الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب في الدروع والبيض]
هذا (باب في الدروع) ، جمع درع بالكسر، وهو آلة الحديد المتخذ للحرب، والأكثر على أنها مؤنثة، وحكى التذكير أبو عبيدة وأبو عليّ وغيرهما، وتصغيرهما بغير هاء مطلقًا على خلاف القياس. فأما الدرع الذي هو قميص المرأة فمذكر لا غير. قال ناظم الفصيح:
فأنث الدرع من الحديد
…
وذكر الدرع لبوس الخود
وأنعمته شرحًا في الشرح. واليلب بفتح التحتية واللام والموحدة، ويأتي للمصنف شرحها. وفي نسخة:(والبيض) بالفتح جمع بيضة وهو ما يجعل في الرأس.
(البدن) بفتح الموحدة والمهملة (الدرع) بالكسر. وأنشدني ابن الشاذلي علامة هذه الفنون:
أعاذل عدتي بدني ورمحي
…
وكل مقلصٍ سلس القياد
وقال:
تخشخش أبدان الحديد عليهم
…
كما خشخشت يبس الحصاد جنوب
وخرج عليه بعضهم قوله تعالى: {فاليوم ننجيك ببدنك} أي: درعك، واستبعده الأخفش وغيره. (وهي النثرة) بفتح النون وسكون المثلثة. وقيدها الجوهري وغيره بالواسعة. (واللامة) بفتح اللام وسكون الهمزة كما في الحديث.
(ومن بعض صفاتها) - أي الدرع (الدلاص) بكسر المهملة وآخرة مهملة يوصف به الواحد والجمع. ومعناها: البراقة اللينة التي تزل عنها السيوف. قال عمرو بن كلثوم:
علينا كل سابغةٍ دلاصٍ
…
ترى فوق النجاد لها غضونا
(والماذية) بكسر الذال المعجمة وشد التحتية: الدرع اللينة السهلة، قال:
فأوتاده ماذية، وعماده
…
ردينية فيها أسنة قعضب
(والزعف) بفتح الزاي وسكون الغين المعجميتن، وفي نسخة والزغفة بهاء التأنيث وكلاهما صحيح. قال ابن سيده في المحكم: الزغفة والزغف. الدرع الواسعة الطويلة. والجمع رغف على لفظ الواحد، وقد تحرك الغين من كل ذلك. واقتدى أثره المجد كالجوهري. (والفضفاضة) بالفاء والضاد
المعجمة مكررتين، بهاء التأنيث وبدونها، أي: واسعة. (والسابغة) من سبغ الثوب وغيره، بفتح المهملة والموحدة وبالغين المعجمة: الطويلة، ومنه آية داود. (والموضونة) مفعولة من وضن الدرع وغيرها، بفتح الواو والضد المعجمة: إذا أتقن نسجها. والدرع الموضونة: المنسوجة بوضن حلقها بعضها في بعض مضاعفة، قاله الجوهري. وقال المجد: الموضونة: الدرع المنسوجة، أو المتقاربة النسيج، أو المنسوجة بالجواهر. (والمجدولة) مفعولة من جدل الشيء بفتح الجيم والدال المهملة: إذا أحكم فتله ونسجه، وكذلك الجدلاء، كلاهما بمعنى الدرع المنسوجة المحكمة كما في الصحاح وغيره. (والمسرودة) من سرد بفتح المهملات كنصر: إذا أتقن النسج وأحكمه. فهو كالذي قبله وزنًا ومعنى.
(والسلوقية: دروع منسوبة إلى سلوق) بالفتح كصبور، (وهي قرية باليمن) وقيل بلد بطرف أرمينية. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي للقطامي:
معهم ضوارٍ من سلوق كأنها
…
حصن تجول تجرر الأرسانا
وأنشده الجوهري شاهدًا علىنسبة الكلاب إليها كما تنسب إليها الدروع.
(والحطمية: دروع منسوبة إلى حطمة) بضم الحاء وفتح الطاء المهملتين (ابن محارب بن عبد القيس) بن أفضى أبي قبيلة من أسد، كما
أشار إليه في «تحفة العروس» ، ولا معول على توجيهات القاموس.
(واليلب: دروع كانت تعمل قديمًا من جلود) الإبل وغيرهاا. (وقيل: اليلب: الدرق) بفتح الدال والراء المهملتين، فهو مثله وزنًا ومعنىً، والمراد منه الترسة التي يتلقى بها آلات الحرب. (وأنشد) هذا القائل الثاني:
(عليهم كل سابغةٍ دلاصٍ
…
وفي أيديهم اليلب المدار)
هو ظاهر المعنى، لأن ألفاظه كلها مشروحة في الكتاب، والشطر الأول نظيره سبق لعمرو بن كلثوم، وقد وسع الكلام في اليلب الإمام السهيلي في الروض الأنف في شرح قول ضرار بن الخطاب قبل إسلامه:
على الأبطال واليلب الحصينا
فقال اليلب: الترسة، وقيل الدرق، وقيل بيضات ودروع كانت تتخذ من جلود الإبل، ويشهد لذلك قول حبيب:
هذي الأسنة والماذي قد كثرا
…
فلا الصياصي لها قدر ولا اليلب
أي: لا حاجة بعد وجود الدروع الماذية إلى اليلب، وبعد الأسنة إلى الصياصي وهي القرون، وكانت أسنتهم [منها] في الجاهلية، قال:
يهزهز صعدةً جرداء فيها
…
نقيع السم أو قرن محيق
قلت: ظاهر كلامه وصريحه أن الدرق غير الترسة، لأنه جعلهما:«قولان» ولا فرق بينهما، بل الكل بمعنى واحد، وإن كان بعض اللغويين يشترط في الدرق والجحف أن تكون من جلود ليس فيها خشب ولا عقب. والترسة أعم من ذلك، فالمعروف إطلاق بعضها على بعض بلا تحالف. والله أعلم.
(والقتير) بفتح القاف وكسر التحتية: (مسامير) جمع مسمار (الدروع) التي تسمر بها، ويقال لذلك التسمير السرد بالمهملات، وهو سمرك بين طرفي الحلقة بالقتير، ومنه، {وقدر في السرد} «كما في «غريبي الهروي» وغيره «وهي» أي المسامير (الحرابي) بشد التحتية الأخيرة قبلها موحدة مكسورة (أيضًا. واحدها حرباء) بكسر المهملة وسكون الراء وفتح الموحدة والمد، وأنشد الجوهري قول لبيد يصف درعًا:
أحكم الجنثي من عوراتها
…
كل حرباء إذا أكره صل
والجنثي بكسر الجيم وسكون النون وكسر المثلثة منسوب،
هو الزراد، قاله الجوهري وأنشد البيت أيضًا. وصل: بفتح الصاد المهملة وشد اللام: صوت يقال: صل المسمار وغيره يصل صليلًا إذا صوت، قاله الجوهري وأنشد البيت ثالثة.
(والتريكة) بفتح الفوقية وكسر الراء: (البيضة) بالفتح: ما يجعل فوق الرأس من الحديد. وفي نسخة مصححة (وكذلك التركة أيضًا) أي بإسقاط التحتية بعد الراء وهي لغة فيها ذكرها المجد وغيره. قال البحتري:
حص التريك رؤوسهم، فرؤوسهم
…
في مثل لألاء التريك المذهب
وهو أخذه من قول الآخر:
قد حصت البيضة رأسي فما
…
أطعم نومًا غير تهجاع
أي ابيضت الرؤوس لانحسار الشعر عنها باعتبار لبس المغافر والتريك لاتصال الحروب. قال الحماسي:
بيض مفارقنا، تغلي مراجلنا
…
نأسو بأموالنا آثار أيدينا
ويحتمل أنه أراد: بيض مفارقنا من استعمال الطيب المنبئ بالتمكن والقدرة من كثرة النزال في الحروب كقوله:
ومن يجد مثل حرها يشب
أو أراد: شبنا شيب الكرام لقوله:
وشبت مشيب العبد في نقرة القفا
…
وشيب كرام الناس فوق المفارق
ومعنى تغلي مراجلنا: تفور حروبنا كقوله:
تفور علينا قدرهم فنديمها
أو غليانها للضيوف. وروي: بيض مقارفنا، أي وجوهنا، واحدة مقرف كمقعد، ومعنى نأسو: أنا عزيزون إذا قتلنا لا يقتص منا، وإنما يداوون بأموالهم ما أثرت أيديهم في القتل.
(والقونس) بالفتح: (أعلى البيضة، وجمعه قوانس). وفي الصحاح: القونس: أعلى البيضة من الحديد، قال الشاعر:
بمطردٍ لدنٍ صحاحٍ كعوبه
…
وذي رونقٍ عضب يقد القوانسا
(والمغفر) مفعول من غفره: إذا ستره: (زرد) بفتح الزاي والراء وبالدال المهملتين مأخوذ من الزرد بالفتح، وهو كالسرد وزنًا ومعنىً، لأنه تداخل حلق الدرع بعضها في بعض. والزرد محركة: الدرع المرودة (ينسج) مجهولًا (على قدر الرأس) كالبيضة تحت القلنسوة كما في الصحاح نقلًا عن الأصمعي، (وجمعه مغافر). ومن محاسن المعتمد بن عباد:
ولما اقتحمت الوغى دارعًا
…
وقنعت وجهك بالمغفر
حسبنا محياك شمس الضحى
…
عليها سحاب من العنبر