المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌شواهد لو 400 - وأنشد: ولو أنّما أسعى لأدنى معيشة … كفاني، - شرح شواهد المغني - جـ ٢

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌شواهد كأين

- ‌شواهد كذا

- ‌شواهد كأنّ

- ‌شواهد كل

- ‌فائدة: [العرجى]

- ‌فائدة: [بندار الأصبهاني]

- ‌فائدة: [السموأل]

- ‌فائدة: [قيس بن ذريح]

- ‌فائدة: [أبو الأسود الدؤلي]

- ‌شواهد كلا

- ‌فائدة: [عبد الله ابن الزّبعرى]

- ‌شواهد كيف

- ‌حرف اللام

- ‌[شواهد «ل»]

- ‌فائدة: [متمم بن نويرة]

- ‌فائدة: [قيس بن عاصم]

- ‌شواهد لا

- ‌فائدة: [النابغة الجعدي]

- ‌شواهد لات

- ‌شواهد لو

- ‌فائدة: [مهلهل]

- ‌شواهد لولا

- ‌شواهد لم

- ‌فائدة: [عبد يغوث بن صلاءة]

- ‌فائدة: [سراقة بن مرداس]

- ‌شواهد لما

- ‌فائدة: [الممزّق]

- ‌شواهد لن

- ‌شواهد ليت

- ‌شواهد لعل

- ‌فائدة: [قيس بن الملوّح]

- ‌شواهد لكنّ

- ‌شواهد لكن الساكنة

- ‌شواهد ليس

- ‌حرف الميم شواهد ما

- ‌فائدة: [أبو حية النميري]

- ‌شواهد من

- ‌شواهد من

- ‌شواهد مهما

- ‌شواهد مع

- ‌شواهد متى

- ‌شاهد منذ ومذ

- ‌حرف النون

- ‌شواهد التنوين

- ‌فائدة: [الأحوص]

- ‌فائدة: [شاعر ثالث يقال له الأحوص بن ثعلبة]

- ‌حرف الهاء شواهد هل

- ‌حرف الواو

- ‌شواهد وا

- ‌حرف الالف

- ‌حرف الياء

- ‌الكتاب الثاني

- ‌فائدة: [المسمون طرفة جماعة]

- ‌فائدة: [معن بن أوس]

- ‌الكتاب الثالث

- ‌الكتاب الرابع

- ‌الكتاب الخامس

- ‌فائدة: [عمران بن حطّان]

- ‌فائدة: [الشمردل بن عبد الله]

- ‌فائدة: [زفر بن الحارث]

- ‌فائدة: [دريد بن الصّمة]

- ‌الكتاب السادس

- ‌فائدة: [الفند]

- ‌الكتاب السابع

- ‌الكتاب الثامن

- ‌فائدة: [مزاحم بن الحارث]

- ‌فهرس مراجع التحقيق

الفصل: ‌ ‌شواهد لو 400 - وأنشد: ولو أنّما أسعى لأدنى معيشة … كفاني،

‌شواهد لو

400 -

وأنشد:

ولو أنّما أسعى لأدنى معيشة

كفاني، ولم أطلب، قليل من المال

ولكنّما أسعى لمجد مؤثّل

وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي

هذان من قصيدة لامرئ القيس، وقد مر شرحها في شواهد الباء (1).

401 -

وأنشد:

فلو كان حمد يخلد النّاس لم يمت

ولكنّ حمد النّاس ليس بمخلد

هو من قصيدة لزهير بن أبي سلمى يمدح بها هرم بن سنان، وأوّلها (2):

غشيت ديارا بالبقيع فثهمد

دوارس قد أقوين من أمّ معبد

ومنها:

إلى هرم هجيرها ووسيحها

تروّح من اللّيل التّمام وتغتدي

الى أن قال:

تقيّ نقيّ لم يكثّر غنيمة

بنهكة ذي قربى ولا بحقلّد

(1) انظر ص 342

(2)

شرح ديوانه 219 - 236 وانظر ص 267 - 268.

ص: 642

سوى ربع لم يأت فيه مخانة

ولا رهقا من عائذ متهوّد

فلو كان حمد يخلد النّاس لم يمت

ولكنّ حمد النّاس ليس بمخلد

ولكنّ منه باقيات وراثة

فأورث بنيك بعضه وتزوّد

تزوّد إلى يوم الممات فإنّه

ولو كرهته النّفس آخر موعد

وهو آخرها. البقيع وثهمد: موضعان. ودوارس: بالية. وأقوين: أقفرن.

والتّهجير: السير في الحرّ. والتوسيح: سرعة السير (1). والليل التمام: أطول الليل. وتغتدى: تسير بالغدو. والنّهكة: الظلم. والحقلد: السيء الخلق الضيق البخيل. وقد أورد المصنف هذا البيت في الكتاب شاهدا على العطف على

المعنى، فإنه في معنى ليس بمكثر. والربع: ما كان الملوك يأخذونه من الغنائم. والمخانة:

الخيانة. والرهق: الإثم. والعائذ: اللاجيء. والمتهوّد: التائب المطمئن الساكن.

402 -

وأنشد:

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي

بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا

لكنّ قومي وإن كانوا ذوي عدد

ليسوا من الشّرّ في شيء وإن هانا

تقدم شرحهما في إذا (2).

403 -

وأنشد:

ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا

ومن دون رمسينا من الأرض سبسب (3)

لظلّ صدى صوتي وإن كنت رمّة

لصوت صدى ليلى يهشّ ويطرب

هذان من قصيدة لأبي صخر الهذلي، وهما آخرها، ومطلعها:

(1) رواية الديوان: (تهجيرها ووسيجها) بالجيم المنقوطة.

(2)

كذا، انظر ص 68 - 69 والشاهد رقم 17

(3)

ديوان المجنون 85، ببعض الاختلاف. وفي الأغاني 2/ 20 (الدار) أبيات من القصيدة.

ص: 643

ألمّ خيال طارق متأوّب

لأمّ حكيم بعد ما نمت موصب

ونسبهما العيني في الكبرى لقيس بن الملّوح المجنون، وليس كذلك. قوله:

موصب: من الوصب. والأصداء: جمع صدى، وهو الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها، يقال: صم صداه وأصم الله صداه أي أهلكه. لأن الرجل إذا مات لم يسمع الصدى منه شيئا فيجيبه. والرمس: تراب القبر. وسبب:

بمهملتين مفتوحتين وموحدتين، أوّلهما ساكنة، المفازة. والرمّة: بكسر الراء وتشديد الميم، العظام البالية. والجمع: رمم ورمام. يقال: رم العظم يرم أي بلى. ويهش: من الهشاشة، وهي الارتياح والخفة للشيء.

404 -

وأنشد:

ولو أنّ ليلى الأخيليّة سلّمت

عليّ ودوني جندل وصفائح (1)

لسلّمت تسليم البشاشة أو زقا

إليها صدى من جانب القبر صائح

هذان من قصيدة لتوبة بن الحميّر، وأوّلها:

ألا هل فؤادي من صبا اليوم طافح

وهل ما وأت ليلى به لك ناجح

وهل في غد إن كان في اليوم علّة

سراح لما تلوي النّفوس الشّحائح

ولو أنّ ليلى الأخيليّة سلّمت

عليّ ودوني جندل وصفائح

ولو أنّ ليلى في السّماء لأصعدت

بطرفي إلى ليلى العيون الكواشح

ولو أرسلت وحيا إليّ عرفته

مع الرّيح في نوّارها المتناوح

لأغبط من ليلى بما لا أناله

ألا كلّ ما قرّت به العين صالح

(1) ابن عقيل 2/ 138 وانظر ص 590 من الشواهد.

ص: 644

سقتني بشرب المستضاف فصرّدت

كما صرّد اللّوح النّطاف الضّحاضح

فهل تبكني ليلى إذا متّ قبلها

وقام على قبري النّساء النّوائح

كما لو أصاب الموت ليلي بكيتها

وجاد لها جار من الدّمع سافح

وفتيان صدق قد وصلت جناحهم

على ظهر مغبرّ التّنوفة نازح

بمائرة الضّبعين معقودة النّسا

أمين القرى في مجفر غير جانح

وما ذكرتي ليلى على نأي دارها

بنجران إلّا التّرّهات الصّحاصح

الجندل: بفتح الجيم وسكون النون، الحجارة. والصفائح: الحجارة العراض تكون على القبور، وهي جمع صفيحة. وزقا: بالزاي والقاف، يقال زقا الصدى، يزقو: أي صاح. والصدى: بفتح الصاد المهملة، الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها (1). قوله:

ألا كلّ ما قرّت به العين صالح

قال التبريزي (2): إني قرير العين بأن أذكرها، وهذا القدر نافع.

أخرج أبو الفرج في الأغاني عن المدائني قال (3): أقبلت ليلى الأخيلية من سفر، فمرّت بقبر توبة ومعها زوجها، وهي في هودج لها، فقالت: والله لا أبرح حتى أسلّم على توبة. فصعدت أكمة عليها قبر توبة، فقالت: السلام عليك يا توبة، ثم حوّلت وجهها الى القوم فقالت: ما عرفت له كذبة قط قبل هذه.

قالوا: وكيف؟ قالت: أليس القائل:

ولو أنّ ليلى الأخيليّة سلّمت

عليّ ودوني جندل وصفائح

(1) انظر ص 644.

(2)

3/ 267

(3)

11/ 244 (الدار).

ص: 645

فما باله لم يسلّم عليّ كما قال!! وكانت الى جانب القبر بومة كامنة، فلمّا رأت الهودج واضطرابه فزعت وطارت في وجه الجمل، فنفر فرمى بليلى على رأسها فماتت من وقتها، فدفنت الى جانبه.

وأخرج المعافي بن زكريا في كتاب الجليس والأنيس، عن إبراهيم بن زيد النيسابوري قال: مرّت ليلى الأخيلية ومعها زوجها، فقال لها: يا ليلى هذا قبر توبة فسلمي عليه، قالت: وما تريد منه؟ قال: أريد تكذيبه، أليس هو الذي يقول:

ولو أن ليلي

البيتين. فو الله لا برحت أو تسلمي عليه، فقالت: السلام عليك يا توبة! فإذا طائر قد خرج من القبر حتى ضرب بصدرها، فشهقت شهقة فماتت فدفنت الى جنب قبره، فنبتت على قبرهما شجرتان فطالتا والتفتا.

405 -

وأنشد:

لا يلفك الرّاجيك إلّا مظهرا

خلق الكرام ولو تكون عديما

لم يسم قائله. ويلفك: بالفاء، من ألفى إذا وجد. والعديم: المعدم الذي لا يملك شيئا (1).

406 -

وأنشد:

قوم إذا حاربوا شدّوا مآزرهم

دون النّساء ولو باتت بأطهار (2)

هذا آخر قصيدة للأخطل يمدح بها قريشا ويخص آل سفيان بن حرب، وقبله:

إنّي حلفت بربّ الرّاقصات وما

أضحى بمكّة من حجب وأستار

وبالهدايا إذا احمرّت مدارعها

في يوم نسك وتشريق وتنحار

وما بزمزم من شمط محلّقة

وما بيثرب من عون وأبكار

(1) قال الأمير 1/ 209: (في نسخة: (الراجوك) بالجمع، وهو أنسب بوصل أل بالمضاف).

(2)

الكامل 236، والاغاني 15/ 81 - 82 (الثقافة).

ص: 646

لا ألجأتني قريش خائفا وجلا

وموّلتني قريش بعد إقتار

المنعمون بنو حرب وقد حدقت

بي المنيّة واستبطأت أنصاري

بهم تكشف عن أحيائها ظلم

حتّى ترفّع عن سمع وأبصار

قوم إذا حاربوا شدّوا مآزرهم

دون النّساء ولو باتت بأطهار

ومطلع القصيدة:

تغيّر الرّسم من سلمى بأجفار

وأقفرت من سليمى دمنة الدّار

407 -

وأنشد قول كعب:

أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل (1)

هو من قصيدة كعب بن زهير التي أولها: بانت سعاد (2). وأول البيت:

لقد أقوم مقاما لو يقوم به

أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل

لظلّ يرعد إلّا أن يكون له

من الرّسول بإذن الله تنويل (3)

قال المصنف في شرح القصيدة: في هذا البيت حذف سبعة أمور، أحدها:

جملة قسم، لأن (لقد) لا تكون إلا جواب القسم ملفوظ، نحو:(تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ). أو مقدر نحو: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ). ويروى: إني أقوم مقاما. الثاني: مفعول أرى، أي أرى ما لو يراه الفيل. والثالث والرابع:

ظرفان معمولان لأرى وأسمع، إن قدرا صفتين ثانية وثالثة لمقاما، أي أرى به وأسمع به، فإن قدر أرى حالا من ضمير أقوم، سقط هذان المحذوفان. الخامس والسادس:

جوابا (لو) الثانية و (لو) الثالثة، لأن قوله في البيت: لظل يرعد جواب للأولى، وهو دال على جواب لو الثانية المقدرة في صلة معمول أرى، ولو الثالثة الواقعة

(1) ديوانه 20

(2)

انظر الشاهد رقم 311 وص 524 - 529

(3)

ويروى:

لظل ترعد من وجد بوادره

إن لم يكن من رسول الله تنويل

ص: 647

في صلة مفعول أسمع. والسابع: مفعول يسمع، وهو عائد ما، وانتصاب مقاما على الظرفية المكانية. والجملة بعده صفة له، فأيهما أعملت أعطيت الآخر ضميره.

وقال الفرّاء: العمل لهما معا. وقال الكسائي: إذا أعملنا الأول أضمرنا في الثاني لأنه إضمار بعد الذكر في الحقيقة، وإذا أعملنا الثاني حذفنا فاعل الأول لأنه لا يجيز ما يراه البصريون من الإضمار قبل الذكر، ولا ما يجيزه الفرّاء من توارد عاملين على معمول واحد، وعلى قوله: ففي البيت حذف. الثامن (1). وبين يقوم ويسمع تنازع في المفعول وهو ما لو يسمع، إذ ليس المراد أرى ما لو يسمع الفيل، بل المراد أرى ما لو يراه الفيل لظل يرعد. وأسمع ما لو سمعه لظل يرعد. وفي البيت تضمين لأن الجواب في أوّل البيت الثاني، واللام في لظل رابطة للجواب الذي بعدها بلو.

وظل بمعنى صار. وأرعد الرجل ويرعد على بناء ما لم يسم فاعله. وقوله: لظل يرعد، مقتضى ثبوت الفعل ودوامه. قال: لا أرعد لم يقتض ذلك، ويرعد مبني للمفعول. يقال: أرعد فلان إذا أخذته الرعدة. ولك في اللام أربعة أوجه: أحدها:

أن تعلقها بيكون، إما على أنها تامة، أو على أنها ناقصة باستقرار محذوف منصوب، إما على الخبرية على تقدير النقصان، أو على الحالية على التمام أو النقصان.

والخبر الثالث: أن تعلقها بتنويل، وإن كان مصدرا لأنه لا ينحل، لأن والفعل، ولهذا قالوا في قوله:

نبّئت أخوالي بني يزيد

ظلما علينا لهم فديد (2)

إن ظلما يجوز أن يكون مفعولا لأجله عامله فديد. وكثير من الناس يذهل عن هذا فيمنع تقديم معمول المصدر مطلقا. وهذه الأوجه في كل من الظرفين، وحيث قدرت أحد الظروف حالا فهو في الأصل صفة لتنويل. والتنويل: العطية، والمراد به هنا الأمان.

408 -

وأنشد:

ما كان ضرّك لو مننت وربّما

منّ الفتى وهو المغيظ المحنق

(1) ذكر السيوطي ص 647 أن في البيت حذف سبعة أمور. وهنا يذكر الثامن.

(2)

سيأتي البيت في الباب الخامس في حذف الموصوف.

ص: 648

قائله قتيلة، وقيل ليلى بنت النّضر بن الحارث، من أبيات حين قتل النبي صلى الله عليه وسلم أباها صبرا عقب بدر، وأوّلها (1):

يا راكبا إنّ الأثيل مظنّة

من صبح خامسة وأنت موفّق

أبلغ بها ميتا فإنّ تحيّة

ما إن تزال بها الرّكائب تخفق

منّي إليك وعبرة مسفوحة

جادت بواكفها وأخرى تخفق

فليسمعنّ النّضر إن ناديته

إن كان يسمع ميّت أو ينطق

ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه

لله أرحام هناك تشقّق

أمحمّد ولأنت نجل نجيبة

من قومها والفحل فحل معرق

ما كان ضرّك لو مننت وربّما

منّ الفتى وهو المغيظ المحنق

لو كنت قابل فدية فلتأتين

بأعزّ ما يغلو لديك وينفق

فالنّضر أقرب من أصبت وسيلة

وأحقّهم إن كان عتق يعتق

أخرج أبو الفرج في الأغاني عن عمر بن شيبة قال (2): بلغنا أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لو سمعت هذا قبل أن أقتله ما قتلته. ويقال أن شعرها أكرم شعر موتورة وأعفه.

قوله: (يا راكبا) منادى غير معين دعت واحدا من الركبان. والأثيل: بضم الهمزة وفتح المثلثة وتحتية ساكنة ولام، موضع فيه قبر النضر (3). والمظنة: المنزل المعلم. ومن صبح خامسة: أي ليلة خامسة لليلة التي يبتدأ منها في المسير إلى

(1) الحماسة 3/ 17 - 18 وسيرة ابن سيد الناس 1/ 29 - 292،

(2)

الاغاني 1/ 19 (الدار).

(3)

الأثيل: بالصفراء بين ظهراني الأراك، وانظر البكري 109 و 836 والتبريزي 3/ 17

ص: 649

الأثيل. ومن كلامهم: إذا خرجت من هذا المكان فموضع كذا مظنة من عشية يوم كذا. ومفعول بلغ الثاني محذوف، أي تحيتي لدلالة ما بعده عليه. فإن التحيات أبدا تخفق بها الركائب وتبلغ أربابها. وإن زائدة بعد ما. والركوب: جمع ركوبة. والخفق: الإضطراب. ومنّي: متعلق بمضمر دل عليه أبلغ، أي أوصل.

وعبرة: عطف على المفعول المضمر. ومسفوحة: مصبوبة. وجادت لماتحها: أي أجابت داعيها وساعدت

مستقيها. والجملة صفة عبرة، وأصله المائح المستقى.

وأخرى: عطف على عبرة. وتخفق: صفة أخرى، أي وأد إليه عبرة أخرى قد خنقتني وهي في الطريق لم توجد. قولها: (ظلت

الى آخره) تحسر منها لما جرى على أبيها، تريد صارت سيوف اخوانه تتناوله بعد أن كانت تذب عنه. ثم قالت كالمستعطفة والمتعجبة: لله أرحام وقرابات في ذلك المكان قطعت. والعامل في (هناك) ينفق، وهو في موضع الأرحام. واللام في لله للتعجب، وهم إذا عظموا شيئا نسبوه إليه تفخيما لأمره. ومحمد: منادى نوّن للضرورة. والواو من:

(ولأنت) عاطفة للجملة ومفيدة معنى الحال، وكذا من قولها والفحل. والمعنى:

أنت كريم الطرفين. يقال: هو عريق في الكرم إذا كان متناهيا. والمدعو له قولها:

(ما كان

البيت) و (ما) تحتمل الإستفهام والنفي. ورب هنا: للتقليل.

والمغيظ: اسم مفعول من غيظ. والمحنق: كذلك من الحنق. والوسيلة: القرابة.

ويعتق: على حذف ان والباء. وكان: تامة، أي وأحقهم إن وقع عتق بأن يعتق.

فحذف الباء أوّلا ثم أن.

409 -

وأنشد:

وربّما فات قوما جلّ أمرهم

من التّأنّي، وكان الحزم لو عجلوا

هذا من قصيدة للقطامي يمدح بها عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان أوّلها (1):

إنّا محيّوك فاسلم أيّها الطّلل

وإن بليت وإن طالت بك الطّيل

(1) من قصيدة في جمهرة اشعار العرب 288 - 291 عدها من المشوبات.

وليس الشاهد مذكور من ضمنها.

ص: 650

وما هداني لتسليم على دمن

بالغمر، غيرهنّ الأعصر الأول

والنّاس من يلق خيرا قائلون له

ما يشتهي، ولأمّ المخطئ الهبل

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته

وقد يكون مع المستعجل الزّلل

وربّما فات قوما بعض أمرهم

من التّأنّي وكان الحزم لو عجلوا

والعيش، لا عيش إلّا من تقرّ له

عين، ولا حال إلّا سوف ينتقل

ومنها:

أمّا قريش فلن تلقاهم أبدا

إلّا وهم خير من يحفى وينتعل

قوم هم أمراء المؤمنين وهم

رهط الرّسول فما من بعده رسل

ومنها:

فقلت للرّكب لمّا أن علا بهم

من عن يمين الحبيّا نظرة قبل

ألمحة من سنا برق رأى بصر

أم وجه عالية اختالت بها الكلل

وقوله: (من عن يمين الحبيا) استشهد به النحاة على مجئ عن إسما، ولذا جرت بمن. والحبيّا: بضم الحاء المهملة وفتح الموحدة وتشديد التحتية مقصور، مصغر لا تكبير له، اسم موضع بالشام. ويقال: نظرة قبل، بفتح القاف والباء، إذا لم يتقدمها نظر. واختالت: بخاء معجمة، تبخرت. والكلل: بكسر الكاف، جمع كلة، ستر رقيق.

410 -

وأنشد:

تجاوزت أحراسا عليها ومعشرا

عليّ حراصا لو يسرّون مقتلي (1)

(1) الديوان 13، والخزانة 4/ 496

ص: 651

هو من معلقة امرئ القيس المشهورة (1)، وقبله:

وبيضة خدر لا يرام خباؤها

تمتّعت من لهو بها غير معجل

وبعده:

إذا ما الثّريّا في السّماء تعرّضت

تعرّض أثناء الوشاح المفصّل

فجئت وقد نضت لنوم ثيابها

لدى السّتر إلّا لبسة المتفضّل

فقالت: يمين الله ما لك حيلة

وما إن أرى عنك العماية تنجلي

خرجت بها نمشي تجرّ وراءنا

على أثرينا ذيل مرط مرجّل

البيضة: كناية عن المرأة. وقوله: تجاوزت أحراسا استشهد به سيبويه في شرح الفصيح على أن التفاعل قد يكون من واحد ويكون متعدّيا. وتعرّضت:

انتصبت. والوشاح: القلادة. والمفصل: الذي بين كل لؤلؤتين منه خرزة.

ونضت: خلعت. قال الجوهري: نضى ثوبه إذا خلعه، وأنشد البيت: ولبسة، بكسر اللام، هيئة اللباس. والمتفضل:

اللابس ثوبا واحدا. واستشهد ابن أم قاسم في شرح الألفية بقوله: (وقد نضت) على أن الجملة الحالية إذا كانت ماضية تصدر وقد استشهد المصنف في التوضيح بقوله: لنوم، على أن العلة اذا لم تقارن الفعل تجرّ باللام ولا ينتصب نصب المفعول له، لأن النوم لم يقارن نضو الثياب. وقوله:

خرجت بها

البيت. أورده المصنف في الباء. قال المبرد في الكامل (2): قد أكثروا في الثريا بمثل قول امرئ القيس:

إذا ما الثّريّا في السّماء تعرّضت

تعرّض أثناء الوشاح المفصّل

(1) سبق منها أبيات ص 20 و 96 و 97 و 360 و 451 و 463 و 558

(2)

ص 741

ص: 652

وهي لا تقارب معناه ولا سهولة ألفاظه.

ولبس عباءة وتقرّ عيني

أحبّ إليّ من لبس الشّفوف (1)

411 -

وأنشد: قال ابن عساكر فى تاريخه: قرأت فى كتاب لبعض الشاميين جمعه في الحنين الى الأوطان، قال: أنا أحمد بن محمد البغدادي، حدثنا أبو بكر بن دريد قال: تزوّج معاوية بن أبي سفيان ميسون بنت بحدل الكلبية أم يزيد، وحملت إلى دمشق فحنت ذات ليلة الى البادية فأنشأت تقول:

لبيت تخفق الأرواح فيه

أحبّ إليّ من قصر منيف

وكلب ينبح الطّرّاق عنّي

أحبّ إليّ من قطّ ألوف

وبكر يتبع الأظعان صعب

أحبّ إليّ من بغل زفوف

ولبس عباءة وتقرّ عيني

أحبّ إليّ من لبس الشّفوف

وخرق من بني عمّي نحيف

أحبّ إليّ من علج عليف

فلما سمعها معاوية قال: جعلتني علجا. وطلقها وألحقها بأهلها.

الأرواح: جمع ريح. وتخفق: تضطرب. ومنيف: عال. والطرّاق: جمع طارق، وهو الذي يأتي بالليل. وبكر: بفتح الباء، الفتى من الإبل. والأظعان:

جمع ظعينة وهي المرأة في الهودج. وبغل: زفوف: مسرع، وهو بفتح الزاي وضم الفاء الأولى، من الزفيف، وهو

ضرب من المشي. واللبس واللباس، بمعنى مصدران. وقيل: اللباس جمع لبس. والعباءة: بالمدّ، شملة الصوف ونحوها.

(1) ابن عقيل 1/ 272، والخزانة 3/ 592 وامالي ابن الشجري 1/ 251 وسيبويه 1/ 426

ص: 653

وقال: الحربي كساء مخطط، والجمع عباء. ويقال في المفرد أيضا: عباءة.

وتقرّ: بفتح القاف، من قرّت العين. وأما في المكان فبكسرها. وقيل: هما بالفتح، وروى بالرفع والنصب. فالأول على أن الجملة حالية من فاعل لبس، المقدر: أي لبس عباءة قارّة عيني. والثاني: على إضمار أن بتأويل مصدر معطوف على المصدر المذكور. واشتقاق قرّت العين إما من القرّ بمعنى البرد ضد الحرّ، أو البرد بمعنى النوم. أو من القرار وهو السكون. لأن العين إذا قرّت بشيء سكنت عن الطموح إلى غيره. والشفوف: بضمتين، الثياب الرقاق. قال ابن سيدة: سميت بذلك لأنها تشف عن ماوارته من البدن. وقال ابن يسعون:

عندي إنها سميت بذلك لفضلها وجودتها، من قولهم: لهذا على هذا شف، أي شفوف. وزيادة فضل، وواحد الشفوف شف: بفتح الشين وكسرها. والخرق:

السخيّ من الرجال. والعلج: قيل الصلب، وقيل الصلب الشديد، وقيل ذو اللحية. ولا يقال للغلام إذا كان أمرد علج. يقال: استعلج الرجل اذا خرجت لحيته. والعليف: باللام، السمين. ويروى:(عنيف) بالنون، من العنف ضدّ الرفق. ويروى: غليف، بالغين المعجمة، أي يغلّف لحيته بالغالية. وزاد الدميري في الأبيات:

وأصوات الرّياح بكلّ فجّ

أحبّ إليّ من نقر الدّفوف

وأكل كسيرة في كسر بيتي

أحبّ إليّ من أكل الرّغيف

وزاد بعضهم في الأبيات قولها:

خشونة عيشتي في البدو أشهى

إلى نفسي من العيش الظّريف

فما أبغي سوى وطني بديلا

وحسبي ذاك من وطر شريف

412 -

وأنشد:

فلو نبش المقابر عن كليب

فيخبر بالذّنائب أيّ زير (1)

(1) شعراء الجاهلية 168 - 170 وفيه: (ولو تشر المقابر

لأخبر)

ص: 654

بيوم الشّعثمين لقرّ عينا

وكيف لقاء من تحت القبور؟

هذان من قصيدة لمهلهل يرثي بها أخاه كليبا، وأوّلها:

أليلتنا بذي حسم أنيري

إذا أنت انقضيت فلا تحوري

فإن يك بالذّنائب طال ليلي

فقد أبكي من اللّيل القصير

وأنقذني بياض الصّبح منها

لقد أنقذت من شرّ كثير

كأنّ كواكب الجوزاء عود

معطّفة على ربع كسير

تلألأ واستقلّ لها سهيل

يلوح كقمّة الجبل الفدير (1)

وتحنو الشّعرتان إلى سهيل

كفعل الطّالب القذف الغيور

كأنّ النّجم إذ ولّى سحيرا

فصال جلن في يوم مطير

ذو حسم: بضم الحاء وفتح السين، اسم موضع (2). وأنيري: من الانارة.

ولا تحوري: من حار إذا رجع. والذّنائب: بفتح الذال المعجمة، ثلاث هضبات بنجد بها قبر كليب المذكور (3)

ومعنى البيت: ان كان طال ليلي بهذا الموضع لقتل أخي، فقد كنت أستقصر الليل وهو حيّ. والعوذ: الحديثات النتائج، واحدها عائذ. سميت بذلك لأن أولادها تعوذ بها. والربع: ما نتج في الربيع.

بقول: كأن كواكب الجوزاء فوق حديثات النتاج، عطفت على ربع مكسور فهي

(1) في شعراء الجاهلية 17 برواية:

وتحنو الشعريان الى سهيل

يلوح كقمة الجبل الكبير

(2)

كذا ضبطه السيوطي، وفي معجم ما استعجم 446 بضم أوله وثانيه واستشهد بالبيت والذي يليه، وكذا ضبط في الاصمعيات 173 والامالي 2/ 130

(3)

وكذا ضبطه البكري في معجمه 446 و 615، والبيت في تاج العروس وضبط في الاصمعيات بكسر الذال المشددة. وانظر يوم الذنائيب في العقد الفريد 5/ 218

ص: 655