المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌شواهد لن 446 - وأنشد: لن تزالوا كذلكم ثمّ لا زل … - شرح شواهد المغني - جـ ٢

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌شواهد كأين

- ‌شواهد كذا

- ‌شواهد كأنّ

- ‌شواهد كل

- ‌فائدة: [العرجى]

- ‌فائدة: [بندار الأصبهاني]

- ‌فائدة: [السموأل]

- ‌فائدة: [قيس بن ذريح]

- ‌فائدة: [أبو الأسود الدؤلي]

- ‌شواهد كلا

- ‌فائدة: [عبد الله ابن الزّبعرى]

- ‌شواهد كيف

- ‌حرف اللام

- ‌[شواهد «ل»]

- ‌فائدة: [متمم بن نويرة]

- ‌فائدة: [قيس بن عاصم]

- ‌شواهد لا

- ‌فائدة: [النابغة الجعدي]

- ‌شواهد لات

- ‌شواهد لو

- ‌فائدة: [مهلهل]

- ‌شواهد لولا

- ‌شواهد لم

- ‌فائدة: [عبد يغوث بن صلاءة]

- ‌فائدة: [سراقة بن مرداس]

- ‌شواهد لما

- ‌فائدة: [الممزّق]

- ‌شواهد لن

- ‌شواهد ليت

- ‌شواهد لعل

- ‌فائدة: [قيس بن الملوّح]

- ‌شواهد لكنّ

- ‌شواهد لكن الساكنة

- ‌شواهد ليس

- ‌حرف الميم شواهد ما

- ‌فائدة: [أبو حية النميري]

- ‌شواهد من

- ‌شواهد من

- ‌شواهد مهما

- ‌شواهد مع

- ‌شواهد متى

- ‌شاهد منذ ومذ

- ‌حرف النون

- ‌شواهد التنوين

- ‌فائدة: [الأحوص]

- ‌فائدة: [شاعر ثالث يقال له الأحوص بن ثعلبة]

- ‌حرف الهاء شواهد هل

- ‌حرف الواو

- ‌شواهد وا

- ‌حرف الالف

- ‌حرف الياء

- ‌الكتاب الثاني

- ‌فائدة: [المسمون طرفة جماعة]

- ‌فائدة: [معن بن أوس]

- ‌الكتاب الثالث

- ‌الكتاب الرابع

- ‌الكتاب الخامس

- ‌فائدة: [عمران بن حطّان]

- ‌فائدة: [الشمردل بن عبد الله]

- ‌فائدة: [زفر بن الحارث]

- ‌فائدة: [دريد بن الصّمة]

- ‌الكتاب السادس

- ‌فائدة: [الفند]

- ‌الكتاب السابع

- ‌الكتاب الثامن

- ‌فائدة: [مزاحم بن الحارث]

- ‌فهرس مراجع التحقيق

الفصل: ‌ ‌شواهد لن 446 - وأنشد: لن تزالوا كذلكم ثمّ لا زل …

‌شواهد لن

446 -

وأنشد:

لن تزالوا كذلكم ثمّ لا زل

ت لهم خالدا خلود الجبال

هذا من قصيدة طويلة للأعشى يمدح بها الأسود بن المنذر بن امرئ القيس بن النعمان، أوّلها (1):

ما بكاء الكبير بالأطلال

وسؤالي وما يردّ سؤالي (2)

دمنة قفرة تعاورها الصّي

ف بريحين من صبا وشمال

لات هنّا ذكرى جبيرة أم من

جاء منها بطائف الأهوال

ومنها في وصف ناقته:

وتراها تشكو إليّ وقد

كانت طليحا تحذ صدور الفعال (3)

الى أن قال:

لا تشكّي إليّ من ألم النّس

ع ولا من حفا ولا من كلال

لا تشكّي إليّ وانتجعي الأس

ود أهل النّدى وأهل الفعال

(1) ديوانه 3 ق 1

(2)

في الديوان: (فهل ترد سؤالي).

(3)

في الديوان: (تحذى صدور النّعال).

ص: 684

فرع جود يهتزّ في غصن المج

د كثير النّدى عظيم الجمال

عنده البرّ والتّقى وأسى الشّ

قّ وحمل المضلّع الأثقال

وصلات الأرحام قد علم النّا

س وفكّ الأسرى من الأغلال

وهوان النّفس الكريمة للذّك

ر إذا ما التقت صدور العوالي

ووفاء إذا أجرت فما عزّ

ت حبال وصلتها بحبال

وعطاء إذا سئلت إذا العذ

رة كانت عطيّة البخّال

أريحيّ صلت يظلّ له القو

م ركودا قيامهم للهلال

إن يعاقب يكن غراما وإن يع

ط جزيلا فإنّه لا يبالي

ومنها:

ربّ رفد هرقته ذلك اليو

م وأسرى من معشر أقيال

وشيوخ حربى بشطّي أريك

ونساء كأنّهنّ السّعالي

وشريكهنّ في كثير من الما

ل وكانا محالفي إقلال

قسما الطّارف المعاد من المل

ك فآبا كلاهما ذو مال (1)

لن يزالوا كذلكم ثمّ لا زل

ت لهم خالدا خلود الجبال

كلّ عام تقود خيلا إلى خي

ل دفاقا غداة غبّ الصّقال

(1) في الديوان: (

الطارف التليد من الغنم).

ص: 685

وهذا آخر القصيدة (1).

قوله: (ما بكاء الكبير) يريد نفسه، وهو استفهام تعجب. والباء بمعنى في.

والأطلال: جمع طلل، وهو ما شخص من أعلام الدار. وقوله:(وما يردّ سؤالي) يعني وأي شيء يجدي على سؤالي الطلل. والعرب تقول للرجل يحزن أو يتأسف:

أي شيء يردّ عليك أسفك. والدمنة: آثار الناس، وما سردوا، وهي مثل الأبعار والسرجين وما أشبهها. والقفرة: التي لا أنيس بها. ويروى (دمنة قفرة) بالرفع على ان (ما) في (وما يردّ سؤالي) نافية لا استفهامية، فهي فاعل يردّو بالنصب مفعول به لسؤالي. وبالجر بدل من الأطلال. وتعاورها الصيف: اختلفت عليها رياحه. ولات هنا: أي ليس

وقت ذكرها. وجبيرة: اسم امرأة. قالوا: وفي البيت استفهام مقدر: أي الجبيرة تذكر أم من جاء منها، يعني طيفها الطارق له في منامه، وطائف الأهوال: هو الخيال، كأنه رآها في النوم وهي غضبى فارتاع لذلك.

قوله: (وقد كانت طليحا) كانت هنا بمعنى صارت. والطليح: المعيبة. والنسع:

السير المضفور من الأدم. وأصل النجعة: طلب الكلأ. والحمال: بفتح المهملة، ما حمل من الأمور. والأسى: مصدر أسوت الجرح. والأريحيّ: الذي يرتاح للندى. والصلت: الواسع الجبين ليس بأغم والغرام الملازم، ومنه:(إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً). قوله: (رب رفد) أي قتلت أشرافا كانت لهم أموال فأخذت أموالهم فكفيت أرفادهم. والرفد: القدح الضخم.

447 -

وأنشد:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم

حتّى أوسّد في التّراب دفينا (2)

هو من قصيدة لأبي طالب قالها في النبيّ صلى الله عليه وسلم.

أخرج ابن اسحق والبيهقي في الدلائل، عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخس،

(1) آخر القصيدة كما في الديوان، البيت: لن يزالوا

، أما البيت:

كل عام

فهو البيت رقم 62 من القصيدة وعدة أبيات القصيدة في الديوان 75 بيتا.

(2)

تاريخ أبي الفداء 1/ 120

ص: 686

أن قريشا أتت أبا طالب فكلمته في النبيّ صلى الله عليه وسلم، فبعث إليه فقال:

يا ابن أخي، إنّ قومك قد جاؤني فقالوا كذا وكذا، فأبق عليّ وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق أنا ولا أنت، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك؟ فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قد بدل العهد فيه، وأنه خاذله ومسلمه، فقال: يا عمّ، لو وضعت الشمس في يميني، والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه، ثم استعبر رسول الله فبكى. فلما ولى قال له حين رأى ما بلغ الأمر برسول الله: يا ابن أخي، امض على أمرك وافعل ما أحببت، فو الله لا أسلمك لشيء أبدا. وقال أبو طالب في ذلك:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم

حتّى أوسّد في التّراب دفينا

فامض لأمرك ما عليك غضاضة

أبشر وقرّ بذاك منك عيونا

ودعوتني وزعمت أنّك ناصح (1)

ولقد صدقت وكنت قبل أمينا

وعرضت دينا قد عرفت بأنّه (2)

من خير أديان البريّة دينا

لولا الملامة أو حذار سبّة

لوجدتني سمحا بذاك مبينا

448 -

وأنشد:

فلن يحل للعينين بعدك منظر (3)

هو لكثيّر عزة، وصدره:

أيادي سبا يا عزّ ما كنت بعدكم

قال أبو حيان في النهر: أيادي سبا، اتخذه الناس مثلا مضروبا في التفريق والتمزيق.

(1) في أبي الفداء: ودعوتني وعلمت أنك صادق.

(2)

في أبي الفداء: ولقد علمت بأن دين محمد ..

(3)

ديوانه 1/ 60، وقوله: فلن يحل، هو من باب علم في المنظر ومن باب غزا في الطعم، ومصدرهما الحلاوة.

ص: 687

449 -

وأنشد البيت:

لن يخب الآن من رجائك من

حرّك من دون بابك الحلقه

قال البطليوسي في شرح الكامل: روى الحسن عن إسماعيل، عن سليمان بن موسى، عن جعفر بن محمد قال: بلغني أن أعرابيا دخل المدينة، فبينا هو يجول في أزقتها إذ مر بباب الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فلما عرف الدار أنشأ يقول:

لن يخب الآن من رجاك ومن

حرّك من دون بابك الحلقه

أنت جواد وأنت معتبر

أبوك مذ كان قاتل الفسقه

لولا الّذي كان من أوائلكم

كانت علينا الجحيم منطبقه

فسمعه الحسين وهو يصلي، فأوجز في صلاته، ثم خرج، فإذا هو بأعرابي في أسمال فقال: رويدا يا أعرابي، ثم نادى: يا قنبر، ما معك من النفقة؟ قال: ألف درهم، قال: فائت بها فقد جاء من هو أحق بها منا، ثم أخذها من قنبر فصيرها في إحدى بردتين كانتا عليه، ثم دفعها للأعرابي من داخل الباب، وقال:

خذها فإنّي إليك معتذر

واعلم بأنّي عليك ذو شفقه

لو كان في سيرنا الغداة عصا

كانت سمانا عليك مندفقه

لكن رأيت الزّمان ذا غير

والكفّ منّا قليلة النّفقه

فأخذها الأعرابي وقال:

مطهّرون نقيّات جيوبهم

تجري الصّلاة عليهم أينما ذكروا

فأنتم أنتم الأعلون إنّ لكم

أمّ الكتاب وما جاءت به السّور

ص: 688

من لم يكن علويّا حين تنسبه

فلن يكون له في النّاس مفتخر

قال البطليوسي: وجزم الأعرابي بلن (1)، وذكر اللحياني أن ذلك لغة لبعض العرب يجزمون بالنواصب وينصبون بالجوازم. وسكن النحويون لام الحلقة وفتحها الأعرابي. قال ابن جني. يقال حلقة حديد، وحلقة من الناس، بسكون اللام، والجمع حلق، بفتح اللام. وحكى عن يونس حلقة وحلق بفتح اللام.

وقال أبو عمرو الشيباني: ليس في كلامهم حلقة بفتح اللام، إلا في جمع حالق، انتهى.

(1) وكسر باء (يخب) للساكنين.

ص: 689