الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسنده صحيح.
وآخر مختصر من رواية أبي ذر رضي الله عنه: أخرجه الشيخان والبيهقي في كتابيه (9/ 130) و (2/ 350) وغيرهما.
120 - باب في النهي عن المُثْلَةِ
2393 -
عن الهَيَّاجِ بن عمران:
أن عمران أبَقَ له غُلامٌ، فجعل لله عليه: لئِن قَدَرَ عليه؛ لَيَقْطَعَنَّ يَدَهُ! فأرسلني لأسألَ، فأتيت سَمُرَةَ بن جُنْدُبٍ فسألته؟ فقال:
كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحثَنا على الصدقة، وينهانا عن المُثْلَةِ.
فأتيت عمران بن حصين فسألته؟ فقال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة، وينهانا عن المُثْلَةِ.
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن الجارود وابن حبان، وقوى إسناده الحافظ ابن حجر).
إسناده: حدثنا محمد بن المثنى: ثنا معاذ بن هشام: حدثني أبي عن قتادة عن الحسن عن الهياج بن عمران.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير الهياج بن عمران -وهو ابن فُضيْلٍ التميمي-، وثقه ابن سعد وابن حبان (3/ 283)، لكن لم يذكروا راويًا عنه غير الحسن هذا -وهو البصري-؛ فهو مجهول على قواعدهم. وقد أشار إلى تضعيف هذا التوثيقِ الذهبيُّ بقوله في "الكاشف":
"وُثِّقَ".
وصرح بذلك في "الميزان"، فقال:
"وثقه ابن سعد، وقال [علي] بن المديني: مجهول. فصدق علي".
وأشار إلى هذا الحافظ بقوله في "التقريب":
"مقبول".
قلت: وعليه؛ فالإسناد ضعيف، وإن قوّاه الحافظ في "الفتح"، كما كنت ذكرت في "الإرواء"(7/ 291)!
لكن ذكرت له هناك بعض الطرق والشواهد، مما يجعل الحديث صحيحًا لغيره، من ذلك أن الإمام أحمد أخرجه في رواية (4/ 440) من طريق المبارك عن الحسن: أخبرني عمران بن حصين قال
…
فذكره مرفوعًا.
فأسقط (هياجًا) من المسند، وصرح بسماع الحسن من عمران، فاتصل السند.
لكن المبارك -وهو ابن فَضَالَةَ- مدلس، وقد عنعنه كما قلت ثمة. فأزيد هنا:
أنه قد تابعه هُشَيْم عن حُمَيْدٍ عن الحسن قال: ثنا سَمُرَةُ بن جُنْدُبٍ قال
…
فذكره أيضًا: أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(2/ 326).
فصرح بسماعه أيضًا من سمرة، ورجاله ثقات؛ لكنَّ هشيمًا مدلس.
وأن له شاهدًا آخر عن جرير بن عبد الله البَجَلِيِّ قال:
خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم على منبر صغير، فحثَّنا على الصدقة، ونهانا عن المثلة.
رواه الطيالسي (665)، وسنده صحيح على شرط مسلم.
فصح الحديث يقينًا، والحمد لله.
(تنبيه): ذكر المنذري أن عمران الذي أبق له الغلام: هو ابن حصين!
وهذا خلاف ظاهر سياق المؤلف، بل هو باطل؛ لما في رواية لأحمد (4/ 428):
أن هياج بن عمران أتى عمران بن حصين فقال: إن أبي قد نذر -وفي أخرى: أن غلامًا لأبيه أبق- فبعثتي إلى عمران بن حصين، قال: فقال: أقرئ أباك السلام، وأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
…
الحديث.
ورواه ابن الجارود أيضًا (1056).
فهذا صريح أن الذي أبق له الغلام: هو والد الهياج، وليس عمران بن حصين، كما هو واضح لا يحتاج إلى بيان، فلعل ذلك سبق قلم من المنذري! والله أعلم.
*
انتهى بحمد الله وفضله المجلد السابع من "صحيح سنن أبي داود"، ويليه إن شاء الله تعالى المجلد الثامن، وأوله:
121 -
باب في قتل النساء
و"سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك".