المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الفاعِلُ   الفاعل الذي كمَرفوعَي أَتَى … زيدٌ منيرًا وجهُه نِعم الفتى وبعدَ - حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك - جـ ١

[ابن هشام النحوي]

فهرس الكتاب

- ‌مستخلص الرسالة

- ‌أقسام البحث:

- ‌المقدمة

- ‌الأهمية العلمية للمخطوطتين:

- ‌أسباب اختيار المخطوطتين:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌خطة المشروع:

- ‌منهج التحقيق:

- ‌الدراسة

- ‌المبحث الأول: ابن مالك وابن هشام الأنصاري، (ترجمة موجزة)

- ‌أولا: ابن مالك

- ‌ثانيًا: ابن هشام الأنصاري

- ‌المبحث الثاني: حاشيتا ابن هشام على الألفية

- ‌المطلب الأول: تحقيق عنوان المخطوطتين، وتوثيق نسبتهما إلى ابن هشام

- ‌المطلب الثاني: منهجهما. وفيه ثلاث مسائل:

- ‌المسألة الأولى: طريقة ابن هشام في عرض المادة العلمية

- ‌المسألة الثانية: عنايته بآراء العلماء

- ‌المسألة الثالثة: اختياراته وترجيحاته

- ‌المطلب الثالث: مصادرهما

- ‌المطلب الرابع: موازنة بينهما وبين أوضح المسالك

- ‌المطلب الخامس: تقويمهما. وفيه ثلاث مسائل:

- ‌المسألة الأولى: المحاسن

- ‌المسألة الثانية: المآخذ

- ‌المسألة الثالثة: التأثر والتأثير

- ‌المطلب السادس: وصف المخطوطتين، ونماذج منهما

- ‌الكلام وما يأتلف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌أَسْماءُ الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعَرّف بِأَداةِ التعرِيفِ

- ‌الابْتِدَاءُ

- ‌كانَ وأخواتها

- ‌أفْعالُ المقاربة

- ‌إِنَّ وأَخَواتُها

- ‌لا التي لنفي الجنس

- ‌ظن وأخواتُها

- ‌أَعْلَمَ وأَرى

- ‌الفاعِلُ

- ‌النَّائبُ عَنِ الفَاعِلِ

- ‌اشتِغالُ العامل عن المعمول

- ‌تعدِّي الفعْلِ ولزومُه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفْعولُ المطلقُ

- ‌المفعُولُ له

- ‌المفعولُ فيْهِ، وهو المسَمَّى ظَرْفا

- ‌المفعول مَعَهُ

- ‌الاستِثْناءُ

- ‌الحَالُ

- ‌التَمْييزُ

- ‌حُرُوفُ الجَرّ

- ‌الإِضَافَةُ

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إِعْمَالُ المصْدَرِ

- ‌إِعْمَالُ اسمِ الفاعِلِ

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنيةُ أسْماء الفاعلين والمفعولين(1)والصِّفات المشبهة بها

- ‌الصفة المشبهة باسْمِ الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نِعْمَ وبئْسَ وما جرى مجراهما

الفصل: ‌ ‌الفاعِلُ   الفاعل الذي كمَرفوعَي أَتَى … زيدٌ منيرًا وجهُه نِعم الفتى وبعدَ

‌الفاعِلُ

الفاعل الذي كمَرفوعَي أَتَى

زيدٌ منيرًا وجهُه نِعم الفتى

وبعدَ فعلٍ فاعلٌ فإِن ظَهَر

فهْوَ وإلا فضميرٌ استتر

(خ 1)

* قال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا}

(1)

، فاعلُ "يَهْدِ" ضميرُه تعالى، بدليل قراءةِ بعضِهم بالنون

(2)

، ومعناه: نُبَيِّنُ، قاله الزَّجَّاجُ

(3)

.

وقيل: الفاعلُ مقدَّر، أي: الهَدْيُ والأمرُ، أو النظرُ والاعتبارُ، قال ابنُ عَطِيَّةَ

(4)

: وهو أحسنُ ما يُقدَّر به عندي.

وردَّ عليه أبو حَيَّانَ

(5)

، وقال: هذا قولُ المُبَرِّدِ

(6)

، وفيه حذفُ الفاعل، وهو لا يجوز.

ع: هذا إضمارٌ لا حذفٌ، كما قالوا: إذا كان غدًا فأْتِني

(7)

، وإضمارُ ما لم يتقدم ذكرُه

(8)

لدليلٍ جائزٌ بالإجماع.

وقال

(9)

الزَّمَخْشَريُّ

(10)

: الفاعلُ الجملةُ بعدُ بمعناها

(11)

ومضمونها، ونظيرُه: {وَتَرَكْنَا

(1)

طه 128.

(2)

هي قراءة الحسن وأبي عبدالرحمن السلمي ومجاهد وقتادة. ينظر: المبسوط لابن مهران 211، وشواذ القراءات للكرماني 314.

(3)

معاني القرآن وإعرابه 3/ 379.

(4)

المحرر الوجيز 4/ 69.

(5)

البحر المحيط 7/ 396.

(6)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت. وينظر: إعراب القرآن للنحاس 3/ 204، ومشكل إعراب القرآن 532.

(7)

رواه سيبويه في الكتاب 1/ 224، والفراء في معاني القرآن 1/ 362.

(8)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(9)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(10)

الكشاف 3/ 96.

(11)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

ص: 483

عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ

(1)

* سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ}

(2)

، أي: تركنا عليه هذا اللفظَ، قال: ويجوز أن يكون فيه ضميرُ اللهِ أو الرسولِ

(3)

. قال أبو حَيَّانَ

(4)

: كونُ الجملة فاعلًا مذهبٌ كوفيٌّ

(5)

، والتنظيرُ بآيةِ " وَالصَّافَّاتِ "؛ لأن "تَرَكْنَا" في معنى القول، فحُكِيتْ به الجملةُ، كأنه قيل: وقلنا عليه، وأطلقنا هذا اللفظَ، والتخريجُ الأوَّلُ أَوْلى ما قيل، والمفعولُ عليه محذوفٌ، أي: أَوَلم يُبِيِّن الله العِبَرَ

(6)

بإهلاك القرون السابقة؟

ع: ابنُ مَالِكٍ

(7)

في: {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ}

(8)

: الفاعلُ مؤوَّلٌ، أي: كيفيَّةُ فِعْلِنا، وكذا:{أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا}

(9)

، أي: كثرةُ

(10)

(11)

.

ع: ولا يُنْكَرُ أن الجملة تكون في معنى المصدر، وإن لم تقترنْ بلفظه

(12)

.

وجَرِّدِ الفعلَ إذَا ما أُسْنِدَا

لاثنينٍ

(13)

او جمعٍ كفازَ الشُهَدا

(1)

انقطعت في المخطوطة.

(2)

الصافات 78، 79.

(3)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(4)

البحر المحيط 7/ 396.

(5)

ينظر: التذييل والتكميل 1/ 56، 6/ 173، وارتشاف الضرب 3/ 1320، ومغني اللبيب 524.

(6)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(7)

شرح التسهيل 2/ 123.

(8)

إبراهيم 45.

(9)

السجدة 26.

(10)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(11)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(12)

الحاشية في: 10/ب.

(13)

كذا في المخطوطة، والذي في نسخ الألفية العالية التي اعتمدها محققها:«لاثنينِ أو» . ينظر: الألفية 99.

ص: 484

وقد يُقالُ سَعِدَا وسَعِدُوا

والفعلُ للظاهر بعد مسند

(خ 1)

* قولُه: «وقد يُقَالُ» البيتَ: ادَّعى الزَّمَخْشَريُّ

(1)

في: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ}

(2)

أنه يجوز كونُ "مَنْ" فاعلًا، والفاعلُ علامتُه جمعٌ، كما قالوا: أكلوني البَرَاغِيثُ

(3)

.

قال أبو حَيَّانَ

(4)

: نصَّ ابنُ عُصْفُورٍ

(5)

على أنها لغةٌ ضعيفةٌ، وأيضًا فلم تُسْمَع إلا والفاعلُ صريحٌ في الجمع، لا محتَمِلٌ، وعَوْدُ الضمير على مفردٍ

(6)

(7)

.

ويرفعُ الفاعلَ فعلٌ أُضْمرا

كمثلِ زيدٌ في جواب من قرا

وتاءُ تأنيثٍ تَلي المَاضِيْ إذَا

كان لأُنثى كأَبَتْ هندُ الأَذى

(خ 1)

* رُوِي عن أبي

(8)

حَنِيفَةَ رحمه الله تعالى أنه قال لَمَّا قال قَتَادَةُ

(9)

بنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ بالكوفة: سَلُوني ما شئتم: سَلُوه عن نملة سليمانَ؛ أذكرًا كانت أم أنثى؟

(1)

الكشاف 3/ 43.

(2)

مريم 87.

(3)

لغة لبعض العرب رواها سيبويه في الكتاب 1/ 19، 78، 2/ 41، 3/ 209، والأخفش في معاني القرآن 1/ 286.

(4)

البحر المحيط 7/ 299.

(5)

شرح جمل الزجاجي 1/ 167.

(6)

موضع النقط مقدار سطر انقطع في المخطوطة.

(7)

الحاشية في: 10/ب.

(8)

هو النعمان بن ثابت التيمي الكوفي، أحد أئمة المذاهب الفقهية الأربعة المتبوعة، أخذ عن كبار التابعين، توفي سنة 150. ينظر: سير أعلام النبلاء 6/ 390.

(9)

هو أبو الخطاب، من أعلام التابعين البصريين، وكبار المحدثين والمفسرين، أخذ عن أنس بن مالك وابن المسيب والحسن وغيرهم، توفي سنة 118. ينظر: سير أعلام النبلاء 5/ 269.

ص: 485

فسَأَلوه، فلم يُجِبْ، فسُئِل أبو حَنِيفَةَ، فقال: أنثى؛ لقوله تعالى: {قَالَتْ نَمْلَةٌ}

(1)

؛ وإلا لقال: قال نملةٌ

(2)

.

قالوا: ولا حجَّةَ فيما ذكره أبو حَنِيفَةَ؛ لأن ما لا يُمكن التمييزُ فيه بين الذكر والأنثى، ولفظُه مؤنثٌ؛ تَجِب فيه التاءُ، كالنملة والقَمْلة، فهذا كالمؤنث بالتاء من الحيوان العاقلِ، كالمرأة، أو غير العاقل، كالدابَّة.

وقال الزَّمَخْشَريُّ

(3)

: النملةُ كالحمامة والشاة في وقوعها على الذكر والأنثى، تقول: حمامةٌ ذَكَرٌ، وحمامةٌ أنثى، و: هو، وهي.

قال أبو حَيَّانَ

(4)

: بين

(5)

فيمكن التمييز

(6)

بالصفة، فتقول: حمامةٌ ذَكَرٌ، وحمامةٌ أنثى، وأما التمييز بـ"هو" و"هي" فلا يجوز، لا تقول: هو الحمامة، ولا: هو الشاة

(7)

.

* قال أبو عَلِيٍّ في "التَّكْمِلة"

(8)

: قال أبو عَمْرٍو، عن يُونَسَ

(9)

: فإذا أرادوا المذكرَ قالوا: هذا شاةٌ ذَكَرٌ، وهذا حمامةٌ ذَكَرٌ، وهذا بطَّةٌ ذَكَرٌ

(10)

.

* فأما قولُه تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ}

(11)

، ثم قال:{مِنْهُ} ؛ ففيه وجهان:

(1)

النمل 18.

(2)

أورد القصة الزمخشري في الكشاف 3/ 356.

(3)

الكشاف 3/ 356.

(4)

البحر المحيط 8/ 220.

(5)

موضع النقط مقدار سطر انقطع في المخطوطة.

(6)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(7)

الحاشية في: 10/ب.

(8)

366.

(9)

ينظر: المخصص 5/ 68.

(10)

الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين 10/ب و 11/أ.

(11)

النساء 8، وتمامها:{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} .

ص: 486

أحدهما: أنه حَمَل "القسمة" على المقسوم، فيكون تذكيرًا على المعنى.

والثاني: أن يعود على غير مذكورٍ في اللفظ، أي: فارزقوهم من الإرث، كقوله:{مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ}

(1)

، وهذا هو الجيد

(2)

.

ع: لأن الأول خاص بالقسمة، وأبو عَلِيٍّ جوَّزهما في "التَّكْمِلة"

(3)

.

وأما قوله

(4)

:

إِذْ هِيَ أَحْوَى

...

البيتَ

(5)

؛ فـ"حاجبُه" مبتدأٌ، و"العينُ" معطوفٌ، و"مَكْحُولُ" إن شئت أعطيته للثاني، وجعلت خبرَ الأول محذوفًا، وهو الأرجحُ، كما تحمل على العامل الأقربِ في نحو: ضربت وضربني زيدٌ، وعليه جاء:

(1)

فاطر 45.

(2)

كأنه ضرب على قوله: «وهذا هو الجيد» .

(3)

310.

(4)

هو طُفَيل الغَنَوي.

(5)

بعض بيت من البسيط، وهو بتمامه:

إذْ هيَ أحوى من الرِّبْعيِّ، حاجبُهُ

والعينُ بالإِثْمدِ الحاريِّ مكحولُ

أحوى: في لونه سواد، والرِّبْعي: نبات الربيع. ينظر: الديوان 75، والكتاب 2/ 46، ومعاني القرآن للفراء 1/ 127، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/ 366، والبصريات 1/ 661، وسر صناعة الإعراب 2/ 669، والإنصاف 2/ 638، وشرح جمل الزجاجي 2/ 373، 2/ 612، وضرائر الشعر 277، والتذييل والتكميل 4/ 24.

ص: 487

نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا وَأَنْتَ بِمَا

عِنْدَكَ رَاضٍ

(1)

،

....

وإن شئت عكست.

ع: هذا عندي أرجحُ، خلافًا لعَبْدِالقَاهِر

(2)

؛ لأنه اعتَضَد بمرجِّحٍ، وهو عدم المخالفة بين المذكر والمؤنث، وهذا قول الأَصْمَعيِّ، رواه عنه أبو عُثْمَانَ وغيرُه

(3)

، والأولُ حكاه في "التَّكْمِلة"

(4)

عن س

(5)

، وعلى هذا يكون من باب الضرورة، كقوله

(6)

:

(1)

بعض بيت من المنسرح، لعمرو بن امرئ القيس الخزرجي، وقيل: لقيس بن الخَطِيم، وهو بتمامه:

نحن بما عندنا، وأنتَ بما

عندكَ راضٍ والرأيُ مختلفُ

ينظر: الكتاب 1/ 75، ومعاني القرآن للفراء 1/ 434، 445، وللأخفش 1/ 88، 357، ومجاز القرآن 1/ 39، والبيان والتبيين 3/ 100، والمقتضب 3/ 112، 4/ 73، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/ 279، والتبيين 338، وسفر السعادة 2/ 781، وشرح التسهيل 1/ 61، والتذييل والتكميل 1/ 230، 5/ 189، ومغني اللبيب 810، والمقاصد النحوية 1/ 534، وخزانة الأدب 4/ 275، 10/ 295.

(2)

المقتصد في شرح التكملة 1/ 562.

(3)

ينظر: إعراب القرآن للنحاس 5/ 132، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/ 367، والتكملة 310، والمخصص 5/ 56.

(4)

310.

(5)

الكتاب 2/ 46.

(6)

هو عامر بن جُوَين الطائي.

ص: 488

..................

وَلَا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا

(1)

(2)

وإنما تلزمُ فعلَ مُضمر

متصلٍ أو مفهم ذات حِر

(خ 1)

* قولُه: «وإنَّما تَلْزَمُ فِعْلَ مُضْمَرِ» : إنما لم تَجِبْ في: طَلَعَت الشمسُ

(3)

، ووَجَبَت في: الشمسُ طَلَعَتْ؛ لأن مجيء الفاعل بعد الفعل لا يُوقِع في لَبْسِ أنَّ المراد غيرُه، وأما إذا قلت: الشمسُ طَلَعَت، فإنك لو لم تأتي

(4)

بالتاء جاز أن يُظَنَّ أن الفاعل شيء منتَظَرٌ غيرُ ما تقدَّم، أشار إليه

(5)

أبو عَلِيٍّ

(6)

، وذَكَرَه شيخُنا

(7)

، ويمكن أيضًا أن يقال: إنَّ بحَسَبِ شدةِ اتصال الفاعل استحقَّ تأنيثَ

(8)

الفعلِ له.

(1)

عجز بيت من المتقارب، وصدره:

فلا مُزْنةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها

...

أبقلت الأرض: خرج بَقْلُها، وهو النبات. ينظر: الكتاب 2/ 46، ومعاني القرآن للفراء 1/ 127، ومجاز القرآن 2/ 67، 2/ 124، ومعاني القرآن للأخفش 1/ 62، 327، والأصول 2/ 413، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/ 363، والمحتسب 2/ 112، وأمالي ابن الشجري 1/ 242، واللباب 2/ 102، وشرح التسهيل 1/ 123، والتذييل والتكميل 2/ 141، 6/ 196، ومغني اللبيب 860، والمقاصد النحوية 2/ 928، وخزانة الأدب 1/ 45.

(2)

الحاشية في: وجه الورقة الملحقة بين 10/ب و 11/أ.

(3)

في المخطوطة: «الشمسم طلعتم» ، دلالةً على أن الصواب بالتقديم والتأخير.

(4)

كذا في المخطوطة، والوجه: تأتِ، لأنه مجزوم بحذف حرف العلة.

(5)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(6)

التكملة 307.

(7)

المتكلم هنا هو عبدالقاهر الجرجاني، كما سيأتي في آخر الحاشية، وشيخه هو محمد بن الحسين بن محمد بن عبدالوارث الفارسي، أبو الحسين، أحد العلماء بالنحو والأدب، أخذ عن خاله أبي علي الفارسي، وأخذ عنه عبدالقاهر الجرجاني، له: كتاب الشعر، وكتاب الهجاء، توفي سنة 421. ينظر: نزهة الألباء 251، ومعجم الأدباء 6/ 2523، وإنباه الرواة 3/ 116، وبغية الوعاة 1/ 94.

(8)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

ص: 489

ع: ألا ترى أن الفعل لا يؤنث لتأنيث المفعول، وأن الفاعل إذا فُصِل من الفعل

(1)

استُبِيح فيه عدمُ التأنيث؟

(2)

فإذا كان ضميرًا كان أشدَّ اتصالًا من الظاهر.

ع: وأنه

(3)

في الظاهر في نحو: طَلَعَت الشمسُ، يجوز الوجهان، وما بعد الجواز إلا الوجوبُ، وأما نحو: هند قامت، فأوضحُ؛ لأنه كان مع الظاهر واجبًا. انتهى.

ع: هذا كلام عَبْدِالقَاهِر

(4)

(5)

.

* قال ابنُ الخَبَّازِ

(6)

(7)

وابنُ يَعِيشَ

(8)

وغيرُهم

(9)

-وهو مستفادٌ من كلام

(10)

-: إنما لَحِقَتْ علامةُ التأنيث في مجيء

(11)

، دون علامةِ التثنية والجمع في الأمر العام؛ لأن

(12)

والجمع غير لازمَيْنِ؛ لأن كل اثنين وكلَّ جماعةٍ يجوز أن

(13)

، بخلاف المؤنث؛ فإنه لا ينقلب مذكرًا

(14)

.

(1)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(2)

انتهى هنا تعليق ابن هشام على الكلام المنقول.

(3)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(4)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت. ينظر: شرح التكملة 1/ 558، 559.

(5)

الحاشية في: ظهر الورقة الملحقة بين 10/ب و 11/أ.

(6)

توجيه اللمع 124.

(7)

موضع النقط مقدار كلمة أو كلمتين انقطعتا في المخطوطة.

(8)

شرح المفصل 5/ 92.

(9)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت. ينظر: الأصول 1/ 173، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي 6/ 117، والتكملة 307، والحجة 2/ 52، والتعليقة 1/ 243، وأمالي ابن الشجري 1/ 200، وشرح جمل الزجاجي 1/ 168.

(10)

موضع النقط مقدار كلمة أو كلمتين انقطعتا في المخطوطة.

(11)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(12)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(13)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(14)

الحاشية في: 11/أ.

ص: 490

وقد يُبيح الفَصلُ تركَ التاءِ في

نحوِ أتى القاضيَ بنتُ الواقف

(خ 1)

* ع: جعلوا للمجاورة حظًّا، ولم ينظروا إلى الحقيقة، كما قالوا: جُحْرُ ضبٍّ خَرِبٍ

(1)

، وإنما لَزِمَت في نحو: هند قامت؛ لأن الفاعل لا يمكن انفصاله؛ أَلَا تراه

(2)

حيث أمكن حُذِفت، نحو: هند ما قام إلا هي؟

(3)

* ع: قرأ إِبْراهِيمُ

(4)

: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ}

(5)

بالياء، فيُمكِن أن يكون ذلك للفصل، ويمكن أن يكون اسمُ "كان" ضميرَه تعالى، والجملةُ بعده خبرٌ، أو ضميرَ الشأن، والجملةُ مفسِّرة.

قال أبو الفَتْحِ

(6)

: وأنا أرى أنَّ: كان في الدار هندٌ، أسهلَ من: حضر القاضيَ امرأةٌ؛ لأن تأنيث الفاعل إنما لَحِقَ الفعلَ؛ لأنهما كالشيء الواحد من جهةِ افتقارِ كلٍّ منهما إلى الآخر

(7)

، وأنت لو حذفت "كان" بقي اسمُها مبتدأً، وما بعده خبرُه، فافهمْ ذلك، فإنه حَالُه

(8)

.

والحذفُ معْ فَصْلٍ بإِلا فُضِّلا

كما زكى

(9)

إلَّا فَتاةُ ابنِ العلا

وَالحذفُ قد يأتي بلا فصلٍ ومع

ضميرِ ذي المجازِ في شعرٍ وقع

(خ 1)

(1)

قول للعرب رواه الأخفش في معاني القرآن 2/ 449.

(2)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(3)

الحاشية في: 11/أ.

(4)

هو ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، أبو عمران، أحد أئمة أتباع التابعين، أخذ عن تلاميذ ابن مسعود. ينظر: سير أعلام النبلاء 4/ 520.

(5)

الأنعام 101. ينظر: مختصر ابن خالويه 45، وشواذ القراءات للكرماني 175.

(6)

المحتسب 1/ 224.

(7)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(8)

الحاشية في: 11/أ.

(9)

كذا في المخطوطة، والوجه: زكا؛ لأنه واوي اللام.

ص: 491

* [في شِعْرٍ وَقَعْ]:

فَإِمَّا تَرَيْنِي اليومَ

(1)

لِي لِمَّةٌ

فَإِنَّ الحَوَادِثَ أَوْدَى بِهَا

(2)

إن قيل: لو قال: أَوْدَتْ، لم ينكسر.

فالجوابُ: أنه كان يكون فيه

(3)

عدم الرِّدْف

(4)

؛ لأن القصيدة كلَّها مُرْدَفة

(5)

.

* [في شِعْرٍ وَقَعْ]: ع: وأجازه ابنُ كَيْسَانَ

(6)

في النثر.

وقد يُستَدل له بقوله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ}

(7)

، قال أبو عَلِيٍّ في "التَّذْكِرة"

(8)

: وليس منه؛ لأن "القِسمة" يراد بها المقسومُ، كالطِلْق

(9)

، والصيد، والصِيد، أَلَا ترى أنهم لا يُرْزَقون من تمييز الحِصَص، بل من الأعيان التي تُقسَم وتُمَيَّزُ؟

(1)

كذا في المخطوطة مضبوطًا، وعليه ينكسر البيت، وصوابه ما في المصادر:

فإمَّا تَرَيْنِي وَلِي لِمَّةٌ

...

وروي بروايات أخرى، ليس منها ما في المخطوطة.

(2)

بيت من المتقارب، للأعشى. اللِمَّة: الشَعر إذا ألمَّ بالمنكبين. ينظر: الديوان 171، والكتاب 2/ 46، ومجاز القرآن 1/ 267، ومعاني القرآن للأخفش 1/ 62، والأصول 2/ 413، والبصريات 1/ 367، وأمالي ابن الشجري 1/ 159، والإنصاف 2/ 629، وشرح التسهيل 1/ 123، والتذييل والتكميل 6/ 196، والمقاصد النحوية 2/ 930، 4/ 1801، وخزانة الأدب 11/ 430.

(3)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(4)

الرِّدْف هو ألفٌ أو واوٌ أو ياءٌ سواكن قبل حرف الروي معه، والواو والياء تجتمعان في قصيدة واحدة، والألف لا يكون معها غيرها. ينظر: الوافي في العروض والقوافي 204، 205.

(5)

الحاشية في: 11/أ.

(6)

ينظر: شرح الكافية الشافية 2/ 597، ومغني اللبيب 860، وخزانة الأدب 1/ 46.

(7)

النساء 8.

(8)

لم أقف عليه في مختارها لابن جني. وينظر: الشيرازيات 1/ 240، والحجة 3/ 266، 278.

(9)

هو الشيء الحلال المطلق. ينظر: القاموس المحيط (ط ل ق) 2/ 1200.

ص: 492

ع: وقيل: الضمير لـ"النصيب" في قوله: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ}

(1)

، وقيل: للرزق المفهوم من: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} ، كقوله:{اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ}

(2)

.

ومِثلُ الآية: {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ}

(3)

، أي

(4)

: مقسوم.

ومن ذلك: {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا}

(5)

، في قراءة مَنْ فتح طاء "قِطَعًا"

(6)

، فإنه مستشكَلٌ؛ إذ الوجه أن يقول: مُظلِمةً.

والجواب عند علماء العربية: أن "مُظلِمًا" ليس صفةً لـ"قِطَعًا"، بل حالٌ من "الليل"

(7)

.

والتاءُ مع جمعٍ سوى السالمِ من

مُذكَرٍ كالتاءِ مع إِحدى اللَبِن

(خ 1)

* قولُه: «جَمْعٍ سِوَى السالِمِ» : نحو: {وَقَالَ نِسْوَةٌ}

(8)

.

وقولُه: «سِوَى السالِمِ» : لأن الواو عَلَمُ التذكير؛ ولأن المفرد لم يتغيَّر.

وقولُه: «معْ إحدى اللَبِنْ» : يعني: في التذكير والتأنيث لا غيرُ، ولا يريد في كيفية التأنيث؛ أَلَا تراك تقول: النسوة قائمات، ولا يجوز: قائمةٌ، كما لا تقول: اللَّبِنةُ انكسرت؟

(9)

(1)

النساء 7.

(2)

المائدة 8.

(3)

القمر 28.

(4)

انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(5)

يونس 27.

(6)

هي قراءة نافع وأبي عمرو وعاصم وابن عامر وحمزة، وقرأ ابن كثير والكسائي بإسكان الطاء. ينظر: السبعة 325، والإقناع 2/ 661.

(7)

الحاشية في: 11/أ.

(8)

يوسف 30.

(9)

كذا في المخطوطة، ولم يتبين لي وجه منعه، ولعل الصواب: انكسرن.

ص: 493

وقد يقال: كلامُه في الظاهر، ومسألةُ الضمير تقدَّمت، وليس كذلك

(1)

عندي

(2)

.

* قال الله تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ}

(3)

، وقرأ حَمْزةُ والكِسَائيُّ:{فَنَادَاهُ} بالتذكير

(4)

، قال أبو عَبْد [الله]

(5)

الفَاسِيُّ

(6)

: واختاره بعضُهم؛ لِمَا في التأنيث من موافقة دعوى الجاهلية، وليس بشيءٍ؛ لإجماعهم على:{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ}

(7)

(8)

.

* [معْ جَمْعٍ سِوَى السالِمِ من مذكَّرٍ]: وحُكْمُ "بَنُونَ" كجمع "زيود"؛ لأنه

-وإن أُعرب إعرابَ جمعِ السالم- إلا أنه مكسَّر، قال الشاعرُ

(9)

:

قَالَتْ بَنُو عَامِرٍ: خَالُوا بَنِي أَسَدٍ

(10)

وقال

(11)

:

(1)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(2)

الحاشية في: وجه الورقة الملحقة بين 10/ب و 11/أ.

(3)

آل عمران 39.

(4)

ينظر: السبعة 205، والإقناع 2/ 619.

(5)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.

(6)

اللآلئ الفريدة في شرح القصيدة 2/ 214.

(7)

آل عمران 45.

(8)

الحاشية في: 11/أ.

(9)

هو النابغة الذبياني.

(10)

صدر بيت من البسيط، وعجزه:

يا بؤسَ للجهل ضرَّارًا لأقوام

خالوا: تخلَّوا واهجروا. ينظر: الديوان 82، والشعر والشعراء 1/ 96، 171، والأصول 1/ 371، واللامات 109، والخصائص 3/ 108، واللآلي في شرح أمالي القالي 2/ 65، وأمالي ابن الشجري 2/ 303، والإنصاف 1/ 269، وشرح التسهيل 2/ 113، والتذييل والتكميل 6/ 201، وخزانة الأدب 2/ 131.

(11)

هو النابغة الذبياني.

ص: 494

وَلَا تُلَاقِي كَمَا لَاقَتْ بَنُو أَسَدٍ

(1)

وقال

(2)

:

وَقَدْ عَسَرَتْ مِنْ دُونِهِمْ بِأَكُفِّهِمْ

بَنُو عَامِرٍ عَسْرَ المَخَاضِ المَوَانِعِ

(3)

أنشدهما

(4)

في "الاقْتِضاب"

(5)

(6)

.

والحذفَ في نعم الفتاةُ استَحْسنُوا

لأن قَصْدَ الجنسِ فيه بَيِّنُ

والأصلُ في الفاعل أن يتَّصِلا

والأَصلُ في المفعولِ أن ينفصلا

وقد يُجاءُ بخِلافِ الأَصل

وقد يجيْ المفعولُ قبلَ الفعل

وأَخِّرِ المفعولَ إِن لَبْسٌ حُذِر

أَو أُضْمِرَ الفاعلُ غيرَ منحصر

(خ 1)

* [وأَخِّرِ المفعولَ إنْ لَبْسٌ حُذِر]: ع: نحو: ضربت زيدًا.

وهذا يُوهِم أنه لا يجوز تقديمُ المفعول هنا على الفعل، وليس كذلك.

والحاصل أنه لو قال: إذا أَلْبَسَ وجب تقديمُ الفاعل، وتأخيرُ المفعول، وإذا كان الفاعل مضمرًا غيرَ منحصرٍ لم يَجُزِ الفَصْلُ بين الفعل والفاعل بالمفعول؛ لكان مستقيمًا؛ لأن تقديم المفعول

(7)

على الفعل في: ضرب موسى عيسى لا يجوز؛ لأنه يُوهِم أنه مبتدأٌ،

(1)

صدر بيت من البسيط، وعجزه:

فقد أصابتْهُمُ منها بشُؤْبُوب

ينظر: الديوان 52، والكامل 2/ 557.

(2)

هو النابغة الذبياني.

(3)

بيت من الطويل. عَسَرت: رفعت أكفَّها بالسيوف، المخاض: الحوامل من الإبل، والموانع: التي حملت فترفع ذنَبها تمتنع به من الفحل. ينظر: الديوان 87، والمعاني الكبير 2/ 820.

(4)

كذا في المخطوطة، وقد أنشد في "الاقتضاب" الأبيات الثلاثة متوالية.

(5)

3/ 268.

(6)

الحاشية في: 11/أ.

(7)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

ص: 495

وأن الفعل بعده مسندٌ إلى ضميره، بخلاف: زيدًا ضربت.

والعذرُ له: أن المراد بقوله: «أَخِّرْ» أنك لا تجعلُه تاليًا للفعل، سواءٌ تقدَّم أو تأخَّر، يدل على ذلك فحوى كلامِه

(1)

.

وما بإِلَّا أو بإِنّما انْحَصَر

أَخِّرْ وقد يَسْبِقُ إِن قَصْدٌ ظَهَر

وشاعَ نحوُ خافَ رَبَّه عُمَرْ

وشَذَّ نحوُ زانَ نَورُهُ الشَّجَر

(1)

الحاشية في: 11/أ.

ص: 496