الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قضاها لغيري وابتلاني بحبّها
…
فهلّا بشيء غير ليلى ابتلانيا
أخرج في الاغاني عن ابن الكلبي قال: لما قال مجنون بني عامر هذا البيت نودي في الليل: أأنت المتسخّط لقضاء الله والمعترض في أحكامه. فاختلس عقله منذ تلك الليلة وذهب مع الوحش على وجهه.
فائدة: [قيس بن الملوّح]
قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعد بن كعب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة العامري، وهو مجنون ليلى المشهور، الشاعر الذي قتله العشق، له أخبار كثيرة. وقيل إنه لا حقيقة له. قال عوانة بن الكلبي: إن المجنون وشعره وضعه فتى من بني أميّة كان يهوى ابنة عم له، وكان يكره أن يظهر، فوضع حديث المجنون وقال الأشعار التي يرويها الناس للمجنون ونسبها اليه. وقال أيّوب ابن عناية: سألت بني عامر بطنا بطنا عن مجنون بني عامر فما وجدت أحدا يعرفه.
وقال الجاحظ: ما ترك الناس شعرا مجهول القائل قيل في ليلى الا نسبوه الى المجنون، ولا شعرا هذه سبيله قيل في لبنى إلّا نسبوه الى قيس بن ذريح. وقال الاسمعي:
أضيف الى المجنون من الشعر أكثر مما قاله هو. قال: ولم يكن مجنونا بل كانت به لوثة أحدثها العشق فيه. وقد قيل: انه اسمه قيس بن معاذ، وقيل: مهدي بن ربيعة ابن الحريش بن جعد بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، كانا يرعيان مواشي أهلهما وهما صغيران فعلق كل واحد منهما بصاحبه فلم يزالا كذلك حتى كبرا فحجبت عنه. أسند ذلك كله صاحب الاغاني (1).
وأخرج عن إبراهيم بن سعد الزهري قال: أتاني رجل من عذرة لحاجة، فجرى ذكر العشق والعشاق فقلت له: أنتم أرق قلوبا أم بنو عامر؟ فقال: إنا لأرقّ الناس قلوبا، ولكن غلبتنا بنو عامر بمجنونها.
وأخرج عن نوفل بن مساحق قال: أنا رأيت مجنون بني عامر، كان جميل الوجه، أبيض اللون، وقد علاه شحوب.
(1) انظر اغاني الدار 2/ 1 - 6.
462 -
وأنشد:
أكلّ امرئ تحسبين امرأ
…
ونار توقّد باللّيل نارا (1)
هو لأبي دؤاد جويرة بن الحجاج. وقيل جارية بن حسران الحذاقي الإيادي.
وهي آخر قطعة أوّلها:
ودار يقول لها الرّائدو
…
ن ويلم دار الحذاقيّ داريا
يصف أيام لذته بالتصيد ثم تصيره إلى حال أنكرت عليه امرأته منزلته من السؤدد، فأنبأها بجهلها مكانه، وأنه لا ينبغي أن يغتر بامرئ من غير امتحانه، وكل امرئ مفعول أوّل لتحسبين، وامرأ مفعوله الثاني. ونار يروى
بالجر على تقدير:
وكل نار، فحذف المضاف وأبقى المضاف إليه بحاله، وتحسبين أيضا: فيه مقدر؟؟؟
ونار الثاني مفعول. ويروى: ونار الاولى بالنصب، فرارا من العطف على معمولين.
وتوقد أصله: تتوقد، فحذف احدى التاءين وهو صفة لنار. وقد وقع في الكامل للمبرد نسبة هذا البيت الى عدي بن زيد.
463 -
وأنشد:
وجبت هجيرا يترك الماء صاديا
(1) الكامل 147 و 825 وابن عقيل 2/ 20