المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين(1)والصفات المشبهة بها - حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك - جـ ١

[ابن هشام النحوي]

فهرس الكتاب

- ‌مستخلص الرسالة

- ‌أقسام البحث:

- ‌المقدمة

- ‌الأهمية العلمية للمخطوطتين:

- ‌أسباب اختيار المخطوطتين:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌خطة المشروع:

- ‌منهج التحقيق:

- ‌الدراسة

- ‌المبحث الأول: ابن مالك وابن هشام الأنصاري، (ترجمة موجزة)

- ‌أولا: ابن مالك

- ‌ثانيًا: ابن هشام الأنصاري

- ‌المبحث الثاني: حاشيتا ابن هشام على الألفية

- ‌المطلب الأول: تحقيق عنوان المخطوطتين، وتوثيق نسبتهما إلى ابن هشام

- ‌المطلب الثاني: منهجهما. وفيه ثلاث مسائل:

- ‌المسألة الأولى: طريقة ابن هشام في عرض المادة العلمية

- ‌المسألة الثانية: عنايته بآراء العلماء

- ‌المسألة الثالثة: اختياراته وترجيحاته

- ‌المطلب الثالث: مصادرهما

- ‌المطلب الرابع: موازنة بينهما وبين أوضح المسالك

- ‌المطلب الخامس: تقويمهما. وفيه ثلاث مسائل:

- ‌المسألة الأولى: المحاسن

- ‌المسألة الثانية: المآخذ

- ‌المسألة الثالثة: التأثر والتأثير

- ‌المطلب السادس: وصف المخطوطتين، ونماذج منهما

- ‌الكلام وما يأتلف منه

- ‌المعرب والمبني

- ‌النكرة والمعرفة

- ‌العلم

- ‌أَسْماءُ الإشارة

- ‌الموصول

- ‌المعَرّف بِأَداةِ التعرِيفِ

- ‌الابْتِدَاءُ

- ‌كانَ وأخواتها

- ‌أفْعالُ المقاربة

- ‌إِنَّ وأَخَواتُها

- ‌لا التي لنفي الجنس

- ‌ظن وأخواتُها

- ‌أَعْلَمَ وأَرى

- ‌الفاعِلُ

- ‌النَّائبُ عَنِ الفَاعِلِ

- ‌اشتِغالُ العامل عن المعمول

- ‌تعدِّي الفعْلِ ولزومُه

- ‌التنازع في العمل

- ‌المفْعولُ المطلقُ

- ‌المفعُولُ له

- ‌المفعولُ فيْهِ، وهو المسَمَّى ظَرْفا

- ‌المفعول مَعَهُ

- ‌الاستِثْناءُ

- ‌الحَالُ

- ‌التَمْييزُ

- ‌حُرُوفُ الجَرّ

- ‌الإِضَافَةُ

- ‌المضاف إلى ياء المتكلم

- ‌إِعْمَالُ المصْدَرِ

- ‌إِعْمَالُ اسمِ الفاعِلِ

- ‌أبنية المصادر

- ‌أبنيةُ أسْماء الفاعلين والمفعولين(1)والصِّفات المشبهة بها

- ‌الصفة المشبهة باسْمِ الفاعل

- ‌التعجب

- ‌نِعْمَ وبئْسَ وما جرى مجراهما

الفصل: ‌أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين(1)والصفات المشبهة بها

‌أبنيةُ أسْماء الفاعلين والمفعولين

(1)

والصِّفات المشبهة بها

(خ 2)

* الصفةُ: ما دلَّ على حَدَثٍ وصاحبِه، ثم هي أربعةُ أقسامٍ:

اسمُ فاعلٍ، وهو ما دلَّ على حدوثٍ وحدثٍ وفاعلِه.

واسمُ مفعولٍ، وهو ما دلَّ على حدوثٍ وحدثٍ ومفعولِه.

وصفةٌ مشبَّهةٌ، وهو ما دلَّ على ثبوتٍ، ولم يقتضِ المشاركةَ والزيادةَ.

واسمُ تفضيلٍ، وهو ما دلَّ على ثبوتٍ، واقتضى المشاركةَ والزيادةَ

(2)

.

* قولُه: «أبنيةُ أسماءِ الفاعلين» : قال ش ع

(3)

: المراد باسم الفاعل هنا: ما دلَّ على المُحَدَّث عنه بالفعل الذي لم يُبْنَ للمفعول، والأصلُ فيه إذا كان فعلُه ثلاثيًّا أن يكون على زِنَة "فاعِلٍ"، ولذلك أُجيز صوغُه على "فاعِلٍ" مطلقًا إذا قُصد به الاستقبالُ، قال الفَرَّاءُ

(4)

: العربُ تقول لمَنْ لم يَمُتْ: مائتٌ عن قليلٍ، ولا يقولون لمَنْ قد مات: هذا مائتٌ، إنما يقال في الاستقبال

(5)

.

كفاعل صغ اسم فاعل إذا

لم يك

(6)

ثلاثة يكون كغذا

(خ 1)

* تقول: كَتَبَ فهو كاتبٌ، وقَعَدَ فهو قاعدٌ، وعَلِمَ فهو عالمٌ، وفَرِحَ فهو فارحٌ،

(1)

فوقها في المخطوطة خطٌّ كأنَّه ضرب عليها، ولم ترد في نسخ الألفية العالية التي اعتمدها محققها، لكن ذكر زكريا الأنصاري أنها جاءت في بعض النسخ. ينظر: الألفية 126، والدرر السنية 2/ 666، وحاشية الألفية لياسين 1/ 456.

(2)

الحاشية في: 81.

(3)

شرح عمدة الحافظ 2/ 124.

(4)

معاني القرآن 2/ 72، 232.

(5)

الحاشية في: 81.

(6)

كذا في المخطوطة، وصوابه ما في متن الألفية:«مِنْ ذِي» . ينظر: الألفية 126، البيت 457.

ص: 830

وحَمُضَ اللبنُ فهو حامضٌ.

قال الله سبحانه: {وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ}

(1)

، {إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}

(2)

، {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا}

(3)

، {إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}

(4)

، {أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا}

(5)

، وقال:{وَرَجُلًا سَالِمًا}

(6)

، وقال الحَمَاسيُّ

(7)

:

وَمَا أَنَا مِنْ رُزْءٍ وَإِنْ جَلَّ جَازِعٌ

وَلَا بِسُرُورٍ بَعْدَ مَوْتِكَ فَارِحُ

(8)

فيه شاهدٌ مرَّتين

(9)

(10)

.

* قال ابنُ عَطِيَّةَ

(11)

في: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ}

(12)

: إنهم اختَلفوا في "حافِّين": هل له مفردٌ أو لا؟ وليس هذا الكلامُ بجيدٍ؛ لأن كل فعلٍ متصرفٍ يجوز أن يُستعمل له اسمُ فاعلٍ، ولا خلافَ في جواز قولِك: حَفَّ يَحِفُّ فهو حافٌّ، وإنما الممتنعُ قولًا واحدًا أن يقال: حَفَّ زيدٌ بالبيت؛ لأن الشخص لا يمكنه الإحاطةُ بجميع أجزاء البيت دَفْعَةً، فهذا يمتنعُ، كما يمتنعُ: اختَصم زيدٌ، وزيدٌ مختصمٌ، وأما لو قلت: أَحَافٌّ القومُ بالبيت؟ كما تقول: أقائمٌ زيدٌ؟ أو: العذابُ حافٌّ بالقوم؛ جاز بالإجماع،

(1)

الأنبياء 94.

(2)

المائدة 24.

(3)

مريم 5، 8.

(4)

فاطر 38.

(5)

فصلت 40.

(6)

الزمر 29، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو. ينظر: السبعة 562، والإقناع 2/ 750.

(7)

هو الأَشْجَع السُّلَمي.

(8)

بيت من الطويل. ينظر: أمالي القالي 2/ 118، وشرح الحماسة للمرزوقي 1/ 858، والتذييل والتكميل 11/ 48، والمقاصد النحوية 3/ 1445.

(9)

في قوله: «جازع» و: «فارح» .

(10)

الحاشية في: 20/أ.

(11)

المحرر الوجيز 4/ 543، 544.

(12)

الزمر 75.

ص: 831

كما قال الله تعالى: {عَذَابَ [يَوْمٍ]

(1)

مُحِيطٍ}

(2)

، فهل يقول أحدٌ بأنه لا يجوز "محيط" ونحوُه؟

(3)

وهو قليل في فعلت وفعل

غير معدى بل قياسه فعل

(خ 2)

* الجَوْهَريُّ

(4)

: نَجِسَ الشيءُ -بالكسر- يَنْجَسُ نَجَسًا، فهو نَجِسٌ، ونَجَسٌ أيضًا، وقال الله تعالى:{إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}

(5)

، قال الفَرَّاءُ

(6)

: إذا قالوه مع الرِّجْس أَتْبعوه إيَّاه، فقالوا: رِجْسٌ نِجْسٌ.

ع: إنما كتبتُ هذا؛ لأنه لم يَذكُر في "التَّسْهِيل"

(7)

حين ذَكَرَ ما قَلَّ من الأوصاف من "فَعِلَ": "فَعَلًا".

ع: وإني لأَخْشَى أن يكون قولُهم: فهو نَجَسٌ من باب الوصف بالمصدر، ويدلُّ عليه: الإخبارُ به عن الجمع في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}

(8)

، ولَمَّا رأى الجَوْهَريُّ ذلك تَوَهَّمَه وصفًا حقيقيًّا، فعَدَّه قَسِيمًا للمصدر

(9)

.

* قال بَدْرُ الدِّينِ في "شرح قصيدة الناظم في الأَبْنِية"

(10)

: بناءُ اسم الفاعل من "فَعِلَ" اللازمِ: فَعِلٌ، وأَفْعَلُ، وفَعْلانُ:

(1)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في الآية الكريمة.

(2)

هود 84.

(3)

الحاشية في: 20/أ.

(4)

الصحاح (ن ج س) 3/ 981.

(5)

التوبة 28.

(6)

معاني القرآن 1/ 430.

(7)

196.

(8)

التوبة 28.

(9)

الحاشية في: 82، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 458.

(10)

67.

ص: 832

فـ"فَعِلٌ" للأدواء والأعراضِ: خَبِط فهو خَبِط

(1)

، ووَجِعَ فهو وَجِعٌ، وفَرِحَ فهو فَرِحٌ، وأَشِرَ فهو أَشِرٌ.

وقد يُوافقُه "فَعُلٌ"، نحو: ندُس

(2)

فهو نَدِسٌ [ونَدُسٌ]

(3)

، ويَقِظَ فهو يَقِظٌ ويَقُظٌ، وقد تُخفَّفُ عينُه، فيجيءُ على "فَعْلٍ"، نحو: شَئِزَ المكانُ فهو شَأْزٌ: خَشُنَ لكثرة حجارته

(4)

.

و"أَفْعَلُ" للألوان والخَلْقِ، نحو: خَضِرَ الزرعُ فهو أَخْضَرُ، وعَوِرَ فهو أَعْوَرُ.

و"فَعْلانُ" للامتلاء وحرارةِ الباطن، نحو: شَبِعَ فهو شَبْعانُ، ورَوِيَ فهو رَيَّانُ، وعَطِشَ فهو عَطْشانُ، وظَمِئَ فهو ظَمْآنُ.

وقد يُحمَل "فَعِلَ" اللازمُ على غيره، فيجيءُ اسمُ الفاعل منه على "فاعِلٍ" و"فَعِيلٍ"، قالوا: سَخِطَ فهو ساخطٌ، ورَضِيَ فهو راضٍ، حملًا على: شَكَرَ فهو شاكرٌ، وفَنِيَ فهو فانٍ، حملًا على: ذَهَبَ فهو ذاهبٌ، وقالوا: بَخِلَ فهو بَخِيلٌ، حملًا على: لَؤُمَ فهو لَئِيمٌ، ومَرِضَ فهو مَرِيضٌ، وسَقِمَ فهو سَقِيمٌ، حملًا على: ضَعُفَ فهو ضَعِيفٌ.

وقد حَمَلوا "أفعل"

(5)

على غيره، فجاؤوا باسم الفاعل منه على "فَعِيلٍ"

(6)

و"فَيْعِلٍ" في المعتلِّ العينِ، قالوا: خَفَّ فهو خَفِيفٌ، حملوه على: ثَقُلَ فهو ثَقِيلٌ، وشَحَّ فهو شَحِيحٌ، حملوه على: لَؤُمَ، وقالوا: طَابَ فهو طَيِّبٌ، فجاؤوا بالاسم على "فَيْعِلٍ" نيابةً

(1)

كذا في المخطوطة مضبوطًا، وصوابه ما في شرح ابن الناظم: حَبِطَ فهو حَبِطٌ، والحَبَطُ: آثار الجرح، ووجع في بطن البعير. ينظر: القاموس المحيط (ح ب ط) 1/ 894.

(2)

كذا في المخطوطة مضبوطًا، وصوابه: نَدِسَ، كما في: القاموس المحيط (ن د س) 1/ 788.

(3)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه. والنَّدِسُ والنَّدُسُ: الرجل الفَهِم، كما في: القاموس المحيط (ن د س) 1/ 788. وفي مطبوعة شرح ابن الناظم: ودَنِسَ فهو دَنِسٌ ودَنُسٌ، ولعله تصحيف، فلم أقف على ذكرٍ لـ"دَنُسٍ" بالضم. ينظر مادة (د ن س) في: لسان العرب 6/ 88، والقاموس المحيط 1/ 750، وتاج العروس 16/ 92.

(4)

ينظر: الأفعال لابن القوطية 240، وجمهرة اللغة 2/ 1099.

(5)

كذا في المخطوطة، وصوابه ما في شرح ابن الناظم:"فَعَلَ".

(6)

أي: في المضعَّف، كما في شرح ابن الناظم.

ص: 833

عن "فَعِيلٍ"، حملًا على: خَبُثَ فهو خَبِيثٌ، ولَانَ يَلِينُ فهو لَيِّنٌ، حملًا على: صَلُبَ فهو صَلِيبٌ.

وممَّا حَمَلوه

(1)

فيه "فَعَلَ" على غيره: قالوا: شَاخَ فهو شَيْخٌ

(2)

.

* قوله: «بَلْ قِيَاسُه» البيتَ: يُستغنى عن مجيء اسم فاعلِ "فَعِلَ" القاصرِ على "فاعِلٍ" لمجيئه

(3)

على "فَعِلٍ" في الأعراض، كـ: فَرِحٍ، وخَجِلٍ، وعلى "أَفْعَلَ" في الخَلْق والألوان، كـ: أَشْنَبَ

(4)

، وأَسْوَدَ، وعلى "فَعْلانَ" في الامتلاء وضدِّه، كـ: شَبْعانَ، وغَرْثانَ

(5)

، وعلى "فَعِيلٍ" في قوَّةٍ أو ضعفٍ، كـ: قَوِيٍّ، واغنِي

(6)

، وسَمِينٍ، ومَرِيضٍ. من "شَرْح العُمْدة"

(7)

(8)

.

وأفعلٌ فعلانُ نحو أشر

ونحو صديان ونحو الأجهر

(خ 1)

* [«و"أَفْعَلٌ""فَعْلانُ"»]: أي: و"فَعْلانُ"، فحَذف العاطف؛ للضرورة، وليس يريدُ كقولنا في باب ما لا ينصرف، وفي شروط جمع المذكر السالم:"أَفْعَلُ فَعْلاءَ"؛ لأنَّا نريد هناك: "أَفْعَلَ" الذي مؤنثُه "فَعْلاءُ"، كـ: أحمر، وحمراء، بخلاف هذا هنا

(9)

.

* [«و"أَفْعَلُ"»]: في الألوان والعيوب، كـ: أَحْمر، وأَعْرج

(10)

.

(1)

كذا في المخطوطة، وصوابه ما في شرح ابن الناظم: حملوا.

(2)

الحاشية في: 82.

(3)

كذا في المخطوطة، والصواب: بمجيئه، وفي شرح العمدة: استغني فيه عن "فاعلٍ" بـ"فَعِلٍ".

(4)

الشَّنَبُ: رقَّةٌ وبَرْدٌ وعذوبةٌ في الأسنان. ينظر: القاموس المحيط (ش ن ب) 1/ 185.

(5)

أي: جوعان. ينظر: القاموس المحيط (غ ر ث) 1/ 274.

(6)

كذا في المخطوطة، ولعل صوابه: وغَنِيٍّ، وفي شرح العمدة: وعَمِيَ فهو عَمِيٌّ.

(7)

شرح عمدة الحافظ 2/ 126.

(8)

الحاشية في: 82.

(9)

الحاشية في: 20/ب.

(10)

الحاشية في: 20/ب.

ص: 834

* [«"فَعْلانُ"»]: في الامتلاء وضدِّه

(1)

.

وفعل اولى وفعيل بفعل

كالضخم والجميل والفعل جمل

(خ 1)

* «و"فَعِيلٌ"» كالذي جُعِلَ وَقْفًا على "فَعُلَ"، حتى قال أبو حَاتمٍ

(2)

: إنه سأل الأَصْمَعيَّ عن ذَبَلَ: هل يجوز ضمُّه؟ فقال: هو بالفتح لا غيرُ؛ لأن الاسم منه: ذَابِلٌ، ولو كان على "فَعُلَ" لقالوا فيه: فَعِيلٌ

(3)

.

(خ 2)

* يأتي الوصفُ من "فَعُلَ" على ثمانيةٍ: "فَاعِل"، كـ: عَاقِر، وفَارِه، وحَامِض.

ع: في ذِهْني: أنَّ منهم مَنْ عدَّ من ذلك: خَثُرَ اللبنُ فهو خاثرٌ، بمعنى ثَخُنَ، وهذا مردودٌ؛ لأن ابنَ

(4)

طَرِيفٍ حكى في "أَفْعالِه"

(5)

: خَثَُِرَ مثلَّثَ الثاء، فعلى هذا يكون "خاثرٌ" مبنيًّا على "خَثَرَ" بالفتح على القياس.

و"أَفْعَل"، كـ: أَخْطَب

(6)

، وأَكْدَر

(7)

، و"فَعَال"، كـ: جَبَان، و"فُعَال"، كـ: شُجَاع، و"فَعْل"، كـ: ضَخْم، وشَهْم، و"فَعِيل"، كـ: ظَرِيف، و"فَعَل"، كـ: بَطَل، وحَسَن،

(1)

الحاشية في: 20/ب.

(2)

لعله في كتابه "لحن العامة"، ولم أقف عليه فيما اختاره منه ياقوت الحموي، ولا فيما جمعه د. عامر باهر الحيالي في بحثه: نصوصٌ من كتاب لحن العامة لأبي حاتم السجستاني جمع وتوثيق ودراسة، وينظر: تحفة المجد الصريح 22.

(3)

الحاشية في: 20/ب.

(4)

هو عبدالملك القرطبي، أبو مروان، كان حسن التصرف في اللغة، أخذ عن ابن القوطية، وهذَّب كتابه في الأفعال، توفي في حدود سنة 400. ينظر: إنباه الرواة 2/ 208، وبغية الوعاة 2/ 111.

(5)

لم أقف على ما يفيد بوجوده. وينظر: الأفعال لابن القوطية 204.

(6)

الخُطْبة: لونٌ كَدِرٌ مشرب حمرةً في صفرة. ينظر: القاموس المحيط (خ ط ب) 1/ 157.

(7)

الكَدَر في اللون: نقيض الصفاء. ينظر: القاموس المحيط (ك د ر) 1/ 652.

ص: 835

و"فَيْعِل"، كـ: جَيِّد، وسَيِّد

(1)

.

وأفعل فيه قليل وفعل

وبسوى الفاعل قد يغنى فعل

(خ 1)

* [و «"أَفْعَلٌ" فيه قليلٌ و"فَعَل"»]: خَطُبَ فهو أَخْطَبُ، وكَدُرَ فهو أَكْدَرُ، وبَطَلٌ، وحَسَنٌ

(2)

.

* قولُه: «قد يَغْنَى "فَعَل"» : ممَّا ظَهَر لي أَنْ قلتُ: لم يزلْ طيِّبًا، فلما صار شيخًا أَشْيَبَ إذا هو عفيفٌ، وهو معنى قولِه

(3)

:

صَبَا مَا صَبَا حَتَّى عَلَا الشَّيْبُ رَأْسَهُ

فَلَّمَا عَلَاهُ قَالَ لِلْبَاطِلِ: ابْعَدِ

(4)

والحاصلُ: أنه يقال: طاب فهو طيِّبٌ، وشاخ فهو شَيْخٌ، وشاب فهو أَشْيَبُ، وعَفَّ فهو عَفِيفٌ.

ع: هذا عكسُ المقولِ فيه:

مَا ذَا صَبَابَةٍ عُهِدتَّ فِي الصِّبَا

فَكَيْفَ تُيِّمْتَ وَهِمْتَ أَشْيَبَا؟

(5)

(6)

(خ 2)

* قولُه: «ويستوي

(7)

الفَاعِل» البيتَ: قال في "شَرْح العُمْدة"

(8)

: وإن جاء فاعلُ

(1)

الحاشية في: 82.

(2)

الحاشية في: 20/ب.

(3)

هو دُرَيد بن الصِّمَّة.

(4)

بيت من الطويل. ينظر: الديوان 69، والأصمعيات 108، والشعر والشعراء 2/ 739، وجمهرة اللغة 1/ 298، وشرح الحماسة للمرزوقي 1/ 821، وتوجيه اللمع 235.

(5)

بيتان من مشطور الرجز، لم أقف لهما على نسبة. ينظر: شرح الكافية الشافية 1/ 400.

(6)

الحاشية في: ظهر الورقة الرابعة الملحقة بين 22/ب و 23/أ.

(7)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في متن الألفية:«وبِسِوَى» . ينظر: الألفية 126، البيت 461.

(8)

شرح عمدة الحافظ 2/ 125، 126.

ص: 836

"فَعَلَ" على غير "فاعِلٍ" فهو محمولٌ على غيره؛ لشَبَهٍ معنويٍّ، كـ: جَلَّ فهو جليلٌ، وطَابَ فهو طَيِّبٌ، وشَابَ فهو أَشْيَبُ، حُمِلت على: عَظُمَ، وجَادَ، وشَمِطَ

(1)

(2)

.

وزنة المضارع اسم فاعل

من غير ذي الثلاث كالمواصل

(خ 1)

* «وزِنَةُ المُضَارعِ» : أي: وذو زِنَة، بدليل المعنى

(3)

.

* ع: ورُبَّما جاء على وزن "فَاعِل"، قالوا: أَبْقَلَ المكانُ

(4)

فهو باقِلٌ، وأَوْرَسَ الشجرُ فهو وارِسٌ، إذا أَوْرَقَ

(5)

، لم يعرف الأَصْمَعيُّ

(6)

غيرَه

(7)

.

وحكى النَّحَّاسُ

(8)

عن المُبَرِّد

(9)

أنه قد قيل: أَبْقَلَ فهو مُبْقِلٌ، قال: ومَنْ قال: باقِلٌ قال: بَقَلَ؛ وإلا بَطَلَت أصولُ النحويين.

وحكى الأَصْمَعيُّ

(10)

: أَيْفَعَ الغلامُ فهو يافِعٌ.

قال النَّحَّاسُ

(11)

: ويقوِّي قولَ المُبَرِّد أن أبا عُبَيْدةَ

(12)

حكى: أَوْرَقَ، ووَرَقَ، وأنَّ

(1)

الشَّمَط: بياض الرأس يخالطه سواده. ينظر: القاموس المحيط (ش م ط) 1/ 909.

(2)

الحاشية في: 83.

(3)

الحاشية في: 20/ب.

(4)

أي: أَنْبَتَ واخضَرَّ. ينظر: القاموس المحيط (ب ق ل) 2/ 1280.

(5)

ينظر: المنتخب لكراع 1/ 577، وتهذيب اللغة 9/ 142.

(6)

ينظر: الغريب المصنف 2/ 600، وتهذيب اللغة 9/ 142.

(7)

كذا في المخطوطة، وفي الغريب المصنف: غيرهما.

(8)

297 (ت. ضيف)، 406 (ت. الجابي)، ولم أقف في مطبوعتَيْه على الحكاية عن المبرد.

(9)

لم أقف على كلامه.

(10)

كذا في المخطوطة، ولعل صوابه ما في الغريب المصنف 2/ 600، وتهذيب اللغة 3/ 148: الكسائي، ويؤيِّده أن ابن هشام نقل قريبًا أن الأصمعي لم يعرف غير أَبْقَلَ وأَوْرَسَ فهو باقِلٌ ووارِسٌ.

(11)

لم أقف على كلامه في مطبوعتَيْ كتابه المذكور ولا في غيره.

(12)

كذا في المخطوطة، ولعل صوابه: عُبَيدٍ، وحكاية اللُّغتين في الغريب المصنف 2/ 600 من كلام أبي عبيد نفسِه.

ص: 837

غيره

(1)

حكى: يَفَعَ الغلامُ.

ع: وقد اعتَرض ابنُ الخَشَّابِ

(2)

على الحَرِيريِّ

(3)

في قوله: «عاهدتُّ اللهَ مُذْ يَفَعْتُ» ، وقال: المعروفُ: أَيْفَعْتُ، كذا حكاه أهلُ اللغة: ابنُ السِّكِّيتِ

(4)

ومَنْ قبلَه.

قلت: وجاء ابنُ بَرِّي

(5)

فردَّ على ابن الخَشَّاب بأنه قد جاء: يَفَعْتُ، وأنَّ ممَّن حكاها: ابنَ

(6)

القَطَّاعِ

(7)

، وابنَ طَرِيفٍ

(8)

، وابنَ

(9)

القُوطِيَّةِ

(10)

، قالوا

(11)

: وحكوا أيضًا: بَقَلَ، ووَرَسَ، وإنما اختارها الحَرِيريُّ؛ لتُوَافِقَ ما بعدها من السَّجْع

(12)

.

(خ 2)

(1)

ينظر: الأفعال لابن القوطية 161، والمخصص 4/ 355، وتهذيب كتاب الأفعال لابن القطاع 3/ 374، وفعلت وأفعلت للجواليقي 77.

(2)

الرد على الحريري في المقامات 467.

(3)

المقامات 258.

(4)

إصلاح المنطق 198، 256.

(5)

الانتصار للحريري 467.

(6)

هو علي بن جعفر بن علي السَّعْدي الصِّقِلِّي، أبو القاسم، كان إمام وقته بمصر في اللغة والأدب، له: كتاب الأسماء، وكتاب الأفعال، وحواشٍ على الصحاح، وغيرها، توفي سنة 515. ينظر: معجم الأدباء 4/ 1669، وإنباه الرواة 2/ 236، وبغية الوعاة 2/ 153.

(7)

تهذيب كتاب الأفعال 3/ 374.

(8)

لم أقف على حكايته.

(9)

هو محمد بن عمر بن عبدالعزيز القرطبي، أبو بكر، إمام في اللغة والأدب، أخذ عن أبي علي القالي، له: الأفعال، وشرح رسالة أدب الكتاب، والمقصور والممدود، وغيرها، توفي سنة 367. ينظر: معجم الأدباء 6/ 2592، وإنباه الرواة 3/ 178، وبغية الوعاة 1/ 198.

(10)

الأفعال 161.

(11)

كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: قال، أي: ابن بَرِّي، وفي الانتصار: وكذلك حكوا.

(12)

الحاشية في: 20/ب.

ص: 838

* ورُبَّما جاء منه شيءٌ على وزن "فاعِلٍ"، أو "مَفْعولٍ"

(1)

:

فالأولُ: نحو قولهم: أَوْرَسَ الرِّمْثُ فهو وارِسٌ، وأَيْفَعَ الغلامُ فهو يافِعٌ، وأَبْقَلَ المكانُ فهو باقِلٌ، وجاء: مُبْقِلٌ، قال

(2)

:

أَعَاشَنِي بَعْدَكَ وَادٍ مُبْقِلُ

آكُلُ مِنْ حَوْذَانِهِ وَأَنْسِلُ

(3)

وأَوْرَقَ وارِقٌ، قال

(4)

:

كَأَنْ ظَبْيَةٌٍ تَعْطُو إِلَى وَارِقِ السَّلَمْ

(5)

وقد عَكَسوا ذلك، إذ قالوا: حَبَّه فهو مُحِبٌّ، ولم يقولوا: حَابٌّ، عَمَّ الرجل بمعروفه فهو مُعِمٌّ، ولَمَّ متاعَ القوم فهو مُلِمٌّ، وسُمِع في هذين أيضًا: مِفْعَلٌ، ولم يقولوا: عامٌّ، ولا: لامٌّ.

والثاني: في قولهم: أَعَقَّت فهي عَقُوقٌ، إذا حَمَلت

(6)

، وأَحْصَرت الناقةُ فهي حَصُورٌ، إذا ضاق مجرى لَبَنِها

(7)

، وقالوا في الفعل: فَعَلت، وأَفْعَلت، فيكون "عَقُوقٌ"

(1)

كذا في المخطوطة، ولعل الصواب:"فَعُول"، كما سيأتي.

(2)

هو دُؤَاد بن أبي دُؤَاد الإيادي.

(3)

بيتان من مشطور الرجز. الحَوْذان: نبتٌ، وأَنْسِلُ: أَسْمَنُ حتى يسقط عني الشعر. ينظر: الخصائص 1/ 98، 2/ 222، والتمام 186، والمحكم 2/ 213، 3/ 498، 8/ 499، واللآلي في شرح أمالي القالي 1/ 573.

(4)

هو علباء بن أرقم اليشكري.

(5)

عجز بيت من الطويل، وصدره:

ويومًا توافينا بوجهٍ مُقَسَّمٍ

...

تعطو: تتناول لترعى. ينظر: الكتاب 2/ 134، والأصمعيات 157، والأصول 1/ 245، والإنصاف 1/ 164، وشرح التسهيل 2/ 43، والتذييل والتكميل 5/ 170، والمقاصد النحوية 2/ 767، وخزانة الأدب 10/ 411.

(6)

ينظر: إصلاح المنطق 172، والمنتخب لكراع 1/ 140.

(7)

ينظر: الأفعال لابن القوطية 38، وتهذيب اللغة 4/ 138.

ص: 839

و"حَصُورٌ" من باب ما استُغني فيه بما للثلاثي عمَّا لغيره، لا من باب إقامة وزنٍ مُقامَ وزنٍ مهجورٍ

(1)

.

مع كسر متلو الأخير مطلقا

وضم ميم زائد قد سبقا

(خ 1)

فائدةٌ: قال ابنُ قُتَيْبَةَ

(2)

: قال غيرُ واحدٍ: كلُّ "أَفْعَلَ" فالاسمُ منه: "مُفْعِلٌ" بالكسر، وجاء حرفٌ نادرٌ لا يُعرف غيره بالفتح، قالوا: أَسْهَبَ الرجلُ فهو مُسْهَبٌ، بالفتح، ولا يُكسر.

قال ابنُ السِّيدِ

(3)

، عن أبي عَلِيٍّ البَغْدَاديِّ

(4)

: إن أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ بالفتح بمعنى: خَرِفَ وذهب عقلُه وتكلَّم بما لا يُعقَل، فإذا تكلَّم بالصواب فأكثرَ قيل: مُسْهِبٌ، بالكسر

(5)

، وحكى أبو عُمَرَ المُطَرِّزُ

(6)

: أَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ، إذا افتَقر

(7)

، وأَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ، إذا نَكَحَ

(8)

. انتهى.

ع: فانظر إلى مَنْع ابنِ قُتَيْبةَ أن يقال: مُسْهِبٌ، وإلى إجازة القَالِيِّ لذلك، وهو الصواب، والمعنى الذي ذكره من التفريق مناسبٌ؛ لأن "أَفْعَلَ" مع المفتوح يكون بمعنى فِعْلِ المفعول؛ لأن الفاعل في الحقيقة هو الله تعالى، والشخصُ مفعولٌ، فبذلك صحَّ

(1)

الحاشية في: 83.

(2)

أدب الكاتب 611.

(3)

الاقتضاب 2/ 340، 341.

(4)

هو القالي، ولم أقف على كلامه، وينظر: شمس العلوم 5/ 3249، والتنبيه والإيضاح 1/ 97، ونفح الطيب 4/ 77.

(5)

ينظر: المحكم 4/ 222، والمخصص 1/ 214، 4/ 357.

(6)

لم أقف على كلامه، وقد رواها غيره. ينظر: الألفاظ 16، وتهذيب اللغة 4/ 144، 6/ 83، 11/ 57، 58.

(7)

ينظر: المنتخب لكراع 1/ 560، والمخصص 4/ 359.

(8)

ينظر: تهذيب كتاب الأفعال لابن القطاع 1/ 221.

ص: 840

الفتحُ، ومع الكسر المُكثِرُ الشخصُ، ولا يُسأل عمَّا وَرَدَ على الأصل

(1)

.

(خ 2)

* قولُه: «مع كَسْرِ» : ورُبَّما ضَمُّوا إتباعًا لِمَا بَعْدُ من حركة الإعراب، قالوا: هو مُنْحَدُرٌ من الجبل، أو لِمَا قَبْلُ من ميم الفاعل، قالوا: أَنْتَنَ فهو مُنْتُنٌ، ورُبَّما فَتَحوا شذوذًا، قالوا: سهب

(2)

إذا أكثر في الكلام، وإذا ذهب عقلُه من لَدْغ الحية، فهو مُسْهَبٌ

(3)

، وأَلْفَجَ، إذا افتَقر، فهو مُلْفَجٌ، وأَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ

(4)

.

* قولُه: «وضَمِّ مِيمٍ» : ورُبَّما كَسَروا إتباعًا، قالوا: مِنْتِنٌ

(5)

.

وإن فتحت منه ما كان انكسر

صار اسم مفعول كمثل المنتظر

(خ 2)

* ويتَّحدان لفظًا في نحو: مُخْتَارٍ، ومُبْتَزٍّ، تقول: اللهُ مُخْتَارٌ محمدًا صلى الله عليه وسلم، وزيدٌ مُبْتَزٌّ ثوبَ عمرٍو، ومحمدٌ مُخْتَارُ اللهِ تعالى، وثوبُ زيدٍ مُبْتَزٌّ

(6)

.

* قولُه: «وإِنْ فَتَحْتَ» البيتَ: وذلك؛ لتُوَازِنَ فِعْلَ المفعولِ، فإنه لا بدَّ من فتحِ ما قبلَ آخرِه في المضارع، كما قدَّمنا في باب النِّيَابة

(7)

، فـ: مُكْرَمٌ يُشبه: يُكْرَمُ، ويُستَخرَجُ يُشبه: مُسْتَخْرَج

(8)

.

وفي اسم مفعول الثلاثي اطّرد

زنة مفعول كآت من قصد

(خ 1)

(1)

الحاشية في: 20/ب.

(2)

كذا في المخطوطة، والصواب: أَسْهَبَ.

(3)

ينظر: جمهرة اللغة 1/ 341، والصحاح (س هـ ب) 1/ 150.

(4)

الحاشية في: 83.

(5)

الحاشية في: 83.

(6)

الحاشية في: 84.

(7)

هو باب النائب عن الفاعل، وتقدم ذلك في ص 499.

(8)

الحاشية في: 84.

ص: 841

* قولُه: «وفي اسمِ مفعولِ» البيتَ: بخطِّ شيخِنا

(1)

قال: وجدتُّ بخطِّ الوَزِيرِ

(2)

المَغْرِبيِّ

(3)

: رُمَّانٌ مَقْشُورٌ، ولوزن

(4)

مُقَشَّرٌ، ويجوز: لوزٌ مَقْشُورٌ، ولا يجوز: رُمَّانٌ مُقَشَّرٌ؛ لأن اللوز يُقَشَّر مرةً بعد أخرى، بخلاف الرُّمَّان

(5)

.

* زعم الأَهْوَازيُّ

(6)

النَّحويُّ في "شرح مُوجَز الرُّمَّانيِّ"

(7)

أنه لا يُستعمل من "نَفَعَ" اسمُ مفعولٍ، فلا يقال: هذا مَنْفُوعٌ

(8)

.

* ع: رُبَّما قالوا "مَفْعُولٌ" في الزائد على الثلاثة، كقولهم: أَحَمَّه الله من الحُمَّى، قال النَّحَّاسُ

(9)

: ولم يُسمع إلا: مَحْمُومٌ، وكذا: أَسَلَّه الله

(10)

، وأَهَمَّه، وقالوا: أَحْبَبته، والأكثرُ: مَحْبُوبٌ، وقالوا: مُحَبٌّ، وأَسْعَدته فهو مَسْعُودٌ، وأَبَرَّ الله حَجَّك، ولا يكادون يقولون إلا:

(1)

لعله عبداللطيف بن المرحِّل.

(2)

هو الحسين بن علي بن الحسين المصري، أبو القاسم، عرف بالمغربي وليس بمغربيّ الدار، أديب شاعر، أثنى عليه المعرِّي، له: الإيناس، ومختصر إصلاح المنطق، وغيرهما، توفي سنة 418. ينظر: معجم الأدباء 3/ 1093، وسير أعلام النبلاء 17/ 394.

(3)

لم أقف على كلامه.

(4)

كذا في المخطوطة، ولعله سهو، صوابه: لوزٌ.

(5)

الحاشية في: ظهر الورقة الرابعة الملحقة بين 22/ب و 23/أ.

(6)

قال القفطي: «أبو الحسن الأهوازي، نحوي من الأهواز، لا أعرف شيئًا من حاله» ، وذَكر أنه شَرَح "الموجز" لابن السراج، وقال أبو حيان:«ورأيت في "شرح الموجز" الذي للرماني في النحو، وهو تأليف رجل يقال له: الأهوازي، وليس بأبي علي الأهوازي المقرئ» ، وطبع له سنة 1430: كتاب البَهَار في اللغة. ينظر: إنباه الرواة 4/ 111، والتذييل والتكميل 10/ 360، والبحر المحيط 1/ 511.

(7)

لم أقف على ما يفيد بوجوده. وعنه نقلٌ في: البحر المحيط 1/ 511، 6/ 601، والتذييل والتكميل 10/ 360.

(8)

الحاشية في: 20/ب.

(9)

صناعة الكتاب 297 (ت. ضيف)، 407 (ت. الجابي)، وسياق المطبوعتين مختصر.

(10)

أي: أصابه بداء السِّلِّ. ينظر: القاموس المحيط (س ل ل) 2/ 1342.

ص: 842

مَبْرُورٌ، وأَجَنَّه الله، قال النَّحَّاسُ: ولا نعرف أنه

(1)

يقال إلا: مَجْنُونٌ

(2)

.

* [«كآتٍ من "قَصَد"»]: ع: فيه تجوُّزٌ، وحقيقتُه -إذا تجوَّزنا، وجعلناه مأخوذًا من الفعل- أن يقول:«كآتٍ من "قُصِد"» ؛ لأن نحو: مَضْرُوب من: ضُرِبَ، لا من: ضَرَبَ

(3)

.

(خ 2)

* قولُه: «الثُّلاثي» : ومِنْ ثَمَّ كان لَحْنًا أن يقال: مَغْلُوقٌ، ومَطْبُوقٌ، ومَعْتُوقٌ، ومَلْصُوقٌ، وسطرٌ مَلْحُوقٌ، وفي ذلك يقول أبو

(4)

الأَسْوَدِ، فيما رَوَى ابنُ بَرِّي

(5)

وغيرُه:

وَلَا أَقُولُ لِبَابِ الدَّارِ: مَغْلُوقُ

وَلَا أَقُولُ لحل الحلي

(6)

: مَطْبُوقُ

وَلَا أَقُولُ لِمَوْلَى الحَيِّ: مَعْتُوقُ

وَلَا أَقُولُ لِدَفِّ البَابِ: مَلْصُوقُ

وَلَا أَقُولُ لِسَطْرٍ مُلْحَقٍ أَبَدًا

بَيْنَ السُّطُورِ وَلَوْ عُذِّبْتُ: مَلْحُوقُ

(7)

(1)

غير واضحة في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(2)

الحاشية في: 20/ب.

(3)

الحاشية في: 20/ب.

(4)

هو ظالم بن عمرو بن سفيان الدُّؤَلي البصري، أحد سادات التابعين، وأوَّل من تكلم في النحو، روى عن عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، توفي سنة 99. ينظر: معجم الأدباء 4/ 1464، وإنباه الرواة 1/ 48، وبغية الوعاة 2/ 22.

(5)

لم أقف على روايته.

(6)

كذا في المخطوطة، ولم أتبينها، وعند ياسين: لحلي الحلي.

(7)

أبيات من البسيط، لم أقف إلا على الأول منها مع تتمة له:

ولا أقول لقِدْر القوم: قد غَلِيَتْ

ولا أقولُ لباب الدار: مَغْلوقُ

لكنْ أقول لبابي: مُغْلَقٌ، وغَلَتْ

قِدْري وقابلها دَنٌّ وإبريقُ

وذكر الجاحظُ أن البيت الأول ضمن قصيدةٍ في لحن العامة. والدَفَّ من كل شيء: جانبه، كما في: القاموس المحيط (د ف ف) 2/ 1080. ينظر: الديوان 353، والبرصان والعرجان 437، وإصلاح المنطق 142، والفصيح 262 (ت. مدكور)، وتصحيح الفصيح 53، 161، والبارع 396، والصحاح (غ ل ى) 6/ 2448، وتاج العروس (غ ل ق) 26/ 259.

ص: 843

ع: وكأنَّ الذي وَهَّمَ مَنْ قال: مَغْلُوقٌ قولُهم: غَلْقُ الباب، يقال: أَمَرْته بغَلْق الباب، وإنما هذا مصدرٌ جارٍ على غير الصدر، وإنما القياس: إِغْلاقُ الباب، وقال الحَرِيريُّ:

وَأَبْدَى التَّلَافِي قَبْلَ إِغْلَاقِ بَابِهِ

(1)

فهذا هو الأصلُ

(2)

.

* جاء: أَفْعَلته فهو مَفْعُولٌ من: أَحْبَبته، وأَحْزَنه، وأَجَنَّه الله، وأَزْكَمه، وأَكَزَّه

(3)

، وأَقَرَّه

(4)

، وآرَضَه، وأَمْلَأه، وأَضْأَده

(5)

، وأَحَمَّه من: الحُمَّى، وأَهَمَّه من: الهَمِّ، وأَزْعَقه، أي: أَذْعَرَه

(6)

، وأَرَقَّه، أي: مَلَكَه

(7)

، وأَرْعَده، قال

(8)

:

مَعِي رُدَيْنِيُّ أَقْوَامٍ أَذُودُ بِهِ

عَنْ عِرْضِهِمْ وَفَرِيصِي غَيْرُ مَرْعُودِ

(9)

ولم يقولوا في الفعل إلا: أَرْعَده، وأَرَقَّ الله زيدًا

(10)

.

(1)

عجز بيت من الطويل، وصدره:

فَوَاهًا لعبدٍ ساءه سوءُ فعلِهِ

...

ينظر: المقامات 146.

(2)

الحاشية في: 84، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 462، ولم يعزها لابن هشام.

(3)

الكُزاز: داء من شدة البرد. ينظر: القاموس المحيط (ك ز ز) 1/ 719.

(4)

أي: أصابه القُرُّ، وهو البَرْد. ينظر: القاموس المحيط (ق ر ر) 1/ 642.

(5)

من الأَرْض والمُلْأة والضُّؤْدة، وكلها بمعنى الزكام. ينظر: الغريب المصنف 2/ 598.

(6)

ينظر: الجيم 2/ 48، والمخصص 3/ 357.

(7)

ينظر: الصحاح (ر ق ق) 4/ 1483.

(8)

لم أقف له على نسبة.

(9)

بيت من البسيط. الرُّدَيْني: نوع من الرماح، كما في: تاج العروس (ر د ن) 35/ 86، والفَرِيص: اللَحْمة بين الجنب والكتف، كما في: القاموس المحيط (ف ر ص) 1/ 849. ينظر: شرح التسهيل 3/ 71، والتذييل والتكميل 10/ 301.

(10)

الحاشية في: 84.

ص: 844

* لَحَّنَ بعضُم قولَهم: المَحْسُوسات، وفي "الكَشَّاف"

(1)

: وقُرئ: {تَحُسُّ}

(2)

من: حَسَّه، إذا شَعَرَ به، ومنه: الحَوَاسُّ، والمَحْسُوسات

(3)

.

وناب نقلا عنه ذو فعيل

نحو فتاةٍ وفتًى كحيل

(خ 1)

* ع: «ذو» : أي: وصفٌ ذو زِنَة "فَعِيلٍ"، فحَذف الموصوفَ والمضافَ

(4)

.

* ع: وناب أيضًا عن اسم مفعولِ الزائدِ على الثلاثة، نحو: أَعْقَدت العَسَلَ فهو عَقِيدٌ

(5)

، وإن جعلت ضمير:«عنه» لاسم المفعول مطلقًا دَخَلَت المسألةُ

(6)

.

(خ 2)

* قال في "التَّسْهِيل"

(7)

: إنه كثير، ومع كثرته لا ينقاسُ.

فسُئِلتُ عن هذا، فأجبتُ بأن القياس يَستدعي شيئين: كثرةَ المقيسِ عليه، وكونَه جار

(8)

على القياس، وهنا وُجِد الأمرُ الأولُ دون الثاني، فإنه جارٍ في التذكير والتأنيث على لفظٍ واحدٍ، فلو جُعل هذا النوع قياسًا من حيثُ الصوغُ على "فَعِيلٍ" لكان إما أن يُؤَنث على القياس، فيُخالفَ المقيسَ عليه، أو لا يُؤَنثَ، فيُجعلَ بابٌ مطَّردٌ غيرَ جارٍ على القياس

(9)

.

(1)

3/ 48.

(2)

مريم 98، وهي قراءة أبي حيوة وأبي جعفر المدني وموسى بن عيسى الحمصي. ينظر: مختصر ابن خالويه 89، وشواذ القراءات للكرماني 304.

(3)

الحاشية في: 84، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 462، ولم يعزها لابن هشام.

(4)

الحاشية في: 20/ب.

(5)

أي: أغليته حتى غلُظ. ينظر: القاموس المحيط (ع ق د) 1/ 437.

(6)

الحاشية في: 20/ب.

(7)

138.

(8)

كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: جاريًا.

(9)

الحاشية في: 84، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 463، 464.

ص: 845

(خ 1)

* المَلِكُ

(1)

المؤيَّدُ

(2)

صاحِبُ حَمَاةَ

(3)

: الآلةُ التي يُعالَج به

(4)

، وهو -مبنيةً من ثلاثيٍّ- يجيء على "مِفْعَل"، وعلى "مِفْعَال" بكسر الميم، كـ:

(5)

، والمِكْسَحة، والمِصْفاة، أرادوا أن يفرِّقوا بالكسر بين اسم الآلة وبين المصدر والمكان،

(6)

بالكسر: ما يُقَصُّ به، وبالفتح: المصدر والمكان.

ومنه: مِنْجَل الحصاد، ومِسَلَّة، للإبرة

(7)

، ومِطْرَقة، ومِخَدَّة، ومِقْراض، ومِفْتاح، ومِصْباح.

وقيل: إن "مِفْعَلًا" مقصور من "مِفْعَال"،

(8)

بذلك أن كلَّ ما جاز فيه "مِفْعَل" جاز فيه "مِفْعَال"، نحو: مِقْرَض ومِقْراض، ومِفْتَح ومِفْتاح، و

(9)

الألف للمبالغة، قال

(10)

:

إِذَا الفَتَى لَمْ يَرْكَبِ الأَهْوَالَا

(1)

هو إسماعيل بن علي الأيوبي، عماد الدين، أبو الفِداء، كان أميرًا على دمشق للملك الناصر محمد بن قلاوون، ثم عيَّنه على حماة سنة 717، وله معرفة بالأدب والنحو والفلك والطب، له: المختصر في أخبار البشر، والكُنَّاش في النحو والصرف، وغيرهما، توفي سنة 732. ينظر: أعيان العصر 1/ 503، والوافي بالوفيات 9/ 104.

(2)

الكناش 1/ 297، 298.

(3)

هي إحدى مدن الشام الكبيرة، يمر بها نهر العاصي. ينظر: معجم البلدان 2/ 300.

(4)

كذا في المخطوطة، والعبارة في الكناش: ذكر اسم الآلة، وهو ما يعالج به وينقل.

(5)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(6)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(7)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة، وهي في الكناش: العظيمة. ينظر: الصحاح (س ل ل) 5/ 1731، والمحكم 10/ 291

(8)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(9)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(10)

لم أقف له على نسبة.

ص: 846

فَابْغِ لَهُ المِرْآةَ وَالمِكْحَالَا

(1)

لَهُ وَعُدَّهُ عِيَالَا

(2)

وليس كلُّ ما جاز فيه "مِفْعَال" جاز فيه "مِفْعَل".

وقد شذَّ بالضم:

(3)

، والمُنْخُل، والمُدُقّ، والمُدْهُن، والمُكْحُلة، والمُحْرُضة

(4)

، والمُنْصُل

(5)

، والمُلاءة

(6)

.

أيضًا وجاء

(7)

: المَنارة، والمَنْقَل، وهو اسم للخُفِّ، ذكره الأَزْهَريُّ

(8)

وغيره، وفي الحديث

(9)

: أنه نهى النساء

(10)

الخروج إلا عجوزًا في مَنْقَلَيْها، أي: خُفَّيْها

(11)

.

واسمُ الآلة

(12)

ثالثه ألف

(13)

أيضًا، كـ: العِمَامة، والجِرَاب، والوِسَادة، وشذَّ بالفتح: بالقَبَاء

(14)

(15)

.

(1)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة، وهي في مصدري البيت: واسْعَ.

(2)

أبيات من مشطور الرجز. ينظر: المحكم 3/ 41، والمخصص 1/ 377.

(3)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(4)

هي وعاء الأشنان. ينظر: القاموس المحيط (ح ر ض) 1/ 866.

(5)

هو السيف. ينظر: القاموس المحيط (ن ص ل) 2/ 1403.

(6)

هي المِلْحَفة. ينظر: تاج العروس (م ل أ) 1/ 438.

(7)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(8)

تهذيب اللغة 9/ 128. والأزهري هو محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي، أبو منصور، عالم باللغة، أخذ عن المنذري ونفطويه، وأخذ عنه الهروي، له: تهذيب اللغة، وتفسير ألفاظ المزني، وغيرهما، توفي سنة 370. ينظر: نزهة الألباء 237، ومعجم الأدباء 5/ 2321، وبغية الوعاة 1/ 19.

(9)

أخرجه عبدالرزاق في المصنف 5117 من حديث ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا عليه.

(10)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(11)

ينظر: غريب الحديث لأبي عبيد 5/ 82، والنهاية في غريب الحديث 4/ 365.

(12)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(13)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(14)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في الكناش: القَبَاء، وهو نوع من الثياب. ينظر: القاموس المحيط (ق ب و) 2/ 1733.

(15)

الحاشية في: 1/أ.

ص: 847