الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب في الخيل]
هذا (باب في) أحوال (الخيل) ، بفتح الخاء المعجمة وسكون التحتية، اسم لجماعة الأفراس، لا واحد له من لفظه، وقيل: مفرده خائل، لأنه يختال والأول أِهر، وهو مؤنث سماعي يعم الذكور والإناث، سميت لاختيالها، قال أبو حاتم، قال الأصمعي: جاء معتوه إلى حلقة ابن العلاء، فقال: يا أبا عمرو، لم سميت الخيل خيلا؟ فقال: لا أدري. فبقال: لكني أدري، فقال: علمنا. قال لاختيالها في المشي. فقال أبو عمرو لأصحابه بعدما ولي: اكتبواة الحكمة وارووها ولو عن معتوه.
(الحصان) بكسر الحاء وفتح الصاد المهملتين: (الذكر) فلا يستعمل في الإناث (من الخيل) وقيل: هو المضنون بمائة فلا ينزى إلا على كريمة، ثم كثر حتى سموا كل ذكر حصانًا كما في الصحاح، وقيل: سمي لأنه يكون كالحصن المانع لراكبه كما أشار إليه ناظم الفصيح، وأوضحته في شرحه، وهو في المصباح أيضًا.
(والحجر) بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم: (الأنثى) من الخيل،
لا تطلق على الذكر، ولا تلحقها الهاء، ولذلك لحنوا من قال: حجرة. (وتسمى) أي الأنثى: (الرمكة) محركة، قال المجد: الرمكة محركة: البرذونة تتخذ للنسل، والجمع رمك، وجمعه أرماك، ومثله في الصحاح.
(والجواد) بفتح الجيم كسحاب: (والفرس الكريم السريع) ، فرس جواد، بين الجودة بالضم: رائع. وقد جاده جودةً وجودًا، وأجود كما في القاموس والصحاح وغيره، وفي نظم الفصيح أنه يقال جودة بالفتح، وبيانه في شرحه مبسوط مع فوائد جمة.
(والطرف) بالكسر: (مثله) ، أي مثل الجواد في المعنى، وقيده أبو زيد بالذكور خاصة وهو الأظهر، وإن كا كلام الأصمعي عامًا، ومن إنشاده:
قد جاءنا الطرف الذي أهيدته
…
البيت.
(والعناجيج) بالعين المهملة وجيمين: (جياد الخيل) جمع جواد و (الواحد عنجوج) بالضم، قاله أبو عبيد، ومن شواهد المغني وغيره قول أبي دؤاد:
ربما الجامل المؤبل فيهم
…
وعناجيج بينهن المهار
وأنعمته شرحًا في شرح شواهد التوضيح.
(واليعبوب)«يفعول» من عب الماء بالمهملة والموحدة: (الفرس الجواد) فسروه بالكثير الجري، كأنه الماء يعب. قال السهيلي في الروض: اليعبوب من الخيل: الشديد الجري، ويقال الطويل والأول أصح لأنه مأخوذ من عباب الماء وهو شدة جريه، وأطال في تصحيحه بما نقلنا في شرح القاموس وغيره، وهذا خلاصته.
(والهضب) بكسر الهاء وفتح الضاد المعجمة وشد الباء الموحدة: (الكثير العرق) محركة، وهو الرشح الذي يكون من الحيوان، لشبع أو تعب أو نحو ذلك، وعرق الخيل يدل على كرمها، وأنشد الجوهري لطرفة:
من عناجيج ذكورٍ وقحٍ
…
وهضباتٍ إذا ابتل العذر
(والطمر) بكسرتين وشد الراء (السريع: وقيل المشرف) أي المرتفع العالي، من أشرف إذا علا شرفا، وفي القاموس: الطمر كفلز: الفرس الجواد أو الطويل القوائم الخفيف أو المستعد للعدون. فقوله: أو الطويل هو معنى المشرف وقوله: أو المستعد هو السريع عند التأمل، وفي الصحاح إيماء إليه أيضًا.
(والعجلزة) بكسر المهملة واللام وفتحهما، بينهما جيم ساكنة آخره زاي
فهو تأنيث: (الفرس الشديدة). قال في الصحاح: ناقة عجلزة وعجلزة: أي قوية شديدة، الفتح لتميم، والكسر لقيس، وفرس عجلزة أيضًا. قال بشر:
على شقاء عجلزةٍ وقاح
ولا يقال للذكر، زاد المجد: نعم يقال جمل عجلز، أي بغير هاء.
(والمقربة) بفتح الراء، اسم مفعول من أقربه: جعله قريبًا: (الخيل المعدة) اسم مفعول أيضًا (للحرب) ، أي القتال كما يأتي، (فهي تقرب وتكرم) مجهولين أي يقربها أهلها ويكرمونها استعدادًا لملاقاة العدوة، فأما المقربات بصيغة الفاعل فالتي قرب ولادها، يقال: أقربت المرأة والفرس: إذا دنا ولادهما، ولا يقال ذلك في النوق كما نبه عليه الجوهري وغيره.
(والمذاكي) بالذل المعجمة: (الخيل المنتهية في السن). قال المجد: هي التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان، وذكى تذكية: أسن وبدن، (وهي المذكيات أيضًا) ، وإنما المذاكي جمع تكسير، والمذكيات جمع سلامة، (واحدها) أي مفرد الخيل التي جمعت هذين الجمعين (مذكٍ) بضم الميم وفتح الذال المعجمة وشد الكاف: اسم فاعل من ذكى: إذا أسن كما **، (ومنه قولهم) - أي العرب في المثل:(جري المذكيات غلاء) جمع غلوة، (ويروى غلاب) بالكسر، مصدر غالبه مغالبة وغلابا. قال أبو الفضل الميداني في مجمع الأمثال: الغلاب: المغالبة، أي: إن المذكي يغالب مجاريه فيغلبه لقوته، ويجوز أن يراد أن ثاني جريه أبدًا أكثر من باديه، وثالثه أكثر من ثانيه، فكأنه يغالب بالثاني الأول، وبالثالث الثاني، فجريه أبدًا غلاب، وهذا معنى قول أبي عبيد حيث قال: فهي تحتمل أن تغالب الجري
غلابًا. ويروى: «جري المذكيات غلاء» جمع غلوة، يعني أن جريها يكون غلوات، ويكون شأوها بطينًا لا كالجذع، يضرب لمن يوصف بالتبريز على أقرانه في حلبة الفضل. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي:
وكأن الجو ميدان وغى
…
رفعت فيه المذاكي رهجا
(والمراخي) من الخيل: (السراع) جمع سرير ككريم، وكرام.
(واحدها مرخاء) كمعطاء، من الرخو بالخاء المعجمة، وهو الشيء السهل اللين، سميت لسهولة عدوها ولين مشيها بلا مشقة.
(والسابح: الفرس السريع الذي كأنه يسبح) بالفتح مضارع سبح كمنع: إذا عام (بيديه) في سيره، وفي الأساس أنه مجاز كالسبوح كصبور.
(والمسح) بكسر الميم وفتح السين وبالحاء المهلمتين المشددة: (السريع أيضًا، كأنه يسح العدو) ، هو بالضم مضارع سح، والعدو بالفتح كالجري وزنًا ومعنى: الإسراع، (أي يصبه) بالضم مضارع صب الماء وغيره: إذا أراقه، وقد قيدا السح بأنه الصب، وربما يشعر به التأكيد بالمصدر في قوله (صبًا).
(والصافن الذي يرفع إحدى قوائمه) الأربع على طرف الحافر (إذا وقف، ويقوم على ثلاث) قوائم. وأنشد الزجاج في تفسيره:
ألف الصفون فلا يزال كأنه
…
مما يقوم على الثلاث كسيرا
(يقال: خيل صافنات) جمع سلامة، ومنه الآية. (وصوافن): جمع تكسير على القياس، وقد صفنت الخيل، كضرب، صفونا.
(والمسنفات) بكسر النون اسم فاعل من أسنف الفرس: إذا تقدم أمام الخيل، ولذا فسرها بقوله (من الخيل: المتقدمات: في السير) بكسر الدال المشددة، أي تقدمت على غيرها. كلما سمعت المسنفة بكسر النون فهي الخيل، وكلما سمعت المسنفة بفتحها فهي الإبل المربوطة بالسناف بكسر السين المهملة، وهو حبل يشد به الرجل، لأن أربابها أسنفوها، فهي مسنفة بالفتح.
(ويقال: فرس بحر وغمر) بفتح الغين المععجمة وسكون الميم: (إذا كان كثير الجري)، وفي الحديث:«وإن وجدناه لبحرا» والزمخشري يحمل أمثال هذين على المجاز، (وفرس محضير) بكسر الميم كمسكين، ويقال محضار أيضًا كمعطار كما حكاه ابن سيده في المحكم، فلا اعتداد بقول المجد كالجوهري: لا محضار، والله أعلم. (إذا كان عداء) بشد الدال، أي كثير العدو، لأنه مبالغة فيه، (يقال: أحضر الفرس) رباعيًا (إذا عدا) أي جرى وأسرع (والحضر) بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة اسم منه، (والإحضار) بالكسر مصدر أحضر (العدو) ، أي الجري والإسراع.