الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نماذج لمؤلفات التفسير العلمي في العصر الحديث
وأرى من المستحسن أن نذكر بعض النماذج لمؤلفات التفسير العلمي في العصر الحديث، وهو اللون العلمي للتفسير في عصرنا الحاضر.
إن هذا اللون من التفسير -أعني التفسير العلمي- الذي يرمي إلى جعل القرآن مشتملًا على سائر العلوم ما جد منها، وما يجد قد استشرى أمره في هذا العصر الحديث، وراج لدى بعض المثقفين الذين لهم عناية بالعلوم، وعناية بالقرآن الكريم. وكان من أثر هذه النزعة التفسيرية، التي تسلطت على قلوب أصحابها أن أخرج لنا المشغوفون بها كثيرًا من الكتب، يحاول أصحابها فيها أن يحملوا القرآن كل علوم الأرض والسماء، وأن يجعلوه دالًّا عليها بطريق التصريح أو التلميح. اعتقادًا منهم أن هذا بيان لناحية من أهم نواحي صدقه وإعجازه، وصلاحيته للبقاء.
أهم الكتب التي عنيت بهذا اللون، أعني التفسير العلمي:
ومن أهم هذه الكتب التي ظهرت فيها هذه النزعة التفسيرية:
كتاب (كشف الأسرار النورانية القرآنية فيما يتعلق بالأجرام السماوية والأرضية، والحيوانات والنباتات والجواهر المعدنية) للإمام الفاضل والطبيب البارع، محمد بن أحمد الإسكندراني من علماء القرن الثالث عشر الهجري، وهو كتاب كبير الحجم يقع في ثلاثة مجلدات، ومطبوع بالمطبعة الوهبية بمصر سنة 1297 هجرية، ومنه نسخة بدار الكتب المصرية. ورسالة عبد الله باشا فكري في مقارنة بعض مباحث الهيئة بالوارد في النصوص الشرعية، وقد طبعت بالقاهرة سنة 1315 هجرية.
وهناك كتاب آخر اسمه (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) لرجل الإصلاح الإسلامي، المرحوم السيد عبد الرحمن الكواكبي. وهو عبارة عن مجموعة
مقالات له، نشرها في بعض الصحف عندما زار مصر سنة 1318 هجرية، وقد طبع هذا الكتاب وأبهم اسم مؤلفه، ورمز له الرحالة ك.
هذا الكتاب (طبائع الاستبداد) للسيد عبد الرحمن الكواكبي، نريد أن نبين أهم الملامح، وأهم منهج هذا المؤلف في بيانه لهذا التفسير العلمي، فنجده ينحاز انحيازًا بليغًا إلى هذا اللون من ألوان التفسير، فيصف القرآن بأنه شمس العلوم، وكنز الحكم. ويقرر بأن السبب في إحجام العلماء عن تفسير قسمي الآلات والأخلاق من القرآن، وبيان ما يشتمل عليه من العلوم المختلفة هو أنه كانوا يخافون مخالفة رأي بعض السلف القاصرين في العلم، فيكفرون فيقتلون.
ثم يقول: "وهذه مسألة إعجاز القرآن، وهي أهم مسألة في الدين لم يقدروا أن يوفوها حقها من البحث، واقتصروا على ما قاله بعض السلف: أن الإعجاز في فصاحته وبلاغته وإخباره عن أن الروم من بعد غلبهم سيغلبون". هذا ما يراه السيد عبد الرحمن الكواكبي في سبب انصراف العلماء عن التفسير العلمي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.