الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب في الطيب]
هذا (باب في الطيب) بكسر الطاء المهملة وبعد التحتية الساكنة موحدة اسم: لما يتطيب به من أنواع العطورات كالعطر وزنًا ومعنىً.
(الأناب) بفتح الهمزة والنون وبعد الألف موحدة: (المسك) بكسر الميم وسكون السين المهملة وكاف: الطيب المعروف، وكونه عربيًا أو معربًا بالفارسية أو غيرها، أو عرقًا أو غيره، وما له من المنافع مما أنعمناه شرحًا في حواشي القاموس والقسطلاني وغيرهما، وهو أشرف الطيب وأفضله، ولذلك ورد:«سيد طيب الدنيا والآخرة المسك» ، و «لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» ، وكانت العرب لا تعدل به غيره، فقيل لها هذا الكلام ترغيبًا لها في الصيام، وتنظيره لها بما تعرف وتفضل والله أعلم. (وهو) - أي المسك (الصوار) بالكسر والضم والذي في الصحاح أنه وعاء المسك لا نفسه، وقال المجد: أنه القليل من المسك، ومنه قول الشاعر:
إذا لاح الصوار ذكرت ليلى
…
وأذكرها إذا فاح الصوار
الأول القطيع من بقر الوحش والظباء كما مر (أيضًا، والجمع أصورة).
(العبير) بفتح العين المهملة وكسر الموحدة وبعد التحتية راء: (الزعفران) بالفتح وبه جزم أبو عبيد نقلًا عن الجاهلية. (وقيل هو) - أي العبير: (أخلاط الطيب تجمع بالزعفران) ، وهو الذي جزم به الأصمعي وغيره من المحققين. والأحاديث صريحة في الفرق بينهما والتغاير، لأنه جاء قسيمًا له في حديث وصف تربة الجنة كما حققته في حواشي القسطلاني، وأشرنا إليه في شرح القاموس وغيره والله أعلم.
(ومن) بعض (أسماء الزعفران) المشهورة عند العرب: (الملاب) كسحاب.
وأنشد الجوهري لجرير:
بصن الوبر تحسبه ملابا
وميمه زائدة عند الأكثر بدليل لوبه: إذا ضمخه به، فوزنه «مفعل» كمقام، وأصلية عند البعض، فوزنه «فعال» ، ولذلك ذكره المجد في الموضعين والله أعلم. وقيل: هو طيب يشبه الزعفران، لا هو نفسه.
(والجادي) بالجيم والدال المهملة منسوب: قال شيخ شيوخنا عبد الرؤوف المناوي في شرح القاموس: الجادي: الزعفران نسبة إلى
قرية ينبت بها بأرض البلقاء على ما جرى عليه الزمخشري. قال الشاعر:
وسربٍ كعين الرمل عوجٍ إلى الصبا
…
رواعف بالجادي حور المدامع
وقال جميل:
تضمخن بالجادي حتى كأنما الـ
…
أنوف إذا استعرضتهن رواعف
(والريهقان) بفتح الراء وسكون التحتية وضم الهاء وفتح القاف فألف ونون، من أسماء الزعفران، ووزنه «فيعلان» .
(والجساد) بكسر الجيم وفتح السين المهملة وبعد الألف دال مهملة، من أسماء الزعفران، وثوب مجسد كمعظم: مصبوغ به.
(والحص) بضم الحاء وشد الصاد المهملتين، قال المجد: إنه الزعفران، أو الورس، كالجوهري، وأنشد في الصحاح قول عمرو بن كلثوم:
مشعشعةً كأن الحص فيها
…
البيت.
واقتصر المصنف على أنه (الورس) بفتح الواو وسكون الراء وسين
مهملة: هو نبات كالسمسم ليس إلا باليمن يزرع فيبقى عشرين سنة، قاله في القاموس وذكر له منافع، وزدنا عليها في شرحه. وقال غيره: الورس نبت أصفر مثل نبات السمسم طيب الريح، يصبغ به، بين الحمرة والصفرة. وقال السهيلي في الروض الأنف: الورس ينبت باليمن يقال لجيدة باردة الورس، من أنواعه الحبشي وهو آخره وتفصيله في كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري، وقد سقناه وزدنا عليه في شرح القاموس، وأشرنا إليه في حواشي القسطلاني وغيره، والله أعلم.
(واليرنأ) بفتح التحتية وضمها، وفتح الراء والنون المشددة مهموزًا مقصورًا في الأشهر، وقد يمد، قال المجد: اليرنأ بضم الياء وفتحها مقصورة مشددة النون، واليرناء بالضم والمد:(الحناء) بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة ممدودًا وقال في البارع: البرنأ واليرنأ، أي بالضم والفتح مهموزًا، واليرنا أي مقصورًا بغير همز قال:
كأن ورسًا خالط اليرنا
…
خالطه من ها هنا وها هنا
وقال ابن بري في حواشي الصحاح: إذا قلت اليرنأ بفتح الياء همزت لا غير، وإذا ضممت جاز الهمز وغيره، وأنشد الجوهري:
كأن باليرنا المعلول
…
ماء دوالي زرجونٍ ميل
والهمزة لا كلام في أصالتها، وإنما الخلاف في التحتية التي في أول الكلمة، فقضية الصحاح والقاموس والبارع وغيرها من الدواوين أصالتها، وصرح أبو حيان بأنها زائدة، وبسط ذلك أودعناه شرح القاموس وغيره.
(ومن أسماء الحناء) بالكسر كما مر واتفقوا على أصالة همزته فوزنه فعال، قال السهيلي في الروض الآنف: يقال حنأ شيبه ورقنه: إذا خضبه، وجمع الحناء حنان على غير قياس. قال:
ولقد أروح بلمةٍ فينانةٍ
…
سوداء قد رويت من الحنان
كذا قال أبو حنيفة أنه جمع حناء. قال السهيلي: وهو عندي لغة في الحناء لا جمع له. قلت: المضبوط في الروض وكتاب النبات حنان بضم الحاء وشد النون كما مر، وهو الذي قال السهيلي أنه المختار أنه مفرد، والذي في القاموس أنه جمع الحناء حنئان بضم الحاء المهملة وسكون النون وفتح الهمزة وألف ونون، ثم أن الجمهور أطبقوا على أن الحناء مفرد بلا شبهة. وقال ابن دريد وابن ولاد إنها جمع لحناءة بالهاء أخص من الحناء، لا أنه مفرد لها فليتأمل. وقد أفرد الجلال السيوطي تصنيفًا مستقلًا جمع فيه أسماء الحناء ومنافعها وما ورد فيها من الأحاديث سماه «الروضة الغناء في منافع الحناء» وهو مفيد في بابه. والله أعلم. وقول المصنف «من أسماء الحناء» خبر مقدم، والمبتدأ قوله (العلام) بضم العين المهملة وشد اللام، وتخفيفه وهم وإن بنى عليه في النظم (والرقون) بفتح الراء وضم القاف وواو ونون، (والرقان) بالكسر ككتاب (يقال: رقن فلان رأسه) بالتضعيف (وأرقن)
بالألف كأكرم (إذا خضب) بفتح الخاء والضد المعجمتين والموحدة كضرب، أي صبغها (بالحناء. والقطر) بضم القاف وسكون الطاء المهملة وضمها أيضًا إتباعًا أو لغة، قال امرؤ القيس:
كأن المدام وصوب الغمام
…
وريح الخزامى ونشر القطر
يعل به برد أنيابها
…
إذا غرد الطائر المستحر
وهو (العود) بالضم (الذي يتبخر به) مجهولًا أي يتخذه الناس بخورًا للتطيب به (وهو) أي العود (الألنجوج) بفتح الهمزة واللام وسكون النون وضم الجيم وبعد الواو الساكنة جيم أخرى. (والألنجج) بحذف الواو، (واليلنجوج) بالتحتية بدل الهمزة، (واليلنجج) بحذف الواو أيضًا، أربع لغات، قال الشاعر:
تجعل المسك واليلنجوج والند
…
صلاء لها على الكانون
وأوردها في الصحاح، وأنشد قول حميد:
لا تصطلي النار إلا مجمرًا أرجًا
…
قد كسرت من يلنجوجٍ له وقصا
وزدا في القاموس على الأربع لغتين أخريين: يلنجوجٍ له وقصا وزاد في القاموس على الأربع لغتين أخريين: يلنجج بفتح الجيم، ويلنجوجي بزيادة ياء النسب في آخره. واتفقوا على أن الألف أو التحتية في
أولها والنون وبعد اللام زائدة، فوزنه أفنعول أو يفنعول والمقصور مثله، والله أعلم.
(والألوة بضم الهمزة) واللام وتفح الواو المشددة وهاء تأنيث، واعتنى المصنف يضبط الهمزة لاختياره الضم وإلا فالفتح أيضًا لغة مشهورة فصيحة لم يخل عنها ديوان، قال السهيلي في الروض: الألوة: العود الرطب. وفي الحديث في صفة أهل الجنة: «مجامرهم الألوة» ، قال فيها أربع لغات: ألوة وألوة ولوة بلا ألف، ولية قاله أبو حنيفة. وقال تلميذه الحافظ الكبير ابن دحية في كتابه «التنوير» الألوة بفتح الهمزة وضمها وضم اللام وسكونها، قال الأصمعي: هو العود الذي يتبخر به، وهي كلمة فارسية عربت قال الأزهري: ويقال لوة ولية، وحكى عن الكسائي إلية بكسر الهمزة واللام، وهو الألنجوج.
قلت: ظهر فيها أن فيها سبع لغات، ويزاد عليها ألو بغير هاء بالضم وبضمتين، فصارت تسعًا والله أعلم. وذكرت هنا أبياتًا قالها أعرابي شهد دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغوا من دفنه أنشأ يقول:
هلا دفنتم رسول الله في سفط
…
من الألوة أحوى ملبسًا ذهبا
وفي سحيقٍ من المسك الذكي ولم
…
ترضعوا لجنب رسول الله متربا
خير البرية أتقاها وأكرمها
…
عند الإله إذا ما ينسبون أبا
فقال له أبو بكر، رضي الله عنه: إني لأرجو أن يغفر الله لك بما قلت، إلا أن هذه سنتنا.
(والمندل) بفتح الميم والدال المهملة بينهما نون ساكنة آخره لام: (العود) أو أجوده. قاله المجد. ويقال فيه المندلي بزيادة ياء النسبة، وعليه اقتصر في الصحاح. وقال أنه عطر ينسب إلى المندل، وهي من بلاد الهند، قال الشاعر:
إذا ما مشت نادى بها في ثيابها
…
ذكي الشذا والمندلي المطير
والأكثرون يقتصرون على غير المنسوب، ويفسرونه بالعود كالمصنف، وبعضهم يذكر المنسوب قولًا والله أعلم.
(والعود القماري بفتح القاف) في الأكثر (منسوب إلى قمار) كسحاب وكتاب، (وهي جزيرة من جزائر) بحر (الهند) بالكسر، الاقليم المعروف، كذا ضبطناه عن شيخنا أبي عبد الله محمد بن الشاذلي، وأكثر أرباب الدواوين كالمجد والجوهري واقتصروا على الفتح كالمصنف، وفسروه بموضع في بلاد الهند.
(والكباء) بكسر الكاف وفتح الموحدة ممدودًا: (البخور) بفتح الموحدة وضم الخاء المعجمة وواو ساكنة وراء: ما يتبخر به، قال المجد: الكباء ككساء، عود البخور، أو ضرب منه، وقال الجوهري: الكباء ممدودًا ضرب من العود، وأنشد:
ورندًا ولبنى والكباء المقترا
يقال: منه كبى ثوبه بالتشديد: أي بخره، وتكبى واكتبى: أي تبخر وأنشدني شيخنا الإمام أبو عبد الله بن الشاذلي:
أضيع في معشري وكم بلدٍ
…
يعود عود الكباء من حطبه
(والنشر) بفتح النون وسكون الشين المعجمة: ضد الطي: (ريح الطيب) فلا يستعمل في غيره، وأنشد الجوهري:
وريح الخزامى ونشر القط
ومن شواهد التلخيص:
النشر مسك
…
البيت.
(الأرج) بفتح الهمزة والراء والجيم (الرائحة الطيبة الذكية) بفتح الذال المعجمة كالتأكيد لما قبلها. قال الجوهري: الأرج، والأريج: توهج ريح الطيب، تقول: أرج الطيب بالكسر يأرج أرجا إذا فاح، قال أبو ذؤيب:
كأن عليها بالةً لطميةً
…
لها من خلال الدأيتين أريج
وقال في القاموس: الأرج محركة، والأريج والأريجة: توهج ريح الطيب، أرج كفرح، (وكذلك العبق) بفتح العين المهملة والموحدة وقاف. (يقال: طيب أرج وعبق) ككتف فيهما. والمشهور الذي عليه الجمهور أن العبق هو لزوق الرائحة الطيبة وعلقوها. وعبق به الطيب كفرح عبقا وعباقية كثمانية: إذا لزق به، وإطلاقه على الرائحة إنما يصح بضرب من المجاز، والله أعلم.
(وفوغة الطيب) بفتح الفاء والغين المعجمة بينهما واو ساكنة آخره هاء تأنيث (وفغمته) بالفاء والغين المعجمة والميم كفوغته وزنًا ومعنىً، وفسرهما بقوله:(قوة رائحته) أي كثرة انتشارها. (وقد فغم) الطيب كمنع (يفغم) بالفتح كيمنع (فغومًا) بالضم وفغمًا كالمنع على القياس: (إذا ملأ الخياشيم) جمع خيشوم بالمعجمتين كقيصوم، وهو أقصى الأنف (ريحه) وقال المجد: سد الخياشيمو وهما بمعنى، وكذلك يقال: فاغت الرائحة تفوغ: أي فاحت كما في القاموس وغيره وأغفل الجوهري هذه المادة فاستدركها عليه المجد.
(والذفر) بفتح الذال المعجمة والفاء: (قوة) هو الذي في الأصول الصحيحة المقروءة وفي نسخة حدة (الرائحة) ، وعلى ذلك مشى الناظم (تكون في الطيب) بشد التحتية وصف، (والنتن) بفتح النون وسكون الفوقية أي الخبيث الرائحة، وعليه غير واحد. وقال الخفاجي في العناية: الذفر بالمعجمة: شدة ذكاء الرائحة، طيبة أو كريهة، والمشهور اختصاصه بالأول، فيقال: مسك أذفر، (فأما الدفر بالدال. غير المعجمة) وهو المهملة المفتوحة (وإسكان الفاء فلا يكون إلا في النت خاصة، ومنه قيل للدنيا: أم دفر بالدال غير المعجمة) وإسكان الفاء، وحركها القالي في الأمالي، وغلطه السهلي في الروض، وقيل لها ذلك لما فيها من الدواهي والآفات الخبيثة، وزدناها كلامًا في شرح القاموس.
(والبنة) بفتح الموحدة والنون المشددة وهاء تأنيث: (الرائحة الطيبة، وقيل البنة: الرائحة: طيبة كانت أو غير طيبة) وعليه اقتصر المجد والجوهري وغيرهما، وأنشد في الصحاح:
وعيد تخدج الأرام منه
…
وتكره بنة الغنم الذئاب
(وجمعها) أي البنة (بنان) بالكسر.