المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌104 - باب على ما يقاتل المشركون - صحيح سنن أبي داود ط غراس - جـ ٧

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌19 - باب في المملوكة تعتق وهي تحت حُرٍّ أو عبد

- ‌20 - باب من قال: كان حُرًّا

- ‌21 - باب حتى متى يكون لها الخيار

- ‌22 - باب في المملوكين يعتقان معًا؛ هل تخير امرأته

- ‌23 - باب إذا أسلم أحد الزوجين

- ‌24 - باب إلى متى تُرَدُّ عليه امرأته إذا أسلم بعدها

- ‌25 - باب فيمن أسلم وعنده نساء أكثر من أربع أو أختان

- ‌26 - باب إذا أسلم أحد الأبوين؛ مع من يكون الولد

- ‌27 - باب في اللعَانِ

- ‌28 - باب إذا شَكَّ في الولد

- ‌29 - باب التغليظ في الانتفاء

- ‌30 - بابٌ في ادِّعاءِ وَلَدِ الزِّنَى

- ‌31 - باب في القَافَةِ

- ‌32 - باب من قال بالقرعة إذا تنازعوا في الولد

- ‌33 - باب في وجوه النكاح التي كان يتناكح بها أهل الجاهلية

- ‌34 - باب: "الولد للفراش

- ‌35 - باب مَنْ أحقُّ بالولد

- ‌36 - باب في عِدَّةِ المطلَّقة

- ‌37 - باب في نسخ ما استثني به من عِدَّةِ المطلقات

- ‌38 - باب في المراجعة

- ‌39 - باب في نفقة المَبْتُوتَةِ

- ‌40 - باب من أنكر ذلك على فاطمة بنت قيس

- ‌41 - باب في المبتوتة تخرج بالنهار

- ‌42 - باب نسخ متاع المتوفَّى عنها بما فُرِضَ لها من الميراث

- ‌43 - باب إحداد المُتَوفَّى عنها زَوْجُها

- ‌44 - باب في المتوفى عنها تنتقل

- ‌45 - باب مَنْ رأى التَّحَوُّلَ

- ‌46 - باب فيما تجتنبه المعتدَّة في عِدَّتها

- ‌47 - باب في عِدَّةِ الحامل

- ‌48 - باب في عِدَّةِ أُمِّ الولدِ

- ‌49 - باب المبتوتة لا يرجع إليها زوجها حتى تنكح زوجًا غيره

- ‌50 - باب في تعظيم الزِّنى

- ‌8 - كِتَابُ الصَّوْمِ

- ‌1 - باب مبدأ فرضِ الصيامِ

- ‌2 - باب نسخ قوله تعالى: {وعلى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ}

- ‌3 - باب من قال: هي مُثْبَتَةٌ للشيخ والحُبْلَى

- ‌4 - باب الشهرُ يكون تسعًا وعشرين

- ‌5 - باب إذا أخطأ القومُ الهلالَ

- ‌6 - باب إذا أُغْمِيَ الشهرُ

- ‌7 - باب من قال: فإن غُمَّ عليكم؛ فصوموا ثلاثين

- ‌8 - باب في التَّقَدُّمِ

- ‌9 - باب إذا رُئِيَ الهلال في بلد قبل الآخرين بليلة

- ‌10 - باب كراهية صوم يوم الشك

- ‌11 - باب فيمن يَصِلُ شعبان برمضان

- ‌12 - باب كراهية ذلك

- ‌13 - باب شهادة رجلين على رؤية هلال شوال

- ‌14 - باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان

- ‌15 - باب في توكيد السحور

- ‌16 - باب مَنْ سمى السُّحُورَ: الغَدَاءَ

- ‌17 - باب وقت السُّحُورِ

- ‌18 - باب في الرجل يسمع النداء والإناء على يده

- ‌19 - باب وقت فِطْرِ الصائم

- ‌20 - باب ما يُستحبُّ من تعجيل الفطر

- ‌21 - باب ما يفطر عليه

- ‌22 - باب القول عند الإفطار

- ‌23 - باب الفطر قبل غروب الشمس

- ‌24 - باب في الوصال

- ‌25 - باب الغيبة للصائم

- ‌26 - باب السواك للصائم

- ‌27 - باب الصائم يُصَبُّ عليه الماء من العطش ويبالغ في الاستنشاق

- ‌28 - باب في الصائم يحتجم

- ‌29 - باب في الرخصة في ذلك

- ‌30 - باب في الصائم يحتلم نهارًا في شهر رمضان

- ‌31 - باب في الكحل عند النوم للصائم

- ‌32 - باب الصائم يستقيء عامدًا

- ‌33 - باب القُبلة للصائم

- ‌34 - باب الصائم يبلع الريق

- ‌35 - باب كراهيته للشابِّ

- ‌36 - باب فيمن أصبح جنبًا في شهر رمضان

- ‌37 - باب كَفَّارة من أتى أهله في رمضان

- ‌38 - التغليظ في من أفطر عمدًا

- ‌39 - باب من أكل ناسيًا

- ‌40 - باب تأخير قضاء رمضان

- ‌41 - باب فيمن مات وعليه صيام

- ‌42 - باب الصوم في السفر

- ‌43 - باب اختيار الفطر

- ‌44 - باب فيمن اختار الصيام

- ‌45 - باب متى يُفْطِرُ المُسافِرُ إذا خَرَجَ

- ‌46 - باب قدر مسيرة ما يفطر فيه

- ‌47 - باب من يقول: صمت رمضان كله

- ‌48 - باب في صوم العيدين

- ‌49 - باب صيام أيام التشريق

- ‌50 - [باب] النهي أن يَخُصَّ يوم الجمعةِ بصوم

- ‌51 - [باب] النهي أن يَخُصَّ يومَ السبتِ بِصَوْمٍ

- ‌52 - [باب] الرخصة في ذلك

- ‌53 - باب في صوم الدهر تطوعًا

- ‌54 - باب في صوم أشهر الحرم

- ‌55 - باب في صوم المُحَرَّمِ

- ‌56 - باب في صوم شعبان

- ‌57 - باب في صوم شوال

- ‌58 - باب في صَوْمِ سِتَّةِ أيامٍ مِنْ شَوَّالٍ

- ‌59 - باب كيف كان يصوم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌60 - باب في صوم يوم الاثنين والخميس

- ‌61 - باب في صوم العشر

- ‌62 - باب في فطر العشر

- ‌63 - باب في صوم عرفة بعرفة

- ‌64 - باب في صوم يوم عاشوراء

- ‌65 - [باب] ما روي أن عاشوراءَ اليومُ التاسعُ

- ‌66 - باب في فضل صومه

- ‌67 - باب في صوم يوم وفطر يوم

- ‌68 - باب في صوم الثلاث من كل شهر

- ‌69 - باب من قال: الاثنين والخميس

- ‌70 - باب من قال: لا يبالي من أي الشهر

- ‌71 - باب النية في الصيام

- ‌72 - باب في الرخصة في ذلك

- ‌73 - باب من رأى عليه القضاء

- ‌74 - باب المرأة تصوم بغير إذن زوجها

- ‌75 - باب في الصائم يدعى إلى الوليمة

- ‌76 - باب ما يقول الصائم إذا دعي إلى الطعام

- ‌77 - باب الاعتكاف

- ‌78 - باب أين يكون الاعتكاف

- ‌79 - باب المعتكف يدخل البيت لحاجته

- ‌80 - باب المعتكف يعود المريض

- ‌81 - باب في المستحاضة تعتكف

- ‌1 - باب ما جاء في الهجرة وسُكْنى البَدْوِ

- ‌2 - باب في الهجرة؛ هل انقطعت

- ‌3 - باب في سُكْنَى الشام

- ‌4 - باب في دوام الجهاد

- ‌5 - باب في ثواب الجهاد

- ‌6 - باب النهي عن السِّيَاحَةِ

- ‌7 - باب في فضل القَفْل في سبيل الله تعالى

- ‌8 - باب فضل قتال الروم على غيرهم من الأمم

- ‌9 - باب في ركوب البحر في الغزو

- ‌10 - باب في فضل الغزو في البحر

- ‌11 - باب في فضل من قَتَلَ كافرًا

- ‌12 - باب في حرمة نساء المجاهدين على القاعدين

- ‌13 - باب في السَّرِيَّةِ تُخْفِقُ

- ‌14 - باب في تضعيف الذكر في سبيل الله تعالى

- ‌15 - باب فيمن مات غازيًا

- ‌16 - باب في فضل الرِّباطِ

- ‌17 - باب في فضل الحَرْسِ في سبيل الله تعالى

- ‌18 - باب كراهية ترك الغزو

- ‌19 - باب في نسخ نفير العامة بالخاصة

- ‌20 - باب في الرخصة في القعود من العذر

- ‌21 - باب ما يجزي من الغزو

- ‌22 - باب في الجُرْأةِ والجُبْنِ

- ‌23 - باب في قوله تعالى: (ولا تُلْقُوا بأيديكم إلى التَّهْلُكَةِ)

- ‌24 - باب في الرمي

- ‌25 - باب في من يغزو ويلتمس الدنيا

- ‌26 - باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا

- ‌27 - باب في فضل الشهادة

- ‌28 - باب الشهيد يشفع

- ‌29 - باب في النور يُرى عند قبر الشهيد

- ‌30 - باب في الجعائل في الغزو

- ‌31 - باب الرخصة في أخذ الجعائل

- ‌32 - باب في الرجل يغزو بأجر الخدمة

- ‌33 - باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان

- ‌34 - باب في النساء يغزون

- ‌35 - باب في الغزو مع أئمة الجور

- ‌36 - باب الرجل يَتَحَمَّل بمال غيره يغزو

- ‌37 - باب في الرجل يغزو يلتمس الأجر والغنيمة

- ‌38 - باب في الرجل يَشْرِي نفسه

- ‌39 - باب فيمن يُسْلِمُ ويُقْتَلُ مكانَهُ في سبيل الله عز وجل

- ‌40 - باب في الرجل يموت بسلاحِهِ

- ‌41 - باب الدعاء عند اللقاء

- ‌42 - باب فيمن سأل الله تعالى الشهادة

- ‌43 - باب في كراهية جَزِّ نواصي الحيل وأذنابها

- ‌44 - باب فيما يُستحبُّ من ألوان الخيل

- ‌45 - هل تُسَمَّى الأنثى من الخيل فَرَسًا

- ‌46 - باب ما يُكْرَهُ من الخيل

- ‌47 - باب ما يُؤْمَرُ به من القيام على الدوابِّ والبهائم

- ‌48 - باب في نزول المنازل

- ‌49 - باب في تقليد الخيل بالأوتار

- ‌50 - باب إكرام الخيل وارتباطها والمسح على أكفالها

- ‌51 - باب في تعليق الأجراس

- ‌52 - باب في رُكُوبِ الجَلالَةِ

- ‌53 - باب في الرجل يُسَمِّي دَابَّتَهُ

- ‌54 - باب في النداء عند النفير: يا خيل الله! اركبي

- ‌55 - بابُ النَّهْيِ عَنْ لَعْنِ البَهِيمَةِ

- ‌56 - باب في التحريش بين البهائم

- ‌57 - باب في وَسْمِ الدوابِّ

- ‌58 - باب النهي عن الوَسْمِ في الوجه، والضرب في الوجه

- ‌59 - باب في كراهية الحُمُرِ تُنْزَى على الخَيْلِ

- ‌60 - باب في ركوب ثلاثة على دَابَّةٍ

- ‌61 - باب في الوقوف على الدابة

- ‌62 - باب في الجنائب

- ‌63 - باب في سرعة السير، والنهي عن التعريس في الطريق

- ‌64 - باب في الدُّلْجَةِ

- ‌65 - باب: رَبُّ الدابةِ أحقُّ بِصَدْرِها

- ‌66 - باب في الدابة تُعَرْقَبُ في الحرب

- ‌67 - باب في السَّبَقِ

- ‌68 - باب في السَّبَقِ على الرِّجْلِ

- ‌69 - باب في المحلَّل

- ‌70 - باب في الجَلَبِ على الخيل في السباق

- ‌71 - باب في السيف يُحَلَّى

- ‌72 - باب في النَّبْلِ يُدْخَلُ بهِ المسجدُ

- ‌73 - باب في النهي أن يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلولًا

- ‌74 - باب في النهي أن يُقَدَّ السَّيْرُ بين إصبعين

- ‌75 - باب في لُبْسِ الدُّرُوعِ

- ‌76 - باب في الرايات والألوية

- ‌77 - باب في الانتصار بِرُذُلِ الخَيْلِ والضَّعَفَةِ

- ‌78 - باب في الرجل ينادي بالشعار

- ‌79 - باب ما يقول الرجل إذا سافر

- ‌80 - بابٌ في الدُّعاءِ عند الوَدَاع

- ‌81 - باب ما يقول الرجل إذا ركب

- ‌82 - باب ما يقول الرجل إذا نزل المنزل

- ‌83 - باب في كراهِيَةِ السَّيْرِ في أوَّلَ الليلِ

- ‌84 - باب في أيِّ يوم يُسْتَحَبُّ السَّفَرُ

- ‌85 - باب في الابتكار في السفر

- ‌86 - باب في الرجل يسافر وحده

- ‌87 - باب في القوم يسافرون؛ يؤمِّرون أحدهم

- ‌88 - باب في المصحف يُسَافَرُ [به] إلى أرض العدو

- ‌89 - باب فيمن يستحب من الجيوش والرفقاء والسرايا

- ‌90 - باب في دعاء المشركين

- ‌91 - باب في الحَرْقِ في بلاد العَدُوِّ

- ‌92 - باب في بعث العيون

- ‌93 - باب في ابن السبيل يأكل من التمر ويشرب من اللبن إذا مَرَّ به

- ‌94 - باب من قال: إنه يأكل مما سقط

- ‌95 - باب فيمن قال: لا يَحْلُبُ

- ‌96 - باب في الطاعة

- ‌97 - باب ما يُؤْمَرُ مِنِ انضمامِ العَسْكَرِ، وسعته

- ‌98 - باب في كراهية تَمَنِّي لقاء العَدُوِّ

- ‌99 - باب ما يُدْعَى عند اللقاء

- ‌100 - باب في دعاء المشركين

- ‌101 - بابُ المَكْرِ في الحَرْبِ

- ‌102 - باب في البيات

- ‌103 - باب في لزوم السَّاقَةِ

- ‌104 - باب على ما يُقاتَل المشركون

- ‌105 - باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود

- ‌106 - بابٌ في التوَلّي يَوْمَ الزحْفِ

- ‌107 - باب في الأسير يكْرَهُ على الكفر

- ‌108 - باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلمًا

- ‌109 - في الجاسوس الذِّمِّيِّ

- ‌110 - في الجاسوس المستأمن

- ‌111 - بابٌ في أيِّ وقت يسْتَحَبُّ اللقاء

- ‌112 - باب فيما يؤمر به من الصمت عند اللقاء

- ‌113 - باب في الرجل يَتَرَجَّلُ عند اللقاءِ

- ‌114 - بابٌ في الخُيَلاءِ في الحَرْبِ

- ‌115 - باب في الرجل يُسْتَأْسَر

- ‌116 - باب في الكُمَنَاءِ

- ‌117 - باب في الصفوف

- ‌118 - باب في سلّ السيوف عند اللقاء

- ‌119 - باب في المبارزة

- ‌120 - باب في النهي عن المُثْلَةِ

الفصل: ‌104 - باب على ما يقاتل المشركون

‌103 - باب في لزوم السَّاقَةِ

2372 -

عن جابر بن عبد الله قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلَّفُ في السير فَيُزْجِي الضعيف، ويُردِفُ، ويدعو لهم".

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، كما قال الحاكم، ووافقه الذهبي).

إسناده: حدثنا الحسن بن شَوْكَر: ثنا إسماعيل ابن عُلَيَّةَ: ثنا الحجَّاج بن أبي عثمان عن أبي الزبير أن جابر بن عبد الله حدثهم قال

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير الحسن بن شوكر، وهو ثقة، وقد توبع كما يأتي.

والحديث أخرجه الحاكم (2/ 115)، وعنه البيهقي (5/ 257) من طريق الإمام أحمد: ثنا إسماعيل -هو ابن عُلَيَّةَ-

به. وقال الحاكم:

"صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي.

ولم أره في "مسند أحمد"!

‌104 - باب على ما يُقاتَل المشركون

؟

2373 -

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله. فإذا قالوها؛ منعوا مِني دماءهم وأموالهم؛ إلا بحقِّها، وحسابهم على الله تعالى".

ص: 391

(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه مسلم والترمذي -وصححه-، وأخرجه الشيخان من طريق أخرى، وقد مضى في أول "الزكاة"، ورواه مسلم وابن الجارود من طريق ثالثة عن أبي هريرة، وهو عنه متواتر، وكذلك هو عن النبي صلى الله عليه وسلم.

إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير مسدد، فهو من ثقات شيوخ البخاري، وقد توبع كما يأتي.

والحديث أخرجه الترمذي (2609)، وابن ماجة ((3927) من طرق أخرى عن أبي معاوية

به. وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه مسلم (1/ 39) من طريق أخرى عن الأعمش

به.

وتابعه عاصم -وهو ابن أبي النَّجُودِ- عن أبي صالح

به: أخرجه أحمد (2/ 377).

وله في "الصحيحين" وغيرهما طرق أخرى عن أبي هريرة وغيره؛ وقد مضى أحدها في أول "الزكاة"، وهي مخرجة في "الصحيحة"(303 و 407 - 410).

2374 -

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أُمِرْتُ أن أقاتل الناس (وفي رواية: المشركين)، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن يستقبلوا قِبْلَتَنَا، وأن يأكُلُوا ذبيحتنا، وأن يصَلُوا صلاتنا، فإذا فعلوا ذلك؛ حَرُمَتْ علينا دماؤهم وأموالهم؛ إلا بحقِّها، لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين".

ص: 392

(قلت: إسناده صحيح، وصححه الترمذي بإسناد المؤلف. والبخاري بنحوه).

إسناده: حدثنا سعيد بن يعقوب الطَّالْقاني: ثنا عبد الله بن المبارك عن حُمَيْدٍ عن أنس.

حدثنا سليمان بن داود المَهْرِيّ: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يحيى بن أيوب عن حُمَيْدٍ الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أمرت أن أقاتل المشركين

" بمعناه.

قلت: إسناده صحيح من الوجهين عن حميد، ورجالهما ثقات رجال الشيخين؛ غير شيخي المؤلف، وكلاهما ثقة، وقد توبعا كما يأتي.

والحديث أخرجه الترمذي (2611) عن الشيخ الأول، وقال:

"حديث حسن صحيح".

ومن طريق الترمذي: أخرجه ابن منده في "الإيمان"(رقم 192).

ثم أخرجه هو (رقم 31)، والبخاري (1/ 102 - 103)، والنسائي في أول "تحريم الدم"، و "الإيمان"، وأحمد (3/ 199) من طرق أخرى عن عبد الله بن المبارك

به.

ولم يذكر البخاري قوله: "لهم ما للمسلمين

" من هذا الوجه، ولكنه ذكره من الوجه الآخر معلقًا، فقال: وقال ابن أبي مريم: أخبرنا يحيى قال: حدثنا حميد قال: حدثنا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم

وقد وصله محمد بن نصر في "الإيمان"، وكذا ابن منده من طريق ابن أبي مريم

ص: 393

المذكور -كما في "فتح الباري"(1/ 497) -.

وهو في "إيمان ابن منده" برقم (191)، ومنه تأكدت من كون الزيادة المذكورة عند الجماعة هي في هذه الطريق أيضًا، لكن سقط منه (ولعله سهو من الطابع) رجلان؛ هما في نقدي: الربيع بن سليمان عن ابن أبي مريم -واسمه: سعيد بن الحكم بن أبي مريم!

ثم علقه البخاري من طريق أخرى عن حميد قال:

سأل ميمونُ بن سِيَاهٍ أنَس بن مالك قال: يا أبا حمزة! ما يَحُرِّمُ دمَ العبد ومالَه؟ فقال

فذكره مختصرًا موقوفًا، لا مرفوعًا كما وقع في "مطبوعة إيمان ابن منده"(2/ 357).

ووصله هو، والبخاري من طريق أخرى عن ميمون بن سياه عن أنس

مرفوعًا مختصرًا؛ وفي آخره:

"فذلك المسلم الذي له ذِمَّةُ الله وذمة رسوله، فلا تُخفِروا الله في ذمته".

والموقوف وصله النسائي أيضًا في أول "تحريم الدم"، وابن منده (195) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري قال: أنبأنا حميد قال:

سأل ميمون بن سياه

إلخ.

قلت: وهذا إسناد صحيح، ولا منافاة بينه وبين المرفوع، والكل صحيح.

على أن المرفوع أصح، ورواته أكثر، كما كنت قلت في "الصحيحة"(رقم 303)، فراجعه؛ ففيه فائدة هامة، نادرًا ما تراها في كتاب.

ص: 394

2375 -

عن أسامة بن زيد قال:

بَعَثَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً إلى (الحُرَقات)، فَنَذِروا بنا، فهربوا، فأدركنا رجلًا، فلما غشيناه؛ قال: لا إله إلا الله، فضربناه حتى قتلناه،

فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:

"مَنْ لك بـ (لا إله إلا الله) يوم القيامة؟ ! ".

فقلت: يا رسول الله! إنما قالها مَخَافَةَ السلاح! قال:

"أفلا شَقَقْتَ عن قلبه، حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا؟ ! مَنْ لك بـ (لا إله إلا الله؟ ! ) ".

فما زال يقولها، حتى وددت أني لم أسلم إلا يومئذ! !

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وأبو عوانة في "صحاحهم". وقال ابن منده: "صحيح مجمع على صحته").

إسناده: حدثنا الحسن بن علي وعثمان بن أبي شيبة -المعنى- قالا: ثنا يعلى ابن عبيد عن الأعمش عن أبي ظَبْيَانَ: ثنا أسامة بن زيد.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.

وأبو ظبيان: اسمه حُصَيْنُ بن جُنْدُبٍ.

والحديث أخرجه أحمد (5/ 207): ثنا يعلى

به.

وأخرجه أبو عوانة (1/ 67)، وابن منده (61) من طرق أخرى عن يعلى

به.

وتابعه أبو معاوية عن الأعمش

به: أخرجه مسلم (1/ 67)، وأبو عوانة أيضًا.

ص: 395

وله عندهم متابعون آخرون، منها الحصين: حدثنا أبو ظبيان

به.

وأخرجه البخاري أيضًا، وابن حبان (7/ 121 / 4731) من هذا الوجه (5/ 88 و 8/ 36)، وقال ابن منده:

"هذا حديث مجمع على صحته".

ورواه الطيالسي (626) من طريق أخرى عن أسامة مختصرًا.

2376 -

عن المقداد بن الأسود: أنه قال:

يا رسول الله! أرأيتَ إن لقيتُ رجلًا من الكفار فقاتلني، فضرب إحدى يديَّ بالسيف، ثم لاذَ مِنِّي بشجرة فقال: أسلمت لله؛ أفأقتله يا رسول الله! بعد أن قالها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تقتله".

فقلت: يا رسول الله! إنه قطع يَدِي؟ ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تقتله، فإن قتلته؛ فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال".

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في "صحاحهم"، وهو عين إسناد مسلم في رواية له. وقال ابن منده: "حديث مجمع على صحته").

إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد عن الليث عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عَدِيِّ بن الخِيَارِ عن المقداد بن الأسود: أنه أخبره: أنه قال

ص: 396