الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في العسل]
هذا باب، وفي نسخة مصححة (فصل في العسل)، ولكل وجهة. قال المجد: العسل محركة: لُعاب النحل، أو طل خفي يقع على الزهر وغيره فتلقطه النحل، وهو بخار يصعد فينضج في الجو فيستحيل فيغلظ في الليل فيقع عسلًا. وقد يقع العسل ظاهرًا فيلقطه الناس، وأفردت لمنافعه وأسمائه كتابًا، ويؤنث. قلت: تفسيره بلعاب النحل وهو الذي عليه أئمة اللغة، وما بعده من الاحتمالات آراء للحكماء لا اعتداد بها ولا تعرفها العرب الذي مبني الكلام على أوضاعهم، فلا معنى لتفسير كلامهم بما لا يعرفون من البخار والطل وغيرهما، والكتاب الذي أفرده سماه «ترقيق الأسل لتصفيق العسل» وقد تتبعته فرأيته ذكر فيه من أسمائه ثمانين اسمًا وأبدع في جمعه وترتيبه، وقوله: وقد يؤنث، ظاهر في أن التذكير أغلب عليه وليس كذلك، بل قال القزاز إنه لا يقال إلا مؤنثًا، والحق أن التأنيث أكثر فيه وأغلب عليه كما في المصباح والصحاح وغيرهما، وقد أشبعت كلامه أيضًا في حواشيه، والله أعلم.
(الأري) بفتح الهمزة وسكون الراء وتحتية: (العسل) ، (والمأذى)
بفتح الميم وسكون الهمزة وتسهل، وكسر الذال المعجمة وياء نسبة، (العسل الأبيض) قاله في الصحاح وأنشد:
في سماعٍ يأذن الشيخ له
…
وحديث مثل ماذي مشار
وأنشدني غير واحد:
هو العسل الماذي لينًا وشيمةً
…
وليث إذا يلقى الدو غضوب
(وكذلك الضرب) بفتح الضاد المعجمة والراء وموحدة: أي هو العسل الأبيض كما أفاده قوله «وكذلك» ، قيده ابن مالك بكونه الأبيض الغليظ، كما في جوابه عن حديث «غير الدجال أخوفني عليكم» وهو الموافق لقول الجوهري: الضرب بالتحريك. العسل الأبيض الغليظ يذكر ويؤنث، قال الهذلي:
وما ضرب بيضاء يأوى مليكها
…
إلى طنف أعيا براقٍ ونازل
(والضريب) كأمير (أيضًا) ثبت في بعض النسخ المصححة وهو ساقط في الأكثر وفي النظم، وأغفله الجوهري والمجد وغيرهم، لكن ذكره
المجد في «ترقيق الأسل في أسماء العسل» ، وزاد فيه. وفي القاموس: الضرب بالفتح، قال: والتحريك أشهر، والله أعلم.
(والدبس) بكسر الدال وبالسين المهملتين بينهما موحدة ساكنة: (عسل التمر) بفتح الفوقية، (ويسميه أهل الحجاز الصقر) بالفتح كاسم الطائر، وفي الصحاح: الصقر: الدبس عند أهل المدينة، يقال: رطب صقر للذي يصلح للدبس.
(والشور) بفتح الشين المعجمة وسكون الواو وراء (اجتناء العسل)، أي: أخذه من أجبابه، (يقال: شرت العسل) ثلاثيًا كقمت، (وأشرته) رباعيًا، (واشترته) كافتعلت:(إذا أخذته من أجباحه) ، جمع جبح بفتح الجيم وسكون الموحدة وحاء مهملة، وقد يثلث أوله كما في القاموس وغيره، وإن أغفله في الصحاح. (والخلايا: الأجباح، واحدتها خلية) ، بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام وشد التحتية وهاء تأنيث: هو بيت النحل الذي يعسل فيه. وذكروا من أسماء العسل «المزج» بكسر الميم وسكون الزاي، وفي الصحاح أنه بالفتح. قال المجد: المزج الخلط، وبالكسر: اللوز المر والعسل، وغلط الجوهري في فتحه، أو هي لغة، وقد أنشد الجوهري:
فجاءوا بمرج لم ير الناس مثله
…
هو الضحك، إلا أنه عسل النحل
ومن أسمائه «الشوب» ، لأنه مزاج الأشربة، من شابه: خلط كما في المصباح. وقد نقل أسماءه في «المزهر» ، وزدت عليها في «المسفر» . والله الموفق سبحانه.