الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
في ختام هذا البحث، يطيب لي أنْ أضَع بين يدي القاريء الكريم نقاطاً في أهم نتائج البحث، والتوصيات، ملخّصةً فيما يلي:
أهمُّ نتائج البحث:
* من النتائج التي توصّلت إليها في الباب الأول أن الدارقطني، رحمه الله تعالى، إمام كبير الشأن في الحديث وعلومه، وتاريخ الرجال، والجرح والتعديل، وكذلك في القراءات، وأنه متمكن في الشعر والأدب.
وأنه استدرك على الأئمة، فأصاب في بعض استدراكاته، وأخطأ في بعضها.
* وفي "الباب الثاني: مصنفاته"، تبيّن لي أن للدارقطني أكثر مِن "60" مؤلَّفاً، ما بين صغير وكبير، وأنها مؤلفات قيّمة، صنّف أكثرها ابتداءً من غير اعتمادٍ على مؤلّف سابق له -كأن يكون كتابه اختصاراً لكتاب غيره أو شرحاً له- وأن مؤلفاتٍ كثيرة لبعض العلماء الذين جاءوا بعده قد كان الاعتماد فيها على مؤلفات الدارقطني، وقد رأينا كم للحافظ ابن حجر من كتابٍ صنّفه معتمداً فيه على كتاب "العلل"، أو غيره من مؤلفات الدارقطني، وذلك بالاختصار أو الاستنتاج.
* وانتهيت في "الباب الثالث" إلى أن كتاب "السنن
…
"، للدارقطنيّ، مهمّ في بابه، وأن له أهمية خاصة في تخريج الأحاديث، ومعرفة قوَّتها أو ضعفها مرتبة على الأبواب، وأنّه لذلك أُلِّفت حوله الكتب، واهتمّ به العلماء.
وتبين لي كذلك أنه -على أهميته في تخريج الحديث- لا يجوز الاعتماد
* على أحاديثه -أعني "سنن الدارقطني" - بمجرد وجودها فيه وعزوها إليه، بل لابد من معرفة درجة الحديث، سواء كان في السنن أو في غيره.
وهذا كشفٌ لخطأِ طلاب العلم الذين يكفي عندهم -للاحتجاج بالحديث- وجود الحديث في "سنن الدارقطني"، لا سيما أنه عندهم إمام، وهذا المسْلك منزلَقٌ خطير.
كما أنه ظهر أن الكتاب يشتمل على جملة وافرة من أقوال الإمام الدارقطني في الرجال جرحاً وتعديلاً.
* وفي الباب الرابع: بحثت اصطلاحات الدارقطني في الجرح والتعديل، فظهر لي موافقته للجمهور في أكثرها، إلا قليلا جداً رجّحت أن له فيها اصطلاحاً خاصاً.
* وفي الفصل الثاني من هذا الباب فهرست أقواله في الرجال جرحاً وتعديلاً في سننه، ورتبتها على ترتيب أسماء مَن عدّلهم أو جرحهم، على حروف المعجم.
* وفي الفصل الثالث: درست أقواله في 25 شخصاً من الرواة موازنةً بأقوال غيره فيهم، لمعرفة هل هو متشدد في الجرح والتعديل أو متساهل أو معتدل؛ فتوصلت إلى الأخير، وذكرت مستندي في ذلك.
* ومن النتائج التي أيقنتْ بها نفسي، بعد البحث، أن الإمام الدارقطني قد تكلّم على أكثر رواة الحديث النبوي جرحاً وتعديلاً، وتكلّم على أكثر الأحاديث المروّية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقويةً وتضعيفاً، ويُدرِك هذا مَن استعرض كتبه في الرجال وكتبه في الحديث، وما هذا إلا دليل على جدارته بقولته الصادقة: "يا أهل بغداد، لا تظنّوا أن أحدا يقدر أن يكذب
* على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حيّ"1".
* ومن نتائج البحث التي أودّ الإشارة إليها هنا = حقيقةٌ واجهتني أثناء دراستي لكتاب "سنن الدارقطني"، ألا وهي أن كتاب السنن هذا لم يُحَقَّق ولم يُخدم في عصرنا هذا بعدُ كما ينبغي -من حيث الطباعة والتحقيق، وما يتطلّبه ذلك مِن فهارس وسِواها-.
التوصيات:
* ولعل من الضروري -بعد معايشتي للكتاب- أن أذكر التوصيات الآتية:
أولاً: أرى أن يحقق كتاب "السنن" تحقيقاً علمياً، وأن يفهرس بعد ذلك فهرسةً دقيقةً.
ثانياً: أرى أن يفهرس الكتاب -بعد تحقيقه- فيعمل له فهارس متعددة على الوجه الآتي:
1-
فهرس أحاديثه على حروف المعجم.
2-
فهرس الرواة الذين تكلَّم فيهم بجرح أو تعديل.
3-
فهرس الأحاديث الصحيحة والحسنة في السنن.
4-
فهرس الأحاديث الضعيفة في السنن.
5-
فهرس الأحاديث التي سكت عنها.
6-
فهرس الأحاديث المرسلة فيه.
7-
فهرس الأحاديث الموقوفة فيه.
"1""فتح المغيث": 1/241.
1-
فهرس الأحاديث المقطوعة فيه.
وذلك بعد تحقيق هذه الأمور، وترقيم الأحاديث والأبواب ترقيماً دقيقاً، وتخريج ما سكت عنه من الأحاديث.
ثالثاً: أرى أن يفرد بالتأليف من "سنن الدارقطني" أنواع من الحديث يكون كل منها كتاباً مستقلاًّ، مرجعاً مفيداً، إلى جانب المراجع في بابه، فيفرد منه بالتأليف الأنواع الآتية:
1-
الأحاديث المرسلة.
2-
الأحاديث الموقوفة.
3-
الأحاديث المقطوعة.
4-
زوائد سنن الدارقطني على الكتب الستة، وترتب على أبواب الفقة، وتفهرس على حروف المعجم، لأنه وإن صنّف فيه ابن قطلوبغا إلا أنه مفقود في حدود اطلاعي.
وبعد: فإنه كان من الواجب أن يكون الكتاب المتناول بالدراسة محقَّقاً؛ لكي ينطلق الباحث في بحثه من نصوصٍ واضحة محققة، الأمر الذي لم يتوافر لي في "سنن الدارقطني"، فكان له بعض الأثر السلبيّ في البحث.
وبناء ذلك، فلابدّ من الأخطاء، فأستغفر الله العظيم من كل خطأ، وأسأله الثبات على الحق، والهداية إليه دائماً، إنه على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.