المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الواو 563 - وأنشد: فأصبح لا يسألنه عن بما به (1) والبيت - شرح شواهد المغني - جـ ٢

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌شواهد كأين

- ‌شواهد كذا

- ‌شواهد كأنّ

- ‌شواهد كل

- ‌فائدة: [العرجى]

- ‌فائدة: [بندار الأصبهاني]

- ‌فائدة: [السموأل]

- ‌فائدة: [قيس بن ذريح]

- ‌فائدة: [أبو الأسود الدؤلي]

- ‌شواهد كلا

- ‌فائدة: [عبد الله ابن الزّبعرى]

- ‌شواهد كيف

- ‌حرف اللام

- ‌[شواهد «ل»]

- ‌فائدة: [متمم بن نويرة]

- ‌فائدة: [قيس بن عاصم]

- ‌شواهد لا

- ‌فائدة: [النابغة الجعدي]

- ‌شواهد لات

- ‌شواهد لو

- ‌فائدة: [مهلهل]

- ‌شواهد لولا

- ‌شواهد لم

- ‌فائدة: [عبد يغوث بن صلاءة]

- ‌فائدة: [سراقة بن مرداس]

- ‌شواهد لما

- ‌فائدة: [الممزّق]

- ‌شواهد لن

- ‌شواهد ليت

- ‌شواهد لعل

- ‌فائدة: [قيس بن الملوّح]

- ‌شواهد لكنّ

- ‌شواهد لكن الساكنة

- ‌شواهد ليس

- ‌حرف الميم شواهد ما

- ‌فائدة: [أبو حية النميري]

- ‌شواهد من

- ‌شواهد من

- ‌شواهد مهما

- ‌شواهد مع

- ‌شواهد متى

- ‌شاهد منذ ومذ

- ‌حرف النون

- ‌شواهد التنوين

- ‌فائدة: [الأحوص]

- ‌فائدة: [شاعر ثالث يقال له الأحوص بن ثعلبة]

- ‌حرف الهاء شواهد هل

- ‌حرف الواو

- ‌شواهد وا

- ‌حرف الالف

- ‌حرف الياء

- ‌الكتاب الثاني

- ‌فائدة: [المسمون طرفة جماعة]

- ‌فائدة: [معن بن أوس]

- ‌الكتاب الثالث

- ‌الكتاب الرابع

- ‌الكتاب الخامس

- ‌فائدة: [عمران بن حطّان]

- ‌فائدة: [الشمردل بن عبد الله]

- ‌فائدة: [زفر بن الحارث]

- ‌فائدة: [دريد بن الصّمة]

- ‌الكتاب السادس

- ‌فائدة: [الفند]

- ‌الكتاب السابع

- ‌الكتاب الثامن

- ‌فائدة: [مزاحم بن الحارث]

- ‌فهرس مراجع التحقيق

الفصل: ‌ ‌حرف الواو 563 - وأنشد: فأصبح لا يسألنه عن بما به (1) والبيت

‌حرف الواو

563 -

وأنشد:

فأصبح لا يسألنه عن بما به (1)

والبيت قال العيني: لم يسم قائله. وتمامه:

أصعّد في علوّ الهوى أم تصوّبا

أصعد: أي ارتقى. أم تصوّبا: أي أم نزل. والبيت استشهد به على تأكيد عن بالباء تأكيدا لفظيا لأنهما يستعملان في معنى واحد، فيقال: سألت به وسألت عنه.

564 -

وأنشد:

على ربعين مسلوب وبال

هو لابن ميادة وأوّله:

أمن طلل بمدفع ذي طلال

أمحى جديده قدم اللّيالي

بكيت وما بكا رجل حزين

على ربعين مسلوب وبالي

قال الزمخشري: ذو طلال: واد بأعلى السربة. أمحى: أبلى. المسلوب:

(1) الخزانة 4/ 162، والبيت في المغني من شواهد هل.

ص: 774

الذي قوّضت أخبيته وابتزت عمده. والبالي الذي ذهبت آثاره. ومسلوب وبال:

بدل من ربعين. ويروى (وما بكا رجل نزيع) أي منتزع وبال كالمسلوب.

565 -

وأنشد:

[إنّ الرّزيّة لا رزيّة مثلها

فقدان مثل محمّد ومحمّد] (1)

قال المبرد في الكامل (2): كان الحجاج رأى في منامه أن عينيه قلعتا فطلّق الهندين: هندا بنت المهلّب، وهندا بنت أسماء بن خارجة، فلم يلبث أن جاءه نعيّ أخيه من اليمن في اليوم الذي مات فيه ابنه محمد، فقال: هذا والله تأويل رؤياي، ثم قال: إنّا لله وإنّا اليه راجعون، محمد ومحمد في يوم واحد:

حسبي بقاء الله من كلّ ميّت

وحسبي رجاء الله من كلّ هالك

إذا كان ربّ العرش عنّي راضيا

فإنّ شفاء النّفس فيما هنالك

وقال: من يقول شعرا يسليني به؟ فقال الفرزدق:

إنّ الرّزيّة لا رزيّة مثلها

فقدان مثل محمّد ومحمّد

ملكان قد خلت المنابر منهما

أخذ الحمام عليهما بالمرصد

فقال: لو زدتني! فقال الفرزدق:

إنّي لباك على ابني يوسف جزعا

ومثل فقدهما للدّين يبكيني

ما سدّ ميت ولا حيّ مسدّهما

إلّا الخلائف من بعد النّبيّين (3)

566 -

وأنشد:

وزجّجن الحواجب والعيونا (4)

هذا من قصيدة للراعي وصدره:

(1) مزيدة. والشعر للفرزدق وهو في ديوانه ص 190.

(2)

ص 449.

(3)

في الكامل: (ما سد حيّ ولا ميت).

(4)

الخزانة 3/ 73 وشعر الراعي 156، والعيني 3/ 91.

ص: 775

وهزّه نسوة من حيّ صدق

وقيل صدره:

إذا ما الغانيات برزن يوما

وبعده:

أنحن جمالهنّ بذات غسل

سراة اليوم يمهدن الكدونا (1)

ومطلع القصيدة:

أبت آيات حبّي أن تبينا

لنا خبرا وأبكين الحزينا (2)

الغانيات: جمع غانية، وهي المرأة التي غنيت بجمالها عن الحليّ. وبرزن: ظهرن.

وزججن: بزاي وجيمين، يقال: زججت المرأة حاجبها دققته، وطوّلته. والزجج:

دفة في الحاجبين وطول. والرجل أزج. وذات غسل: بكسر الغين المعجمة وسكون السين المهملة ولام، اسم موضع (3). وقيل: إنه قرية بين اليمامة والساج (4).

وسراة اليوم. وسطه، وسراة كل شيء: وسطه. وكدون بالضم، جمع كدن، وهو ما توطأ به المرأة مركبها من كساء ونحوه.

567 -

وأنشد:

وألفى قولها كذبا ومينا

قال محمد بن سلام الجمحي (5): هو لعدي بن زيد، وأوّلها:

ففاجأها، وقد جمعت فيوجا

على أبواب حصن مصلتينا

(1) معجم ما استعجم 998 والبلدان 3/ 802 و 4/ 204 واللسان (كدن)

(2)

ليس هذا البيت في شعر الراعي، والقطعة فيه من ثلاث أبيات أولها:

وأظعان طلبت بذات لوث

يزيد رسيمها سرعا ولينا

(3)

في البكري: موضع ديار بني اسد.

(4)

كذا، ولعلها:(النباج).

(5)

الطبقات 62 - 63.

ص: 776

فقدّمت الأديم لراهشيه

وألفى قولها كذبا ومينا

قال: وفي قافيته الإسناد. وقال المفضل: في روايته (كذبا مبينا): فرارا من الاسناد، والرواية هي الاولى. انتهى.

568 -

وأنشد:

عليك ورحمة الله السّلام (1)

قال البطليوسي: لا أعلم قائله. قال: ونسبه قوم للأحوص، وصدره:

ألا يا نخلة من ذات عرق

قال التدمري: وبعده:

سألت النّاس عنك فأخبروني

هنا من ذاك يكرهه الكرام

وليس بما أحلّ الله بأس

إذا هو لم يخالطه الحرام

قال التدمري: ويروى بدله قوله:

عليك ورحمة الله السّلام

برود الظّلّ شاعكم السّلام (2)

أي ملاكم السلام. وذات عرق: موضع بالحجاز. والنخلة هنا: كناية عن المرأة، كما كنى عنها الآخر بالسرحة وهي الشجرة في قوله:

أبى الله إلّا أنّ سرحة مالك

(1) الخزانة 1/ 192 و 312

(2)

كذا، وفي الخزانة 1/ 192 وامالي ثعلب 239:

الا يا نخلة من ذات عرق

برود الظل شاعكم السلام

ص: 777

569 -

وأنشد:

كما النّاس مجروم عليه وجارم

تقدّم شرحه في شواهد الكاف (1).

570 -

وأنشد:

وقالوا: نأت فاختر من الصّبر والبكا

فقلت: البكا أشفى إذا لغليلي

تقدّم شرحه في شواهد اللام ضمن قصيدة كثير (2).

571 -

وأنشد:

على الحكم المأتيّ يوما إذا قضى

قضيّته أن لا يجور ويقصد (3)

572 -

وأنشد:

بأيدي رجال لم يشيموا سيوفهم

ولم تكثر القتلى بها حين سلّت

هو للفرزدق (4). قال المبرد في الكامل (5): هذا بيت طريف جدّا عند أصحاب المعاني، وتأويله لم يشموا: لم يغمدوا، ولم تكثر القتلى، أي لم يغمدوا سيوفهم إلا وقد كثرت القتلى بها حين سلّت (6).

573 -

وأنشد:

ولبس عباءة وتقرّ عيني

أحبّ إليّ من لبس الشّفوف

(1) انظر الشاهد رقم 92 ص 202 والشاهد رقم 283 ص 500 - 501

(2)

انظر 581، وفي المغني: (فاختر لها

)

(3)

البيت لأبي اللحام التغلبي كما في الخزانة 3/ 613

(4)

ديوانه 139

(5)

ص 265

(6)

يريد ان الواو في قوله: (ولم تكثر القتلى) للحال، فمعناه لم يغمدوها والقتلى بها لم تكثر، وانما يغمدونها بعد أن تكثر القتلى بها.

ص: 778

تقدّم شرحه في شواهد لو (1).

574 -

وأنشد:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم (2)

المشهور أنّ هذا البيت لأبي الاسود الدؤلي، وقد تقدمت القصيدة التي هو منها بتمامها في حرف اللام (3). وقد وقع

في قصيدة للمتوكل بن عبد الله اللّيثي، فعزاه بعضهم إليه. فأما أن يكون من توارد الخواطر، أو سرقة منه، فإنه متأخر عنه، كان في عهد يزيد بن معاوية، والقصيدة المذكورة أوّلها (4):

للغانيات بذي المجاز رسوم

فببطن مكّة عهدهنّ قديم (5)

ومنها:

لا تتّبع سبل السّفاهة والخنا

إنّ السّفيه معنّف مشتوم

وأقم لمن صافيت وجها واحدا

وحليفة إنّ الكريم يؤوم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

وإذا رأيت المرء يعير نفسه

والمحصنات فما لذاك حريم

ومعيّري بالفقر قلت له اقتصد

إنّي أمامك في الزّمان قديم

قد يكثر النّكس المقصّر همّه

ويقلّ مال المرء وهو كريم

(1) انظر الشاهد رقم 411 ص 653.

(2)

الخزانة 3/ 617، وابن عقيل 2/ 126، وحماسة البحتري 173، والاغاني 12/ 160 (الدار).

(3)

انظر الشاهد رقم 341 ص 570 - 572.

(4)

انظر الاغاني 12/ 160 (الدار).

(5)

ذو المجاز: موضنع سوق بعرفة، وماء لهذيل بعرفة.

ص: 779

تريك أمكنة إذا لم أرضها

حمّال أضغان بهنّ غشوم

ومنها:

تلقى الدّنيّ يذمّ من ينوي العلا

جهلا ومتن قناته موصوم

فعل المنافق ظلّ يأبن ذا النّهى

في دينه ونفاقه معلوم

وقال شارع أبيات الايضاح: اختلف في هذا البيت اختلافا كثيرا، فنسب لأبي الاسود الدؤلي. وقيل: هو لأبي جهينة المتوكل بن نهشل بن مسافع الليثي. ورأيت في تاريخ ابن عساكر بسنده الى ابن رواحة: إنه للطّرّماح. وفي شواهد من للزمخشري: إنه لحسان. وقيل: للأخطل، ونسبه الحاتمي لسابق البربري. وبه جزم الآمدي في المؤتلف والمختلف. قال الشارح المذكور: والصحيح عندي كونه لأبي الأسود وللمتوكل. وقد رأيته في قصيدة

كل منهما. قال الحاتمي: هذا البيت أشرف بيت في تجنب إتيان ما ينهى عنه. وقوله: (عار) خبر مبتدأ مقدر، أي ذلك عار و (عليك) صفة عار. وعظيم: نعت بعد نعت، والعامل في إذا إما متعلق الجار أو عظيم.

575 -

وأنشد:

وو الله لولا تمره ما حببته (1)

وتمامه:

وكان أدنى من عبيد ومشرق

وقبله:

أحبّ أبا مروان من أجل ماله

وأعلم أنّ الرّفق بالمرء أرفق

(1) البيت في اللسان (حبب) منسوب لعيلان بن شجاع.

ص: 780

قال الشيخ بهاء الدين بن النحاس: كذا أنشده الجوهري وغيره على الإقواء.

ورواه المبرد:

وكان عياض منه أدنى ومشرق

بغير إقواء. وكل رواه أبو الحسن الاخفش. وقال: عياض ومشرق رجلان.

ومشرق بضم الميم وكسر الراء، بزنة اسم الفاعل. وقال السخاوي: أنشده ابن الأعرابي بلفظ: (وأقسم لولا غيره).

576 -

وأنشد:

وما بال من أسعى لأجبر عظمه

حفاظا وينوي من سفاهته كسري

قال ثعلب في أماليه (1): زعم عثمان بن حفص الثقفي أنّ خلفا الأحمر أخبره عن مروان بن أبي حفصة أنّ هذا الشعر لابن الذئبة الثّقفي (2) وبعده:

أعود على ذي الذّنب والجهل منهم

بحلميّ، ولو عاقبت غرّقهم بحري

أناة وحلما وانتظارا بهم غدا

فما أنا بالواني ولا الضّرع الغمر (3)

أظنّ صروف الدّهر والجهل منهم

ستحملهم منّي على مركب وعر

ألم تعلموا أنّي تخاف عزائمي

وأنّ قناتي لا تلين على القسر

وإنّي وإيّاهم كمن نبّه القطا

ولو تنبّه باتت الطّير لا تسري

(1) ص 173، وانظر المزهر 1/ 152، والتنبه للبكري 24، وهو في الشعراء 712 منسوب للأجرد الثقفي، وفي حماسة البحتري 104 الى عامر بن مجنون الجرمي، وانظر أيضا الكامل 235

(2)

ترجم له في المؤتلف 120، وكتاب من نسب الى أمه من الشعراء.

(3)

البيت والابيات التي بعده في اللآلي 750 منسوبة الى الحارث بن وعلة، وذكر الراجكوتي الخلاف الطويل في نسبتها.

ص: 781

ثم رأيت في المؤتلف والمختلف لأبي القاسم الآمدي نسبة ذلك الى وعلة بن الحارث الجرمي، شاعر جاهلي.

577 -

وأنشد:

وليل كموج البحر أرخى سدوله

هو من معلقة امرئ القيس، وتقدّم شرحه في شواهد اللام (1).

578 -

وأنشد:

وقاتم الأعماق خاوي المخترق

تقدم شرحه في شواهد التنوين (2).

579 -

وأنشد:

وإذ ما مثلهم بشر

تقدم شرحه في شواهد إذ (3).

580 -

وأنشد:

شربت بها والدّيك يدعو صباحه

إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا (4)

هو للنابغة الجعدي، وقبله:

ومولى جفت عنه الموالي كأنّما

يرى وهو مطليّ به القار أجرب

وصهباء لا تخفي القذى وهي دونه

تصفّق في راووقها ثمّ تقطب

(1) انظر الصحائف 20 و 96 و 97 و 360 و 451 و 463 و 558 و 652 و 766 و 772 و 857

(2)

انظر الشاهد رقم 553 ص 764 وشرح التبريزي 3/ 187.

(3)

انظر الشاهد رقم 116 ص 237.

(4)

الخزانة 3/ 421

ص: 782

شربت بها والدّيك يدعو صباحه

إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا

وبيضاء مثل الرّيم لو شئت قد صبت

إليّ وفيها للمخاضر ملعب

تجنّبتها إنّي امرؤ في شبيبتي

وتلعابتي عن ريبة الجار أنكب

وخرق مروراة يحاربها القطا

يردّد فيه همّه أين يذهب

قطعت بهوجاء النّجاء كأنّها

مهاة يراعيها بحربة ربرب

قال الزمخشري: قوله: (لا تخفي القذى) أي لا تسره لصفائها، وهي دونه.

يريد: أن القذى إذا حصل في أسفل الإناء رآه الرائي في الموضع الذي هو فيه.

والخمر أقرب إلى الرائي من القذى، وهي ما بين الرائي وبين القذى. يريد أنه يرى ما وراءها. وتصفق: تدار من إناء الى إناء. يدعو صباحه: أي في وقت صباحه.

وقال ابن الدهان، في الغرّة: شذ. قوله: دنوا فتصوّبوا، لأنه أجرى بنو نعش مجرى من يعقل، وعزا البيت لجرير.

581 -

وأنشد:

يلومونني في اشتراء النّخيل

أهلي فكلّهم ألوم (1)

قال العيني: لم أقف على اسم قائله. وقوله: ألوم، أفعل تفضيل من اللوم.

ويروى: فكلهم يعذل. قلت: عزاه السخاوي في المفصل الى أحيحة بن الجلاح وأورده بلفظ: (قومي فكلهم يعذل). وقال ابن الدهان في الغرّة: يرويه الفرّاء بالميم: ألوم. والبصري يرويه باللام يعذل.

582 -

وأنشد:

أكلت بنيك أكل الضّبّ حتّى

وجدت مرارة الكلإ الوبيل (2)

(1) امالي ابن الشجري 1/ 116

(2)

امالي ابن الشجري 1/ 118

ص: 783

قال أبو الفرج في الأغاني (1): اخبرنا ابن دريد، حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: كان عقيل علقمة (2) قد طرد بنيه، فتفرّقوا عنه في البلاد وبقى وحده. ثم إن رجلا من بني صرمة، يقال له، بجيل - وكان كثير المال والماشية - حطم بيوت، عقيل بماشيته، ولم يكن قبل ذلك أحد يقرب من بيوت عقيل إلّا لقى شرّا، فطردت أمة له الماشية، فضربها بجيل بعصا كانت معه فشجعها. فخرج إليه عقيل وحده - وقد هرم يومئذ وكبرت سنه - فزجره وضربه بجيل بعصاه واحتقره، فجعل عقيل يصيح: يا علقمة (3)، يا عملّس، بأسماء أولاده مستغيثا بهم، فقال ارطاة بن سهيه:

أكلت بنيك أكل الضّبّ حتّى

وجدت مرارة الكلإ الوبيل

ولو كان الألى غابوا شهودا

منعت فناء بيتك من بجيل

وبلغ خبر عقيل ابنه العملس وهو بالشام، فأقبل الى أبيه حتى نزل إليه، ثم عدا الى بجيل فضربه ضربا مبرحا، وعقر عدة من إبله وأوثقه، وجاء به حتى ألقاه بين يدي أبيه، ثم ركب راحلته وعاد من وقته الى الشام ولم يطعم له طعاما ولم يشرب له شرابا.

قال ابن الشجري: قوله: أكل الضبّ: معناه أكل الضب أولاده، لأن الضباب تأكل أولادها إلا القليل، فجعل تعديه على بنيه وظلمه لهم كأن الضب ولده مبالغة في وصفه بالبغي عليهم والظلم لهم.

583 -

وأنشد:

وقد أسلماه مبعد وحميم (4)

(1) 12/ 269 (الدار).

(2)

كذا بالاصل، وصحتها: عقيل بن علفة كما في الاغاني وابن الشجري.

(3)

في الاغاني: (يا علّفة).

(4)

ابن عقيل 1/ 169 وديوانه 196 وشرح شواهد العيني 2/ 461

وانظر ص 790 - 791 والشاهد رقم 594.

ص: 784

هو لعبد الله بن قيس الرقيات يرثي مصعب بن الزبير بن العوام، وقبله:

لقد أورث المصرين خزيا وذلّة (1)

قتيل بدير الجاثليق مقيم

تولّى قتال المارقين بنفسه

وقد أسلماه مبعد وحميم

أراد بالمصرين: البصرة والكوفة. ودير الجاثليق: بجيم ومثلثة مفتوحة ولام مكسورة وتحتية وقاف، موضع على شاطئ نهر دجلة بالعراق قتل به مصعب سنة احدى وسبعين. وأسلماه: خذلاه ولم ينصراه، والمبعد: بفتح العين، الرجل الأجنبي. والحميم: الصاحب الذي يهتم بصاحبه.

584 -

وأنشد:

من حوثما سلكوا أدنو فأنظور (2)

وقال ابن جنى في سرّ الصناعة: أنشدني أبو علي:

الله يعلم أنّا في تلفّتنا

يوم الفراق إلى أحبابنا صور (3)

وأنّني حيثما يثني الهوى بصري

من حوثما سلكوا أدنو فأنظور

يريد: فأنظر، فاشبع ضمة الظاء، فنشأت عنها واو، انتهى.

585 -

وأنشد:

سقيت الغيث أيّتها الخيام

تقدم شرحه في شواهد الباء ضمن قصيدة جرير (4).

(1) اصلحنا (حزنا).

(2)

الخزانة 1/ 58 وسر الصناعة 30

(3)

الصور، جمع أصور، وهو المائل من الشوق من صار يصور صورا، بالتحريك، مال.

(4)

انظر الشاهد رقم 139 ص 311 وهو في المغني بلفظ: (الخيامو).

ص: 785