الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - باب في المملوكة تعتق وهي تحت حُرٍّ أو عبد
1933 -
عن ابن عباس:
أن مُغِيثًا كان عبدًا، فقال: يا رسول الله! اشْفَعْ لي إليها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا بَرِيرَةُ! اتَّقي الله؛ فإنه زوجك وأبو ولدِك".
فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أتأمرني بذلك؟ قال:
"لا؛ إنما أنا شافع". فكان دموعه تسيل على خده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس:
"ألا تعجب من حُبِّ مغيثٍ بريرةَ، وبُغْضِها إيّاه؟ ! ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حَمَاد عن خالد الحَذّاء عن عكرمة عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير حماد -وهو ابن سلمة-، فهو على شرط مسلم وحده، لكنه قد توبع كما يأتي قريبًا.
والحديث أخرجه البخاري والدارمي والبيهقي وأحمد (1/ 215) من طرق أخرى عن خالد الحذاء
…
به.
وأخرجه البخاري وابن الجارود والبيهقي وأحمد وابن سعد (8/ 260) من طرق أخرى عن عكرمة
…
به.
وفي رواية لابن سعد من طريق أيوب عن عكرمة
…
بلفظ:
"كان زوجُ بريرَةَ يومَ خُيِّرَتْ مملوكًا لبني المغيرة -يقال له: مغيث- أسود
…
" الحديث وهو مخرج في "الإرواء" (1873).
1934 -
وفي رواية عنه:
أن زوج بريرة كان عبدًا أسود؛ يُسَمَّى مُغِيثًا، فخيَّرها -يعني- النبي صلى الله عليه وسلم، وأمرها أن تَعْتَدَّ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري وابن الجارود مختصرًا).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا عفان: ثنا همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وأخرجه البخاري كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (9/ 335) من طريق شعبة وهمام عن قتادة
…
به مختصرًا نحوه؛ دون قوله: فخيرها
…
وأفاد الحافظ أن هذا لفظ شعبة.
وأما لفظ همام؛ فأخرجه أبو داود من طريق عفان عنه
…
وساقه أحمد عن عفان عن همام مطولًا، وفيه:
أنها تعتد عِدَّة الحرة.
كذا قال! وهو وهم منه رحمه الله؛ فإن الحديث في "مسند أحمد"(1/ 281): ثنا عفان
…
به مطولًا كما قال؛ لكن ليس فيه: عِدَّة الحُرَّةِ.
نعم، هذه الزيادة عنده (1/ 461) من غير طريق عفان، فقال: ثنا بهز: ثنا
همام
…
به فساقه بطوله، وفيه.
وأمرها أن تعتدَّ -قال همام مَرَّةً: - عِدَّةَ الحُرَّة.
وأخرجه الدارقطني (413 - 414)، وعنه البيهقي (7/ 451) من طريق حَبَّانَ ابن هلال: نا همام
…
بلفظ:
ففرق بينهما؛ وجعل عليها عدة الحُرَّةِ
…
وقال:
"قال أبو بكر النيسابوري: جَوَّدَ حبان في قوله: عدة الحرة؛ لأن عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم روياه فقالا: وأمرها أن تعتد
…
ولم يذكرا: عدة الحُرَّةِ .. قال الإمام أحمد رحمه الله: وكذلك قاله هُدْبَةُ عن همام: فأمرها أن تعتد عدة حرة".
وتابعه حَجَّاج الباهلي عن قتاده
…
بلفظ: وحدَّث ابن عباس رضي الله عنهما أن أبا بكر رضي الله عنه حَدَّث:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل عليها عدة الحرة.
أخرجه البيهقي.
وسنده صحيح، والباهلي: هو حجاج بن حجاج الأحول.
ولهذه الزيادة شاهد من حديث الحسن البصري
…
مرسلًا: أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 181) بسند صحيح عنه.
ثم أخرجه عن إبراهيم والزهري
…
نحوه.
وله شاهد آخر من حديث عائشة، لعله يأتي التنبيه عليه قريبًا.
وبمجموع ما ذكرنا لهذه الزيادة من شواهد؛ يتبين ضعف مَيْل ابن القيم إلى أن قوله: عدة الحرة
…
مدرج! والله أعلم.
1935 -
عن عائشة
…
في قصة بريرة قالت:
كان زوجها عبدًا، فخيَّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاختارت نفسها، ولو كان حرًّا؛ لم يخيِّرها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم. وصححه الترمذي. لكن قوله: ولو كان حرًّا؛ لم يخيرها .. مدرج من قول عروة؛ كما جزم به الحافظ؛ تبعًا للزيلعي، وهو رواية النسائي).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (6/ 170): ثنا جرير
…
به.
وأخرجه مسلم والنسائي وغيرهما من طرق أخرى عن جرير
…
به؛ إلا أن النسائي قال: قال عروة: فلو كان حرًّا؛ ما خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك رواه ابن حبان في "صحيحه".
فدل هذا على أن هذه الكلمة مدرجة في الحديث، وهو الذي جزم به الحافظ الزيلعي، وتبعه العسقلاني، كما بينته في "الإرواء"(1873)، وتخريج الحديث تجده هناك من جميع طرقه التي وقفت عليها.
1936 -
ومن طريق أخرى عنها:
أن بريرة خَيَّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان زوجها عبدًا.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه).