الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في أسماء بعض المشاهير
من الخيل وأنسابها
(الخيل الأعوجية منسوبة إلى أعوج وهو فحل كريم) مشهور بالإنجاب. ويقال لأولاده: الأعوجيات، وبنات أعوج، وبنات عوج. قال:
تركنا في الحضيض بنات عوجٍ
…
عواكف قد خضعن إلى النسور
(كان) أي أعوج (لبني هلال بن عامر). قال أبو عبيدة: كان أعوج لكندة فأخذته بنو سليم في عض أيامهم، فصار إلى بني هلال، وليس في العرب فحل أشهر ولا أكثر نسلًا منه. وقال الأصمعي في كتاب الفرس: أعوج كان لبني آكل المرار، ثم صار لبني هلال.
(والخيل الحرونية) بالفتح (منسوبة إلى الحرون) بفتح الحاء وضم الراء المهملتين، (وهو فرس كريم كان لمسلم) ، وكنيته أبو صالح (بن عمرو) بالفتح (أبي) - أي والد (قتيبة بن مسلم) وفي بعض النسخ (الباهلي). نسبة إلى باهلة القبيلة المشهورة، وأنشد الجوهري:
إذا ما قريش خلا ملكها
…
فإن الخلافة في باهله
لرب الحرون أبي صالحٍ
…
وما ذاك بالسنة العادله
(وهو) أي الحرون (من نسل أعوجٍ فيما يقال). قال الأصمعي: هو الحرون بن الأثاثي بن خزز بن ذي الصوفة بن أعوج. قال: وكان يسبق الخيل ثم يحرن، أي يمتنع عن السير. يقال: حرنت الدابة كفرح ونصر: إذا وقفت عند اشتداد جريها، فكان الحرون يحرن حتى تلحقه الخيل، فإذا لحقته سبقها، وهذا هو المشهور كما في الصحاح وغيره. وقيل: إن الحرون كانت لشقيق بن جرير الباهلي. والله أعلم.
(ومن) بعض (الفحول المشهورة) بين العرب (التي تنسب) مجهولًا (إليها الخيل) هو النائب عن الفاعل: (الوجيه) بفتح الواو وكسر الجيم آخره هاء. (والغراب) بضم الغين المعجمة كاسم الطائر. (ولاحق) كاسم الفاعل من لحق كفرح: أدركه، لكثرة لحاقه لمن يسبقه. وقد جمعها طفيل الغنوي في قوله:
بنات الوجيه والغراب ولاحقٍ
…
وأعوج تنمي نسبة المتنسب
(ومذهب) اسمك مفعول من أذهب. (ومكتوم) مفعول بن كتم السر: حفظه (وكانت) هذه الفحول (كلها لغني) بفتح الغين المعجمة وكسر النون: علم على رجل، وهو غني بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان، كما حققته في شرح القاموس في مواضع، لا أنه من غطفان، قاله المجد تبعًا للجوهري، فإنه وهم كما بينته في شرحه. وفي نسخة:(وهي) - أي غني، وأنث باعتبار الخير - (قبيلة) من قيس عيلان كما حققه غير واحد من أهل الأنساب لا من غطفان كما في الصحاح والقاموس، فإن غطفان هو ابن سعد بن قيس، فأعصر أخو غطفان، وغني هو ابن أعصر، فليس غني حيًا من غطفان كما لا يخفى. والله أعلم. (وقيل: كان الوجيه ولاحق لبني أسد). ولذلك كثيرًا ما يجمعان. وأنشدني غير واحد:
من الجود من آل الوجيه ولاحقٍ
…
تذكرنا أورتارنا حين تصهل
(ومنها) أي الفحول المشهورة (قيد) بفتح القاف وسكون التحتية وبالدل المهملة. (وحلاب) بفتح المهملة واللام المشددة وبالموحدة (كلاهما لبني تغلب) بفتح الفوقية وسكون المعجمة وكسر اللام مضارع غلب، وهو أبو حي، لأنه تغلب بن وائل بن قاسط، وهناك تغلب بن قحطان ذكره العيني، ورده لقضاعة، وبينا ذلك في شرح القاموس. (ومياس) بفتح الميم والتحتية المشددة وبعد الألف سين مهملة (وهو لبني أعيى) بفتح الهمزة والتحتية بينهما عين مهملة، كمضارع عيي كفرح (من باهلة). في القاموس أن مياس لشقيق بن جزء، وأن أعيى من جرم لا من باهلة، وفي الصحاح
أغفل مياس وقال: أعيى أبو بطن من أسد. فليحرر. (وداحس) بالمهملات. (والغبراء) كمؤنث أغبر بالمعجمة والموحدة، (وهما لبني عبس) بالفتح كما مر ضبطه، وفي القاموس ما يقتضي أنهما فرس واحد، واضطرب كلامه في المادتين. والتحقيق أنهما اثنان كما قال المصنف، وبسط الكلام فيهما الميداني في قولهم في المثل، «أشأم من داحس» لأنها كانت سبب الحرب بين عبس وذبيان أربعين سنة وأورد قصتهما أيضًا الجوهري والمجد، وكلاهما كانا لقيس بن زهير بن جذيمة العبسي. (والخطار) بفتح المعجمة والمهملة المشددة آخره راء مهملة. (والحنفاء) كمؤنث أحنف بالحاء المهملة (وهما لبني بدر) ولو قال «لابن» بالافراد لكان صوابًا، لأن صاحبهما هو حذيفة بن بدر وفي قصته مع قيس العبسي قيل:
وقد جرت الحنفاء قتل حذيفةٍ
…
وكان يراها عدة للشدائد
وكان تراهن مع العبسي على مسابقة داحس والغبراء مع الخطار والحنفاء، وجعل الغاية مائة غلوة، والمضمار أربعين ليلة، فأجرى قيس داحسًا والغبراء، وأجرى حذيفة الخطار والحنفاء، فوضعت فزارة كمينًا في الطريق، فلطم الغبراء وكانت سابقًا، أو داحسًا، وهو الموافق لقولهم:«أشأم من داحس» فهاجت الحرب بينهم تلك المدة الطويلة، وبدر (من فزارة) بالفاء والزاي: أبو قبيلة من غطفان كما في غير ديوان، وتتمته في شرح
القاموس. (والنعامة) بالفتح كاسم الطائر (وهي للحارث بن عباد) بالتخفيف كغراب (من بني قيس بن ثعلبة) بفتح المثلثة واللام بينهما عين مهملة: القبيلة المشهورة، وهو القائل كما أنشدنيه الشيخان الإمامان:
قربا مربط النعامة مني
…
لقحت حرب وائلٍ عن حيال
لم أكن من جناتها علم اللـ
…
ـه وأني بحرها اليوم صال