الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد اختلف فيه على أبي قلابة على وجوه أخرى، ذكرها البيهقي، وأطال النسائي النفس في تخريجها، منها: ما أخرجه هو، والدارمي (2/ 10) من طريق الأوزاعي قال: أخبرني يحيى قال: حدثني أبو قلابة قال: حدثني أبو المهاجر قال: حدثني أبو أمية -يعني: الضَّمْري-:
أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره نحوه.
وهذا إسناد صحيح متصل، لكن قوله: أبو المهاجر! وهم من الأوزاعي؛ كما قال ابن حبان وغيره، والصواب: أبو المهلب؛ وهو ثقة من رجال مسلم.
44 - باب فيمن اختار الصيام
2084 -
عن أبي الدرداء قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته في حَرٍّ شديد، حتى إن أحدنا لَيَضَعُ يده على رأسه، أو كَفَّهُ على رأسه من شِدَّةِ الحَرِّ، ما فينا صائمٌ إلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعبدُ اللهِ بنُ رَوَاحةَ.
(قلت: حديث صحيح. وأخرجه الشيخان).
إسناده: حدثنا مؤمل بن الفَضْل: ثنا الوليد: ثنا سعيد بن عبد العزيز: حدثني إسماعيل بن عبيد الله: حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير مؤمل بن الفضل، وهو ثقة.
لكن سعيد بن عبد العزيز -وهو التَّنُوخِيُّ، مع فضله؛ -كان اختلط، لكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (3/ 145): حدثنا داود بن رُشَيْدٍ: حدثنا الوليد بن
مسلم عن سعيد بن عبد العزيز
…
به.
وتابعه عمرو بن أبي سلمة عن سعيد
…
به: أخرجه الشافعي في "السنن"(رقم 712 - ترتيبه).
وتابعه هشام بن سعد عن عثمان بن حَيَّان وإسماعيل بن عبيد الله
…
به: أخرجه أحمد (6/ 144).
وأخرجه هو (5/ 94)، ومسلم، والبيهقي (4/ 245) من طريقين آخرين عن هشام بن سعد عن عثمان بن حيان وحده
…
به.
والبخاري (4/ 147) عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر عن إسماعيل.
(تنبيه): زاد داود بن رُشَيْدٍ في روايته فقال: في شهر رمضان! قال الحافظ في "الفتح"(4/ 148):
"وبهذه الزيادة يتم الاستدلال، ويتوجه الرد بها على أبي محمد بن حزم في زعمه أن حديث أبي الدرداء هذا لا حجة فيه؛ لاحتمال أن يكون ذلك الصوم تطوعًا"!
وأقول: لكن هذه الزيادة شاذة عندي؛ لتفرد ابن رشيد بها دون مؤمل بن الفضل عن الوليد من جهة.
فإن كانت محفوظة عنه؛ فقد تفرد بها الوليد دون عمرو بن أبي سلمة عن سعيد من جهة أخرى.
فإن كانت محفوظة عنه؛ فهي شاذة؛ لمخالفتها لرواية ابن جابر وهشام بن سعد عن إسماعيل، فاثنان أحفظ من واحد، وهو سعيد بن عبد العزيز؛ لا سيما وقد كان اختلط كما سبق.