الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ومن عدو الخيل]
(ومن بعض صفات) ، وفي بعض النسخ المصححة «عدو» بدل «صفات» ، أي: إسراع (الخيل) ، وهو الأنسب بما ذكره بعد، لأنه لم يتعرض للصفات أصلًا، وإنما ذكر أنواعًا من العدو، ولو وجدت نسخة فيها:«ومن صفات عدو الخيل» لكانت صحيحة أيضًا، والله أعلم.
(الهملجة) بفتح الهاء واللام بينهما ميم ساكنة وآخره جيم فهاء تأنيث (وهي سير يزيد على العنق) محركة كما، وهي سير الهملاج بالكسر، وهو من البراذين ما يسرع مشيه ويكثر نقله على هيئة مخصوصة، وتسميه العامة «رهوان» ، قاله في شرح الشفا، وصرحوا بأنه فارسي معرب. (والإلهاب) بالكسر مصدر ألهب الفرس في عدوه: إذا جد حتى أثار الغبار (وهو اضطرام الجري) أي اشتعاله واتقاده، افتعال من ضرمت النار: اتقدت، كفرح وكلاهما عند الزمخشري من المجاز عن المبالغة في السرعة كأنها تحترق.
(والرديان) بفتح الراء والدال المهملتين والتحتية، مصدر، (وهو أن يرجم) الفرس (الأرض) أي يرميها (بحوافره) جمع حافر [رجما] تأكيد ليرجم السابق (يقال: ردى الفرس) بالفتح (يردي) بالكسر على القياس كيرمي (رديا) بالفتح (ورديانًا) محركة لما فيه من معنى الحركة كالجولات ونحوه مما مر.
(والتقريب) مصدر قرب الفرس في عدوه: إذا رفع يديه معًا ووضعهما معًا، وهو دون الحضر، وله تقريبان: أعلى وأدنى، قاله الجوهري، (مثل الرديان) محركة (وهو) - أي ما ذكر - أو واحد منهما، لأنه يصدق على الآخر، (ضرب من الوثب) بفتح الواو وسكون المثلثة، مصدر وثب كوعد، إذا نفر وطمر. وفي نسخة: و «الوثب» بالعطف وإسقاط ما عداه، أي الوثب من نوع من السير ولا معنى له. والله أعلم.
(والخناف) بكسر الخاء المعجمة (أن يهوي) بالكسر مضارع هوى كرمى، وهو السقوط من علو إلى أسفل، أي: ينزل (الفرس بحافره إلى وحشيه)، نسبة إلى الوحش كما يأتي. (وهو) - أي الخناف (سير لين) بشد التحتية وتخفف (سهل) تأكيد لأنه بمعنى اللين. ولما كان وحشي الفرس والحافر غير متعارف بين الناس احتاج إلى تفسيره فقال:(والوحشي) كالمنسوب إلى الوحش وإن تنوسي فيه، (من حافره) أي الفرس (ما أدبر منه عن يديه، والإنسي) بالضم كأنه منسوب إلى الأنس، وهو خلاف الوحشية: (ما أقبل
منه عليه) ، أي الفرس قال في المحكم: وقال بعضهم: أنسي القدم: ما أقبل منها على القدم الأخرى، ووحشيها: ما خالف إنسيها. (فأما الجانب الوحشي) المراد جانب الدابة لا جانب الحافر كما قد يتوهم، لأنه لا يستقيم كما هو ظاهر، (فالأيمن) أي: فالجانب الأيمن (في قول أبي زيد الأنصارى) وأبي عمرو. قال عنترة:
وكأنما تنأى بجانب دفها الـ
…
وحشي من هزج العشي مؤوم
وإنما تنأى بالجانب الوحشي لأنه سوط الراكب في يده اليمنى، قال الراعي:
فمالت على شق وحشيها
…
وقد ريع جانبها الأيسر
ويقال: ليس من شيء يفزع إلا مال على جانبه الأيمن، لأن الدابة لا تؤتى من جانبها الأيمن، وإنما تؤتى في الاحتلاب والركوب من جانبها الأيسر، فإنما خوفها منه، والخائف إنما يفر من موضع المخافة إلى موضع الأمن. قاله الجوهري:(والأنسي الأيسر، وقيل: الوحشي هو الأيسر، والأنسي هو الأيمن، هذا قول أبي عبيدة والأصمعي). وعن الأصمعي وحده نقل الجوهري (قال أبو عبيدة: وكذلك هو) أي الوحشي والأنسي على ما اختاره هو والأصمعي (في الناس أيضًا) فلا يختص بالداب. (وقد
توصف الإبل بالخناف أيضًا) كما توصف به الخيل، (يقال: ناقة خنوف وجمل خنوف) كصبور فيهما (الذكر والأنثى في ذلك) الوصف (سواء).
(والضبع) بفتح المعجمة وسكون الموحدة وآخره مهملة: (أن يهوي الفرس بحافره إلى عضده إذا عدا) أي أسرع (وقيل وهو) أي الضبع (أن يمد) بالضم مضارع مد بالفتح (ضبعيه) تثنية ضبع بالفتح، وقد سبق الكلام فيه، أي عضديه، تثنية عضد، بفتح فضم على الأِهر، وقد مر بيانه (حتى لا يجد بالرفع لانتفاء موجب النصب إلا بتكلف، (مزيدًا) أي زيادة. (وهو الضبح أيضًا بالحاء) المهملة (في قول بعضهم) لعله أبو عبيدة، فقد قال الجوهري: قال أبو عبيدة: ضبحت الخيل ضبحًا مثل ضبعت، وهو السير. (قال الله تعالى:{والعاديات} جمع عادية وهي المسرعة في العدو {ضبحا} مفعول مطلق من العاديات من غير لفظها، كقمت وقوفًا. (وقيل) أي قال غير أبي عبيدة، وهم الأكثر:(الضبح بالحاء (صوت يخرج من صدورها إذا عدت) أي أسرعت، فضبحا مفعول مطلق لمحذوف، أي تضبح، أو مصدر بمعنى الحال، أي تعدو في حالة كونها ضابحة، أي مصوتة وعلى الثاني اقتصر البيضاوي والزمخشري وطوائف المفسرين، وحكى الأول غير واحد أيضًا، وأشار إليهما في الصحاح والقاموس.