المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌شواهد لولا 428 - وأنشد: فو الله لولا الله تخشى عواقبه … - شرح شواهد المغني - جـ ٢

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌شواهد كأين

- ‌شواهد كذا

- ‌شواهد كأنّ

- ‌شواهد كل

- ‌فائدة: [العرجى]

- ‌فائدة: [بندار الأصبهاني]

- ‌فائدة: [السموأل]

- ‌فائدة: [قيس بن ذريح]

- ‌فائدة: [أبو الأسود الدؤلي]

- ‌شواهد كلا

- ‌فائدة: [عبد الله ابن الزّبعرى]

- ‌شواهد كيف

- ‌حرف اللام

- ‌[شواهد «ل»]

- ‌فائدة: [متمم بن نويرة]

- ‌فائدة: [قيس بن عاصم]

- ‌شواهد لا

- ‌فائدة: [النابغة الجعدي]

- ‌شواهد لات

- ‌شواهد لو

- ‌فائدة: [مهلهل]

- ‌شواهد لولا

- ‌شواهد لم

- ‌فائدة: [عبد يغوث بن صلاءة]

- ‌فائدة: [سراقة بن مرداس]

- ‌شواهد لما

- ‌فائدة: [الممزّق]

- ‌شواهد لن

- ‌شواهد ليت

- ‌شواهد لعل

- ‌فائدة: [قيس بن الملوّح]

- ‌شواهد لكنّ

- ‌شواهد لكن الساكنة

- ‌شواهد ليس

- ‌حرف الميم شواهد ما

- ‌فائدة: [أبو حية النميري]

- ‌شواهد من

- ‌شواهد من

- ‌شواهد مهما

- ‌شواهد مع

- ‌شواهد متى

- ‌شاهد منذ ومذ

- ‌حرف النون

- ‌شواهد التنوين

- ‌فائدة: [الأحوص]

- ‌فائدة: [شاعر ثالث يقال له الأحوص بن ثعلبة]

- ‌حرف الهاء شواهد هل

- ‌حرف الواو

- ‌شواهد وا

- ‌حرف الالف

- ‌حرف الياء

- ‌الكتاب الثاني

- ‌فائدة: [المسمون طرفة جماعة]

- ‌فائدة: [معن بن أوس]

- ‌الكتاب الثالث

- ‌الكتاب الرابع

- ‌الكتاب الخامس

- ‌فائدة: [عمران بن حطّان]

- ‌فائدة: [الشمردل بن عبد الله]

- ‌فائدة: [زفر بن الحارث]

- ‌فائدة: [دريد بن الصّمة]

- ‌الكتاب السادس

- ‌فائدة: [الفند]

- ‌الكتاب السابع

- ‌الكتاب الثامن

- ‌فائدة: [مزاحم بن الحارث]

- ‌فهرس مراجع التحقيق

الفصل: ‌ ‌شواهد لولا 428 - وأنشد: فو الله لولا الله تخشى عواقبه …

‌شواهد لولا

428 -

وأنشد:

فو الله لولا الله تخشى عواقبه

لزعزع من هذا السّرير جوانبه

قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب الأشراف، حدثني أبي عن محمد ابن اسحق، عن سليمان بن جبير، مولى ابن عباس، وقد أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما زلت أسمع حديث عمر هذا انه خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة، وكان يفعل ذلك كثيرا، فمرّ بامرأة مغلقة عليها بابها، وهي تقول، فاستمع لها عمر:

تطاول هذا اللّيل تسري كواكبه

وأرّقني أن لا ضجيع ألاعبه

فو الله لولا الله لا شيء غيره

لحرّك من هذا السّرير جوانبه

وبتّ ألاهي غير بدع ملعّن

لطيف الحشا لا يحتويه مصاحبه

يلاعبني طورا وطورا كأنّما

بدا قمرا في ظلمة اللّيل حاجبه

يسرّ من كان يلهو بقربه

يعاتبني في حبّه وأعاتبه

ولكنّني أخشى رقيبا موكّلا

بأنفسنا لا يفتر الدّهر كاتبه

ثم تنفست الصعداء، وقالت: لهان على ابن الخطاب وحشتى، في بيتي، وغيبة زوجي عني، وقلة نفقتي؟ فقال عمر: يرحمك الله! فلما أصبح بعث إليها بنفقة

ص: 668

وكسوة وكتب إلى عامله يسرّح إليها زوجها.

وقال مالك بن أنس في الموطأ عن عبد الله بن دينار: ان عمر بن الخطاب خرج من الليل فسمع امرأة تقول:

تطاول هذا اللّيل واسودّ جانبه

وأرّقني أن لا خليل ألاعبه

فو الله لولا الله إنّي أراقبه

لزلزل من هذا السّرير جوانبه

فقال عمر بن الخطاب: كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت حفصة: ستة أشهر أو أربعة. فقال عمر: لا أحبس أحدا من الجيش أكثر من أربعة أشهر.

429 -

وأنشد:

تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم

بني ضوطرى لولا الكميّ المقنّعا (1)

هذا من قصيدة طويلة لجرير يردّ بها على الفرزدق، أوّلها (2):

أقمنا وربّتنا الدّيار ولا أرى

كمربعنا بين الحنيّين مربعا

ألا حبّ بالوادي الّذي ربّما نرى

به من جميع الحيّ مرأى ومسمعا

ومنها:

بني مالك إنّ الفرزدق لم يزل

فلوّ المخازي مذ لدن أن تيفّعا

ومنها:

تركت له القينين قيني مجاشع

ولا يأخذان النّصف شتّى ولا معا

(1) ابن عقيل 1/ 143، والخزانة 1/ 461، وهو في ديوان جرير 338.

والكامل 239، وامالي ابن الشجري 1/ 250 وفيه (عقر البيت).

(2)

الديوان 333

ص: 669

ورأيت في تفسير ابن المنذر نسبة هذا البيت إلى الأشهب بن رميلة (1). عقر: من عقرت الناقة، إذا عقر قبتها لئلا تبرح لما يرام من نحوها. والنيب: بكسر النون وسكون التحتية وموحدة، جمع ناب، وهي الناقة التي نصف سنها. وقال الجوهري:

هي المسنة من النوق، وأصله فعل بضم الفاء وسكون العين، وإنما كسرت النون لتسلم الميم. قيل: سميت نابا

لطول نابها. والضوطرى: الحمقاء، وزنها فو على كالحوزلى (2). والكميّ: بفتح الكاف وكسر الميم وتشديد التحتية، الشجاع الذي لا يكتم. وقيل: الذي يكمي شجاعته، أي يخفيها. والمقنّع: بضم الميم وفتح القاف وتشديد النون وعين مهملة، الذي عليه مغفر أو بيضة. قال البطليوسي (3):

كان غالب أبو الفرزدق فاخر سحيم بن وثيل الرياحي في نحر الإبل والإطعام، حتى نحر مائة ناقة، فنحر سحيم ثلاثمائة ناقة، وقال للناس: شأنكم بها. فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: مما أهلّ لغير الله فلا يأكل أحد منها شيأ. فأكلتها السباع والطير والكلاب. وكان الفرزدق يفتخر بذلك في شعره، فقال جرير: ليس الفخر في عقر النوق والجمال، إنما الفخر بقتل الشجعان والأبطال.

430 -

وأنشد:

عاف تغيّر إلّا النّؤي والوتد (4)

(1) في الكامل 239: (نسب لجرير، وقيل للأشهب بن رميلة). وفي الخزانة 1/ 463: (بيت الشاهد نسبه ابن الشجري في أماليه للاشهب بن رميلة، وكذا غيره، والصحيح أنه من قصيدة لجرير لاخلاف بين الرواة أنها له). وفي ابن الشجري 1/ 250: (كقول الشاعر:

عقر البيت).

(2)

في الخزانة 1/ 462: (وبنو ضوطري: منادي، قال ابن الأثير في المرصع: بنو ضوطرى، ويقال فيه: أبو ضوطرى: هو ذم وسب. وأنشد البيت، وقال: وضوطرى: هو الرجل الضخم اللئيم الذي لا غناء عنده، وكذلك القنوطر والضيطر. ومثله في سفر السعادة، وزاد ضياطرا، وقال: وجمع ضيطار ضياطره.

وقال حمزة بن الحسين: العرب تقول: يا ابن ضوطر، أي يا ابن الأمة. وقال اللخمي: الضوطر: المرأة الحمقاء).

(3)

انظر الخزانة 1/ 462 - 463، وذيل الامالي 52 - 54.

(4)

ديوان الاخطل 168، والبيت من قصيدة يمدح عبد الله ويزيد بن معوية، وهي في الديوان 167 - 176 وفيه: (

منها منزل).

ص: 670

هو للأخطل وصدره:

وبالصّريمة منهم منزل خلق

الصريمة: بفتح المهملة وكسر الراء، اسم موضع، وهي في الاصل كل رملة انصرمت من معظم الرمل. وخلق: بفتحتين، بال، يستوي فيه المذكر والمؤنث.

وعاف: دارس. والنؤيّ بضم النون وسكون الهمزة ثم ياء تحتية: حفرة تكون حول الخباء لئلا يدخل ماء المطر، ويجمع على نؤيّ: بضم النون وكسر الهمزة وتشديد الياء، وعلى نئيّ: بكسر النون. وقوله: (منهم) حال من منزل (1).

وقيل: من تغير. وخلق وعاف صفتان لمنزل. وكذا تغير صفة له أخرى. وإلا النؤى: استثناء من الضمير في تغير، على طريق الإبدال، وان كان غير موجب، إلا انه في معنى لم يبق على حالة فأجرى مجرى النفي. وقد استشهد المصنف على ذلك.

431 -

وأنشد:

ألا زعمت أسماء أن لا أحبّها

فقلت: بلى، لولا ينازعني شغلي (2)

هذا مطلع قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي، وبعده:

جزيتك ضعف الودّ لمّا اشتكيته (3)

وما إن جزاك الضّعف من أحد قبلي

فإن تزعميني كنت أجهل فيكم

فإنّي شريت الحلم بعدك بالجهل

فقال صحابي: قد غبنت وخلتني

غبنت، فلا أدري أشكلهم شكلي؟

على أنّها قالت: رأيت خويلدا

تنكّر حتّى عاد أسود كالجذل

(1) قوله: (منهم) جار ومجرور في محل النصب من الحال من منزل.

والتقدير: حال كونه متخلفا منهم، فيكون المتعلق محذوفا. وقد قيل إنه يتعلق بقوله: تغير، وفيه بعد

(2)

الخزانة 1/ 498، وديوان الهذليين 1/ 34

(3)

كذا بالاصل، وفي الديوان:(لما شكيته)، ويروى (لما استبنته).

ص: 671

فتلك خطوب قد تملّت شبابنا

قديما فتبلينا المنون وما نبلي

وتبلي الأولى يستلئمون على الأولى

تراهنّ يوم الرّوع كالحداء القبل

قال المصنف في شواهده: ينازعني مبتدأ بتقدير أن، ولولا، كلمتان، يعني لو لم. وجواب لولا، أو لو لم، محذوف (1). وقوله: تزعميني

البيت. أورده المصنف في الكتاب الثاني شاهدا على أن الجملة وقعت مفعولا ثانيا لظنّ. وتزعميني:

تظنيني كنت أجهل في اتباعي لك. وشريت هنا: بمعنى اشتريت. وإنما قالوا له مغبون: في بيعه الجهل بالحلم. لأنهم كانوا معه على الجهل، فقال هو: بل إن الغابن ولا أدري أهم على ما أنا عليه أم لا. والمعنى: أطريقهم طريقي أم غيرها، فحذف أم ومعطوفها كقوله:

فما أدري أرشد طلابها

وخويلد: اسم أبي ذؤيب. وتنكر: تغير. والجدل بكسر الجيم وسكون الذال المعجمة أصل الشجرة. وقيل: العود اليابس. وخطوب: جمع خطب، وهو الأمر العظيم. وتملت: استمتعت، يقال: تمليت عمري أي استمتعت به. والمنون:

الدهر، لأنه يمن قوى الانسان، أي ينقصها. ويكون بمعنى الموت، لأنه يقطع الحياة، من قوله تعالى:(لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) * يقول: إن حوادث الدهر أكلت شبابنا قديما، وتمتعت به، وانما تبلينا وما نبليها نحن، وأنها تبلي القوم الذين

(1) في الديوان: (ينازعني: يجاذبني. يقول: لو يخلّيني شغلي وما أريد يشير الى ان جواب (لولا) في البيت الآتي. ولم يشرح السيوطى البيت: (جزيتك ضعف الود). ذكر الأصمعي ان ابا ذؤيب لم يصب في قوله: (ضعف الود) في هذا البيت. وانما كان ينبغى ان يقول: (ضعفي الود) وانما يريد أضعفت لك الود (انظر اللسان مادة ضعف). والوجه في تخطئ الأصمعي لأبي ذؤيب انه اراد بضعف الشيء مثله. فإذا جزاها مثل ودها لم يفعل شيئا. قال في اللسان: الضعف في كلام العرب على ضربين:

احدهما المثل. والآخر أن يكون في تضعيف الشيء. وهذا الاخير هو الذي يستقيم عليه البيت.

ص: 672

يستلئمون، أي يلبسون لأمة الحرب ويركبون على الخيل التي تراها في يوم الفزع، لخفتها في السير وشدة عدوها، كأنها حداء، وهي الطير المعروف، والمفرد حدأة، كعنب وعنبة. والقبل: بضم القاف وسكون الموحدة، التي في عينها قبل، بفتحتين، أي حول، وهو اقبال سواد كل من العينين على الآخر، وذلك لتقلب أعينهنّ من شدة طيرانهنّ وفزعهنّ. وقد استشهد النحاة بالبيت الأخير على استعمال الاولى لجمع المذكر والمؤنث بدليل ما عاد على كل منهما من ضميره. وأورد المصنف قوله:

فإن تزعميني

البيت، في الكتاب الثاني على أن زعم تنصب مفعولين، واستشهد به ابن مالك وغيره.

شرح شواهد المغني م - 43

ص: 673