الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الرابع: أقواله في الجرح والتعديل
الفصل الأول: اصطلاحاته في الجرح والتعديل
مقدمة
…
مقدمة:
استعمل الإمام الدَّارَقُطْنِيّ رحمه الله ألفاظ الأئمة السابقين له، في الجرح والتعديل، ومن ذلك:
"مجهول"، "لا شيء"، "متروك"، "لا يحتج به"، "لا بأس به"، "يعتبر به"، "ليس بمتروك"، "صويلح"، "يحتج به"،
…
إلخ.
وبما أن هذه الألفاظ قد استعملها المحدثون من قبل ومن بعد الدَّارَقُطْنِيّ، فإنها لا تعتبر اصطلاحات جديدة للدارقطني.
اصطلاحاته الخاصة به:
إنما الجديد عنده كيفية استخدام هذه الألفاظ في بعض المواضع أحيانا، إذ قد يخرج أحيانا عن الاصطلاح العام في إطلاق لفظة ما من ألفاظ الجرح والتعديل عند المحدثين.
إشكال في اصطلاحاته:
وقد ظهر لي أنه بناء على وجود اصطلاحات خاصة بالإمام الدَّارَقُطْنِيّ في ألفاظ الجرح والتعديل، فإن الإشكال في اصطلاحه -إذا قيس باصطلاح المحدّثين العام- ينحصر في أمرين:
الأول: في إطلاقه بعض ألفاظ الجرح والتعديل -المعروفة عند المحدّثين لمعانٍ معينة- على غير المعنى المعتاد، نحو ما سيأتي في بعض الألفاظ قريباً.
الثاني: وهو مبني على الأول -أنه أحيانا يحكم على الأسانيد والمتون بأحكام مبنية على مقدِّمات لا تؤدي إليها حسب ظاهر اصطلاح العلماء في هذا الشأن. ومن أمثلة هذا ما يأتي:
1-
قوله في حديث: "هذا إسناد حسن، وابن لَهِيعة ليس بالقوي"1".
2-
وقوله: "إسناد حسن، ورواته ثقات"2".
3-
أنه يذكر أحيانا حديثاً فيقول: رواته ثقات، أو كلهم ثقات، ثم يعدّهم، ويذكر فيهم شخصاً يُضعفه هو في مواضع سابقة ومواضع لاحقة من كتاب "السنن".
وسأحاول الآن بيان مراد الإمام الدَّارَقُطْنِيّ رحمه الله فيما ذكرت، وبيان: هل مسلكه في ذلك يتفق مع المحدثين أو يختلف، وفائدة ذلك متحققة سواءٌ كان مذهبه موافقا لمذهب الجمهور أو مخالفا، لأنه إن كان مخالفا للجمهور فأنا أبحث اصطلاحه لبيان أنه ليس على اصطلاحهم.
وإن كان موافقا لاصطلاح الجمهور فأنا أبحثه لبيان أنه موافق لهم، كي لا يقال: هل هو على اصطلاحهم أو لا؟ لوجود الاحتمال.
وبهذا يعلم أنه ليس من شرط كل اصطلاح أَتعرّضُ له هنا أن يكون خاصا بالإمام الدَّارَقُطْنِيّ.
وسأستعرض الموضوع في المبحثين الآتيين.
"1""السنن": 1/351.
"2""السنن": 3/172.