الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
79 - باب ما يقول الرجل إذا سافر
2338 -
عن أبي هريرة قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر؛ قال:
"اللهم! أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهل.
اللهم! إني أعوذ بك من وَعْثَاءِ السَّفر، وكآبة المُنْقَلَبِ، وسُوء المَنْظَرِ في الأهل والمال.
اللهم! اطوِ لنا الأرضَ، وهَوِّنْ علينا السَّفَرَ".
(قلت: إسناده حسن صحيح. ورواه الترمذي بإسناد آخر عنه -وحسنه-، وابن حبان عن ابن عباس، ولمسلم بعضه عن عبد الله بن سرجس وعبد الله بن عمر، ويأتي حديثه عَقِبَهُ).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى: ثنا محمد بن عَجْلان: حدثني سعيد المَقْبُرِي عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير ابن عجلان، فأخرج له مسلم مقرونًا، وهو حسن الحديث كما تقدم مرارًا.
والحديث أخرجه أحمد (2/ 433): ثنا يحيى
…
به.
وله طريق أخرى، يرويها شعبة عن عبد الله بن بِشْرٍ الخَثْعَمِيِّ عن أبي زرعة عن أبي هريرة
…
به؛ وزاد في رواية:
"اللهم! اصْحَبْنَا بِنُصْحِكَ، واقْلِبْنا بذمَّتِكَ".
أخرجه الترمذي (3434)، والنسائي في "الاستعاذة"، وأحمد (2/ 401).
وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب".
وهو كما قال أو أعلى؛ فإن رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير الخثعمي، وقد وثقه ابن حبان. وقال أبو حاتم:
"شيخ".
وروى عنه جمع من الثقات -غير شعبة- منهم سفيان الثوري.
وله متابع: عند الحاكم (2/ 99).
وله شاهد من حديث ابن عباس
…
أتم منه: أخرجه ابن حبان (969)، وأحمد (1/ 256 و 299 - 300)، وابنه أيضًا من طريق أبي الأحوص عن سِمَاك ابن حرب عنه.
وسنده جيد.
ومن حديث عبد الله بن سرجس: أخرجه مسلم (4/ 105)، والترمذي (3435)، والنسائي في "الاستعاذة"، وابن ماجة (3888)، والدارمي (2/ 287)، والطيالسي (1180)، وأحمد (5/ 82). وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح"؛ وليس عندهم الفقرة الأخيرة في طَيِّ الأرض
…
وزادوا:
"ومِنَ الحَوْرِ بعد الكَوْرِ، ومن دعوة المظلوم". وزاد مسلم وابن ماجة وأحمد:
وإذا رجع؛ قال مثلها.
ورواه -والذي قبله- البيهقي (5/ 250).
ومن حديث عبد الله بن عمر، وهو الآتي بعده.
2339 -
عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر؛ كَبَّرَ ثلاثًا، ثم قال:
" (سبحان الذي سَخَّرَ لنا هذا وما كنا له مقْرِنينَ. وإنا إلى ربّنا لمُنْقَلِبوُنَ).
اللهم! إني أسألك في سفرنا هذا البِرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى. اللهم! هَوِّنْ علينا سَفَرَنا هذا.
اللهم! اطْوِ لنا البُعْدَ.
اللهم! أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهل والمال".
وإذا رجع؛ قالَهُنَّ، وزاد فيهن:
"آيِبُونَ تائبونَ عابدونَ، لربِّنا حامدونَ".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشُهُ إذا عَلَوُا الثنايا كبَّروا، وإذا هَبَطوا سَبَّحوا؛ فَوُضِعَتِ الصلاةُ على ذلك.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه في "صحيحه"، وكذا ابن خزيمة دون قوله: وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه
…
وحسنه الترمذي، لكن قوله: فوضعت الصلاة
…
شاذ).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أن عليًّا الأزْدِي أخبره أن ابن عمر أعلمه
…
قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وعلي: هو ابن عبد الله البَارِقِيُّ.
والحديث أخرجه مسلم (4/ 104)، والنسائي في "التفسير"، و "اليوم والليلة" من "الكبرى" -كما في "التحفة"(6/ 16) -، وابن خزيمة (2542)، وأحمد (2/ 150) من طرق عن عبد الرزاق
…
به؛ دون قوله: وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه
…
إلخ.
وهكذا هو في "مصنف عبد الرزاق"(9232).
وقد توبع؛ فرواه ابن خزيمة في "صحيحه"(2542) من طريقين آخرين عن ابن جريج
…
به.
وقد توبع ابن جريج، فقال الطيالسي في "مسنده" (1931): حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير
…
به دون الزيادة.
ومن هذا الوجه: أخرجه الترمذي (3444)، والدارمي (2/ 287)، وأحمد (2/ 144) من طرق أخرى عن حماد
…
به. وقال الترمذي:
"حسن غريب من هذا الوجه".
قلت: ولابن عمر حديث آخر من رواية نافع عنه فيما كان يقوله صلى الله عليه وسلم إذا قَفَلَ من حج أو عمرة، فيه التكبير على كل شَرَفٍ ثلاثًا، وقوله: "آيبون
…
" دون قوله: وكان صلى الله عليه وسلم وجيوشه
…
إلخ.
فانقدح في النفس أن هذه الزيادة مدرجة في الحديث، ليست من قول ابن عمر؛ لتفرد المؤلف بها عن شيخه الحسن بن علي -وهو الحُلْواني-، وهو ثقة حافظ؛ فهي شاذة، لا سيما قوله فيها:"فوضعت الصلاة على ذلك"! فإني لا أعرف لها شاهدًا؛ بخلاف التكبير والتسبيح، فيشهد له حديث جابر رضي الله عنه قال: