الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
35 - باب مَنْ أحقُّ بالولد
؟
1968 -
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو:
أن امرأة قالت: يا رسول الله! إن ابني هذا كان بَطْنِي له وعاءً، وثَدْيِي له سِقاءً، وحِجْرِي له حِوَاءً، وإن أباه طلَّقني، وأراد أن ينتزعه مني؟ ! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنْتِ أحقُّ به؛ ما لم تَنْكِحي".
(قلت: إسناده حسن، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا محمود بن خالد السُّلَمِي: ثنا الوليد عن أبي عمرو -يعني: الأوزاعي-: حدثني عمرو بن شعيب
…
به.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات؛ على الخلاف المشهور في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
والوليد: هو ابن مسلم؛ وقد صرح بالتحديث في رواية الحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو مخرج في "الإرواء"(2187).
1969 -
عن أبي ميمونة سلمى -مولى من أهل المدينة، رجل صدق- قال:
بينما أنا جالس مع أبي هريرة؛ جاءته امرأة فارسية معها ابن لها، فادعياه، وقد طلقها زوجها، فقالت: يا أبا هريرة! -وَرَطَنَتْ بالفارسية- زوجي يريد أن يذهب بابني؟ ! فقال أبو هريرة: اسْتَهِمَا عليه -ورطن لها بذلك-، فجاء زوجها فقال: مَنْ يُحَاقُّنِي في ولدي؟ فقال أبو هريرة: اللهم! إني لا أقول هذا؛ إلا أني سمعت امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
قاعد عنده-، فقالت: يا رسول الله! إن زَوْجي يريد أن يذهب بابني، وقد سقاني من بئر أبي عِنَبَةَ، وقد نفعني؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اسْتَهِمَا عليه". فقال زوجها: مَنْ يحاقُّني في ولدي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"هذا أبوك، وهذه أمك؛ فخذ بيد أيِّهما شئت"؛ فأخذ بيد أمهِ، فانطلقتْ به.
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه أيضًا ابن حبان وابن القطان).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا عبد الرزاق وأبو عاصم عن ابن جريج: أخبرني زياد عن هلال بن أسامة. أن أبا ميمونة سلمى.
قلت: إسناده صحيح، وصححه من ذكرت أعلاه، وهو مخرج في المصدر السابق (2192).
1970 -
عن علي رضي الله عنه قال:
خرج زيد بن حارثة إلى مكة، فقدم بابنة حمزة، فقال جعفر: أنا آخذها؛ أنا أحق بها؛ ابنة عمي، وعندي خالتها، وإنما الخالة أمٌّ! فقال علي: أنا أحق بها؛ ابنة عمي، وعندي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أحق بها! فقال زيد: أنا أحق بها؛ أنا خرجت إليها، وسافرت، وقَدِمْتُ بها! فخرج النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكر حديثًا؛ قال:
"وأما الجارية؛ فأقضي بها لجعفر؛ تكون مع خالتها، وإنما الخالة أمٌّ".
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا العباس بن عبد العظيم: ثنا عبد الملك بن عمرو: ثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن نافع بن عُجَيْرٍ عن أبيه عن علي.
قلت: رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير نافع بن عجير، وثقه ابن حبان، وروى عنه جمع.
لكن خولف عبد الملك بن عمر في إسناده، كما بينته في "الإرواء"(2190).
لكن يشهد للحديث الإسنادان الآتيان بعده.
1971 -
ومن طريق أخرى عنه
…
بهذا الخبر وليس بتمامه؛ قال:
وقضى بها لجعفر، وقال:
"إن خالتها عنده".
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا محمد بن عيسى: ثنا سفيان عن أبي فَرْوَةَ عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى
…
بهذا الخبر.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير محمد بن عيسى -وهو الطبَّاع-، وهو ثقة.
وأبو فروة: اسمه مسلم بن سالم النَّهْدِيُّ الكوفي.
وسفيان: هو ابن عيينة.
والحديث أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4/ 174) من طريق أخرى عن سفيان
…
به؛ وصرح بأنه عن علي بن أبي طالب.
1972 -
ومن طريق ثالثة عن علي قال:
لمَّا خرجنا من مكة؛ تبعتنا بنت حمزة تنادي: يا عمُّ! يا عمُّ! فتناولها عليٌّ فأخذ بيدها، وقال: دونكِ بنتَ عمِّك! فحملتها
…
فقص الخبر؛ قال: وقال جعفر: ابنةُ عمي، وخالتها تحتي! فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها، وقال:
"الخالة بمنزلة الأمِّ".
(قلت: حديث صحيح، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا عَبَّاد بن موسى أن إسماعيل بن جعفر حدثهم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ وهُبَيْرَةَ عن علي.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير هانئ -وهو ابن هانئ الهَمْداني الكوفي- لا يعرف كما قال الشافعي، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ومع ذلك قال النسائي:
"ليس به بأس".
ووثقه ابن حبان والعجلي. وقال الحافظ:
"مستور".
لكن هو هنا مقرون مع هبيرة -وهو ابن يَرِيم الشِّبَامي-، وحاله قريب من حال قرينه، لكن روى عنه أبو فاختة أيضًا، وقال الأثرم عن أحمد:
"لا بأس بحديثه، هو أحسن استقامة من غيره".