمامه:«السمنُ مَنَوَانِ بدرهمٍ» ، أي: منوان منه، فحذف رابط الخبر بالمبتدأ، والمَنَوان: تثنية مَنًا، وجمعه: أَمْناءٌ، وهو ما يوزن به. ينظر: الصحاح (م ن ا) 6/ 2497.

(3)

الحديد 10، وهي قراءة ابن عامر. ينظر: السبعة 625، والنشر 2/ 384.

(4)

بعض بيت من مشطور الرجز، لأبي النجم العِجْلي، وهو بتمامه:

عَلَيَّ ذنبًا كُلُّهُ لَمْ أَصْنَع

ينظر: الديوان 256، والكتاب 1/ 85، والخصائص 3/ 63، 306، وشرح الكافية الشافية 1/ 343، ومغني اللبيب 265،، وخزانة الأدب 1/ 359.

(5)

عجز بيت من المتقارب، لامرئ القيس، وصدره:

فلما دنوتُ تَسَدَّيتُها

...

روي: «فثوبًا» ، «وثوبًا» ، ولا شاهد فيهما. ينظر: الديوان 159، والكتاب 1/ 86، وإعراب القرآن للنحاس 4/ 235، وأمالي ابن الشجري 1/ 140، 2/ 72، وشرح الكافية الشافية 1/ 346، والتذييل والتكميل 3/ 332، ومغني اللبيب 614، 829، والمقاصد النحوية 1/ 519، وخزانة الأدب 1/ 373.

ص: 319

البيتَ

(1)

.

ع: فهذه ثلاثة أقسام، فإن خلا من ذلك؛ فأجاز ص

(2)

رفعَ ذلك في الاختيار، ويشهد لهم:{أَفَحُكْمُ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}

(3)

(4)

.

* ع: ليس مثلَ قولِه

(5)

:

فَأَمَّا الصَّبْرُ عَنْهَا فَلَا صَبْرَا

(6)

قولُه

(7)

:

(1)

بعض بيت من المتقارب، للنَّمِر بن تَوْلَب، وهو بتمامه:

فيومٌ علينا ويومٌ لنا

ويومٌ نُسَاءُ ويومٌ نُسَرّْ

ينظر: الديوان 65، والكتاب 1/ 86، وأمالي ابن الحاجب 2/ 749، وشرح التسهيل 1/ 293، 312، وشرح الكافية الشافية 1/ 346، والتذييل والتكميل 3/ 327، 4/ 38، وتخليص الشواهد 193، والمقاصد النحوية 1/ 543.

(2)

ينظر: شرح التسهيل 1/ 312، وشرح الكافية الشافية 1/ 347، والتذييل والتكميل 4/ 40.

(3)

المائدة 50، وهي قراءة يحيى بن وثَّاب وإبراهيم السلمي والحسن بن عمران. ينظر: المحتسب 1/ 210، ومختصر ابن خالويه 39، وشواذ القراءات للكرماني 155.

(4)

الحاشية في: 22.

(5)

هو ابن مَيَّادة.

(6)

بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:

ألا ليت شعري هل إلى أُمِّ جَحْدَرٍ

سبيلٌ فأما الصبرُ عنها فلا صَبْرَا

الشاهد: إغناء عموم الخبر في "فلا صبرا" عن الرابط له بالمبتدأ "الصبر". ينظر: الديوان 134، والكتاب 1/ 386، وأمالي ابن الشجري 2/ 5، 3/ 133، وشرح التسهيل 2/ 330، والتذييل والتكميل 4/ 32، 9/ 53، 10/ 128، ومغني اللبيب 650، والمقاصد النحوية 1/ 493.

(7)

هو عبدالرحمن بن حسان.

ص: 320

أَلَا يَا لَيْلَ وَيْحَكِ خَبِّرِينَا

فَأَمَّا الجُودُ مِنْكِ فَلَيْسَ جُودُ

(1)

؛

لأن المعنى: فليس عندكِ -أو لكِ- جودٌ، فليُنظر في هذا الرابطُ

(2)

.

* أجاز فا

(3)

في: {شَهْرُ رَمَضَانَ} الآيةَ

(4)

:

1: مبتدأٌ محذوفُ الخبرِ، أي: فيما كُتِب عليكم شهرُ رمضان، أي: صومُه، كقول س

(5)

[في]

(6)

: {وَالسَّارِقُ} الآيةَ

(7)

، ودلَّ عليه: أنَّ قبلَه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}

(8)

.

2: الخبرُ "فمن شهد"، فـ"الذي أنزل" صفةٌ، ودخلت الفاءُ كما في:{إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ} الآيةَ

(9)

؛ لأن المعرفة هنا ليست معيَّنةً، بل شائعةٌ في جميع هذا القبيل، كالموت الذي لا يُراد به موتٌ بعينه.

3: الخبرُ "الذي".

وكأنَّ الوجه الثانيَ أشبهُ؛ لأنه حضٌّ على الأمر بصيام الشهر، فأما إعادةُ ذكر الشهر فمِثلُ:{الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ}

(10)

.

(1)

بيت من الوافر. الشاهد: حذف رابط الخبر "فليس جود" بالمبتدأ "الجود"، ولعله ما في الخبر من العموم؛ لأن "ليس" تحمل على "لا" النافية للجنس، فيكتفى باسمها، ويحذف خبرها. ينظر: الديوان 21، والكتاب 1/ 386، وشرح التسهيل 1/ 359، والتذييل والتكميل 4/ 204، وارتشاف الضرب 3/ 1183.

(2)

الحاشية في: 21. وقد كتبها الناسخ بإزاء البيت المتقدم، والأقرب وضعها هنا.

(3)

الحجة 1/ 47 - 49.

(4)

البقرة 185، وتمامها:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} .

(5)

الكتاب 1/ 142، 143.

(6)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.

(7)

المائدة 38، وتمامها:{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} .

(8)

البقرة 183.

(9)

الجمعة 8، وتمامها:{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} .

(10)

الحاقة 1، 2.

ص: 321

ع: عندي أنه لا يجوز؛ لأن صلة الموصول ماضيةٌ

(1)

.

وإن تكن إيَّاهُ مَعْنًى اكتَفى

بها كنطقِي اللهُ حَسْبِي وكفى

(خ 1)

* وقد وُجد من ذلك ثلاثةُ أمثلة في

(2)

، وهي:{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

(3)

؛ إلا أن الثاني محتمِل لأَنْ يقدَّر: تحيَّتُهم هذا اللفظُ، لا: سلامٌ عليكم، والأصلُ عدمُ الحذف

(4)

.

* [«كـ: نُطْقِي»]: هذا مصدر بمعنى المفعول، وإلا لم يصحَّ؛ لأن نفس النطق ليس هو هذا اللفظَ، بل النطقُ فِعْلُ الشخص، ومتعلَّقُه اللفظُ

(5)

(6)

.

* أجاز ابنُ

(7)

عَطِيَّةَ

(8)

في: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ}

(9)

أن تكون "أعمالهم كرماد" جملةً هي خبرٌ لـ"مَثَل"، واختارَه، وممَّنْ أجازه: الحَوْفِيُّ

(10)

، ويردُّه: خلوُّ الجملة من رابطٍ.

(1)

الحاشية في: 22.

(2)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(3)

يونس 10.

(4)

الحاشية في: 6/أ.

(5)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(6)

الحاشية في: 6/أ.

(7)

هو عبدالحق بن غالب الغرناطي، أبو محمد، أحد أئمة التفسير واللغة والأدب، ولي قضاء المرية، أخذ عن أبي علي الغساني، وأخذ عنه: ابن مضاء، له: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، وغيره، توفي سنة 542، وقيل غير ذلك. ينظر: تاريخ الإسلام 11/ 787، وطبقات المفسرين للسيوطي 60.

(8)

المحرر الوجيز 3/ 331.

(9)

إبراهيم 18.

(10)

ينظر: البحر المحيط 6/ 422، 423. والحَوْفي هو علي بن إبراهيم بن سعيد المصري، أبو الحسن، من حَوْف بلبيس بمصر، أحد أئمة النحو والتفسير، أخذ عن الأدفوي المفسر، وأخذ عنه: إسماعيل بن خلف المقرئ، له: الموضح في النحو، والبرهان في علوم القرآن، توفي سنة 430. ينظر: معجم الأدباء 2/ 662، 4/ 1643، وطبقات المفسرين للسيوطي 83.

ص: 322

كذا رُدَّ عليهما، وفيه نظرٌ

(1)

.

(خ 2)

* [«نُطْقِي: اللهُ حَسْبِي»]: ومثلُه: ما جاء في الدعاء المأثور: «أَحَقُّ ما قال العبدُ -وكلُّنا لك عبدٌ-: لا مانعَ» إلى آخره

(2)

، فـ"أحقُّ" مبتدأٌ، و"لا مانعَ" خبرُه، وما بينهما اعتراضٌ

(3)

.

والمفردُ الجامدُ فارِغ وإِن

يشتق فهو ذو ضمير مستكن

(خ 1)

* [«مُسْتَكِنّْ»]: لا يلزم أن يكون مستكنًّا، بدليل قولِهم: زيدٌ ما قائمٌ إلا هو، واستُثني من ذلك مسألةُ جريانِ الصفة على غير مَنْ هي له

(4)

.

(خ 2)

* قولُه: «وإنْ يُشْتَق» : وكذا أَنْ يُؤَوَّلَ بالمشتق، كقول الطَّائيِّ

(5)

الكبيرِ -وقد أَحْسَنَ ما شاء-:

فَلَا تَحْسَبَا هِنْدًا لَهَا الغَدْرُ وَحْدَهَا

سَجِيَّةُ نَفْسٍ كُلُّ غَانِيَةٍ هِنْدُ

(6)

أي: كلُّ غانيةٍ غادرةٌ، وقال

(7)

:

(1)

الحاشية في: 6/أ.

(2)

بعض حديث نبوي أخرجه مسلم 477 من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وتمامه:«ربنا لك الحمد، ملء السماوات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبدُ -وكلُّنا لك عبدٌ-: اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» .

(3)

الحاشية في: 22.

(4)

الحاشية في: 6/ب.

(5)

هو أبو تمام.

(6)

بيت من الطويل. ينظر: الديوان بشرح التبريزي 2/ 81، والخصائص 3/ 274، وإيضاح شواهد الإيضاح 1/ 362.

(7)

موضع النقط كلمة لم أتبيَّنها في المخطوطة، ورسمها: العرلى.

ص: 323

إِنَّ الذباب

(1)

قَدِ اخْضَرَّتْ بَرَاثِنُهَا

وَالنَّاسُ كُلُّهُمُ بَكْرٌ إِذَا شَبِعُوا

(2)

أي: كلُّهم متعادُون؛ لأن بَكْرًا هكذا فِعْلُهم، وقال

(3)

:

مَا أُمُّكَ اجْتَاحَتِ المَنَايَا

كُلُّ فُؤَادٍ عَلَيْكَ أُمُّ

(4)

أي: حزينٌ أو كئيبٌ، ومن هنا قالوا: نظرت إلى رجلٍ خزٍّ قميصُه، أي: ناعم، و: مررت بقاعٍ عرفجٍ كلِّه، أي: خشنٌ وجافٌّ، فرَفع الخزُّ القميصَ، والعرفجُ الضميرَ، بدليل التأكيد، وقال

(5)

:

أَنَا أَبُو بَرْزَةَ إِذْ جَدَّ الوَهَلْ

(6)

أي: أنا النافع والمُجْدِي، و:

أَنَا أَبُو المِنْهَالِ بَعْضَ الأَحْيَانْ

(7)

وفي "الخصائص"

(8)

: تباحَثْنا في:

(1)

كذا في المخطوطة، وصوابه ما في مصادر البيت: الذئاب؛ فليس للذباب براثن.

(2)

بيت من البسيط، لبعض بني تميم، خاطب به قومه مُلْغِزًا لَمَّا كان في الأسر. البراثن: المخالب. ينظر: معاني الشعر للأشنانداني 61، والملاحن 67، وأمالي القالي 1/ 7، والخصائص 3/ 275، وإيضاح شواهد الإيضاح 1/ 362.

(3)

هو ديك الجن الحمصي (ت 236).

(4)

بيت من مخلع البسيط. ينظر: الديوان 224، والخصائص 3/ 275، وديوان المعاني 2/ 181، وإيضاح شواهد الإيضاح 1/ 362، والتذييل والتكميل 8/ 47، وارتشاف الضرب 3/ 1441، وتخليص الشواهد 166، والمقاصد النحوية 1/ 419، وخزانة الأدب 5/ 267.

(5)

هو الأعرج المَعْنيُّ، وقيل: عمرو بن يَثْرِبي.

(6)

بيت من مشطور الرجز. الوهل: الفزع. ينظر: الخصائص 3/ 275، وشرح الحماسة للمرزوقي 1/ 290، وإيضاح شواهد الإيضاح 1/ 361.

(7)

بيت من مشطور السريع الموقوف، لبعض بني أسد، وقيل: لأبي المنهال. ينظر: تهذيب اللغة 12/ 47، وكتاب الشعر 1/ 250، والتمام 163، والخصائص 3/ 273، وإيضاح شواهد الإيضاح 1/ 360، وشرح جمل الزجاجي 1/ 333، ولسان العرب 13/ 42 (أ ي ن)، ومغني اللبيب 568، وشرح أبياته 6/ 318.

(8)

3/ 273.

ص: 324

أَنَا أَبُو المِنْهَالِ

...

البيتَ، وتلخَّص لنا فيه وجهان:

أحدهما: أن يكون التقدير: أنا مثلُه، فعَمِل في الظرف معنى التشبيه، أي: أنا أُشبِهُ أبا المنهال في بعض الأحيان.

والثاني: أن يكون أبو المنهال قد اشتَهر بالغَنَاءِ والنجدةِ، فصار ذكرُه بمثابة أن يُذكر: أنا المُغْنِي أو النَّجْدُ

(1)

(2)

.

وأبرزنه مطلقا حيث تلا

ما ليس معناه له مُحَصَّلا

(خ 1)

* مرادُه بذلك: نحو: غلامُ هندٍ ضارِبَتُه، والعبارةُ لا تساعد عليه؛ لأنه إنما يلي

(3)

، ومعناه له قطعًا، وعبارةُ النحاة جيدةٌ: إذا جَرَتِ الصفةُ خبرًا على مَنْ ليست له.

ثم عليه اعتراضٌ ثانٍ، وهو أنه يُوهِمُ أن ذلك خاصٌّ بالوصف، وليس كذلك، بل: زيدٌ عمرٌو ضَرَبَه؛ كذلك

(4)

.

* أجاز الزَّجَّاجُ

(5)

، والتَّبْرِيزيُّ

(6)

في سورة النساء في قوله تعالى: {يُدْخِلْهُ نَارًا

(1)

هو الشجاع الماضي فيما يُعجِز غيرَه، وفي جيمه الضم والكسر أيضًا. ينظر: القاموس المحيط 1/ 464 (ن ج د).

(2)

الحاشية في: 22، ونقل منها ياسين في حاشية الألفية 1/ 79 بيت الطائي الكبير وتوجيهَه، ولم يعزه لابن هشام.

(3)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

(4)

الحاشية في: 6/ب.

(5)

معاني القرآن وإعرابه 2/ 27.

(6)

لم أقف عليه في تفسيره المسمى: الملخص في إعراب القرآن، وليس فيه تفسير سورة النساء، وينظر: البحر المحيط 3/ 551. والتبريزي هو يحيى بن علي بن محمد الشيباني، أبو زكريا، عرف أبوه بالخطيب، من كبار علماء النحو واللغة والأدب، أخذ عن أبي العلاء المعري وابن الدهان، وأخذ عنه: الجواليقي، له: شرح القصائد العشر، وتهذيب إصلاح المنطق، وشرح الحماسة، وغيرها، توفي سنة 502. ينظر: نزهة الألباء 270، ومعجم الأدباء 6/ 2823، وإنباه الرواة 4/ 28، والبلغة 315، وبغية الوعاة 2/ 338.

ص: 325

خَالِدًا فِيهَا}

(1)

، و: {يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ [تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ]

(2)

خَالِدِينَ فِيهَا}

(3)

أن يكون "خالدًا" و"خالدًا"

(4)

حالَيْنِ من "الجنات" و"النار"، ولم يَبرُزِ الضميرُ؛ أَخْذًا بقول كـ

(5)

، ومَنَعَ ذلك الزَّمَخْشَرِيُّ

(6)

؛ أَخْذًا بقول ص

(7)

(8)

.

(خ 2)

*ع: إبرازُ الضمير في نحو: زيدٌ هندٌ ضاربه

(9)

هو؛ بمنزلة دخول الفصل في نحو: {كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}

(10)

، وإن لم يمكن توهُّمُ الوصفية هنا، حَمَلوا ما لا إلباسَ فيه على ما فيه إلباسٌ، كما حَمَلوا المضمرَ على الظاهر

(11)

.

وأخبروا بظرْفٍ او بحرفِ جر

ناوين مَعْنَى كائنٍ أوِ استقر

(خ 1)

* قولُه

(12)

ولا بُدَّ من خبرٍ

(13)

محذوفٍ في الأصح، و

(14)

مفرد في الأصح، وحُذِف وحدَه

(15)

، وأُبقي الضميرُ معمولًا للظرف في الأصح، ولم يُحذَف

(1)

النساء 14.

(2)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في الآية الكريمة في موضعيها.

(3)

النساء 13، والطلاق 11.

(4)

كذا في المخطوطة بالإفراد في الموضعين، وهو في إحدى الآيتين مفرد، وفي الأخرى مجموع.

(5)

ينظر: الإنصاف 1/ 50، والتبيين 259، وائتلاف النصرة 32.

(6)

الكشاف 1/ 487.

(7)

ينظر: الإنصاف 1/ 50، والتبيين 259، وائتلاف النصرة 32.

(8)

الحاشية في: وجه الورقة الملحقة بين 6/ب و 7/أ.

(9)

كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: ضاربها.

(10)

المائدة 117.

(11)

الحاشية في: 22.

(12)

موضع النقط مقدار كلمتين أو ثلاث انقطعت في المخطوطة، ولعلها عبارة الألفية:«وأخبروا بظرف او بحرف جر» .

(13)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(14)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(15)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

ص: 326

الشيئان معًا، وفاقًا لأبي بَكْرٍ، وابنِ جِنِّي، و

(1)

وغيرِهم

(2)

.

احتجوا بأمرين:

أحدهما: انتفاءُ جوازِ: قائمًا زيدٌ في الدار، فلو

(3)

كان العاملُ الفعلَ

(4)

لجاز.

والثاني: قولُه

(5)

:

فَإِنَّ فُؤَادِي عِنْدَكِ الدَّهْرَ أَجْمَعُ

(6)

فلولا أن في الظرف ضميرًا مرفوعًا ما رُفِع "أَجْمَعُ" تأكيدًا له. /

وعن

(7)

أن الظرف خالٍ، وأن الضمير حُذف مع

(8)

عامله، وأن هذا لم

(9)

يُنَبْ في العمل، بل هو باقٍ على ما كان عليه

(10)

.

(خ 2)

* قولُهم في الخبر الذي [يكون]

(11)

ظرفًا أو مجرورًا: شرطُه: أن يكون تامًّا؛ جُوِّز فيه أوجه:

(1)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(2)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت. ينظر: شرح الكافية للرضي 1/ 245، 246، والمحصول في شرح الفصول 453، والتذييل والتكميل 4/ 55، 56.

(3)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(4)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(5)

هو جميل بُثَينة.

(6)

عجز بيت من الطويل، وصدره:

فإنْ يكُ جُثماني بأرضِ سواكمُ

...

ينظر: الديوان 119، وأمالي القالي 1/ 217، وأمالي ابن الشجري 1/ 5، 2/ 78، والتذييل والتكميل 4/ 55، ومغني اللبيب 579، والمقاصد النحوية 1/ 495، وخزانة الأدب 1/ 395.

(7)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

(8)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(9)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(10)

الحاشية في: 6/ب مع 7/أ.

(11)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضي نحوه.

ص: 327

أحدها: أن يكون احترازًا من نحو: زيدٌ فيك راغبًا.

والثاني: أن يكون احترازًا عن الظروف المقطوعةِ عن الإضافة، كـ"قبلُ" و"بعدُ".

والثالث: أن يكون احترازًا عن ظروف الزمان بالنسبة إلى الجثة.

وينبغي أن يُحمل على الثلاثة؛ ألا ترى أن صاحب "المقرَّب"

(1)

ذَكَر هذا الشرطَ، ولم يذكر أنه لا يُحترز

(2)

بالزمان عن الجثة، ولم يكن لِيَدَعَ هذه المسألةَ المشتهرةَ؟

(3)

* فرعٌ يناسب هذا المقامَ: السِّيرافيُّ

(4)

: اعلمْ أن "قبلًا" و"بعدًا" يكونان خبرين للجثة وغيرِها إذا كانا مضافين، فإن حُذف ما أضيفا إليه لم يجز ذلك، كذا قال س

(5)

، ولا أعلم له مخالفًا، ولم أَرَ من علَّل ذلك من أصحابنا، فأما قول بعضهم: إن الفائدة في التوقيت بما أُضيفت إليه، فإذا حُذف زالت الفائدةُ؛ فيلزمُه أن يكونا لا فائدةَ لهما في غير الخبر، وإنما العلةُ أن الكلام حينئذٍ فيه إجحاف كبير بالظرف، بحذف عاملِه ومعمولِه، وما قبلَه وما بعدَه.

ع: زال الإشكالُ، «فلا كِسْرى بعدَه»

(6)

(7)

.

ولا يكونُ اسمُ زمانٍ خبرَا

عن جُثَّة وإن يُفِدْ فأَخْبِرَا

(خ 1)

* [«خَبَرا»]: ع: نَعَمْ، ولا حالًا، ولا صفةً عنها، لا تقول: مررت برجلٍ اليومَ، ولا: بزيدٍ اليومَ؛ لأن ذلك لا يفيد تقييدَ الذات، كما لا يفيد خبرًا عنها، وكأنَّ النحاة استغنوا بالتنبيه على الخبر عن الحال والصفة.

(1)

123، 124.

(2)

كذا في المخطوطة، وصوابه: لا يُخبَر.

(3)

الحاشية في: 22.

(4)

شرح كتاب سيبويه 12/ 124.

(5)

الكتاب 1/ 418.

(6)

بعض حديث نبوي رواه البخاري 3120، 3618، 6630، ومسلم 2918 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وتمامه:«إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده» ، الشاهد: وقوع الظرف المضاف "بعد" خبرًا عن الجثة "كسرى".

(7)

الحاشية في: 22.

ص: 328

وقد أخطأ مَنْ قال في: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ}

(1)

: إن الذي سوَّغ الابتداءَ الوصفُ

(2)

.

* [«عن جُثَّةٍ»]: لو قالوا: لا يُخبر به عن الذوات؛ لكان أولى؛ ليَدخُل أسماؤه تعالى، فإن ذلك

(3)

ممتنعٌ فيها أيضًا؛ فهذا كما قالوا: "مَنْ" لمن يعلم، واحتَرزوا عن عبارةِ مَنْ قال: لمن يعقل

(4)

.

(خ 2)

* قال الأَخْطَلُ

(5)

:

كَانَتْ مَنَازِلَ أُلَّافٍ عَهِدتُّهُمُ

إِذْ نَحْنُ إِذْ ذَاكَ دُوْنَ النَّاسِ إِخْوَانَا

(6)

في "الإيضاح الشِّعْريِّ"

(7)

: لا تكون "إذْ" خبرًا عن "نحن"، كما لا يجوز: زيدٌ أمس، بل "إذْ" الأولُ ظرفٌ لـ"عَهِدتُّهم"، أي: عَهِدتُّهم إخوانًا دونَ الناس، و"دونَ" ظرفُ مكان متعلقٌ بـ"عَهِدتُّهم" أيضًا، وخبرُ "نحن" محذوف، أي: عَهِدتُّهم إخوانًا إذْ نحن متآلفون إذْ ذاك، أي: إذْ ذاك كائنٌ، ويحتمل أن يكون "الناس" متعلقًا بالخبر المضمر، ويحتمل أن يكون: إخوانًا دونَ الناس، فإذا قَدَّم الصفة صار نصبًا على الحال

(8)

.

ولا يجوزُ الابتِدا بالنكِرَه

ما لم تـ (ـيـ) ـفد كعند زيد نمره

(خ 1)

* ع: ينبغي أن يُقرأ: «يُفِد» بالياء من تحت، أي: الإخبارُ بها، ونسبةُ الإفادة

(1)

القيامة 22، وعبس 38، والغاشية 2، 8.

(2)

الحاشية في: 6/ب.

(3)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(4)

الحاشية في: 6/ب.

(5)

هو غياث بن غوث بن الصلت التغلبي النصراني، أبو مالك، من شعراء الطبقة الأولى الإسلاميين، وبينه وبين جرير والفرزدق مهاجاة. ينظر: طبقات فحول الشعراء 2/ 298، والأغاني 8/ 417، والمؤتلف والمختلف للآمدي 24.

(6)

بيت من البسيط. ينظر: الديوان برواية السكري 584، وكتاب الشعر 1/ 284، وأمالي ابن الشجري 1/ 308، ومغني اللبيب 117.

(7)

كتاب الشعر 1/ 284.

(8)

الحاشية في: 23.

ص: 329

إلى النكرة غيرُ قوية

(1)

.

(خ 2)

* [«ما لَمْ تُفِدْ»]: هذا هو المرجعُ، وما ذُكر بعدُ تمثيلٌ لصورٍ حصلت فيها الإفائدة

(2)

.

وقد تعقَّب ابنُ

(3)

الحاجِّ

(4)

قولَ "المقرَّب"

(5)

: ولا يكون المبتدأُ نكرةً إلا بشروطٍ، وهو أن تكون موصوفةً إلى آخره؛ فقال: السببُ الذي مَنَعَ الابتداءَ بالنكرة عند النحاة كلِّهم إنما هو عدم الفائدة في الإخبار بها، والمسوِّغ فيما حصلت فيه هذه الشروط إنما هو الفائدة، فالاشتغال بِعَدِّ هذه الشروط -يعني: بدون الإشارة إلى المعنى المسوِّغ- بُعدٌ عن فَهْم الغرض المراد.

ويبيِّن لك ذلك: أن الصفة قد توجدُ، ولا تسوِّغ الابتداءَ بالنكرة، قال س

(6)

في نحو: كان رجلٌ في قومٍ عاقلًا: لا يَحْسُن؛ أنَّه لا يُستنكر أن يكون في الدنيا عاقلٌ، ونصَّ على مثل هذا أبو العَبَّاس في "المقتَضَب"

(7)

في بابَيْ الابتداء و"كان"، وأبو الحَسَن في "الأوسط"

(8)

في باب "كان"

(9)

.

(1)

الحاشية في: 6/ب.

(2)

كذا في المخطوطة، والصواب: الإفادة.

(3)

هو أحمد بن محمد بن أحمد الإشبيلي، أبو العباس، أخذ عن الشلوبين، له: إملاء على كتاب سيبويه، وإيرادات على المقرب، وغيرهما، توفي سنة 647، وقيل غير ذلك. ينظر: البلغة 83، وبغية الوعاة 1/ 359.

(4)

لم أقف على كلامه، ولعله في كتابه الذي تعقب فيه "المقرَّب" لابن عصفور، ولم أقف على ما يفيد بوجوده، وسيورد منه ابن هشام في الحواشي الآتية في هذا الباب عدَّةَ نصوص.

(5)

123.

(6)

الكتاب 1/ 54.

(7)

4/ 127، 88.

(8)

لم أقف على ما يفيد بوجوده.

(9)

الحاشية في: 23، ونقل ياسين في حاشية الألفية 1/ 85 منها قوله:«هو المرجع، وما ذكر بعد تمثيل لصور حصلت فيها الإفادة» ، ولم يعزه لابن هشام.

ص: 330

* قولُه: «كـ: عِنْدَ زيدٍ نَمِره» : قال ابنُ الحاجِّ

(1)

: وكذا تقديمُ معمول الخبر في نحو

(2)

دراهمك ألفٌ بِيضٌ، على أن "بِيضٌ" الخبرُ، فنصَّ س

(3)

على الجواز في "إِنَّ"، نحو: إنَّ في دراهمك ألفًا بِيضٌ.

ع: مثالُ المسألة: في الدار رجلٌ قائمٌ، وعندي في المسألة نظرٌ؛ لأن "قائم" موهمٌ الصفةَ، ففيه المانعُ الذي في قولك: رجلٌ في الدار، والمثالُ الذي مثَّل به فيه نظرٌ؛ إذ لا يَظهر معنًى لقول القائل: ألفٌ بِيضٌ، وإنما الظاهر أن "بِيضٌ" صفةٌ، وأن "في دراهمك" الخبرُ، ثم لا معنى لقوله: إن "بِيضٌ" عاملٌ في الجار والمجرور.

ابنُ الحاجِّ

(4)

: نصَّ الزَّجَّاجُ

(5)

والفرَّاءُ

(6)

في: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا}

(7)

على قبحِ: رجلٌ قام، وحُسْنِ: قام رجلٌ، والفرق بينهما عندي: التباسُ الخبر بالصفة في الأول دون الثاني

(8)

.

وهل فتى فيكم فما خل لنا

ورجل من الكرام عندنا

(خ 1)

* [«و: رجلٌ من الكرامِ»]: ع: ضابطُه: أن تكون موصوفةً، وسواء كان الوصف مذكورًا، كما مثَّل، أو محذوفًا، مثل:«السَّمْنُ مَنَوانِ بدرهمٍ»

(9)

، ومن الصفة

(1)

لم أقف على كلامه.

(2)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين:«نحو: في» ، وسيأتي من كلام ابن هشام ما يُفهِم ذلك.

(3)

الكتاب 2/ 143.

(4)

لم أقف على كلامه.

(5)

معاني القرآن وإعرابه 4/ 27.

(6)

معاني القرآن 2/ 243.

(7)

النور 1.

(8)

الحاشية في: 23، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 86 إلى قوله:«في الجار والمجرور» .

(9)

قول للعرب، تقدم قريبًا.

ص: 331

المقدَّرة: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ}

(1)

، أي: وطائفةٌ من غيركم

(2)

(3)

.

(خ 2)

* [«و: رجلٌ من الكرامِ»]: لا بُدَّ من تقييد الصفة بالفائدة؛ ليَخرج: كان رجلٌ في قومٍ عاقلًا، ودَخَل في كلامه مثلُ: مؤمنٌ خير من مشركٍ

(4)

، وهو المعبَّر عنه بخَلَف الموصوف؛ فإن المبتدأ حقيقةً المقدَّرُ، ومثلُ: أفضلُ من زيدٍ عندنا، وهو الذي عبَّر عنه في "المقرَّب"

(5)

بكونه [مقاربًا]

(6)

لمعرفةٍ، ولا يقبلُ "أَلْ"، وقد يقال: اختصاصُه بـ"مِنْ" ومخفوظها

(7)

، فهو داخل في:«رغبةٌ في الخير خيرٌ» ، ويُعلم حينئذٍ أن صورة تلك المسألةِ لا تختصُّ بالمصدر، والحاصلُ: أنها ليست قسمًا برأسه، وأن عدم قبول "أَلْ" لا مدخلَ له في التسويغ.

ومن الباب: «السَّمْنُ مَنَوانِ بدرهمٍ»

(8)

؛ لأن الصفة مقدرة.

ومنه -عند ابنِ الحاجِّ

(9)

-: الناسُ رجلان: رجلٌ الزمته

(10)

، ورجلٌ أهنته، أي: رجلٌ منهم، ورجلٌ منهم، وردَّ على ابن عُصفورٍ

(11)

جَعْلَه المسوِّغَ التفضيل

(12)

، وقال: يمكن أن يكون المسوِّغُ غيرَه، قال: ومن هذا: قولُه سبحانه: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي

(1)

آل عمران 154.

(2)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(3)

الحاشية في: 6/ب.

(4)

ليس مراده آية البقرة 221: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ} ؛ لأن الصفة فيها ليست خلفًا للموصوف، فهو موجود.

(5)

123.

(6)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في المقرَّب، والسياق يقتضيه.

(7)

كذا في المخطوطة، والصواب: ومخفوضها.

(8)

قول للعرب، تقدم قريبًا.

(9)

لم أقف على كلامه.

(10)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في المقرَّب: أكرمته؛ ولأنه قسيم "أهنته" المذكور بعدُ.

(11)

المقرَّب 123.

(12)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في المقرَّب: التفصيل.

ص: 332

السَّعِيرِ}

(1)

(2)

.

ورغبةٌ في الخير خيرٌ وعَمَل

بِرٍّ يزينُ وليُقَسْ ما لم يُقَلْ

(خ 1)

* قولُه: «ورغبةٌ» : وليس منه:

حَسَنٌ فِي كُلِّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدّْ

(3)

خلافًا لمَنْ

(4)

غَلِط

(5)

.

* [«ورغبةٌ»]: في الحديث: «أمرٌ بمعروفٍ صدقةٌ، ونهيٌ عن منكرٍ صدقةٌ»

(6)

(7)

.

* [«ورغبةٌ»]: ع: ضابطُه: أن تكون عاملةً، كذا قال في "التسهيل"

(8)

، ومثَّله

(9)

بقولهم: «أمرٌ بمعروفٍ صدقةٌ»

(10)

.

فإن قيل: يلزمه إجازةُ: قائمٌ زيدٌ، وهو لا يجوز إلا بقلَّةٍ، وظاهرُ إطلاقِه هنا

(1)

الشورى 7.

(2)

الحاشية في: 23.

(3)

عجز بيت من الرمل، لعمر بن أبي ربيعة، وصدره:

فتضاحَكْنَ وقد قُلْنَ لها:

...

الشاهد: مجيء "حسنٌ" نكرةً ليس مسوِّغُ الابتداء بها كونَها عاملةً في "في كل عين"، بل كونها رافعةً لمكتفًى به -وهو "مَنْ"- على رأي مَنْ لا يشترط الاعتماد. ينظر: الديوان 321، والحيوان 3/ 236، والكامل 3/ 1187، والأغاني 1/ 163، 5/ 135، وديوان المعاني 1/ 228، والعمدة 2/ 120.

(4)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(5)

الحاشية في: 6/ب.

(6)

بعض حديث نبوي أخرجه ابن حبان في صحيحه 838 بهذا اللفظ، من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وهو عند مسلم 720، 1006 بلفظ مقارب.

(7)

الحاشية في: 6/ب.

(8)

46.

(9)

شرح التسهيل 1/ 291.

(10)

بعض الحديث النبوي المتقدم قريبًا.

ص: 333

خلافُ ذلك.

قلت: قد أجازه أبو الحَسَن

(1)

بغير قلَّةٍ، فله أن يدَّعيَ جوازَه بغير قلَّةٍ، كمذهب أبي الحَسَن، وله أن يقول: هذه جائزةٌ من حيثُ الابتداءُ بالنكرة، ممتنعةٌ من حيث الاكتفاءُ بمرفوعها عن الخبر؛ فإن العرب لم تفعل ذلك إلا حيث اعتَمد الوصفُ، ولا يلزم من امتناع المسألة لأمرٍ آخرَ امتناعُها لغيره.

وبعضُهم يقول: أن تكون عاملةً في ظرفٍ أو مجرورٍ، فيَخرُج هذا.

وقال ابنُ عُصفورٍ

(2)

: زاد الأخفشُ

(3)

في شروط الابتداء بالنكرة: أن تكون في معنى الفعل، نحو: قائمٌ زيدٌ

(4)

.

* [«وعَمَل بِرٍّ»]: ضابطُه: أن يضاف إلى نكرةٍ، وإنما قلت: إلى نكرةٍ؛ لأنها لو أضيفت إلى معرفةٍ لم يكن فيها إشكالٌ؛ لأنها تكون معرفةً، وحينئذٍ تَخرجُ من باب ما ابتُدئ فيه بالنكرة لمسوِّغٍ

(5)

.

* قال ابنُ عُصفورٍ

(6)

: وزاد كـ

(7)

في المسوِّغات: أن تكون خَلَفًا من موصوفٍ، أي: صفةٌ حُذف موصوفُها، نحو: عبد

(8)

مؤمنٌ خير من مشرك، و

(9)

(10)

.

(1)

ينظر: شرح جمل الزجاجي 1/ 341، وشرح الكافية للرضي 1/ 247، 248، والتذييل والتكميل 3/ 272، 333، وارتشاف الضرب 3/ 1102، ومغني اللبيب 579.

(2)

شرح جمل الزجاجي 1/ 341.

(3)

ينظر: شرح جمل الزجاجي 1/ 341، والتذييل والتكميل 3/ 333، وارتشاف الضرب 3/ 1102، ومغني اللبيب 579.

(4)

الحاشية في: 6/ب.

(5)

الحاشية في: 6/ب.

(6)

شرح جمل الزجاجي 1/ 341.

(7)

لم أقف على نسبة زيادته إليهم عند غير ابن عصفور. وهو غير منسوب إليهم في: شرح كتاب سيبويه للسيرافي 5/ 103، والتذييل والتكميل 3/ 325، ومغني اللبيب 609.

(8)

كذا في المخطوطة، وصوابه ما عند ابن عصفور بحذفها، وعليه يستقيم التمثيل، وعبارة ابن عصفور:«نحو: مؤمنٌ خيرٌ من مشركٍ، لأنه في معنى: عبدٌ مؤمنٌ خيرٌ من عبدٍ مشركٍ» .

(9)

موضع النقط مقدار كلمتين أو ثلاث انطمست في المخطوطة.

(10)

الحاشية في: 6/ب.

ص: 334

(خ 2)

* {قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ}

(1)

، واختُلف في "صَدٌّ"، فقيل: عطفٌ على الخبر، وهو "كبير"، وكذا "وكفرٌ"، ويردُّه: أن القتال فيه ليس كفرًا.

وقيل: مبتدأٌ، فيكون "فيه" كالشاهد الأول، وكذا "وكفرٌ به"، وخبرهما محذوف، أي: كبيران، ورُدَّ: بأنه يلزم منه أن إخراج أهلِه أكبرُ من الكفر.

وقيل: مبتدأٌ، و"كفرٌ" و"إخراجُ" معطوفان، و"أكبرُ" خبرُ الجميع.

واعلمْ أنه يجوز في الظرف في الآية أن يكون صفةً، فيكونَ من قوله تعالى:{وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ}

(2)

(3)

.

* قولُه: «وعَمَل بِرٍّ يَزِينُ» مثالٌ ثانٍ لتسويغ العمل؛ لأن المضاف عاملٌ في المضاف إليه، وقد نصَّ على ذلك في "شرحه للتسهيل"

(4)

(5)

.

والأَصْلُ في الأَخبارِ أَن تُؤخَّرا

وجَوَّزُوا التقدِيمَ إِذْ لا ضَررا

(خ 1)

* ع: قدَّم الكلامَ على تأْخِير الخبر قبلَ الكلام على حذفه، وفي "الكافية"

(6)

عَكَسَ، والذي هنا أَولى؛ لأن التقديم أقربُ إلى الأصل من الحذف

(7)

.

* [«وجَوَّزُوا»]: ع: قيل: إن الخَلِيل

(8)

مَنَعَه، وأَوَّله السُّهَيْليُّ

(9)

على أن مَنْعَه لذلك إذا كان لغير غَرَضٍ.

(1)

البقرة 217، وتمامها:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ} .

(2)

البقرة 221.

(3)

الحاشية في: 23.

(4)

1/ 291.

(5)

الحاشية في: 23.

(6)

شرح الكافية الشافية 1/ 352.

(7)

الحاشية في: 6/ب.

(8)

ينظر: الكتاب 2/ 127.

(9)

نتائج الفكر 313، 314.

ص: 335

واحتَجَّ ص

(1)

بأمورٍ محتَمِلةٍ، وينبغي عندي أن يُحتَجَّ بقولهم:«الليلةَ الهلالُ»

(2)

، ومنه:{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ}

(3)

، و:«مسكينٌ مسكينٌ رجلٌ لا زوجَ له، ومسكينٌ مسكينٌ امرأةٌ لا زوجَ لها»

(4)

، و:«تميميٌّ أنا»

(5)

، و:«مَشْنُوءٌ مَنْ يَشْنَؤُك»

(6)

(7)

.

(خ 2)

* مرادُه بالتجويز: عدمُ المنع، لا الإباحةُ المستويةُ الطرفين.

ولمَّا قسَّم في "المقرَّب"

(8)

الخبرَ إلى واجب التقديم، وواجب التأخير، ومستوٍ فيه الأمران؛ قال ابنُ الحاجِّ

(9)

: هذا القسم لا وجود له عندي، قال: وإنما الأقسام: واجبُ التقديم، وواجبُ التأخير، ومختارُ التأخير، وهو أوسع الأقسام، نحو: زيدٌ قائمٌ.

ع: والذي في كلام ابنِ عُصفورٍ: وقسمٌ أنت فيه بالخيار، وهو ما عدا ذلك، ولم يقل: إن الوجهين مستويان

(10)

.

فامْنَعْهُ حين يستوي الجُزْآنِ

عُرْفًا ونُكْرًا عادِمَيْ بيَان

(خ 2)

* قولُه: «فامنعه» مسبَّبٌ عن مفهوم قولِه فيما تقدَّم:

«وجَوَّزُوا التقديمَ إذْ لا ضَرَرا» ؛

(1)

ينظر: الإنصاف 1/ 56، والتبيين 245، وائتلاف النصرة 33.

(2)

قول للعرب، رواه سيبويه في الكتاب 1/ 216، 418.

(3)

يس 37.

(4)

حديث نبوي رواه سعيد بن منصور في سننه 488، والطبراني في الأوسط 6589، وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 5177.

(5)

قول للعرب، رواه سيبويه في الكتاب 2/ 127.

(6)

قول للعرب، رواه سيبويه في الكتاب 2/ 127.

(7)

الحاشية في: 6/ب.

(8)

126، 127.

(9)

لم أقف على كلامه.

(10)

الحاشية في: 23، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 87 بتصرفٍ، دون التعليق الأخير، ولم يعزها لابن هشام.

ص: 336

فإن مفهومه: ومَنَعوه حيث يضرُّ، ثم فَرَّعَ على هذا المفهومِ

(1)

.

* قولُه: «عُرْفًا» البيتَ: لم يشترط في "المقرَّب"

(2)

عادمَيْ بيانٍ، وتعقَّبه ابنُ الحاجِّ

(3)

، وقال: ذلك مشروطٌ عند مَنْ يسلِّم أن ذلك موجِبٌ للمنع، وإلا فنصَّ الزَّجَّاجُ

(4)

في: {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ}

(5)

على جواز الوجهين، وقال: إنه لا خلاف بين النحويين في ذلك.

وفي "لُمَع"

(6)

ابنِ جِنِّي: إذا [كانا]

(7)

معرفتين كنت بالخيار؛ أيَّهما شئت جعلت المبتدأَ، وجعلت الآخِرَ الخبرَ.

وقال ابنُ

(8)

بَرْهَان

(9)

: ينبغي أن يُقرأ: "الآخِر" بكسر الخاء، وحكى عن ابن كَيْسَانَ

(10)

جوازَ تأخيره هنا، وقال: متى كانت الفائدةُ في شيءٍ فهو الخبرُ، مقدَّمًا كان أو مؤخَّرًا

(11)

.

* [«عُرْفًا ونُكْرًا»]: تمييزان محوَّلان عن الفاعل

(12)

.

* يَرِدُ عليه: نحو: قائمٌ غلامُ امرأةٍ، وهذا معنى قول ابنِ الحاجِب

(13)

: معرفتين، أو

(1)

الحاشية في: 24، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 87، ولم يعزها لابن هشام.

(2)

128.

(3)

لم أقف على كلامه.

(4)

معاني القرآن وإعرابه 3/ 386.

(5)

الأنبياء 15.

(6)

26.

(7)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في اللمع، والسياق يقتضيه.

(8)

هو عبدالواحد بن علي بن عمر العكبري، أبو القاسم، من علماء اللغة والنحو والأدب، له: شرح اللمع، توفي سنة 456. ينظر: نزهة الألباء 259، وإنباه الرواة 2/ 213، وبغية الوعاة 2/ 120.

(9)

لم أقف على كلامه في شرح هذا الموضع من "اللمع"، ولا في باقي أبواب المبتدأ والخبر و"كان" و"إنَّ" من المطبوعة 1/ 33 - 40، 48 - 96.

(10)

لم أقف على كلامه.

(11)

الحاشية في: 24.

(12)

الحاشية في: 24.

(13)

الكافية 16.

ص: 337

متساويتين، أي: في التخصص والقربِ من المعرفة، نحو: أفضلُ منك أفضلُ مني.

قال الرُّكْنُ

(1)

: إن أعرف المعرفتين يجب تقديمُه، وإن ابن الحاجِب لم يعتبره.

قلت: ومن العَجَب أنهم اعتَبروه في باب "كان"، أعني: جَعْلَ الأعرفِ الاسمَ، وما دونَه الخبرَ، ولم يعتبره أكثرُهم في هذا الباب

(2)

.

* [«عادِمَيْ بَيَانِ»]: هذا تقييدٌ، وقال الرُّكْنُ

(3)

معترضًا على ابن الحاجِب: ينبغي أن يقول: إذا كانا معرفتين، ولم يكن أحدُهما مشبَّهًا بالآخر، ليَخرُج نحوُ:

بَنُونَا بَنُو أَبْنَائِنَا

....

البيتَ

(4)

، أي: بنو أبنائنا مثلُ بنينا، لا يقال: عدل إلى الحمل على الظاهر؛ لأن مراده: أن الابن يشمل ابنَ الصلب وابنَ الابن، دون ابنِ البنت، وليس المرادُ التشبيهَ، فلا حاجةَ لتقدير الثاني مبتدأً، ولا إلى جَعْل المبتدأِ مشبَّهًا بالخبر؛ لأن هذا المعنى حاصلٌ والبيتُ على الظاهر، وكذا قول أبي تَمَّامٍ:

لُعَابُ الأَفَاعِي

....

البيتَ

(5)

.

(1)

شرح الكافية الكبير 39/ب، وعبارته:«وذكر ابنُ الدهَّان في "الغرة" أن أحد المعرفتين إن كانت أعرف جاز تقديم الخبر على المبتدأ، وإن لم تكن كذلك لم يجز، ولم يراعِ هذا التفصيلَ غيرُه، ولا مصنفُ الكتاب» .

(2)

الحاشية في: 24، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 88.

(3)

شرح الكافية الكبير 39/ب، 40/أ.

(4)

بعض بيت من الطويل، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:

بنونا بنو أبنائنا وبناتُنا

بنوهنَّ أبناءُ الرجالِ الأباعد

ينظر: الحيوان 1/ 230، وغريب الحديث لابن قتيبة 1/ 230، وشرح الحماسة للمرزوقي 1/ 369، والإنصاف 1/ 56، والتبيين 246، وشرح التسهيل 1/ 297، والتذييل والتكميل 3/ 337، وتخليص الشواهد 198، ومغني اللبيب 589، والمقاصد النحوية 1/ 503، وخزانة الأدب 1/ 444.

(5)

بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:

لعابُ الأفاعي القاتلاتِ لعابُه

وأَرْيُ الجَنَى اشْتَارَتْهُ أيدٍ عواسلُ

المعنى: لعاب قلم الوزير الممدوح -أي: حِبْره- يُشبِه لعاب الأفاعي -أي: سُمّها- في القتل. ينظر: الديوان 3/ 123، والحيوان 1/ 48، وعيون الأخبار 1/ 109، وديوان المعاني 2/ 78، ومعاهد التنصيص 1/ 178، وخزانة الأدب 1/ 445.

ص: 338

وهذا من كلام الجُزُولِيِّ

(1)

، ولقائلٍ أن يقول: يُحمَل الثاني على ظاهره؛ تكثيرًا؛ للمبالغة

(2)

.

كذا إذا ما الفعلُ كان خبَرا

أو قُصِدَ استِعمالُه مُنحصرا

(خ 1)

* [«خَبَرَا»]: رافعًا لضميرٍ مفردٍ مذكَّرٍ

(3)

.

* أجمع ص

(4)

على منع التقدُّم في: زيدٌ قامَ، واختلفوا فيه في باب "كان"، نحو: كان زيدٌ قامَ، قال ابنُ عُصفورٍ

(5)

: والصحيحُ الجوازُ؛ لأن المنع في باب الابتداء؛ لأن الفعل عاملٌ لفظيٌّ، وهو قويٌّ، وقد أمكن إعمالُه، فلا يُعدَلُ إلى العامل الضعيف، وأما في باب "كان" فلا يتأتَّى ذلك؛ لأن هذه أفعالٌ، والعربُ تأتي بعاملين لفظيَّيْن، وتؤخِّر عنهما المعمولَ في باب الإعمال

(6)

.

* [«مُنحَصِرا»]: نحو: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ}

(7)

، و: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ

(1)

المقدمة الجزولية 97. والجُزُولي هو عيسى بن عبدالعزيز بن يَلَلْبَخْت، أبو موسى، من علماء العربية بإفريقية، أخذ عن ابن بري، له: المقدمة، وتسمى: القانون، وشرح الأصول، وغيرهما، توفي سنة 607. ينظر: إنباه الرواة 2/ 378، وبغية الوعاة 2/ 236.

(2)

الحاشية في: 24، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 88، وعزا لابن هشام التعليق على بيت أبي تمام وما بعده.

(3)

الحاشية في: 6/ب.

(4)

ينظر: شرح الكافية للرضي 1/ 258، وارتشاف الضرب 3/ 1104، ومغني اللبيب 795.

(5)

شرح جمل الزجاجي 1/ 391، 392.

(6)

الحاشية في: 6/ب.

(7)

آل عمران 144.

ص: 339

وَاحِدٌ}

(1)

(2)

.

(خ 2)

* مسألةُ "زيدٌ قامَ" ضابطُها أربعةُ أوجهٍ: أن يكون الخبر فعلًا رافعًا لضميرٍ مفردٍ راجعٍ للمبتدأ، فخرج نحو: زيدٌ قائمٌ، وزيدٌ قام أبوه، وأَخَوَاك قاموا

(3)

، وإِخْوَتُك قاموا، وغلامُ هندٍ ضربَتْه؛ فإن تقديم "ضربَتْه" لا يضرُّ؛ إذ لا يُتَوهَّمُ أن الغلام لـ"ضَرَبَتْ".

فإن قلت: فما تصنع بـ: غلامُ زيدٍ ضَرَبَه؛ إذا قدَّرت الفاعلَ الغلامَ؛ أَوَليس الإلباسُ موجودًا لو قدَّمت، وقد صَدَق عليه ضابطُك؟

قلت: هنا يجب إبرازُ الضمير؛ لجَرَيان الفعل على غير مَنْ هو له، فتقول: غلامُ زيدٍ ضَرَبَه هو، فإذا قلت: ضَرَبَه هو غلامُ هند

(4)

، فلا لَبْسَ.

فإن قلت: بلى، اللبسُ موجود؛ لاحتمال التأكيد.

قلت: لو اعتَبروا ذلك لم يُفِدْهم الإبرازُ في قولهم: غلامُ هند

(5)

ضارِبُه هو؛ شيئًا؛ لاحتمال التأكيد، فهذا لازم في الفعل والوصفِ، قدَّمت أم أخَّرت.

فإن قلت: فلِمَ [لا]

(6)

أبرزت أيضًا في: غلامُ هندٍ ضَرَبَتْه؛ فقلت: هي؟

قلت: لعدم الإلباس.

فإن قلت: فلِمَ أبرزتم في: غلامُ هندٍ ضارِبَتُه هي؛ وقد زال الإلباس؟

قلت: فرقًا بين الفعل والوصف؛ لأن الاتصال بالفعل آكَدُ، فلم يفصلوا معمولَه عنه إلا لموجِب

(7)

.

* [«مُنحَصِرا»]: سواءٌ كان الحصر بـ"إنَّما"، أو بـ"إلَّا"، وسواءٌ كان حصرَ

(1)

النساء 171.

(2)

الحاشية في: 6/ب.

(3)

كذا في المخطوطة، والصواب: قاما.

(4)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: زيد.

(5)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: زيد.

(6)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو عند ياسين، والسياق يقتضيه.

(7)

الحاشية في: 24، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 89، 90، وقد كتبها الناسخ بإزاء البيت الآتي، والصواب وضعها هنا، كما عند ياسين.

ص: 340

إفرادٍ

(1)

، أو قَلْبٍ

(2)

.

وينبغي أن يَرِد المحصورُ بـ"إلَّا" على قوله:

«وجَوَّزوا التقديمَ إذْ لا ضَرَرَا» ؛

فإنه إنما يمتنع في هذا: الحملُ على المحصور بـ"إنَّما"، لا لأنه

(3)

يضرُّ؛ فإنه لو قيل: ما إلا قائمٌ زيدٌ؛ لم يتغيَّر المعنى

(4)

.

أو كان مُسْندًا لِذي لامِ ابتِدا

أو لازِمِ الصَدْر كمن لي منجدا

(خ 1)

* في بعض النُّسَخ

(5)

: «لازِمَ» بالفتح في الميم، يعني: أو كان الخبرُ لازِمَ الصدرِ، وهذا عكسُ القصد؛ لأن ذاك لا يجب تأخيره، بل تقديمه، ويوجد:«لازَمَ» بفتح الزاي والميمِ، عطفًا على:«كان» ، أي: أو لازَمَ هو الصدرَ، وهو كالأول في الخطأ، والحقُّ:«لازِمِ» بكسرهما.

ثم العطفُ على: «ذي» ، لا على:«لامِ» ؛ لأن المعنى يصير على الأول: أو كان مسندًا لِلَازِمِ الصدرِ، أي: لمبتدأٍ لازِمِ الصدرِ، وهو المرادُ، وعلى الثاني: لمبتدأٍ ذي لازِمِ الصدرِ، فينصرف إلى مثل: أزيدٌ قائمٌ، والحكمُ أن الخبر يتقدَّمُ على المبتدأ، لا على همزة الاستفهام، فهذا فسادٌ، ولا يطابق

(6)

(7)

.

(خ 2)

(1)

هو ما خوطب به مَنْ يعتقد الشركة، نحو قولك: إنما زيدٌ كاتبٌ لا شاعرٌ، لِمَنْ يعتقده كاتبًا شاعرًا. ينظر: مفتاح العلوم 288، وبغية الإيضاح 2/ 5.

(2)

هو ما خوطب به مَنْ يعتقد عكس الحكم المثبت، نحو قولك: ما كاتبٌ إلا زيدٌ، لِمَنْ يعتقد في مكانٍ مَّا كاتبًا غير زيد. ينظر: مفتاح العلوم 288، وبغية الإيضاح 2/ 5.

(3)

كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: لأنه لا.

(4)

الحاشية في: 24.

(5)

لم ترد هذه الرواية ولا التي تليها في نسخ الألفية العالية التي اعتمدها محققها. ينظر: الألفية 88، البيت 131.

(6)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(7)

الحاشية في: 6/ب.

ص: 341

* قولُه: «لذي لامِ ابتِدَا» : فليُسْأَلْ عن اللام في: لَزيدٌ قامَ، وقال

(1)

:

لَعَمْرِي لَئِنْ أَنْزَفْتُمُ أَوْ صَحَوْتُمُ

لَبِئْسَ النَّدَامَى كُنْتُمُ آلَ أَبْجَرَا

(2)

اللامُ في "لَعَمْرِي" لامُ الابتداء، ولامُ "لَئِنْ" موطِّئةٌ، ولامُ "لَبِئْسَ" لامُ جوابِ القَسَم

(3)

.

ونحوُ عندي درهمٌ ولي وَطَر

مُلْتَزمٌ فيه تقدُمُ الخَبَرْ

كذا إِذَا عَادَ عَلَيْه مضمرُ

مما به عنه مُبِيْنًا يُخْبَرُ

(خ 2)

* لهذه المسألة أربعُ صورٍ:

أحدها

(4)

: أن يكون المبتدأ مضافًا إلى ضميرٍ، والخبرُ مضافًا إلى ما يعود عليه ذلك الضمير، كقوله

(5)

:

مِلْءُ عَيْنٍ حَبِيبُهَا

(6)

الثانية: أن يكون بَدَلَ المضاف إليه مجرورًا بالحرف، نحو: مُعْرِضٌ عن هندٍ المحسنُ إليها.

الثالثة: أن تتركَّب صورةٌ من النوعين، نحو: مُعْرِضٌ عن هندٍ بَعْلُها.

والرابعة: أن يكون مفسِّرُ الضمير منصوبًا، نحو: مُحْرِزٌ زيدًا أَجَلُه.

(1)

هو الأُبَيرد الرياحي اليربوعي.

(2)

بيت من الطويل. أنزفتم: سَكِرتم. ينظر: مجاز القرآن 2/ 169، 249، ومعاني القرآن وإعرابه 4/ 304، والحجة 6/ 54، والمحتسب 2/ 308، والاقتضاب 3/ 160، وشرح التسهيل 3/ 17، والتذييل والتكميل 10/ 138، وخزانة الأدب 9/ 388.

(3)

الحاشية في: 24.

(4)

كذا في المخطوطة، والوجه: إحداها.

(5)

هو نُصَيب.

(6)

بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:

أهابُكِ إجلالًا وما بكِ قدرةٌ

عليَّ ولكنْ ملءُ عينٍ حبيبُها

ينظر: الديوان 68، وديوان المعاني 1/ 144، واللآلي في شرح أمالي القالي 1/ 401، وشرح التسهيل 1/ 302، والتذييل والتكميل 3/ 351، وتخليص الشواهد 201، والمقاصد النحوية 1/ 509.

ص: 342

واختُلف في هذه، وفيما إذا كان المفسِّر مجرورًا بالحرف: هل يجوز تأخيرُ الخبر، وتقديمُ المفسِّر، فتقول: عن هندٍ المحسنُ إليها مُعْرِضٌ، وزيد

(1)

أَجَلُه مُحْرِزٌ؟

فأجاز ذلك البصريون وهِشَامٌ مطلقًا، ومنعه الكوفيون إلا هشامًا والكِسَائيَّ مطلقًا، وفصَّل الكِسَائيُّ

(2)

، فأجازه إن كان العامل وصفًا، نحو: مُحْرِزٌ، ومَنَعَه إن كان فعلًا، نحو: أَحْرَزَ.

فيقال في ضابط المسألة: إذا اتصل بالمبتدأ ضميرٌ عائدٌ على ما اتصل بالخبر، فتارةً يكون الاتصالان من جهة الإضافة، وتارةً يكونان من جهة المعمول، وتارةً يختلفان، وتحت ذلك صورتان

(3)

.

كذا إذا يستوجب التصديرا

كأينَ من علمتُه نصيرا

(خ 1)

* ع: ولا يُورَدُ عليه: زيدٌ أين هو؟ لأن كلامه في الخبر المستوجِب للتصدير، وهنا جزءُ الخبر المستوجِب، لا المجموعُ، وتقديمُ ذلك الجزءِ على مثيلاته واجبٌ

(4)

.

* إن قلت: كيف ساغ قولُه:

«كذا إذا يَسْتَوجِبُ التصديرَ» ؛

فإنه راجع إلى قولك: يجب تقديم الخبر إذا كان واجب التقديم، وذلك دَوْرٌ؟

والجواب: أن واجب التصدير صار عَلَمًا عند الإطلاق على نحو أسماءِ الاستفهامِ، فكأنه قال: يجب تقدُّم الخبر إذا كان اسمَ استفهامٍ، أو ما أشبهه، مثلَ:"كم" الخبريةِ

(5)

.

(1)

كذا في المخطوطة، وصوابه: زيدًا، لأنه معمول لـ"محرز"، وتقدَّم في المثال قبله منصوبًا.

(2)

ينظر: شرح التسهيل 1/ 302، والتذييل والتكميل 3/ 355.

(3)

الحاشية في: 24.

(4)

الحاشية في: 7/أ.

(5)

الحاشية في: 7/أ.

ص: 343

* قال ابنُ جِنِّي في "التَّنْبِيه"

(1)

: أجاز أبو الحَسَن

(2)

: زيدٌ كيف؟ وضَمَّن "كيف" ضميرًا لزيدٍ، كما تقول: زيدٌ قامَ؛ لأن بين

(3)

والظرف نسبًا، يدلُّك على ذلك: وقوعُ المجازاة

(4)

الله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}

(5)

، وقال الشاعر

(6)

:

وَمَا بِكَ

(7)

مِنْ خَيْرٍ أَتَوْهُ فَإِنَّهُ

تَوَارَثَهُ آبَاءُ آبَائِهِمْ قَبْلُ

(8)

(9)

* ذَكر ابنُ

(10)

إِيَازَ

(11)

أن ابن جِنِّي

(12)

أجاز: زيدٌ كيف؟ بتقدير: كيف هو؟

وعلى قياس ذلك: زيدٌ أين؟ بتقدير: أين هو؟

(13)

(خ 2)

(1)

29 (ت. هنداوي)، 27 (ت. عبدالعال)، ونقل ياسين في حاشية الألفية 1/ 94 نحوه عن كتاب "القدّ" لابن جني عن أبي علي عن المازني عن الأخفش.

(2)

ينظر: ارتشاف الضرب 3/ 1106.

(3)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

(4)

موضع النقط مقدار كلمتين انطمستا في المخطوطة.

(5)

النحل 53.

(6)

هو زهير بن أبي سُلمى.

(7)

كذا في المخطوطة مضبوطًا، موافقةً لتنظير ابن جني الآيةَ بالبيت في مجيء الظرف شرطًا، وفي مطبوعتَيْ التنبيه:«فما يَكُ» موافقةً للديوان بشرح الأعلم، وهو خلاف مراد ابن جني.

(8)

بيت من الطويل. روي: «فما كان» و «وما يَكُ» بدل «وما بك» ، ولا شاهد فيهما، والشاهد على رواية ابن هشام: وقوع الجار والمجرور "بك" مجازًى به في موضع فعل الشرط. ينظر: الديوان بشرح ثعلب 95، وبشرح الأعلم 23، وجمهرة أشعار العرب 1/ 68، والعقد الفريد 1/ 246، والأغاني 10/ 444، والحجة 2/ 161، 335، والصناعتين 102، وعيار الشعر 84، وشرح أبيات مغني اللبيب 2/ 299.

(9)

الحاشية في: 7/أ.

(10)

هو الحسين بن بدر بن إياز، أبو محمد، من علماء النحو في بغداد، له: قواعد المطارحة، والمحصول في شرح الفصول لابن معطي، توفي سنة 681. ينظر: بغية الوعاة 1/ 532.

(11)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت. ينظر: المحصول في شرح الفصول 460.

(12)

التنبيه 29.

(13)

الحاشية في: 7/أ.

ص: 344

* [«كـ: أين مَنْ عَلِمْتُه نَصِيرا»]: و: كيف أنت؟ و: أيَّان اعتكافُك؟ و: متى سفرُك؟ و: كم دراهمُك؟

(1)

وخبرَ المَحصُور قَدِّمْ أَبدا

كما لنا إلا تباعُ

(2)

أحمدا

(خ 1)

* [«كـ: ما لنا إلا اتباعُ أَحْمَدَا»]: ع: في المثال خَلَلٌ، والصوابُ التمثيلُ بـ: ما قائمٌ إلا زيدٌ، وأما مثالُه فالأرجح فيه أن يكون المرفوع فاعلًا

(3)

، لا مبتدأً

(4)

.

وحذفُ ما يُعلم جائزٌ كما

تقولُ زيدٌ بعدَ مَن عندكما

(خ 1)

* ابنُ

(5)

بابَشَاذَ

(6)

: التلويحُ يقع في الكلام الفصيحِ، فيكونُ أوقعَ في النفس من التصريح

(7)

.

* [«وحَذْفُ ما يُعْلَمُ جائزٌ»]:

(1)

الحاشية في: 25.

(2)

كذا في المخطوطة مضبوطًا، والصواب: اتباعُ.

(3)

ورافعه متعلقُ الجار والمجرور "لنا" المحذوفُ، أي: ما استقرَّ لنا إلا اتباعُ أحمد. ينظر: مغني اللبيب 579.

(4)

الحاشية في: 7/أ.

(5)

هو طاهر بن أحمد بن بابَشَاذَ المصري، أبو الحسن، من علماء العربية، ولي تصحيح ديوان الإنشاء بمصر، له: المقدمة المُحْسِبة، وشرحها، وشرح جمل الزجاجي، وغيرها، توفي سنة 469. ينظر: نزهة الألباء 261، ومعجم الأدباء 4/ 1455، وإنباه الرواة 2/ 95، وبغية الوعاة 2/ 17. ولم تُضبَط الباء الثانية من اسمه في مصادر ترجمته، وفَتْحُها أرجح من كسرها أو إسكانها. ينظر: مقدمة تحقيق شرح المقدمة المُحْسِبة 9 - 11، وضبطها ابن هشام في موضع سيأتي ص 1460 ضبطَ قلمٍ بالفتح.

(6)

لم أقف على كلامه.

(7)

الحاشية في: 7/أ.

ص: 345

................

بني ثعل مَنْ يَنْكَعِ العَنْزَ ظَالِمُ

(1)

(2)

* [«وحَذْفُ ما يُعْلَمُ جائزٌ»]: وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} الآيةَ

(3)

، فحذف الخبر.

ويَحتمل الوجهين: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}

(4)

، و:{طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ}

(5)

.

ومن ما

(6)

يدل على أنهم يحذفون المبتدأَ من هذا: قولُه

(7)

:

فَقَالَتْ: عَلَى اسْمِ اللهِ، أَمْرُكَ طَاعَةٌ

(8)

فهذا قد يُؤْنِسُ بأن المحذوف المبتدأُ.

وجَعَل الزَّمَخْشَرِيُّ

(9)

وابنُ الحاجِب

(10)

مِن حذف الخبر: خرجت فإذا السبعُ، وقال

(1)

بعض بيت من الطويل، لرجل من أسد، وهو بتمامه:

بني ثُعَلٍ لا تنكَعوا العنزَ شِرْبَها

بني ثُعَلٍ من ينكَعِ العنزَ ظالمُ

ينكَع العنز: يجهدها حَلْبًا. الشاهد: حذف المبتدأ مع الفاء الواقعة في جواب الشرط، والتقدير: فهو ظالم. ينظر: الكتاب 3/ 65، وتهذيب اللغة 1/ 208، والمحتسب 1/ 122، 193، وشرح التسهيل 1/ 283، والتذييل والتكميل 3/ 299، والمقاصد النحوية 4/ 1942.

(2)

الحاشية في: 7/أ.

(3)

الحج 25، وتمامها:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} .

(4)

يوسف 18.

(5)

محمد 21.

(6)

كذا في المخطوطة، والوجه: وممَّا.

(7)

هو عمر بن أبي ربيعة.

(8)

صدر بيت من الطويل، وعجزه:

وإن كنتُ قد كُلِّفتُ ما لم أُعَوَّد

ينظر: ملحقات الديوان 490، والأغاني 1/ 167، والخصائص 2/ 364، وأمالي ابن الشجري 2/ 60، والتذييل والتكميل 3/ 315، ومغني اللبيب 826، وخزانة الأدب 4/ 181.

(9)

المفصل 38.

(10)

الأمالي 2/ 874.

ص: 346

المبرِّدُ

(1)

: إن "إذا" المفاجَأةِ ظرفُ مكانٍ، وهي خبرٌ، فالتقدير: فبحضرتي السبعُ، وقال الزَّجَّاجُ

(2)

: إنها زمانٌ، والمرفوعُ بعدها على حذف مضافٍ، أي: فالزمانُ حضورُ السبعِ، أو مفاجأتُه، حكى ذلك الشَّلَوْبِينُ في "الحَوَاشي"

(3)

(4)

.

* وقال الشيخُ أبو عَلِيٍّ في "التَّذْكِرة"

(5)

ما ملخَّصُه: مما استَدلَّ به أبو الحَسَن

(6)

على س

(7)

: قولُه تعالى: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ} ،

(8)

قال: المعنى: أفأنت تنقذه.

والجواب: أنه يجوز أن يكون الخبر محذوفًا، كقوله:{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ}

(9)

؛ أَلَا ترى أن دخول العطف يمنع الخبريةَ؛ وإِنْ كان "الظالمين" هم من يتَّقي بوجهه سوءَ العذاب؟ وأيضًا فإنهم لا يقولون: أزيدًا تضربُه؟ وهذا دليلُ على أن "أفأنت" ليس بخبر.

وكذا يقول في: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَأَىهُ حَسَنًا}

(10)

، وفي قوله:{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ} الآيةَ

(11)

، كلُّ ذلك بمنزلة قوله

(12)

:

(1)

ينظر: إعراب القرآن للنحاس 2/ 65، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي 5/ 108 (ط. العلمية)، وشرح التسهيل 2/ 214، وشرح الكافية للرضي 1/ 273، والتذييل والتكميل 7/ 324، ومغني اللبيب 120.

(2)

ينظر: شرح كتاب سيبويه للسيرافي 5/ 108 (ط. العلمية)، وشرح التسهيل 2/ 214، وشرح الكافية للرضي 1/ 273، والتذييل والتكميل 7/ 324، ومغني اللبيب 120.

(3)

حواشي المفصل 69.

(4)

الحاشية في: 7/أ.

(5)

لم أقف عليه في مختارها لابن جني.

(6)

معاني القرآن 2/ 494، 495.

(7)

لم يظهر لي وجه احتجاجه بذلك عليه.

(8)

الزمر 19.

(9)

الزمر 24.

(10)

فاطر 8.

(11)

يوسف 90.

(12)

هو ضابئ بن الحارث البُرْجُمي.

ص: 347

...................

فَإِنِّي وَقَيَّارٌ بِهَا لَغَرِيبُ

(1)

(2)

(خ 2)

* بخطِّ عثمانَ

(3)

: لا يجوز حذف جواب "لولا"؛ لأنه جُعل عوضًا من الخبر، بخلاف جواب "لو".

ع: ليس كما زَعم، بدليل قول الله تعالى:{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ}

(4)

(5)

.

وفي جوابِ كيف زَيدٌ قل دَنِفْ

فزيدٌ اسْتُغنِيَ عنه إِذ عرف

(خ 2)

* من "مِفْتاحِ الإِعْرابِ"

(6)

للأَمِينِ: إذا كانت "كيف" فضلةً؛ فإن كانت سؤالًا عن هيئة الفاعل أو المفعول فهي في موضع نصب على الحال، أو عن هيئة الفعل فهي في موضع نصب على المصدر، نحو: كيف رأيت الهلالَ؟ وجوابُه إذا كان عن هيئة الفاعل: جالسًا، أو قائمًا، وإذا كان عن هيئة المفعول: ظاهرًا، أو خفيًّا، وإذا كان عن هيئة الفعل: رؤيةً صالحةً، أو ضعيفةً

(7)

.

* [«قُلْ: دَنِف»]: وكقولك: مِسْكٌ، عند شمِّ طيبٍ، و: قراءةٌ، عند سماع

(1)

عجز بيت من الطويل، وصدره:

ومَنْ يَكُ أمسى بالمدينة رَحْلُه

...

ينظر: الكتاب 1/ 75، ومعاني القرآن للفراء 1/ 311، ومجاز القرآن 1/ 172، 257، 2/ 22، ومعاني القرآن للأخفش 1/ 88، والأصمعيات 184، والأصول 1/ 257، والإنصاف 1/ 78، والتذييل والتكميل 5/ 195، وتخليص الشواهد 375، والمقاصد النحوية 2/ 780، وخزانة الأدب 10/ 312.

(2)

الحاشية في: وجه الورقة الملحقة بين 6/ب و 7/أ.

(3)

هو ابن جني. ينظر نحوه في: التمام 148.

(4)

النور 10.

(5)

الحاشية في: 25، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 95.

(6)

91.

(7)

الحاشية في: 25.

ص: 348

صوتٍ، و: إنسانٌ، عند رؤية شبحٍ، فإن كان المذكور معرفةً جاز كونه خبرًا، نحو قولك: المسكُ، و: القراءةُ، ونحو ذلك، كذا في "شرحه للتَّسْهِيل"

(1)

، قال

(2)

:

إِذَا ذُقْتُ فَاهَا قُلْتُ: طَعْمُ مُدَامَةٍ

(3)

(4)

* ومن حذف الخبر: قولُ الفَرَزْدَقِ

(5)

:

وَبَيْتَانِ: بَيْتُ اللهِ نَحْنُ وُلَاتُهُ

وَبَيْتٌ بِأَعْلَى إِيْلِيَاءَ مُشَرَّفُ

(6)

أي: لنا بيتان، فحَذف الخبرَ، و"بيتُ الله" مبتدأٌ، والجملةُ بعده خبرُه، و"بيتٌ بأعلى إِيلِيَاءَ مشرَّفُ" مبتدأٌ، وما بعده صفةٌ، والخبر محذوفٌ؛ لدلالة ما تقدَّم، والجملةُ في هذه كالمفرد في [أنَّ]

(7)

المعنى: وبيتٌ صفتُه كذا نحن ولاتُه أيضًا.

ولا يُجعلُ "بيتُ الله" بتقدير: أحدُهما بيتُ الله؛ لأنه يَفخر بولايتهم البيتَ الأوَّلَ والبيتَ الثانيَ، فإن لم يُجعل "نحن ولاتُه" خبرًا لقوله: "وبيتُ

(8)

الله" لم يستقم أن يُضمِر،

(1)

1/ 286.

(2)

هو امرؤ القيس.

(3)

صدر بيت من الطويل، وعجزه:

معتَّقةٍ ممَّا يجيءُ به التُّجُرْ

مدامة: خمر. ينظر: الديوان 110، وشرح جمل الزجاجي 2/ 463، والتذييل والتكميل 3/ 313، 6/ 131.

(4)

الحاشية في: 25.

(5)

هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي، أبو فراس، من شعراء الطبقة الأولى الإسلاميين، كانت له مهاجاة مع شعراء عصره، كجرير والأخطل والراعي، توفي سنة 110. ينظر: طبقات فحول الشعراء 2/ 298، والأغاني 21/ 193، والمؤتلف والمختلف للآمدي 216، ومعجم الشعراء 486.

(6)

بيت من الطويل. إيلياء: بيت المقدس. ينظر: الديوان بشرح الصاوي 2/ 566، وشرح النقائض 2/ 726، والحلبيات 372، وكتاب الشعر 1/ 276.

(7)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في كتاب الشعر المنقول منه، والسياق يقتضيه.

(8)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في البيت: بيت.

ص: 349

فيجعلَه خبرًا للمبتدأ الآخِر الذي [هو]

(1)

"وبيتٌ بأعلى إِيلِيَاءَ"؛ أَلَا ترى أنك تضمر الخبرَ، ولا تضمر غيرَه؟

(2)

وبعد لولا غالبا حذفُ الخبر

حتمٌ وفي نصِ يمينٍ ذا استقر

(خ 1)

* ع: أُورِد عليه، فقيل: الوجوبُ والغَلَبةُ متنافيان.

وليس بجيدٍ؛ لأن للخبر بعد "لو"

(3)

أحوالًا، فتارةً يكون كونًا مطلقًا، وهو الأكثرُ والغالبُ في الخبر بعد "لو"، فهذا يُحذف وجوبًا، وتارةً يكون كونًا مقيدًا، فإن لم يدلَّ عليه دليلٌ وجب ذكرُه، وإلا جاز الحذفُ والإثباتُ.

فإذا تقرَّر هذا صحَّ قول المصنف؛ لأن الغالب أن يكون خبرها كونًا مطلقًا، فيجب الحذف في الغالب، فمتعلَّقُ الغلبةِ والوجوبِ مختلفٌ.

وقال الشَّلَوْبِينُ في "الحَوَاشي"

(4)

: ولو قيل: إنَّ:

يُمْسِكُهُ

(5)

،

و: «حديثو عهدٍ»

(6)

، ونحوَه أحوالٌ؛ لَقَالَ ما لا يصحُّ عند النحاة؛ إذ ليس في الكلام ما يعمل في الحال.

وقال بعض مَنْ أوجب حذف الخبر مطلقًا: إن "يُمسِكُه" بتقدير: أَنْ يُمسِكَه،

(1)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في كتاب الشعر المنقول منه، والسياق يقتضيه.

(2)

الحاشية في: 25، وهي في كتاب الشعر 1/ 276.

(3)

كذا في المخطوطة في هذا الموضع والذي يليه، والصواب: لولا.

(4)

حواشي المفصل 71.

(5)

بعض بيت من الوافر، لأبي العلاء المعرِّي، وهو بتمامه:

يُذيبُ الرُّعْبُ منه كلَّ عَضْبٍ

فلولا الغِمْدُ يمسكُه لَسَالا

ينظر: سقط الزند 54، وشروحه 1/ 104، وشرح جمل الزجاجي 1/ 352، وشرح التسهيل 1/ 276، وتخليص الشواهد 208، ومغني اللبيب 360، 702، والمقاصد النحوية 1/ 513.

(6)

بعض حديث نبوي أخرجه البخاري 126، ومسلم 1333 من حديث عائشة رضي الله عنها، ولفظ مسلم: «لولا أنَّ قومك حديثو عهدٍ بجاهلية لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله

»، ولفظ البخاري:«لولا قومُك حديثٌ عهدُهم بكفر» ، فالشاهد ملفق من الروايتين.

ص: 350

فحَذف "أَنْ"، ورَفع، مثل:

أَلَا أَيُّهَذَا الزَّاجِرِي أَحْضُرُ

(1)

....

و"أَنْ" والفعلُ بدلُ اشتمالٍ من "الغِمد"، وقيل: حالٌ، فقال النَّحَّاسُ

(2)

: حكمُ الحال حكمُ الخبر في وجوب الحذف بعد "لولا"؛ لأنها خبر.

ع: فإن قلت: فما يَصنع من ادَّعى وجوبَ الحذف مطلقًا بمثل: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ}

(3)

؟

قلت: يَحتمل أن يكون "عليكم" متعلقًا بـ"فضل"، أي: لولا تفضُّلُه عليكم، ويَحتمل أن يكون الجوابُ لَمَّا حُذف زال ما هو

(4)

في موضع الخبر، فرَجع بالخبر، إلا أن هذا الثانيَ لا يقوى؛ لقوله:{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ}

(5)

، فأتى بالجار والمجرور مع وجود الجواب

(6)

.

وبعدَ واو عيَّنَتْ مفهومَ مَع

كمثلِ كلُ صانعٍ وما صنع

(خ 1)

* [«وبعدَ واوٍ»]: ع: ينبغي أن لا يُقدَّر إلا قبل العاطف؛ لأنهم قالوا: لا يحذف الخبر وجوبًا إلا إذا دل عليه دليل، وسدَّ شيءٌ مسدَّه، فلو ادُّعي حذفُه بعد العاطف لم يكن في مكانه شيءٌ.

(1)

بعض بيت من الطويل، لطرفة بن العبد، وهو بتمامه:

أَلَا أيُّهذا الزاجِري أَحْضُر الوغى

وأن أشهدَ اللذَّاتِ هل أنت مُخلِدِي؟

ينظر: الديوان بشرح الأعلم 45، والكتاب 3/ 99، والمقتضب 2/ 85، 136، ومغني اللبيب 502، 804، وشرح أبياته 6/ 181.

(2)

لم أقف على كلامه، وقد نسب ابن هشام هذا الكلام في مغني اللبيب 563، وتخليص الشواهد 209 إلى الأخفش، وهو كذلك في التنبيه على شرح مشكلات الحماسة 211، والتذييل والتكميل 3/ 282، وارتشاف الضرب 3/ 1090، 1584، وخزانة الأدب 7/ 123.

(3)

النور 10.

(4)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(5)

النور 21.

(6)

الحاشية في: 7/أ.

ص: 351

هذا بحثٌ، والجوابُ عنه: أن المراد بسدِّه مسدَّه: أن يقع بعد المبتدأ شيءٌ غيرُ الخبر، ولا شكَّ أن المعطوف في مكان الخبر لو لم يكن الخبرُ

(1)

.

(خ 2)

* [«وبعدَ واوٍ»]: قيل: لا حذفَ أَلْبَتَّةَ؛ لأن المعنى بمنزلته لو ذَكَرْتَ، وهو اختيار ابنِ

(2)

خَرُوفٍ

(3)

، وقيل: حُذف شيءٌ واحد، وهو: مقرونان، وهو قول الجمهور، وقيل: بتقدير خبرين، وجَعْلِ الكلامِ جملتين، أي: كلُّ رجلٍ مع ضيعتِه، وضيعتُه معه، وهو قول ابنِ أبي الرَّبِيعِ

(4)

، قالوا: فالواو إنما عَطَفت عنده جملةً

(5)

.

* [«وبعدَ واوٍ»]: نحو: «الرجالُ وأَعْضَادُها، والنساءُ وأَعْجَازُها»

(6)

.

وجوَّز الفارسيُّ في "الحَلَبِيَّات"

(7)

في: «إنَّك ما وخيرًا»

(8)

أن يكون الخبر محذوفًا، وأن تكون الواو بمنزلة "مع" سدَّت مسدَّ الخبر، كما سدَّ المرفوع في: أقائمٌ الزيدان؟

وجوَّز الوجهين في: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ}

(9)

، وهذا يكون من الحذف الجائز لا الواجبِ؛ إذ لم تقم قرينةٌ تشهد بإرادة المعيَّة نصًّا

(10)

.

(1)

الحاشية في: 7/أ.

(2)

هو علي بن محمد بن علي الإشبيلي، أبو الحسن، من كبار علماء النحو بالأندلس، أخذ عن أبي بكر بن طاهر الخِدَبّ، له: شرح كتاب سيبويه، وشرح الجمل، وغيرهما، توفي سنة 609، وقيل غير ذلك. ينظر: معجم الأدباء 5/ 1969، وإنباه الرواة 4/ 192، وبغية الوعاة 2/ 203.

(3)

شرح الجمل 1/ 394. وينظر: شرح التسهيل 1/ 285، والتذييل والتكميل 3/ 283.

(4)

البسيط 1/ 596. وينظر: التذييل والتكميل 3/ 284.

(5)

الحاشية في: 26.

(6)

قول للعرب، رواه الأخفش. ينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/ 360، والحلبيات 149، وشرح التسهيل 2/ 254.

(7)

149، 150.

(8)

قول للعرب، رواه أبو زيد، ومعناه: إنك مع خيرٍ، و"ما" زائدة. ينظر: الكتاب 1/ 302، 2/ 107، والبارع 226، وتهذيب اللغة 7/ 224.

(9)

الحديد 18.

(10)

الحاشية في: 26.

ص: 352

* قال ابنُه

(1)

: فإن لم تكن الواو للمصاحبة لم يَجُزِ

(2)

الحذفُ.

وهذا فاسدٌ، بل جاز الحذفُ والإثباتُ، نصَّ عليه الناظمُ في "شرح التَّسْهِيل"

(3)

(4)

.

وقبلَ حالٍ لا تكونُ خبرا

عن الذي خَبرُه قد أضْمرا

(خ 1)

* ع: لا أعلم مَن اشترط هذا غيرَ الناظم، ولا بُدَّ منه؛ لئلا يؤدِّيَ إلى تهيئة العامل للعمل وقَطْعِه عنه

(5)

.

(خ 2)

* [«وقبلَ حالٍ»]: عطفٌ على: «بعدَ "لولا"» ، كما أن قوله:«وبعدَ واوٍ» كذلك.

ع: لا بُدَّ أن يُشترط في تلك الحال أن لا يكون مُقدَّرًا كونُها معمولةً للمبتدأ، ولهذا صُرِّح بالخبر في قول ذي الرُّمَّة غَيْلانَ

(6)

:

(1)

شرح الألفية 88.

(2)

كذا في المخطوطة، ولعلها كانت هكذا في نسخة ابن هشام من شرح ابن الناظم، وهي في مطبوعته:«لم يجب الحذف» ، وذلك موافق لعبارة شرح التسهيل التي سيحيل عليها، وعليه فلا وجه للاعتراض.

(3)

1/ 277.

(4)

الحاشية في: 26.

(5)

الحاشية في: 7/أ.

(6)

هو ابن عقبة بن بُهَيش العدوي، أبو الحارث، والرُّمَّة: قطعة من الحبل البالي، أحد شعراء الطبقة الثانية الإسلاميين، عاصر جريرًا والفرزدق، ينظر: طبقات فحول الشعراء 2/ 534، 565، والشعر والشعراء 1/ 515، والأغاني 18/ 259.

ص: 353

مَدْرَجِي مُتَرَوِّحًا

عَلَى بانها

(1)

(2)

.. ....

فـ"مَدْرَجي" مبتدأٌ ومضافٌ إليه، والمَدْرَجُ هنا مصدرٌ، لا ظرفٌ؛ لعمله في "مُتَرَوِّحًا"، وهو حالٌ من الياء التي هي فاعلٌ في المعنى، و"على" خبر.

وقد يقال: استَغنى الناظم بقوله: «وقبلَ حالٍ لا يكون

(3)

»؛ لأن الحال متى قُدِّرت معمولةً للمبتدأ لم يكن لك أن تفصل بينهما بالخبر؛ إذ لا يُخبر عن المصدر قبل تمامه بمعموله

(4)

.

* قال ابنُه

(5)

: فإن صحَّ كونُ الحال خبرًا فالإضمارُ على سبيل الجواز، نحو: زيدٌ قائمًا، {وَنَحْنُ عُصْبَةً}

(6)

.

وهذا حَسَنٌ، ويلزمُه مثلُ ذلك في مسألة الواو

(7)

.

كضَرْبيَ العَبْد مُسِيْئًا وأَتَم

تبيينيَ الحقَّ مَنُوطًا بالحِكم

(خ 1)

* [«أَتَمّ تَبْيِينيَ الحقَّ مَنُوطًا بالحِكَمْ»]: ع: في هذا المثال نظرٌ؛ لأنه لو رُفع فيه "مَنُوطٌ" على الخبرية لصحَّ

(8)

.

(1)

كذا في المخطوطة، وصوابه ما في مصادر البيت: بابها.

(2)

بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:

تقول عجوزٌ مَدْرَجي مُتَروِّحًا

على بابها من عند رَحلي وغاديا

ينظر: الديوان 2/ 1311، وأخبار الزجاجي 241، والمحتسب 2/ 266، وإيضاح شواهد الإيضاح 2/ 832، وشرح جمل الزجاجي 2/ 487، والتذييل والتكميل 1/ 31، ومغني اللبيب 63.

(3)

كذا في المخطوطة، وهي بخط ابن هشام في الألفية بالتاء.

(4)

الحاشية في: 26، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 95، ولم يعزها لابن هشام.

(5)

شرح الألفية 88، 89.

(6)

يوسف 8، وهي قراءة تنسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ينظر: مختصر ابن خالويه 67، وشواذ القراءات للكرماني 241.

(7)

الحاشية في: 26.

(8)

الحاشية في: 7/أ.

ص: 354

* شَلَوْبِين

(1)

: ولا يسدُّ الحالُ في غير ذلك مسدَّ الخبر، ولهذا امتنع: زيدٌ وَحْدَه، عند مَنْ جَعل "وَحْدَه" حالًا

(2)

.

* «مُسِيئًا» : حالٌ من: «العَبْد» ، عاملُها الخبرُ المحذوف، ومنعوا كونَه المصدرَ؛ لأنها حينئذٍ

(3)

، / فلا تكون إذًا سادَّةً مسدَّ خبرِه.

ع: حكى

(4)

: أخطبُ ما يكون الأميرُ يومَ الجمعة، بالنصب، فلهذا يجوز في "إذا" المقدَّرةِ في: أخطبُ ما يكون الأميرُ قائمًا؛ أن تكون نصبًا لا غير، أي: أخطبُ أكوانِه واقعٌ في ذلك الوقت، و: يومُ

(5)

، فعلى ذلك يجوز كونُ "إذا" رفعًا، لكن بتقدير حذفِ مضاف، هو زمانٌ ناب عنه المصدر، أي: أخطبُ أوقاتِ أكوانِه ذلك اليومُ

(6)

.

(خ 2)

* في "إصلاح الخَلَل"

(7)

: تارةً تكون الحال من الفاعل، نحو: أكثرُ ركوبي الفرسَ دارعًا، وتارةً تكون من المفعول، نحو: أكثرُ شربي السويقَ ملتوتًا، وأكثرُ أكلي اللحمَ مشويًّا، وقولِ لَبِيدٍ

(8)

:

عَهْدِي بِهَا الحَيَّ الجَمِيعَ وَفِيهِمُ

قَبْلَ التَّفَرُّقِ مَيْسِرٌ وَنِدَامُ

(9)

(1)

حواشي المفصل 71.

(2)

الحاشية في: 7/أ.

(3)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(4)

موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.

(5)

هذا وجه ثانٍ محكي في العبارة المتقدمة: أخطبُ ما يكون الأميرُ يوم الجمعة.

(6)

الحاشية في: 7/أ مع 6/ب.

(7)

الحُلل في إصلاح الخلل من كتاب الجمل 140، 141.

(8)

هو ابن ربيعة العامري، أبو عقيل، أحد شعراء المعلقات الجاهليين، أدرك الإسلام، فأسلم، وتوفي في عهد معاوية رضي الله عنهما. ينظر: طبقات فحول الشعراء 1/ 123، والشعر والشعراء 1/ 266، والمؤتلف والمختلف للآمدي 229.

(9)

بيت من الكامل. نِدَام: جمع نديم أو ندمان. ينظر: الديوان 288، والكتاب 1/ 190، وإيضاح شواهد الإيضاح 2/ 594، وشرح التسهيل 3/ 111، والتذييل والتكميل 3/ 306، 9/ 175، 11/ 64.

ص: 355

وأما الذي يجوز فيه الوجهان فقولك: أكثرُ ضربي زيدًا قائمًا، تقديره:[إذْ كان، أو:]

(1)

إذا كان، أو: إذْ كنت، أو: إذا كنت.

ع: وكونُه حالًا من الثاني أَوْلى؛ لأنه أقرب، فاعتبارُه أظهرُ

(2)

.

وأَخْبَروا باثنين أو بأَكْثَرا

عن واحد كهم سَرَاةٌ شُعَرا

(خ 1)

* أجاز ابنُ عُصفورٍ

(3)

في:

وَهَذَا تَحْمِلِينَ طَلِيقُ

(4)

أن يكون "تحملين" خبرًا.

قال: والخبر قد يتعدَّد، كقولهم: حلوٌ حامضٌ، وقولِه

(5)

:

فَهْوَ يَقْظَانُ هَاجِعُ

(6)

وفي "المقرَّب"

(7)

وغيرِه مَنَعَه، وأسند ذلك إلى علةٍ نحويةٍ، فمقتضى الحالِ فسادُ أحدِ قولَيْه

(8)

.

(1)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في إصلاح الخلل، والسياق يقتضيه.

(2)

الحاشية في: 26.

(3)

شرح جمل الزجاجي 1/ 169.

(4)

بعض بيت من الطويل، ليزيد بن مفرِّغ الحِمْيَري، وهو بتمامه:

عَدَسْ ما لعبَّادٍ عليكِ إمارةٌ

نجوتِ وهذا تحملينَ طليقُ

عَدَسْ: كلمة زجر للبغلة. ينظر: الديوان 170، والأصول 1/ 215، والإنصاف 2/ 589، والتذييل والتكميل، 3/ 49، ومغني اللبيب 602، والمقاصد النحوية 1/ 408.

(5)

هو حميد بن ثور الهلالي.

(6)

بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:

ينامُ بإحدى مُقْلَتَيْه ويتَّقي

بأخرى الأعادي فهو يقظانُ هاجعُ

ينظر: الديوان 105، والشعر والشعراء 1/ 379، والتذييل والتكميل 3/ 50، 4/ 88، وتخليص الشواهد 214، والمقاصد النحوية 1/ 540.

(7)

128.

(8)

الحاشية في: 7/أ.

ص: 356

(خ 2)

* [«كـ: هم سَرَاةٌ شُعَرَا»]: ومثلُه: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ}

(1)

.

وغَلِط ابنُ الناظم

(2)

، فجَعل الآيةَ ممَّا تعدَّد مع عدم تعدُّدِ مَنْ هو له، والتحقيقُ أن يقال: إنه تعدَّد لا لتعدُّد مَنْ هو له، ولا يقال: مع عدم تعدُّدِ مَنْ هو له

(3)

.

(1)

الأنعام 39.

(2)

شرح الألفية 91.

(3)

الحاشية في: 26، ونقل ياسين في حاشية الألفية 1/ 97 تمثيله بالآية، وأشار للباقي.

ص: 357