الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورُوّينا عن أبي العلاء المحسن بن محمد بن إبراهيم الوَاذَارِيِّ قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: من أراد أن يستمسك بالسنن، فليقرأ كتاب أبي داود"
(1)
.
الوَاذَارِيّ -بالذال المعجّمة
(2)
- مَنْسُوبٌ إلى واذار: قرية من قرى أصبهان (
3).
3 -
فَصل
في اسم مؤلف الكتاب، هو: أبو داود سليمان بن الأشعث بن أبو إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عِمْران الأزْدِيّْ السِّجسْتَاني
(4)
، ....
= يعني فيها أيضًا" قاله ابن سيد الناس في "النفح الشذي" (1/ 211). وذهب السخاوي في "فتح المغيث" (1/ 73) أن العطف هنا للمغايرة، فما يشبه الشيء وما يقاربه ليس به، ولذا قيل: إنّ الذي يشبهه هو أبو الحسن، والذي يقاربه الصالح، ولزم منه جعل (الصالح) قسمًا آخر.
قال البقاعي في "النكت الوفية"(ق 72/ أ): "الصحيح يمكن أن يريد به الصحيح لذاته، الثاني: شبهه، ويمكن أن يريد به الصحيح لغيره، الثالث مُقَاربه، ويحتمل أن يريد به أبو الحسن لذاته".
(1)
ذكره المصنّف في "تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 227) ووقع نحوه لأبي الأزهر ابن أخت أبي حاتم القاضي البصري، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يوصيه أن يكتب "سنن أبي داود"، انظر "فهرسة ابن خير"(107 - 108)، "برنامج التجيبي"(75)، "بذل المجهود"(75 - ط أضواء السلف و 67 - ط مؤسسة الرسالة).
(2)
بفتح الواو والذال المعجمة بين الألفين، وفي آخرها الراء، قاله السمعاني في "الأنساب"(5/ 558).
(3)
انظر "معجم البلدان"(5/ 346) و"الأنساب"(5/ 558).
(4)
مصادر ترجمته كثيرة جدًّا، يصعب حصرها ويعسر استيفاؤها، ومن أشهر المصادر التي اعتنت بذلك: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "تاريخ أبي زرعة الدمشقي"(انظر الفهرس)، و"الجرح والتعديل"(4/ الترجمة 456) و"ثقات ابن حبان"، و"أخبار أصبهان"(1/ 334)، و"تاريخ بغداد"(9/ 55)، و"السابق واللاحق"(264)، "تسمية شيوخ أبي داود"(ص 13) للجياني، و "طبقات الحنابلة"(1/ 159)، و"أنساب السمعاني"(7/ 46)، و"المعجم المشتمل"(الترجمة 387)، و"تاريخ دمشق" و"تهذيبه"(6/ 246) لابن بدران، و"المنتظم":(5/ 97)، و"الكامل في التاريخ"(7/ 425)، و"اللباب"(2/ 105)، و "تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 224)، و "وفيات الأعيان"(2/ 404)، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (6/ 1550)، و"سير أعلام النبلاء"(12/ 203)، و"تذكرة الحفاظ"(2/ 591)، و "العبر"(2/ 54)، و"الكاشف"(1/ الترجمة 2090)، و"تهذيب الكمال"(11/ 355)، و"إكمال تهذيب الكمال"(6/ 38)، و"تذهيب تهذيب الكمال"(11/ 355) رقم (2492)، و"طبقات السبكي"(2/ 293)، و"البداية والنهاية"(11/ 54)، و"نهاية السول"(ق 126)، و"تهذيب ابن حجر"(4/ 298)، و "طبقات الحفاظ" للسيوطي (261)، و"طبقات المفسرين"(195)، و"خلاصة الخزرجي"(الترجمة 2669)، و"شذرات الذهب"(2/ 167) وغيرها. وقد جمع غير واحد شيوخه كما سيأتي، وخصّه غير واحد بدراسات مفردة، ولا سيما أصحاب (ختمات سنن أبي داود)، ومن أشهرهم: السخاوي في "بذل المجهود" وهو مطبوع مرتين، وعبد الله بن سالم البصري، (ت 1134 هـ)، ولختمه نسخة في مكتبة الحرم المكي، رقم (3808)، ثم رأيتُه مطبوعًا، ومحمد مرتضى الزَّبيدي (ت 1205 هـ) له "تحفة الودود في ختم سنن أبي داود" كذا في "فهرس الفهارس"(1/ 539) للكتاني.
ولمعاصرينا جهود كثيرة مشكورة في ترجمته، وأسوق على سبيل المثال:
"أبو داود، حياته وسننه" للشيخ محمد بن لطفي الصباغ، و"الإمام أبو داود السجستاني وكتابه السنن" لعبد الله البراك، "الإمام أبو داود وسننه" لهدى خالد بالي. ولغير واحد دراسات منهجية حول "سننه". فقدم الباحث تركي الغميز عن جامعة الإمام بالرياض أطروحة ماجستير بعنوان "الأحاديث التي أشار إليها أبو داود في "سننه" إلى تعارض الوصل والإرسال فيها: تخريجًا =
هذا أصحُّ الأقوال في نَسَبه
(1)
، سَمع القعنبيَّ، وأبا الوليد الطيالسي، وأحمد بن حنبل، وابن معين، والتَّبُوذكي، وابن راهويه، وأبا ثور، وسليمان بن حرب، وابني أبي شيبة
(2)
، .......................................
= ودراسة"، وكذلك فعل محمد الفراج في رسالته "الأحاديث التي بيّن أبو داود في سننه تعارض الرفع والوقف فيها دراسة وتخريجًا"، وصدر في القاهرة "بذل المجهود فيما حكم عليه ابن الجوزي بالوضع من سنن أبي داود" لمحمد زكي خير، وللشيخ محمد بن هادي المدخلي "زوائد الإمام أبي داود على إلاصول الثمانية جمعًا ودراسة حديثية فقهية"، ولإدريس خرشفي "سنن أبي داود في الدراسات المغربية: رواية ودراية"، وللمفضل بو زرهون "فقه أبي داود السجستاني من خلال سننه"، ولجمال شكوت دلال "مراسيل التابعين في سنن أبي داود"، وللأخ الدكتور علي عجين "المعلقات في سنن أبي داود دراسة ووصلاً"، وللأخ الدكتور محمد سعيد حوى "مقولات أبي داود النقدية في كتابه السنن".
(1)
وهو الذي اعتمده الذهبي في "تاريخ الإسلام"(6/ 550)، وهكذا سماه تلميذاه ابنُ داسة، وأبو عبيد الآجري كما في "تهذيب الكمال"(11/ 356)، و"السير"(13/ 203)، ولم يذكرا (ابن عمرو بن عمران) وهما من زيادات الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 55)، وذكره مثلهما، وهو الذي اعتمده الحافظ السلفي في (مقدمته) على "معالم السنن" (8/ 143) وقال:"فهذا القول في نسبه أمثل، والقلب إليه أميل، والله تعالى أعلم".
ونقل المصنّف في "تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 224 - 225) الخلاف فيه، ونقل قول السلفي، ولم يتعقبه.
وقال السخاوي في "بذل المجهود"(76 - ط أضواء)"وهذا النسب أصح ما وقفت عليه من الخلاف". وفي مطبوع "إكمال تهذيب الكمال" لمغلطاي (6/ 38) نقل عن ابن داسة، وأنه قال:"بشر" بدل "بشير" وهو خطأ، فليصوب والكتاب مليء بالأخطاء المطبعية.
(2)
سمّاهما المصنّف في "تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 225) فقال: "وأبو أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة".
وخلائق
(1)
، وأخذ علم الحديث عن أحمد بن حنبل
(2)
، ويحيى بن معين.
(1)
أفرد شيوخ أبي داود بالتصنيف جمع، منهم: أبو علي الحسين بن محمد الجياني (ت 498 هـ) له "تسمية شيوخ أبي داود سليمان بن الأشعث السِّجستاني"، ولأبي الوليد يوسف بن عبد العزيز الدباغ (ت 546 هـ) حاشية عليه، وهو مطبوع مع "الحاشية"، وعلى النسخة الخطية حواشٍ بغير رمز ابن الدباغ لم أعرف لمن هي، وهي جيّدة، وفيها فوائد، ولم ينبه على ذلك محققوا كتاب الجياني -وهم ثلاثة كل حقَّقه على حدة-. وفي "تهذيب الكمال"(30/ 379)"شيوخ أبي داود" لابن الدباغ، ولعل عالمًا استل تعقبه وتعقبات غيره، ورمر لهم، وأسقطهم على نسخته، وشهر ذلك عنه! ولابن طاهر القيسراني (ت 507 هـ)"مشايخ أبي داود"، نسب إليه في آخر كتابه "الجمع بين الصحيحين"(2/ 630)، ولابن خلفون (ت 636 هـ):"شيوخ أبي داود"، ذكره الرعيني في "فهرسته"(55)، والمراكشي في "الذيل والتكملة"(6/ 130) وغيرهما.
واستوعب المزي في "تهذيب الكمال"(11/ 356 - 359) أسماء شيوخه في "السنن" وفاته عدد لا بأس به، احتفل بهم مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال"(6/ 39 - 43) واستدرك عليه جماعة كبيرة، ولابن عساكر في "المعجم المشتمل" عناية قوية بهم، واعتمد عليه عبد الله البراك في كتابه "الإمام أبو داود السجستاني وكتابه السنن"(ص 17 - 25) فأثبت مسردًا بأسمائهم مرتبًا على الحروف، وبلغوا (421) راويًا، وسمى المصنف في "تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 225) جماعة غير المذكورين.
(2)
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام"(6/ 553) عن أبي داود: "قلت: وتفقه بأحمد بن حنبل، ولازمه مدة، وكان من نجباء أصحابه، ومن جلة فقهاء زمانه مع التقدم في الحديث والزهد".
قلت: روى أبو داود في "سننه" عنه قرابة (220) حديثًا، وله "مسائل لأحمد" مطبوعة، وقال فيها (ص 281):"ودخلت على أبي عبد الله منزله ما لا أحصيه". وقال -كما في "الإبانة"-: "كتبتُ رقعة فأرسلت بها إلى أبي عبد الله أحمد وهو متوافر يومئذٍ، فأخرج الي جوابًا مكتوبًا فيه". =
روى عنه الترمذي والنسائي
(1)
، وابنه أبو أبو بكر عبد الله، وأبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي، وخلائق، منهم: راويا "السنن" عنه: أبو بكر محمد بن أبو بكر بن عبد الرزاق بن داسة
(2)
التَّمَّار، وأبو علي محمد بن أحمد بن عَمرو -بفتح العين- اللؤلؤي، البصريان.
= وفي "السنة"(رقم 27) للخلال: "قال أبو داود لأصحابه: أسال الله أن يمن علينا وعليكم بلزوم السنة، والاقتداء بالسلف الصالح، بأبي عبد الله -يريد الإمام أحمد- رحمه الله، فإنه أوضح من هذه الأمور المحدثات، ما هو كفاية لمن اقتدى به". وينظر في هذا "مجلة البحوث الإسلامية"(عدد 25)(ص 299 وما بعد).
(1)
عبارة الذهبي في "السير"(13/ 205): "حدث عنه: أبو عيسى في "جامعه" والنسائي فيما قيل".
قلت: رواية الترمذي في "جامعه" عن أبي داود، بالأرقام (466، 2901، 3604، 3789) وأما رواية النسائي ففيها نظر، ففي "تهذيب الكمال" (11/ 361 - 362):"وروى النسائي في "السنن" عن أبي داود، عن سليمان بن حرب، وعبد الله بن محمد النفيلي، وعبد العزيز بن يحيى الحراني، وعلي بن المديني، وعمرو بن عون الواسطي، ومسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد الطيالسي. وروى في كتاب "يوم وليلة" عن أبي داود عن محمد بن كثير العبدي. والظاهر أن أبا داود في هذا كله هو السجستاني، فإنه معروف بالرواية عن هؤلاء، وقد شاركه أبو داود سليمان بن سيف الحراني في بعضهم، وروى عنه في كتاب "الكُنَى" وسَمَّاه ولم يكنه.
وذكر الحافظ أبو أبو القاسم في "المشايخ النَّبَل"(رقم 387) أن النسائى أيضًا روى عنه وذكر له عنه في "الموافقات" حديثًا واحدًا. وقد وقع لنا عنه بعلو في جملة كتاب "السنن"
…
". وساقه المزي بسنده اليه، وهو حديث رقم (5195) في "سنن أبي داود" برقم (10169) في "سنن النسائي الكبرى".
وذكرهما المصنف فيمن روى عنه في "تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 225) أيضًا.
(2)
تحرف في الأصل: إلى "داسدة"!!
وعلَّق عنه أحمد بن حنبل حديثًا واحدًا
(1)
، وهو من رواية الكبار عن الصّغار.
(1)
قال أبو أبو بكر الخلال: "أبو داود الإمام المقدم في زمانه، رجلٌ لم يسبق إلى معرفته بتخريج العلوم، وبصره بمواضعه أحدٌ في زمانه، رجلٌ ورعٌ مقدَّمٌ.
وسمع أحمد بن حنبل منه حديثًا واحدًا كان أبو داود يذكره. وكان إبراهيم الأصبهاني وأبو أبو بكر بن صدقة يرفعون من قدره ويذكرونه بما لا يذكرون أحدًا في زمانه مثله". كذا في "تهذيب الكمال" (11/ 364).
قلت: والحديث الذي سمعه هو حديثه عن محمد بن عمرو الرازي عن عبد الرحمن بن قيس، عن حماد بن سلمة، عن أبي العشراء، عن أبيه:"أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن العتيرة فحسنها". وهو حديث منكر، رواه أبو داود خارج "السنن" وساقه الذهبي في ترجمة (عبد الرحمن بن قيس) من الميزان (2/ 583) وابن قيس هذا تركه النسائي، وقال مسلم: ذاهب الحديث.
قلت: وفي "السير"(13/ 218) بعد أن ساق من طريق أبي بكر بن أبي داود عن أبيه قال: حدثنا محمد بن عمرو الرازي، حدثنا عبد الرحمن بن قيس، عن حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارمي، عن أبيه:"أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العتيرة، فحسنها".
قيل: إن أحمد كتب عن أبي هذا، فذكرتُ له، فقال: نعم. قلت: وكيف كان ذلك؟ فقال: ذكرنا يوما أحاديث أبي العشراء، فقال أحمد: لا أعرف له إلاَّ ثلاثة أحاديث، ولم يرو عنه إلا حماد حديث اللَّبة، وحديث: رأيت على أبي العشراء عمامة. فذكرت لأحمد هذا، فقال: أمِلَّهُ علي. ثم قال: "لمحمد بن أبي سمينة عند أبي داود حديث غريب. فسألني، فكتبه عني محمد بن يحيى بن أبي سمينة".
وقال الذهبي -قبل- (13/ 211) عن حديث (العتيرة) الذي سمعه أحمد من أبي داود: "هذا حديث منكر، تُكلِّم في ابن قيس من أجله، وإنما المحفوظ عن حماد بهذا السند حديث أما تكون الذكاة إلاَّ من اللَّبَّة". وهذا عند أبي داود في "سننه"(2825) وغيره. وفي "التهذيب"(12/ 186): "قال: الميموني: سألت أحمد عن حديث أبي العشراء في الذكاة، قال: هو عندي =
قال القاضي أبو عمر الهاشمي
(1)
: "قرأ أبو علي اللؤلؤي هذا الكتاب على أبي داود عشرين سنة، كان هو القارئ لكل قومٍ يسمعونه".
قال: "والزيادات التي في رواية ابن داسة حَذَفها أبو داود في آخر مرة؛ لشيءٍ كان يريبه في إسناده، فلهذا تفاوتا"
(2)
.
= غلط ولا يعجبني ولا أذهب إليه إلا في موضع ضرورة. قال: ما أعرف أنه يروى عن أبي العشراء حديث غير هذا. وقال البخاري: في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر". وانظر ترجمة (والد أبي العشراء) في "أسد الغابة" (5/ 44، 45)، و "مسند أبي العشراء" لتمام الرازي (ص 7).
(1)
نقله ابن نقطة في "التقييد"(1/ 33) وابن عطية في "فهرسه"(81) والتجيبي في "برنامجه"(96) والسخاوي في "بذل المجهود"(ص 56).
(2)
المراد: إن رواية أبي علي اللؤلؤي متفاوتة في العدد مع رواية ابن داسة، فرواية الأخير تقرب من رواية اللؤلؤي إلا في بعض التقديم والتأخير، وإلا ما عند ابن داسة من الأحاديث الزائدة، والكلام على الأحاديث، كما تراه في "فهرست ابن خير الإشبيلي"(14)، و "فهرس ابن عطية" (81) و"برنامج التجيبي" (96). ولكن قال أبو عمر الهاشمي الراوي عن اللؤلؤي:"إن الزيادات التي عنده حذفها المصنف آخرًا لشيء رابه" كما نقله المصنف، وهكذا في "التقييد"(1/ 33) لابن نقطة. على أنه قد فاته سماع بعضه من مصنفه، وذلك من قوله (باب ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى) إلى:(باب الرجل ينتمي إلى غير مواليه)، فكان يقول: قال أبو داود، ولا يقول: حدثنا، أفاده ابن حجر في "المعجم المفهرس"(31)، والروداني في "صلة الخلف"(62) وغيرهما.
وأما رواية ابن الأعرابي فسقط منها عدة كتب وهي: الفتن، والملاحم، والحروف، والخاتم، ونصف اللباس، ومن كلٍّ من: الطهارة والصلاة، والنكاح أوراق كثيرة، خرجها من رواياته من عوالي شيوخه بعد أن سمعها من محمد بن عبد الملك الرواس عن أبي داود. وفي رواية ابن العبد زيادة لكثير من الكلام على الأحاديث.
وحينئذٍ فينبغي التوقف في نسبة السكوت إليه إلا بعد الوقوف على جميعها، =
قال السمعاني: "آخر من حدّث بسنن أبي داود عن اللؤلؤي: أبو عمر أبو القاسم بن جعفر الهاشمي"
(1)
.
واتفق العلماء على وصف أبي داود رحمه الله بالحفظ والإتقان والورع والعفاف والعبادة، ومعرفته بعلل الحديث وعلومه، قالوا
(2)
: وكان من فرسان الحديث
(3)
، ...............................................................
= كما أنه لا ينسب للترمذي القول بالتحسين أو التصحيح أو نحو ذلك، إلا بعد مراجعة عدة أصول لاختلاف النسخ في ذلك، ويكون هذا مستثنى من الاقتصار في العرض على أصلٍ واحد، للمحذور الذي أبديناه، أفاده السخاوي في "بذل المجهود" ص 56 - 58 - ط الرسالة و 70 - 71/ ط أضواء السلف).
انظر: "فهرست ابن خير"(105 - 106)، "برنامج التجيبي"(105) و"المعجم المفهرس"(31)، "نكت الزركشي"(1/ 341)، و"نكت ابن حجر"(1/ 441)، "صلة الخلف" للروداني (62). وانظر أمثلة لما رواه ابن الأعرابي عن الرواس عن أبي داود في "تحفة الأشراف"(8/ 221، 9/ 243)، و "سنن أبي داود"(1/ 354 حاشية، ط عوامة)؛ و"عون المعبود"(4/ 203).
(1)
الأنساب (3/ 225) ولقاسم بن جعفر (ت 414) ترجمتُه في "السير"(17/ 225).
(2)
قالها علان بن عبد الصمد، كما في "تاريخ دمشق"(22/ 98)، و"تهذيب الكمال"(11/ 365)، و "إكمال تهذيب الكمال"(6/ 38)، و"تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 226)، و"السير"(13) 212)، و"بذل المجهود"(75)، وقالها أيضًا أحمد بن ياسين التَترَويّ في "تاريخ هراة" كما في "تاريخ بغداد"(9/ 58)، و"تاريخ دمشق"، (22/ 196)، و"تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 225)، و"تهذيب الكمال"(1/ 365)، و"تاريخ الإسلام"(6/ 553)، و "السير"(13/ 211)، و"بذل المجهود"(75).
(3)
من قوله "واتفق
…
" إلى هنا: نقله السخاوي في "بذل المجهود" =
قال الحاكم أبو عبد الله
(1)
: "كان أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة، سمع
(2)
بمصر والحجاز والشام والعِرَاقين
(3)
وخُراسان"، وقال أبو حاتم بن حبّان
(4)
: "كان أبو داود أحد أئمة الدنيا فقهًا وعلمًا وحفظًا، ونسكًا وورعًا وإتقانًا، [ممن]
(5)
جمع وصنّف وذبّ عن السنن". قال الخطيب البغدادي
(6)
: "سكن أبو داود البصرة، وقدم بغداد غير مرة، وروى
(7)
بها كتاب "السنن"، ونقله عنه أهلها". قال
(8)
:
= (77 - ط الرسالة وص 87 - ط أضواء السلف) وقال عقبه: "قلت: والثناء عليه كثير جدًّا"، وقال المصنف في "تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 225) نحوه، وعبارته تختلف عما هنا، ونصها:"واتفق العلماء على الثناء على أبي داود ووصفه بالحفظ التام أو العلم الوافر، والإتقان، والورع، والدين، والفهم الثاقب في الحديث وغيره".
(1)
نقله ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(22/ 193)، والمصنف في "تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 225)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء"(13/ 212) وفي "تاريخ الإسلام"(6/ 553 - ط دار الغرب)، والسخاوي في "بذل المجهود"(79 - 80 - ط أضواء السلف وص 70 - 71 ط الرسالة).
(2)
في الأصل: "سمعه" وكذا في "تهذيب الأسماء واللغات"، والتصويب من سائر المصادر.
(3)
هما: البصرة والكوفة.
(4)
"الثقات"(8/ 282)، ونقله المصنف في "تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 226)، والمزي في "تهذيب الكمال"(11/ 365)، ومغلطاي في "إكماله"(6/ 43 - 44).
(5)
زيادة من "الثقات".
(6)
"تاريخ بغداد"(10/ 76).
(7)
في "تاريخ بغداد": "وروى كتابه المصنف في السنن بها".
(8)
نقله الذهبي في "تاريخ الإسلام"(6/ 552)، والسخاوي في بذل المجهود" (75 - 76 - أضواء و 68 - الرسالة).
"ويقال إنه صنّفه قديمًا وعرضه على أحمد بن حنبل، فاستجاده واستحسنه". وفي تاريخ بغداد
(1)
: "إن أبا داود كان له كُمٌّ واسع وكُمٌّ ضيِّق، فقيل له [في ذلك]
(2)
، فقال: الواسع للكتب والآخر لا نحتاج
(3)
إليه".
ولد أبو داود سنة اثنتين ومئتين
(4)
، وتوفي بالبصرة لأربع عشرة بقيت من شوّال سنة خمس وسبعين ومئتين
(5)
.
ويقال لأبي داود: السّجسْتَانيّ بكسر السين الأولى وفتحها، والكسر أشهر
(6)
، ولم يذكر السمعانيُّ غَيْرَه
(7)
، واقتصر القاضي عياض في "المشارق" على الفتح
(8)
. ويقال له أيضًا: السِّجْزي. قال ابن ماكولا
(9)
(1)
(10/ 80 - 81).
(2)
بدل ما بين المعقوفتين في "تاريخ بغداد": "يرحمك الله، ما هذا؟ ".
(3)
في "تاريخ بغداد": "يُحتاجُ" بالتحتانية، وكذا في "تاريخ الإسلام" للذهبي (6/ 554) وغيره.
(4)
كذا في جل مصادر ترجمته، وما في "تهذيب الأسماء واللغات" (2/ 227):"اثنتين ومئة" خطأ فليصوب.
(5)
كذا في "تهذيب الأسماء واللغات"(2/ 227) وفي جميع المصادر وكتب الوفيات، ونقله أيضًا تلميذه أبو عبيد الآجري، كما في "تاريخ بغداد"(9/ 59)، و"السابق واللاحق"(264)، و"تهذيب الكمال"(11/ 167)، و"السير"(13/ 221).
(6)
وبكسر الجيم على الأشهر أيضًا، وحكي في الجيم السكون أيضًا، انظر:"الأنساب"(3/ 20)، "الإكمال"(4/ 549)، "بذل المجهود"(76).
(7)
"الأنساب"(3/ 225).
(8)
"مشارق الأنوار"(2/ 234).
(9)
"الإكمال"(4/ 549 - 550).
والسمعاني
(1)
وغيرهما: هي نسبة إلى سجستان على غير القياس، وسجستان: إقليم مشهور بين خُراسان وكَرْمان. وقيل: إن أبا داود منسوبٌ على سجستان، أو سجستانة: قرية بالبصرة، والصحيح المشهور هو الأول
(2)
.
…
(1)
"الأنساب"(3/ 226).
(2)
سجستان، الإقليم الذي منه الإمام أبو داود: هو إقليم صغير منفرد، متاخم لإقليم السند، غربيه بلد هراة، وجنوبيّه مفازة، بينه وبين إقليم فارس وكرمان، وشرقيه مفازة وبرية بينه وبين مكران، التي هي قاعدة السند، وتمام هذا الحد الشرقي بلاد المُلتان، وشماليه أول الهند.
فأرضُ سجستان كثيرةُ النخل والرمل، وهي من الإقليم الثالث من السبعة، وقصبةُ سجستان هي: زَرَنْج، وعرضُها اثنتان وثلاثون درجةً، وتطلق زرنج، على سجستان، ولها سور، وبها جامع عظيم، وعليها نهرٌ كبيرٌ، وطولُها من جزائر الخالدات تسعٌ وثمانون درجةً، والنسبة إليها أيضًا:"سجزي"، وهكذا ينسب أبو عوانة الإسْفراييني أبا داود فيقول: السجزي، وإليها يُنسب مسند الوقت "أبو الوقت السجزي". وقد قيل -وليس بشيء- إن أبا داود من سجستان قرية من أعمال البصرة، ذكره القاض شمس الدين في "وفيات الأعيان"(2/ 405)، فأبو داود أول ما قدم من البلاد، دخل بغداد، وهو ابن ثمان عشرة سنةً، وذلك قبل أن يرى البصرة، ثم ارتحل من بغداد إلى البصرة، قاله الذهبي في "السير"(13/ 220 - 221)، وبنحوه في "تاريخ الإسلام"(6/ 533 - ط دار الغرب).
قلت: و (سجستان) الآن من مدن (أفغانستان) المشهورة في جنوبها على حدود إيران واسمها الفارسي (سكستان)، وهي البلاد السهلية حول بحيرة (زره) في شرقها، ويدخل فيها دلتا نهر (هيلمند) وغيره من الأنهار التي تصب في هذا البحر الداخل، وكانت مرتفعات ستاق قندهار، وهي بامتداد أعالي هيلمند، انظر:"معجم البلدان"(3/ 190)، "بلدان الخلافة الشرقية"(ص 372)، "المنجد في اللغة والإعلام"(297)، "تاريخ الشعوب الإسلامية"(216).