الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(باب في الحلي)
هذا (باب في الحلي) ، بكسر الحاء المهملة على القياس، والضم لغة مشهورة، جمع حلية بالكسر، ولا نظير له إلا لحية بالكسر، قالوا في جمعه لحى بالكسر والضم أيضًا. والحلية: الخلقة والصورة، وحلاة: وصفة وذكر حليته، تحلية:
(إذا كان الرجل عظيم الجبهة) أي كبيرها واسعها بحيث تمتاز تمييزًا ظاهرًا (فهي أجبه) والمرأة جبهاء، وقد جبه كفرح جبها محركة. وقيل: الأجبة: الحسن الجبهة، وقيل: الناتئها، أي البارزها. (فإذا كان شعر رأسه سائلًا في وجهه) بحيث لا يتجاوز منابته المعتادة (حتى تضيق به) - أي بالشعر (الجبهة) والقفا، أي ينبت فيهما فيضيقهما، (فهو أغم) بالغين المعجمة، وربما قالوا: أغم القفا وأغم الوجه، وربما جمعوا بينهما. وأنشدني غير واحد من الشيوخ مرارًا قول الشاعر:
أقلي عليك اللوم وارعي لمن رعى
…
ولا تجزعي من أن أصاب فأجزعا
ولا تنكحي إن فرق الله بيننا
…
أغم القفا والوجه ليس بأنزعا
ضروبًا بلحييه على زور صدره
…
إذا القوم هشوا للفعال تقنعا
والمرأة غماء، وقد غمم كفرح غمما محركة: أي سال شعر رأسه حتى ضاقت جبهته وقفاه.
(فإذا كان شعر رأسه كثيرًا) ، ولم يتجاوز منابته المعتادة (فهو أفرع والمرأة فرعاء) وقد فرع بفتح الفاء وكسر الراء وبالعين المهملتين فرعًا محركة، وكأنه ذكر وصف الأنثى هنا، وإن كان الأغلب عليه تركها لأن المذكر بالحمل عليها، إذ لا يقال أفرع إلا إذا كثر شعر رأسه خاصة دون غيره من شعره. قال الجوهري: الفرع بالتحريك مصدر الأفرع، وهو التام الشعر. وقال ابن دريد: امرأة فرعاء: كثيرة الشعر. قال: ولا يقال للرجل إذا كان عظيم اللحية أو الجمة، وإنما يقال: رجل أفرع لضد الأصلع، وربما يشعر به إتيان المصنف بالأصلع بعده. والله أعلم.
(فإذا انكشف رأسه من الشعر) قضيته انكشاف الرأس كله، والمشهور في الصلع أنه انحسار الشعر عن مقدم الرأس فقط كما في الأمهات اللغوية، وسببه نقصان مادة الشعر في تلك البقعة وقصورها عنها كما بينه المجد وغيره، (فهو أصلع) ، والمرأة صلعاء وقد صلع بفتح الصاد وكسر اللام وبالعين المهملتين صلعًا محركة.
(فإذا انحسر) بالمهملات أي انكشف (الشعر عن جانبي) أي ناحيتي (ناصيته) بكسر الصاد المهملة، هي قصاص الشعر، ويقال لها ناصاة،
ويطلقون الناصية على مقدم الرأس كثيرًا (يمينًا وشمالًا) بيان للجانبين أي انحسر عن اليمين وعن الشمال (فهو أنزاع، وقد نزع كفرح بفتح النون وكسر الزاي المعجمة وبالعين المهملة نزعًا، والمرأة يقال لها زعراء، وقد زعرت بالزي والعين والراء المهملتين، ولا تقل نزعاء كما نبهوا عليه، ولا ينافي كلام المصنف قولهم: النزع: انحسار الشعر من جانبي الجبهة، لأن أعلى الجبهة هو الناصبة، والله أعلم.
(فإذا زاد) الانحسار (قليلًا فهو أجلح) بالجيم والحاء المهملة بينهما لام، والمرأة جلحاء، وقد جلح كفرح. قال ابن القطاع: الجلح فوق النزع، وأولها النزع، ثم الجلح، ثم الصلع. وذكر مثله أبو منصور الثعالبي في فقه اللغة. ويقال أجلح الجبين أي حسنه، وقد تبدل الحاء هاء فيقال أجله، وقد يقال أجلى معتلًا أيضًا.
(فإذا كان طويل الحاجبين دقيقهما) بدال وقافين (فهو أزج) والمرأة زجاء وقد زج زججًا محركة، واشترط الزمخشري في الأساس الاستقواس والامتداد في الزجج. وتابعه شراح التلخيص، وصوبه صاحب «تحفة العروس» وبسطه، ونقلت خلاصة ما قالوا في شرح شواهد التلخيص وغيره.
(فإذا كان متصل الحاجبين) بحيث لم يكن بينهما بياض أصلًا، بل نبت
الشعر بينهما أيضًا (فهو أقرن) والمرأة قرناء وقد قرن بفتح القاف وكسر الراء المهملة قرنًا محركة، فلو أسندت القرن إلى الحواجب قلت: مقرون الحواجب لا أقرنها عند الفصحاء، قال ثابت في كتاب خلق الإنسان: رجل أقرن، وامرأة قرناء، فإذا نُسب للحاجبين قالوا: مقرون الحاجبين ولا يقال: أقرن الحجبين. قلت: وكلامهم ربما يومئ إليه وإن لم يصرحوا به، فإنهم يقولون: الأقرن هو المقرون الحاجبين كما في الصحاح والقاموس وغيرهما، وقد نقل كلام ثابت غير واحد وسلموه، واقتصر عليه الخفاجي في شرح الشفا وغيره من كتبه.
(فإذا انقطعا) أي: الحاجبان (فكان ما) أي الموضع الذي (بينهما نقيًا من الشعر فهو أبلج) بالموحدة والجيم، وقد بلج كفرح بلجا محركة: إذا لم يكن مقرونًا كما في الصحاح وغيره.
(فإذا كان عظيم العينين) أي كبيرهما (فهو أعين) والمرأة عيناء، ومنه {وحور عين} ، وقد عين كفرح عينًا محركة: عظم سواد عينيه في سعة كما في القاموس وغيره.
(فإن كان في عينيه نتو) بضم النون والفوقية وشد الواو أي علو وارتفاع (وظهور) كعطف التفسير (قيل: رجل جاحظ العينين، والمرأة جاحظة) بالهاء، وقد جحظت العين بفتح الجيم والحاء والظاء المشالة كمنع: خرجت مقلتها أو عظمت وبه سمي «الجاحظ» المشهور عالم المعتزلة وشيخ العربية، قالوا: لم ير من زمن المعيدي إلى زمنه أقبح منه، ولذا قال فيه القائل كما أنشدنيه شيخنا ابن الشاذلي:
لو يسمخ الخنزير مسخًا ثانيًا
…
ما كان إلا دون قبح الجاحظ
رجل ينوب عن الجحيم بوجهه
…
وهو القذى في عين كل ملاحظ
(فإن كان واسع العينين حسنهما فهو أنجل) بالنون والجيم (والمرأة نجلاء) وقد نجل كفرح نجلًا محركة. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي:
مثلت عينك في حشاي جراحةً
…
فتشابها، كلتاهما نجلاء
(فإذا كان شديد سواد الحدقة فهو أدعج) والمرأة دعجاء، وقد دعجت دعجًا محركة، ودعجة بالضم، وزعم بعض أن الدعجة زرقة في بياض لقول الشاعر:
يا رب إن العيون السود قد فتكت
…
فينا، وصالت بأسيافٍ من الدعج
قال: لأن السيوف زرق، وهو غلط واضح، لأن التشبيه في الفتك لا اللون، على المعروف في السيوف أنها البيض، والزرق السهام كقول امرئ القيس:
ومسنونةٌ زرقٌ كأنياب أغوال
وقد زدته إيضاحًا في شرح القاموس وغيره.
(فإن كان سوادهما) - أي العينين، مراعاة لما تقدم، وفي نسخة سوادها - أي الحدقة (خفيفًا) ليس ببالغ (لإهو أشهل) بالشين المعجمة والهاء، والمرأة شهلاء. قال المجد: الشهل محركة، والشهلة بالضم: أقل منا لزرقة في الحدقة وأحسن منها، أو أن تشرب الحدقة حمرة وليست خطوطًا كالشكلة، ولكنها قلة سواد الحدقة، حتى كأنه يضرب إلى الحمرة، شهل كفرح، واشهل اشهلالًا، والنعت أشهل وشهلاء.
(فإذا كان سواد عينيه مائلًا إلى جهة أنفه فهو أقبل) بالقاف والموحدة، وهي قبلاء، وقد قبل كفرح قبلًا محركة، وذكر المجد فيها أقوالًا فقال: القبل محركة في العين: إقبال السواد على الأنف، أو مثل الحول أو أحسن منه، أو إقبال إحدى الحدقتين على الأخرى، أو إقبالهما على عرض الأنف أو على المحجر أو على الحاجب، أو إقبال نظر كل من العينين على صاحبتها. وقد قبلت كفرح ونصر، واقبلت واقبلالًا، واقبالت اقبيلالًا.
(فإذا كان صغير حجم العينين ضعيف البصر) أي الإبصار، أي لا يبصر إلا قليلًا (فهو أخفش) بالخاء والشين المعجمتين بينهما فاء، وقد خفش كفرح، واشترط المجد أن يكون ذلك خلقة، وقيل: هو فساد في الجفون بغير وجع، وقد يطلق الأخفش على الذي لا يبصر نهارًا، وعلى الذي يبصر أيام الغيم دون الصحو.
(فإذا كان في أنفه ارتفاع واستواء فهو أشم) بالشين المعجمة، والمرأة
شماء، وقد شمم كفرح شممًا محركة. (فإن ارتفع وسط أنفه) محركة، ويجوز الفتح على ما أسلفنا (عن طرفيه) تثنية طرف محركة (فهو أقنى، والمرأة قنواء) ، وقد قني كرضي، قنى، محركة مقصورًا: إذا ارتفع أعلى أنفه واحدودب وسطه كما في القاموس وغيره.
(فإن صغرت أرنبته) بفتح الصاد المهملة وضم الغين المعجمة، أي كانت صغيرة (وقصر) بفتح القاف وضم الصاد المهملة (أنفه فهو أذلف بالذال المعجمة (والمرأة ذلفاء) وقد ذلف كفرح ذلفًا. قال المجد: الذلف محركة: صغر الأنف واستواء الأرنبة، أو صغره في رقه، أو غلظ واستواء في طرفه.
(وإن قصر أنفه ومالت أرنبته فهو أخنس) بالخاء المعجمة والسين المهملة بينهما نون، (والمرأة خنساء) وقد خنس كفرح، وفي المصباح خنس الأنف كفرح: انخفضت أرنبته. وقال المجد: الخنس محركة: تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأرنبة.
(فإن عرض) بفتح العين وضم الراء المهملتين وبالضاد المعجمة الأنف، أي كان عريضًا (وتطامنت) أي انخفضت (قصبته فهو أفطس) بالفاء والطاء والسين المهملتين، (والأنثى فطساء)، وقد فطس كفرح فطسًا وفطسةً محركتين. قال المجد: الفطس: تطامن قصبة الأنف وانتشارها وانفراش الأنف في الوجه.
(فإن كان مقطوع الأنف فهو أجدع) بالجيم والدال والعين المهملتين، والمرأة جدعاء، وقد جدع كفرح جدعًا محركة، وجدعه غيره: إذا قطعه. وكونه المقطوع الأنف هو المشهور، وقيل هو المقطوع الأنف أو الأذن، أو اليد، أو الشفة، أو الأطراف كما أشار إليه المجد وغيره.
(وإن كان في الشفة العليا) مؤنث الأعلى (شق) بفتح الشين المعجمة وشد القاف هو القطع على الطول (فهو أعلم) والمرأة علماء. وقد علم كفرح علمة بالضم: إذا انشقت شفته العليا.
(فإن كان ذلك في الشفة السفلى) مؤنث الأسفل (فهو أفلح) بالفاء واللام والحاء المهملة، والمرأة فلحاء. وقد فلح كفرح فلحًا محركة. وأنشدني شيخنا ابن المسناوي مراتٍ للزمخشري:
وأخرني دهري وقدم معشرًا
…
على أنهم لا يعلمون وأعلم
ومن خبر الأيام يعلم أنني
…
أنا الميم، والأيام أفلح أعلم
المراد أنها لا تنطق به ولا تقدمه، لأن المشقوق الشفتين لا ينطق بالميم كما هو ظاهر.
(فإن كان في شفتيه سواد) مستحسن كما قيده به في القاموس بحيث لا يخرج عن الحمرة البالغة (فهو ألعس وألمى) هما متقاربان، لأن اللمى سمرة في الشفة مستحسن كاللعس، (والمرأة لعساء) ، وقد لعس بكسر العين وبالسين المهملتين كفرح لعسًا محركة (ولمياء) أي سمراء الشفة، وقد لميت كرضي، لمى محركة، وقد تثلث، وقد يقال لمى كرمى، لميًا كرقي.
(فإن كان واسع الفم فهو أفوه) والمرأة فوهاء، وجاءوا بالهاء في الصفات ردًا للأصل، لأن أصل الفم فاه، وألفه واو لجمعه على أفواه،
ولقولهم في الوصف أفوه وفوهاء، وأفمام ليس له مفرد كما أوضحناه في شرح نظم الفصيح، وفي القاموس إيماء إليه، وكلمناه في شرحه.
(فإذا تقدمت ثناياه) جمع ثنية، والمراد هنا التثنية لا الجمع، لأنها لا تذكر في الغالب إلا جمعًا، أي ثنيتاه (السفلى ولم تقع عليها العليا فهو أفقم) بالفاء والقاف، وهي فقماء، وقد فقم كفرح فقمًا محركة. وما ذكره المصنف هو الذي في الصحاح والنهاية وجماهير الدواوين اللغوية، وعكس ذلك في القاموس، فقال: الفقم محركة: تقدم الثنايا العليا، فلا تقع على السفلى، وقد بينت في شرحه أنه وهم بلا مرية. والله أعلم.
(فإذا تباعد ما بين الثنايا) وبقيت فرجة بينهما (فهو أفلج) بالفاء والجيم، والأنثى فلجاء، وقد فلج كفرح فلجًا محركة وزعم المجد أنه لا يقال أفلج مجردًا، بل لابد من ذكر الأسنان فيقال: أفلج الأسنان أو أفلج الثنايا، أما مجردًا فلا يقال، وقد بحث فيه الخفاجي في شرح الشفا كما بينته في شرح القاموس وغيره، وإن نقله الجوهري عن ابن دريد ففيه نظر.
وفي نسخه: فإن تباعد ما بين أسنانه، والكل صحيح. وقد يطلق الفلج على الكل، إلا أنه ما بين الثنايا مستحسن، وفي الأسنان كلها مستقبح كما أوضحوه في شروح الشمائل والشفا والمواهب وغيرها. والله أعلم.
(فإذا اختلفت أسنانه) وبين الاختلاف بقوله: (فطال بعضها وقصر بعضها فهو أشغى) بالشين والغين المعجمتين، والأنثى شغواء، وقد شغي كرضي، شغى محركة: إذا زادت السن على غيرها، وخالف منبتها منبت غيرها، وقال ابن فارس: الشغى: أن تتقدم الأسنان العليا على السفلى. وقال المجد: الشغي اختلاف نبتة الأسنان بالطول والقصر والدخول والخروج، شغت سنه تشغو فهي شاغية، وشغي هو كرضي ودعا، فهو أشغى، وهي شغواء وشغياء.
(فإن علت أسنانه) بالنصب مفعول مقدم، وفاعله (خضرة، فهو أقلح) ، بالقاف والحاء المهملة، والأنثى قلحاء، وقد قلح كفرح قلحًا محركة وعبارة المصباح أعم من الخضرة لأنه قال: قلحت الأسنان قلحًا كتعب: تغيرت بصفرة أو خضرة، وقصره المجد على الصفرة فقال: القلح محركة: صفرة الأسنان: وهو الذي في النهاية وغيره.
(فإذا كان لسانه يتردد في كلامه) فلا ينطق إلا بكلفةٍ (فهو أرت) بالراء المهملة والفوقية، والأنثى رتاء، وقدرت كفرح رتتًا محركة، والاسم الرتة بالضم، وهي حبسة في اللسان، وعن المبرد: هي كالرتج تمنع أول الكلام فإذا جاء شيء منه اتصل.
(فإذا كان يتردد في التاء) المثناة الفوقية (فهو تمتام) بالفوقية والميم.
وأنشدنا شيخنا ابن الشاذلي من قصيدةٍ لربيعة الرقي:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى
…
يزيد سليم، والأغر بن حاتم
يزيد سليم سالم المال، والفتى
…
أخو الأزد للأموال غير مسالم
فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله
…
وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
فلا يحسب التمتام أني هجوته
…
ولكنني فضلت أهل المكارم
وهي طويلة عجيبة أوردتها في حواشي المرادي وغيره.
(فإن تردد في الفاء فهو فأفاء) بفاءين وهمزتين ممدودًا. وأنشدني شيخنا الإمام ابن المسناوي:
جاذبته والسكر يجذب قوله
…
بتلجلجٍ كتلجلج الفأفاء
(فإن كان يخرج الحرف من غير مخرجه مثل أن يجعل الراء غينًا أو نحو ذلك) كأن يجعل السين مثلثة (فهو ألثغ) بالثاء المثلثة والغين المعجمة، وقد يقال بالمهملة أيضًا كما حكاه في القاموس.
(فإن كان عظيم اللحية) بكسر اللام وسكون المهملة، وهو الشعر النابت على الخدين والذقن (فهو ألحى) ولحياني أيضًا: عظيم اللحية طويلها. (فإن قصر شعرها وكثر) بضم المثلثة (فتلك) الحالة أو الهيئة التي دل عليها المقام (الكثاثة) بفتح الكاف والمثلثة، والكثوثة بالضم أيضًا. (يقال: رجل كث اللحية) بفتح الكاف وشد المثلثة، وقد كثت لحيته كضرب وفرح:
إذا اجتمع شعرها وكثر نبته في غير طول. (فإن لم يكن في عارضيه) تثنية عارض، وهو صفحة الخد - شيء من الشعر، وفي نسخة مصححة (شعر) وهي أنص على المراد - (فهو ثط) بفتح المثلثة وشد الطاء المهملة، وفسره المجد والجوهري بالكوسج. وقال السهيلي في الروض: الثط: الذي لا لحية له.
(فإن كان له شارب) وهو الشعر الذي يسيل على الفم (وليس في ذقنه) بفتح الذال المعجمة والقاف والنون: هو مجتمع اللحيين من أسفلهما (ولا عارضيه شيء) من الشعر (فهو كوسج) فسره الجوهري بالأثط. وقال المجد: إنه معروف. وقال الأزهري: الكوسج لا أصل له في العربية. وقال بعضهم: هو معرب وأصله «كوسق» . وقال ابن القوطية: كسج كفرح: لم تنبت له لحية. وهو ظاهر في كونه عربيًا، وحكى المجد فيه الضم أيضًا، والله أعلم.
(فإن لم يكن في وجهه شعرٌ) باللكلية (فهو سناط) بضم السين المهملة وكسرها وآخره طاء مهملة. وما ذكره المصنف صدر به المجد في القاموس فقال: السناط بالكسر والضم: كوسج لا لحية له أصلًا، أو الخفيف العارضين ولم يبلغ حال الكوسج، أو لحيته في الذقن وما في العارضين شيء.
(ومن) بعض (نعوت خلق الإنسان: الجنأ) بفتح الجيم والنون والهمزة مقصورًا، هو انكباب الظهر على الصدر، يقال: رجل أجنأ كأحمر، وجنيء كفرح: أشرف كاهله على صدره. (والقعس) بفتح القاف والعين وبالسين
المهملتين (خروج الصدر ودخول الظهر). (وهو) أي القعس (ضد الحدب) بفتح الحاء والدال المهملتين. فالحدب خروج الظهر ودخول الصدر، وقد حدب كفرح فهو أحدب وهي حدباء. (والصكك) بالصاد المهملة وكافين محركًا (اصطكاك الركبتين) بأن تصك إحداهما الأخرى، وهو أصك، وهي صكاء، وقد صكك كفرح.
(والفحج) بفتح الفاء والحاء المهملة آخره جيم: (تباعد ما بين الساقين)(ويقال) في الوصف منه: (رجل أفحج). وكان عليه أن يذكر الوصف من الصكك أيضًا، وإحالته على الشهرة أو القياس بعيد، وقد ورد في وصف الدجال ومن يهدم الكعبة، وفسروه بأنه تباعد ما بين الرجلين، وهو قريب من كلام المصنف.
(والوكع) محركة: (ميل) مرحكة أيضًا (إبهام الرجل على الأصابع الباقية من الرجل (وذلك) أي وصف الوكع (أن تركب) بالفتح مضارع ركب كفرح. أي تعلو (الإبهام) فاعله (على السبابة حتى يرى شخص أصلها) أي الإبهام (خارجًا) أي بارزًا متميزًا كالعقدة. ولو قال «أصله» بالتذكير ليعين كون الضمير راجعًا إلى الإبهام لأنه يذكر، فيختار هنا لإزالة اللبس كما فعل صاحب القاموس - لأجاد. والرجل أوكع، والمرأة وكعاء، وقد وكع كفرح.
(والفدع) بفتح الفاء والدال وبالعين المهملتين: (اعوجاج القدم وذلك) الاعوجاج (أن تميل) أي القدم (من أصلها من الكعب) بالفتح، وهو العظم الناشز عند مفصل الساق والقدم من جانبيها (وطرف الساق) وهو ما مبين الكعب
والركبة. وفي التوشيح: الفدع: زوال المفصل من الساق. وظاهر المصنف أنه خاص بالرجل، والمشهور في الدواوين أن يكون في الأرساغ سواء كانت في الأيدي أو الأرجل، حتى ينقلب الكف أو القدم إلى إنسيها. وقال الجلال في شرح شواهد المغني: الفدع: ميل من أصل القدم عند الكعب بينهما وبين الساق وهو في الأكف ميل بينها وبين الذراع عند الرسغ. وقد فدع كفرح، فهو أفدع، وهي فدعاء.
(والحنف) بفتح الحاء المهملة والنون: (إقبال) هو الصحيح، وفي نسخة: ميل وليس ببعيد، لكن الأول هو الموافق لعبارتهم، ويؤيده قوله:(إحدى) بالتأنيث (القدمين على الأخرى)، ولو كان ميل لجاء بـ «إلى» بدل «على» فدل على أن نسخة «إقبال» هي الأصل المصحح. (يقال) في الوصف:(رجل أحنف، وامرأة حنفاء) وقد حنف كفرح، قال في المصباح: الحنف: الاعوجاج في الرجل إلى داخل هو مصدر من باب تعب، فالرجل أحنف، وهو الذي يمشي على ظهور قدميه. زاد في القاموس: من شق الخنصر.