الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
100 - باب في دعاء المشركين
2367 -
عن ابن عون قال:
كَتَبْتُ إلى نافع أسأله عن دعاء المشركين عند القتال؟ فكتب إليَّ:
أن ذلك كان في أول الإسلام، وقد أغار نبي الله صلى الله عليه وسلم على بني المُصْطَلِقِ وهم غارُّون، وأنعامهم تُسْقَى على الماء، فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهم، وسَبَى سَبْيَهُمْ، وأصاب يومئذ جُويرِيَةَ بنت الحارث. حدثني بذلك عبد الله وكان في ذلك الجيش.
قال أبو داود: "هذا حديث نبيل، رواه ابن عون عن نافع، ولم يَشْرَكْهُ فيه أحد".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وأبو عوانة في "صحاحهم"، وابن الجارود في "المنتقى").
إسناده: حدثنا سعيد بن منصور: ثنا إسماعيل بن إبراهيم: أخبرنا ابن عون.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
وإسماعيل: هو المعروف بـ (ابن عُلَيَّة).
والحديث أخرجه الإمام أحمد (2/ 51): ثنا إسماعيل
…
به.
ثم أخرجه هو (2/ 31 و 32)، والبخاري (3/ 122)، ومسلم (5/ 136)، والنسائي في "سير الكبرى" -كما في "التحفة"(6/ 111) -، وابن الجارود (1047)، وأبو عوانة (4/ 76)، والبيهقي (9/ 79 و 107) من طرق أخرى عن ابن عون
…
به.
(تنبيه): من الواضح لكل نبيه أن في الحديث خبرًا عنه صلى الله عليه وسلم، ورأيًا لنافع -وهو مولى ابن عمر-.
أما الخبر؛ فهو ما رواه نافع عن ابن عمر: أنه صلى الله عليه وسلم أغار علي بني المصطلق
…
إلخ.
وأما الرأي؛ فهو قول نافع -أنَّ دعاء المشركين قبل القتال كان في أول الإسلام.
فهذا لو رفعه نافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لم يكن حجة؛ لأنه يكون مرسلًا، فكيف وهو موقوف؟ !
أقول هذا؛ لأن الأمر اختلط على الأستاذ الفاضل محمد الغزالي في مقدمة الطبعة الرابعة لكتابه "فقه السيرة"؛ فادَّعى أن الحديث ضعيف وإن كان في "الصحيحين"؛ لتوهمه "أن الرسول صلى الله عليه وسلم باغت القوم وهم غارُّونْ ما عُرِضتْ عليهم دعوة الإسلام"! كذا قال (ص 10)!
ومن البين لكل ذي عين: أنه خلط بين المرفوع من الحديث والموقوف، ولم يتنبه أن قوله:"ما عرضت عليهم دعوة الإسلام"، إنما هو رأي لنافع، ما يجوز لأجله رد الحديث من أصله، وادعاء أنه مخالف لقواعد الإسلام المتيقنة، وقبول الحديث الضعيف لموافقته لتلك القواعد!
وما هو إلا مجرد دعوى، يقول مثلها أهل الأهواء قديمًا وحديثًا، ويردُّون من أجلها مئات الأحاديث الصحيحة بسوء فهمهم لها! والله المستعان.
ولو أن الأستاذ الغزالي تنبه لهذا؛ لم يبادر -إن شاء الله- إلى رد الحديث الصحيح المجمع على صحته عند العلماء، ولسلك مسلكهم في فهمه على ضوء الأحاديث الصحيحة الأخرى، التي منها حديث ابن عباس: ما قاتل قومًا إلا بعد أن دعاهم.
وهو مخرج في "الصحيحة"(2641). ولم يكن به حاجة حينئذ أن تسكن نفسه إلى الرواية الضعيفة المخالفة له، كما كنت بينته في "تخريج فقه السيرة" له (ص 308)،
متبعًا فيه ابن القيم وغيره من العلماء المحققين الجامعين بين علمي الرواية والدراية.
ولقد كنت راجعته في ذلك في بعض لقاءاتي معه في المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية، وبينت له وهمه المذكور، فوعد بأن يعيد النظر في ذلك، ولكنه لم يفعل شيئًا؛ فإنه أعاد طبع الكتاب دون أي تعديل أو إشارة إلى وعده المذكور! بل وعلق على بعض تخريجاتي بما يدل القارئ اللبيب على أنه كان خيرًا له أن لا يفعل؛ لأنه ليس من رجال هذا العلم! ! والله المستعان.
2368 -
عن أنس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُغِيْرُ عند صلاة الصبح، وكان يستمع، فإذا سمع أذانًا؛ أمسك، وإلا؛ أغار.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة في "صحيحيهما". وقال الترمذي: "حسن صحيح". ورواه البخاري من طريق أخرى عنه).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد: أخبرنا ثابت عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
وحماد: هو ابن سلمة؛ ولم يتفرد به كما سأذكره.
والحديث أخرجه أبو عوانة (4/ 97) من طريق المؤلف (*).
وقال الطيالسي (2034): حدثنا حماد بن سلمة
…
به نحوه.
(*) أملى الشيخ رحمه الله على الحاشية يسار الأسطر الثلاثة التالية عزوًا مختصرًا لمجموعة من المصادر:
"تمهيد (2/ 221)، معالم (3/ 208)، عدي (2/ 682)، هق (1/ 405)، فتح (2/ 90)، موسوعة (6/ 317)، (6/ 89) ". (الناشر).