الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كانَ وأخواتها
ترفع كانَ المبتدا اسمًا والخبر
…
تنصِبُه ككان سيدا عمر
(خ 1)
* لا يريدُ: ترفعُه في حالة كونه اسمًا لا فعلًا؛ لأن المبتدأ لا يكون إلا اسمًا، وإنما يريد: اسمًا لها.
فإن قلت: وقد يريدُه، ويَحتَرز به عن نحو:{وَأَنْ تَصُومُوا}
(1)
، و:«تسمعَ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ»
(2)
.
قلت: ينقض الأولَ نحوُ: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا}
(3)
، والثاني قليلٌ، ولو صحَّ لكان حسنًا، ويقوِّيه: أنه لم يقل: والخبر تنصبه خبرًا لها
(4)
.
* ع: من طَرِيف أبياتِ بابِ "كان": قولُ الشاعر
(5)
:
مُعَاوِيَ لَمْ تَرْعَ الأَمَانَةَ حَقَّهَا
…
فَكُنْ حَافِظًا للهِ وَالدِّينِ شَاكِرُ
(6)
"شاكرُ" فاعل بـ"تَرْعَ"، فقد حُكي لي أنه اسم قومٍ
(7)
، أي: لم ترعَ شاكر الأمانة، فارعَها أنت، ويجوز كونه بدلًا من الضمير في "حافظًا". من "التَّذْكِرة الفارِسيَّة"
(8)
(9)
.
(خ 2)
* [«ترفع كان المبتدا»]: فإن قلت: هذا تحصيلُ الحاصلِ لأنه كان مرفوعًا.
قلت: لا؛ لأن هذا رفعٌ بعامل لفظي، وذاك بعامل معنوي، فنزَّل المغايرةَ في
(1)
البقرة 184.
(2)
بعض مثل تقدم في باب الابتداء، وهو بتمامه:«تسمعَ بالمعيدي خيرٌ من أن تراه» .
(3)
النمل 56، والعنكبوت 24، 29.
(4)
الحاشية في: 7/أ.
(5)
لم أقف على تسميته.
(6)
بيت من الطويل. ينظر: الخصائص 1/ 331، 2/ 396، والمحكم 6/ 683.
(7)
في المحكم 6/ 683 أنه اسم قبيلة من همْدان باليمن.
(8)
لم أقف عليه في مختارها لابن جني، ولا في غيرها من كتبه.
(9)
الحاشية في: وجه الورقة الثالثة الملحقة بين 7/ب و 8/أ.
الوصف منزلةَ المغايرة في الذات
(1)
.
ككان ظل بات أضحى أصبحا
…
أمسى وصار ليس زال برحا
(خ 2)
* وجدتُّ بخط ابن
(2)
الجَوَالِيقي: أبو
(3)
زَكَرِيَّا، عن أبي
(4)
بَكْرِ بنِ سَعِيدٍ النَّحْويِّ، عن أبي
(5)
القَاسِم القصباتي
(6)
، قال: دخلت على الصَّيْدَلاني
(7)
في مرضه الذي مات فيه، فقال لي: أين كنت؟ فقلت: عند الزَّعْفَرَاني
(8)
، فقال: فيم كنتما؟ فقلت: سَأَلني عن وزن "لَيْسَ"، فقلت له:"فَعَل"، أو "فَعُل"، فقال
(9)
: أخطأتَ، وإن كان لم يعلم بخطئك، فقلت: فما وزنه؟ قال: "فَعِل"، ولم أسأله عن علَّة ذلك، ومات وفي قلبي من ذلك حزازةٌ، فرأيته في النوم، فسألته عن ذلك، فقال لي: لا يكون "فَعَل"؛ لأن "فَعَل" لا يخفَّف، ولا "فَعُل"؛ لأن ذوات الياء لا يأتي على "فَعُل"، فتعيَّن أن يكون "فَعِل"، ثم خُفف بحذف الكسرة، كما تقول في عَلِمَ: عَلْمَ.
(1)
الحاشية في: 26، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 99.
(2)
هو موهوب بن أحمد بن الحسن البغدادي، أبو منصور، من أئمة اللغة والأدب، أخذ عن ابن الخطيب التبريزي وأبي اليُمْن الكندي، وأخذ عنه أبو البركات الأنباري، له: المعرَّب، وشرح أدب الكاتب، وغيرهما، توفي سنة 539. ينظر: نزهة الألباء 293، ومعجم الأدباء 6/ 2735، وإنباه الرواة 3/ 335، وبغية الوعاة 2/ 308.
(3)
هو يحيى بن علي ابن الخطيب التبريزي.
(4)
لم أعرف من هو.
(5)
هو الفضل بن محمد بن علي البصري، إمام في العربية، أخذ عنه الحريري وابن الخطيب التبريزي، له: حواش على الإيضاح، ومقدمة في النحو، وغيرهما، توفي سنة 444. ينظر: نزهة الألباء 257، ومعجم الأدباء 5/ 2180، وبغية الوعاة 2/ 246.
(6)
كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين ومصادر ترجمته: القَصَبَاني.
(7)
لم أعرف من هو.
(8)
هو محمد بن يحيى البصري، أبو الحسن، عالم بالنحو، أخذ عن الفارسي والربعي. ينظر: معجم الأدباء 5/ 1946، وبغية الوعاة 1/ 268.
(9)
أي: الصيدلاني.
ع: قلت: ولانتفاء "فَعُل" وجهٌ ثانٍ، وهو أن أفعال هذا الباب مشبَّهة بالمتعدي، و"فَعُل" لا يكون إلا قاصرًا، ولهذا لم تجئ ثلاثياتُ الباب إلا على "فَعَل" أو "فَعِل"
(1)
.
فتئ وانفك وهذي الأربعه
…
لشبه نفي أو لنفي متبعه
(خ 1)
* فأما قولُه
(2)
:
وَلَا أَرَاهَا تَزَالُ ظَالِمَةً
…
تُحْدِثُ لِي فَرْحةً وأنكؤها
(3)
(4)
فالتقدير: ولا تزال ظالمةً، و"أَرَاها" اعتراضٌ.
قال ابنُ عُصْفُورٍ
(5)
: وقد تخلو من النافي لفظًا وتقديرًا، وهو قليل، كقولهم: بَرِحَ الخفاءُ، أي: زال
(6)
، وقولِه
(7)
:
وَأَبْرحُ مَا أَدَامَ اللهُ قَوْمِي
…
بِحَمْدِ اللهِ مُنْتَطِقًا مُجِيْدَا
(8)
أي: أزال
(9)
.
(خ 2)
* الماضي يُنفَى بثلاثةٍ: "ما" و"لا" و"إِنْ"، والمضارع بكل نافٍ، حتى "ليس"، نحو:
(1)
الحاشية في: 27، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 100.
(2)
هو إبراهيم بن هَرْمة.
(3)
قوله: «فَرْحةً وأنكؤها» كذا في المخطوطة مضبوطًا، والرواية: قَرْحةً -أو: نكبةً- وتنكؤها.
(4)
بيت من المنسرح. ينظر: الديوان 56، ومعاني القرآن للفراء 2/ 57، والحجة 4/ 320، وشرح التسهيل 1/ 335، والتذييل والتكميل 4/ 121، ومغني اللبيب 513، وخزانة الأدب 9/ 237.
(5)
شرح جمل الزجاجي 1/ 387.
(6)
ينظر: المنتخب لكراع 1/ 591، والأضداد لابن الأنباري 141، وتهذيب اللغة 5/ 19.
(7)
هو خِدَاش بن زهير.
(8)
بيت من الوافر. منتطقًا: صاحب نطاق، إذا جانب فرسه ولم يركبه، ومُجيدا: صاحب جواد. ينظر: مجاز القرآن 1/ 316، ومعاني القرآن وإعرابه 3/ 298، وجمهرة اللغة 1/ 275، والتذييل والتكميل 4/ 120، والمقاصد النحوية 2/ 618، وخزانة الأدب 9/ 243.
(9)
الحاشية في: 7/أ.
وَلَسْتُ -وَإِنْ أُقْصِيتُ-
البيتَ
(1)
.
قال
(2)
: فلذلك أَطلقتُ النفي، ولم أقيِّده بنافٍ، قال: وشبهُ النهي
(3)
يتناول ثلاثةً: النهيَ، نحو:
صَاحِ شَمِّرْ وَلَا تَزَلْ
…
...
البيتَ
(4)
، و"غيرَ"، نحو:
إِنَّ امْرَأً
(5)
…
...
…
...
والتقليلَ المرادَ به النفيُ، نحو:
قَلَّمَا يَبْرَحُ اللَبِيبُ
…
...
البيتَ
(6)
.
وقال ابنه
(7)
: النفي، نحو:
(1)
بعض بيت من الطويل، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:
ولستُ وإن أُقْصِيتُ أنفكُّ ذا هوًى
…
به العاذل القاسي يمهِّدُ لي عذرا
ينظر: شرح الكافية الشافية 1/ 382.
(2)
يريد: ابن مالك في: شرح الكافية الشافية 1/ 383.
(3)
كذا في المخطوطة، والصواب ما في شرح الكافية الشافية وعند ياسين: النفي.
(4)
بعض بيت من الخفيف، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:
صاحِ شَمِّرْ ولا تزلْ ذاكرَ المو
…
تِ فنسيانُه ضلالُ مبينُ
ينظر: شرح التسهيل 1/ 334، والتذييل والتكميل 4/ 122، وتخليص الشواهد 230، والمقاصد النحوية 2/ 584.
(5)
بعض بيت من البسيط، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:
إنَّ امرأً غيرَ منفكٍّ مُعينَ حِجا
…
على هوًى فاتحٌ للمجد أبوابا
ينظر: شرح الكافية الشافية 1/ 383.
(6)
بعض بيت من الخفيف، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:
قلَّما يبرح اللبيبُ إلى ما
…
يورثُ المجدَ داعيًا أو مجيبَا
ينظر: شرح الكافية الشافية 1/ 384، ومغني اللبيب 403، وشرح أبياته 5/ 245.
(7)
شرح الألفية 93.
...................
…
وَلَا زَالَ مُنْهَلًّا بِجَرْعَائِكِ
…
البيتَ
(1)
، و:
لَيْسَ يَنْفَكُّ
…
...
…
البيتَ
(2)
،
ثم قال ما نصُّه: وأما شبهُه فهو النهي، كقوله:
صَاح
البيتَ
(3)
(4)
.
* [«لشبه نفي»]: {فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ}
(5)
، ز
(6)
: بمعنى العدم، ن
(7)
: يستعمل في نفي أصل الشيء، وفي الحديث:«كان يُقِلُّ اللغوَ»
(8)
، أي: لا يلغو، وقول
(1)
بعض بيت من الطويل، لذي الرمة، وهو بتمامه:
ألا يا اسْلَمي يا دارَ مَيَّ على البِلَى
…
ولا زال مُنْهَلًّا بجَرْعائكِ القَطْرُ
الجرعاء: الرملة المستوية. ينظر: الديوان 1/ 559، ومجاز القرآن 2/ 94، ومعاني القرآن للأخفش 2/ 465، ومعاني القرآن وإعرابه 4/ 115، واللامات 37، والخصائص 2/ 280، والإنصاف 1/ 83، وشرح التسهيل 3/ 389، والتذييل والتكميل 4/ 122، وتخليص الشواهد 231، والمقاصد النحوية 2/ 580.
(2)
بعض بيت من الخفيف، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:
ليس ينفكُّ ذا غنًى واعتزازِ
…
كلُّ ذي عِفَّةٍ مُقِلٌّ قَنُوعُ
ينظر: شرح التسهيل 1/ 334، والتذييل والتكميل 4/ 119، وتخليص الشواهد 230، والمقاصد النحوية 2/ 623.
(3)
بعض بيت من الخفيف، لم أقف له على نسبة، تقدم قريبًا.
(4)
الحاشية في: 27، ونقل ياسين في حاشية الألفية 1/ 101، 102 الإشارة إلى إنشاد ابن الناظم البيت الأول.
(5)
البقرة 88.
(6)
الكشاف 1/ 164، 518.
(7)
لم أهتد إلى المراد بهذا الرمز، والكلامُ -دون الإشارة إلى بيت الحماسيِّ- في النهاية في غريب الحديث والأثر 4/ 104، وأصله في المجموع المغيث 2/ 747.
(8)
بعض حديث في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه النسائي 1414 والدارمي 75، من حديث عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنهما، وأورده الألباني في صحيح الجامع 5005.
الحَمَاسيِّ
(1)
:
قَلِيلُ التَّشَكِّي
(2)
(3)
ومثل كان دام مسبوقا بما
…
كأعط ما دمت مصيبًا درهما
(خ 1)
* [«ومثل "كان": "دام" مسبوقًا بـ"ما"»]: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}
(4)
(5)
.
(خ 2)
* فأما قوله
(6)
:
دُمْتَ الحَمِيدَ فَمَا تَنْفَكُّ مُنْتَصِرًا
…
عَلَى العِدَا فِي سَبِيلِ المَجْدِ وَالكَرَمِ
(7)
فمشكلٌ؛ لأنه
(8)
إن قُدِّر حالًا؛ فالحال نكرةٌ، أو خبرًا؛ فإنما يرفع "دام" الاسمَ وينصب الخبرَ بعد "ما" الظرفيةِ، والجوابُ بالأول، و"أَلْ" زائدةٌ، مثلُها في: {لَيخْرجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا
(1)
هو تأبَّط شرًّا.
(2)
بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:
قليلُ التشكِّي للمُهِمِّ يصيبُه
…
كثير الهوى شتى النوى والمسالك
ينظر: الديوان 151، والعقد الفريد 1/ 107، وشرح الحماسة للمرزوقي 1/ 94.
(3)
الحاشية في: 27.
(4)
مريم 31.
(5)
الحاشية في: 7/أ.
(6)
لم أقف له على نسبة.
(7)
بيت من البسيط. ينظر: شرح التسهيل 1/ 260، والتذييل والتكميل 3/ 238، وتخليص الشواهد 168.
(8)
أي: قوله: الحميد.
الْأَذَلَّ}
(1)
(2)
.
* [«أَعْطِ ما دمت مصيبًا درهما»]: قال ابنه
(3)
: المعنى: أعطِ درهمًا ما دمت مصيبَه.
ع: ويجوز في "درهمًا" غيرُ ما قَدَّر
(4)
.
وغير ماض مثله قد عملا
…
إن كان غير الماض منه استعملا
(خ 1)
* هذه الأفعال كلُّها تستعمل ماضيةً، ويُلتَزم ذلك في "ليس" و"دام"
(5)
، ويجوز في غيرها أن يُستعمل مضارعًا واسمَ فاعل، وفي غير "زال" وأخواتها أن يُستعمل منه أمرٌ ومصدره
(6)
.
* إنما لم تتصرَّفْ "ليس"؛ لأنها كـ"ما" النافية، حتى قيل: إنها حرف، وعلى وزنٍ ليس للأفعال، فهي مشبه الميت في الوزن.
وإنما لم تتصرَّفْ "دام"؛ لأنها في معنى فعلِ شرطٍ حُذف جوابُه؛ لأن معنى: أصحبُك ما دَام زيدٌ عندك: أصحبُك إن دام زيدٌ عندك، وأنت إذا حذفت الجواب كان الشرط ماضيًا، تقول: أنت ظالم إن فعلت، ولا تقول: أنت ظالم إن تفعل
(7)
.
(خ 2)
* [«وغيرُ ماضٍ»]: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}
(8)
، {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ}
(9)
،
(1)
المنافقون 8، وهي قراءة غير منسوبة، وفيها روايتان:«ليَخْرُجَنَّ» و «ليُخْرَجَنَّ» . ينظر: معاني القرآن للفراء 3/ 160، ومختصر ابن خالويه 157، وشواذ القراءات للكرماني 474، 475، والبحر المحيط 10/ 183، 184.
(2)
الحاشية في: 27، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 102، ولم يعزها لابن هشام.
(3)
شرح الألفية 94.
(4)
الحاشية في: 27.
(5)
ألحق ابن هشام قوله: «ودام» بين السطرين، فمن ثَمَّ لم يثنِّ الضمير بعدُ في "غيرها".
(6)
الحاشية في: 7/ب.
(7)
الحاشية في: 7/ب.
(8)
هود 118.
(9)
طه 91.
{لَمْ تَكُونُوا
(1)
مُؤْمِنِينَ}
(2)
(3)
.
* [«وغيرُ ماضٍ»]: قال الله تعالى: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}
(4)
: في "الخَصَائِص"
(5)
: "خاسئين" خبر كان
(6)
، لا صفةٌ؛ وإلا لكان الأَخْلَقُ: خاسئةً، ولأن القِرْد لا يكون إلا خاسئًا، لذُلِّه وصَغَاره، فوَصْفُه بذلك لا بقيد
(7)
، بخلاف أن يكون التقديرُ: كونوا قردةً كونوا خاسئين
(8)
.
وفي جميعها توسط الخبر
…
أجز وكل سبقه دام حظر
(خ 1)
* من تقدُّم خبر "كان": {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}
(9)
، "أين" الخبر، و"ما" زائدة.
ومما يُستدل به: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}
(10)
، {وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ}
(11)
.
ينبغي أن يُستدل أوَّلًا بالآية الوسطى، فيقال
(12)
: المقدَّمُ ظرفٌ، فيُستدل بالتالية، فيقال: المعمول قد يتقدَّمُ حيث لا يتقدَّمُ العاملُ، فيُستدل بالأولى، فيقال: جاز؛ لأن الاستفهام له الصدرُ، فيجاب: بأنه لولا الجواز ما جاز كونه اسمَ استفهامٍ؛ لِمَا في ذلك
(1)
في المخطوطة: يكونوا، وهو خطأ.
(2)
الصافات 29.
(3)
الحاشية في: 27.
(4)
البقرة 65، والأعراف 166.
(5)
2/ 160، 161.
(6)
كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: ثانٍ، وفي الخصائص: خبر آخر.
(7)
كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: لا يفيد، وفي الخصائص: فيكون إذًا صفةً غير مفيدة.
(8)
الحاشية في: 27.
(9)
الحديد 4.
(10)
التوبة 65.
(11)
الأعراف 177.
(12)
أي: في ردِّ الاستدلال بها.
من التدافع بين الوجوب والمنع.
ع: ولكن يقال: إنه ظرف، فهو كالمجرور
(1)
.
(خ 2)
* قال
(2)
:
مَا دَامَ حَافِظَ سِرِّي مَنْ وَثِقْتُ بِهِ
…
فَهْوَ الَّذِي لَسْتُ عَنْهُ رَاغِبًا أَبَدَا
(3)
وإذا جاز ذلك
(4)
في "ليس" مع ملازمتها للجمود فـ"دام" أحقُّ وأَوْلى.
ومنع ابنُ
(5)
دَرَسْتَوَيْهِ
(6)
التوسُّطَ في "ليس"؛ تشبيهًا لها بـ"ما"، وهو محجوجٌ بقوله
(7)
:
أَلَيْسَ عَجِيبًا بِأَنَّ الفَتَى
…
يُصَابُ بِبَعْضِ الَّذِي فِي يَدَيْهِ
(8)
وقولِه
(9)
:
أَلَيْسَ عَظِيمًا أَنْ تُلِمَّ مُلِمَّةٌ
…
وَلَيْسَ عَلَيْنَا فِي الخُطُوبِ مُعَوَّلُ
(10)
(1)
الحاشية في: 7/ب.
(2)
لم أقف له على نسبة.
(3)
بيت من البسيط. ينظر: التذييل والتكميل 4/ 171، وتخليص الشواهد 240.
(4)
أي: توسط الخبر.
(5)
هو عبدالله بن جعفر الفارسي، أبو محمد، من كبار علماء اللغة والنحو، أخذ عن المبرد وابن قتيبة، وأخذ عنه المرزباني، له: الإرشاد في النحو، وكتاب الهجاء، وشرح كتاب الجرمي، وغيرها، توفي سنة 347. ينظر: نزهة الألباء 213، ومعجم الأدباء 4/ 1511، وإنباه الرواة 2/ 113، وبغية الوعاة 2/ 36.
(6)
ينظر: التذييل والتكميل 4/ 170، وتخليص الشواهد 236.
(7)
هو محمود الوراق، وينسب لغيره.
(8)
بيت من المتقارب. ينظر: الديوان 239، والبيان والتبيين 3/ 197، والعقد الفريد 2/ 361، وأمالي القالي 1/ 109، والتذييل والتكميل 4/ 171، ومغني اللبيب 149.
(9)
هو عروة بن الوَرْد.
(10)
بيت من الطويل. ينظر: زيادات الديوان 206، وشرح الحماسة للمرزوقي 2/ 1169، وتخليص الشواهد 237.
وقولِه
(1)
:
.......................
…
فَلَيْسَ سَوَاءً عَالِمٌ وَجَهُولُ
(2)
وقراءةِ بعض السبعة: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا}
(3)
.
وفي البيت الأول دخولُ الباء على اسم "ليس" إذا حل محلَّ الخبر، كان والفعل
(4)
، وقرئ شاذًّا: {لَيْسَ
(5)
الْبِرَّ بِأَنْ تُوَلُّوا}
(6)
بنصب "البر"، وزيادة الباء
(7)
.
* بخطِّ عُثْمانَ
(8)
:
وَلَيْسَ غَرِيبًا مَنْ تَنَاءَتْ دِيَارُهُ
…
وَلَكِنَّ مَنْ تَنْأَيْنَ عَنْهُ غَرِيبُ
(9)
(10)
(1)
هو السَّمَوْأَل بن عادِياء اليهودي، وقيل: اللَجْلاج الحارثي.
(2)
عجز بيت من الطويل، وصدره:
سَلِي إن جهلتِ الناسَ عنَّا وعنهمُ
…
...
ينظر: ديوان السموأل 50، والبيان والتبيين 3/ 186، وشرح الحماسة للمرزوقي 1/ 123، وشرح التسهيل 1/ 349، والتذييل والتكميل 4/ 170، وتخليص الشواهد 237، والمقاصد النحوية 2/ 625، وخزانة الأدب 10/ 331.
(3)
البقرة 177، وهي قراءة حمزة، ورواية حفص عن عاصم. ينظر: السبعة 176، والإقناع 2/ 606.
(4)
قوله: «كان والفعل» كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: وكان "أن" والفعل، كما سيأتي في ص 392.
(5)
في المخطوطة: وليس، وهو خطأ.
(6)
البقرة 177، وهي قراءة أبيّ وابن مسعود. ينظر: المحتسب 1/ 117، وشواذ القراءات للكرماني 82.
(7)
الحاشية في: 28.
(8)
هو ابن جني، ولم أقف على البيت في شيء من كتبه التي بين يدي.
(9)
بيت من الطويل، نُسب صدره لامرئ القيس في ديوانه 83 (ت. المصطاوي)، ولشاعرٍ عباسيٍّ في الزهرة 1/ 209، وهو بتمامه غير منسوب في بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي 4/ 125. الشاهد: جواز توسط خبر "ليس" -وهو "غريبًا"- خلافًا لمن منع ذلك، كابن درستويه.
(10)
الحاشية في: 28.
* فا
(1)
: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ}
(2)
يدل على تأنيث الضمير على شريطة التفسير.
ط
(3)
: لأن اسم "تَكُ" ضميرُ الصفة
(4)
، من حيث إن "رسلُكم" فاعل، ولا يكون اسمَها؛ لأن المبتدأ الذي خبره فعلٌ لا يتقدَّم
(5)
(6)
.
* في "المقرَّب"
(7)
: أنه يلزم تقدُّم الخبر على الاسم في نحو: كانه زيدٌ؛ لئلا يلزم فصلُه
(8)
، وليس بشيء؛ لأن الفصل هنا جائز باتفاقٍ، بخلاف: ضَرَبَه زيدٌ
(9)
.
كذاك سبق خبر ما النافيه
…
فجئ بها متلوةً لا تاليه
(خ 1)
* إنما أعاد ما يُفهم من الأول؛ لأن التكرار ينفي توهُّمَ إرادةِ الخصوص، وذلك لأن ابن كَيْسَانَ
(10)
والكوفيين
(11)
أجازوا التقدم في "زال" وأخواتها؛ لأن معناها الإيجاب، وهو يجوز فيه التقدُّمُ.
فإن قلت: فلِمَ لا وافقتموهم في ذلك؟
قلت: لأن الأحكام اللفظية مانعةٌ للَّفظ، وقد جاء:{أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ}
(12)
،
(1)
الحجة 4/ 145، 5/ 369 بنحوه.
(2)
غافر 50.
(3)
لم أهتد إلى المراد بهذا الرمز.
(4)
كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: القصة.
(5)
أي: لا يتقدم خبره عليه.
(6)
الحاشية في: 28.
(7)
148.
(8)
أي: الضمير، فيقال: كان زيدٌ إيَّاه.
(9)
الحاشية في: 28.
(10)
الموفقي 113.
(11)
ينظر: الإنصاف 1/ 126، واللباب 1/ 168، وشرح التسهيل 1/ 348، وشرح الكافية للرضي 4/ 200، والتذييل والتكميل 4/ 154.
(12)
القيامة 40.
فزيدت الباء في خبر "ليس"؛ مراعاةً لصورة النفي، وإن كان ذلك إيجابًا
(1)
.
* وعند كـ
(2)
وابنِ كَيْسَانَ
(3)
أن "زال" وأخواتها يجوز ذلك فيها، حملًا على المعنى، هذه حجة ابنِ كَيْسَانَ، وأما كـ فيجيزون التقدُّمَ في كل فعلٍ نُفِي بـ"ما"؛ لأنها ليست لها عندهم الصدرُ.
قال
(4)
: وأيضًا؛ فالنافي يُنزَّل من هذه منزلةَ الجزء؛ لملازمته لها، فهو كما لو عُدِم.
قلنا: يلزمُك أن تُقدِّم في: ما ضربت إلا زيدًا، وتنظرَ إلى أن الفعل في حق زيدٍ موجَبٌ، و: ما ضربت غير زيدٍ، وأيضًا؛ فلزوم النفي مُقَوٍّ لمنع التقدُّم؛ لأن العلة إذا لزمت اشتدَّ الأمر
(5)
.
ومنع سبق خبر ليس اصطفي
…
وذو تمام ما برفع يكتفي
(خ 1)
* [«اصطُفِي»]: لأنَّا إن قلنا بحرفيتها؛ فهي كـ"ما"، أو بفعليتها؛ فهي غير متصرفة، كفعل التعجب، فلا يُتَصَرَّفُ في معمولها
(6)
.
* [«وذو تمامٍ»]: لا يقال: إنه بَيَّن بهذا أن معنى كون الفعل تامًّا أنه اكتفى بالمرفوع، كما توهَّم بعضُ
(7)
الشُرَّاح؛ لأن اللفظ ليس فيه إلا أن الفعل التامَّ هو الذي لا يَحتاج إلى منصوب، أما أنه سُمِّي تامًّا لهذا فلا؛ إلا أنه يقال: إذا عُلِّق الحكم على صفةٍ فتلك الصفةُ هي المُشْعِرةُ بالعِلِّية، وهو الذي تمسَّكوا به
(8)
.
(1)
الحاشية في: 7/ب.
(2)
ينظر: الإنصاف 1/ 126، واللباب 1/ 168، وشرح التسهيل 1/ 348، وشرح الكافية للرضي 4/ 200، والتذييل والتكميل 4/ 154.
(3)
الموفقي 113.
(4)
أي: ابن كيسان.
(5)
الحاشية في: 7/ب.
(6)
الحاشية في: 7/ب.
(7)
ينظر: شرح الألفية لابن الناظم 97، وتوضيح المقاصد والمسالك 1/ 498، وشرح الألفية لابن عقيل 1/ 279.
(8)
الحاشية في: 7/ب.
* من تمام "كان": قولُه
(1)
:
كُنَّا وَلَا تَعْصِي الخَلِيلَةُ
(2)
بَعْلَهَا
…
فَاليَوْمَ تَضْرِبُهُ إِذَا مَا هُوْ عَصَى
(3)
فقوله: "كُنَّا"، أي: خُلِقنا ووُجِدْنا، وقولُه:"ولا تعصي" في موضع الحال، كقوله تعالى:{وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ}
(4)
، أي: إذ طائفةٌ. من "التَّذْكِرة"
(5)
(6)
.
(خ 2)
* [«ومنعُ سبقِ خبرِ "ليس"»]: هو قول الكوفيين
(7)
، والمبرِّدِ
(8)
، وابنِ السَّرَّاجِ
(9)
، وأجاز ذلك س
(10)
، والفارسيُّ
(11)
، والسِّيرَافيُّ
(12)
، وابنُ بَرْهَانَ
(13)
.
حُجَّتُهم: {يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا}
(14)
، وحكايةُ س
(15)
: أزيدًا لست مثلَه.
وللأوَّلِين: أنَّا لم نَرَ جامدًا يتقدَّم معمولُه، بدليل: ما أحسن زيدًا، وعسى زيدًا أن
(1)
هو الرخيم العبدي.
(2)
كذا في المخطوطة بالخاء المعجمة، وهي في مصادر البيت بالحاء المهملة.
(3)
بيت من الكامل. ينظر: عيون الأخبار 4/ 79، وضرائر الشعر 72، والتذييل والتكميل 4/ 209، وخزانة الأدب 11/ 47.
(4)
آل عمران 154.
(5)
لم أقف عليه في مختارها لابن جني.
(6)
الحاشية في: ظهر الورقة الثانية الملحقة بين 7/ب و 8/أ.
(7)
ينظر: الإنصاف 1/ 130، والتبيين 315، وشرح التسهيل 1/ 351، والتذييل والتكميل 4/ 178.
(8)
ينظر: الحلبيات 280، والخصائص 1/ 189.
(9)
الأصول 1/ 90.
(10)
الكتاب 1/ 102.
(11)
الحلبيات 280، والإيضاح 117.
(12)
شرح كتاب سيبويه 3/ 165.
(13)
شرح اللمع 1/ 58.
(14)
هود 8.
(15)
الكتاب 1/ 102.
يقوم؛ لأن الجامد كالحرف، وهو لا يتقدَّمُه معمولُه
(1)
.
* كان ينبغي أن يتكلم هنا على تقديم معمول الخبر جوازًا وامتناعًا، ولا يَعترض بالكلام على التمام والنقصان
(2)
.
وما سواه ناقص والنقص في
…
فتئ ليس زالَ دائما قفي
(خ 2)
* ابنُ الحاجِّ
(3)
: التمامُ والنقصانُ في هذه الأفعال ليسا بمعنيَيْن متغايرَيْن من كل وجهٍ، بيانُه: أن "كان" ناقصةً تفيد وجودَ الثاني للأول فيما دلَّت عليه من الزمان، وتامةً تفيد وجودَ الأول نفسِه، وأخواتُها مثلُها في هذا بحسب معانيها الموضوعة لها، فهي في النقصان تفيد نسبةَ الثاني للأول، وفي التمام تفيد الأولَ نفسَه.
وتبيَّن بهذا أن "ليس" لا يمكن أن يكون
(4)
تامةً؛ لأنها حرف لا معنى لها في نفسها، فلا يصح أن يضاف لها شيء، ولا يمكن أن يستقل كلامٌ منها ومن اسمٍ مفردٍ، وأما سائر أخواتها فذلك فيه ممكنٌ، لا يَمنع منه مانعٌ معنوي، وإنما يمنع منه استعمالٌ إِنْ كانَ، واستَثنى ابنُ عُصْفُورٍ
(5)
مع "ليس": ما زال، وما فَتِئ، وجاء، وقَعَد
(6)
.
* قولُه: «والنقصُ» إلى آخره: قال صاحبُ
(7)
"البَدِيع"
(8)
بعد أن ذكر من
(1)
الحاشية في: 28.
(2)
الحاشية في: 28، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 105، 106، ولم يعزها لابن هشام.
(3)
لم أقف على كلامه.
(4)
كذا في المخطوطة، والصواب: تكون.
(5)
المقرب 139، 140.
(6)
الحاشية في: 28.
(7)
هو محمد بن مسعود الغَزْني، أبو عبيدالله، يعرف بابن الذكي، له: البديع في النحو، أكثر أبو حيان من النقل عنه، وقال ابن هشام: إنه خالف فيه أقوال النحويين، قال السيوطي بعد أن ذكر ما تقدم: ولم أعرف شيئًا من أحواله. ينظر: ارتشاف الضرب 3/ 1556، ومغني اللبيب 708، وبغية الوعاة 1/ 245.
(8)
لم أقف على ما يفيد بوجوده.
أخوات "كان": "زال"، و"فَتِئ"، وذكر أن "كان" يستعمل
(1)
تامةً: قال الشيخُ عبدُالقاهِر
(2)
: أما "فَتِئ" و"زال" فيَعْسُرُ فيهما أن يوجَدا تامَّتين، وإنما يُتَصَوَّر في "زال" أن يستغني عن الخبر في نحو قولِه
(3)
:
شَبَابٌ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ
…
وَشَيْبٌ كَأَنْ لَمْ يَزَلْ
(4)
وذلك أن "لم يزل" وقع هنا في مقابَلةِ "لم يكن"، فكما أن "لم يكن" تامةٌ؛ إذ المعنى: كأن لم يُوجَدْ، ولا خبرَ له؛ كذلك "لم يزل" بمنزلة قولك: قد وُجِد أبدًا، أو: كأَنْ وُجِد في جميع ما مضى من العمر.
ع: وكذا: «كأنَّك بالدنيا ولم تكن، وبالآخرة ولم تزل»
(5)
(6)
.
ولا يلي العامل معمول الخبر
…
إلا إذا ظرفا أتى أو حرف جر
(خ 1)
* [«إلا إذا ظرفًا أتى أو حرفَ جرّْ»]: فيجوز بالإجماع؛ لتوسُّعِهم فيهما
(7)
.
* ابنُ عُصْفُورٍ
(8)
: إذا قدَّمت معمول الخبر، وأَوْليته الفعلَ، كائنًا ظرفًا أو مجرورًا جاز؛ للاتساع فيهما، فإن كان غيرَهما، وقدَّمته وَحْدَه لم يجز؛ لأن في ذلك إيلاءَ الفعل غيرَ معمولِه، وقَطْعَه عن معموله، والعربُ تجتنب مثلَ هذا في المعاني، كما تجتنبه في
(1)
كذا في المخطوطة، والصواب: تستعمل.
(2)
لم أقف على كلامه هذا. وفي المقتصد في شرح الإيضاح 1/ 402 أثبت مجيء "زال" تامة إذا كانت بمعنى تفريق الشيء، مثل: زال زيدٌ الشيءَ يَزِيله.
(3)
هو محمود الوراق.
(4)
بيت من مجزوء المتقارب. ينظر: الديوان 160، والبيان والتبيين 3/ 198، والشعر والشعراء 2/ 855، وعيون الأخبار 2/ 351، والعقد الفريد 2/ 357.
(5)
قولٌ ينسب للحسن البصري ولعمر بن عبدالعزيز رحمهما الله، أخرجه أحمد في الزهد 1363، وابن أبي الدنيا في الزهد 263 وذم الدنيا 213، وقصر الأمل 226.
(6)
الحاشية في: 28.
(7)
الحاشية في: 7/ب.
(8)
شرح جمل الزجاجي 1/ 392.
الألفاظ، قال
(1)
:
كَمُرْضِعَةٍ أَوْلَادَ أُخْرَى وَضَيَّعَتْ
…
بَنِي بَطْنِهَا ذَاكَ الضَّلَالُ عَنِ القَصْدِ
(2)
فكما سمَّتْ هذا النحوَ ضلالًا كذلك تجتنبه في الألفاظ، فأما:
بِمَا كَانَ إِيَّاهُمْ عَطِيَّةُ عَوَّدَا
(3)
فضرورةٌ.
فإن قيل: لعل في "كان" ضميرَ الشأن، و"عطيةُ عوَّدَ" جملةٌ ابتدائيةٌ.
قلت: لا؛ لأنه يؤدي إلى ما لا يجوز؛ لأن الخبر هنا لا يتقدم، فلا يتقدم معمولُه.
وإن قدمته مع الخبر جاز؛ لأن المعمول من كمال الخبر وكالجزء منه، فكأنك إنما أوليتها الخبر، وبعضُ النحويين منعه؛ لأنك أوليت الفعلَ غيرَ معموله.
فإن قدمت معمولَ الخبر على الفعل مصاحبًا للخبر جاز، نحو: في الدار قائمًا كان زيدٌ، أو وَحْدَه لم يجز، كان ظرفًا أو مجرورًا أو غيرَه؛ لكثرة الفصل بين العامل والمعمول.
ع: هذا باطلٌ بقوله تعالى: {أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ}
(4)
(5)
.
(خ 2)
* [«إلا إذا ظرفًا أتى أو حرفَ جرّْ»]: ثم هو في الجار والمجرور ليس بالأحسن
(1)
هو العُدَيل بن الفَرْخ العجلي.
(2)
بيت من الطويل. ينظر: شرح الحماسة للمرزوقي 1/ 736، والمستقصى 1/ 77، والمقاصد النحوية 3/ 1437.
(3)
عجز بيت من الطويل، للفرزدق، وصدره:
قنافذُ هدَّاجون حولَ بيوتِهم
…
...
ينظر: الديوان بشرح الحاوي 1/ 307، والمقتضب 4/ 101، والحلبيات 256، 262، وشرح التسهيل 1/ 367، والتذييل والتكميل 4/ 241، وتخليص الشواهد 245، والمقاصد النحوية 2/ 592، وخزانة الأدب 9/ 268.
(4)
سبأ 40.
(5)
الحاشية في: وجه الورقة الثانية الملحقة بين 7/ب و 8/أ.
مطلقًا، ولهذا سَأَلَ الزَّمَخْشَريُّ
(1)
في قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ [لَهُ]
(2)
كُفُوًا أَحَدٌ}
(3)
، فقال ما نصُّه: فإن قلت: الكلامُ العربيُّ الفصيحُ أن يؤخَّر الظرفُ الذي هو آخِرٌ غيرُ مستَقَرٍّ، ولا يقدَّم، وقد نصَّ س على ذلك في "كتابه"
(4)
، فما بالُه مقدَّمًا في أفصح كلامٍ وأَعْرَبِه؟
قلت: هذا الكلام إنما سبق
(5)
لنفي المكافأة عن ذات البارئ سبحانه، وهذا المعنى مَصَبُّه ومركزُه هذا الظرفُ، فكان كذلك
(6)
أهمَّ شيءٍ وأَعْناه، وأحقَّه بالتقديم وأَحْراه
(7)
.
ومضمر الشأن اسما انو إن وقع
…
موهم ما استبان أنه امتنع
(خ 2)
* كما يؤوَّل على ذلك مثلُ: كان زيدٌ قائمٌ، وقولُه
(8)
:
…
كَانَ النَّاسُ صِنْفَانِ
(9)
ونحوُ:
(1)
الكشاف 4/ 818، 819.
(2)
ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في الآية الكريمة.
(3)
الإخلاص 4.
(4)
1/ 55، 56.
(5)
كذا في المخطوطة، والصواب ما في الكشاف: سيق.
(6)
كذا في المخطوطة، والصواب ما في الكشاف: لذلك.
(7)
الحاشية في: 28.
(8)
هو العُجَير السَّلولي.
(9)
بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:
إذا متُّ كان الناس صنفان شامتٌ
…
وآخرُ مُثْنٍ بالذي كنت أصنعُ
ينظر: الديوان 225، والكتاب 1/ 71، وأسرار العربية 114، وشرح التسهيل 1/ 166، والتذييل والتكميل 2/ 282، 4/ 250، وتخليص الشواهد 246، والمقاصد النحوية 2/ 631، وخزانة الأدب 9/ 72.
..................
…
إِنِّي رَأَيْتُ مِلَاكُ الشِّيمَةِ الأَدَبُ
(1)
ونحوُ: «إنَّ مِنْ أشدِّ الناس عذابًا يومَ القيامة المصوِّرون»
(2)
، ونحوُ:
إِنَّ مَنْ يَدْخُلِ الكَنِيسَةَ يَوْمًا
(3)
وحكمُ الخبر في ذلك وجوبُ التأخير، وكذا حيث كان الاسمُ ضميرَ الشأن والقصة.
وقد استَدرك ابنُ الحاجِّ
(4)
على ابنِ عُصْفُورٍ
(5)
؛ لكونه لم يذكره فيما يجب تأخيرُه من الأخبار، بل ذَكَرَ خبر "دام" و"قَعَد"، و"جاء" في المَثَل
(6)
، فقال: نَقَصَه أخبارُ جميع أفعال هذا الباب إذا كانت أسماؤها ضميرَ شأنٍ؛ فإنَّ وَضْعَه على أن يكون عائدًا
(1)
عجز بيت من البسيط، لبعض الفَزَاريين، وصدره:
كذاك أُدِّبْتُ حتى صار من أدبي
…
...
روي: «مِلَاكَ» و «الأدبا» بالنصب، ولا شاهد فيه. مِلَاك الأمر: ما يقوم به، والشِّيمة: الخُلُق. ينظر: شرح الحماسة للمرزوقي 2/ 1146، وشرح جمل الزجاجي 1/ 314، وشرح الكافية الشافية 2/ 558، والتذييل والتكميل 6/ 58، وتخليص الشواهد 449، والمقاصد النحوية 2/ 866، وخزانة الأدب 9/ 139.
(2)
حديث نبوي أخرجه النسائي 5364 بهذا اللفظ من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وأخرجه البخاري 5950 ومسلم 2109 بلفظ:«إنَّ أشدَّ الناس» .
(3)
صدر بيت من الخفيف، نسب للأخطل، ولم أقف عليه في ديوانه، وعجزه:
…
يلقَ فيها جآذرًا وظباءَ
ينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/ 92، وأمالي ابن الشجري 2/ 19، وأمالي ابن الحاجب 1/ 158، وشرح جمل الزجاجي 1/ 442، والتذييل والتكميل 2/ 271، 5/ 44، ومغني اللبيب 56، 767، وخزانة الأدب 1/ 457.
(4)
لم أقف على كلامه.
(5)
المقرب 149.
(6)
هو قول العرب: ما جاءت حاجتك، وقولهم: شحذ شفرته حتى قَعَدت كأنها حربة. ينظر: الكتاب 1/ 50، وتهذيب اللغة 5/ 13، والمحكم 1/ 173.
على ما بعده؛ لِمَا قُصِد به من الإبهام والتحريكِ لِمَا يُعْنَى به
(1)
.
وقد تزاد كان في حشو كما
…
كان أصح علم من تقدما
(خ 1)
* "كان" أمُّ الباب، وأُمَّاتُ الأبواب خليقةٌ بالتصرُّف والتوسُّع، فمِنْ ثَمَّ اختَصت بالزيادة -ولا يُلتفت إلى:«ما أصبح أَبْرَدَها، وما أمسى أَدْفَأَها»
(2)
-، وبحذفها وحذفِ اسمها وإبقاءِ خبرها
(3)
، وبحذفها وإبقاءِ خبرِها واسمِها، و
…
(4)
عنها، وهذا تَلَعُّبٌ زائدٌ بها، ومنه: حذفُ لامِها لغير علَّةٍ تصريفية
(5)
.
* قولُه: «وقد تُزَادُ "كان"» : ولا فاعلَ لها حينئذٍ عند أبي عَلِيٍّ
(6)
؛ لأنها استُعملت استعمالَ الحروف، وهي لا تحتاج لفاعلٍ، ونظيرُها في ذلك:"قَلَّما"، فإنها لَمَّا استُعملت في معنى النفي لم تَحتجْ لفاعلٍ، وعند السِّيرَافيِّ
(7)
اسمُها ضميرُ المصدر الدالُّ عليه "كان"، والتقدير: كان هو، أي: كون الجملة التي زيدت فيها.
فإن قيل: قد حَمَل الخَلِيلُ
(8)
على الزيادة قولَه
(9)
(1)
الحاشية في: 29.
(2)
قولٌ للعرب رواه الأخفش. ينظر: حاشية الكتاب 1/ 73، والأصول 1/ 106، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي 3/ 77، وضرائر الشعر 79، وفي المقاصد الشافية 4/ 504 أنه مما أجازه بعض النحويين من غير سماع عن العرب.
(3)
في المخطوطة: «وإبقاء خبرهام وحذف اسمهام» ، دلالةً على أن الصواب بالتقديم والتأخير.
(4)
موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.
(5)
الحاشية في: 7/ب.
(6)
البصريات 2/ 875.
(7)
شرح كتاب سيبويه 3/ 77.
(8)
ينظر: الكتاب 2/ 153.
(9)
هو الفرزدق.
..................
…
.... كَانُوا كِرَامِ
(1)
:
وهذا يُبطل المذهبين.
فالجواب: أن الأصل: لنا
(2)
هم كرام، فـ"لنا" صفة، مثل:"معه" في: مررت برجل معه صقرٌ، و"هم" فاعل، كـ"الصقر"؛ لأن اللفظ إذا أمكن أن يكون الموضعُ له لا ينوى به غيرُه، / فلما زيدت "كان" اتصل بها الضمير؛ لأن الضمير قد يتصل بغير عامله، نحو:
أَلَّا يُجَاوِرَنَا إِلَّاكِ دَيَّارُ
(3)
فإن قلت: فلعل "لنا" في موضعه، و"كان" تامةٌ في موضع الصفة، فلم يُغَيِّر شيئًا من موضعه.
قلت: التامةُ بمعنى: حَدَث وخُلِق، نحو: كان الأمرُ، وكان زيدٌ، فيكون التقدير: خُلِقوا فيما مضى، وذلك معلوم، وإذا دار الأمر بين الإخلال باللفظ والإخلال بالمعنى كان الإخلال باللفظ أولى؛ لأن المعنى أعظمُ حُرمةً. هذا كلام ابنِ عُصْفُورٍ
(4)
.
(1)
بعض بيت من الوافر، وهو بتمامه:
فكيف إذا رأيتُ ديارَ قومي
…
وجيرانٍ لنا كانوا كرام
ينظر: الديوان بشرح الصاوي 2/ 835، والكتاب 2/ 153، ومجاز القرآن 2/ 7، 140، والمقتضب 4/ 116، واللباب 1/ 172، وشرح جمل الزجاجي 1/ 409، وشرح التسهيل 1/ 361، والتذييل والتكميل 4/ 218، ومغني اللبيب 377، والمقاصد النحوية 2/ 604، وخزانة الأدب 9/ 217.
(2)
كتبها ابن هشام في حاشية الورقة، ووضع لها علامتَيْ إلحاقٍ: بعد "الأصل"، وبعد "هم"، والمثبت موافق لشرح جمل الزجاجي 1/ 409 المنقول منه.
(3)
عجز بيت من البسيط، لم أقف له على نسبة، وصدره:
وما نُبالي إذا ما كنتِ جارَتَنا
…
...
ديَّار: أحد. ينظر: الخصائص 1/ 308، 2/ 197، وأمالي ابن الحاجب 1/ 385، وشرح التسهيل 1/ 152، 2/ 286، والتذييل والتكميل 2/ 233، 4/ 221، وتخليص الشواهد 81، 100، والمقاصد النحوية 1/ 269، وخزانة الأدب 5/ 278.
(4)
شرح جمل الزجاجي 1/ 409 - 411.
ع: فإن قلت: لِمَ لا رَدَّه مذهبُه
(1)
في أن الصفة المفردة
(2)
يجب أن تُقدَّم؟
قلت: لا يمكن؛ لأن ذلك لازمٌ له على كل حال؛ لأنَّا إن جعلناها زائدةً فقد تقدَّم النعت المجرور، أو غيرَ زائدةٍ فقد تقدَّم النعت جملةً
(3)
.
* ذَكَر ابنُ الطَّرَاوة في "رَدِّ الشَّارِدِ"
(4)
أنها تزاد وسطًا، نحو: زيدٌ كان قائمٌ، قال: ترفع "قائمًا" على أنه خبر، وتضمر الكون في "كان"، وفائدتها: الدلالة على الزمان.
وآخِرًا، نحو: زيدٌ قائمٌ كان، قال: فأضمرت اسمَها، أي: كان كذلك، وهو عائد على "زيد"، وحذفت الخبر؛ لدلالة الأول عليه، وهي مع ذلك زائدة. انتهى
(5)
.
* إن قيل: لِمَ لا سُلِكَ بخبر هذه الأفعال منهاجَ أخبارِ المبتدأ في الحذف كثيرًا لدليل؟
قيل: إنها نابت عن مصادر هذه الأفعال
(6)
.
(خ 2)
* كما أُجريت "كان" مُجرى الأدوات في الدخول على الجملة الاسمية كذلك أُجريت مُجراها في استعمالها زائدةً، وإنما ذلك سبيل الأدوات، وهي حينئذٍ دالة على الزمان فقط دون الحدث، بخلاف [غير]
(7)
الزائدة، فإنها دالة على الحدث والزمان معًا، وأما الناقصة فاختُلف فيها على ما تقدَّم
(8)
.
وقولُه: «كان» فيه أمران
(9)
:
(1)
المقرب 303.
(2)
وهي هنا: "كِرَام".
(3)
الحاشية في: وجه الورقة الأولى الملحقة بين 7/ب و 8/أ وظهرها.
(4)
لم أقف على ما يفيد بوجوده.
(5)
الحاشية في: 7/ب.
(6)
الحاشية في: 7/ب، وقد أثبتها ابن هشام عند هذا البيت، وليس في الألفية حديث عن حذف أخبار هذه الأفعال.
(7)
ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.
(8)
لم يتقدم شيء من ذلك في مخطوطة هذه الحواشي.
(9)
لم يذكر إلا واحدًا، فلعل الثاني مما طواه الناسخ.
أحدهما: تخصيص ذلك بهذا الفعل، ولم يخالَف في ذلك في غير "أمسى" و"أصبح" في قولهم:«ما أصبح أَبْرَدَها، وما أمسى أَدْفَأَها»
(1)
، ولا يقاس عليه، خلافًا للكوفيين
(2)
(3)
.
* [«ما كان أصحَّ»]: وكذلك: ما كان أحسنَ زيدًا، وهي عند السِّيرَافيِّ
(4)
تامةٌ، وفاعلُها مضمر، وهو مصدرها، وعند آخرين ناقصةٌ، وهي متحمِّلةٌ لضمير "ما"، وفعلُ التعجب خبرُها.
فإن قلت: ما أحسنَ ما كان زيدٌ، بتأخير "كان" عن "أحسن"، واجتلابِ "ما" المصدريةِ صحَّ أيضًا، وكانت "كان" تامةً، و"زيد" فاعلَها، وأجاز المبرِّدُ
(5)
النصبَ مع بُعْدِه في المعنى، فتقول: ما أحسنَ الذي كان هو زيدًا، كأنه كان اسمه زيدًا، ثم انتقل عنه، فأوقع "ما" على صفة الرجل.
ع: وقد زيدت بين المضاف والمضاف إليه:
تَرْمِي بِكَفَّيْ كَانَ منْ أَرْمَى البَشَرْ
(6)
أي: بكَفَّيْ مَنْ هو أرمى
(7)
البشر، كذا رواه أبو الفَتْحِ في "خصائصِه"
(8)
، وقال في
(1)
قولٌ للعرب رواه الأخفش، وقيل: إنه مما أجازه بعض النحويين دون سماع، تقدم قريبًا.
(2)
ينظر: شرح جمل الزجاجي 1/ 415، 586، وشرح الكافية الشافية 1/ 414، والتذييل والتكميل 4/ 215.
(3)
الحاشية في: 29، ونقل منها ياسين في حاشية الألفية 1/ 108 إلى قوله:«وإنما ذلك سبيل الأدوات» ، ولم يعزها لابن هشام.
(4)
شرح كتاب سيبويه 3/ 77.
(5)
المقتضب 4/ 185. وينظر: مفتاح الإعراب للأمين المحلي 73.
(6)
بيت من مشطور الرجز، لم أقف له على نسبة. ينظر: المقتضب 2/ 139، والأصول 2/ 178، والمحتسب 2/ 227، وأمالي ابن الشجري 2/ 406، والإنصاف 1/ 94، والتبيين 279، وشرح جمل الزجاجي 1/ 220، وشرح الكافية الشافية 3/ 1165، والمقاصد النحوية 4/ 1558، وخزانة الأدب 5/ 65.
(7)
مكررة في المخطوطة.
(8)
2/ 369.
تقديره كذا، وقال:"كان" زائدة، وإنه يروى بكسر الميم، أي: بكَفَّيْ رجلٍ كان.
ع: إن قَدَّر "مَنْ" نكرةً موصوفةً لم يَحتجْ إلى تقدير "هو"، والبيتُ نظيرُ:
عَلَى كَانَ المُسَوَّمَةِ
(1)
(2)
…
* ابنُ الحاجِّ
(3)
: صرَّح ابنُ عُصْفُورٍ
(4)
بأن معنى الزائدة كمعنى الناقصة، ولم يصرِّح بحكم الزائدة: هل لها اسمٌ وخبرٌ كالناقصة، أو فاعلٌ كالتامة، أو لا معمولَ لها؟ وظاهرُ كلامِ س
(5)
أنها تامة.
وإنما تُعتَبر زيادتُها بوقوعها بين ما لا يَستغني أحدُهما عن الآخر، فالزيادة فيها نظيرُ الإلغاء في "ظنَّ"، إلا أن "ظنَّ" وأخواتِها لا تُسمى زائدةً، وسببُه عندي: أن "كان" الزائدة لا تحتاج لأكثرَ من فاعلٍ غائبٍ يَستتر فيها، وهو ضمير عائد على مضمون الجملة، فتجيء صورتُها صورةَ ما لا حكم لها ولا عمل، بخلاف "ظننت"؛ فإنه لا بُدَّ لـ"ظننت" من فاعلٍ مصرَّحٍ به، وإنما تُلغى عن المفعولين.
وينبغي أن يُنظَر في قولك: أنا كان قائمٌ، وأنت كان قائمٌ: هل سُمع أو لا؟
(6)
فلا تَتَمَحَّضُ زيادتها إلا على ذلك، والأقوى عندي أن ذلك كلامُ العرب؛ لأنهم يقولون: ما كان أحسني، وما كان أحسنَك
(7)
، والحكمُ في ذلك كلِّه واحدٌ.
(1)
بعض بيت من الوافر، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:
سَرَاةُ بني أبي بكرٍ تَسَامَى
…
على كان المسوَّمةِ العِرَاب
المسوَّمة: الخيل المعلَّمة بعلامة. ينظر: الحجة 2/ 437، وسر صناعة الإعراب 1/ 298، وشرح جمل الزجاجي 1/ 408، والتذييل والتكميل 4/ 221، وتخليص الشواهد 252، والمقاصد النحوية 2/ 603، وخزانة الأدب 9/ 207.
(2)
الحاشية في: 29، ونقل منها ياسين في حاشية الألفية 1/ 110 إلى قوله:«فأوقع "ما" على صفة الرجل» ، ولم يعزها لابن هشام.
(3)
لم أقف على كلامه.
(4)
المقرب 140.
(5)
الكتاب 1/ 73، 2/ 153.
(6)
لم أقف على شيء من ذلك مسموعًا.
(7)
لم أقف على شيء من ذلك مسموعًا.
وأكثرُ ما زيدت "كان" في التعجب.
وغَايَرَ ابنُ عُصْفُورٍ
(1)
بين معنى: حضر و: وُجِد، ولا طائلَ بينهما، فمعنى حضر الشيءُ: وُجِد، فإن قَيَّدت "حضر" بالمفعول، فقلت: حضرنا، أو: حضر فلان، قَيَّدت "وجدت" بالمجرور، فقلت: وُجِد بحضرتنا، أو: في موضع كذا
(2)
.
ويحذفونها ويبقون الخبر
…
وبعد أن ولو كثيرا ذا اشتهر
(خ 1)
* مثالُ غيرِ المشتهر:
يَا لَيْتَ أَيَّامَ الصِّبَا رَوَاجِعَا
(3)
قالوا: أي: تكون رواجعًا، كذا قدَّره الكِسَائيُّ
(4)
وغيرُه، ولا قاطعَ لاحتمالِ تقديرِ: تعودُ رواجعًا
(5)
.
(خ 2)
* كما استُعملت "كان" مستغنًى عنها حيث تكون زائدةً كذلك استُعملت محذوفةً حيث الحاجةُ إليها، ثم تارةً يكون اسمها محذوفًا معها، وتارةً يحذف معها الخبر، وتارةً تحذف وحدها، والغالب الأول؛ لأن الفعل ومرفوعَه كالشيء الواحد.
ع: وعكس هذا: يحذفون الخبر، ويبقونها والاسمَ، وذلك حيث تدخل لامُ الجحود، نحو:{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ}
(6)
، أي: ما كان مريدًا
(1)
المقرب 140.
(2)
الحاشية في: 29، ونقل منها ياسين في حاشية الألفية 1/ 109، 110 إلى قوله:«والحكم في ذلك كله واحد» ، ولم يعزها لابن هشام.
(3)
بيت من مشطور الرجز، نسب للعجاج. ينظر: ملحقات الديوان 2/ 306، والكتاب 2/ 142، وطبقات فحول الشعراء 1/ 78، والأصول 1/ 248، والبصريات 1/ 369، 721، وشرح جمل الزجاجي 1/ 425، والتذييل والتكميل 4/ 267، 5/ 28، ومغني اللبيب 376، وخزانة الأدب 10/ 234.
(4)
ينظر: الأصول 1/ 248، وشرح الكافية للرضي 4/ 334، ومغني اللبيب 376.
(5)
الحاشية في: 7/ب.
(6)
آل عمران 179.
لذلك، هذا قول ص، وقال كـ: الخبر "يذر"، واللام زائدة
(1)
.
واستُبعد؛ لأنه يقتضي الإخبار عن الذات بالمصدر، وليس بشيء؛ لأنهم لا يضمرون "أَنْ"، فأين المصدر
(2)
؟
وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب
…
كمثل أما أنت برا فاقترب
(خ 1)
* ع: قولُه: «وبعد "أَنْ"» البيتَ يُعطِي أنها قد تحذف، وهو قليل، استضعفه أبو عَلِيٍّ
(3)
، ولأجل ضَعْفِه ادُّعي أن المحذوف في: ضربي زيدًا قائمًا: "كان" التامةُ، قاله عبدُالقاهِر
(4)
(5)
.
* إنما زادوا "ما" في "أمَّا" تعويضًا عن المحذوف، ورفعًا لقبح دخول "أَنْ" المصدريةِ على الاسم، كما زادوها في: كُنْ كما أنت؛ لقبح دخول الكاف على الضمير، والأصل: كُنْ كحالتك المعهودة، هذا أحد القولين، فأما: إِنْ خيرًا فخيرٌ، فإن وجود النصب دليلٌ على الحذف، فلم يقبُح عدمُ الفصل
(6)
.
ومن مضارع لكان منجزم
…
تحذف نون وهو حذف ما التزم
(خ 1)
* ع: يدلُّ على أن النون من: لم يكُ لم تحذفْ للجازم، بل لتشبيهها بحرف العلة: قولُ بعضهم
(7)
:
(1)
ينظر: التبيان في إعراب القرآن 1/ 314، واللباب 1/ 172، 2/ 46، والبحر المحيط 3/ 448، ومغني اللبيب 279.
(2)
الحاشية في: 29، ونقل منها ياسين في حاشية الألفية 1/ 110 إلى قوله:«واللام زائدة» .
(3)
البغداديات 305، وكتاب الشعر 1/ 58.
(4)
المقتصد في شرح الإيضاح 1/ 681.
(5)
الحاشية في: 7/ب.
(6)
الحاشية في: ظهر الورقة الثانية الملحقة بين 7/ب و 8/أ.
(7)
هو قيس بن عمرو بن مالك النجاشي الحارثي.
..................
…
وَلَاكِ اسْقِنِي إِنْ كَانَ مَاؤُكَ ذَا فَضْلِ
(1)
فإن قلت: الحذف هنا لالتقاء الساكنين.
قلت: التقاؤهما مُحَسِّنٌ لتشبيه النون بحرف العلة، وإلا فأنت في هذا ومثلِه تكسر الأولَ، ولا تحذفه
(2)
.
(خ 2)
* [«ومن مضارعٍ لـ"كان"»]: إنما اختَص بذلك عن نظائره، فلم يُقَل في: لم يَضُر
(3)
، ولم يَهُن، ولم يخُن: لم يهُ، ولم يخُ، ولم يضُ؛ لأنه أكثر منهن استعمالًا، والكثرة مدعاةٌ إلى التخفيف
(4)
.
* [«مضارعٍ لـ"كان"»]: وهي "كان" التي لها مضارع، وهي الناقصة والتامة، وقرئ بالوجهين:{وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً}
(5)
.
وقولُه: «تُحذَف» : تشبيهًا لها بحرف اللين؛ لأن غُنَّتها كالمد، ومن ثَمَّ إذا تحركت للساكنين لم تحذف؛ لزوال الشبه، وصيرورتِها كالحروف الصحيحة.
ومَنْعُ الحذف في مثل: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}
(6)
من باب قوله
(7)
:
(1)
عجز بيت من الطويل، وصدره:
فلستُ بآتيهِ ولا أستطيعُه
…
...
ولاك: أصله: ولكنْ. الشاهد: حذف نون "لكن" -وهي لا يدخلها الجزم- تشبيهًا بحرف العلة، فدل على أن حذف نون "يكن" لذلك لا للجازم. ينظر: الكتاب 1/ 27، والأصول 3/ 455، واللامات 159، والحجة 5/ 125، والخصائص 1/ 311، والإنصاف 2/ 561، والتبيين 355، والتذييل والتكميل 5/ 11، وتخليص الشواهد 269، وخزانة الأدب 10/ 418.
(2)
الحاشية في: ظهر الورقة الثانية الملحقة بين 7/ب و 8/أ.
(3)
كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: يَضُن.
(4)
الحاشية في: 30.
(5)
النساء 40، قرأ برفع "حسنة": ابن كثير ونافع، وبنصبها بقية السبعة. ينظر: السبعة 233، والإقناع 2/ 630.
(6)
البينة 1.
(7)
هو محمود الوراق.
رَأَى الأَمْرَ يُفْضِي إِلَى آخره
(1)
(2)
والذين حذفوا رأوا أن الحذف قبل مجيء الساكن، فهو قبل التحرك
(3)
.
* [«تُحذَف نونٌ»]: قولُه تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ} في النحل
(4)
بالحذف، وفي النمل
(5)
بالإثبات، فحجةُ ما في النمل أنه الأصل، وأنه مناسبٌ لـ"تحزن"، وحجةُ ما في النحل موافقةُ ما في أول العُشْر:{وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
(6)
(7)
.
* [«تُحذَف نونٌ»]: إلا إن كان الخبر ضميرًا متصلًا، نحو:
فَإِنْ لَا يَكُنْهَا أَوْ يكنه
(8)
(9)
؛
…
لأن الضمير يردُّ الشيءَ لأصله، ومِنْ ثَمَّ مَنَعوا أن تُخفَّف "إِنَّ" و"أَنَّ" و"كأنَّ" إذا كانت أسماؤهن ضمائرَ متصلةً؛ لذلك.
(1)
كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: آخِرٍ.
(2)
صدر بيت من المتقارب، وعجزه:
…
فصيَّر آخِرَه أوَّلا
ينظر: الديوان 228، وعيون الأخبار 3/ 62، والمحتسب 1/ 188، والخصائص 1/ 210، 2/ 33، ونتائج الفكر 76.
(3)
الحاشية في: 30، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 112، 113 إلا قوله:«وقرئ بالوجهين: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً}» ، ولم يعزها لابن هشام.
(4)
127.
(5)
70.
(6)
النحل 120.
(7)
الحاشية في: 30، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 113، ولم يعزها لابن هشام.
(8)
كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: تَكُنْه.
(9)
بعض بيت من الطويل، لأبي الأسود الدُّؤَلي، وهو بتمامه:
فإنْ لا يكنْها أو تكنْه فإنه
…
أخٌ أرضعتْه أمُّه بلَبَانها
ينظر: الديوان 162، 306، والكتاب 1/ 46، وإصلاح المنطق 212، وإيضاح الوقف والابتداء 317، والحجة 2/ 315، والتبيين 301، والتذييل والتكميل 2/ 244، وتخليص الشواهد 92، والمقاصد النحوية 1/ 301، وخزانة الأدب 5/ 327.
فأما قوله
(1)
:
فَلَوْ أنْكِ فِي يَوْمِ الرَّجَاءِ
(2)
(3)
…
فضرورةٌ، وقالوا: مَنْ قال: لَدُ قال: لَدُنْه، ومن الباب: أنَّ مَنْ قال: ضربتكُمْ قال: أعطيتكُمُوه، وأنَّك تقول: آلُ فلانٍ، وأهْلُه، على الأحسن [لا]
(4)
الواجب، وقال الفَرَّاءُ
(5)
: مَنْ قال: شرفت
(6)
صدرُ القناة لم يقل: شرفت صدرُها، وهذا ظريفٌ، ولعله مبنيٌّ على هذا
(7)
.
* قولُه: «وهو حذفٌ ما التُزم» : فمن الإثبات: {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ}
(8)
، {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ}
(9)
(10)
(11)
.
(1)
لم أقف له على نسبة.
(2)
كذا في المخطوطة، والذي في مصادر البيت: الرخاء.
(3)
بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:
فلو أنْكِ في يوم الرخاء سألتِني
…
فراقَكِ لم أبخلْ وأنتِ صديقُ
ينظر: معاني القرآن للفراء 2/ 90، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/ 287، والحجة 2/ 173، والإنصاف 1/ 166، والتبيين 349، والتذييل والتكميل 5/ 160، ومغني اللبيب 47، والمقاصد النحوية 2/ 775، وخزانة الأدب 10/ 381.
(4)
ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.
(5)
معاني القرآن 1/ 187، 2/ 37، 328، وينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/ 189، والتذييل والتكميل 6/ 193.
(6)
كذا في المخطوطة في هذا الموضع والذي بعده، والصواب: شَرِقَتْ، وهي كلمة وردت في قول الأعشى:
وتَشْرَقُ بالقول الذي قد أذعتَه
…
كما شَرِقَتْ صدرُ القناة من الدم
ينظر: الديوان 123.
(7)
الحاشية في: 30.
(8)
النساء 73.
(9)
النساء 113.
(10)
النساء 135.
(11)
الحاشية في: 30.
..................
…
مَا ولا ولاتَ وإِنِ المشَبَّهاتِ
(1)
بِلَيْسَ
إعمال ليس أعملت ما دون إن
…
مع بقا النفي وترتيب زكن
(خ 1)
* قولُه: «مع بَقَا النفي» : كَتَب الشَّلَوْبِينُ
(2)
على قول "المفصَّل"
(3)
: «وإذا انتَقض النفي بـ"إلا"» ما صورتُه: أما انتقاض النفي فمنصوصٌ على بطلان العمل به، وأما اختصاصه بـ"إلا" فلا أعرفه
(4)
.
* [«وترتيبٍ زُكِن»]: في المثل: «ما مُسِيءٌ مَنْ أَعْتَبَ»
(5)
، فأُلغيت؛ لتقدُّم الخبر.
وإنما اختُلف في رفع: {أُمَّهَاتِهِمْ}
(6)
دون: {بَشَرًا}
(7)
؛ لأن في هذا ألف
(8)
(1)
كذا في المخطوطة، والوجه الرفع.
(2)
حواشي المفصل 294.
(3)
102، 103.
(4)
الحاشية في: 7/ب.
(5)
يضرب لمن يعتذر إلى صاحبه، ويخبر أنه سيُعْتِب، أي: يرجع عن إساءته. روي: ما أساء، و: غيرُ مُسيءٍ، ولا شاهد فيهما. ينظر: الكتاب 1/ 59، وعيون الأخبار 4/ 133، والمقتضب 4/ 190، ومجمع الأمثال 2/ 288، ولسان العرب (ع ت ب) 1/ 578، وتخليص الشواهد 277.
(6)
من قوله تعالى في سورة المجادلة 2: {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ} ، قراءة السبعة بالنصب، والرفع رواية المفضل عن عاصم. ينظر: السبعة 628.
(7)
من قوله تعالى في سورة يوسف 31: {مَا هَذَا بَشَرًا} .
(8)
كذا في المخطوطة، والوجه: ألفًا، بالنصب. والمقصود: ألف تنوين النصب في "بشرًا" المثبتة في مرسوم المصحف.
تمنع رفعَه. من "المُرْتَجَل"
(1)
لابن
(2)
الخَشَّاب
(3)
.
* [«زُكِن»]: في "الصّحَاح"
(4)
ما مُلخَّصُه: زَكِنته -بالكسر- أزكَنه زكَنًا
-بالتحريك-: عَلِمته، قال ابنُ
(5)
أمِّ صاحِبٍ:
وَلَنْ يُرَاجِعَ قَلْبِي حُبَّهُمْ أَبَدًا
…
زَكِنْتُ مِنْهُمْ عَلَى مِثْلِ الَّذِي زَكِنُوا
(6)
وقولُه: "على" مقحَمةٌ، وعن الأَصْمَعيِّ
(7)
أنه يقال: زَكِنته صالحًا:
…
(8)
ظننته، وأنه إنما يقال: أزكنته
…
(9)
(10)
.
(خ 2)
[«إِعْمالَ "ليس"»]: ذكروا من أوجه الشبه: نفيَ الحال، وذلك إذا تجرَّد الكلام
(1)
175، 176.
(2)
هو عبدالله بن أحمد بن أحمد البغدادي، أبو محمد، من أعلم أهل زمانه بالنحو، أخذ عن ابن الشجري والجواليقي وغيرهما، له: المرتجل في شرح الجمل، والرد على ابن بابَشَاذَ في شرح الجمل، وغيرهما، توفي سنة 567. ينظر: معجم الأدباء 4/ 1494، وإنباه الرواة 2/ 99، وبغية الوعاة 2/ 29.
(3)
الحاشية في: 7/ب.
(4)
(ز ك ن) 5/ 2131.
(5)
هو قَعْنَب بن ضمرة الفزاري، ينسب إلى أمه، من شعراء الدولة الأموية. ينظر: من نسب إلى أمه من الشعراء لابن حبيب 1/ 92، واللآلي في شرح أمالي القالي 1/ 362.
(6)
بيت من البسيط. ينظر: الجيم 2/ 74، وإصلاح المنطق 184، والألفاظ 405، وأدب الكاتب 24، والفاخر 58، والمنتخب لكراع 1/ 688، والزاهر 1/ 407، وتهذيب اللغة 10/ 59، ومختارات ابن الشجري 1/ 29.
(7)
ينظر: أدب الكاتب 23، والفاخر 58، وتهذيب اللغة 10/ 59.
(8)
موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.
(9)
موضع النقط مقدار خمس كلمات انقطعت في المخطوطة.
(10)
الحاشية في: 7/ب.
من قرينةٍ خلافه، لا مطلقًا، بدليل
(1)
قولِه
(2)
:
وَلَسْتَ بِمُسْتَبْقٍ أَخًا لَا تَلُمُّهُ
…
عَلَى شَعَثٍ أَيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُ؟
(3)
وقولِه
(4)
:
وَلَسْتَ لِمَا لِمْ يَقْضِهِ اللهُ وَاجِدًا
…
وَلَا عَادِمًا مَا اللهُ حَمَّ وَقَدَّرَا
(5)
وقولِه
(6)
:
بَدَا لِيَ أَنِّي لَسْتُ مُدْرِكَ مَا مَضَى
…
وَلَا سَابِقٍ
(7)
…
...
…
...
وقولِه
(8)
:
(1)
في الشواهد الآتية جاءت "ليس" لنفي المستقبل؛ لأن خبرها اسم فاعل عامل، وهو لا يعمل إلا إذا كان للحال أو الاستقبال.
(2)
هو النابغة الذُّبْياني.
(3)
بيت من الطويل. ينظر: الديوان 74، والألفاظ 373، والشعر والشعراء 1/ 170، والبارع 512، وجمهرة اللغة 1/ 307، وتهذيب اللغة 1/ 209، وأمالي ابن الشجري 1/ 408، وشرح التسهيل 1/ 381، والتذييل والتكميل 4/ 306، وخزانة الأدب 9/ 467.
(4)
لم أقف له على نسبة.
(5)
بيت من الطويل. حمَّ: قَضى، كما في: القاموس المحيط (ح م م) 2/ 1446. ينظر: شرح التسهيل 1/ 381، والتذييل والتكميل 4/ 306.
(6)
هو زهير بن أبي سُلْمى.
(7)
بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:
بدا ليَ أنِّي لستُ مدركَ ما مضى
…
ولا سابقٍ شيئًا إذا كان جائيا
ينظر: الديوان بشرح ثعلب 208، وبشرح الأعلم 87، والكتاب 1/ 165، والقوافي للأخفش 4، والأصول 1/ 252، والخصائص 2/ 355، والإنصاف 1/ 155، وضرائر الشعر 280، وشرح التسهيل 1/ 381، والتذييل والتكميل 3/ 249، ومغني اللبيب 131، والمقاصد النحوية 2/ 745، وخزانة الأدب 9/ 102.
(8)
هو الأعور الشَّنِّي، واسمه: بشر بن منقذ.
هَوِّنْ
(1)
عَلَيْكَ فَإِنَّ الأُمُورَ .........................
البيتين
(2)
(3)
.
* [«مَعْ بَقَا النَّفْيِ»]: قال الشَّلَوْبِينُ في "حَوَاشِيه"
(4)
: قولُه
(5)
: بـ"إلَّا": يجري مَجرى "إلَّا": "بَلْ" و"لكنْ".
ع: فقولُ الشيخ: «بَقَا النَّفْي» عبارةٌ حسنةٌ؛ لأنه احترازٌ عن المسائل الثلاثة
(6)
.
* [«مَعْ بَقَا النَّفْيِ»]: تقول في: ما أنت قائمًا: ما أنت إلا قائمٌ.
فأما قول الجميع: ما أنت إلا سيرًا؛ فليس أصله في الإيجاب: أنت سيرٌ، وإنما أصله: أنت تسير سيرًا، ثم: أنت سيرًا، ثم: ما أنت إلا سيرًا، فالناصب الفعلُ المقدَّرُ، لا "ما"، والخبرُ محذوفٌ، لا المنصوبُ.
فأما قولُه
(7)
:
وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا مَنْجَنُونًا
…
...
(1)
كذا في المخطوطة، وفيه الخَرْم، وهو حذف أول متحرك من الوتد المجموع في أول البيت، وهو زحاف جائز، كما في: الوافي في العروض والقوافي 41.
(2)
من المتقارب، وهما بتمامهما -والشاهد في ثانيهما-:
هوِّنْ عليك فإن الأمورَ
…
بكفِّ الإلهِ مقاديرُها
فليس بآتيك مَنْهِيُّها
…
ولا قاصرٍ عنك مأمورُها
ينظر: الكتاب 1/ 64، والأمثال لأبي عبيد 193، والمقتضب 4/ 196، والأصول 2/ 69، واللباب 1/ 434، وأمالي ابن الحاجب 2/ 679، وشرح التسهيل 1/ 381، والتذييل والتكميل 11/ 155، ومغني اللبيب 194، 633، وخزانة الأدب 10/ 148.
(3)
الحاشية في: 30.
(4)
295.
(5)
أي: الزمخشري في المفصل 104.
(6)
الحاشية في: 30، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 114.
(7)
لم أقف له على نسبة.
البيتَ
(1)
، فنَصَبَ ولا مصدرَ؛ فـ"المعذَّب" مصدر، و"المَنْجَنُون" نائب عن مضاف، وهو مصدر.
على أن يُونُسَ
(2)
أجاز النصبَ مطلقًا؛ استدلالًا بظاهره، ووافقه الفَرَّاءُ
(3)
في الوصف، نحو: ما زيدٌ إلا قائمٌ، وبقيةُ كـ
(4)
في الخبر المنزَّلِ الاسمُ منزلتَه، نحو: ما زيدٌ إلا زهيرًا، وفي نحو: ما زيدٌ إلا لحيتَه، أي: ما فيه غيرها.
وقال ص
(5)
في الجميع بالرفع، إلا في المصادر، وفيما دلَّ دليلٌ على تقدير الفعل، نحو: ما أنت إلا عمامتَك تحسينًا، ورداءَك تزيينًا، والنصبُ فيهما خارجٌ عن حكم "ما".
وعن النَّحَّاس
(6)
أنه نَقَل الإجماع على النصب
(7)
فيما بعد "إلا"، وهو مردود
(8)
.
وسبق حرف جر أو ظرف كما
…
بي أنت معنيا أجاز العلما
(خ 1)
* ويؤيِّده من باب الأَوْلى: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}
(9)
.
(1)
من الطويل، وهو بتمامه:
وما الدهر إلا مَنْجَنُونًا بأهله
…
وما صاحبُ الحاجاتِ إلا مُعَذَّبا
روي: «أرى الدهر إلا مَنْجَنُونًا» ، ولا شاهد فيه. المَنْجَنُون: الدولاب الذي يُستقى عليه. ينظر: المحتسب 1/ 328، واللباب 1/ 176، وضرائر الشعر 75، وشرح التسهيل 1/ 374، 2/ 268، والتذييل والتكميل 4/ 201، 273، والمقاصد النحوية 2/ 636، وخزانة الأدب 4/ 132.
(2)
ينظر: شرح التسهيل 1/ 373، وشرح الكافية للرضي 2/ 187، والتذييل والتكميل 4/ 273.
(3)
ينظر: التذييل والتكميل 4/ 270، والبحر المحيط 1/ 472.
(4)
ينظر: التذييل والتكميل 4/ 270، والبحر المحيط 1/ 472، وارتشاف الضرب 3/ 1199.
(5)
ينظر: التذييل والتكميل 4/ 270، والبحر المحيط 1/ 472، وارتشاف الضرب 3/ 1199.
(6)
ينظر: التذييل والتكميل 4/ 270، والبحر المحيط 1/ 472، وارتشاف الضرب 3/ 1199.
(7)
كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر رأيه: الرفع.
(8)
الحاشية في: 30.
(9)
الحاقة 47.
وأجاز ابنُ عُصْفُورٍ
(1)
أن يتقدم الخبر ظرفًا أو مجرورًا مع تقدير بقاء العمل، ومَنَعَه الناظِمُ
(2)
، ويُشكِل عليه
(3)
: أنه أجاز
(4)
تقديمَ المعمول حيث لا يتقدَّمُ العامل.
والجوابُ من وجهين:
أحدهما: أن العامل لذاته يتقدَّم.
الثاني: أن القاعدة غير مطَّردة، بدليل: زيدًا لن أضربَ.
وبهذين يُجاب عن الاعتراض على ص في تأويلهم:
بِمَا كَانَ إِيَّاهُمْ عَطِيَّةُ عَوَّدَا
(5)
بأن في "كان" ضميرَ شأنٍ، فقيل: يلزمُكم
…
(6)
على المبتدأ إذا كان رافعًا لضميرٍ مفردٍ، فقد فَرَرتم من شيء، فوقعتم في أشدَّ منه؛ لأن
…
(7)
يتقدَّمُ معمولُه إلا حيث يتقدَّمُ.
والجوابُ: ما تقدَّم من فساد القاعدة، أو أنه لا يمتنع
…
(8)
"عَوَّدَ" لذاته، بل تقدُّمه على أنه خبرٌ.
ومن الأصل هذا الإيرادُ فاسدٌ؛ لأنهم
(9)
إن كانوا يجوِّزون تقديمَ الخبر في نحو: زيدٌ قام -على ما يُحكى عنهم
(10)
- فلا ينبغي أن يعترضوا على ص بعد تأويل البيت، بل
(1)
شرح جمل الزجاجي 1/ 595.
(2)
شرح الكافية الشافية 1/ 432.
(3)
أي: على الناظم.
(4)
في البيت المذكور هنا وفي شرح التسهيل 1/ 370، وشرح الكافية الشافية 1/ 432.
(5)
عجز بيت من الطويل، للفرزدق، تقدم قريبًا.
(6)
موضع النقط مقدار كلمة أو كلمتين انطمستا في المخطوطة.
(7)
موضع النقط مقدار كلمة أو كلمتين انطمستا في المخطوطة.
(8)
موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.
(9)
أي: الكوفيين.
(10)
ينظر: شرح جمل الزجاجي 1/ 159، والتذييل والتكميل 6/ 184.
قبلَه؛ لأنه قد ظهر ما يَرِدُ عليهم
(1)
، سواءٌ جعلوا في "كان" ضميرًا أو لا.
فإن قيل: يمكن أن يكون ص موافقين لكـ في جواز التقدُّم في باب "كان"؛ لأنه إذا قيل: كان قام زيد؛ لزم أن يُجعل "زيدٌ" اسمًا، و"قام" خبرًا مقدَّمًا؛ ضرورةَ أنها مُحتاجةٌ إلى جزأين.
فالجوابُ: أنه يجوز أن يكون في "كان" ضميرُ الشأن، أو ضميرُ "زيد"، على أن تكون المسألة من باب التنازع، فلا ينبغي التجويزُ
(2)
.
ورفع معطوف بلكن أو ببل
…
من بعد منصوب بما الزم حيث حل
وبعد ما وليس جر البا الخبر
…
وبعد لا ونفي كان قد يجر
(خ 1)
* ذكر ابنُ جِنِّي
(3)
أَنه قُرئ: {لَيْسَ الْبِرَّ بِأَنْ تُوَلُّوا}
(4)
، وخرَّجه على زيادة الباء في اسم "ليس"، وهو غريب
(5)
.
* ع: قولُه: «وبَعْدَ "ما"» : كان حقُّه أن يؤخرَ هذا البيتَ عن ذكر إعمال "لا"؛ لأن الغرض في هذا الباب ذكرُ إعمالها عملَ "ليس"، فلْيُقَدَّمْ على ذكر الجر بالباء
(6)
.
(خ 2)
* ووَرَدَ جرُّها اسمَ "ليس" إذا تأخر، وكان "أَن" والفعل، كقراءة بعضِهم: {لَيْسَ
(7)
الْبِرَّ بِأَنْ تُوَلُّوا}
(8)
، وقولِه
(9)
:
(1)
أي: البصريين.
(2)
الحاشية في: 8/أ.
(3)
المحتسب 1/ 117.
(4)
البقرة 177، وهي قراءة شاذة، تقدمت قريبًا.
(5)
الحاشية في: 8/أ.
(6)
الحاشية في: 8/أ.
(7)
في المخطوطة: وليس، وهو خطأ.
(8)
البقرة 177، وهي قراءة شاذة، تقدمت قريبًا.
(9)
هو محمود الوراق، وينسب لغيره.
أَلَيْسَ عَظِيمًا بِأَنَّ الفَتَى
…
يُصَابُ بِبَعْضِ الَّذِي فِي يَدَيْهِ
(1)
(2)
* [«وبعد "لا"»]: قال الناظم
(3)
: كقوله
(4)
:
وَكُنْ
…
...
…
...
…
...
…
...
…
البيتَ
(5)
، وكقوله
(6)
:
وَلَقَدْ غَدَوْتُ وَكُنْتُ لَا
…
أَغْدُو عَلَى وَاقٍ وَحَاتِمْ
وكذلك
(7)
لَا خَيْرٌ وَلَا
…
شَرٌّ عَلَى أَحَدٍ بِدَائِمْ
(8)
وقال ابنُ هِشَامٍ
(9)
: لم يُسمعْ في خبر "لا"، فلا يُقاس على خبر "ما"؛ لأن الزيادة مجازٌ.
(1)
بيت من المتقارب، تقدم قريبًا.
(2)
الحاشية في: 39، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 116، ولم يعزها لابن هشام.
(3)
شرح التسهيل 1/ 376، وشرح الكافية الشافية 1/ 440، وشرح عمدة الحافظ 1/ 201، ولم أقف فيها إلا على إيراده البيت الأول شاهدًا على إعمال "لا" عمل "ليس". وينظر: التذييل والتكميل 4/ 308.
(4)
هو سواد بن قارب رضي الله عنه.
(5)
بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:
وكُنْ لي شفيعًا يوم لا ذو شفاعةٍ
…
بمغنٍ فتيلًا عن سواد بنِ قارب
ينظر: جمهرة أشعار العرب 55، وشرح التسهيل 1/ 376، 3/ 258، والتذييل والتكميل 4/ 282، 308، ومغني اللبيب 548، 759، والمقاصد النحوية 2/ 650.
(6)
هو المرقِّش، وقيل: خُزَز بن لوذان.
(7)
كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: وكذاك، وبه يستقيم الوزن.
(8)
بيتان من مجزوء الكامل. الواقي: الصُّرَد، والحاتم: الغراب الأسود. ينظر: الأزمنة لقطرب 532، والحيوان 3/ 207، 214، وغريب الحديث لابن قتيبة 2/ 518، والمنتخب لكراع 1/ 777، وجمهرة اللغة 1/ 245، وتهذيب اللغة 4/ 260، 9/ 279، ولسان العرب (ح ت م) 12/ 113، (ي م ن) 13/ 458، والتذييل والتكميل 4/ 308، وتخليص الشواهد 427.
(9)
ينظر: التذييل والتكميل 4/ 309.
وقال ح
(1)
: لا حجة في البيتين؛ لجواز كون "لا" مهملةً وإن لم تُكرَّر، فقد سُمع ذلك قليلًا.
ع: وإنما عدمُ التكرار في الأول فقط
(2)
.
في النكرات أعملت كليس لا
…
وقد تلي لات وإن ذا العملا
(خ 1)
* قولُه: «في النَّكِرَاتِ أُعْمِلَت كـ"لَيْسَ" "لا"» ، وأجاز ابنُ
(3)
الشَّجَرِيِّ
(4)
عملَها
(5)
في المعرفة،
…
(6)
عليه قول أبي الطَّيِّبِ:
إِذَا الجُودُ لَمْ يُرْزَقْ خَلَاصًا مِنَ الأَذَى
…
فَلَا الحَمْدُ مَكْسُوبًا وَلَا المَالُ بَاقِيَا
(7)
(8)
* [«في النَّكِرَاتِ»]: بخطِّ الشَّلَوْبِينِ
(9)
: أجاز ابنُ جِنِّي في "التَّمَامِ"
(10)
دخولَها
(1)
التذييل والتكميل 4/ 283، 284، 308.
(2)
الحاشية في: 39.
(3)
هو هبة الله بن علي بن محمد العلوي، أبو السعادات، من أئمة النحو واللغة في بغداد، أخذ عن ابن فضال والخطيب التبريزي، وأخذ عنه تاج الدين الكندي، له: الأمالي، والحماسة، وشرح الإيضاح، وغيرها، توفي سنة 542. ينظر: نزهة الألباء 299، ومعجم الأدباء 6/ 2775، وإنباه الرواة 3/ 356، وبغية الوعاة 2/ 324.
(4)
الأمالي 1/ 431، 2/ 530.
(5)
انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(6)
موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.
(7)
بيت من الطويل. ينظر: الديوان 439، والفسر 4/ 777، وشرح الواحدي 624.
(8)
الحاشية في: 8/أ.
(9)
حواشي المفصل 89، ولا يظهر في واحدةٍ من النسختين اللتين اعتمد عليهما محقِّقه أنها بخطه.
(10)
لم أقف على كلامه في المطبوعة، وفي: 54 منه حديث عن "لا" المشبهة بـ"ليس"، وينظر: الفسر 4/ 777.
على المعرفة
(1)
.
* [«أُعْمِلتْ كـ"ليس"»]: وهي حينئذٍ ظاهرةٌ في نفي الجنس، وأما إذا عَمِلت عملَ "إِنَّ" فهي نصٌّ فيه
(2)
.
* [«أُعْمِلتْ كـ"ليس"»]: ولا شاهدَ عليه في قوله
(3)
:
فَلَا شَيْءٌ عَلَى الأَرْضِ بَاقِيَا
(4)
؛
لاحتمال أن يكون "على الأرض" خبرًا، و"باقيا" حالًا، بل الشاهد في:
فَأَنَا ابْنُ قَيْسٍ لَا بَرَاحُ
(5)
؛
لأن رفع "بَرَاحُ" ينفي أن تكون "لا" المحمولةَ على "إِنَّ"، وعدمَ تكرارِ "لا" ينفي أن تكون مهملةً، فتعيَّن أن تكون عاملةً، وذلك العمل عملُ "ليس"؛ إذ ليس غيرُه بالإجماع.
وإنما تعمل عملَ "ليس" عند البصريين، وهو مخصوص بالنكرات، خلافًا
(1)
الحاشية في: 8/أ.
(2)
الحاشية في: 8/أ.
(3)
لم أقف له على نسبة.
(4)
بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:
تَعَزَّ فلا شيءٌ على الأرض باقيا
…
ولا وَزَرٌ مما قضى اللهُ واقيا
ينظر: شرح التسهيل 1/ 376، وشرح الكافية الشافية 1/ 440، والتذييل والتكميل 4/ 282، 5/ 311، وتخليص الشواهد 294، ومغني اللبيب 315، والمقاصد النحوية 2/ 643.
(5)
عجز بيت من مجزوء الكامل، لسعد بن مالك بن ضبيعة القيسي، وصدره:
مَنْ صدَّ عن نيرانها
…
...
ينظر: الكتاب 1/ 58، 2/ 296، والمقتضب 4/ 360، والأصول 1/ 96، والزاهر 1/ 13، واللامات 105، وأمالي ابن الشجري 1/ 431، واللباب 1/ 178، وشرح التسهيل 1/ 376، ومغني اللبيب 315، 825، والمقاصد النحوية 2/ 671، وخزانة الأدب 1/ 467.
للشَّجَرِيِّ
(1)
، احتجَّ بقوله
(2)
:
…
... لَا أَنَا بَاغِيًا
…
سِوَاهَا وَلَا فِي حُبِّهَا مُتَرَاخِيَا
(3)
(4)
* «"لاتَ"» قال الناظم
(5)
: لا تعمل في معرفةٍ ظاهرةٍ، يعني: بل في نكرةٍ ظاهرةٍ، نحو:{وَلَاتَ حِينُ مَنَاصٍ}
(6)
، أو معرفةٍ مقدرةٍ، نحو:{وَلَاتَ حِينَ}
(7)
في قراءة السبعة، التقدير: لاتَ الحينُ حينَ مناصٍ؛ لأنه ليس المرادُ نفيَ حينٍ مطلقٍ.
فأما قولُه
(8)
:
…
وَلَاتَ هَنَّا حَنَّتِ
(9)
فالإشكالُ واردٌ عليه من وجهين:
(1)
الأمالي 1/ 431، 2/ 530.
(2)
هو النابغة الجعدي.
(3)
بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:
وحلَّتْ سوادَ القلب لا أنا باغيًا
…
سواها ولا عن حبِّها متراخيا
ينظر: الديوان 186، وأمالي ابن الشجري 1/ 433، وشرح التسهيل 1/ 325، 377، والتذييل والتكميل 4/ 87، 286، وتخليص الشواهد 294، والمقاصد النحوية 2/ 665، وخزانة الأدب 3/ 337.
(4)
الحاشية في: 8/أ.
(5)
شرح الكافية الشافية 1/ 445.
(6)
ص 3، وهي قراءة عيسى بن عمر وأبي السمال. ينظر: مختصر ابن خالويه 130، وشواذ القراءات للكرماني 409.
(7)
ص 3.
(8)
هو شبيب بن جُعيل التغلبي، وقيل: حجل بن نضلة الباهلي.
(9)
بعض بيت من الكامل، وهو بتمامه:
حنَّتْ نَوَارُ ولاتَ هَنَّا حنَّتِ
…
وبدا الذي كانت نَوَارُ أجَنَّت
ينظر: الشعر والشعراء 1/ 97، والبصريات 2/ 756، وتهذيب اللغة 5/ 244، وشرح التسهيل 1/ 251، 378، والتذييل والتكميل 3/ 213، 4/ 291، وتخليص الشواهد 131، والمقاصد النحوية 1/ 382، وخزانة الأدب 4/ 195.
الأول: إعمالها في معرفةٍ ظاهرةٍ.
والثاني: إعمالها في غير لفظ "الحين".
وأيضًا: ففيه إخراجُ "هَنَّا" عن الظرفية.
وهذا كلُّه إنما يَرِد على ابن عُصْفُورٍ
(1)
الذي جعل "لاتَ" عاملةً في "هَنَّا"، ولا إشكالَ على الفارسيِّ
(2)
؛ لأنه جعل "لاتَ" مهملةً، و"هَنَّا" باقٍ على ظرفيته، و"حَنَّت" مبتدأ بتقدير: أَنْ حَنَّتْ، كقوله:«تَسْمَعَ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَنْ تراه»
(3)
، ولم يقدِّره: وقتَ حَنَّتْ، كما قدَّره ابنُ عُصْفُورٍ: ولاتَ هَنَّا وقتَ
(4)
حنينٍ؛ لأن فيه -في الظاهر- بناءَ المعرفة على النكرة، وإن كان الخبر في الحقيقة إنما هو المتعلَّقُ، ولأن وقوع
…
(5)
مبتدأ
…
(6)
ولأن تقدير
…
(7)
في أنهما خلاف الأصل، لكن تقدير الوقت أضعف؛ من حيث إن فيه مخالفةَ الأصل من جهة أخرى، وهي الإضافة إلى الجمل.
ومما يُعتَرض به أيضًا على تأويل ابنِ عصفور: أنه جَمَعَ بين اسم "لات" وخبرِها، وذلك لم يُعْهَد
(8)
.
(خ 2)
* [«في النَّكِرَاتِ»]: في "شرح التَّسْهِيل"
(9)
قال: ورفعُها معرفةً نادرٌ، كقوله
(10)
:
(1)
المقرب 162، وينظر: شرح التسهيل 1/ 379، وشرح الكافية الشافية 1/ 445، والتذييل والتكميل 3/ 213، 4/ 291، 298، وتخليص الشواهد 131، ومغني اللبيب 771.
(2)
الشيرازيات 2/ 478.
(3)
مثلٌ يضرب لمن خَبَرُه خيرٌ من مَرْآه، تقدم في باب الابتداء.
(4)
انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(5)
موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.
(6)
موضع النقط مقدار خمس كلمات أو ست انقطعت في المخطوطة.
(7)
موضع النقط مقدار ثلاث كلمات أو أربع انقطعت في المخطوطة.
(8)
الحاشية في: 7/ب.
(9)
1/ 377، ولم أقف فيه على البيت الأول.
(10)
لم أقف له على نسبة.
أَنْكَرْتُهَا بَعْدَ أَعْوَامٍ مَضَيْنَ لَهَا
…
لَا الدَّارُ دَارًا وَلَا الجِيرَانُ جِيرَانَا
(1)
وقال
(2)
:
…
...
لَا أَنَا بَاغِيًا
(3)
وبَنَى على ذلك المتنبِّي قولَه:
فَلَا الحَمْدُ مَكْسُوبًا وَلَا المَالُ بَاقِيَا
(4)
(5)
* قولُه: «وَ"إِنْ"» ، قال في "المقرَّب"
(6)
: وقد أجروا "إِنْ" النافيةَ في الشعر مُجْرَى "ما" في نصب الخبر؛ لشبهها بها، قال
(7)
:
إِنْ هُوَ مُسْتَوْلِيًا عَلَى أَحَدٍ
البيتَ
(8)
، ولا يجوز ذلك في الكلام؛ لأنها غير مختصةٍ. انتهى.
وقال ابنُ خَرُوفٍ في "شرح الجُمَل"
(9)
: إذا كانت "إِنْ" نفيًا عَمِلت عملَ في "ما"
(1)
بيت من البسيط. ينظر: التذييل والتكميل 4/ 287، والبحر المحيط 2/ 282، وارتشاف الضرب 3/ 1210.
(2)
هو النابغة الجعدي.
(3)
بعض بيت من الطويل، تقدم قريبًا.
(4)
عجز بيت من الطويل، تقدم قريبًا.
(5)
الحاشية في: 39.
(6)
163.
(7)
لم أقف له على نسبة.
(8)
صدر بيت من المنسرح، وعجزه:
…
إلا على أضعف المجانين
ينظر: أمالي ابن الشجري 3/ 143، وشرح جمل الزجاجي 2/ 481، وشرح التسهيل 1/ 150، 375، والتذييل والتكميل 2/ 225، 4/ 259، 279، وتخليص الشواهد 306، والمقاصد النحوية 2/ 649، وخزانة الأدب 4/ 166.
(9)
2/ 590.
لغة أهل الحجاز، ولا تعمل إلا فيما يعمل فيه "ما"
(1)
.
* ظاهرُ قولِه أَنَّ عملَ "لا" كثيرٌ، و"إِنْ" قليلٌ، وكذا في "التَّسْهِيل"
(2)
، ورَدَّه ح
(3)
بأنَّ "إِنْ" أُعملت في النثر، وأما إعمال "لا" فقليلٌ، حتى زعم أبو الحَسَن
(4)
أن الرفع بالابتداء، وأنك تقول: لا أحدٌ أفضلُ منك، برفع "أفضلُ" لا غيرُ
(5)
.
وما للات في سوى حين عمل
…
وحذف ذي الرفع فشا والعكس قل
(خ 1)
* قولُه: «وما لـ"لاتَ"» البيتَ: شبَّه
…
(6)
"لاتَ حينَ" بـ"لَدُنْ غدوةً"، وبـ"ليس" و"لا يكونُ" في الاستثناء، ووجه الأول: أن "لَدُنْ" لا تنصب إلا "غدوةً"، كما
…
(7)
"لاتَ" لا تنصب إلا "حينَ"، ووجه الثاني: أن اسمها لا
(8)
يكون إلا مضمرًا، كما أن "ليس" و"لا يكونُ
(9)
" في الاستثناء كذلك
(10)
.
* ع: لا يُفهَم من كلامه أنه لا يُجمع بين اسمها وخبرها، وكان ينبغي أن ينبِّه عليه، وغايةُ ما في كلامه أن حذف اسمها كثير، وحذفَ خبرها قليل
(11)
.
(1)
الحاشية في: 39، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 117 دون البيت، ولم يعزها لابن هشام.
(2)
57.
(3)
التذييل والتكميل 4/ 281.
(4)
معاني القرآن 2/ 488، وينظر: ارتشاف الضرب 3/ 1208.
(5)
الحاشية في: 39.
(6)
موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.
(7)
موضع النقط مقدار كلمة انطمست في المخطوطة.
(8)
انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(9)
انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(10)
الحاشية في: 8/أ.
(11)
الحاشية في: 8/أ.
* قرأ عِيسَى
(1)
بنُ عُمَرَ: {وَلَاتَ حِينِ}
(2)
، وقال الشاعر
(3)
:
طَلَبُوا صُلْحَنَا وَلَاتَ أَوَانٍ
(4)
وخرَّجهما بعضُ
(5)
الناس على إضمار "مِنْ"، كما في قولهم: على كم جذعٍ بيتُك؟ في أصح القولين، وكما قالوا: أَلَا رجلٍ جزاه الله خيرًا، ويكون موضعُ الجار والمجرور رفعًا على أنه اسم "لاتَ" كما تقول: ليس من رجلٍ قائمًا، والخبرُ محذوف، وهذا على
(6)
قول س
(7)
، أو على أنه مبتدأ والخبرُ محذوف، على قول الأَخْفَشِ
(8)
أن "لاتَ" لا تعمل شيئًا.
وقال بعضُهم: ومن العرب من يخفض بـ"لاتَ"، وأنشد الفَرَّاءُ
(9)
على ذلك:
(1)
هو الثقفي، أبو عمر، وقيل: أبو سليمان، صاحب قراءة، وهو من الطبقة الثانية البصرية، أخذ عن ابن أبي إسحاق، وأخذ عنه: سيبويه والأصمعي، له: الإكمال، والجامع، توفي سنة 149. ينظر: أخبار النحويين البصريين 49، وتاريخ العلماء النحويين 135، ونزهة الألباء 28، وإنباه الرواة 2/ 374، وبغية الوعاة 2/ 237.
(2)
ص 3. ينظر: مختصر ابن خالويه 130، وشواذ القراءات للكرماني 409، والبحر المحيط 9/ 136.
(3)
هو أبو زُبيد الطائي.
(4)
صدر بيت من الخفيف، وعجزه:
…
فأجبنا أن ليس حين بقاء
ينظر: الديوان 30، ومعاني القرآن للفراء 2/ 398، وللأخفش 2/ 492، ومعاني القرآن وإعرابه 4/ 320، والأصول 2/ 143، وأخبار الزجاجي 215، والخصائص 2/ 379، وشرح التسهيل 1/ 378، ومغني اللبيب 336، 892، والمقاصد النحوية 2/ 675، وخزانة الأدب 4/ 183.
(5)
هو أبو حيان في البحر المحيط 9/ 137.
(6)
في المخطوطة: «وعلام هذام» ، دلالةً على أن الصواب بالتقديم والتأخير.
(7)
الكتاب 1/ 57.
(8)
ينظر: الأصول 1/ 97، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي 3/ 22، والتذييل والتكميل 4/ 293، وفي معاني القرآن للأخفش 2/ 492 أنهم شبهوا "لات" بـ"ليس"، وأضمروا فيها اسم الفاعل.
(9)
معاني القرآن 2/ 397.
..................
…
وَلَاتَ سَاعَةِ مَنْدَمِ
(1)
وخرَّج الأَخْفَشُ
(2)
"ولاتَ أوانٍ" على: ولاتَ حينَ أوانٍ، حذف "حين"، وأبقى المضاف إليه على ما كان عليه.
وقال الزَّمَخْشَريُّ
(3)
في: "ولاتَ أوانٍ": إنه شبَّه "أوانٍ" بـ"إِذْ" في قوله
(4)
:
…
وَأَنْتَ إِذٍ صَحِيحُ
(5)
في أنه زمانٌ قُطِع منه المضافُ إليه، وعُوِّض التنوينَ؛ لأن الأصل: ولاتَ أوانَ صُلْحٍ.
ع: وفي تقديره: "حين أوانٍ" نظرٌ في الجمع بينهما.
وقال
(6)
ما ملخَّصُه: وقراءةُ عِيسَى: {وَلَاتَ حِينِ}
(7)
مشكلةٌ، وتخريجُها: أنه نزَّل قطعَ المضاف إليه عن الإضافة إلى ما بعده منزلةَ قطعِ المضاف عنها؛ لأن المعنى: ولاتَ حينَ مناصِهم، وذلك لاتحاد المتضايفين، وجَعَل تنوينَه عوضًا من الضمير المحذوف، ثم بنى "حين" لإضافته لمبنيٍّ. /
(1)
بعض بيت من الكامل، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:
فلتعرفنَّ خلائقًا مشمولةً
…
ولتندمنَّ ولاتَ ساعةِ مندم
ينظر: معاني القرآن للفراء 2/ 397، والأضداد لابن السكيت 173، وإيضاح الوقف والابتداء 290، والتذييل والتكميل 4/ 295، وارتشاف الضرب 3/ 1213.
(2)
معاني القرآن 2/ 492.
(3)
الكشاف 4/ 71.
(4)
هو أبو ذؤيب الهذلي.
(5)
بعض بيت من الوافر، وهو بتمامه:
نهيتُك عن طِلابك أمَّ عمرٍو
…
بعاقبةٍ وأنتَ إذٍ صحيحُ
ينظر: ديوان الهذليين 1/ 68، ومعاني القرآن للأخفش 1/ 295، والأصول 2/ 144، وتهذيب اللغة 15/ 37، والخصائص 2/ 378، وسر صناعة الإعراب 2/ 504، وشرح التسهيل 2/ 207، 3/ 251، والتذييل والتكميل 7/ 295، ومغني اللبيب 119، وخزانة الأدب 6/ 539.
(6)
الكشاف 4/ 71، 72.
(7)
ص 3. وتقدمت القراءة قريبًا.
ع: إنما يَكمُل توجيهُ الزَّمَخْشَريِّ في: {وَلَاتَ حِينِ} بأن يقال فيه ما قاله في:
…
وَلَاتَ أَوَانِ
(1)
مِن أنها شُبِّهت بـ"إِذٍ" في:
وَأَنْتَ إِذٍ صَحِيحُ
(2)
ع: إنما ادَّعى تنزيلَ "مناص" منزلةَ "حين"؛ ليكون ظرفًا، فيصحَّ بناؤه؛ لقطعِه عن الإضافة
(3)
.
(خ 2)
* شرطُ معمولَيْ "لاتَ" ثلاثةُ أمور:
أحدها: كونهما "الحين" أو "الساعة" أو "الآن"، بكثرةٍ في الأول، وقلَّةٍ في الأخيرين، كذا في "شرح الكافية"
(4)
، وهو الواقع، فنحو:
…
.. لَاتَ هَنَّا حَنَّتِ
(5)
مهملةٌ.
الثاني: أن لا يجتمعا، بل يحذف أحدهما.
الثالث: أن يكون المذكورُ منهما نكرةً لا معرفةً
(6)
.
* [«والعكسُ قَلّْ»]: كقراءة بعضِهم: {وَلَاتَ حِينُ}
(7)
، وفيها شذوذان:
(1)
بعض بيت من الخفيف، لأبي زبيد الطائي، تقدم قريبًا.
(2)
بعض بيت من الوافر، لأبي ذؤيب الهذلي، تقدم قريبًا.
(3)
الحاشية في: ظهر الورقة الثالثة الملحقة بين 7/ب و 8/أ ووجهها.
(4)
شرح الكافية الشافية 1/ 442، 443.
(5)
بعض بيت من الكامل، لشبيب بن جُعيل التغلبي، وقيل: لحجل بن نضلة الباهلي، تقدم قريبًا.
(6)
الحاشية في: 40.
(7)
ص 3، وهي قراءة عيسى بن عمر وأبي السمَّال. ينظر: مختصر ابن خالويه 130، وشواذ القراءات للكرماني 409.
أحدهما: حذف المنصوب وبقاء المرفوع، وهو خلاف المشهور.
والثاني: أنه مُحْوِجٌ إلى كثرة التقدير، وذلك لِمَا قدَّمنا
(1)
في إعراب قراءة الجماعة
(2)
، من أنه لا بدَّ من تقدير "الحين" المحذوفِ معرفةً؛ لأن المراد: نفيُ كونِ الخبر الخاص
(3)
"حينَ مناصٍ"، لا نفيُ جنسِ "حين مناصٍ".
وإذا كان كذلك فقال الناظم
(4)
: تقديره: ليس حينُ مناصٍ موجودًا لهم عند تَنَادِيهم، إذ كان لهم قبل ذلك حينُ مناصٍ، فلا يصح نفيُ جنسه مطلقًا. انتهى كلامه.
قلت: وظاهره أنه جعل "موجودًا" الخبرَ، وهذا لا يصح؛ لأن "لاتَ" لا تعمل إلا في "الحين"، والصواب: أن تقدير
(5)
: ليس حينُ مناصٍ حينًا موجودًا، إلى آخره، فيكون "موجودًا" صفةً للخبر، لا خبرًا
(6)
.
(1)
لم يتقدم في هذه المخطوطة شيء من ذلك، فلعل ذلك مما طواه الناسخ.
(2)
بنصب "حين" في قوله تعالى في سورة ص: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} .
(3)
كذا في المخطوطة، ولعل صوابه ما عند ياسين: الحين الحاضر.
(4)
شرح الكافية الشافية 1/ 442، 443.
(5)
كذا في المخطوطة، ولعل صوابه: تقديره، أو ما عند ياسين: يقدَّر.
(6)
الحاشية في: 40، ونقلها ياسين في حاشية الألفية 1/ 118، ولم يعزها لابن هشام.