الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب في الأشربة]
هذا (باب في الأشربة) جمع شراب بالفتح، وهو ما يشرب من المائعات، قاله في المصباح كغيره. وترجم الفقهاء والمحدثون وغيرهم بكتاب الأشربة، وهو مقيس، لأن أفعلة جمع مطرد لاسم رباعي بمد كما في دواوين العربية والصرف، فلا اعتداد بقوله في القاموس: إن الشراب والعذاب لا يجمعان كالنهار، على أنه اضطرب كلامه في ذلك، والله أعلم.
(الماء الفرات) ، وقد فرت بفتح الفاء وضم الراء وفتح الفوقية ككرم، (وهو العذب) بفتح العين المهملة وسكون الذال المعجمة وموحدة، أي الحلو السائغ المشرب، وقد عذب ككرم عذوبة. وقال المجد: الفرات الماء العذب جدًا، قال في الكشاف: لأنه يرفت العطس أي يسكنه. وفي التوشيح أنه يقال بالهاء أيضًا كالتابون والتابوه، والله أعلم. (والنمير) بفتح النون وكسر الميم (هو النامي) أي الظاهر النفع الناجع (في الجسد وإن كان غير عذب) والفرات والعذب كلاهما في القرآن. (والشبم) بفتح الشين المعجمة وكسر الموحدة
هو (الماء البارد)، وقد شبم كفرح. (والنقاخ) بضم النون وفتح القاف وبعد الألف خاء معجمة:(العذب) الذي ينقخ الفؤاد ببرده: وأنشد ابن ظفر في شرح المقامات:
فمنهن من تسقى بعذبٍ مبردٍ
…
نقاخ، فتلكم طأطأت واطمأنت
ومنهن من تسقى بآخر آجن
…
أجاجٍ، فلولا خشية الله فرت
(وكذلك الزلال) بالضم: سريع المر في الحلق، بارد عذب، صاف، سهل. وفي «حياة الحيوان» أن الزلال دود يتربى في الثلج يشرب ما في بطنه لشدة برده، ولذا يشبه الناس الماء البارد بالزلال. وهو وإن جاء به عن طريقة الجزم فبعده غير خافٍ، ولا سيما ولم يذكره أهل اللسان. وإنما الزلال عندهم من أوصاف الماء كالزليل كأمير وصبور، والله أعلم. (والسلسل) بفتح المهملتين وسكون اللام الأولى (والسلاسل) بالضم:(السهل الدخول في الحلق). (والشريب) بفتح الشين المعجمة وكسر الراء وبعد التحتية موحدة: (الذي فيه شيء من عذوبة) قليلة، (وهو) وفي نسخة صحيحة «فهو» ، بالفاء، قال شيوخنا: وهي أولى، (يشرب على ما فيه) ، أي مع ما فيه من الملوحة، (وليس يشرب إلا عند الضرورة) والاحتياج وهذا هو الذي صرح
به ابن قتيبة، وجزم به واختاره شراح الفصيح والزبيدي وغيرهم، وجعلهما الجوهري والمجد وغيرهما بمنزلة واحدة، فقالوا: الشروب والشريب: الماء بين العذب والملح. وفي كلام المجد نظر أوضحناه في شرح نظم الفصيح وغيره. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي لابن الخطيب:
بكينا على النهر الشروب عشيةً
…
فعاد أجاجًا بعدنا ذلك النهر
ولعله أخذ معناه من قول مهيار:
بكيت على الوادي فحرمت ماءه
…
وكيف يحل الماء، أكثره دم
(والأجاج) بضم الهمزة وجيمين بينهما ألف: (الماء الملح) بالكسر الذي فيه ملوحة، وهو في القرآن. (يقال: ماء أحاج، وقعاع) بضم القاف وعينين مهملتين بينهما ألف: شديد المرارة، قاله المجد. (ومأج) بفتح الميم وسكون الهمزة وجيم. قال الجوهري: المأج: الماء الأجاج، وقد مؤج الماء، أي بالضم ككرم، مؤوجة فهو مأج. قال ابن هرمة:
فإنك كالقريحة عام تمهى
…
شروب الماء ثم تعود مأجا
(وزعاق) بضم الزاي وفتح العين المهملة وبعد الألف قاف، قال
المجد: هو الماء المر الغليظ لا يطاق شربه. وزعق ككرم، وقوله (إذا كان ملحًا) ، قيد في الأربعة، وكأنه أراد به ما يشمل المر، أو أراد الذي لا يطاق شربه، فلا ينافي ما سبق، وإلا ففيه تأمل. (ولا يقال: ماء مالح) بالألف في الأفصح كما جزم به ثعلب وغيره من أرباب الفصيح، (وإنما يقال ماء ملح) بالكسر لأنه الأفصح وبه ورد القرآن. (وقد قيل): قال الأزهري وغيره من أئمة اللغة، (يقال) أ] تقول العرب:(ماء مالح) بالألف، (وهي لغة شاذة) وعبارتهم قليلة، وقد ملح الماء ككرم ومنع ونصر، والأولى لغة أهل العالية، والفاعل منها ملح وزان خشن، فهو خشن هذا هو الأصل في اسم الفاعل، وبه قرأ طلحة بن مصرف، {وهذا ملح أجاج} ، لكن لما كثر استعماله خفف واقتصر في الاستعمال عليه، فقيل: ملح وزان حمل، وأهل الحجاز يقولون: أملح الماء إملاحًا رباعيًا، والفاعل مالح: من النوادر التي جاءت على غير قياس، نحو: أبقل الموضع فهو باقل، وأنشدوا:
ولو تفلت في البحر، والبحر مالح
…
لأصبح ماء البحر من ريقها عذبا
ونقل الأزهري اختلاف الناس، وقال: ملح ومالح أيضًا. وفي نسخة من التهذيب، قلت: مالح لغة لا تنكر وإن كانت قليلة. وقال في المجرد: ماء مالح وملح بمعنى، وعبارة المتقدمين فيه: ومالح قليل، ويعنون بقلته أنه
لم يجيء على فعله، فلم يهتد بعض المتأخرين إلى مغزاهم، وحملوا القلة على الثبوت والاستعمال وليس كذلك، بل هي محمولة على جريانه على فعلة، كيف [وقد] نقل أنها لغة حجازية، وصرح أهل اللغة بأن أهل الحجاز كانوا يختارون من اللغات أفصحها، ومن الألفاظ أعذبها، فيستعملونه، ولهذا نزل القرآن بلغتهم، وكان منهم أفصح العرب، وما يثبت أنه من لغتهم لا يجوز القول بعدم فصاحته، وقد قالوا في الفعل أيضًا: ملح ملوحًا كقعد، وقياس هذا: مالح، وعليه هو جارٍ على القياس، وقد بسطناه في شرح نظم الفصيحو والله أعلم.
(والصدى): بفتح الصاد والدال المهملتين مقصورًا: (العطش) محركة. (يقال: رجل صديان) كعطشان وزنًا ومعنى، وقد صدى كرضى (وصادٍ) بالألف على غير قياس (وصدٍ)[كشج قياس] كالأول. (وكذلك الأوام) بالضم، أو هو أشد العطش أو حره. وقد آم يئوم كقام. (والعيم) بفتح العين المهملة وسكون التحتية مشترك بين العطش وشدة الشهوة إلى اللبن. (والنوع) بضم النون وسكون الواو وعين مهملة، جزم غير واحد بأنه العطش، وفي كلام العرب له أدلة، وزعم بعض أن النوع اتباع الجوع، وأن النائع تأكيد جائع، وبه صدر الجوهري. (واللوح) بضم اللام وآخره حاء مهملة. ومن شواهد المغني:
تركت بنا لوحًا ولو شئت جادنا
…
بعيد الكرى ثلج بكرمان ناصح
(والغليل) بفتح الغين المعجمة وكسر اللام، (والغلة) بالضم. (والجواد) بضم الجيم وفتح الواو وبعد الألف دال مهملة، أنشد عليه الجوهري للباهلي:
ونصرك خاذل عني بطيء
…
كأنبكم إلى خذلى جوادا
بالضم، أي عطشًا، والجودة العطشة: وجيد مجهولًا: عطش، قال ذو الرمة:
تظل تعاطيه إذا جيد جودةً
…
رضابًا كطعم الزنجبيل المعسل
(كل ذلك) المذكور من الصدى إلى هنا (من أسماء العطش).
(النشح) بفتح النون وسكون الشين وحاء مهملة، مصدر نشح كمنع نشحا ونشوحًا. (والنضح) بالضاد المعجمة بدل الشين مصدر نضح كضرب، ومنع:(الشرب دون الري) بالكسر وقد يفتح، مصدر روى: بالكسر: إذا اكتفى من الماء. (والنقع) بالفتح (الري يقال: نقعني الماء) كمنع (نقعًا ونقوعًا). والذي في الأمهات: أنقعني رباعيًا: أرواني، ونقعني: نجع في، وماء نقع ناجع في البدن، (ونقعت بالماء نقوعًا، إذا رويت) بالكسر، أي اكتفيت.
(والبغر) بفتح الموحدة والغين المعجمة داء وعطش. قال الأصمعي: هو عطش يأخذ الإبل فتشرب ولا تروى وتمرض عنه فتموت، قال الشاعر:
فقلت ما هو إلا الشأم تركبه
…
كأنما الموت في أجناده البغر
تقول منه: بغر بالكسر، قاله الجوهري: وحكى المجد بغر كمنع أيضًا، وكلامهم ظاهر في أنه من أوصاف الإبل.
(والنجر) بفتح النون والجيم. (أن تكثر) أنت - من الإكثار من الشراب كسحاب، وفي نسخة (من الشرب) بالفتح والضم وهي الأولى (ولا تروى) بالفتح كترضى لأنه داء، وأصله في الإبل والغنم كما في الصحاح والقاموس وغيرهما: قال يعقوب: وقد يصيب الإنسان من شرب اللبن الحامض فلا يروى بالماء، (وقد نجر) بالكسر (ينجر) بالفتح كفرح (فهو نجران) كعطشان وزنًا ومعنى، (وهم نجارى) بالفتح. (والنغبة) بضم النون وسكون الغين المعجمة وموحدة فهاء تأنيث، وقد تفتح النون، أو الفتح للمرة والضم للاسم:(الجرعة) مثلثة - الحسوة (من الماء)، أو بالضم أو الفتح الاسم من جرع الماء كسمع ومنع: بلعه، وبالضم: ما اجترعت، قاله في القاموس. (وجمعها) - أي النغبة (نغب) بضم ففتح على القياس.