الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شاهد منذ ومذ
541 -
وأنشد:
وربع عفت آثاره منذ أزمان
تقدّم شرحه في شواهد (حتى) ضمن قصيدة امرئ القيس (1).
542 -
وأنشد:
أقوين مذحجج ومذ دهر (2)
هذا من قصيدة ابن أبي سلمى، يمدح بها هرم بن سنان، وأوّلها:
لمن الدّيار بقنّة الحجر
…
أقوين مذ حجج ومذ دهر
لعب الزّمان بها وغيّرها
…
بعدي سوافي المور والقطر
قفرا بمندفع النّحائت من
…
ضفوى أولات الضّال والسّدر
دع ذا وعدّ القول في هرم
…
خير البداة وسيّد الحضر
تالله قد علمت سراة بني
…
ذبيان عام الحبس والأصر
(1) انظر الشاهد رقم 183 ص 374 و 375
(2)
ديوان زهير 86 والخزانة 4/ 126.
أن نعم معترك الجياد إذا
…
خبّ السّعير وسابئ الخمر
ولنعم حشو الدّرع أنت إذا
…
دعيت نزال ولجّ في الذّعر
حامي الذّمار على محافظة ال
…
جلّى أمين مغيّب الصّدر
حدب على المولى الضّعيف إذا
…
نابت عليه نوائب الدّهر
ومرهّق النّيران يحمد في ال
…
لأواء غير ملعّن القدر
ويقيك ما وقّى الأكارم من
…
حوب تسبّ به ومن غدر
وإذا برزت به برزت إلى
…
صافي الخليقة طيّب الخبر
متصرّف للحمد معترف
…
للنّائبات يراح للذّكر
جلد يحثّ على الجميع إذا
…
كره الظّنون جوامع الأمر
فلأنت تفري ما خلقت وبع
…
ض القوم يخلق ثمّ لا يفري
ولأنت أشجع حين تتّجه ال
…
أبطال من ليث أبى أجر
ورد عراض السّاعدين حدي
…
د النّاب بين ضراغم غثر
يصطاد أحدان الرجال فما
…
تنفكّ أجريه على ذخر
والسّتر دون الفاحشات وما
…
يلقاك دون الخير من ستر
أثني عليك بما علمت وما
…
سلّفت في النّجدات والذّكر
لو كنت من شيء سوى بشر
…
كنت المنوّر ليلة البدر
القنّة: بضم القاف وتشديد النون، أعلى الجبل. والحجر: بكسر الحاء وسكون الجيم، قال أبو عمرو: ولا أعرف إلا حجر ثمود، ولا أدري هل هو ذاك أم لا؟ وحجر اليمامة: غير ذاك، مفتوح. وأقوين: خلين. وحجج: جمع حجة (1).
وسوافي: بالمهملة، جمع سافية، من سفت الرياح تسفى. والمور: بضم الميم وآخره راء، التراب. والقطر: المطر. والمندفع: حيث يندفع الماء. والنحائت:
بنون وحاء مهملة، آبار في موضع معروف يقال لها النحائت، وليس كل آبار تسمى النحائت. وضفوى: بالضاد المعجمة، وسكون الفاء، موضع بأرض غطفان. والضال: بالمعجمة ولام خفيفة، السدر البري. قوله:(دع ذا) خطاب لنفسه. قال المفضل: جرت عادة الشعراء أن يقدموا قبل المدح تشبيبا ووصف إبل ونحو ذلك، فكان زهير همّ بذلك ثم قال لنفسه: دع هذا الذي هممت به واصرف قولك الى مدح هرم. والبداة: أهل البادية. والحضر: بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد، أهل الحاضرة (2). والحبس والأصر، بمعنى (3). ومعترك الجياد:
مزدحمهم (4). وسابيء الخمر: بالهمزة، مشتريها (5). ولجّ: من اللجاجة.
والذعر: بضم الذال المعجمة وسكون العين المهملة، الخوف والفزع (6). والجلي:
بضم الجيم وتشديد اللام، العظمى (7). و (أمين مغيب الصدر): أي لا يضمر إلا
(1) ويروى: (من حجج ومن دهر) كما في الديوان ورواية أبي عمرو:
(من حجج ومن شهر) وأبي عبيدة: (مذ حجج ومذ شهر).
(2)
وفي الديوان: (خير الكهول).
(3)
رواية الديوان:
تالله ذا قسما لقد علمت
…
ذبيان).
(4)
رواية الديوان: (معترك الجياع)، ويروى أيضا:
(إذا حبّ القتار)
(5)
وبعد هذا البيت كما في الديوان:
ولنعم مأوى القوم قد علموا
…
ان عضهم جل من الأمر
(6)
وقد ورد البيت في الاصل:
دعيت نزال ولج الخمر في الذعر
ويروى البيت أيضا بلفظ:
ولأنت أشجع من أسامة إذا دعيت ....
وروى أبو عمرو بعده هذا البيت:
ولنعم كافي من كفيت ومن
…
تحمل له يحمل على ظهر
(7)
في شرح الديوان: (قال الأصمعي: الجلى: الخصلة العظمى، والجمع جلل. وقال غيره: الجلي: جماعة العشيرة، ويقال:
هي البلية النازلة العظيمة).
الخير. وحدب: بفتح الحاء وسكون الدال المهملتين، مشفق. والضعيف:
يروى بدله (الضّريك) أي المحتاج. ومرهق النيران: تغشى نيرانه، ويدنى منها. واللواء: الشدة. وغير ملعّن القدر: بمعنى لا يسب قدره لأنه يطعم.
والأكارم: الكرام. والحوب: بضم المهملة، الإثم. ومتصرف الحمد: يتصرف في كل خير يحمد عليه. ومعترف للنائبات: صابر لها. ويراح للذكر: يستخف لأن يفعل شيأ يذكر به. و (جلد يحث على الجميع): على التآلف والإجتماع. والظنون الذي ليس يوثق بما عنده. وجوامع الأمر: الذي يجمع الناس عليه. فرى وتفرى، بالفاء، من الفرى، وهو القطع. وخلقت: أي قدرت. وأجر: جمع جرو.
والضراغم: جمع ضرغام، وهو الأسد. وغثر: بضم المعجمة وسكون المثلثة، جمع اغثر، وهو الأغبر. وأحدان: جمع واحد، وأصله وحدان، أبدل الواو همزه، والنجدات: جمع نجدة، وهي الشدة. في البيان للجاحظ (1): قال المهدي لرجل من بني عبد الرحمن بن سمرة: أنشدني قصيدة زهير التي أولها:
لمن الدّيار بقنّة الحجر
فأنشده، فقال المهدي: ذهب من يقول مثل هذا! فقال السّمري: وذهب والله من يقال فيه مثل هذا؟
وفي الدلائل لأبي نعيم: كان عمر بن الخطاب كثيرا ما ينشد قول زهير:
لو كنت من شيء سوى بشر
…
كنت المنوّر ليلة البدر (2)
ويقول: كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم.
تنبيه:
قال بعض الشارحين لأبيات الجمل: زعم بعض النقلة أن هذا البيت ليس لزهير، لأنه لم يعرف في بلاد العرب موضع يقال له:(الحجر) بالألف واللام، وإنما هو
(1) 2/ 202 - 203
(2)
في الديوان: (كنت المنير لليلة).
حجر، وهي قصبة اليمامة، اسم علم لا تدخله الألف واللام، إلا ان يقول قائل إن زهيرا انما أراد بقنة حجر، ثم زاد الألف واللام، وهو يريد سقوطها على حدّ قوله:
يا ليت أمّ العمرو كانت صاحبي
وقال البطليوسي: الأبيات الثلاثة التي في أوّل هذه القصيدة لم يصح أنها لزهير.
وقد روى أن هرون الرشيد قال للمفضل بن محمد: كيف بدأ زهير بقوله:
دع ذا وعدّ القول في هرم
ولم يتقدم قبل ذلك شيء ينصرف عنه. فقال المفضل: قد جرت عادة الشعراء بأن يقدموا قبل المديح نسيبا، ووصف إبل وركوب فلوات، ونحو ذلك. فكان زهيرا همّ بذلك، ثم قال لنفسه: دع هذا الذي هممت به مما جرت به العادة، واصرف قولك إلى مدح هرم، فهو أولى من صرف إليه القول ونظم، وأحق من بدئ بذكره الكلام وختم؛ فاستحسن الرشيد قوله. وكان حماد الراوية حاضرا، فقال:
يا أمير المؤمنين، ليس هذا أوّل الشعر، ولكن قبله:
لمن الدّيار بقنّة الحجر
وذكر الأبيات الثلاثة. فالتفت الرشيد الى المفضل وقال: ألم تقل إن (دع ذا
…
)، أوّل الشعر، فقال: ما سمعت بهذه الزيادة إلا يومي، ويوشك أن تكون مصنوعة.
فقال الرشيد لحماد: أصدقني، فقال: يا أمير المؤمنين، أنا زدت فيه هذه الأبيات.
فقال الرشيد: من أراد الثقة والرواية الصحيحة فعليه بالمفضل، ومن أراد الاستكثار والتوسع فعليه بحماد. وقال وكيع في الغرر: حدثني الحارث بن محمد، حدثني أبو الحسن المدائني قال: دخلت بنت زهير بن أبي سلمى على عائشة، وعندها بنت هرم بن سنان، فسألت بنت زهير، فقالت بنت هرم: من أنت؟ قالت: أنا بنت زهير، قالت: أو ما أعطى أبي أباك ما أغناكم؟ قالت: إن أباك أعطى أبي ما فنى، وإن أبي أعطى أباك ما بقي. وأنشدت بنت زهير:
وإنّك إن أعطيتني ثمن الغنى
…
حمدت الّذي أعطيت من ثمن الشّكر
وإن يفن ما تعطيه في اليوم أوغد
…
فإنّ الّذي أعطيك يبقى على الدّهر
543 -
وأنشد:
ما زال مذ عقدت يداه إزاره (1)
وتمامه:
فسما فأدرك خمسة الأشبار
هو للفرزدق من قصيدة يمدح بها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، وقبله:
وإذا الرّجال رأوا يزيد رأيتهم
…
خضع الرّقاب نواكس الأبصار
وإذا الرّجال جشأن طامن جشأها
…
ثقة له بحماية الأوثار
ما زال مذ عقدت يداه إزاره
…
فسما فأدرك خمسة الأشبار
يدني كتائب من كتائب تلتقي
…
للطّعن يوم تجاول وغوار
ويروى:
يدني خوافق من خوافق تلتقي
…
في ظلّ مغتبط الغبار مثار
الخضع: جمع خضوع، وهو الاستحذاء والانقياد. وجشأن: أي نهضن وارتفعن، يقال جشأت نفسه، أي نهضت للخروج، ارتفعت. وطامن جشأها: أي سكّنه
(1) ديوان الفرزدق 378.
وقرّره. والإزار: المئزر. وسما: ارتفع. والكتائب: الجيوش. والتجاول:
الجولان في القتال والخوض في حومته. والغوار: المغاورة. والخوافق: الرايات، جمع خافقة. ومغتبط الغبار: يعني موضعا لم يقاتل عليه ولم يثر فيه غبار قبل ذلك حتى أثاره ذلك الممدوح. يقال من ذلك: اغتبط الأرض، إذا حفرت منها موضعا لم يحفر فيها قبل ذلك. والمثار: المهيج المجرى. وقوله: فأدرك خمسة الاشبار، قال بعض الشارحين لأبيات الجمل: يقال للرجل الكامل الذي قد بلغ الغاية في الفضائل:
أدرك خمسة الاشبار، وهو مثل. وسما: علا. وأدرك: نال، فكأنه يقول: ما زال كاملا فاضلا مذ عقدت يداه إزاره، يعني بإزاره مجده وفخره. وخمسة الاشبار:
مفعول على هذا بأدرك، وكأنهم إنما قالوا للكامل: أدرك خمسة الأشبار عندهم، تخيلوا فيه الخير والشرّ. وقال الأعلم: هذا باطل لا يعرف، وإنما أراد الشاعر: أنه مذ ترعرع وانتهى مدة خمسة أشبار، وهي ثلثا قامة الرجل، توسم فيه الخير وتبينت فيه النجابة والفضل، ولذلك قال:
مذ عقدت يداه إزاره
…
فسما
لأن الطفل الصغير جدا لا يأتزر ولا يحسن عقد إزاره إن حاوله. ومعنى سما:
نما جسمه واشتد. وقد قيل: أراد بقوله خمسة الاشبار، طول السيف، لأنه منتهى طوله في الاكثر. وقال البطليوسي: معنى سما: ارتفع وشب. ومعنى فأدرك خمسة الاشبار: ارتفع وتجاوز حدّ الصبي، لأن الفلاسفة زعموا ان المولود إذا ولد لتمام مدة الحمل، ولم تعتره آفة في الرحم، فإنه يكون مدة ثمانية أشبار، من شبر نفسه، فإذا تجاوز الصبي أربعة أشبار فقد أخذ في الترقي الى غاية الكمال. وزعم قوم إنه أراد الخيزرانة التي كانت الخلفاء يحبسونها بأيديهم. وخبر ما زال قوله (يدني) كدائب، انتهى. وفي شرح شواهد الإيضاح لابن يسعون: والإزار هنا قيل على حقيقته، أي لم يزل مذ بلغ من السنّ والقدر الى احسان عقد الإزار أمير كتائب.
ويعمل عوامل وقواضب، وقيل: كني بعقد الإزار عن شدّة لما يحتوي عليه من اكتساب المجد. قال ابن يسعون: والأول أصح. وخمسة الأشبار نصب بأدرك،
أي بلغ قدر خمسة الاشبار المعلومة، لمنتهى حدّ الصغار. ومن كلام بعض الخلفاء:
أيما غلام بلغ خمسة أشبار فالهمته قبيلته. وقال ابن دريد: غلام خماسي قد أيفع.
قال ابن يسعون: ويجوز نصبه نصب الظرف، لقوله فسما: أي فعلا مقدار خمسة الاشبار، وقيل: يعني بخمسة الاشبار، السيف، لأنه الأغلب في السيوف الموصوفة بالكمال. وقيل: هي عبارة عن خلال المجد الخمسة: العقل
والعفة والعدل والشجاعة والوفاء، وكانت معروفة عندهم هذا العدد. وعلى هذين القولين لا يكون خمسة إلا مفعولا به لأدرك، وعلى السيف لابد من تقدير ذي، أي بلغ أعمال ذي خمسة الأشبار، ويجوز نصب خمسة نعتا لإزاره أو بدلا منه أو عطف بيان، انتهى.
وزعم كثير أن معنى البيت: لم يزل منذ نشأ مهيبا فائزا بالمعالي حتى مات فأقبر في لحد هو خمسة أشبار. وهو بعيد من الخمسة المقصودة.
والبيت استشهد به المصنف هنا على ايلاء مذ الجملة الفعلية. واستشهد في التوضيح بعجزه على إنه إذا أضيف العدد الى ما فيه أل جرّد المضاف منها، خلافا لما أجازه الكوفيون من قولهم الخمسة الأشبار والثلاثة الأبواب.
544 -
وأنشد:
وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع
تقدّم شرحه في شواهد اللام ضمن قصيدة الأعشى (1).
(1) انظر ص 577 من قصيدة الشاهد رقم 345 وص 577 الشاهد رقم 268 وص 704.