الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب في الطير]
هذا (باب في الطير) هو ما له حركة في الجو كمشي الحيوان في الأرض، وهو منقول من مصدر طار، أو صفة مخففة من طير بشد التحتية كسيد، أو جمع لطائر كنجر، أو اسم جمع وصححوه كما أوضحته في شرح القاموس. وتجمع على طيور وأطيار. قال أبو عبيدة وقطرب: ويقع الطير على الواحد أيضًا كما يقع على الجمع، وزعم ابن الأنباري أن الطير جماعة، وأنه لا يقال للواحد طير بل طائر، والأكثر على خلافه. وتأنيث الطير أكثر من تذكيره، وقد وسعنا الكلام فيه في مواضع من شرحي القاموس ونظم الفصيح وغيرهما.
(المضرحي): بفتح الميم والراء بينهما ضاد معجمة، ساكنة، وبعد الحاء المهملة ياء نسبة:(النسر) بفتح النون وسكون السين المهملة: الطائر المعروف، سمي لأنه ينسر الشيء ويقتلعه، قالوا: ولا مخلب للنسر، وإنما له ظفر كالدجاجة والعراب والرخمة. (العظيم) والمشهور بين أئمة اللغة أن المضرجي هو الصقر الطويل الجناح، وعليه اقتصر الجوهري والمجد وغيرهما ولم يذكروه في أسماء النسر، فهو غريب. والياء فيه زائدة اتفاقًا، وأما الميم ففيها خلاف، ولذا ذكره المجد في فصلي الميم والضاد من الحاء المهملة،
وزيادتها أرجح. والله أعلم. (وكذلك القشعم) بفتح القاف والعين المهملة بينهما شين معجمة ساكنة، وهو النسر الضخم المسن كما في القاموس وغيره.
قال عنترة:
إن يفعلا فلقد تركت أباهما
…
جزرًا لخامعةٍ ونسرٍ قشعم
(والسوذنيق) بالسين المهملة وبالذال المعجمة، أغفله الجوهري وذكره المجد مما زاد عليه فقال: السوذنيق كزنجبيل، ويضم أوله، والسيذنوق، والسوذانق بضم أوله وفتحه وكسر النون وفتح، والسذانق بفتح النون والسين وضمه، والسوذنيق: الصقر أو الشاهين. وفسره المصنف بقوله: (الصقر) بالفتح. يقال بالصاد والسين والزاي، وهو كل ما يصيد م نالبزاة والشواهين كما قاله المجد وغيره. (وهو) أي الصقر، أي من أسمائه (الأجدل)، ويقال الأجلي بالياء للمبالغة ودال مهملة. وقال دريد بن الصمة:
وترى الفوارس من مخافة رمحه
…
مثل البغات خشين وقع الأجدل
(والقطامي) بفتح القاف وضمها وفتح الطاء المهملة على صورة المنسوب، وقيده بعضهم بأنه اللخيم من الصقور، لا مطلق الصقر كما في القاموس وغيره. (واللقوة) بالفتح والكسر (العقاب) بالضم: الطائر
المعروف، سميت لسعة أشداقها كما في الصحاح، وقيده المجد بأنه الأنثى من العقبان، وكأن المصنف لم يقيده لما اشتهر أن العقاب لا يكون إلا أنثى ينكاحها طائر آخر من غير جنسها أو الثعلب فتلد، والله أعلم.
(ومن) بعض (صفاتها) أي العقاب: (الشغواء) بفتح الشين وسكون الغين المعجميتن، «فعلا» من الشغى، وهو اختلاف الأسنان كما مر، وسميت بذلك لفضل منقارها الأعلى على الأسفل. قال الشاعر:
شغواء توطن بين النيق والشيق
(والخدارية) بضم الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة: العقارب للونها.
قال ذو الرمة:
ولم يلفظ الغرثى الخدارية الوكر
يقول: بكرت هذه المرأة قبل أن تطير العقاب من كروها.
(والفتخاء)«فعلاء» من فتخ بالفاء والفوقية والخاء المعجمة: أي لان، وعقاب فتخاء لأنها إذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتها، وهذا لا يكون إلا من اللين. (والهيثم) بفتح الهاء والمثلثة بينهما تحتية ساكنة:(فرخ العقاب، وذكر بعضهم أن الهيثم فرخ النسر أيضًا) وقد ذكرها المجد، واقتصر الجوهري على الأول كالجمهور.
(والهوذة) بالفتح وذاله معجمة: (القطاة) بالقاف والطاء المهملة: الطائر المعروف، وكلامه صريح في أنه اسم جنس للقطاة، وقيل: إنه علم جنس معرفة، وأنه بغير «أل» ، وهو الصواب، ولذلك اقتصر عليه الجوهري، والله أعلم. قال الجوهري: هوذة: القطاة، وبه سمي الرجل هوذة. قال الأعشى:
من يلق هوذة يسجد غير متئبٍ
…
إذا تعمم فوق التاج أو وضعا
وأنشدني شيخنا العلامة ابن الشاذلي:
إلى هوذة الوهاب أعملت ناقتي
…
لكلكلها والقصريين وجيب
(وهي) أي القطاة (الغطاطة) كسحابة (بغين معجمة أيضًا) ، الأولى إسقاطها أو ذكرها متصلة بالغطاطة، إذ لا مهمل حتى يعادل بمعجمه أيضًا، والطاء مهملة. (وجمعها غطاط) بحذف الهاء، فهو اسم جنس جمعي. وكونها القطا مطلقًا، به صدر المجد ثم قال: أو ضرب من غير الظهور والبطون سود بطون الجنحة، وعليه اقتصر الجوهري وزاد في وصفها: طوال الأرجل والأعناق، لطاف لا تجتمع أسرابًا، أكثر ما يكون ثلاثًا، واثنتين.
(والصلصلة) بضم الصادين المهملتين بينهما لام ساكنة، وبعد اللام الثانة هاء تأنيث، وتقال بدونها:(الفاختة) بالخاء المعجمة، واحدة الفوخت
المعروفة من ذوات الأطواق. (والعكرمة) بالكسر: (الحمامة) بالفتح، واحد الحمام.
(والجوازل: فراخ الحمام الواحد) منها (جوزل) كجوهر، (والحمام) بالفتح اسم جنس جمعي، الواحد حمامة يطلق على الذكر والأنثى، ولا يقال للذكر حمام وفيه كلام أودعته شرح نظم الفصيح وشرح القاموس وغيرهما.
وقد ذكر له المجد خواص وفوائد منها: أن مجاورته أمان من الخدر والفالج والسكتة والجمود والسبات، ولحمه باهي يزيد الدم والمني، ودمها يقطع الرعاف وغير ذلك. والحمام كما قال المصنف (عند العرب هي البرية) بالفتح وشد الراء والتحتية نسبة إلى البر، أي الفلوات من الأرض (ذوات) أي صاحبات (الأطواق) جمع طوق، وهو ما يحيط بالعنق من الحمرة أو الخضرة (كالفواخت) ، جمع فاختة، (والقماري) بالفتح جمع قمري بالضم على صورة المنسوبة. ويقال للأنثى قمرية، وهو ضرب من الحمام كما قال، (وما أشبهها) من ذوات الطوق كالقطا والوراشين، وفي نسخة ونحوها وهي بمعناها.
(فأما الدواجن) جمع داجن، فاعل من دجن بالدال المهملة والجيم كنصر: أقام في البيت، أي المقيمات (في البيوت) فلا تطير ولا تخرج. ويقال لها الرواجن أيضًا بالراء بدل الدال كما قاله ابن قتيبة وغيره، (فهي وما أشبهها) أي ماثلها من الاستيناس وعد الفرار من الآدمي وألفة البيوت (من طير الصحراء: اليمام) بفتح التحتية، وهذا الذي ذكره المصنف مختار كثير من أهل اللغة، وهو المنقول عن الأصمعي والكسائي وطائفة، وقيل: الحمام: ما يشرب الماء بلا مص. وعن أبي حاتم أن أسفل ذنب الحمام مما يلي ظهرها أبيض، وأسفل ذنب اليمام لا بياض فيه، والله أعلم.
(والحاتم) فاعل من حتم بالحاء المهملة والفوقية كضرب: (الغراب) لأنه يحتم بالفراق ويدعو به. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي:
ولقد غدوت وكنت لا
…
أغدو على واقٍ وحاتم
فإذا الأشائم كالأيا
…
من والأيامن كالأشائم
(ويقال له) أي للغراب (ابن دأية) بفتح المهملة وسكون الهمزة، وقد تسهل، وتحتية، سمي بذلك لوقوعه على دأية البعير ينقرها، وهي فقاره، كأنها تغذوه كما تغذو الأم ولدها، أو لأن أنثاه إذا طارت عن بيضها حضنها الذكر فيكون كالدأية للأنثى، وقال الشاعر:
فهم في جموع لا يراها ابن دأيةٍ
…
وهم في صحيحٍ لا يحسن به الخلد
وقال حازم في مقصورته المشهورة:
ما لمت في ذنب النوى ابن دايةٍ
…
ولا بنات العيد، بل من قد حدا
(ويقال: نغق الغراب) بالفتح (ينغق) بالكسر كضرب على غير قياس (نغيقًا) مصدر، لأنه دال على صوت (بغين معجمة) أي منقوطة لإزالة اللبس، وضبطه لرد من يجوز ضبطه بالعين المهملة، فقد قال ابن قتيبة: مما يغلط فيه العوام قولهم: نعق الغراب بالمهملة، وإنما هو بالمعجمة. والصواب أنه بالمعجمة أفصح لا أن المهملة مهملة كما يوهمه كلامه. والله أعلم. (إذا
صاح) فقال: «غيق غيق» ، (كذلك نعب ينعب) بفتح المهملة فيها كمنع، وقد يكسر المضارع كضرب على غير قياس، يقال: نعب إذا قال: غاق غاق. (وقد نغق) بالمعجمة والقاف (بخير): إذا جاء بما يتيامن به، (ونعب) بالمهملة والموحدة (بشر، أي بما يتشاءم به (وشحج) بفتح الشين المعجمة والحاء المهملة والجيم (يشحج) بالفتح كيمنع على القياس، (ويشحج) بالكسر على غير قياس كيضرب.
(والواق) بكسر القاف إشارة إلى حذف الياء: (الصرد) بمهملات كرطب، قال الجوهري: الواقي: الصرد، مثل القاضي. ويقال هو الواق بكسر القاف بلا ياء لأنه سمي بذلك لحكاية صوته. ويروى قول الشاعر:
ولست بهياب إذا شد رحله
…
يقول: عداني اليوم واقٍ وحاتم
(وهو) أي الصرد (طائر يتشاءم به، وجمعه صردان) بالكسر.
(واليعاقيب) بفتح التحتية والمهملة: (ذكور الحجل) بفتح الحاء المهملة والجيم، وهو الطائر المعروف (واحدها) أي اليعاقيب (ويعقوب) قال سلامة بن جندل يبكي على فراق الشباب:
إن الشباب الذي مجد عواقبه
…
فيه نلذ، ولا لذات للشيب
ولى حثيثًا، وهذا الشيب يتبعه
…
لو كان يدركه ركض اليعاقيب
قال ابن هشام في شرح الكعبية: اليعقوب له معنيان، أحدهما ذكر القبح بفتح القاف وإسكان الباء الموحدة بعدها جيم، وهو الحجل بفتحتين. والمعنى الثاني العقاب: وهو غريب ذكره بعضهم، وأنشد عليه قول الشاعر:
عالٍ يقصر دونه اليعقوب
لأن الحجل لا يوصف بالعلو في الطيران. قال الفرزدق:
يومًا تركن لإبراهيم عافيةً
…
من النسور عليه واليعاقيب
لأن الحجل لا ينزل على القتلى. والركض هو سرعة الطير. قال:
كأن تحتى بازيًا ركاضا
وزعم الكمال الدميري أن المراد باليعاقيب الحجل لقول الرافعي: يجب الجزاء بقتل المتولد بين اليعقوب والدجاج. قال: وبهذه يرد قول من قال: أن المراد من البيتين الأولين هو العقاب، فإن التناسل لا يقع بين الدجاج والعقاب، وإنما يقع بين حيوانين بينهما تشاكل وتقارب في الخلق كالحمار الوحشي والأهلي. قلت: ولا ينهض له ما ادعاه إلا إذا قيل أن اليعقوب إنما يطلق على العقاب، فأما مع إطلاق الاشتراك فلا كما لا يخفى عن المتأمل. وفيه كلام لسنا بصدد استقصائه والله أعلم.
(والسلك) بضم السين المهملة وفتح اللام: (الذكر من فراخ الحجل). ويقال لفرخ القطا أيضًا. (والأنثى سلكة) بالهاء.
(والفياد) بفتح الفاء والتحتية المشددة وبعد الألف دال مهملة: (ذكر اليوم) بضم الموحدة، ويقال بومة بالهاء، وكلاهما للذكر والأنثى من هذا الطائر المعروف الذي يتشاءم به، فإذا قلت فياد وصدى: اختص بالذكر كما في الصحاح وغيره. (والحيقطان) بفتح المهملة وسكون التحتية وضم القاف وفتح الطاء المهملة وبعد الألف نون ووزنه فيعلان: (ذكر الدراج) بضم الدال وفتح الراء المشددة المهملتين، وبعد الألف جيم، قال الجوهري: الدراج والدراجة: ضرب من الطير للذكر والأنثى حتى تقول الحيقطان فيختص بالذكر.
وقال الكمال الدميري: هو طائر أسود باطن الجناحين وظاهرهما على خلقة القطا إلا أنها ألطف منه. قال ابن سيده: هو طائر من العراق. وقال ابن دريد: أحسبه مولدًا، وقال الجاحظ: إنه من أقسام الحمام. وقال سيبويه: إنه الدراج.
(وساق حر) مركب من ساق الرجل، والحر بالضم خلاف العبد، أخذوه وأطلقوه على (ذكر القماري) بالفتح جمع قمري أو قمرية بالضم: طائر صغير من أنواع الحمام كما قاله ابن سيده وغيره، ويزعم بعض أنه منسوب إلى «قمر» ، وهي قرية من قرى مصر المشهورة. وله صوت جيد، ويدل على أنه من أنواع الحمام قول عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما لما طلق زوجته عاتكة بنت سعيد بن زيد:
أعاتك ما أنساك ما ذر شارق
…
وما ناح قمري الحمام المطوق
الأبيات.
وسبق كلام على القماري، وكثيرًا ما يذكروا ساق حر في كلامهم. قال حميد بن ثور:
وما هاج هذا الشوق إلا حمامة
…
دعت ساق حر ترحة وترنما
وقال الكميت:
تغريد ساقٍ على ساقٍ تجاوبها
…
من الهواتف ذات الطوق والعطل
ومن أظرف ما قيل في ذلك قول «مالك بن المرحل» كما أنشده الشريف الغرناطي في شرح المقصورة، وسمعته من شيخينا الإمامين مرارًا:
رب ربعٍ وقفت فيه وعهد
…
لم أجاوزه والركائب تسري
أسأل الدار وهي قفر خلاء
…
عن حبيب قد حلها منذ دهر
حيث لا مسعد على الوجد إلا
…
عين حر تجود أو ساق حر
يريد أنه لا يساعده إلا حر تبكي له عينه أو حمام ينوح معه.
(والخرب) بفتح الخاء المعجمة والراء المهملة وبالموحدة: (ذكر الحبارى) بضم المهملة وفتح الموحدة وبعد الألف راء فألف تأنيث، ولذلك يمنع من الصرف. وقول الجوهري: إن الألف ليس للتأنيث، ولا للإلحاق كلام لا معنى له، وقد نبهوا على أنه غلط ظاهر.
وهو اسم جنس جمعي يقع على الذكر والأنثى والواحد والجمع، وربما قالوا حباريات في الجمع، طويل العنق رمادي اللون، في منقاره بعض طول. قالوا: وشأنها أن تصاد ولا تصيد. (وجمعه) أي الخرب (خربان) بالكسر.
(والنهار) كوزن مقابل الليل: (فرخ الحبارى)(والليل) كمقابر النهار: (فرخ الكروان) محركة كما في الصحاح وغيره. وظاهر القاموس أنه بالفتح وفي كلامه تخليط أوضحته في شرحه، وهو طائر يشبه البطة. وقال ابن فارس في المجمل: يقال إن بعض الطير يسمى ليلًا ولا أعرفه. وأنشدني غير واحد من الشيوخ كاللغز:
أكلت النهار بوسط النهار
…
وليلًا أكلت بليلٍ بهيم
قال البطليوسي في شرح أدب الكاتب؛ قد اختلف اللغويون في النهار، فقال قوم: هو فرخ القطا، وقال قوم: إنه ذكر البوم. وقيل: إنه ذكر الحبارى، والأنثى ليل، وقيل إنه فرخ الحبارى، قال الشاعر:
ونهارٍ رأيت منتصف الليلـ
…
ـل وليلٍ رأيت وسط النهار
(والعترفان) بضم العين والراء والمهملتين بينهما فوقية ساكنة، وبعد الفاء ألف فنون:(الديك) بكسر المهملة وسكون التحتية، هو ذكر الدجاج. (والأخيل) بالخاء المعجمة:(الشقراق) بفتح المعجمة وكسرها كما في المحكم وأدب الكاتب لابن قتيبة وغيرهما. قال البطليوسي في شرح أدب
الكاتب: الشقراق بالكسر أقيس، لأن فعلالًا بكسر الفاء موجود في أبينة الأسماء نحو طرماح، وفعلان بفتح الفاء مفقود فيها. قال: وبكسر الشين قرأناه في غريب المصنف، وهكذا حكاه الخليل، وذكر أن فيه ثلاث لغات: كسر الشين وإسكان القاف، وضم الشين كذلك، وربما قالوا شرقراوق. وهو طائر صغير يسمى الأخيل، والعرب تتشاءم به، وهو أخضر مليح بقدر الحمام، خضرته حسنة مشبعة، في أجنحته سواد ويكون مخططًا بحمرةوخضرة وسواد وبياض. وذكر المجد فيه لغات أخر، وكون الأخيل الشقراق كما قال المصنف قاله غير واحد، وقيل: هوطائر قريب منه أخضر - على أجنحته لمع تخالف لونه، سمي بذلك لاختياله في مشيه. وقال المجد: الأخيل: طائر مشؤوم أو هو الصرد، سمي لاختلاف لونه بالسواد واليباض. وفي صرفه ومنعه كلام في مصنفات النحو، وقال:
وإذا قذفت له الحصاة رأيته
…
ينزو لوقعتها طمور الأخيل
ومن شواهد النحو:
فما طائري يومًا عليك بأخيلا
(والوطواط) بواوين وطاءين مهملتين: (الخفاش) بضم الخاء المعجمة وفتح الفاء المشددة وبعد الألف معجمة، سمي لصغر عينيه وضعف بصره، وله خواص ذكرها المجد، وزدنا عليه في شرحه، وفي نسخة الخطاف، وهو
تحريف بلا مرية، لأن الخطاف كرمان طائر أسود غير الوطواط على ما عرف في الدواوين. وقال بعض اللغويين: الكبير وطواط، والصغير خفاش.
(والكعيت) بضم الكاف وفتح المهملة كالكميت، ولا يعرف له مكبرًا:(البلبل) بضم الموحدتين: طائر معروف من أنواع العصافير التي تحبس لصوتها، وهو الذي يقال له النعر بضم النون وفتخ الغين المعجمة، وسيأتي.
(والغرانيق؛ طير الماء، واحدها غرنبق) بضم الغين المعجمة وسكون الراء المهملة وفتح النون وسكون التحتية وقاف، هذه أفصح لغاته، ويقال غرنوق كعصفور وفردوس، وهو الكركي أو طائر يشبهه. وقال الزمخشري والجوهري: إنه طائر أبيض من طير الماء طويل العنق. وقال ابن الأثير: إنه الذكر من طير الماء يسمى لبياضه. وقيل: الغرانيق طير سود في حد البط.
(والمكاء) بضم الميم وتفح الكاف المشددة ممدودًا على فعال، والهمزة أصلية، لأنه مكا كدعا: إذا صوت، (طائر يصوت) أ] يصيح (في الرياض) جمع روضة، وهي عند العرب كل أرض ذات شجر وماء، وتطلق الرياض على البساتين، وقد تخص بذوات الأنهار، (سمي مكاء لأنه يمكو) كيدعو (أي يصفر) بالكسر مضارع صفر: إذا صوت، كضرب صفيرًا، وقد يقال صفر تصفيرًا. قال ابن السكيت في إًصلاح المنطق: يقال مكا الطير يمكو مكاء: إذا جمع يديه وصفر فيهما. قال البغوي: المكاء طائر أبيض يكون بالحجاز له صفير. وقال ابن قتيبة: المكاء بالتشديد: طائر يسقط في الرياض، ويمكو، أي يصفر. قال الشاعر:
إذا غرد المكاء في غير روضةٍ
…
فويل لأهل الشاء والحمرات
قال البطليوسي في شرح أدب الكاتب: المكاء إنما يألف الرياض، فإذا غرد في غير روضة فإنما يكون ذلك لإفراط الجدب وعدم النبات، وعند ذلك تهلك الشاء والحمير، فالويل لمن لم يكن له مال غيرهما. والحمرات في البيت بالضمات: جمع حمر بضمتين جمع حمار أو حمير، والله أعلم.
(والوصع) بفتح الواو وسكون الصاد وبالعين المهملتين، وقد يحرك. وقول الكمال الدميري: أنه بالضاد المعجمة سبق قلم بلا مرية، إذ لا قائل به من أئمة اللغة ولا من أهل الغريب، ولا وجود له في الدواوين المتداولة، والله أعلم:(طائر صغير) أصغر من العصفور كما في الصحاح والقاموس والنهاية وغيرها. (ومنه الحديث: إن إسرافيل ليتواضع لله) أي يتصاغر ويتذلل ويخضع (حتى يصير كالوضع) روي بفتح الصاد المهملة وسكونها. والحديث مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تفكروا في عظمة الله، ولكن تفكروا فيما خلق الله من الملائكة، فإن خلقًا من الملائكة يقال له إسرافيل، زاوية من زوايا العرش على كاهله، وقدماه في الأرض السفلى، وقد خرق رأسه سبع سماوات، وأنه ليتضاءل من عظمة الله كأنع الوصع» .. أي يتصاغر، فهي بمعنى يتواضع، «يتفاعل» من الضآلة بالهمزة، وهي النحافة والدقة، وضؤل ككرم. وأخرج ابن المبارك في «الزاهد» عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل أن يتراءى له في صورته، فقال جبريل: إنك لن تطيق ذلك، قال: إني أحب أن تفعل،
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلمإلى المصلى في ليلة مقمرة، فأتاه جبريل في صورته، فغشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين رآه، ثم أفاق وجبريل مسنده وواضع إحدى يديه على صدره، والأخرى بين كتفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كنت أرى أن شيئًا من الخلق هكذا. فقال جبريل: فكيف لو رأيت إسرافيل، إن له لاثني عشر جناحًا، منها جناح بالمشرق، وجناح بالمغرب، وإن العرش على كاهله، وإنه ليتضاءل الأحيان لعظمة الله حتى يصير مثل الوصع، حتى ما يحمل عرشه إلا عظمته. وأورده الجلال في «الدر المنثور» على ما عند ابن المبارك، الألفاظ التي أوردها المصنف عليها اقتصر الجوهري وابن الأثير وغيرهما، وأورده الكمال الدميري بلفظ:«إن إسرافيل له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، وإن العرش على منكب إسرافيل وأنه ليتضاءل الأحيان لعظمة الله تعالى حتى يصير مثل الوصع» ، والله أعلم.
(والضوع) بضم الضاد المعجمة وفتح الواو وبالعين المهملة، وكسر ضاده لغة فهو كصرد وعنب:(طائر أيضًا)، قال الجوهري: هو طائر من طير الليل من جنس الهام. وقال المفصضل: هو ذكر البوم. وقال المجد: الضوع كصرد وعنب: طائر من طير الليل والكروان وذكر البوم، أو طائر أسود كالغراب طيب اللحم. وقال النووي: إن الأشهر أنه من الهام كما قال الجوهري، والله أعلم. (والنغر) بضم النون وفتح الغين المعجمة:(العصفور) بالضم: وحكى ابن رشيق في كتاب الغرائب والشواذ أنه يفتح، والفتح غير معروف عند أهل الصناعة إذ فعلول مفقود من الكلام الفصيح. قال حمزة: سمي عصفورًا لأنه عصى وفر (وجمعه) أي النغر (نغران) بالكسر وله أحكام في حديث أنسٍ المشهور «ما فعل النغير» .
(والنهس) بضم النون وفتح الهاء وبالسين المهملة: (طائر صغير الجسم) يشبه الصرد. قال ابن سيده: إنه ضرب منه سمي ب 1 لك لأنه ينهس اللحم. يقال أنه لا يزال يحرك ذنبه ويصيد العصافير.
(والسيد) بضم المهملة وفتح الموحدة آخره مهملة: (طائر لين الريش إذا قطرت عليه قطرة ماءٍ» بالإفراد، وفي القاموس والصحاح: قطرتان من ماء (جرت) أي القطرة، أي سالت (من لينه) تلعليلة، أي لأجل لينه، والعرب تشبه به الخيل إذا عرقت [قال]:
كأنه سبد بالماء مغسول
(جمعه) أي السبد (سبدان) بالكسر كنظائره.
(والتنوط بفتح التاء) الفوقية والنون (وضم الواو) المشددة وآخره طاء مهملة مشالة: (طائر يدلي) مضارع أدلى الدلو ونحوه: أرسله من علو إلى أسفل، أي يرسل (خيوطًا من شجرة) ثم ينسج بها عشه ويجعله مخففًا محكمًا كما قاله أبو حيان وغيره، (ثم يفرخ) أي يلد أفراخه (لإيها) أي في تلك الخيوط. (ويقال فيه) أي في لفظه لغة أخرى (أيضًا تتنوط بضم التاء) الفوقية والنون، ويجوز فتح النون (وكسر الواو) ، ووزنه «تفعل» ، لأنه من «ناط» كما اختاره ابن الضائع، وتبعه تلميذه أبو حيان، لفقدان «فعلل» في كلامهم، وقد بسطناه بسطًا في شرح القاموس وغيره.
(والبرقش) بالكسر، آخره معجمة:(طائر صغير ملمع) كمعظم، أي فيه لمع ونقوش، وهذا القيد أهمله أرباب الدواوين، (وهو) أي البرقش (الذي
يسميه أهل الحجاز الشرشور) بضم المعجمتين وراءين، وهو طائر مثل العصفور أغبر لطيف كما في المحكم وغيره.
(وبغاث الطير) أول البغاث مثلث الضبط، وآخره مثلث النقط، ووسطه غين معجمة (خشاشها) بالمعجمات مفتوحًا (التي لا تصيد منها) لعجزها. وقال ابن إسحق: إنه ذكر الرخم إذا هرم واسود. وقال الكمال: هو طائر أغبر دون الرخمة بطيء الطيران من شرار الطيور ومما لا يصيد منها. قال العباس بن مرداس:
بغاث الطير أكثرها فراخًا
…
وأم الصقر مقلات نزور
قال دريد:
وترى الفوارس من مخافة رمحه
…
مثل البغاث خشين وقع الأجدل
وقال الآخر:
كأن بني مروان إذ يقتلونه
…
بغاث من الطير اجتمعن على صقر
(والواحدة بغاثة) بالهاء. فهو اسم جنس جمعي، ووقع «ليونس» كلام فيه شبه تناقض بسطناه في شرح القاموس.
(والسقطان) تثنية سقط بالكسر والسين والطاء المهملتين (من الطير: جناحاه) تثنية جناح بالفتح، وهو للطائر كاليد للإنسان، ولذلك يطلق عليها نحو:{واضمم إليك جناحك} والتحقيق أنه استعارة كما جزم به البيضاوي وغيره، لا حقيقة كما يوهمه كلام المجد، وبه تعلم أن قول المصنف (وهما) أي الجناحان (يداه) ، أي الطائر لا يخلو من تأمل، والله أعلم.
(وفي الجناح عشرون ريشة) ، واحدة الريش، وهو كسوة الطير، ميز بها العدد، وفصله بقوله:(أربع منها قوادم) جمع قادمة (وهي أعلاها) ، وسموها قوادم لأنها في مقدم الجناح، وقالوا قدامى كحبارى أيضًا. (ثم أربع مناكب) بعد القوادم، ولا يعرف لمناكب الريش واحد كما نبه عليه في القاموس. (ثم أربع كلى) كأنه جمع كلية لأنها تقابلها، وهذا مهمل عند الجمهور في مادتها، وذكرها الجوهري في «بهر» استطرادًا كما يأتي. (ثم أربع خوافٍ) جمع خافية، وجعلها غيره بعد المناكب. وقال المجد: الخوافي: ريشات إذا ضم الطائر جناحيه خفيت، أو هي الأربع اللواتي بعد المناكب، أو هي سبع ريشات بعد السبع المقدمات. (ثم أربع أباهر) جمع أبهر، (وهي التي تلي الجنب). قال المجد: الأبهر هو الجانب الأقصر من الريش، وجعل الجوهري الأباهر هي القسم الرابع، والكلى بعده، فقال: والأباهر من ريش الطائر ما يلي الكلى. أولها القوادم، ثم المناكب، ثم الخافي، ثم الكلى. وأغفلها في مادة «كلا» فلم يتعرض لها كأكثر أرباب الدواوين، وأسقطها الفيومي في المصباح في المادة والتقسيم، فقال في تقسيم الريش: يقال في الجناح ست عشرة ريشة: أربع قوادم، وأربع خواف، وأربع مناكب، وأربع أباهر، وأسقط الكلى. ثم قوله كالمصنف أن القوادم أربع هو رأي كثير من أئمة اللغة. وقال الجوهري
والمجد وغيرها: إن قوادم الطير مقاديم ريشه، وهو عشرة في كل جناح، والواحدة قادمة كما مر. وقال ابن جني: الواحدة قدامى كحبارى، وكلام غيره صريح في أن القدامى جمع لا مفرد له، والله أعلم.
(والعفرية) بكسر العين والراء المهملتين بينهما فاء ساكنة، وبعد التحتية المخففة هاء تأنيث:(عرف الديك) بضم العين المهملة وسكون الراء، ما فوق رأسه، (وكذلك عرف الخرب) محركة. وسبق أنه ذكر الحبارى، أي يطلق على عرفه عفرية أيضًا.
(والقيض) بفتح القاف وسكون التحتية وبالضاد المععجمة: (قشر البيض الأعلى)(والغرقئ) بكسر الغين المعجمة والقاف بينهما راء ساكنة آخره همزة: (القشرة الرقيقة التي تحت) ، وفي نسخة «التي تلي» (القيض).
(ويقال: أصفت) بتقديم الصاد المهملة على الفاء في أصولنا المصححة، وهو الذي في الأصول اللغوية. وفي نسخة، أفصت بتقديم الفاء، وهو تصحيف، لأنه إنما يقال في إقلاع المطر ونحوه كما يأتي. وفاعله (الدجاجة) مثلثًا، والفتح أفصح، والهاء للوحدة لا للتأنيث، وقد بسطنا الكلام فيه في شرح القاموس وغيره:(إذا انقطع بيضها) فلم يبق لها بيض. (وكذلك الحمامة) يقال لها أفصت: إذا انقطع بيضها. (ومثلثه) أي في المعنى أصفت السماء) بتقديم الصاد المهملة في أصولنا المصححة كأصول اللغة (إصفاء) مصدره لإيضاح أنه رباعي، (إذا انقطع ماؤها) أي أقلع مطرها. (وأصفى الشاعر) كذلك:(انقطع شعره) فلم يقل شعرًا ولم يقدر على قوله، وفي نسخة: أفصت السماء وأفصى الشاعر، بتقديم الفاء على الصاد المهملة، وهي صحيحة بالنسبة إلى السماء، فقد قال المجد: أفصى المطر: أقلع، فأما في الشاعر فلا تصح إلا بنوع من المجاز، كأفصت الدجاجة، كما أشرنا إليه، والله أعلم.