الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(23) - (591) - بَابُ تَهْنِئَةِ النِّكَاحِ
(61)
- 1877 - (1) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَفَّأَ
===
(23)
- (591) - (باب تهنئة النكاح)
أي: دعائه للمتزوج.
(61)
- 1877 - (1)(حدثنا سويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ)، وله مئة سنة. يروي عنه:(م ق).
(حدثنا عبد العزيز بن محمد) بن عبيد (الدَّراوَرْدي) أبو محمد الجهني مولاهم المدني، صدوق، كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، من الثامنة، مات سنة ست -أو سبع- وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سهيل بن أبي صالح) السمان المدني، صدوق تغير حفظه بأَخَرَةٍ، من السادسة مات في خلافة المنصور. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) ذكوان السمان المدني القيسي مولاهم، ثقةٌ ثبت، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رَفَّأَ) -بالتشديد وهمزٍ في آخره- أي: إذا أراد أن يُرَفِّئَ ويَدْعُوَ للمتزوج بالرفاءِ؛ وهو الالتئام والاجتماع والألفة
قَالَ: "بَارَكَ اللهُ لَكُمْ وَبَارَكَ عَلَيْكُمْ وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ".
(62)
-1878 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
===
والاتفاق والبركة والنَّماء، وقيل: أي: إذا هنَّا ودعا له، وكان مِنْ دعائهم للمتزوِّج أن يقولوا: بالرفَاءِ والبنين، فنهى عنه؛ لأنه كان مِنْ عادتهم، ولهذا لسَنَّ فيه غيرَهُ. انتهى "عون".
(قال: بارك الله لكم) في اجتماعكم (وبارك) الله (عليكم) بالأولاد والبنين، البركة لكونها نافعة تتعدى باللام، ولكونها نازلة من السماء تتعدى بعلي، فجاءت في الحديث بالوجهين للتأكيد والتفنن، والدعاء مَحَلّ للتأكيد. انتهى.
(وجمَعَ بينكما في خير) أي: أدام الله الاجتماع بينكما على خير؛ من صحة ورزق وأولاد، قال الزمخشري: معناه: كان يَضَعُ الدعاءَ له بالبركة موضعَ التَرْفِيَةِ المنهيِّ عنها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب النكاح، باب ما يقال للمتزوج، والترمذي في كتاب النكاح، باب ما جاء فيما يقال للمتزوج، قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، والنسائي، والدارمي، والحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث عقيل بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(62)
- 1878 - (2)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَن، عَنْ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي جُشَمٍ فَقَالُوا: بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ،
===
أبو بكر بندار، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ)، وله بضع وثمانون سنة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا محمد بن عبد الله) بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري القاضي، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة خمس عشرة ومئتين (215 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا أشعث) بن عبد الملك الحمراني -بضم المهملة- نسبة إلي حمران، مولاه البصري، يكنى أبا هانيء، ثقةٌ فقيه، من السادسة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئة (142 هـ)، وقيل: سنة ست وأربعين ومئة. يروي عنه: (عم).
(عن الحسن) بن أبي الحسن، واسم أبيه يسار البصري الأنصاري مولاهم، ثقةٌ فقيه فاضل مشهور، رأس أهل الطبقة الثالثة، مات سنة عشر ومئة (110 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عقيل بن أبي طالب) الهاشمي أخي علي وجعفر، وكان أسن منهما، الصحابي المشهور العالم بالنسب رضي الله تعالى عنه، مات سنة ستين (60 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(س ق).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، قال في "الفتح": رجاله ثقات، إلا أن الحسن لم يسمع من عقيل. انتهى.
(أنه) أي: أن عقيلًا (تزوج امرأة من بني جشم) لم أر من ذكر اسمها (فقالوا) له؛ أي: قال الناس لعقيل في الدعاء له: (بالرفاء والبنين) كعادتهم في الجاهلية، قال الخطابي: كان من عادتهم أن يقولوا: (بالرفاء والبنين)،
فَقَالَ: لَا تَقُولُوا هكَذَا، وَلكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ؛ بَارِكْ لَهُمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِمْ".
===
والباء متعلقة بمحذوف دل عليه المعنى؛ أي: المقام؛ أي: أعرست بالرفاء والبنين، ذكره الزمخشري. والرفاء -بالكسر والمد- من الرفو يجيء لمعنيين؛ أحدهما: التسكين، يقال: رفوت الرجل إذا سكنت ما به من روع؛ أي: خوف، والثاني: التوافق والالتئام، ومنه: رفوت الثوب؛ أي: لأمت خرقه وضممت بعضه إلي بعض، وكانت هذه ترفئة الجاهلية ودعاءهم للمتزوج.
(فقال) عقيل للناس الداعين له بالرفاء: (لا تقولوا هكذا) أي: بالرفاء والبنين (ولكن قولوا) لي في الدعاء لي: (كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان يقول للمتزوج: (اللهم؛ بارك لهم، وبارك عليهم) يعني: أن الدعاء بالرفاء والبنين كانت ترفئة الجاهلية، ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وأرشد إلى ما في حديث الباب، فروى بقي بن مخلد عن رجل من بني تميم قال: كنا نقول في الجاهلية: بالرفاء والبنين، فلما جاء الإسلام .. علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم، قال:"قولوا: بارك الله لكم، وبارك فيكم، وبارك عليكم".
وأخرجه النسائي، والطبراني عن عقيل بن أبي طالب أنه قدم البصرة، فتزوج امرأةً، فقالوا له: بالرفاء والبنين، فقال: لا تقولوا هكذا، وقولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم؛ بارك لهم، وبارك عليهم"، ورجاله ثقات، وفي رواية غير ابن ماجه والترمذي:"بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب النكاح، باب كيف يدعى للرجال، وأحمد بمعناه، وفي رواية له: (لا تقولوا ذلك؛ فإن
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
النبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن ذلك، قولوا: بارك الله فيك، وبارك لك فيها)، وأخرجه أبو يعلى أيضًا، والطبراني، وهو من رواية الحسن عن عقيل، قال في "الفتح": ورجاله ثقات، إلا أن الحسن لم يسمع من عقيل.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح بما قبله وإن كان سنده منقطعًا؛ لأن له شواهد ومتابعات، وغرضه: الاستشهاد به.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم