الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وينادونه وقد صمّ عنهم
…
ثمّ قالوا، وللنّساء نحيب:
ما الّذي غال أن تحير جوابا (1)
…
أيّها المصقع الخطيب الأديب
فلئن صرت لا تحير جوابا (2)
…
فبما قد ترى وأنت خطيب
في مقال ولا وعظت بشيء
…
مثل وعظ بالصّمت إذ لا تجيب
499 -
وأنشد:
وإنّا لممّا نضرب الكبش ضربة (3)
هو لأبي حية النميري، وتمامه:
على رأسه تلقي اللّسان من الفم
وقبله:
ونحن ضربنا الزّرد بالسّيف ضربة
…
فلمّا ضربنا الزّرد لم يتكلّم
ورواه بعضهم بلفظ:
وإنّا لممّا نضرب القرن ضربة
فائدة: [أبو حية النميري]
أبو حية النميري، اسمه الهثيم بن الربيع بن زرارة بن كثير بن جناب، شاعر مجيد أدرك الدولتين الأموية والعباسية. وكان فصيحا راجزا من سكان البصرة.
وكان أهوج جبانا بخيلا كذابا. وقيل: إنه كان يصرع، وكان أجبن الناس، دخل
(1) اصلحنا: (قال).
(2)
في الأمالي: (فلئن كنت).
(3)
الخزانة 4/ 282، وسيأتي برقم شاهد 518 ص 738
ليلة الى بيته كلب فظنه لصا فوقف يزمجر، فخرج الكلب فقال: الحمد لله الذي مسخك كلبا وكفاني حربا.
500 -
وأنشد:
وضنّت علينا والضّننين من البخل
صدره:
ألا أصبحت أسماء جازمة الحبل
قال ابن الشجري في أماليه: هذا من تنزيل الأعيان منزلة المصادر، كأنه قال:
والضنين مخلوق من البخل.
501 -
وأنشد:
أعلاقة أمّ الوليّد بعد ما
…
أفنان رأسك كالثّغام المخلس
هذا للمرار الفقعسي. وعلاقة: منصوب بفعل مضمر، والهمزة للتوبيخ على حدّ قوله:
أطربا وأنت قنسريّ (1)
والأفنان: جمع فنن، وهو الغصن. وأراد هنا ذوائب رأسه استعارة. والثغام:
ضرب من النبت اذا يبس ابيض، ولذلك يشبه به الشيب. والمخلس: رأس الرجل إذا صار فيه شيب. قال يوسف بن السيرافي: وقيل: إن الرواية الصحيحة أم الوليد بالتكبير، ويكون من أحفا (2)، وإنما جعلت الرواية بالتصغير لأنه أحسن في الوزن.
502 -
وأنشد:
بينما نحن بالأراك معا
…
إذ أتى راكب على جمله
(1) انظر الشاهد رقم 10 ص 48.
(2)
كذا؟.
تقدّم شرحه في حرف الجيم ضمن قصيدة جميل (1).
503 -
وأنشد:
فبينا نسوس النّاس والأمر أمرنا
…
إذا نحن فيهم سوقة ليس تنصّف (2)
قال ابن الشجري في أماليه: دخلت هند بنت النعمان على المغيرة بن شعبة وهو أمير الكوفة زمن معاوية فسألها عن حالها، فأنشدت:
فبينا نسوس النّاس والأمر أمرنا
…
إذا نحن منهم سوقة نتنصّف
فأفّ لدنيا لا يدوم نعيمها
…
تقلّب تارات بنا وتصرّف
قال ابن الشجري: قولها: (نتنصف) أي نستخدم، انتهى. وفي الحماسة:
أنهما لخرقة بنت النعمان (3). ومعنى البيت: بينا نحن ندبر أمر الناس بما نريد، وطاعتنا واجبة، وأحكامنا واجبة، إذا انقلب الأمر واتضعت الأحوال، وصرنا سوقة نخدم الناس. والسوقة، دون الملك. قولها:(والأمر أمرنا) أي لايد فوق أيدينا، والعامل في (بينا) ما في إذا من معنى المفاجأة. ثم رأيت المعافى بن زكريا قال في كتاب الجليس: حدّثنا محمد بن القاسم الأنباري، حدّثنا أبو بكر محمد ابن أبي يعقوب الدينوري، حدّثنا حسان بن أبان البعلبكي، قال: لما قدم سعد بن أبي وقاص القادسية أميرا، أتته خرقة بنت النعمان بن المنذر في جوار كلهنّ مثل زيها، تطلب صلته، فلما وقفن بين يديه قال: أيتكنّ خرقة؟ قلن: هذه، فقال لها:
أنت خرقة؟ قالت: نعم، فما تكرارك في استفهامي، إن الدنيا دار زوال، وأنها لا تدوم على حال، وتنتقل بأهلها انتقالا، وتعقبهم بعد حال حالا، إنّا كنّا ملوك هذا المصر قبلك، يجبى إلينا خراجه، ويطيعنا أهله مدى المدة وزمان الدولة، فلما
(1) انظر ص 366، وهو مع الشاهد رقم 172 ص 365 من قصيدة واحدة.
(2)
الخزانة 3/ 178، والحماسة 3/ 187
(3)
في الحماسة: (حرقة) بالحاء المهملة. وكذا في البيان والتبيين 2/ 70 و 3/ 97 و 106
أدبر الأمر وانقضى، صاح بنا صائح الدهر فصدع عصانا، وبقيت ملانا، وكذلك الدهر يا سعد، إنه ليس من قوم
يجره إلا والدهر بعصهم غيره (1). ثم أنشأت تقول:
فبتنا نسوس النّاس والأمر أمرنا
…
إذا نحن فيهم سوقة نتنصّف
فأفّ لدنيا لا يدوم سرورها
…
تقلّب تارات بنا وتصرّف
فقال سعد: قاتل الله عدي بن زيد، كأنه كان ينظر إليها:
إنّ للدّهر صولة فاحذرنها
…
لا تبيتنّ قد أمنت الشّرورا
قد يبيت الفتى معافى فيرزى
…
ولقد كان آمنا مسرورا
فأكرمها سعد وأحسن جائزتها. فلما أرادت فراقه قالت له: حتى أحييك بتحية أملاكنا بعضهم بعضا، لا جعل الله لك الى لئيم حاجة، ولا زالت لكريم عندك حاجة، ولا نزع عن عبد صالح نعمه، إلا جعلك سببا لردّها عليه. فلما خرجت من عنده تلقاها نساء المصر فقلن لها: ما صنع بك الأمير؟ قالت:
حاط لي ذمّتي وأكرم وجهي
…
إنّما يكرم الكريم الكريما
أخرجه ابن عساكر في تاريخه.
504 -
وأنشد:
لو بأبانين جاء يخطبها
…
زمّل ما أنف خاطب بدم (2)
قال المبرد في الكامل (3): ابان: جبل، وهما أبانان: أبان الأسود، وأبان
(1) كذا بالاصل.
(2)
الشعراء 258، واللسان 16/ 142 وعيون الاخبار 3/ 91 والاغاني 4/ 146 (بولاق) ومعجم البلدان 1/ 72، ومعجم الشعراء 122 وفيه ان الشعر لعصم بن النعمان.
(3)
ص 815 و 816
الأبيض. قال المهلهل - وكان نزل في آخر حربهم، حرب البسوس، في جنب ابن عمرو ابن جلد بن مالك، وهو مذحج، وجنب: هي من أحيائهم وضيع، فخطبت بنته ومهرت أدما، فلم يقدر على الامتناع، فزوّجها - فقال:
أنكحها فقدها الأراقم في
…
جنب، وكان الحباء من أدم
لو بأبانين جاء يخطبها
…
ضرّج ما أنف خاطب بدم
هان على تغلب بما لقيت
…
أخت بني المالكين من جشم
أصبحت لا منفسا أصبت ولا
…
أبت كريما حرّا من النّدم
ليسوا بأكفائنا الكرام ولا
…
مغبون من علية ومن عدم
505 -
وأنشد:
متى ما تناخي عند باب ابن هاشم
…
تراحي وتلقى من فواضله ندا (1)
تقدّم شرحه في شواهد اللام ضمن قصيدة الأعشى (2).
506 -
وأنشد:
ربّما ضربة بسيف صقيل
…
بين بصرى وطعنة نجلاء
تقدم شرحه في شواهد اللام (3).
507 -
وأنشد:
وننصر مولانا ونعلم أنّه
…
كما النّاس مجروم عليه وجارم
تقدم شرحه في شواهد الكاف (4).
(1) ديوان 135 وفيه: (ندا).
(2)
انظر الشاهد رقم 345 وص 577 والشاهد رقم 468 ص 704 وص 757
(3)
انظر الشاهد رقم 205 ص 404، وهو من شواهد (ربّ).
(4)
انظر الشاهد رقم 92 ص 202 والشاهد رقم 283 ص 500 و 501
508 -
وأنشد:
نام الخليّ فما أحسّ رقادي
…
والهمّ محتضر لديّ وسادي
من غير ما سقم ولكن شفّني
…
همّ أراه قد أصاب فؤادي
تقدّم شرحه (1).
509 -
وأنشد:
ولا سيّما يوم بدارة جلجل
تقدّم شرحه في شواهد السين (2).
510 -
وأنشد:
إمّا ترينا حفاة لا نعال لنا
…
إنّا كذلك ما نحفى وننتعل (3)
هو من قصيدة للاعشى، وأوّلها (4):
ودّع هريرة إنّ الرّكب مرتحل
وقد ذكرت منها أبياتا في آخر الكتاب الثامن.
511 -
وأنشد:
سلع مّا ومثله عشر ما
…
عائل مّا وعالت البيقورا (5)
(1) في شواهد كلا، وانظر الشاهد رقم 326 ص 553 - 555
(2)
انظر الشاهد رقم 209 ص 412
(3)
ديوانه 59 والخزانة 4/ 545
(4)
مطلع القطعة رقم 1 في الديوان وعجزه:
وهل تطيق وداعا أيها الرجل
(5)
انظر ص 305 و 306، وهو في ديوانه 36 - ورسالة النيروز لابن فارس ص 19.
هو لأمية بن أبي الصلت، كذا أورده أبو علي القميّ في كتاب الأمثال وقال: السلع:
نبت مرّ كان أهل الجاهلية اذا أسنتوا علقوه مع العشر بثيران الوحش وحدروها من الجبال وأشعلوا في ذلك السلع والعشر نارا يستمطرون بذلك. وفي استسقائهم في هذا الفعل قال شاعر العرب (1):
لا درّ درّ رجال خاب سعيهم
…
يستمطرون لدى الأرنات بالعشر (2)
أجاعل أنت بيقورا مسلّعة
…
ذريعة لك بين الله والمطر
512 -
وأنشد:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به (3)
هو لعمرو بن معدي كرب، وقبله:
فقال لي، قول ذي رأي ومقدرة
…
مجرّب عاقل نزه من الرّيب:
قد نلت مجدا، فحاذر أن تدنّسه:
…
أب كريم وجدّ غير مؤتشب
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به
…
فقد تركتك ذا مال وذا نشب
واترك خلائق قوم لا خلاق لهم
…
واعمد لأخلاق أهل الفضل والأدب
وإن دعيت لغدر أو أمرت به
…
فاهرب بنفسك عنه أيد الهرب
قوله: (نزه من الريب) أي مباعد من التهم. والنزه: المتنزه من الأقذار، أي
(1) هو للورك الطائي، وانظر ص 306
(2)
ص 306 برواية (الأزمات).
(3)
نسب الشعر الى عمرو بن معدي كرب والى أعشى طرود والى العباس بن مرداس ولخفاف بن ندبة ولزرعة بن الاشب، وانظر الخزانة 1/ 166 والمؤتلف ص 17 والكامل 32
المتباعد عنها. وأصله: نزه، بكسر الزاي، ثم خففه لإقامة الوزن. والريب:
واحدها ريبة، وهي التهمة. والمؤتشب: مفتعل من الإشابة، وهم أخلاط الناس وشرارهم. وقوله:(أمرتك الخير) يروي: أمرتك الرشد، ويروى: وذا نشب، بالمعجمة والمهملة معا، والنشب: بالمعجمة، المال بعينه. وقيل: المال الأصيل، كأنه الذي لا يبرح من مكانه، مأخوذ من النشبة. والخلاق: النصيب. وفلان لا خلاق له، أي لا نصيب له في الفضائل. وأيد الهرب: شديده، ووزنه: فيعل، من الأيد والأد وهما: الشدّة والقوّة. ثم رأيت في المؤتلف والمختلف للآمدي قال: وجدت لأعشى طرود في أشعار بني سليم:
يا دار أسماء بين السّفح والرّحب
…
أقوت وعفّى عليها ذاهب الحقب
الى أن قال:
إنّي حويت على الأقوام مكرمة
…
قدما، وحذّروني ما يتّقون أبي
وقال لي، قول ذي علم وتجربة
…
بسالفات أمور الدّهر والحقب:
أمرتك الرّشد فافعل ما أمرت به
…
فقد تركتك ذا مال وذا نشب
ثم رأيت في شرح أبيات الكتاب للزمخشري: وهذه الأبيات لأعشى طرود من بني فهم بن عمرو، وقيل لعمرو بن معدي كرب. وقيل لخفاف بن ندبة، وقيل لعباس بن مرداس. ثم رأيت في شرح الكامل لأبي إسحق البطليوسي قال:
هذا البيت لأعشى طرود، واسمه إياس بن موسى بن فهم بن عمرو بن قيس بن غيلان، من خلفاء بني الشريد يقوله لابنه. وأنشده أبو علي الهجري في نوادره: أمرتك الخير. وذا نسب: بالسين المهملة، مكان ذا نشب. قال وبعده:
لا تبخلنّ بمال عن مذاهبه
…
من غير ذلّة إسراف ولا ثغب
فإنّ ورّاثه لن يحمدوك له
…
إذا أجنّوك بين اللّبن والخشب
الثغب: بالمعجمة، جمع ثغبة وهي السقطة وما يعاب على المرء (1).
513 -
وأنشد:
قليل بها الأصوات إلّا بغامها
تقدّم شرحه في شواهد إلّا (2).
514 -
وأنشد:
ألف الصّفون، فما يزال كأنّه
…
ممّا يقوم على الثّلاث كسيرا
قال ابن الحاجب في أماليه: هذا البيت يوهم أن كسيرا خبر كان في المعنى، ويسبق الى الفهم أنه شبهه لشدّة رفعه احدى قوائمه بكسير. وان قوله: مما يقوم على الثلاث، بسبب تشبيهه به، فكأنه قال: كسير من أجل دوام قيامه على الثلاث.
ويلزم على هذا أن يكون نصبه كسيرا غير وجيه، فينبغي أن يطلب له وجه يصح في الأعراب، ولا يخل بالمعنى. فنقول: إنما أخبر بقوله: مما يقوم. وما بمعنى الذي، فكأنه قال: كأنه من الخيل الذي يقوم على الثلاث كسيرا، حالا من الضمير في يقوم. وذكر اجراء له على لفظ ما يشبه بالخيل الذي يقوم على الثلاث، في حال كونها مكسورا إحدى قوائمها، فاستقام المعنى المراد على هذا ووجب نصب كسيرا باعتباره على الحال. ولا يستقيم أن يكون كسيرا خبرا ليزال، لأنك إذا جعلته خبرا ليزال فلا يخل، إما أن يكون (ما) في (مما يقوم) مصدرية، كما قدرت أوّلا، أو بمعنى الذي، كما قدرت ثانيا. فإن جعلتها مصدرية بطل لوجوه، احدها: أن كان تبقى بلا خبر، إذ مما يقوم لا يصلح أن يكون خبر الفوات الفائدة فيه. الثاني: أن كان تبقى غير مرتبطة بشيء. الثالث: ما يلزم من انه حكم عليه بالكسر، وليس كذلك. ويجاب عن الثالث بأنه يكون التقدير مشيه، وإن كانت ما بمعنى الذي، فسد
(1) في الخزانة 1/ 166: (تغب) وهو الوسخ والهلاك في الدين، وقال الراجكوتي:(ثغب) لم أقف على هذا المعنى. أي المعنى الذي أورده السيوطي.
(2)
انظر الشاهد رقم 104 ص 218 وص 394
لما يؤدى إليه من اختلال المعنى، وذلك أن كسيرا ليكون خبرا ليزال فيكون المعنى:
مما يزال كسيرا على الحقيقة، أو شبه كسير. ثم قوله: كأنه من التي يقمن على الثلاث، تشبيه المشي بشيء آخر، هو على وجه الدلالة على إنما شبهه بالخيل التي تقوم على الثلاث، فصار قائلا: كان هذا المقام على الثلاث من الخيل القائمة على ثلاثة لخروج كسيرا عن خبر كان، ودخوله في خبر ما يزال هذا، إن جعلت كسيرا وكأنه خبرا بعد خبر. فأما إن لم تجعله كذلك. لذلك، ويكون كان مع ما في خبرها يخرج عن الربط بما هو معها، وذلك فاسد.