المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌37 - باب كفارة من أتى أهله في رمضان - صحيح سنن أبي داود ط غراس - جـ ٧

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌19 - باب في المملوكة تعتق وهي تحت حُرٍّ أو عبد

- ‌20 - باب من قال: كان حُرًّا

- ‌21 - باب حتى متى يكون لها الخيار

- ‌22 - باب في المملوكين يعتقان معًا؛ هل تخير امرأته

- ‌23 - باب إذا أسلم أحد الزوجين

- ‌24 - باب إلى متى تُرَدُّ عليه امرأته إذا أسلم بعدها

- ‌25 - باب فيمن أسلم وعنده نساء أكثر من أربع أو أختان

- ‌26 - باب إذا أسلم أحد الأبوين؛ مع من يكون الولد

- ‌27 - باب في اللعَانِ

- ‌28 - باب إذا شَكَّ في الولد

- ‌29 - باب التغليظ في الانتفاء

- ‌30 - بابٌ في ادِّعاءِ وَلَدِ الزِّنَى

- ‌31 - باب في القَافَةِ

- ‌32 - باب من قال بالقرعة إذا تنازعوا في الولد

- ‌33 - باب في وجوه النكاح التي كان يتناكح بها أهل الجاهلية

- ‌34 - باب: "الولد للفراش

- ‌35 - باب مَنْ أحقُّ بالولد

- ‌36 - باب في عِدَّةِ المطلَّقة

- ‌37 - باب في نسخ ما استثني به من عِدَّةِ المطلقات

- ‌38 - باب في المراجعة

- ‌39 - باب في نفقة المَبْتُوتَةِ

- ‌40 - باب من أنكر ذلك على فاطمة بنت قيس

- ‌41 - باب في المبتوتة تخرج بالنهار

- ‌42 - باب نسخ متاع المتوفَّى عنها بما فُرِضَ لها من الميراث

- ‌43 - باب إحداد المُتَوفَّى عنها زَوْجُها

- ‌44 - باب في المتوفى عنها تنتقل

- ‌45 - باب مَنْ رأى التَّحَوُّلَ

- ‌46 - باب فيما تجتنبه المعتدَّة في عِدَّتها

- ‌47 - باب في عِدَّةِ الحامل

- ‌48 - باب في عِدَّةِ أُمِّ الولدِ

- ‌49 - باب المبتوتة لا يرجع إليها زوجها حتى تنكح زوجًا غيره

- ‌50 - باب في تعظيم الزِّنى

- ‌8 - كِتَابُ الصَّوْمِ

- ‌1 - باب مبدأ فرضِ الصيامِ

- ‌2 - باب نسخ قوله تعالى: {وعلى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ}

- ‌3 - باب من قال: هي مُثْبَتَةٌ للشيخ والحُبْلَى

- ‌4 - باب الشهرُ يكون تسعًا وعشرين

- ‌5 - باب إذا أخطأ القومُ الهلالَ

- ‌6 - باب إذا أُغْمِيَ الشهرُ

- ‌7 - باب من قال: فإن غُمَّ عليكم؛ فصوموا ثلاثين

- ‌8 - باب في التَّقَدُّمِ

- ‌9 - باب إذا رُئِيَ الهلال في بلد قبل الآخرين بليلة

- ‌10 - باب كراهية صوم يوم الشك

- ‌11 - باب فيمن يَصِلُ شعبان برمضان

- ‌12 - باب كراهية ذلك

- ‌13 - باب شهادة رجلين على رؤية هلال شوال

- ‌14 - باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان

- ‌15 - باب في توكيد السحور

- ‌16 - باب مَنْ سمى السُّحُورَ: الغَدَاءَ

- ‌17 - باب وقت السُّحُورِ

- ‌18 - باب في الرجل يسمع النداء والإناء على يده

- ‌19 - باب وقت فِطْرِ الصائم

- ‌20 - باب ما يُستحبُّ من تعجيل الفطر

- ‌21 - باب ما يفطر عليه

- ‌22 - باب القول عند الإفطار

- ‌23 - باب الفطر قبل غروب الشمس

- ‌24 - باب في الوصال

- ‌25 - باب الغيبة للصائم

- ‌26 - باب السواك للصائم

- ‌27 - باب الصائم يُصَبُّ عليه الماء من العطش ويبالغ في الاستنشاق

- ‌28 - باب في الصائم يحتجم

- ‌29 - باب في الرخصة في ذلك

- ‌30 - باب في الصائم يحتلم نهارًا في شهر رمضان

- ‌31 - باب في الكحل عند النوم للصائم

- ‌32 - باب الصائم يستقيء عامدًا

- ‌33 - باب القُبلة للصائم

- ‌34 - باب الصائم يبلع الريق

- ‌35 - باب كراهيته للشابِّ

- ‌36 - باب فيمن أصبح جنبًا في شهر رمضان

- ‌37 - باب كَفَّارة من أتى أهله في رمضان

- ‌38 - التغليظ في من أفطر عمدًا

- ‌39 - باب من أكل ناسيًا

- ‌40 - باب تأخير قضاء رمضان

- ‌41 - باب فيمن مات وعليه صيام

- ‌42 - باب الصوم في السفر

- ‌43 - باب اختيار الفطر

- ‌44 - باب فيمن اختار الصيام

- ‌45 - باب متى يُفْطِرُ المُسافِرُ إذا خَرَجَ

- ‌46 - باب قدر مسيرة ما يفطر فيه

- ‌47 - باب من يقول: صمت رمضان كله

- ‌48 - باب في صوم العيدين

- ‌49 - باب صيام أيام التشريق

- ‌50 - [باب] النهي أن يَخُصَّ يوم الجمعةِ بصوم

- ‌51 - [باب] النهي أن يَخُصَّ يومَ السبتِ بِصَوْمٍ

- ‌52 - [باب] الرخصة في ذلك

- ‌53 - باب في صوم الدهر تطوعًا

- ‌54 - باب في صوم أشهر الحرم

- ‌55 - باب في صوم المُحَرَّمِ

- ‌56 - باب في صوم شعبان

- ‌57 - باب في صوم شوال

- ‌58 - باب في صَوْمِ سِتَّةِ أيامٍ مِنْ شَوَّالٍ

- ‌59 - باب كيف كان يصوم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌60 - باب في صوم يوم الاثنين والخميس

- ‌61 - باب في صوم العشر

- ‌62 - باب في فطر العشر

- ‌63 - باب في صوم عرفة بعرفة

- ‌64 - باب في صوم يوم عاشوراء

- ‌65 - [باب] ما روي أن عاشوراءَ اليومُ التاسعُ

- ‌66 - باب في فضل صومه

- ‌67 - باب في صوم يوم وفطر يوم

- ‌68 - باب في صوم الثلاث من كل شهر

- ‌69 - باب من قال: الاثنين والخميس

- ‌70 - باب من قال: لا يبالي من أي الشهر

- ‌71 - باب النية في الصيام

- ‌72 - باب في الرخصة في ذلك

- ‌73 - باب من رأى عليه القضاء

- ‌74 - باب المرأة تصوم بغير إذن زوجها

- ‌75 - باب في الصائم يدعى إلى الوليمة

- ‌76 - باب ما يقول الصائم إذا دعي إلى الطعام

- ‌77 - باب الاعتكاف

- ‌78 - باب أين يكون الاعتكاف

- ‌79 - باب المعتكف يدخل البيت لحاجته

- ‌80 - باب المعتكف يعود المريض

- ‌81 - باب في المستحاضة تعتكف

- ‌1 - باب ما جاء في الهجرة وسُكْنى البَدْوِ

- ‌2 - باب في الهجرة؛ هل انقطعت

- ‌3 - باب في سُكْنَى الشام

- ‌4 - باب في دوام الجهاد

- ‌5 - باب في ثواب الجهاد

- ‌6 - باب النهي عن السِّيَاحَةِ

- ‌7 - باب في فضل القَفْل في سبيل الله تعالى

- ‌8 - باب فضل قتال الروم على غيرهم من الأمم

- ‌9 - باب في ركوب البحر في الغزو

- ‌10 - باب في فضل الغزو في البحر

- ‌11 - باب في فضل من قَتَلَ كافرًا

- ‌12 - باب في حرمة نساء المجاهدين على القاعدين

- ‌13 - باب في السَّرِيَّةِ تُخْفِقُ

- ‌14 - باب في تضعيف الذكر في سبيل الله تعالى

- ‌15 - باب فيمن مات غازيًا

- ‌16 - باب في فضل الرِّباطِ

- ‌17 - باب في فضل الحَرْسِ في سبيل الله تعالى

- ‌18 - باب كراهية ترك الغزو

- ‌19 - باب في نسخ نفير العامة بالخاصة

- ‌20 - باب في الرخصة في القعود من العذر

- ‌21 - باب ما يجزي من الغزو

- ‌22 - باب في الجُرْأةِ والجُبْنِ

- ‌23 - باب في قوله تعالى: (ولا تُلْقُوا بأيديكم إلى التَّهْلُكَةِ)

- ‌24 - باب في الرمي

- ‌25 - باب في من يغزو ويلتمس الدنيا

- ‌26 - باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا

- ‌27 - باب في فضل الشهادة

- ‌28 - باب الشهيد يشفع

- ‌29 - باب في النور يُرى عند قبر الشهيد

- ‌30 - باب في الجعائل في الغزو

- ‌31 - باب الرخصة في أخذ الجعائل

- ‌32 - باب في الرجل يغزو بأجر الخدمة

- ‌33 - باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان

- ‌34 - باب في النساء يغزون

- ‌35 - باب في الغزو مع أئمة الجور

- ‌36 - باب الرجل يَتَحَمَّل بمال غيره يغزو

- ‌37 - باب في الرجل يغزو يلتمس الأجر والغنيمة

- ‌38 - باب في الرجل يَشْرِي نفسه

- ‌39 - باب فيمن يُسْلِمُ ويُقْتَلُ مكانَهُ في سبيل الله عز وجل

- ‌40 - باب في الرجل يموت بسلاحِهِ

- ‌41 - باب الدعاء عند اللقاء

- ‌42 - باب فيمن سأل الله تعالى الشهادة

- ‌43 - باب في كراهية جَزِّ نواصي الحيل وأذنابها

- ‌44 - باب فيما يُستحبُّ من ألوان الخيل

- ‌45 - هل تُسَمَّى الأنثى من الخيل فَرَسًا

- ‌46 - باب ما يُكْرَهُ من الخيل

- ‌47 - باب ما يُؤْمَرُ به من القيام على الدوابِّ والبهائم

- ‌48 - باب في نزول المنازل

- ‌49 - باب في تقليد الخيل بالأوتار

- ‌50 - باب إكرام الخيل وارتباطها والمسح على أكفالها

- ‌51 - باب في تعليق الأجراس

- ‌52 - باب في رُكُوبِ الجَلالَةِ

- ‌53 - باب في الرجل يُسَمِّي دَابَّتَهُ

- ‌54 - باب في النداء عند النفير: يا خيل الله! اركبي

- ‌55 - بابُ النَّهْيِ عَنْ لَعْنِ البَهِيمَةِ

- ‌56 - باب في التحريش بين البهائم

- ‌57 - باب في وَسْمِ الدوابِّ

- ‌58 - باب النهي عن الوَسْمِ في الوجه، والضرب في الوجه

- ‌59 - باب في كراهية الحُمُرِ تُنْزَى على الخَيْلِ

- ‌60 - باب في ركوب ثلاثة على دَابَّةٍ

- ‌61 - باب في الوقوف على الدابة

- ‌62 - باب في الجنائب

- ‌63 - باب في سرعة السير، والنهي عن التعريس في الطريق

- ‌64 - باب في الدُّلْجَةِ

- ‌65 - باب: رَبُّ الدابةِ أحقُّ بِصَدْرِها

- ‌66 - باب في الدابة تُعَرْقَبُ في الحرب

- ‌67 - باب في السَّبَقِ

- ‌68 - باب في السَّبَقِ على الرِّجْلِ

- ‌69 - باب في المحلَّل

- ‌70 - باب في الجَلَبِ على الخيل في السباق

- ‌71 - باب في السيف يُحَلَّى

- ‌72 - باب في النَّبْلِ يُدْخَلُ بهِ المسجدُ

- ‌73 - باب في النهي أن يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلولًا

- ‌74 - باب في النهي أن يُقَدَّ السَّيْرُ بين إصبعين

- ‌75 - باب في لُبْسِ الدُّرُوعِ

- ‌76 - باب في الرايات والألوية

- ‌77 - باب في الانتصار بِرُذُلِ الخَيْلِ والضَّعَفَةِ

- ‌78 - باب في الرجل ينادي بالشعار

- ‌79 - باب ما يقول الرجل إذا سافر

- ‌80 - بابٌ في الدُّعاءِ عند الوَدَاع

- ‌81 - باب ما يقول الرجل إذا ركب

- ‌82 - باب ما يقول الرجل إذا نزل المنزل

- ‌83 - باب في كراهِيَةِ السَّيْرِ في أوَّلَ الليلِ

- ‌84 - باب في أيِّ يوم يُسْتَحَبُّ السَّفَرُ

- ‌85 - باب في الابتكار في السفر

- ‌86 - باب في الرجل يسافر وحده

- ‌87 - باب في القوم يسافرون؛ يؤمِّرون أحدهم

- ‌88 - باب في المصحف يُسَافَرُ [به] إلى أرض العدو

- ‌89 - باب فيمن يستحب من الجيوش والرفقاء والسرايا

- ‌90 - باب في دعاء المشركين

- ‌91 - باب في الحَرْقِ في بلاد العَدُوِّ

- ‌92 - باب في بعث العيون

- ‌93 - باب في ابن السبيل يأكل من التمر ويشرب من اللبن إذا مَرَّ به

- ‌94 - باب من قال: إنه يأكل مما سقط

- ‌95 - باب فيمن قال: لا يَحْلُبُ

- ‌96 - باب في الطاعة

- ‌97 - باب ما يُؤْمَرُ مِنِ انضمامِ العَسْكَرِ، وسعته

- ‌98 - باب في كراهية تَمَنِّي لقاء العَدُوِّ

- ‌99 - باب ما يُدْعَى عند اللقاء

- ‌100 - باب في دعاء المشركين

- ‌101 - بابُ المَكْرِ في الحَرْبِ

- ‌102 - باب في البيات

- ‌103 - باب في لزوم السَّاقَةِ

- ‌104 - باب على ما يُقاتَل المشركون

- ‌105 - باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود

- ‌106 - بابٌ في التوَلّي يَوْمَ الزحْفِ

- ‌107 - باب في الأسير يكْرَهُ على الكفر

- ‌108 - باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلمًا

- ‌109 - في الجاسوس الذِّمِّيِّ

- ‌110 - في الجاسوس المستأمن

- ‌111 - بابٌ في أيِّ وقت يسْتَحَبُّ اللقاء

- ‌112 - باب فيما يؤمر به من الصمت عند اللقاء

- ‌113 - باب في الرجل يَتَرَجَّلُ عند اللقاءِ

- ‌114 - بابٌ في الخُيَلاءِ في الحَرْبِ

- ‌115 - باب في الرجل يُسْتَأْسَر

- ‌116 - باب في الكُمَنَاءِ

- ‌117 - باب في الصفوف

- ‌118 - باب في سلّ السيوف عند اللقاء

- ‌119 - باب في المبارزة

- ‌120 - باب في النهي عن المُثْلَةِ

الفصل: ‌37 - باب كفارة من أتى أهله في رمضان

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.

والحديث في "الموطأ"(1/ 271 - 272)

سندًا ومتنًا؛ إلا أنه قال:

"بما أتقي".

وهو المحفوظ عندي؛ فقد أخرجه كذلك: البيهقي (4/ 213)، وأحمد (6/ 67 و 156).

وتابعه إسماعيل بن جعفر عن ابن معمر

به.

أخرجه مسلم (3/ 138)، وابن خزيمة (2014).

وزيد بن أبي أنيسة عنه: رواه ابن حبان (3483).

‌37 - باب كَفَّارة من أتى أهله في رمضان

2068 -

عن أبي هريرة قال:

أتى رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: هَلَكْتُ! فقال:

"ما شأنك؟ ! ". قال: وقعتُ على امرأتي في رمضان! قال:

"فهل تجد ما تعتق رقبة؟ ". قال: لا. قال:

"فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ ". قال: لا. قال:

"فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينًا؟ ". قال: لا. قال:

"اجلس"؛ فَأُتيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فيه تمر، فقال:

"تَصَدَّقْ به". فقال: يا رسول الله! ما بين لابَتَيْها أهلُ بيت أفقرُ منَّا! !

فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت ثناياه، قال:

"فأطعمه إياهم".

ص: 152

وقال مسدد في موضع آخر: أنيابه.

(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم وابن الجارود وابن خزيمة. وصححه الترمذي).

إسناده: حدثنا مسدد ومحمد بن عيسى -المعنى- قالا: ثنا سفيان -قال مسدد-: ثنا الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير مسدد، فإنه على شرط البخاري وحده؛ وقد أخرجه كما يأتي.

ومحمد بن عيسى -وهو الطباع البغدادي- ثقة فقيه، وقد توبعا كما سترى.

والحديث أخرجه أحمد (2/ 241)، وابن أبي شيبة (3/ 106)، والحميدي (1008) فقالوا: حدثنا ابن عيينة

به.

وأخرجه البخاري (11/ 504 و 505)، ومسلم (3/ 138 - 139)، والترمذي (724) -وقال:"حديث حسن صحيح"-، وابن ماجة (1/ 513)، وابن الجارود (384)، وابن خزيمة (رقم 1944)، والبيهقي (4/ 221) كلهم من طرق عن سفيان ابن عيينة

به.

وتابعه معمر وغيره عن الزهري؛ على اختلاف في ترتيب الكفارة، أو التخيير فيها؛ كما يأتي بعده.

2069 -

وفي رواية

بهذا الحديث بمعناه؛ زاد الزهري:

وإنما كان هذا رُخْصَةً له خاصَّةً، فلو أن رجلًا فعل ذلك اليوم؛ لم يكن له بُدٌّ من التكفير (1).

(1) قال الحافظ: "وَرُدُّ هذا بأن الأصل عدم الخصوصية". راجع "الفتح"(4/ 139).

ص: 153

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم؛ ولكنه لم يَسُقْ لفظه).

إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الزهري

بهذا الحديث.

قال أبو داود: "رواه الليث بن سعد والأوزاعي ومنصور بن المعتمر وعِرَاكُ بن مالك

على معنى ابن عيينة (يعني: الحديث الذي قبله). زاد فيه الأوزاعي: "واستغفر الله"

".

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه دون الزيادة كما يأتي.

والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7457): أخبرنا معمر

به.

وأخرجه أحمد (2/ 281)، ومن طريقه البيهقي (4/ 222) عن عبد الرزاق.

وعنه أيضًا: أخرجه مسلم (3/ 139)؛ لكنه لم يسق لفظه، وإنما قال: نحو حديث ابن عيينة؛ يعني: الرواية الأولى (2068).

وتابعه عبد الواحد عن معمر

به؛ دون قول الزهري: وإنما كان هذا

إلخ: أخرجه البخاري (5/ 170 و 11/ 504).

وعلق المصنف متابعين آخرين.

أما الليث؛ فوصله البخاري (12/ 110)، ومسلم والبيهقي عنه.

وأما الأوزاعي؛ فوصله البخاري (10/ 455)، والبيهقي (7/ 393).

وأما منصور بن المعتمر؛ فوصله البخاري (4/ 140)، ومسلم، والطحاوي

ص: 154

(1/ 329)، وابن خزيمة (1945 و 1950)، والبيهقي (4/ 222).

وأما عراك بن مالك؛ فوصله النسائي -كما في "الفتح"(4/ 131) -؛ والظاهر أنه يعني في "سننه الكبرى"؛ وإلا فـ "السنن الصغرى" ليس فيها هذا الحديث مطلقًا!

وأما زيادة الأوزاعي؛ فيأتي الكلام عليها بعده.

2070 -

قال أبو داود: "زاد فيه الأوزاعي: "واستغفر الله"

".

(قلت: حديث صحيح. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه، وابن حبان).

قلت: وصله البيهقي (7/ 393) من طريق مسروق بن صَدَقَةَ عن الأوزاعي عن الزهري: حدثني حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة

بالحديث؛ وفي آخره الزيادة، وقال:

"وكذلك رواه دُحَيْمٌ عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي. وكذلك رواه الهِقْلُ ابن زياد عن الأوزاعي".

قلت: وكأنه يعني أصل الحديث دون الزيادة.

وتابعه عليها عُقَيْلٌ عن ابن شهاب

به: أخرجه ابن خزيمة (1949) بإسناد فيه ضعف؛ كما بينته في تعليقي عليه.

وتقويها: متابعة هشام بن سعد الآتية بعد حديث.

ورجال البيهقي ثقات؛ غير مسروق (كذا! والصواب: مسرور) بن صدقة الدمشقي، ترجمه ابن عساكر (16/ 207 / 1) برواية جمع عنه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ص: 155

ورواية دحيم؛ وصلها ابن حبان (3517).

2071 -

وفي رواية أخرى عن أبي هريرة:

أن رجلًا أفطر في رمضان، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعتق رقبة، أو يصوم شهرين متتابعين، أو يطعم ستين مسكينًا. قال: لا أجد! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"اجلس"؛ فَأُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِعَرَقِ فيه تَمْرٌ، فقال:

"خذ هذا فتصدَّقْ به". فقال:

يا رسول الله! ما أجد أحوجَ مني! ! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، وقال له:

"كُلْهُ".

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم وابن خزيمة).

إسناده: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمَةَ عن مالك عن ابن شهاب عن حُمَيْدِ بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.

والحديث في "الموطأ"(1/ 277 - 278)

بهذا الإسناد والمتن.

ومن طريقه: أخرجه مسلم والدارمي والطحاوي وابن خزيمة (1943)، والدارقطني كلهم عن مالك

به.

وتابعه ابن جريج عن الزهري، كما يأتي معلقًا بعده عند المصنف مع التخريج.

ص: 156

2072 -

قال أبو داود: "رواه ابن جريج عن الزهري

على لفظ مالك: أن رجلًا أفطر

وقال فيه: "أو تعتق رقبة، أو تصوم شهرين، أو تطعم ستين مسكينًا".".

(قلت: وصله مسلم، وهذه الرواية كالتي قبلها مُجْمَلَةٌ، بخلاف الرواية الأولى والتي بعدها؛ فإنهما مفصَّلتان، بيَّنتا أن الإفطار كان بالجماع، وأن الكفارة على الترتيب لا التخيير).

قلت: وصله مسلم والطحاوي وأحمد (2/ 273).

وإن الرواة اختلفوا في هذه القصة في أمرين اثنين:

الأول: في تحديد ما أفطر به الرجل:

فذكر سفيان بن عيينة ومعمر وغيرهما أنه أفطر بالجماع.

وخالفهما مالك وابن جريج فأطلقا ولم يذكرا الجماع.

والآخر: في الكفارة بالخصال الثلاث: فرتَّبَ بينها الأولان. وخَيَّرَ بينها الآخران ولكل من الفريقين متابعون.

لكن الفريق الأول متابعوه أكثر، وقد ساق أسماءَهم الإمام الدارقطني في "سننه"؛ فبلغ عددهم قرابة ثلاثين شخصًا، فروايتهم أرجح، لا سيما ومعهم زيادة علم، ومن عَلِمَ حُجَّةٌ على من لم يعلم.

وثَمَّةَ مُرَجِّحاتٌ أخرى، ذكرها العلامة ابن قيم الجوزية في "التهذيب"(3/ 272)، ثم الحافظ ابن حجر في "الفتح"(4/ 135)، فليرجع إليهما من شاء التفصيل.

ص: 157

2073 -

وفي طريق أخرى عن أبي هريرة قال:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أفطر في رمضان

بهذا الحديث، قال: فأُتِيَ بِعَرَق فيه تمر قَدْرَ خمسة عشر صاعًا .. وقال فيه:

"كُلْهُ أنت وأهلُ بيتك، وصم يومًا، واستغفر الله".

(قلت: حديث صحيح، وقوّاه الحافظ).

إسناده: حدثنا جعفر بن مُسَافِرٍ: ثنا ابن أبي فُدَيْكٍ: ثنا هشام بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ على ضعف في هشام بن سعد من قبل حفظه، وقد خالفَ أصحابَ الزهري في هذا الحديث -وقد بلغ عددهم عند الحافظ أكثر من أربعين-؛ خالفهم في ثلاثة مواضع:

الأول: قوله في إسناده: عن الزهري عن أبي سلمة

وهم قالوا: عنه عن حميد بن عبد الرحمن

وهذا هو الصحيح، كما قال ابن خزيمة على ما يأتي. وقال الحافظ (4/ 131):

"قلت: وقد تابعه عبد الوهاب بن عطاء عن محمد بن أبي حفصة؛ فرواه عن الزهري. أخرجه الدارقطني في "العلل". والمحفوظ عن ابن أبي حفصة كالجماعة.

كذلك أخرجه أحمد (2/ 516) وغيره من طريق رَوْحِ بن عبادة عنه. ويحتمل أن يكون الحديث عند الزهري عنهما، فقد جمعهما ابن أبي الأخضر. أخرجه الدارقطني في "العلل" من طريقه".

الثاني: قوله: قدر خمسة عشر صاعًا.

ص: 158

فإن هذا التقدير لم يرد في رواية الجماعة؛ لكنه قد توبع عليه، فقد ثبت في رواية ابن أبي حفصة المذكورة: عند أحمد والطحاوي والدارقطني أيضًا (ص 252).

وتابعه أيضًا مؤَمَّلُ بن إسماعيل: ثنا سفيان عن منصور عن الزهري عن حميد: عند الطحاوي وابن خزيمة (1950)، والدارقطني.

ومهران بن أبي عمر الرازي: عند ابن خزيمة (1951).

وله شاهد من حديث سعيد بن المسيب

مرسلًا في هذه القصة: عند عبد الرزاق (7458).

وله شواهد أخرى في قصة المظاهر، تقدمت في "الظّهار" رقم (1919 - 1921).

الثالث: قوله: "وصم يومًا

".

لكن هذا قد تابعه جمع، وله شواهد، قوّاه من أجل ذلك الحافظ في "الفتح"، وقد بينت ذلك في "الإرواء"(939)؛ فأغنى عن الإعادة.

2074 -

عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:

أتى رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد في رمضان، فقال: يا رسول الله! احترقت! فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ما شأنه؟ قال: أصَبْتُ أهلي! قال:

"تَصَدَّقْ". قال: والله! ما لي شيء، ولا أقْدِرُ عليه! قال:

"اجلس"، فجلس. فبينما هو على ذلك؛ أقبل رجل يسوق حمارًا عليه طعام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أين المحترق آنفًا؟ "، فقام الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"تصدق بهذا". فقال: أعَلَى غَيْرِنا؟ ! فوالله! إنا لَجِيَاعٌ ما لنا شيء! قال:

ص: 159