الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني
وصف كتاب السنن"1"
يشتمل كتاب: "السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" للدارقطني على أربعة أجزاء مطبوعة في مجلدين، في طبعته الأخيرة.
وهو يحمل عنوان: "السنن"، ومراد المحدثين بها في باب التأليف عادة: الكتاب، الذي يضم جملة الأحاديث النبوية المحتج بها غالباً، الخاصة بالأحكام الشرعية.
وعلى هذا المعنى "سنن أبي داود"، و"سنن النسائي" و"سنن ابن ماجه"، فهذه وأمثالها هي كتب الحديث، المشتملة على أحكام التشريع الإسلامي.
إذن فالإمام الدَّارَقُطْنِيّ، وضع هذا الكتاب في أحاديث الأحكام وسماه بهذا الاسم، إلا أنه خرج عن اصطلاح المحدثين بجمعه الأحاديث المردودة في الكتاب -وهي الأغلب- والموقوفة، والمقطوعة، وما أكثر الأحاديث الموقوفة والمقطوعة في الكتاب. حتى إنه -أحياناً- يعقد ترجمة لموضوعٍ ما فلا يورد فيها حديثاً "مرفوعاً".
فمادة الكتاب مادة حديثية، سواء كانت حديثاً نبويا، أو شيئاً يتصل بفقهه، فيما يتعلق بطريقة التصنيف والتبويب- أو ما يتصل بالحديث، من تصحيح، أو تضعيف، أو كشف علة، أو نحو ذلك من تطبيقات مصطلح الحديث.
"1" انظر -أيضاً-: "موضوع الكتاب".
وقد حوى الكتاب جملة وافرة من الأحاديث بلغ عددها -5687"1" حديثاً تقريباً، بين حديث مرفوع، وحديث موقوف، ومقطوع"2". وهذا عدد ليس بالقليل.
والمؤلف بيّن حكم بعض هذه الأحاديث صحة وضعفا، وسكت عن البعض الآخر، وهذا المسكوت عنه فيه الصحيح والحسن، والضعيف، والموضوع.
وقد رجحت أن الدَّارَقُطْنِيّ ألّفه لجمع الأحاديث الضعيفة والموضوعة، على أبواب الفقه. وفي الكتاب أبواب كاملة ليس فيها حديث صحيح"3".
وهو بهذه المثابة لا يجوز الاعتماد على الحديث المخرّج فيه بمجرد وجوده فيه.
كما أنه يعدّ -في نظري- من الكتب المهمّة التي يحتاج إليها في تخريج الحديث ومعرفة حكمه صحة وضعفاً.
كما أن الكتاب مجال واسع لاستخراج أمثلةِ "المصطلح"، كالمرسل والموقوف، والمقطوع، والمقلوب، والشاذ، والمنكر
…
إلخ وما أكثر هذه الأنواع في الكتاب.
وأعتبر أن من أهم صفات الكتاب عنايته بكشف علل الأحاديث، وبيان حكمها من حيث الصحة والضعف -رغم كثرة ما سكت عنه- وجمع
"1" حسب عدّ الناشر لها تحت الأبواب وجمعي لها.
"2" ويدخل في هذا العدد كلام بعض الأئمة وكلام الدَّارَقُطْنِيّ أحيانا على الرواة جرحاً وتعديلاً، حيث يرقم الطابع ذلك فيعدّها مع الأحاديث، لا يتجاوز 50 موضعاً.
"3" كما أن فيه بعض الأبواب التي لم يرو فيها حديثا ضعيفاً بل ما أورد فيها إلا صحيحا أو حسنا.