الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4-
وذكره أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خِلّكان المتوفى سنة 681هـ في كتابه "وفيات الأعيان
…
" في ترجمة الدَّارَقُطْنِيّ فقال: ""وصنّف كتاب السنن
…
"""1".
5-
وذكره -أيضاً- عز الدين بن الأثير الجزري المتوفى سنة 630هـ في "اللباب في تهذيب الأنساب" فقال: ""وكان عالما بالفقه واختلاف الفقهاء، وكتابه في السنن يدل على ذلك
…
"""2".
6-
وذكره كثيراً الإمام ابن الصلاح المتوفى سنة 643هـ، وكذا البلقيني، والذهبي، وابن حجر، والسيوطي، وغيرهم من الأئمة كثير جداً.
فلا مجال للشك في نسبة كتاب سنن الدَّارَقُطْنِيّ إلى الإمام الدَّارَقُطْنِيّ أبي الحسن رحمه الله.
"1" "وفيات الأعيان
…
": 3/297.
"2" "اللباب
…
": 1/483.
رواة السنن عن الإمام الدَّارَقُطْنِيّ:
7-
وقد رواه عن الإمام الدَّارَقُطْنِيّ جمع من الرواة.
وهؤلاء الرواة يثبت -أيضاً- بروايتهم صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف. ذكر الحافظ ابن نقطة جملة منهم في كتابه: "التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد"، في مواضع منه متفرقة.
وقد حصرتُ الرواة الذين ذكرهم، بعد أن جَرَدتُ الكتاب كلّه من أوله إلى آخره.
فظهر لي منه أن أربعة من الرواة المشهورين ممن روى السنن قد أورد ذكرهم الحافظ ابن نقطة، وهم:
1-
أبو بكر محمد بن عبد الملك بن بِشْران"1"، المتوفى سنة 448هـ.
2-
محمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر، أبو منصور التَّوْقاني"2""من توقان طوس"، وتوفي سنة 448هـ.
3-
القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري"3"، المتوفى سنة 450هـ.
4-
أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحيم"4"، المتوفى سنة 445هـ.
ثم -عن هؤلاء الرواة، وعن سواهم- انتشر الكتاب، وبالنظر إلى عدد الرواة المباشرين للدارقطني، ومن أخذوا عنهم، إلى نهاية سلسلة الأسانيد يُعلم ثبوت كتاب "السنن" للدارقطني.
وأَذكُرُ فيما يلي شجرةً؛ لبيان تسلسل رواة السنن، جمعتهم من مواطن متفرقة من كتاب:"التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد".
وأظن أني حصرت الرواة الذين ذكرهم الحافظ ابن نقطة في كتابه، من خلال تتبعي الدقيق.
وهو لم يذكر سنداً واحداً كاملاً في موضع واحد، إنما كلما ذكر أحدَهم يقول: روى كتاب السنن عن فلان
…
وهكذا.
"1" له ترجمة في "التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد": ق32ب - 33أ.
"2" له ترجمة في "التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد": ق39أ.
"3" له ترجمة في "التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد": ق104أ.
"4" له ترجمة في "التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد": ق18ب.
وساق الشيخ أبو الطيب محمد بن شمس الحق العظيم آبادي فصْلا في مقدمة "التعليق المغني على سنن الدَّارَقُطْنِيّ"، أورد فيه رواة السنن عن الإمام الدَّارَقُطْنِيّ، وأوضح اختلاف نسخ الكتاب، ومن المفيد أن أنقله بكامله فيما يلي:
"
…
فمنهم الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الملك بن بِشْران رحمه الله تعالى، قال الشيخ الواعظ أبو سعد هبة الله بن القاسم بن عطاء المهراني، أخبرنا الشيخ الإمام أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد المنصوري الطوسي، قال: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ برهان الدين أبو الفتوح نصر بن الفرح بن علي الحصري قال: أخبرنا الشيخان أبو الحسن عبد الحق وأبو نصر عبد الرحيم بن أبي الفرح عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف الأصفهاني قراءة عليهما وأنا أسمع فأقرّ به وذلك يوم الأحد عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمسمائة قال:
أخبرنا عمنا عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر، قال: أنا أبو بكر محمد
ابن عبد الملك بن بِشران، قال: حدثنا الإمام الدَّارَقُطْنِيّ.
ومنهم: الشيخ الإمام أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم رحمه الله تعالى:
قال الشيخ الإمام الحافظ شمس الدين أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي: أنبأنا أبو الفتح ناصر بن محمد بن أبي الفتح الوبري، قال: أنبأ أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد الإخشيد السراج، قال: أنبأ أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، قال: أنبأ أبو الحسن علي
ابن عمر بن أحمد بن مهدي الحافظ الدَّارَقُطْنِيّ ببغداد قراءة عليه.
ومنهم: الإمام أبو بكر أحمد بن محمد"1" بن غالب المعروف بالبَرْقانِيّ:
سمع ببلده من أبي العباس النيسابوري وغيره، ثم خرج إلى جرجان فسمع أبا بكر الإسماعيلي، ثم إلى بغداد فاستوطنها وحدّث بها، وكان ثقة ورعا متقنا فهما ثبتا، قال الخطيب: لم أر في شيوخنا أثبت منه، كان حافظاً للقرآن، عارفاً بالفقه، له حظ من علم العربية، وله تصانيف في علم الحديث، ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ومات في رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وله من العمر تسع وثمانون سنة.
والبَرْقانِيّ بكسر الباء الموحدة وفتحها، وبالقاف والنون، كذا في الإكمال.
قال الشيخ العلامة المحدّث عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي في "بستان المحدثين: هذه النسخ الثلاثة"2": أي نسخة ابن بِشْران، ونسخة أبي طاهر، ونسخة البَرْقانِيّ، وقع فيها اختلاف وتفاوت في التقديم والتأخير في بعض الأحاديث، وفي أنساب الرواة، وفي بعض الألفاظ أيضاً.
وأما الأحاديث ففي كل من النسخ الثلاثة موجودة بالاستيفاء ما عدا نسخة أبي الطاهر بن عبد الرحيم، فإن كتاب السبق ليس فيه بأسره. انتهى كلامه معرّباً.
ومنهم: القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري رحمه الله المتوفى سنة اثنين وعشرين وأربعمائة، قاله ابن الأثير في الكامل.
ومنهم: الشريف أبو الحسن محمد بن علي بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، هو آخر من حدث عن الدَّارَقُطْنِيّ، توفي سنة خمس وستين وأربعمائة.
كذا في الكامل""3".
"1" في الأصل، محمد بن أحمد، وهو خطأ.
"2" كذا في الأصل.
"3""سنن الدَّارَقُطْنِيّ": 1/9-10 ط. عبد الله هاشم يماني.
المبحث الثاني
وصف كتاب السنن"1"
يشتمل كتاب: "السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" للدارقطني على أربعة أجزاء مطبوعة في مجلدين، في طبعته الأخيرة.
وهو يحمل عنوان: "السنن"، ومراد المحدثين بها في باب التأليف عادة: الكتاب، الذي يضم جملة الأحاديث النبوية المحتج بها غالباً، الخاصة بالأحكام الشرعية.
وعلى هذا المعنى "سنن أبي داود"، و"سنن النسائي" و"سنن ابن ماجه"، فهذه وأمثالها هي كتب الحديث، المشتملة على أحكام التشريع الإسلامي.
إذن فالإمام الدَّارَقُطْنِيّ، وضع هذا الكتاب في أحاديث الأحكام وسماه بهذا الاسم، إلا أنه خرج عن اصطلاح المحدثين بجمعه الأحاديث المردودة في الكتاب -وهي الأغلب- والموقوفة، والمقطوعة، وما أكثر الأحاديث الموقوفة والمقطوعة في الكتاب. حتى إنه -أحياناً- يعقد ترجمة لموضوعٍ ما فلا يورد فيها حديثاً "مرفوعاً".
فمادة الكتاب مادة حديثية، سواء كانت حديثاً نبويا، أو شيئاً يتصل بفقهه، فيما يتعلق بطريقة التصنيف والتبويب- أو ما يتصل بالحديث، من تصحيح، أو تضعيف، أو كشف علة، أو نحو ذلك من تطبيقات مصطلح الحديث.
"1" انظر -أيضاً-: "موضوع الكتاب".
وقد حوى الكتاب جملة وافرة من الأحاديث بلغ عددها -5687"1" حديثاً تقريباً، بين حديث مرفوع، وحديث موقوف، ومقطوع"2". وهذا عدد ليس بالقليل.
والمؤلف بيّن حكم بعض هذه الأحاديث صحة وضعفا، وسكت عن البعض الآخر، وهذا المسكوت عنه فيه الصحيح والحسن، والضعيف، والموضوع.
وقد رجحت أن الدَّارَقُطْنِيّ ألّفه لجمع الأحاديث الضعيفة والموضوعة، على أبواب الفقه. وفي الكتاب أبواب كاملة ليس فيها حديث صحيح"3".
وهو بهذه المثابة لا يجوز الاعتماد على الحديث المخرّج فيه بمجرد وجوده فيه.
كما أنه يعدّ -في نظري- من الكتب المهمّة التي يحتاج إليها في تخريج الحديث ومعرفة حكمه صحة وضعفاً.
كما أن الكتاب مجال واسع لاستخراج أمثلةِ "المصطلح"، كالمرسل والموقوف، والمقطوع، والمقلوب، والشاذ، والمنكر
…
إلخ وما أكثر هذه الأنواع في الكتاب.
وأعتبر أن من أهم صفات الكتاب عنايته بكشف علل الأحاديث، وبيان حكمها من حيث الصحة والضعف -رغم كثرة ما سكت عنه- وجمع
"1" حسب عدّ الناشر لها تحت الأبواب وجمعي لها.
"2" ويدخل في هذا العدد كلام بعض الأئمة وكلام الدَّارَقُطْنِيّ أحيانا على الرواة جرحاً وتعديلاً، حيث يرقم الطابع ذلك فيعدّها مع الأحاديث، لا يتجاوز 50 موضعاً.
"3" كما أن فيه بعض الأبواب التي لم يرو فيها حديثا ضعيفاً بل ما أورد فيها إلا صحيحا أو حسنا.
طرقها وبيان الاختلاف فيها، واختلاف ألفاظها.
كما أن الكتاب تفرد بعدد من الأحاديث الضعيفة التي لا توجد في غيره. وفيما يلي الحديث عن الأمور الآتية:
1-
اسم الكتاب.
2-
تاريخ تأليفه.
3-
نُسَخُهُ الخطية والمطبوعة.
1-
اسم الكتاب:
1-
اسم الكتاب "السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" كما ذكره ابن خير في فهرسته: ص121. واشتهر الكتاب بين العلماء وسائر الناس بـ"السنن" وذُكر في الكتب كذلك.
وممن ذكره بهذا الاسم -على سبيل المثال- ابن الصلاح في مقدمته في ص109"1" وص128، وغيرها.
وعزّ الدين بن الأثير الجزري في "اللباب" 1/483. والبلقيني في "المحاسن" ص:128، ومواضع أخرى متعددة. والإمام الذهبي وابن حجر وآخرون كثيرون من الأئمة الأعلام، وأصحاب مؤلفات التراجم، وفهارس الكتب المؤلفة.
2-
ولم يُذكر للكتاب اسم غير هذا الاسم سوى ما جاء في نسخة: "تشستربيتي" حيث كتب عليها عنوان: "المجتنى من السنن المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتنبيه على الصحيح منها والسقيم، واختلاف الناقلين لها في ألفاظها".
"1" نسخة "المحاسن".
رواية أبي بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بِشْران. وهو عنوان وضع بتصرّف من الناسخ -على ما يبدو- وفيه مخالفة للواقع على وجه الدقة، إذ سكت الدَّارَقُطْنِيّ في السنن عن بيان أحاديث بعض الكذابين والمتروكين، وسكت عن بيان بعض الأحاديث الصحيحة -كما سيأتي بيانه-.
3-
وأيضاً فإن الكتاب يضم -بالإضافة إلى صفاته الأخرى- صفات كتب السنن وإن خالفها في بعض الصفات، كعدم اقتصاره على المحتجّ به من الحديث.
4-
وورد اسم الكتاب في النسخ الخطية بعنوان: "السنن
…
" كذلك.
فمجموع هذه الأمور تبين أن اسم الكتاب هو "السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" ويكفي في إثبات هذا الاسم رواية الإمام الثقة المتقن محمد بن خير الإشبيلي، الذي روى الكتاب عن الإمام الدَّارَقُطْنِيّ بسنده إليه، والذي أثبته في "الفهرست""1": ص121، وهو يعتبر قريباً من عصر الدَّارَقُطْنِيّ إلى حد ما، إذ توفي سنة 575 في حين أن الدَّارَقُطْنِيّ قد توفي سنة 385، والواسطة بينه وبين الدَّارَقُطْنِيّ في رواية السنن ثلاثة أشخاص فقط.
"1" انظر سنده في موضوع: "نسبة الكتاب لمؤلفه".
2-
تاريخ "تأليف السنن
":
لم أعثر على شيء يدل على تاريخ تأليف الدَّارَقُطْنِيّ لكتاب "السنن" سوى ما ورد في النسخة الخطية للسنن بمكتبة تشستربيتي في الجزء الثالث عشر من تجزئة النسخة ق2أ: "حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد