الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[صفات النساء المحمودة]
(باب) خبر المبتدأ محذوف كما هو الأظهر، وفيه وفي أمثاله وجوه ليس هذا محل بسطها، والمجرور بعده صفة على القاعدة، (في ذكر بعض صفات النساء) بكسر النون وفتح السين المهملة وبعد الألف همزته، جمع امرأة من غير لفظها كالنسوان بالكسر، والنسوة بالكسر والضم. (المحمودة) نعت لصفات، أي الصفات المحمودة، أي التي يحمدن بها، ويثنى عليهن بجودها فيهن:
(الخود) بفتح الخاء المعجمة وسكون الواود وبالدال المهملة: (المرأة الحسنة الخلق) بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام، أي التي حسنت صورتها الظاهرة. وفي القاموس: الخود: الحسنة الخلق الشابة أو الناعمة. وفي الصحاح: الخود: الجارية الناعمة، وقد استعملوا لفظ الخود مفردًا وجمعًا، يقال: امرأة خود ونساء خود أيضًا، كما قالوا: رمح لدن ورماح لدن، وربما جمعوه على خودات كما في غير ديوان، والله أعلم.
و (الغادة) بفتح الغين المعجمة وبعد الألف الساكنة المبدلة عن تحتية دال مهملة فهاء تأنيث: (الناعمة) أي المترفهة الناضرة الحسنة العيش والغذاء كما أشار إليه المجد وغيره، ويقال لها الغيداء، كما في الصحاح وغيره. وفي القاموس: الغادة، المرأة الناعمة اللينة البينة الغيد، والغيداء: المتثنية لينًا.
و(الممكورة) بفتح الميم الأولى وسكون الثانية وضم الكاف وبعد الواو الساكنة راء مهملة فهاء تأنيث (المطوية الخلق) أي المجتمعته المنضم بعضها ببعض. وبذلك فسره المجد، وزاد: المستديرة الساقين، أو المدمجة الشديدة البضعة. وقال الجوهري: الممكورة: المطوية الخلق من السناء. يقال: امرأة ممكورة الساقين، أي خدلاء.
و(البخنداة) بفتح الموحدة والخاء المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة وبعد الألف هاء تأنيث، وفي نسخة: الخبنداة بتقديم الخاء المعجمة على الموحدة، وكلاهما [صحيح] ، لأنهما لغتان فصيحتان، ويقال أيضًا: يخندى وخبندى مقصورين كما في الصحاح والقاموس وغيرهما، ومعناها كلها:(التامة القصب) بفتح القاف والصاد المهملة وآخره موحدة، أي: التي تم وكمل قصبها، أي: عظامها.
قال في الصحاح: القصب: كل عظم مستدير أجوف، فجعله عامًا. وفي القاموس: القصب محركة: عظام الأصابع، فخصها بالأصابع، وهو غريب كما أوضحته في شرحه. وقال الفيومي: القصب، عظام اليدين والرجلين ونحوهما، وهو غير بعيد عما في الصحاح وغيره ثم الذي في الصحاح: أن البخنداة بلغاتها الأربع معناها التامة القصب كما للمنصف. وفي
القاموس ما يوافقهما تارة ويزيد عليهما تارة أخرى، فإنه قال في الموحدة: البخنداة كعلنداة المرأة التامة القصب كالبخندى، والجمع: بخاند. فوافق المصنف والجوهري. وقال في الخاء المعجمة: جارية خبنداة، تامة القصب، أو تارة ممتلئة، أو ثقيلة الوركين، وساق خبنداة: مستديرة ممتلئة. فزاد عليهما بالتنوع في التفسير. وأصل كلامه في المحكم، والله أعلم. وقالوا: امرأة بخدن بفتح الموحدة والدال المهملة بينهما خاء معجمة ساكنة آخره نون، أي: ناعمة كما في القاموس وغيره، ومثله بهكنة، بفتح الموحدة والكاف بينهما هاء ساكنة، ونون وهاء تأنيث، يقال: امرأة بهكنة، أي شابة غضة ناعمة.
قال طرفة:
وتقصير يوم الدجن والدجن معجب
…
ببهكنةٍ تحت الطراف الممدد
لكن المصنف بني على الاختصار، فلا يكاد يأتي بعشر المعشار.
و(الخدلجة) بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة واللام المشددة والجيم آخره هاء تأنيث (الممتلئة الذراعين) تثنية ذراع مؤنثة عند الأكثر، ويجوز التذكير و (الساقين) تثنية ساق مؤنث اتفاقًا كما في المصباح، وإن لم ينبه عليه في القاموس كالصحاح، وقد وافق المصنف أرباب الدواوين قاطبة على تفسير الخدلجة.
و(الهركولة) بكسر الهاء وسكون الراء المهملة وفتح الكاف واللام بينهما واو اساكنة آخره هاء تأنيث: (العظيمة الوركين) تثنية ورك بفتح الواو وكسر
الراء ككتف هو الأصل، وقد يخفف بسكون الراء مع فتح الواو وكسرها كنظائره، وإن كان ظاهر القاموس يقتضي أنها لغت: هو ما فوق الفخذ، وهو مؤنث، وجمعه أوراك. وقال في الصحاح: الهركولة على وزن البرذونة، الجارية الضخمة المرتجة الأرداف. وفي القاموس: الهركولة كبرذونة، والهركيل كقنديل: الحسنة الجسم والخلق والمشية، ومثله في المحكم، وزاد أنه يقال فيها هركلة بالكسر، وهركلة بالضم وهركلة بالفتح.
تنبيه: مقتضى الدواوين اللغوية كالمحكم والصحاح والقاموس وغيرهما، أن الهاء أصلية وأن وزن «هركولة» فعلولة، وجزم به في الممتع، وقال: هو الصواب. وحكى أبو الحسن عن الخليل أن الهاء زائدة، وأن وزن هركولة «هفعولة» قال: لأن أصلها التي تركل في مشيتها، فأصلها ركل، والله أعلم. وقد زدته إيضاحًا في شرح القاموس وغيره.
و(الرداح) مهمل الحروف وزان سحاب (الثقيلة العجز) مثلثة، وكندس، وكتف كما سيأتي: هو مؤخر الشيء، أي التي ثقلت عجزها لكثرة سمنها. قال الجوهري: الرداح، المرأة الثقيلة الأوراك، ومثله في القاموس وغيره. وأنشدني غير واحد منهم العلامة ابن الشاذلي:
ومرتجة الأعطاف، أما قوامها
…
فلدن، وأما ردفها فرداح
و (البضة) بفتح الموحدة وتشديد الضاد المعجمة آخره هاء تأنيث (الرقيقة الجلد) أي التي رق جلدها لنعومتها. وعن الأصمعي أنها الرخصة الجلد الرقيقة الممتلئلة.
و(الرعبوبة) بضم الراء وسكون العين المهملتين وضم الموحدة وبعد الواو الساكنة موحدة أخرى فهاء تأنيث، و (الرعبوب) بحذف هاء التأنيث:(البيضاء) اللون (الناعمة) الجسم، أي الناضرة المترفة. قال المجد: جارية رعبوبة ورعبوب، ورعبيب بالكسر، شطبة تارة أو بيضاء حسنة رطبة حلوة أو ناعمة. وفي الصحاح: الرعبوبة من النساء، الشطبة البيضاء. قلت: الشبطة بفتح الشين المعجمة وسكون الطاء المهملة وفتح الموحدة في أوصاف النساء وهي الطويلة.
و(الهيفاء) بفتح الهاء وسكون التحتية وفتح الفاء وبعد الألف همزة: (الضامرة البطن) أي التي ضمر بطنها، أي خف لحمها،] قال: ضمر البطن، بالضاد المعجمة ضمورًا كنصر وكرم، فهو ضامر: خفيف اللحم لطيف. وفي القاموس كالصحاح: الهيف محركة: ضمر البطن ورقة الخاصرة، هيف كفرح وخاف، فهو أهيف وهي هيفاء.
و(الأملود) بضم الهمزة واللام بينهما ميم ساكنة وبعد الواو الساكنة دال مهملة، ويقال: أملودة بهاء التأنيث أيضًا عن يعقوب كما في الصحاح وغيره: (الناعمة) أي الناضرة المترفة لحسن غذائها وعيشتها. وكذلك يقال: غصن أملود، أي ناعم. وجعله بعض أصلًا، واستعماله في بني آدم مجال، لكن ظاهر القاموس كالصحاح وغيرهما أنهما حقيقة، والله أعلم.
و (الرؤد) بضم الراء المهملة وسكون الهمزة وبالدال المهملة، ويقال لها الرأد بالفتح أيضًا (مثلها)، أي مثل الأملود في أن معناها الناعمة. قال في الصحاح: الرأد والرءود من النساء: الشابة الحسنة، قال أبو زيد: هما مهموزان. ويقال أيضًا رأدة ورءودة. وفي القاموس: الرأد بالفتح والضم، وبهاء فيهما، الشابة الحسنة، كالرءودة والرادة. قلت: مجموع ما في القاموس ست لغات، وجعلها غيره ثمانيًا بتجريد المسهل من الهاء أيضًا، والله أعلم.
وقال الآمدي في الموازنة: الرؤد: الحسنة الغصة، من ترأد الغصن إذا انثنى لينًا لكثر مائه وغضاضته.
و(العطبولة) بضم العين وسكون الطاء المهملتين وبعد الموحدة المضمومة واو ساكنة فلام فهاء تأنيث هي: (الطويلة العنق) أي التي طال عنقها، وذلك مما يدل على الحسن، ومرادهم من الطول التوسط، وأما الطول الفاحش فمذموم، ولذلك قال امرؤ القيس:
وجيدٍ كجيد الرئم ليس بفاحشٍ
…
إذا هي نصته ولا بمعطل
(وهي العطبول) أي بغير هاء، وعليه اقتصر في الصحاح (أيضًا)، وقد أنشدني غير واحد:
إن من أعظم الكبائر عندي
…
قتل حسناء غادةٍ عطبول
وأنشده في الصحاح مغايرًا لهذا فقال: العطبول من النساء: التامة، قال:
إن من أعجب العجائب عندي
…
قتل بيضاء حرة عطبول
وفي القاموس: العطبل، والعطبول، والعطبولة، بضمهن، والعيطبول كحيزبون: المرأة الجميلة الممتلئة الطويلة العنق. وفي الموازنة: العطبول، قويمة العنق. وهي متقاربة، وإن كان في ظاهرها تخالف ما، فعند التأمل ترجع للمعنى الجامع وهو الحسن والتمام، والله أعلم.
و(الطفلة) بفتح الطاء، أي المهملة، وإنما ضبطه وليست عادته للاحتراز عن المكسور الطاء، فإنه مؤنث الطفل، وهو الصغير من كل شيء فلما كان ربما يتوهم أنه المراد احتاج إلى ضبطه:(الناعمة) أي التي ظهرت في بدنها آثار النعمة والنضارة كالأملود، قال في الصحاح: الطفل، بالفتح الناعم. يقال جارية طفلة، أي: ناعمة. وفي القاموس: الطفل: الرخص الناعم من كل شيء والجمع: طفال، وطفول، وهي بهاء، طفل ككرم، طفالة، وطفولة.
و(الممسودة) بفتح الميم وسكون الميم الثانية وضم السين المهملة وبعد الواو دال مهملة مفتوحة فهاء تأنيث، (الممشوقة) مفعولة من المشق بالشين المعجمة، وهو طول القامة، كما قاله بعض شييوخنا. في القاموس أنه: الطول مع الرقة، وقد مشقت الجارية كعني، وفيه: ورجل مشق بالكسرة، ومشيق وممشوق: خفيف اللحم. وفيه كالصحاح وجارية ممشوقة: حسنة القوام. والمسد بالفتح، وأصل الفتل، والممسود هو المجدول الخلق، كما في الصحاح والقاموس، أي غير مسترخي الجلد، كأنه قد جدل وفتل وصار كحبل من مسد، ثم استعملوه بمعنى الممشوق لقربه منه، وفسروه به، والله أعلم.
و (العيطاء) بفتح العين والطاء المهملتين بينهما تحتية ساكنة وبعد الألف همزة مد: (الطويلة) فظاهر كلام المصنف أنها المتصفة بالطول المطلق، والذي في الصحاح والقاموس وغيرهما أن العيطاء الطويلة العنق خاصة. وفي مشارق عياض: العيطاء، الطويلة العنق في اعتدال، وقيل الحسنة القوية.
و(البرهرهة) بفتح الموحدة والراءين المهملتين بينهما هاء ساكنة ثم هاء آخره هاء تأنيث: (الناعمة). وقال بعض الشيوخ: المسترخية اللحم لنعومتها. وفي القاموس: البرهرهة: المرأة البيضاء الشابة والناعمة، أو التي ترعد رطوبة. وفي الصحاح: البرهرهة: المرأة التي كأنها ترعد رطوبة، وهي «فعلعلة» كرر فيه العين واللام. وقال:
برهرهة رودة رخصة
…
كخرعوبة البانة المنفطر
و(الغيداء) بفتح الغين المعجمة وسكون التحتية، وفتح الدال المهملة ممدودة:(المتثنية) اسم فاعل من انثنى، أي المنعطفة (من) أجل (اللين) بكسر اللام وسكون التحتية، وخلاف الخشونة، أي الناعمة التي ظهرت نعومتها ولينها على أطرافها، فهي تلين وتنثني، ومرت إشارة لها في الغادة، لأنها مثلها عند الجوهري، وتفرقة المصنف هي التي في القاموس.
و(البهنانة) بفتح الموحدة والنون بينهما هاء ساكنة وبعد الألف نون أخرى ثم هاء تأنيث: (الطيبة الريح) ، أي التي رائحتها طيبة، وهو قريب من قول
الجوهري: البهنانة، المرأة الطيبة النفس والأرج، لأن الأرج محركة هو الريح، وقال المجد: البهنانة، الطيبة النفس والريح، أو اللينة في عملها ومنطقها، والضحاكة الخفيفة الروح. وفي المحكم ما يقرب منه.
و(الخفرة) بفتح الخاء المعجمة وكسر الفاء وبالراء المهملة: (الحيية) بالحاء المهملة وتحتيتين، فهي نظيرتها وزنًا ومعنى، وكذلك الفعل خفر كفرح، حيى، والخفر محركة: الحياء ممدودًا، وفيه كلام أودعناه شرح القاموس وحواشي القسطلاني وغيرهما.
و(كذلك) أي مثل الخفرة في معناها (الخريدة) بفتح الخاء المعجمة وكسر الراء المهملة وبعد التحتية الساكنة دال مهملة فهاء تأنيث، وهو كقول الجوهري: الخريدة من النساء الحيية، والجمع خرائد وخرد. وربما قالوا: جارية خرود، أي: خفرة. وكل عذراء خريدة.
وقال المجد: الخريد، وبهاء والخرود: البكر لم تمسس، أو الخفرة الطويلة السكوت، الخافضة الصوت المستترة، والجمع خرائد وخرد، وقد خردت كفرح، وتخردت. وصوت خريد: لين عليه أثر الحياء، ثم قال: والخريدة، اللؤلؤة، لم تثقب. ففيه أن فيها ثلاث لغات، ولها ثلاثة معان، والله أعلم.
و (النوار) بفتح النون والواو وبعد الألف راء مهملة: (النفور) كصبور للمبالغة من النفار، وهو الفرار من الشيء والهروب منه، (من الربية) بكسر الراء المهملة وسكون التحتية وفتح الموحدة آخره هاء تأنيث، وهي التهمة، وقد يستعمل النوار مصدرًا أيضًا، قال المجد: النوور كصبور، المرأة النفور من الريبة، كالنوار كسحاب، والجمع نور بالضم، والأصل نور بضمتين فكرهوا الضمة على الواو، ونارت نورًا ونوارًا بالكسر والفتح: نفرت، وقد نارها ونورها واستنارها.
و(العروبة) بفتح العين وضم الراء المهملتين وبعد الواو موحدة مفتوحة فهاء تأنيث، ويقال عروب بغير هاء، وعربة كفرحة كما في القاموس وغيره، (المتحببة) بكسر الموحدة الأولى على أنه اسم فاعل من تحببت إليه: إذا أظهرت له أنها تحبه، وجوز بعضهم الفتح بصيغة المفعول. وقوله:(إلى زوجها) هو النائب عن الفاعل، وفيه بعد ظاهر. وتفسيرها بالمتحببة هو الذي في الصحاح وغيره. وفي القاموس أنها المتحببة إلى زوجها، أو العاصية له، أو العاشقة له، أو المتحببة إليه المظهرة له ذلك، أو الضحاكة. وفي مشارق عياض: الجارية العروبة يفسره قولها بعد ذلك، الحريصة على اللهو. يقال: امرأة عاربة، أي ضاحكة، والعرب: النشاط. و {عُرُبًا أترابًا} ، قيل فيهن هذا المعنى. وقيل: هن المتعشقات لأزواجهن، ويقال الغنجة. وما قاله المصنف كالجوهري هو الذي أطبق عليه أكثر المفسرين كما زدته إيضاحًا في حواشي الجلالين، والله أعلم.
و (الغانية) فاعلة من الغنى بكسر الغين المعجمة والقصر، ضد الفقر:(صفة تمدح بها) أي بتلك الصفة (المرأة) نائب فاعل تمدح لأنه مجهول، أي تمدح العرب النساء بذكر هذا الوصف وهو الغانية في حقهن، ونبه على حقيقته بقوله:(الأصل فيه) معنى المرأة (الغانية أنها) أي الغانية (ذات) أي: صاحبة (الزوج) ، أي المتزوجة التي استغنت بزوجها، واقتصرت عليه. ويشهد لذلك قول جميل:
أحب الأيامى إذ بثينة أيم
…
وأحببت لما أن غنيت الغوانيا
وبه صدر الجوهري وأنشد البيت. قال: وقد تكون الغانية التي غنيت بحسنها وجمالها، وزاد بعضهم عن الزينة. وقال المجد: والغانية «المرأة» التي تطلب ولا تطلب، أو الغنية بحسنها عن الزينة، أو التي غنيت ببيت أبويها ولم يقع عليها سباء أو الشابة العفيفة ذات زوج أم لا، والجمع: غوانٍ.