الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويدخل العكبر الآن في كثير من المستحضرات الجلدية؛ مثل: مستحضرات التجميل والدهونات والمراهم والشامبو ومعاجين الأسنان وغيرها. وبعد؛ أليس عجيبًا أن يخرج من بطون النحل خمس مواد مختلفة فيها شفاء للإنسان؛ إنه صنع الله الذي أتقن كل شيء.
وجه الإعجاز في الآيتين الكريمتين
وجه الإعجاز:
لفت القرآن الكريم بهذا نظر البشرية إلى قدرة النحل على معرفة الطريق نحو الغذاء بوسائل تفاهم جماعي، ومما عرفناه من ذلك وسيلة رقص النحلة لتتحرك بزوايا خاصة يدرك بها من حولها موضع الغذاء، ويتفق الخطاب بالتأنيث {اتَّخِذِي} {كُلِي} {فَاسْلُكِي} {بُطُونِهَا} مع المعرفة الحديثة؛ ل أن الذي يقوم بالبحث وجلب الغذاء هي الشغالة وليس الذكر، والسائد عند الناس أنها تتغذى على رحيق الأزهار، ولكن القرآن الكريم لم يقل: اشربي، بل يخالف السائد ويعبر بتعبير معجز يتفق مع الحقيقة التي كشفها العلم الحديث من تغذي النحل على حبوب اللقاح أساسًا بلفظ {كُلِي} ، وجعل ما تتغذى عليه أساسًا لصنع الثمار فعبر عنه كأصل للثمار بعبارة {كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} . ويرجع القرآن الكريم كافة أنواع ذلك العسل الذي اعتاد الناس منذ القدم اتخاذه علاجًا لأمراض وأحوال طبية مختلفة إلى أنواع النبات أساسًا بتعبير {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} .
الإعجاز في النص الكريم ذو مناح عديدة؛ وأهم مسألتين هما:
المسألة الأولى: قوله - جل وعلا -: {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا} فقد سبق القرآن العلم في لفت أنظار البشرية إلى قدرة النحل على سلوك الطرق، وحث العلماء على البحث في ذلك، فاكتشفوا تفرد النحل بالنظام المعلوماتي الذي ييسر له شق الطرق البعيدة بسهولة ويسر، وهكذا تأكد للكافة أن كلمة القرآن هي الحق {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا} ؛ أي ميسرة سهلة على النحل بما زوده الله من نظام دقيق للمعلومات، وقدرة فائقة على تحديد المكان المطلوب الوصول إليه، وربما لا يتوفر لأنواع أخرى من الحشرات.
المسألة الثانية: قوله - جل وعلا -: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} ظل كثير من الناس لا يعرف من منتجات النحل سوى العسل فقط؛ لذلك انصرف فهمهم من الآية إلى العسل وقالوا: بأن الشراب المقصود هنا هو العسل، ولكن العلم الحديث يوضح أن هناك أنواع ًا وأنماطًا من الشراب بالإضافة إلى العسل، والقارئ للآية القرآنية بلغتها العربية يعرف أن لفظة شراب جاءت نكرة؛ أي غير معرفة ب ـ" أل " ويدل هذا على إطلاق المعنى على كل ما هو شراب أو سائل يخرج من النحل.
إذًا فاللفظة الواردة في هذه الآية ذات مدلولات كثيرة وليس مدلولًا واحدًا، وشراب النحل يخرج من منطقة البطن التي توجد بها حوصلة العسل وغدد إنتاج مواد أخرى، وأما التعبير {مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} فيعني أن هذا الشراب له ألوان مختلفة، وقد فهم الناس قديمًا أن الألوان المختلفة تعني ألوان العسل وهذا فهم صائب، لكن اللغة العربية غنية بمكوناتها، ومن هذه المكونات المعاني المجازية للفظ فالألوان في اللغة العربية قد تعني الأنماط والأشكال، وذلك إضافة إلى معناها الصريح المباشر.
أهم ال نتائج: تمكن العلماء في العصر الحديث من اكتشاف أن النحل مختلف الأنماط والأشكال، وأشار القرآن في حديثه عن النحل أنها تسلك سبلا م ع ينة حيث قال:{فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا} وقد أثبت العلماء بإعجاب ودهشة أن النحل أمة منظمة، كما أنها مسيرة إلى نظام من المعلومات يعينها على اجتياز الآفاق من حولها، ثم العودة ثانيًا إلى خليتها وفق أنظمة محكمة وقوانين دقيقة تؤدى في مهارة ودقة مما يتوافق مع إشارة القرآن الكريم المعجزة. لقد عبر القرآن في حديثه عن غذاء النحل بقوله:{ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} ولم يقل: اشربي وهذا يخالف السائد؛ وهو أن النحل يتغذى على رحيق الأزهار، وقد تجلت دقة التعبير القرآني في العصر الحديث حيث ثبت أن النحل يتغذى على حبوب اللقاح التي هي أصل لكل الثمار. أيضًا يتجلى الإعجاز القرآني في حديثه عن النحل في قوله أيضًا:{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} في نقطتين:
الأول: أن شراب النحل يخرج من منطقة البطن التي توجد بها حويصلة العسل وغدد إنتاج مواد أخرى.
الثانية: أن النحل يخرج أشربة أخرى غير عسل النحل، وهذا ما يشير إليه لفظ {مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} وقد اكتشف العلماء أهم أنواع الشراب الخارجي من بطون النحل وهي:
1 -
غذاء الملكات.
2 -
الشمع.
3 -
العكبر.
4 -
عسل النحل.
أهم مكونات النحل هو العسل؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا} فإن الذي يخرج من النحل الذي أهم شيء هو العسل، لكن الحقيقة أن منتجات النحلة ليس فقط العسل، صحيح أن العسل أهمها قال تعالى:{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} العسل، الشمع، شمع العسل، الكعبر، ثم الرحيق، رحيق اللقاح، ثم أيضًا سم النحل، كل هذه لها فوائد طبية ثبتت في العلم التجريبي الحالي. حتى سم النحل؛ نعم سم النحل يفيد لعلاج التهاب المفاصل المزمن، وهناك دراسات كثيرة في فائدته في كثير من أمراض الروماتيزم، والذي يهمنا العسل؛ فإذًا هو شفاء للناس، وللآن لم تكتشف بعض أسرار العسل؛ فهو إضافة لكونه غذاء فهو شفاء، فالباري عز وجل قال:{فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} يعني هو كدواء فيه شفاء.
ولقد ذكر القرآن الكريم كلمة الشفاء في القرآن عدة مرات في مواضع كثيرة؛ {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الإسراء: 82)، وقال تعالى:{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} (فصلت: 44)، وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} (يونس: 57)، هذه شفاء نفسي إيماني روحاني قد يتحول إلى مادي أيضًا، ولكن في قوله تعالى:{فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس} في قوله: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} هذه الآية صريحة كعلاج ودواء إضافة إلى أنه ك غذ اء.
قال ابن القيم رحمه الله: "والعسل فيه منافع عظيمة؛ فإنه جلاء للأوساخ التي في العرو ق والأمعاء وغيرها، محلل للرطوبات أكلًا وطلاءً، نافعًا للمشايخ وأصحاب البلغم، ومن كان مزاجه باردًا رطبًا هو مغذ ملين للطبيعة، حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه، مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة، منق للكبد
والصدر، مدر للبول، موافق للسعال الكائن عن البلغم، وإذا شرب حارًا بدهن الورد نفع من نهش الهوام وشرب الأفيون، وإن شرب وحده ممزوجًا بماء نقع من عضة الكلب وأكل الفطر القتال، وإذا جعل فيه اللحم الطري حفظ طراوته ثلاثة أشهر، وكذلك إن جعل فيه القثاء والخيار والقرع والباذنجان، ويحفظ كثيرًا من الفاكهة ستة أشهر، ويحفظ جثة الموتى، ويسمى الحافظ الأمين.
وإذا لط خ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصيبانه وطول الشعر ويحسِّن الشعر، وإن اكتحل به جلى ظلمة البصر، وإن استن به بيض الأسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة، ويفتح أفواه العروق ويدر الطمث، ولعقه على الريق يذهب البلغم ويغسل خمل المعدة، ويدفع الفضلات عنها، ويسخنها تسخينًا معتدلًا، ويفتح سددها، ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة، وهو أقل ضررًا لسدد الكبد والطحال من كل حلو، وهو مع هذا كله مأمون الغائلة قليل المضار مضر بالعرض للصفراويين ودفعها بالخل ونحوه فيعود حينئذٍ نافعًا له جيدًا.
العسل شفاء للناس:
الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} وقد أكدت الأبحاث العلمية الحديثة فوائد العسل في عدد من المجلات، ومن أحدث هذه الأبحاث تلك التي قام بها أستاذ جامعي في جامعة نيوزيلندا يدعى البروفيسور " بيتر م ولان " وقد قضى وزملا ؤ هـ في مخابر البحث ثمانية عشر عامًا في تجاربهم العملية على العسل، وخرجوا بأكثر من خمسة عشر بحثًا علمي ًّ انشرت في أشهر المجلات الطبية في العالم، ونشر آخرها في شهر أبريل سنة 2001.
هذا عالم غير مسلم، وربما لم يعلم بما جاء في القرآن الكريم يقضي ثمانية عشر عامًا في البحث العلمي ليثبث فوائد العسل في علاج الجروح والقروح وغيرها،
وتسخر له الإمكانيات المادية للخروج بتلك الأبحاث، وهي على ما أعتقد من أكثر الأبحاث العلمية التي أجريت على العسل دقة وموضوعية، وهو الآن يحاضر في الجامعات الأمر ي كية حول العسل، ويستمع إليه المتخصصون بدهشة بعد أن كانت أمر ي كا وأوروبا الغربية تتجاهل البحث في العسل، فكانت خلال العشرين سنة الماضية أبحاث قليلة متفرقة هنا وهناك؛ إلا أن هذا البحث النيوزيلندي قام بخدمات جليلة، وبخدمات ربما من حيث لا يدري لإظهار الإعجاز القرآني في موضوع العسل، يقول البروفيسور "مولان":" إ ن كل أنواع العسل تعمل في قتل الجراثيم رغم أن بعضها قد يكون أكثر فعالية من غيرها، وإن العسل يقضي على تلك الجراثيم الموجودة في الجروح". وفي دراسة أخرى قدمت في شهر نوفمبر في مجلة في أورلاندو في 4/ 4/2001 استخدم العسل كمصدر للسكريات أثناء التمارين الرياضية في مسابقة ركوب الدراجات، وقد زاد تناول العسل من قدرة التحمل على ركوب الدراجات بنسبة 6%، وبالطبع فإن هذه الفروق البسيطة لها أهمية كبرى في السباقات الرياضية.
وهناك حديث رواه البخاري ومسلم، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:((إن أخي استطلق بطنه - يعني عنده إسهال - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسقه عسلًا فسقاه ثم جاءه فقال: إني سقيته عسلًا فلم يزده إلا استطلاقًا، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال صلى الله عليه وسلم: اسقه عسلًا فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الله وكذب بطن أخيك فسقاه فبرأ)).
فقد نشرت مجلة بي إن جي الإنجليزية الشهيرة دراسة على 169 طفلًا مصابًا بالتهاب المعدة والأمعاء، وجد الباحثون أن الإسهال الناجم عن التهاب المعدة والأمعاء استمر 93 ساعة عند الذين لم يشربوا العسل، في حين شفى الله الذين
أعطوا العسل في وقت أقصر. وهناك أيضًا دراسات تشير إلى فائدة العسل في شفاء تخريشات المعدة عند الفئران حيث أعطى الخمر للفئران لإحداث تخريشات في معدة الفئران، وتبين أن الفئة التي أعطيت العسل قلت عندها نسبة حدوث التخريشات.
أيضًا في قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} بالنسبة لعسل النحل معظم الناس يعرفون أن العسل الذي يصنعه النحل هو من مادة غذائية أساسية ومهمة لجسم الإنسان، ولكن هناك القليل من الناس الذين يعرفون المميزات ال استثنائية لهذه الحشرة النحل ال ت ي تقوم بصنع هذه المادة المهمة، إن المادة الغذائية الأساسية للنحل - كما تعرفون - هي رحيق الأزهار، ولكن من المعروف في فصل الشتاء لا يمكن الحصول على رحيق الأزهار، ولهذا السبب فإن ما يجمعونه من رحيق الزهر وبمساعدة إنزيم خاص داخل جسمه يستطيعون تحويل رحيق الزهر إلى العسل ويقومون بخزنها.
وهنا يمكن أن نلاحظ شيئًا، وهو أن النحل تقوم بخزن عسل أكثر مما تحتاج إليه، ومن الطبيعي أن أول سؤال يتبادر إلى الذهن بالنسبة إلى النحل هو إضاعة الزمن والطاقة في إنتاجها للعسل بدون أن تحتاج إليها، لماذا لا تقلع عن صنع العسل الزائد عن حاجتها؟ وجواب هذا السؤال هو التعليم الوحي المخفي الذي وراءه كل ذلك، إن سبب خلق النحل ليس فقط هو صناعة العسل لذاته م، بل تصنعه للإنسان؛ يعني أن النحل أيضًا مثل سائر المخلوقات التي تعيش على الأرض خلقت ليستفيد الإنسان منه؛ مثلًا لو أخذنا الدجاج ف إنها لا تفيد نفسها، بل إنها
كل يوم تقوم بوضع البيض، والبقرة التي تعطي الحليب الزائد عن حاجة صغارها.
النظام الكامل داخل الخلية:
معيشة النحل وصناعتها للعسل داخل الخلية تحتوي على معلومات في غاية العجب؛ إن الإنسان الخاص ة للنحل من حيث معيشتهم الاجتماعية ودون أن ندخل في التفاصيل الدقيقة؛ أنه يجب على كل نحلة أن تقوم ب أداء أكثر من عمل واحد، وهذه الأعمال التي تستطيع أن تقوم بها بشكل منتظم؛ هي التهوية وتنظيم درجة الرطوبة، إن خاصية المقاومة الموجودة في العسل جاءت من بقايا درجة الرطوبة ثابتة داخل الخلية، وفي حال التخلل هذه الدرجة فإن العسل تفقد ميزة مقاومتها وكونها مادة غذائية؛ أي بمعنى آخر أنها تفسد، وكذلك بالنسبة لدرجة الحرارة؛ فإ نها يجب أن تكون 320 درجة، وتبقى هكذا لمدة عشرة شهور، ول بقاء درجة الحرارة والرطوبة ثابتة في الخلية؛ فإن هناك مجموعة من النحل تقوم بعمل كمراوح؛ ففي الأيام الحارة نستطيع أن نلاحظ ذلك بسهولة؛ ففي مدخل الخلية ت وجد عدد كبير من النحل التي تقوم عادة بتهوية الخلية بواسطة أجنحتها، وبالإضافة إلى ذلك ففي داخل الخلية أيضا ت وجد نحل ت قوم بنفس العمل وغايتها هو توزيع الهواء الداخل في الخلية، وهناك فائدة أخرى للتهوية وهي للمحافظة على نقاء هواء الخلية من الدخان والهواء الفاسد غير النظيف.
النظام الصحي:
إن عمل النحل ليس ت مقتصرًا على المحافظة على درجة الحرارة والرطوبة وتهوية الخلية من أجل المحافظة على نقاء العسل ولعدم فسادها؛ فإنها تقوم بأخذ كافة
مسببات تكاثر البكتيريا تحت سيطرتها فتقوم بعملها كوحدة صحية متكاملة، إن أول هدفها هو محو كافة هذه المسببات التي من المحتمل أن يتكون منها البكتيريا، فالنظام الصحي مبد ؤ ها الأساسي هو عدم السماح بدخول الأجسام الغريبة أو إبعادها من الخلية، ولهذا السبب يوجد دائمًا حراس خارج الخلية لأداء هذه المهمة، وبالرغم من هذه الحراسة الشديدة فقد يمكن أن تدخل إلى الخلية أجسام غريبة مثلًا بعوضة أو أي حشرة أخرى، وفي هذه الحالة فإن النحل يكون بحالة نفير عام حتى ت رمي هذا الجسم الغريب خارج الخلية؛ قال تعالى:{وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} (يس: 72، 73).
وفي حالة عدم استطاعتهم رمي الجسم الغريب الذي دخل الخلية لكبر حجمها تقوم بتحنيط الجسم الغريب وجعلها كمومياء؛ فالنحل لهذه الحالة تقوم بصنع مادة شمع راتينج النحل التي تستعملها في عملية التحنيط، تقوم النحل بجمع مادة راتينج من أشجار الصنوبر أقاصيا والحور وبإضافة بعض إفرازات الخاصة عليها وتستعمل هذه المادة في بناء جدران الخلية المردومة، وعند تماس هذه المادة بالهواء فإنها تتصلب، وبهذه الطريقة فإن جميع المؤثرات الخارجية لا تستطيع أن تصل الخلية، وتستعمل النحل هذه المادة في كثير من أعمالها.
في هذه النقطة هناك الكثير من الأسئلة يتبادر إلى الذهن منها خاصية شمع العسل التي لا تأوي فيها البكتيريا، ولهذا السبب فهذه مادة مثالية في عملية التحنيط التي تقوم بها، لكن كيف تعرف أن هذه المادة مثالية في عملية التحنيط لصناعة هذه المادة، يجب أن تكون ذات مستوى معين في علم الكيمياء والنحلة ليست إلا حشرة ذات طول يتراوح ما بين 1 و2 سم، وليس لها علم في أي موضوع، وأن جسمها لا يحتوي على مختبر ك ي مياوي، بل إ نها تقوم فقط بفعل ما تعلمته من علم ربها، وهذا واضح جدًّا.
امتيازات حجرات أقراص العسل الأخرى:
إ ن نحل العسل أثناء قيامها بصنع قرص العسل تأخذ بنظر الاعتبار بعض النقاط ميل الحجرات، والحجرات حينما تبنى يجب أن تكون طرفاها على ارتفاع 13 درجة؛ أي لا تكون موازية للأرض؛ أي في هذه الحالة يمنع تسرب العسل إلى الخارج. النحلة العاملة تعمل فإنها تكون حلقات متعلقة الواحدة بالأخرى مجتمعة بشكل عنقود، وغايتها من هذا العمل هو المحافظة على درجة الحرارة اللازمة لصنع شمع العسل.
إن عملية إنشاء الخلية تبدأ من نقاط مختلفة، وفي نهاية العمل لا تبقى هناك فتوحات، وجميع الحجرات التي تكون بشكل سداسي متساوية الأبعاد بدون شك أنه يجب أن يكون هناك سيل من الرسالات التي يجب أن تصل إلى الغريزة الداخلية، قال تعالى:{وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (الجاثية: 4). تقوم النحلة بالطيران في مساحة كبيرة؛ وذلك للبحث عن غذائها وهي خلاصة الأزهار؛ فقد تصل بعد هذه المسافة إلى 800 متر فتقوم بجمع رحيق الزهور فعندما تجد النحل الزهور ترجع إلى الخلية؛ ل تعطي خيرًا من ذلك.
إن النحلة تعرف مباشرة حينما تأتي إلى الزهرة تعرف إذا ما كان فيها الرحيق قد أخذت منها أو لا، ولهذا تقوم بترك الزهرة التي ليست فيها الرحيق؛ فالنحلة من أين لها أن تعرف دون أن تقوم بفحص وتدقيق؟ إ ن النحل ة التي تقوم بأخذ رحيق الأزهار تقوم بوضع رائحة خاصة على الزهرة من قبلها حتى إذا جاءت أخرى عن طريق شمها لهذه الرائحة تعرف أن ليست فيها رحيق. ومن هنا أصبح واضحًا أن النحلة لا تقوم بإضاعة زمانها بالتدقيق والفحص؛ فإنها عندما تأخذ هذه الرائحة الموجودة عليها والموضوعة من قبل نحلة أخرى تعرف بأن ليس فيها رحيق، ومن هنا اقتصدت في زمانها ولم تبذرها في البحث.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.