الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3-
عائلته
لم أعرف شيئا عن أصل عائلته، سوى أنه من أهل بغداد، ولم أر في المصادر تعريفاً لعائلته سوى أن والده رجل من أهل العلم، ويعتبر من شيوخ الدَّارَقُطْنِيّ في القراءات، ومن القراء الذين أخذوا القراءة عن أهلها. فقد ذكره ابن الجزري"1" في شيوخ الدَّارَقُطْنِيّ الذين عرض عليهم القراءات، وذكره أيضاً في "طبقات القراء" في ترجمة مستقلة فقال:
"عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي، والد الحافظ أبي الحسن الدَّارَقُطْنِيّ، عرض على أحمد بن سهل الأُشْنَاني، وعرض عليه ابنه علي بن عمر""2".
ويبدو أن الدَّارَقُطْنِيّ أخذ عنه الحديث أيضاً، إذْ حدّث عنه في سننه 1/99 فروى عنه حديثا، وكذا في 2/103،178، ووثّقه الخطيب البغدادي في ترجمته التي قال فيها:"حدّث عن جعفر الفِريابي وإبراهيم بن شريك، وعبد الله بن ناجية، وهارون بن يوسف بن زياد، وجعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمد بن محمد الباغندي. روى عنه ابنه الحسن، وكان ثقة""3".
"1" في "طبقات القراء": 1/558.
"2" المصدر السابق: 1/589.
"3""تاريخ بغداد": 11/239.
4-
مذهبه في الأصول
كان الدَّارَقُطْنِيّ -رحمه الله تعالى- متبعا للسلف الصالح في اعتقاده، فكان صحيح الاعتقاد.
ويتبين هذا من خلال كتبه التي ألّفها، وما نقل عنه من أقوال، فكانت
مؤلفاته غالبا في الحديث وعلومه، وسلك فيها منهج السلف، وابتعد عن البدع والفسلفات في أمر العقيدة رحمه الله، فأخذ العقيدة من مصدرها الصافي الأصيل: كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
يقول ابن الصلاح:
"وروى ابن طاهر أن الدَّارَقُطْنِيّ قال: ما في الدنيا شيء أبغض إليّ من الكلام""1".
ويقول الحافظ الذهبي:
"وصح عن الدَّارَقُطْنِيّ أنه قال: ما شيء أبغض أليَّ من علم الكلام، قلت "القائل الإمام الذهبي": لم يدخل الرجل أبدا في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك بل كان سلفيا، سمع هذا الكلام منه أبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ"2"، وقال الدَّارَقُطْنِيّ: اختلف قوم من أهل بغداد، فقال قوم: عثمان أفضل، وقال قوم: عليّ أفضل، فتحاكموا إليّ فأمسكت، وقلت: الإمساك خير، ثم لم أر لديني السكوت، وقلت للذي استفتاني: ارجع إليهم وقل لهم: أبو الحسن يقول: عثمان أفضل من علي باتفاق جماعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا قول أهل السنة وهو أول عقد يُحلّ في الرفض""3".
"1""طبقات الشافعية"، لابن الصلاح: ق 68.
"2" ورواه في سؤالاته: ق 8أ.
"3""سير أعلام النبلاء": جـ10 ق 524، وعلّق الإمام الذهبي على قول الدَّارَقُطْنِيّ هذا بقوله: "قلت ليس تفضيل عليّ برفض ولا هو ببدعة، بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين، فكل من عثمان وعليّ ذو فضل وسابقة وجهاد، وهما متقاربان في العلم والجلالة، ولعلهما في الآخرة متساويان في الدرجة، وهما من سادة الشهداء رضي الله عنهما.
ولكن قول جمهور الأمة على ترجيح عثمان على الإمام عليّ، وإليه نذهب والخطب في ذلك يسير، والأفضل منهما بلا شك أبو بكر وعمر، من خالف في ذا فهو شيعي جلد، ومن أبغض الشيخين واعتقد صحة إمامتهما فهو رافضي مقيت، ومن سبهما واعتقد أنهما ليس بإمامَي هُدى فهو من غلاة الرافضة أبعدهم الله". "سير أعلام النبلاء": جـ10 ق524.
24 -
الجزء الثالث والعشرون من حديث أبي الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي القاضي، رحمه الله، ت367ه
ـ:
انتقاء أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني. طُبع"1".
"1" تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، الكويت، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، 1406هـ-1986م.