المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[باب في الآلات وما شاكلها] - شرح كفاية المتحفظ تحرير الرواية في تقرير الكفاية

[ابن الطيب]

فهرس الكتاب

- ‌[شرح مقدمة كفاية المتحفظ]

- ‌[فوائد لغوية]

- ‌الفائدة الأولى:

- ‌الفائدة الثانية:

- ‌الفائدة الثالثة:

- ‌الفائدة الرابعة:

- ‌الفائدة الخامسة:

- ‌الفائدة السادسة:

- ‌الفائدة السابعة:

- ‌الفائدة الثامنة:

- ‌الفائدة التاسعة:

- ‌الفائدة العاشرة:

- ‌[الغريب]:

- ‌[الحوشي والغريب من الألفاظ]:

- ‌[الاستشهاد في اللغة]:

- ‌وها هنا تنبيهات يحتاج إلى تحصيلها الهمم العالية، والقرائح النبيهات:

- ‌[التنبيه] الأول:

- ‌التنبيه الثاني:

- ‌التنبيه الثالث:

- ‌التنبيه الرابع:

- ‌[باب في صفات الرجال المحمودة]

- ‌[فصل في ألفاظ الحماسة والإقدام]

- ‌[صفات الرجال المذمومة]

- ‌[صفات النساء المحمودة]

- ‌[صفات النساء المذمومة]

- ‌فصلتذكر بعض الألفاظ الدالة على الزوجة

- ‌[باب في مخالطة النساء]

- ‌(معرفة حلي النساء)

- ‌(باب ما يحتاج إلى معرفته من خلق الإنسان)

- ‌[ترتيب أزمان الآدمي]

- ‌فصلفي ترتيب أزمان الإناث

- ‌(باب في الحلي)

- ‌بابفي أسماء الإبل باختلاف الأزمنة والسنين

- ‌هذا فصلفيه تفاصيل عجيبة تتعلق بالإبل

- ‌[من صفات الإبل]

- ‌فصليتعلق بأعداد الإبل

- ‌هذا بابفي ألوان الإبل

- ‌هذا بابفي أنواع سير الإبل

- ‌[باب في الخيل]

- ‌[ومن عدو الخيل]

- ‌فصل في أسماء بعض المشاهيرمن الخيل وأنسابها

- ‌هذا فصلفي بعض ألوان الخيل

- ‌هذا بابفي أسماء جماعات الخيل

- ‌(أسماء الخيل في السباق)

- ‌[باب في أسماء الحرب]

- ‌[باب في السلاح]

- ‌[من صفات السيف المذمومة]

- ‌هذا فصليتعلق بأطراف السيف ونحوها

- ‌صفات الرماح

- ‌[باب في السهام]

- ‌[باب في الدروع والبيض]

- ‌[باب في السباع والوحوش]

- ‌[باب في الظباء]

- ‌[باب في البقر الوحشية]

- ‌[باب في الحمير الوحشية]

- ‌[باب في النعام]

- ‌[باب في الطير]

- ‌[باب في النحل والجراد والهوام وصغار الدواب]

- ‌[باب في نعوت القفار والأرضين]

- ‌[باب في الرمال]

- ‌[باب في الجبال والأماكن المرتفعة والأحجار]

- ‌[باب في المحال والأبنية]

- ‌فصلله تعلق بالباب

- ‌[باب في الرياح]

- ‌[باب في السحاب]

- ‌[باب في المطر]

- ‌[باب في السيول والمياه]

- ‌باب في النبات

- ‌هذا فضلله تعلق بالنبات

- ‌هذا باب في أشجار الحاضرة ونباتها

- ‌[باب في النخل]

- ‌[باب في الأطعمة]

- ‌[هذا فصل يتعلق بالأكل]

- ‌[باب في الأشربة]

- ‌[فصل في اللبن]

- ‌[فصل في العسل]

- ‌[باب في الخمر]

- ‌[باب في الآنية]

- ‌[باب في اللباس]

- ‌هذا فصل له تعلق باللباس

- ‌[باب في الطيب]

- ‌[باب في الآلات وما شاكلها]

الفصل: ‌[باب في الآلات وما شاكلها]

[باب في الآلات وما شاكلها]

هذا (باب في الآلات) جمع آلة، وهي ما اعتملت به من أداة، تكون واحدًا وجمعًا، أو هي جمع بلا واحد، أو واحد وجمعه آلات. قاله في القاموس، وكلامه الأخير هو المشهور، (وما شاكلها) أي: ماثل الآلات من الأواني المحتاج إليها. (المحلات) بضم الميم جمع محلة اسم فاعل من أحلت صاحبها أين شاء، أي: أنزلته لعدم احتياجه لأحد في المهمات التي يفتقر إليها المسافر ونحوه: (القربة) بالكسر: السقاء من الجلد كما مر. (والفأس) بالفتح مهموزًا ويسهل: آلة للحفر ونحوه معروفة. (والقداحة) بفتح القاف والدال المهملة المشددة وألف وحاء مهملة وهاء تأنيث، وقد تحذف الهاء كما في الصحاح والقاموس: الحجر الذي يوري النار. (والدلو) بالفتح: آلة السقى. و (الشفرة) فتح الشين المعجمة وتكسر وسكون الفاء: السكين العظيم، أو الذي امتهن في العمل أو العريض، أو غير ذلك مما بسطناه في شرح القاموس وحواشي القسطلاني وغيرهما. (والقدر) بكسر القاف وسكون الدال المهملة وراء: آلة الطبخ المعروفة، ولا تلحقها هاء التأنيث - ولو صغرت على جهة الشذوذ كما نبه عليه في الصحاح، وإن كانت مؤنثة في المعنى كما نصوا عليه، وبه تعلم أن قول ناظم الأصل:

الدلو والقرية ثم الشفرة

قداحة والفأس ثم القدرة

ص: 597

من غلطه الواضح، وتقليده للكلام العامي الفاضح الذي يجل عنه من تجلى عى منصة التصنيف، وانتصب إمامًا مرفوعًا في محراب التأليف، والله أعلم. وقد نبهنا في غير كتاب على أن أسماء القدر كلها مؤنثة إلا المرجل كمنبر، وهو قدر من نحاس أو حجر، يقوم على رجل واحدة، فإنه مذكر كما نص عليه الزمخشري وغيره (سميت) هذه الآلات (محلات لأن من كانت معه حل)، أي: نزل (حيث شاء) من الأماكن، ولا يحتاج للقرب من أحد ليستعيرها، ولو قال: لأنها تحله أي: تنزله حيث شاء لإغنائها إياه عن العارية لكان أظهر في كونها محلات، والله أعلم. وذكروا من المحلات: الرحى.

قال الجوهري، قال أبو يوسف: المحلتان القدر والرحى، قال: فإذا قيل: المحلات، فهي القدر والرحى والدلو والشفرة والفأس والقربة، أي: من كانت عنده هذه الأدوات حل حيث شاء، وإلا فلابد له من أن يجاور الناس ليستعير منهم بعض هذه الأشياء. وأنشد:

لا يعدلن أتايون تضربهم

نكباء صربًا صحاب المحلات

أي: لا يعدلن أتاويون أحدًا بأصحاب المحلات، فحذف المفعول وهو مراد، ويروى: لا يعدلن على ما لم يسم فاعله، أي: لا ينبغي. وزاد فيها المجد فقال في القاموس: المحلتان: القدر والرحى، والمحلات هما والدلو والقربة والجفنة والسكين [والفأس] والزند. فالجوهريل - وإن زاد الرحى

ص: 598

إلا أنه أسقط القداحة. والمجد استوفى ما لها وزاد الجفنة، وهذه الآلات كلها أكيدة كما قالوا، والله أعلم.

(والكرزين) بالفتح كما هو قضية القاموس لإطلاقه، وضبطه الجوهري بالكسر وهو الصواب لحكمهم على نونه بالأصالة، وليس لهم «فعليل» بالفتح، فإن كانت النون زائدة أمكن جواز الوجهين، والله أعلم. وفيه أربع لغات: كرزين بكسر الكاف والزاي المعجمة بينهما راء ساكنة وبعد التحتية نون، وبحذف التحتية كزبرج، وإبدال النون ميمًا فيهما، وأنشد الجوهري لجرير:

وأورثك القين العلاة ومرجلًا

وإصلاح أخرات الفؤوس الكرزام

وفسره المصنف بقوله: (فأس عظيمة يقطع بها الشجر) وقال غيره: هي المسحاة. (والحدأة بفتح الحاء) والدال المهملتين والهمزة وهاء تأنيث: (الفأس التي لها رأسان) ، وجمعها حدأ بغير هاء، قاله الأصمعي، وأنشد للشماخ يصف إبلًا حداد الأسنان:

يباكرن العضاة بمقنعاتٍ

نواجذهن كالحدأ الوقيع

ونقله الجوهري وغيره، (وأما الحدأة بالكسر) كعنبة (فهي هذا الطائر المعروف) الذي قالوا: أنه أخس الطير وأخطفه لأطعمة الناس، لكن حكى أبو حيان فيها الفتح وحكى ابن سيده في المحكم فيها المد، والمعروف ما ذكر المصنف كما أوضحته في شرح القاموس وغيره، والله أعلم.

ص: 599

(والفعال) بكسر الفاء وفتح العين المهملة ككتاب: (هراوة الفأس) بكسر الهاء، أي: العصا التي تجعل في عين الفأس لينتفع بها، وتسمى النصاب أيضًا كما في القاموس وغيره، وأغفل الجوهري الفعال بهذا المعنى.

(والصاقور) بالصاد أفصح من السين، ولذلك اقتصر عليه الجوهري وغيره، وذكر غير واحد الوجهين:(فأس عظيمة تقطع بها الحجارة)، زاد الجوهري التي لها رأس واحد دقيق. وصقرت الحجارة صقرًا: كسرتها بالصاقور. (وهي) أي الصاقور أو الفرس العظيمة: (المعول) بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح الواو ولام كمنبر (أيضًا) فسرها في التوشيح بالمسحاة، وفي الصحاح بالفأس العظيمة التي ينقر بها الصخر، وفي القاموس بالحديدة التي تنقر بها الجبال.

(والفطيس) بكسر الفاء والطاء المشددة المهملة وبعد التحتية سين مهملة وزان «فسيق» : (المطرقة) بالكسر، آلة الطرق (العظيمة).

(والعلاة) بفتح العين المهملة واللام كقناة (زبرة الحداد) بضم الزاي وسكون الموحدة: الحديدة التي يطرق عليها، تكون تحت المطرقة (وهي) الزبرة أو العلاة (التي تسمى السندان) بفتح السين المهملة وسكون النون وبعد الدال المهملة ألف ونون زائدتان، ووزنه «فعلان» ، وضبطه بعضهم بالكسر وهو وهم. والله أعلم.

(والجبأة) بفتح الجيم والهمزة بينهما موحدة ساكنة آخره هاء تأنيث: (الخشبة التي يحذو) بالذال المعجمة كيدعو (عليها الحذاء) بالفتح مشدد الذال المعجمة: صانع الحذاء، أي: النعل (وتسمى) هذه الخشبة (القرزوم) بضم القاف والزاي بينهما راء ساكنة آخره ميم (أيضًا). قال الجوهري: الجبأة مثل الجبهة: القرزوم، وهي الخشبة التي يحذو عليها الحذاء، قال الجعدي:

ص: 600

في مرفقيه تقارب، وله

بركة زورٍ كجبأة الخزم

ثم الذي ضبطناه في القرزوم في أصول هذا الكتاب ما أسلفناه. وقال الجوهري نقلًا عن ابن دريد: القرزوم بالقاف مضمومة: لوح الإسكاف المدور، يشبه كركوة البعير. قال الجوهري: وهي بالفاء أعلى، واقتصر المجد على ذكره في الفاء ثم قال: أو هو بالقاف، والله أعلم.

(والميجنة) بكسر الميم وسكون التحتية المبدلة عن واو لوقوعها إثر كسرة وجعلها همزةً وهم سرى إلى الأذهان من استعمال الإجانة مهموزًا بمعناها، وهما مادتان مختلفتان: هذه من وجن بالواو والجيم، وتلك من أجن بالهامزة:(مدقة) بالكسر: آلة دق، (القصار) الذي يقصر الثياب أي بيضها، (وجمعها مواجن) بالواو لأن الجموع ترد الكلمات إلى أصولها.

(والبيزرة) بفتح الموحدة في أصولنا وهو مقتضى القاموس، وضبطه بعض بكسرها، وسكون التحتية وفتح الزاي والراء وهاء تأنيث في أصولنا كالصحاح، وبدونها في القاموس كالمبزر كمنبر، (أيضًا، وجمعها بيازر).

(والأسقية: زفاق الماء، واحدها) أي: الأسقية (سقاء) بالكسر، وهو جلد السخلة ونحوها إذا أجذعت يتخذ لسقي الماء ومخض اللبن ونحو ذلك.

(والوطاب) بالكسر زقاق اللبن، واحدها وطب، بفتح الواو وسكون الطاء المهملة وموحدة و (الأنحاء) بالفتح، (والحمت) بضم الحاء المهملة

ص: 601

الميم وفوقية (زقاق السمن) ، (الواحدة) من كل من الجمعين على طريقة اللف والنشر المرتب (نحى) بفتح النون وكسرها وسكون الحاء المهملة وتحتية راجع للأنحاء، (وحميت) بفتح الحاء المهملة وكسر الميم وبعد التحتية فوقية راجع للحمت بضمتين.

(وأصغر أوعية السمن) جمع وعاء أي: أوانيه (العكة) بالضم، (ثم المسأب) بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الهمزة وموحدة، وبعضهم يخصه بوعاء العسل، (ثم الحميت) كأمير، (وهو أكبر من المسأب) (ثم النحي) بالكسر والفتح (وهو أعظمها). وفي بعض الأصول الصحيحة وإن تركه ناظم الأصل:(والدنان) بالكسر: (زقاق الخمر، واحدها دن) بفتح الدال المهملة وشد النون وثبت في الأصول، وفي النظم قوله. (والدوارع: زقاق ***، واحدها دارع) بدل الدنان، وكان بعض شيوخنا ينكرها ويقول: *** الدراع بمعنى الزق بناء على أنه بالدال والراء والعين المهملات وهو إنكار صحيح، لكن الظاهر أنه بالذال المعجمة، وأن الواحد ذراع ككتاب لا دارع كما في الأصول والنظم، لأنه لا وجود له ولعله تحريف. قال الجوهري: الذراع: الزق الصغير يسلخ من قبل الذراع والجمع: ذوارع، وهي للشراب، ومثله في القاموس وغيره، وبه يعلم أن كلا من النسختين صحيح، والله أعلم.

(والشكاء) بكسر الشين المعجمة: (أسقية صغار تتخذ من مسوك) بالضم جمع مسك بالفتح وهو الجلد: أي من جلود (السخال) جمع سخلة بفتح السين المهملة وسكون الخاء المعجمة، وهي ولد الشاة ما كان، (والواحدة شكوة) بالفتح.

(والغرب) بفتح الغين المعجمة كخلاف الشرق: (الدلو العظيمة) ، ومنه

ص: 602

«فانقلبت غربًا» في حديث عمر، (والذنوب) بفتح الذال المعجمة:(الدلو أيضًا) وهو في القرآن (وكذلك السجل) بفتح السين المهملة وسكون الجيم ولام، (وقيل: لا يسمى دلوًا ولا ذنوبًا متى تكون مملوءة) ، وهو الذي جزم به فقهاء اللغة كأبي منصور الثعالبي وابن فارس وغيرهما. لكن عبارتهم: لا يقال للدلو سجل إلا إذا كان فيه ماء وإن قل، ولا يقال ذنوب إلا إذا كانت ملأى.

(والسلم) بفتح السين المهملة وسكون اللام: (الدلو التي لها عروة واحدة مثل دلاء أصحاب الروايا) جمع راوية وهي المزادة، وأصلها الجمل الذي يحمل المزادة ونحوه، ثم غلب على المزادة فصار حقيقة عرفية فيها، والمراد بأصحاب الروايا السقاءون. قال الجوهري: السلم بالفتح: الدلو لها عروة واحدة نحو دلو السقائين.

(والعرقوتان) تثنية عرقوة بالفتح فعلوة، وسبق في ترقوة أنه لا نظير لها غيرها وغير قرنوة وعنصوة وثندوة:(الخشبتان اللتان تعرضان على فم الدلو كالصليب) أي: مختلفتان.

(والوذم) بفتح الواو والذال المعجمة وميم: (السيور) من الجلد (التي بين آذان الدلو. وأطراف العراقي) كما في الصحاح قال والواحدة وذمة بالهاء.

ص: 603

(والعناج) بكسر العين المهملة وفتح النون وألف وجيم ككتاب: (حبل يشد تحت الدلو الثقيلة) أي الكبيرة فإنها إذا امتلأت تصير ثقيلة، فيخاف على أسفلها من الوقوع فيشد تحته العناج (ثم يشد) أي: يوصل شده، (إلى العراقي فيكون عونًا للوذم) وللعراقي أيضًا كما في الصحاح. فإذا انقطعت الأوزام أمسكها العناج. قاله الجوهري.

(والكرب) بفتح الكاف والراء وموحدة (أن يشد الحبل على العراقي ثم يثنى ثم يثلث) للتوثيق، ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفن الحبل الكبير قاله الجوهري والمجد وغيرهما.

وقد ذكرت هنا قول الحطيئة:

سيري أمام فإن الأكثرين حصى

والأكرمين إذا ما ينسبون أبا

قوم إذا عقدوا عقدًا لجارهم

شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا

أولئك الأنف، والأذناب غيرهم

ومن يسامي بأنف الناقة الذنبا

(والدرك) بفتح الدال المهملة والراء وقد تسكن كما حكاه المجد (حبل يجعل في طرف الحبل الكبير ليكون هو) أي الدرك (الذي يلي الماء ولا يعفن) مضارع عفن الحبل بفتح العين المهملة وكسر الفاء كفرح عفنًا وعفونة: إذا مسد بحيث يتفتت عند مسه كما في القاموس، أي لا يتغير ولا يفسد (الحبل) الكبير في الصحاح وغيره: الدرك قطعة حبل تشد في طرف الرشاء إلى عرقوة الدلو ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفن الرشاء،

ص: 604

وظاهره أنه مثل الكرب لأنهم جعلوه لحفظ الحبل الكبير كما أشرنا إليه. وكلام المجد كالصريح في التفرقة، بينهما، وأن الذي يحفظ الرشاء هو الدرك، والكرب للتوثيق، ولذلك يشد ثانيًا وثالثًا، والله أعلم.

(وفرغ الدلو) بفتح الفاء وسكون الراء وغين معجمة: (مصب الماء) أي مخرج الماء، أي: المكان الذي يصب فيه الماء من (بين العرقوتين).

(والرشاء) بكسر الراء وفتح الشين المعجمة ممدودًا: (الحبل، وجمعه: أرشية) وأنشدني بعض الشيوخ:

إذا جرى في كفه الرشاء

جرى القليب ليس فيه ماء

(والمقاط) بكسر الميم وفتح القاف وألف وطاء مهملة: (الحبل أيضًا، وجمعه: مقط) بضمتين. وزعم الجوهري أنه مقلوب من القماط، والصواب أن كل واحد لغة مستقلة لكمال التصرف لهما. (وكذلك الشطن) بفتح الشين المعجمة والطاء المهملة ونون، (وجمعه: أشطان).

(والمسد) بفتح الميم والسين وبالدال المهملتين: (الحبل من الليف) بالكسر، وهو خوص النخل والدوم ونحوه. وقد يطلق المسد على نفس الليف كما صدر به الجوهري، وهو ظاهر {حبل من مسد} ،والله أعلم. (والمغار) بضم الميم وفتح الغين المعجمة اسم مفعول:(الحبل الشديد الفتل). وأغاره: أحكم قتله. (وكذلك المحصد) كمكرم، من أحصد الحبل بالحاء والصاد والدال المهملات أحكم فتله. (والممر) هو في أصول هذا الكتاب، ونظمه بميمين وراؤه مشددة كاسم مفعول أمر، كأن فاتله أمره على يده أو نحو ذلك. وكذلك سمعناه من الشيوخ ولا وجود له في الدواوين التي وقفنا عليها

ص: 605

مع كثرتها وإنما قالوا: المر بالفتح كالمصدر مر الحبل مطلقًا، وأنشد عليه الجوهري قول الراجز:

ثم شددنا فوقه بمر

والمرير كأمير: ما لطف من الحبال وطال واشتد فتله، فما إخاله إلا تصحيفًا من واحد من هذين، والله أعلم. (والمحملج) اسم مفعول من حملج الحبل بفتح الحاء المهملة، واللام بينهما ميم ساكنة آخره ميم: إذا فتلته فتلًا شديدًا، قاله الجوهري، وأنشد عليه:

قلت لخودٍ كاعبٍ عطبول

مياسةٍ كالظبية الخذول

ترنو بعيني شادنٍ كحيلٍ

هل لك في محملجٍ مفتول؟

ويوجد في أصل صحيح والمجلحم مفعول من جلحم بالجيم والحاء المهملة وهو صحيح وإن أغفله ناظم الأصل كالجوهري. يقال: جلحم الحبل: إذا أحكم فتله، قاله في القاموس، ولعله مقلوب من حملج لاستوائهما في المادة أو كل أصل لكمال التصرف، والله أعلم. (وقوى الحبل) بضم القاف وفتح الواو وجمع قوة:(طاقاته) جمع طاقة (وكذلك آسانة، واحدها أسن) بضمتين، وأنشد الفراء لسعد بن زياد مناة:

لقد كنت أهوى الناقمية حقبةٌ

فقد جعلت آسان وصلٍ تقطع

ص: 606

وقيل: ومنه الماء الآسن لأنه المتغير بالحبال، ثم أطلق على المتغير مطلقًا، وفيه نظر.

(والمطمر) بكسر الميم وسكون الطاء المهملة وفتح الميم وراء، ويقال مطمار كمفتاح:(الخيط الذي يقدر) معلومًا (به البناء) بشد النون فاعله، ويجوز أن يقرأ يقدر مجهولًا، البناء مخفف مصدر من بنى بناء، وهو النائب عن الفعل، (وهو الإمام أيضًا) لأنهم يقتدون به كما يقتدى بالإمام، قال الجوهري: الإمام: خشبة البناء يسوى عليها البناء قال:

وخلقته حتى إذا تم واستوى

كمخة ساقٍ، أو كتمن إمام

قال الأصمعي يصف سهمًا، ألا ترى إلى قوله بعد:

قرنت بحقويه ثلاثًا، فلم يزغ

عن القصد حتى بصرت بدمام

(والبريم) بفتح الموحدة وكسر الراء وبعد التحتية ميم، ومثله المبرم كمكرم:(خيط فيه لونان تشده المرأة في وسطها) ، زاد الجوهري وعضدها، وأنشد الأصمعي:

إذا المرضع العوجاء جال بريمها

(والكر) بفتح الكاف وشد الراء: (الحبل الذي يصعد به على) - وفي نسخة إلى (النخل). (والرمة) بضم الراء وشد الميم وهاء تأنيث: (القطعة من

ص: 607

الحبل) وبها لقبته ذا الرمة. (والمحالة) بفتح الميم والحاء وألف ولام وهاء تأنيث، وقد تحذف الهاء، لغتان:(البكرة) بفتح الموحدة وسكون الكاف، ما يستقى عليها، (العظيمة التي يستقى بها الإبل). (والمحور) بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الواو وراء. (العود الذي في وسط البكرة) تدور عليه، (وربما كان) ذلك العود (من حديد). (والخطاف) بضم الخاء المعجمة وفتح الطاء المشددة المهملة وبعد الألف فاء:(هو الذي تجري فيه البكرة إذا كان من حديد)؛ واشترطوا فيها أن تكون حجناء، أي: معوجة كما في الصحاح والقاموس. (فإن كان من خشب فهو قعو) بفتح القاف وسكون العين المهملة وواو، (والسنة) بكسر السين المهملة وشد النون وهاء تأنيث:(الحديدة التي تشق بها الأرض للحرث) كما نقلها الجوهري عن أبي عمرو وابن الأعرابي، ونقلها السهيلي في الروض الأنف عن الأكثر. (وتسميها) أي السنة (العامة السكة) بالكاف بدل النون، ونسبتها إلى العامة عجيب مع أن الذي فسرها بالحديدة التي يحرث بها هو الأصمعي، ونقلها عنه الجوهري والسهيلي وغير واحد، وأوردها أرباب التآليف قاطبة، وإنما أنكرها أبو عبيد وحده، وقال: إن السكة بالكاف هي السطر من النخل، ففي نسبتها إلى العامة تأمل، إلا أن يقال المراد عامة للغويين، أو عامة الناس اشتهرت عندهم السكة بالكاف دون النون، فإنما يعرفها الخاصة، فإنه حينئذ ظاهر. وكلام الناظم غير سديد إلا أن يريد مناقشة المصنف، فإن كلامه محتمل، والله أعلم.

(والنير) بكسر النون وتحتية ساكنة وراء: (المضمد) بكسر الميم وسكون الضاد المعجمة وفتح الميم ودال مهملة، مشهور على الألسنة، ونظمه

ص: 608

ناظم الأصل، لكن خلت عنه دواوين اللغة التي بأيدينا، فهو من لغة العامة التي اشتهرت وليس لها أصل، فكيف يذكره وينسب السكة للعامة مع كونها لم يخل منها ديوان على العكس من المضمد. (وهي) أنث باعتبار ما بعده، وفي نسخ «وهو» باعتبار ما قبله أي النير:(الخشبة التي تجعل في عنق الثور) بالإفراد، وثناه الجوهري، قال في الصحاح: ونير الفدان: الخشبة المعترضة في عنق الثورين، وزاد المجد:«بأداتها» أي الخشبة بأداتها.

(والمنصحة) بكسر الميم وسكون النون وفتح الصاد والحاء المهملتين وهاء تأنيث (الإبرة) بالكسر: آلة الخياطة، (وهي) أي الإبرة (المخيط) كمنبر، (والخياط) بكسر الخاء المعجمة ككتاب (أيضًا). (] قال: نصحت الثوب) كمنع: (إذا خطته). (والناصح: الخياط) بفتح الخاء المعجمة وشد التحتية كالنجار ونحوه. (والنصاح) بالكسر (الخيط).

(والماوية) كأنها نسبة إلى الماء لصفائها، وكأن القياس أن يقال ما هي بالهاء إن اعتبر الأصل، أو مائي بالهمزة أن اعتبر اللفظ المنسوب إليه دون أصله، لكنهم شبهوه بما همزته عن ياء أو واو، أو شبهت الهاء بحروف المد واللين فهمزت ثم خففت، وجزم ابن هشام في شرح الكعبية بأن النسبة إلى الماء مائي وماوي، وناقشه البغدادي في الحاشية وأوردت ذلك في شرح القاموس، والله أعلم. وفسر الماوية بأنها:(المرآة) بالكسر لأنها آلة اللرؤية.

(والوليجة) بفتح الواو وكسر اللام وبعد التحتية حاء مهملة فهاء تأنيث: (الغرارة) بكسر الغين المعجمة ولا تفتح خلافًا لمن زعمه (وجمعها: ولائح

ص: 609

ووليح) بإسقاط الهاء فهو كاسم الجنس الجمعي. (وهي الجوالق) بضم الجيم وكسر اللام وفتحها وبكسر الجيم واللم معًا: معرب كواله كما في فتح الباري، أو جوال كما هو في الفارسية والتركية، وقد أنعمناه شرحًا في حواشي شفاء الغليل والقاموس وغيرهما (أيضًا، والجمع جوالق) بفتح الجيم وكسر اللام لا غيره.

(والكرز) بضم الكاف وسكون الراء وزاي (الجوالق الصغير). وفسره ابن السكيت بالخرج.

(والسلف) بفتح السين المهملة وسكون اللام وفاء: (الجراب) بالكسر (وجمعه: سلوف) بالضم كفلس وفنوس. (والعرق) بفتح العين المهملة والراء وقد تسكن (الزبيل) بفتح الزاي وكسر الموحدةكأمير: القفة أو الجراب. (والمشآة) بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وفتح الهمزة وألف وهاء تأنيث كمرآة: (زبيل من أدم) محركة، أي جلد، وقيدوه بزبيل يخرج به تراب البئر (والجمع مشاء) بالفتح كمراء، قال:

ولا ظللنا بالمشائي قيما

(والثفال) بكسر المثلثة: (الجلد الذي توضع عليه الرحى) فيطحن باليد ليسقط عليه الدقيق؛ ومنه قول زهير:

فتعرككم عرك الرحى بثفالها

ص: 610

(والجعال) بكسر الجيم وفتح العين المهملة (الخرقة) بالكسر، قطعة من ثوب أو نحوه أو غيرها، (تنزل) مجهولًا (به القدر)، نائبه عن النار لئلا تحرق منزلها؛ وأنشدني شيخنا أبو عبد الله بن الشاذلي:

إذ لا يبادر في الشتاء وليدنا

القدر ينزله بغير جعال

(والجئاوة) بكسر الجيم وفتح الهمزة والألف فواو فهاء تأنيث: (التي توضع فيها القدر إذا أنزلت) عن النار من جلد أو خصف أو نحو ذلك، وقد تطلق الجئاوة على وعاء القدر. (والوئية) بفتح الواو وكسر الهمزة وشد التحتية وهاء التأنيث (القدر الواسعة) قال:

وقدرٍ كرأل الصحصحان وئيةٍ

أنخت لها بعد الهدوء الأثافيا

والوئية أيضًا: الجوالق الضخم والناقة العظيمة البطن كما في غير ديوان، (وجمع وآيا) كعطية وعطايا.

(والمذنب) بكسر الميم وسكون الذال المعجمة وفتح النون وموحدة: (المغرفة) بالكسر: آلة الغرف، (وهي المقدحة أيضًا) كالمغرقة وزنًا ومعنى، وتقال لغير هاء أيضًا كما في الصحاح، قال:

لنا مقدح منها وللجار مقدح

ص: 611

والمقدحة أيضًا آلة قدح النار.

(والقدر الأعشاب) بالفتح على غير قياس كما مر في أسماط، وهي (المتكسرة) وقيل العظيمة. قال في القاموس: قدر أعشار وقدور أعاشير متكسرة على عشر قطع، أو عظيمة لا يحملها إلا عشرة.

(والإرة) بكسر الهمزة وفتح الراء المخففة وهاء تأنيث أصله إري كعزة، هي (الحفرة التي توقد فيها النار وجمعها إرات) وجمع مذكر (إرون) كما يقال عزون لأنه من باب سنة على ما عرف في محله. (والمحراث) بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الراء وبعد الألف مثلثة: ما تحرك به النار، يقال: حرث النار كنصر إذا حركها، وهو آلة للحراثة أيضًا أي: شق الأرض للزراعة.

(والمحضأ) كمنبر والمحضاء كمفتاح: آلة، من حضأ النار بفتح الحاء المهملة والضاد المعجمة والهمزة كمنع، إذا أوقدها.

(والمسعر) كنبر وهو أشهرها، ومنه قالوا للشجاع: مسعر حرب لأنه يوقدها. (هو) ما ذكر من الألفاظ الثلاثة، معناه:(العود الذي تحرك به النار).

(والوطيس) بفتح الواو وكسر الطاء المهملة وتحتية ساكنة فسين مهملة: (شيء يشبه التنور) بفتح الفوقية وشد النون المضمومة وبعد الواو راء هو المخبز، وفسر المجد كالجوهري وغير واحد الوطيس بالتنور، ولذلك كان شيخنا أبو عبد الله بن الشاذلي يسقط قوله «شيء يشبه» ويقول: هو هولا شيء يشبهه، و «حمي الوطيس» كناية عن اشتداد الحرب. والتنور في القرآن فسره «علي» بوجه الأرض وغيره بالمخبز لأنه أبلغ، وقوله (ويخبز فيه) لما يصنع بالتنور، وأن المراد منه هو الخبز فيه.

ص: 612

(والنبراس) بالكسر: (المصباح). (والذبالة) بضم المعجمة (الفتيلة، وجمعها زبال) بإسقاط الهاء، (وهي) أي الفتيلة (الشعيلة) بفتح الشين المعجمة وكسر العين المهملة مثلها وزنًا ومعنى (وجمعها شعائل) وشعل بضمتين كصحيفة وصحف كما في المصباح وغيره.

* * *

ولا يخفى ما ارتكبه المصنف من حسن الصنيع، وإجراء الختم ع لى أسلوب بديع، حيث ختم كتابه بيات الآلات إشارة إلى أن علم اللغة هو الآلة العظمى لسائر العلوم، والأداة القوية البالغة في الإعانة على فهم كل معلوم، وختمها بأسماء النبراس والمصباح إشارة إلى أن من عاناها أعانته على حل المشكلات، وصيرتها عنده أوضح من بياض المصباح، وقد جعلوا علم اللغة أول آلات أهل التفسير والحديث، وبالغوا في الحث على الاعتناء بها في القديم والحديث، وأفرد طائفة احتياج جميع العلوم إليها بالتصانيف، وظهورها على وجه البداهة أغنانا عن التعرض له بتوجيهٍ أو تعليل، وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل، نورل الله قلوبنا بمعارفه، وأفاض علينا بحار عوارفه، وفهمنا به عند مقاصد شرائعه، حتى نروى بما تروى من إحكام أحكامه عن مواد الفهم اللدني، والعلم العندى وشرائعه، بجاه منبع اللغات، ومجمع الحكم البالغات، القائم بجوامع الكلم العربي وشرائعه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه المستمطرين الآداب الدينية والدنيوية من هوامع سحبه، القائمين بتشييد أركان الدين وتسديد سدده وتعضيد أعتابه وشرائعه.

آمين

يا رب العالمين

ص: 613