الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
تذكر بعض الألفاظ الدالة على الزوجة
(حنة) بفتح الحاء المهملة وشد النون (الرجل: زوجته) استعمل الزوجة بالهاء على غير الأفصح، لأنه في مقام البيان، وإزالة ما عساه أن يشكل، وكان الأفصح أن يقول: زوجه، كما قال تعالى:{اسكن أنت وزوجك الجنة} لأنه يطلق على الذكر والأنثى بلفظ واحد. وقد يقال زوجة بالهاء أيضًا، كما حكاه غير واحد من الأئمة، بدليل قول الفرزدق:
فإن الذي يسعى ليفسد زوجتي
وقول ذي الرمة:
أذو زوجةٍ يا عمرو أم ذو خصومةٍ
…
أراك لها بالبصرة العام ثاويا
وأنشد المبرد في باب «الطرف والملح» ، قال: أنشدني أبو العالية الأعرابي:
ألا تسأل المكي ذا العلم: ما الذي
…
يحل من التقبيل في رمضان؟
فقال لي المكي: أما لزوجةٍ
…
فسبع، وأما خلةٍ فثمان.
وهو كثير في الكلام، وقول الحريري وغيره: إن لحاق الهاء بزوج لحن، ومبالغتهم في التشنيع على مرتكبه غير سديد، ولا ينبني على أساس شديد، بل كل منهما وارد في كلام العرب، إلا أن التجريد أكثر استعمالًا، وأشيع دورانًا كما أوضحناه في شرح نظم الفصيح، وحاشية الدرة وغيرهما، والله أعلم.
وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي:
خذا حذرًا يا حنتي فإنني
…
رأيت جران العود قد كاد يصلح
و(هي) أي زوجة الرجل (حليلته) بالحاء المهملة، وقد يقال لها حليل بغير هاء. قال المجد: وحليلتك: امرأتك وأنت حليلها، ويقال للمؤنث حليل أيضًا. وفي المصباح: الحليل الزوج، والحليل: الزوجة، سميا بذلك لأن كل واحد يحل من صاحبه محلالًا يحله غيره. وأنشد في الصحاح قول عنترة:
وحليل غانية تركت مجلدلا
…
تمكو فريصته كشدق الأعلم
قلت: المجدل كمعظم: المطروح على الجدالة بالفتح، وهي الأرض، وتمكو: أي تصفر وتصوت من الدم، والأعلم: المشقوق الشفة العليا كما يأتي.
(وعرسه) بالكسر مهمل الحروف. (وظعينته) بفتح الظاء المعجمة المشالة وكسر العين المهملة وبعد التحتية الساكنة نون فهاء تأنيث، والضمير للرجل كالذي قبله، وأصل الظعينة المرأة ما دامت راكبة في الهودج، ثم صار يطلق لفظ الظعينة على المرأة وإن لم تكن في الهودج، وعلى الهودج وإن لم تكن فيه امرأة كما أوضحته في شرح القاموس، ثم استعملوا الظعينة في الزوجة. وقالوا إنها فعيلة بمعنى مفعولة، لأن زوجها يظعن بها كما نبه عليه في المصباح، وإن أغفله في القاموس كالصحاح.
(وربضه) بفتح الراء والموحدة وبالضاد المعجمة كما في المحكم والصحاح وغيرهما، وأنشدوا:
جاء الشتاء ولما أتخذ ربضا
…
يا ويح كفي من حفر القراميص
قلت: القراميص بالقاف والصاد المهملة: هي حفر صغار يستكن فيها الإنسان من البرد، وأحدها قرموص. قاله ابن السكيت وأنشد البيت، ونقله الجوهري كابن سيده. والربض كما يطلق على المرأة يطلق على كل ما يأوي إليه الإنسان من بيت ونحوه كما في الصحاح وغيره. وزاد المجد أنه يطلق على الأم والأخت أيضًا، وأنه يقال بالضم أيضًا، وبضمتين، وبالفتح لغات، والمشهور الذي عليه الجمهور هو التحريك، والله أعلم.
(وطلته) بفتح الطاء المهملة وشد اللام. وأنشد الجوهري لعمرو بن حسان ابن هانئ بن مسعود بن قيس بن خالد:
أفي نابين نالهما إساف
…
تأوه طلتي، ما إن تنام؟
قال: والناب: الشارف من النوق، وإساف اسم رجل. قلت: ويصلح أن يكون شاهدًا على أن «في» تعليلية، أي: لأجل نابين وبسببهما تتوجع زوجتي، ويجوز أن يكون على حذف مضاف، و «في» على بابها أي في شأن نابين. والله أعلم.
(وبيته) استعارة من بيت السكنى كما أشار إليه في الأساس وغيره. وفي الصحاح: البيت أيضًا: عيال الرجل، قال الراجز:
ما لي إذا أترعها صأيت
…
أكبر غيرني أم بيت
قلت: أترعها: ملأ الكأس، وصأيت بالهمزة في عينه: أي صحت فزعًا من امتلائها، فما أدري أتغيرت بالكبر والهرم أم بالزوجة والعيال. والصواب: أنزعها بالنون والزاي، والضمير للدلو. أي إذا جذبت الدلو من البئر صحت لما ذكر، والله أعلم.
(وقعيدته) أي التي يأوي إليها يقعد عندها. ومن أشهر الشواهد:
إلى المرأة التي يقال لها «يا لكاع» على رأي، ويجوز استعماله عاريًا عن النداء كما أوضحت شرحه في شرح شواهد التوضيح وغيره. (وزوجه) وهذا هو المشهور، وكلها محمولة عليه، وجاء به هنا مجردًا من هاء التأنيث على اللغة الفصحى، وهو ظاهر. والله أعلم.