المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(50) - (618) - باب حسن معاشرة النساء - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١١

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ النِّكاح

- ‌(1) - (569) - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ النِّكَاحِ

- ‌(2) - (570) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّبَتُّلِ

- ‌(3) - (571) - بَابُ حَقِّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ

- ‌(4) - (572) - بَابُ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى الْمَرْأَةِ

- ‌(5) - (573) - بَابُ أَفْضَلِ النِّسَاءِ

- ‌(6) - (574) - بَابُ تَزْوِيجِ ذَاتِ الدِّينِ

- ‌(7) - (575) - بَابُ تَزْوِيجِ الْأَبْكَارِ

- ‌(8) - (576) - بَابُ تَزْوِيجِ الْحَرَائِرِ وَالْوَلُودِ

- ‌(9) - (577) - بَابُ النَّظَرِ إِلَى الْمَرْأَةِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا

- ‌فائدة

- ‌(10) - (578) - بَابُ لَا يَخْطُبِ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ

- ‌(11) - (579) - بَابُ استئمار الْبِكْرِ وَالثَّيِّبِ

- ‌(12) - (580) - بَابُ مَنْ زَوَّجَ ابْنَتَهُ وَهِيَ كارِهَةٌ

- ‌(13) - (581) - بَابُ نِكَاحِ الصِّغَارِ يُزَوِّجُهُنَّ الْآبَاءُ

- ‌(14) - (582) - بَابُ نِكَاحِ الصِّغَارِ يُزَوِّجُهُنَّ غَيْرُ الْآبَاءِ

- ‌(15) - (583) - بَابُ لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ

- ‌(16) - (584) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الشِّغَارِ

- ‌(17) - (585) - بَابُ صَدَاقِ النِّسَاءِ

- ‌(18) - (586) - بَابُ الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ وَلَا يَفْرِضُ لَهَا فَيَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ

- ‌(19) - (587) - بَابُ خُطْبَةِ النِّكَاحِ

- ‌(20) - (588) - بَابُ إِعْلَانِ النِّكَاحِ

- ‌(21) - (589) - بَابُ الْغِنَاءِ وَالدُّفِّ

- ‌تتمة

- ‌(22) - (590) - بَابُ الْمُخَنَّثِينَ

- ‌(23) - (591) - بَابُ تَهْنِئَةِ النِّكَاحِ

- ‌(24) - (592) - بَابُ الْوَلِيمَةِ

- ‌تتمة

- ‌(25) - (593) - بَابُ إِجَابَةِ الدَاعِي

- ‌تتمة

- ‌تنبيه مهم

- ‌(26) - (594) - بَابُ الْإِقَامَةِ عَلَى الْبِكْرِ وَالثَّيِّبِ

- ‌(27) - (595) - بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ أَهْلُهُ

- ‌(28) - (596) - بَابُ التَّسَتُّرِ عِنْدَ الْجِمَاعِ

- ‌(29) - (597) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ

- ‌(30) - (598) - بَابُ الْعَزْلِ

- ‌(31) - (599) - بَابٌ: لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا

- ‌(32) - (600) - بَابُ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فَتَزَوَّجُ فَيُطَلِّقُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا أَتَرْجِعُ إِلَى الْأَوَّلِ

- ‌(33) - (601) - بَابُ الْمُحَلِّلِ وَالْمُحَلَّلِ لَهُ

- ‌(34) - (602) - بَابٌ: يَحْرُمُ مِنَ الرِّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ

- ‌تتمه

- ‌(35) - (603) - بَابٌ: لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلَا الْمَصَّتَانِ

- ‌(36) - (654) - بَابُ رِضَاعِ الْكَبِيرِ

- ‌(37) - (605) - بَابٌ: لَا رِضَاعَ بَعْدَ فِصَالٍ

- ‌(38) - (606) - بَابُ لَبَنِ الْفَحْلِ

- ‌(39) - (607) - بَابُ الرَّجُلِ يُسْلِمُ وَعِنْدَهُ أُخْتَانِ

- ‌(40) - (608) - بَابُ الرَّجُلِ يُسْلِمُ وَعِنْدَهُ أَكثَرُ مِنْ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ

- ‌(41) - (609) - بَابُ الشَّرْطِ فِي النِّكَاحِ

- ‌(42) - (610) - بَابُ الرَّجُلِ يَعْتِقُ أَمَتَهُ ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا

- ‌(43) - (611) - بَابُ تَزْوِيجِ الْعَبْدِ بِغَيْرِ إِذْنِ سَيِّدِهِ

- ‌(44) - (612) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ

- ‌تتمة

- ‌تنبيه

- ‌(45) - (613) - بَابُ الْمُحْرِمِ يَتَزَوَّجُ

- ‌(46) - (614) - بَابُ الْأَكْفَاءِ

- ‌(47) - (615) - بَابُ الْقِسْمَةِ بَيْنَ النِّسَاءِ

- ‌(48) - (616) - بَابُ الْمَرْأَةِ تَهَبُ يَوْمَهَا لِصَاحِبَتِهَا

- ‌(49) - (617) - بَابُ الشَّفَاعَةِ فِي التَّزْوِيجِ

- ‌(50) - (618) - بَابُ حُسْنِ مُعَاشَرَةِ النِّسَاءِ

- ‌(51) - (619) - بَابُ ضَرْبِ النِّسَاءِ

- ‌فائدة

- ‌(52) - (620) - بَابُ الْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ

- ‌(53) - (621) - بَابٌ: مَتَى يُسْتَحَبُّ الْبِنَاءُ بِالنِّسَاءِ

- ‌(54) - (622) - بَابُ الرَّجُلِ يَدْخُلُ بِأَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَهَا شَيْئًا

- ‌(55) - (623) - بَابٌ: مَا يَكُونُ فِيهِ الْيُمْنُ وَالشُّؤْمُ

- ‌(56) - (624) - بَابُ الْغَيْرَةِ

- ‌تتمة

- ‌(57) - (625) - بَابُ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(58) - (626) - بَابُ الرَّجُلِ يَشُكُّ فِي وَلَدِهِ

- ‌(59) - (627) - بَابُ الْوَلَدِ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ

- ‌(60) - (628) - بَاب: فِي الزَّوْجَيْنِ يُسْلِمُ أَحَدُهُمَا قَبْلَ الْآخَرِ

- ‌(61) - (629) - بَابُ الْغَيْلِ

- ‌(62) - (630) - بَاب: فِي الْمَرْأَةِ تُؤْذِي زَوْجَهَا

- ‌(63) - (631) - بَابٌ: لَا يُحَرِّمُ الْحَرَامُ الْحَلَالَ

الفصل: ‌(50) - (618) - باب حسن معاشرة النساء

(50) - (618) - بَابُ حُسْنِ مُعَاشَرَةِ النِّسَاءِ

(130)

- 1946 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَمِّهِ عُمَارَةَ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَطَاءٍ،

===

(50)

- (618) - (باب حسن معاشرة النساء)

(130)

- 1946 - (1)(حدثنا أبو بشر بكر بن خلف) البصري ختن المقرئ عبد الله بن يزيد المكي أبي عبد الرَّحمن المقرئ، صدوق، من العاشرة، مات بعد سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).

(ومحمد بن يحيى) بن عبد الله الذهلي النيسابوري، ثقة متقن، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).

كلاهما (قالا: حدثنا أبو عاصم) النبيل الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني البصري، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ) أو بعدها. يروي عنه:(ع).

(عن جعفر بن يحيى بن ثوبان) مقبول، من الثامنة. يروي عنه:(د ق).

(عن عمه عمارة بن ثوبان) حجازي مستور، من الخامسة. يروي عنه:(د ق).

(عن عطاء) بن أبي رباح أسلم القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل، من الثالثة، مات سنة أربع عشرة ومئة (114 هـ) على المشهور. يروي عنه:(ع).

ص: 388

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِه، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي".

===

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن جعفر بن يحيى مختلف فيه، قال المديني: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعمارة بن ثوبان مختلف فيه أيضًا، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال عبد الحق: ليس بالقوي.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم) عند الله (خيركم لأهله) بالتوسعة عليهم بقدر الطاعة، وحسن المعاشرة معهم (وأنا خيركم لأهلي) أي: من خيركم لأهله، فمراده: أن حسن العشرة مع الأهل .. من جملة الأشياء المطلوبة في الدين، فالمتصف به .. من جملة الخيار من هذه الجهة، ويحتمل: أن المتصف به يوفق لسائر الصالحات، حتى يكون خيرًا على الإطلاق، والله أعلم.

وفي "الزوائد": هذا الحديث من رواية عائشة رضي الله تعالى عنها، رواه الترمذي، وابن حبان في "صحيحه"، وأما من رواية ابن عباس .. فإسناده ضعيف؛ لأن عمارة بن ثوبان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال عبد الحق: ليس بالقوي، وجعفر بن يحيى قال ابن المديني: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، فدرجته: أنه حسن سنده؛ لما تقدم آنفًا، ومتنه صحيح؛ لأن له شاهدًا من حديث عائشة المذكور في "الترمذي"، وفي "صحيح ابن حبان"، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ص: 389

(131)

- 1947 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو

===

ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عباس بحديث ابن عمرو رضي الله تعالى عنهم أجمعين، فقال:

(131)

- 1947 - (2)(حدثنا أبو كريب) محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا أبو خالد) الأحمر سليمان بن حيان الأزدي الكوفي، صدوق يخطئ، من الثامنة، مات سنة تسعين ومئة (190 هـ)، أو قبلها. يروي عنه:(ع).

(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) الكاهلي الكوفي، ثقة حافظ عارف بالقراءة، لكنه يدلس، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن شقيق) بن سلمة الأسدي أبي وائل الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مئة (100) سنة. يروي عنه:(ع).

(عن مسروق) بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي أبي عائشة الكوفي، ثقة فقيه عابد مخضرم، من الثانية، مات سنة اثنتين، ويقال: ثلاث وستين (63 هـ). يروي عنه: (ع).

(عن عبد الله بن عمرو) بن العاص بن وائل رضي الله تعالى عنهما.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

ص: 390

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ".

(132)

- 1948 - (3) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيه، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَابَقَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَبَقْتُهُ.

===

(قال) عبد الله بن عمرو: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خياركم) عند الله (خياركم) أي: أحاسنكم (لنسائهم) لأنهن محل الرحمة؛ لضعفهن. انتهى "تحفة".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الرضاع، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها، قال أبو عيسى: حديث حسن صحيح، وابن حبان في كتاب النِّكَاح، باب في عشرة النساء.

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث ابن عباس بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(132)

- 1948 - (3)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قالت) عائشة: (سابقني النبي صلى الله عليه وسلم، فسبقته) أي: فغلبته

ص: 391

(133)

- 1949 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيد، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ،

===

في السبق، وهذا من كمال حسن المعاشرة مع أهل البيت.

وفي "الزوائد": إسناده صحيح على شرط البخاري، قوله:(سابقني النبي صلى الله عليه وسلم أي: غالبني في السبق؛ أي: في العدو والجري (فسبقته) أي: غلبته وتقدمت عليه (على رجلي) كما في "أبي داوود" بصيغة التثنية؛ أي: لا على دابة. انتهى من "العون".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الجهاد (68)، باب في السبق على الرجل، وأخرجه النسائي، وأحمد.

ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استانس المؤلف للترجمة بحديث آخر لعائشة رضي الله تعالى عنها، فقال:

(133)

- 1949 - (4)(حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد) بن خالد الغبري -بضم المعجمة وفتح الموحدة المخففة- المؤدب، سكن بغداد، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ)، وقيل: سنة اثنتين وستين ومئتين. يروي عنه: (ق).

(حدثنا حبان) بفتح المهملة وتشديد الموحدة (ابن هلال) أبو حبيب البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة ست عشرة ومئتين (216 هـ). يروي عنه:(ع).

(حدثنا مبارك بن فضالة) -بفتح الفاء وتخفيف المعجمة- أبو فضالة

ص: 392

عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّد، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَهُوَ عَرُوسٌ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ .. جِئْنَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ فَأَخْبَرْنَ عَنْهَا

===

البصري، صدوق يدلس ويسوي، من السادسة، مات سنة ست وستين ومئة (166 هـ). يروي عنه:(د ت ق).

(عن علي بن زيد) بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري، ضعيف، من الرابعة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة (131 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(م عم).

(عن أم محمد) امرأة زيد بن جدعان، روت عن عائشة، ويروي عنها: ابن زوجها: علي بن زيد، و (د ت ق)، ويقال: اسمها آمنة، ويقال: أمينة، من الثالثة.

(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه علي بن زيد، وهو متفق على ضعفه.

(قالت) عائشة: (لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة) مَقْفَلَهُ من خيبر (وهو صلى الله عليه وسلم (عروص بصفية بنت حيي) أي: قريب الزواج بها .. (جئن نساء الأنصار) بعدما استقبلوا عروس رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، وقوله:(نساء الأنصار) بدل من فاعل (جئن) نظير قوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} (1).

(فأخبرن) نساء الأنصار (عنها) أي: عن صفية؛ أي: تحدثن عن وصفها

(1) سورة الأنبياء: (3).

ص: 393

قَالَتْ: فَتَنَكَّرْتُ وَتَنَقَّبْتُ، فَذَهَبْتُ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَيْنِي فَعَرَفَنِي قَالَتْ: فَالْتَفَتَ فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ فَأَدْرَكَنِي فَاحْتَضَنَنِي فَقَالَ: "كَيْفَ رَأَيْتِ؟ "، قَالَتْ: قُلْتُ: أَرْسِلْ؛ يَهُودِيَّةٌ وَسْطَ يَهُودِيَّاتٍ.

===

وجمالها فيما بينهن (قالت) عائشة: (فتنكرت) أي: غيرت هيئتي ولباسي بحيث لا أُعْرَفُ؛ أي: حتى لا يعرفني أحد (وتنقبت) أي: نزلت خماري على جبهتي من النقاب؛ وهو ستر الوجه من فوق، ضد اللثام؛ وهو ستر الوجه من تحت.

(فذهبت) استقبالًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم (فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيني فعرفني، قالت) عائشة: (فالتفت) رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جوانبه (فـ) لما التفت (أسرعت المشي) قدامه (فأدركني) أي: لحقني (فاحتضنني) أي: جعلني تحت حاضنه؛ أي: تحت جنبه، والحاضن: ما بين الإبط والحقو (فقال) لي: (كيف رأيت) العروس هل هي جميلة أم لا؟

(قالت) عائشة: فـ (قلت) له صلى الله عليه وسلم: (أرسلـ) ها وطلقها؛ هذه (يهودية) تربَّتْ (وسط) أي: بين نساء (يهوديات) فلا تليق بك يا رسول الله.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، فدرجته: أنه ضعيف (4)(219)؛ لضعف سنده، ولا شاهد له، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث ابن عباس بحديث آخر لعائشة رضي الله تعالى عنهم، فقال:

ص: 394

(134)

- 1950 - (5) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الْبَهِيّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا عَلِمْتُ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيَّ زَيْنَبُ بِغَيْرِ إِذْنٍ وَهِيَ غَضْبَي،

===

(134)

- 1950 - (5)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر) بن الفرافصة بن المختار العبدي الكوفي، ثقة حافظ، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن زكريا) بن أبي زائدة خالد بن ميمون الوادعي الكوفي أبو يحيي، ثقة، من السادسة، مات سنة سبع أو ثمان أو تسع وأربعين ومئة (149 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن خالد بن سلمة) بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي الكوفي المعروف بالفأفاء، صدوق رمي بالإرجاء وبالنصب، من الخامسة، قُتِلَ سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ) حين زالت دولة بني أمية. يروي عنه:(م عم).

(عن) عبد الله بن يسار المعروف بـ (البهي) مولى مصعب بن الزبير، صدوق يخطئ، من الثالثة. يروي عنه:(م عم).

(عن عروة بن الزبير قال) عروة: (قالت عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(ما علمت) أي: بقيام الأزواج الطاهرات واستطالتهن واتفاقهن على في تخصيص الناس بالهدايا يومَ نوبة عائشة، وقد جاءت قَبْلَ ذلك؛ أي: قبل مجيء زينب بنت جحش فاطمةُ بإرسالهن لها، وكأنها ما صرحت بتمام الحقيقة، وعند مجيء زينب ظَهَرَ لها تمامُ الحقيقة؛ أي: ما علمت تشاورهن عليَّ (حتى دخلت على زينب) بنت جحش (بغير إذن) مني لها (وهي) أي: والحال أن زينب (غضبى) أي: ذات غضب على.

ص: 395

ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَحَسْبُكَ إِذَا قَلَبَتْ لَكَ بُنَيَّةُ أَبِي بَكْرٍ ذُرَيْعَتَيْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"دُونَكِ فَانْتَصِرِي"، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا حَتَّى رَأَيْتُهَا وَقَدْ يَبِسَ رِيقُهَا فِي فِيهَا مَا تَرُدُّ

===

(ثم) بعدما دخلت على (قالت) زينب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله؛ أَحَسْبُكَ) الهمزة فيه للاستفهام الإنكاري؛ أي: أيكفيك فعلُ عائشة ومباشرتُها (إذا قَلَبَتْ) ووضعت (بنيةُ أبي بكر) تصغير بنت، وهي فاعل قَلَبَت" (ذُرَيْعَتَيْهَا؟ ! ) أي: ذراعيها وساعديها على جَنْبَيْكَ؛ تثنيةُ ذُرَيعة، والذُرَيِّعةُ -بضم الذال المعجمة وتشديد ياء- تصغيرُ الذراع، ولحوق الهاء بها؛ لكونها مؤنثة معنىً، ثُمَّ ثَنَّتْها مصغرة وأُضيف إلى الضمير، وأرادَتْ بهما: ساعديها، كذا في "المجمع" و"النهاية"، وفي بعض الأصول بلا هاء التأنيث على الأصل.

و(إذا) في قوله: (إذا قلَبَتْ) ظرف زمان مجرد عن معنى الشرط، فتكون بمعنى: حين، والمعنى: أيكفيك يا رسول الله فِعْلُ عائشة ومباشرتُها؛ لشدة حبك لها لا تلتفت إلى غيرها، حين قلبت ووضعت ساعديها على جنبيك، ولا تنظر إلى غيرها؟ !

حينئذ قالت عائشة: (ثُمَّ) بعدما قالت لرسول الله ذلك الكلام (أقبلَتْ عليَّ) فسبَّتْني واستطالَتْ عليَّ (فأعرضت عنها) أي: أعرضت عن رد مشاتمتها؛ حياء من الرسول صلى الله عليه وسلم (حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم أي: أشارَ لي بقوله: (دونك) أي: خذي حقك عنها، وارددي عليها شتمها إياك (فانتصري) منها؛ أي: انتقمي منها شتمها إياك.

(فأقبلتُ عليها) بالشتم والانتقام منها (حتى) أسكتُها و (رأيتُها وقد يبس ريقها في فيها) أي: وقد يبس فمها عن ريقها، وعجزت عن مجاوبتي و (ما ترد

ص: 396

عَلَيَّ شَيْئًا، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ.

(135)

- 1951 - (6) حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيه، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ وَأَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،

===

على شيئًا) من الجواب (فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتهلل) ويستنير (وجهه) كالهلال حين أسكتها؛ فرحًا بذلك.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد.

* * *

ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث ابن عباس بحديث آخر لعائشة رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(135)

- 1951 - (6)(حدثنا حفص بن عَمْرو) بن ربال بن إبراهيم الرقاشي الربالي البصري، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(ق).

(حدثنا عمر بن حبيب) بن محمد العدوي (القاضي) البصري، ضعيف، من التاسعة، مات سنة ست أو سبع ومئتين (207 هـ). يروي عنه:(ق).

(قال) عمر: (حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه عمر بن حبيب العدوي، وهو متفق على تضعيفه، وكذبه ابن معين.

(قالت) عائشة: (كنت ألعب بالبنات) أي: باللعب المسمى بلعب البنات (وأنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؛ وهي التماثيل التي تلعب

ص: 397

فَكَانَ يُسَرِّبُ إِلَيَّ صَوَاحِبَاتِي يُلَاعِبْنَنِي.

===

بها الصبيات (فكان) صلى الله عليه وسلم (يسرب) من التسريب؛ أي: يبعث ويرسل (إلي صواحباتي) من بنات الأنصار، إذا خرج من عندي، حالة كونهن (يلاعبنني) أي: يلعبن معي بتلك البنات في بيته صلى الله عليه وسلم، قال في "النهاية": لعب البنات: هي التماثيل التي تلعب بها الصبيات.

قال القاضي عياض: فيه جواز اتخاذ اللعب وإباحته للجواري، وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ذلك فلم ينكره، قالوا: وسببه تدريبهن لتربية الأولاد وإصلاح شأنهن وبيوتهن.

قال النووي: ويحتمل أن يكون مخصوصًا من أحاديث النهي عن اتخاذ الصور؛ لما ذكر من المصلحة، ويحتمل أن يكون هذا منهيًا عنه، فكانت قضية عائشة ولعبها في أول الهجرة قبل تحريم الصور.

قال السيوطي في "حاشية النسائي": قلت: ويحتمل أن يكون ذلك؛ لكونهن دون البلوغ، فلا تكليف عليهن؛ كما جاز للولي إلباس الصبي للحرير. انتهى.

قلت: وهذا لا يتمشى على أصول علمائنا الحنفية؛ إذ ليس للولي عندهم الإلباس، وهذا هو الذي تدلط عليه الأحاديث؛ لما جاء النهيُ في صغار أهل البيت من تناول الصدقة، وكذا جاء النهي في الصغار عن الخمر. انتهى "سندي".

وقوله: (يسرب) - بتشديد الراء المكسورة - أي: يبعث ويرسل.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأدب، في باب الانبساط للناس، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب اللعب بالبنات، والنسائي في كتاب النِّكَاح، باب البناء بابنة تسع.

ص: 398

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به، ولكن سنده ضعيف، لما قد عرفت.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:

الأول للاستدلال، وأربعة للاستشهاد، وواحد للاستئناس.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 399