الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثاني
158/ 2/ 32 - عن جابر رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى على النجاشي فكنت في الصف الثاني أو الثالث"(1).
الكلام عليه من وجوه:
الأول: فيه استحباب كون الصفوف في الصلاة على الميت أكثر من واحد وهو بعض من الحديث الأول، وثبت عن بعض العلماء من الصحابة: أنه كان إذا حضر الناس للصلاة صفهم صفوفًا، كما سلف طلبًا للغفران، للحديث الذي أسلفناه، وحديث جابر هذا لعله من هذا القبيل. فإن الصلاة كانت في الصحراء، ولعلها لا تضيق من صف واحد، ويمكن أن يكون لغير ذلك، وادعى الفاكهي أن المراد من قوله عليه الصلاة والسلام:"ثلاث صفوف" الكثرة
(1) البخاري فتح الباري (3/ 186) مع ذكر أطرافه، ومسلم (952)، والنسائي (4/ 69، 70)(3/ 363، 369، 400، 355)، وابن حبان (3096، 3097، 3099)، والبيهقي (4/ 29، 49، 50)، وعبد الرزاق (4606)، وابن أبي شيبة (3/ 300، 363).
(1)
لا مجرد الصفوف حتى لو اجتمع في صف مائة نفس مثلًا وكان في ثلاثة صفوف ثلاثون لكان ما يتحصل من بركة أهل الصف الواحد وشفاعتهم للميت أكثر مما يتحصل من الصفوف الثلاثة، لقلة عددهم بالنسبة إلى الصف الواحد المشتمل على مائة نفى هذا حيث لا ينازع فيه.
قلت: وراوي الحديث فهم [أن](2) المراد بعدد الصفوف كما قدمته لك هناك فراجعه.
الثاني: فيه التثبت فيما يقوله الإِنسان ويحكيه خصوصًا إن كان لتبيين حكم أو تعليم أدب. فإن جابرًا لما ذكر أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي كانت بصفوف وراءه، وأنه كان في الصف الثاني والثالث حكى الحال على ما هو في ذهنه من غير زيادة ولا نقص، والظاهر أنه شك منه لا من الراوي عنه.
الثالث: فيه الصلاة على الغائب خصوصًا إذا علم عدم الصلاة عليه [(3)](4).
(1) في ن ب: زيادة واو.
(2)
الزيادة من ن ب د.
(3)
في ن ب: ساقطة.
(4)
تقدم التفصيل في هذه المسألة في الحديث الأول فراجعه إن شئت.