الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حاتم وأحمد ومسلم والنسائي وشعبة، ويعقوب بن شيبة، وعبد الله بن المديني، وابن معين، والساجي، والجوزجاني، وصالح جَزَرة، وغيرهم"1".
ولهذا قال عنه الساجي: "ضعيف متروك، أجمع أهل الحديث على ترك حديثه"2" وقال السُّهيلي: "ضعيف بإجماع منهم"3".
النتيجة:
يظهر من هذا أن الإمام الدارقطني لم يَخْرج رأيه في الحسن بن عمارة عن رأي غيره من جمهور الأئمة.
"1" راجع ترجمته في: "التهذيب": 2/304-308.
"2""التهذيب": 2/306.
"3""التهذيب": 2/308.
2-
إبراهيم بن محمد بن أبي يحي
ى:
هو: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى واسمه سمعان الأسلمي مولاهم أبو إسحاق المدني
…
توفي سنة 184هـ وقيل سنة 191هـ"4".
رأي الدارقطني فيه:
رأيه فيه أنه: "ضعيف، متروك الحديث"5".
"4""تهذيب التهذيب": 1/158، "والجرح التعديل"، لابن أبي حاتم: 1/1/125.
"5""سنن الدارقطني": 1/62، 130، 3/135.
أقوال الأئمة فيه:
الذين وثقوه:
احتج به الشافعي وروى عنه، وقال:"لأن يَخرّ إبراهيم بن أبي يحيى مِنْ بُعْدٍ أحب إليه من أن يكذب، وكان ثقة في الحديث"1".
"وقال أبو أحمد بن عدي: سألت أحمد بن محمد بن سعيد -يعني ابن عقدة- فقلت له: تعلم أحداً أحسن القول في إبراهيم غير الشافعي؟ فقال نعم: حدثنا أحمد بن يحيى الأَودي سمعت حمدان بن الأصبهاني: قلت: أتدين بحديث إبراهيم بن أبي يحيى؟ قال: نعم. ثم قال لي أحمد بن محمد بن سعيد: نظرت في حديث إبراهيم كثيرا وليس بمنكر الحديث.
قال ابن عدي: وهذا الذي قاله كما قال، وقد نظرت أنا أيضاً في حديثه الكثير فلم أجد فيه منكراً إلا عن شيوخ يحتملون، وإنما يروى المنكر من قبل الراوي عنه، أو من قبل شيخه وهو في جملة من يكتب حديثه"2".
الذين ضعفوه:
قال يحيى بن سعيد القطان: "سألت مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبي يحيى أكان ثقة؟ قال: لا، ولا ثقة في دينه"3" وكذا اتهمه بالكذب يحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازي فيما رواه ابنه عنه، وقال: "كذاب
"1""تهذيب التهذيب": 1/159.
"2""تهذيب التهذيب": 1/159.
"3""الجرح والتعديل"، لابن أبي حاتم: 1/1/126.
متروك الحديث" ترك ابن المبارك حديثه"1".
وكذا سفيان بن عيينة، وقال وكيع:"لا يروى عن إبراهيم بن أبي يحيى حرف" وقال أبو زرعة: "ليس بشيء" وقال بشر بن المفضل: "سألت فقهاء المدينة عن إبراهيم بن أبي يحيى فكلهم يقول: كذاب أو نحو هذا"2" واتهم مع الكذب بالقدر والرفض"3"، واتهمه بالكذب علي بن المديني وابن حبان، والبزار"4"، وغيرهم.
النتيجة:
حاصل ما تقدم -في رأيي- أن القول في إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى هو قول الجمهور، وأن الدارقطني لم يخالف فيه قول الجمهور.
أما تزكية من زكَّاه: فلم أجد سوى من نقلت عنه ذلك، وهم: الشافعي وابن عقدة، وابن عدي.
وجوابهم فيما يلي:
أما الشافعي رحمه الله فلعل له عذراً، يقول ابن حبان: "أما الشافعي فإنه
"1""الجرح والتعديل": 1/1/126.
"2" انظر كل هذه الأقوال في: "الجرح والتعديل"، لابن أبي حاتم بأسانيدها في: 1/1/126- 127.
"3" انظر: "تهذيب التهذيب": 1/158- 159.
"4""التهذيب": 1/159،160، وكتاب "المجروحين"، لابن حبان: 1/94، وله فيه ترجمة في 92-94 ليس فيها ذكْرٌ حَسَنٌ لابن أبي يحيى.
كان يجالس إبراهيم في حداثته ويحفظ عنه
…
"1"، قلت: فلعله لم يتبين أمره إلا بعد انتقال الشافعي إلى مصر.
قال البزار في إبراهيم: "كان يضع الحديث، وكان يوضع له مسائل فيضع لها إسناداً، وكان قدريا، وهو من أُسْتاذِيّ الشافعي، وعزَّ علينا"2".
وربما كان مما أقنع الشافعي به جودة حفظه، فقد قال عنه الشافعي "ابن أبي يحيى أحفظ من الدراوردي"3".
وقال الساجي: "لم يخرج الشافعي عنه حديثاً في فرض إنما أخرج عنه في الفضائل"4"، لكن رده ابن حجر"5".
قلت: على أيٍ فإن حال الإمام الشافعي رحمه الله ليس معصوما وقد خالفه فيه الأئمة، ولهذا "قال إسحاق بن راهويه: ما رأيت أحدا يحتج بإبراهيم بن أبي يحيى مثل الشافعي، قلت للشافعي: وفي الدنيا أحد يحتج بإبراهيم بن أبي يحيى؟ "6".
أما ابن عقدة فهو متكلَّم في مذهبه متهم في دينه"7"، وهو يوافق ابن أبي
"1""التهذيب": 1/159،160، وكتاب "المجروحين"، لابن حبان: 1/94، وله فيه ترجمة في 92-94 ليس فيها ذكْرٌ حَسَنٌ لابن أبي يحيى.
"2""التهذيب": 1/160،161.
"3""التهذيب": 1/160،161.
"4""التهذيب": 1/160،161.
"5""التهذيب": 1/160،161.
"6""التهذيب": 1/161.
"7" انظر ترجمته في: "تذكرة الحفاظ"، للذهبي: 3/839-842.