الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد أخرجه كما يأتي.
والحديث في "الموطأ"(1/ 271 - 272)
…
سندًا ومتنًا؛ إلا أنه قال:
"بما أتقي".
وهو المحفوظ عندي؛ فقد أخرجه كذلك: البيهقي (4/ 213)، وأحمد (6/ 67 و 156).
وتابعه إسماعيل بن جعفر عن ابن معمر
…
به.
أخرجه مسلم (3/ 138)، وابن خزيمة (2014).
وزيد بن أبي أنيسة عنه: رواه ابن حبان (3483).
37 - باب كَفَّارة من أتى أهله في رمضان
2068 -
عن أبي هريرة قال:
أتى رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: هَلَكْتُ! فقال:
"ما شأنك؟ ! ". قال: وقعتُ على امرأتي في رمضان! قال:
"فهل تجد ما تعتق رقبة؟ ". قال: لا. قال:
"فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ ". قال: لا. قال:
"فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينًا؟ ". قال: لا. قال:
"اجلس"؛ فَأُتيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فيه تمر، فقال:
"تَصَدَّقْ به". فقال: يا رسول الله! ما بين لابَتَيْها أهلُ بيت أفقرُ منَّا! !
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت ثناياه، قال:
"فأطعمه إياهم".
وقال مسدد في موضع آخر: أنيابه.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم وابن الجارود وابن خزيمة. وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا مسدد ومحمد بن عيسى -المعنى- قالا: ثنا سفيان -قال مسدد-: ثنا الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير مسدد، فإنه على شرط البخاري وحده؛ وقد أخرجه كما يأتي.
ومحمد بن عيسى -وهو الطباع البغدادي- ثقة فقيه، وقد توبعا كما سترى.
والحديث أخرجه أحمد (2/ 241)، وابن أبي شيبة (3/ 106)، والحميدي (1008) فقالوا: حدثنا ابن عيينة
…
به.
وأخرجه البخاري (11/ 504 و 505)، ومسلم (3/ 138 - 139)، والترمذي (724) -وقال:"حديث حسن صحيح"-، وابن ماجة (1/ 513)، وابن الجارود (384)، وابن خزيمة (رقم 1944)، والبيهقي (4/ 221) كلهم من طرق عن سفيان ابن عيينة
…
به.
وتابعه معمر وغيره عن الزهري؛ على اختلاف في ترتيب الكفارة، أو التخيير فيها؛ كما يأتي بعده.
2069 -
وفي رواية
…
بهذا الحديث بمعناه؛ زاد الزهري:
وإنما كان هذا رُخْصَةً له خاصَّةً، فلو أن رجلًا فعل ذلك اليوم؛ لم يكن له بُدٌّ من التكفير (1).
(1) قال الحافظ: "وَرُدُّ هذا بأن الأصل عدم الخصوصية". راجع "الفتح"(4/ 139).
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم؛ ولكنه لم يَسُقْ لفظه).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الزهري
…
بهذا الحديث.
قال أبو داود: "رواه الليث بن سعد والأوزاعي ومنصور بن المعتمر وعِرَاكُ بن مالك
…
على معنى ابن عيينة (يعني: الحديث الذي قبله). زاد فيه الأوزاعي: "واستغفر الله"
…
".
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه دون الزيادة كما يأتي.
والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(7457): أخبرنا معمر
…
به.
وأخرجه أحمد (2/ 281)، ومن طريقه البيهقي (4/ 222) عن عبد الرزاق.
وعنه أيضًا: أخرجه مسلم (3/ 139)؛ لكنه لم يسق لفظه، وإنما قال: نحو حديث ابن عيينة؛ يعني: الرواية الأولى (2068).
وتابعه عبد الواحد عن معمر
…
به؛ دون قول الزهري: وإنما كان هذا
…
إلخ: أخرجه البخاري (5/ 170 و 11/ 504).
وعلق المصنف متابعين آخرين.
أما الليث؛ فوصله البخاري (12/ 110)، ومسلم والبيهقي عنه.
وأما الأوزاعي؛ فوصله البخاري (10/ 455)، والبيهقي (7/ 393).
وأما منصور بن المعتمر؛ فوصله البخاري (4/ 140)، ومسلم، والطحاوي
(1/ 329)، وابن خزيمة (1945 و 1950)، والبيهقي (4/ 222).
وأما عراك بن مالك؛ فوصله النسائي -كما في "الفتح"(4/ 131) -؛ والظاهر أنه يعني في "سننه الكبرى"؛ وإلا فـ "السنن الصغرى" ليس فيها هذا الحديث مطلقًا!
وأما زيادة الأوزاعي؛ فيأتي الكلام عليها بعده.
2070 -
قال أبو داود: "زاد فيه الأوزاعي: "واستغفر الله"
…
".
(قلت: حديث صحيح. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه، وابن حبان).
قلت: وصله البيهقي (7/ 393) من طريق مسروق بن صَدَقَةَ عن الأوزاعي عن الزهري: حدثني حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
…
بالحديث؛ وفي آخره الزيادة، وقال:
"وكذلك رواه دُحَيْمٌ عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي. وكذلك رواه الهِقْلُ ابن زياد عن الأوزاعي".
قلت: وكأنه يعني أصل الحديث دون الزيادة.
وتابعه عليها عُقَيْلٌ عن ابن شهاب
…
به: أخرجه ابن خزيمة (1949) بإسناد فيه ضعف؛ كما بينته في تعليقي عليه.
وتقويها: متابعة هشام بن سعد الآتية بعد حديث.
ورجال البيهقي ثقات؛ غير مسروق (كذا! والصواب: مسرور) بن صدقة الدمشقي، ترجمه ابن عساكر (16/ 207 / 1) برواية جمع عنه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
ورواية دحيم؛ وصلها ابن حبان (3517).
2071 -
وفي رواية أخرى عن أبي هريرة:
أن رجلًا أفطر في رمضان، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعتق رقبة، أو يصوم شهرين متتابعين، أو يطعم ستين مسكينًا. قال: لا أجد! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اجلس"؛ فَأُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِعَرَقِ فيه تَمْرٌ، فقال:
"خذ هذا فتصدَّقْ به". فقال:
يا رسول الله! ما أجد أحوجَ مني! ! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، وقال له:
"كُلْهُ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم وابن خزيمة).
إسناده: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمَةَ عن مالك عن ابن شهاب عن حُمَيْدِ بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث في "الموطأ"(1/ 277 - 278)
…
بهذا الإسناد والمتن.
ومن طريقه: أخرجه مسلم والدارمي والطحاوي وابن خزيمة (1943)، والدارقطني كلهم عن مالك
…
به.
وتابعه ابن جريج عن الزهري، كما يأتي معلقًا بعده عند المصنف مع التخريج.
2072 -
قال أبو داود: "رواه ابن جريج عن الزهري
…
على لفظ مالك: أن رجلًا أفطر
…
وقال فيه: "أو تعتق رقبة، أو تصوم شهرين، أو تطعم ستين مسكينًا".".
(قلت: وصله مسلم، وهذه الرواية كالتي قبلها مُجْمَلَةٌ، بخلاف الرواية الأولى والتي بعدها؛ فإنهما مفصَّلتان، بيَّنتا أن الإفطار كان بالجماع، وأن الكفارة على الترتيب لا التخيير).
قلت: وصله مسلم والطحاوي وأحمد (2/ 273).
وإن الرواة اختلفوا في هذه القصة في أمرين اثنين:
الأول: في تحديد ما أفطر به الرجل:
فذكر سفيان بن عيينة ومعمر وغيرهما أنه أفطر بالجماع.
وخالفهما مالك وابن جريج فأطلقا ولم يذكرا الجماع.
والآخر: في الكفارة بالخصال الثلاث: فرتَّبَ بينها الأولان. وخَيَّرَ بينها الآخران ولكل من الفريقين متابعون.
لكن الفريق الأول متابعوه أكثر، وقد ساق أسماءَهم الإمام الدارقطني في "سننه"؛ فبلغ عددهم قرابة ثلاثين شخصًا، فروايتهم أرجح، لا سيما ومعهم زيادة علم، ومن عَلِمَ حُجَّةٌ على من لم يعلم.
وثَمَّةَ مُرَجِّحاتٌ أخرى، ذكرها العلامة ابن قيم الجوزية في "التهذيب"(3/ 272)، ثم الحافظ ابن حجر في "الفتح"(4/ 135)، فليرجع إليهما من شاء التفصيل.
2073 -
وفي طريق أخرى عن أبي هريرة قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أفطر في رمضان
…
بهذا الحديث، قال: فأُتِيَ بِعَرَق فيه تمر قَدْرَ خمسة عشر صاعًا .. وقال فيه:
"كُلْهُ أنت وأهلُ بيتك، وصم يومًا، واستغفر الله".
(قلت: حديث صحيح، وقوّاه الحافظ).
إسناده: حدثنا جعفر بن مُسَافِرٍ: ثنا ابن أبي فُدَيْكٍ: ثنا هشام بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ على ضعف في هشام بن سعد من قبل حفظه، وقد خالفَ أصحابَ الزهري في هذا الحديث -وقد بلغ عددهم عند الحافظ أكثر من أربعين-؛ خالفهم في ثلاثة مواضع:
الأول: قوله في إسناده: عن الزهري عن أبي سلمة
…
وهم قالوا: عنه عن حميد بن عبد الرحمن
…
وهذا هو الصحيح، كما قال ابن خزيمة على ما يأتي. وقال الحافظ (4/ 131):
"قلت: وقد تابعه عبد الوهاب بن عطاء عن محمد بن أبي حفصة؛ فرواه عن الزهري. أخرجه الدارقطني في "العلل". والمحفوظ عن ابن أبي حفصة كالجماعة.
كذلك أخرجه أحمد (2/ 516) وغيره من طريق رَوْحِ بن عبادة عنه. ويحتمل أن يكون الحديث عند الزهري عنهما، فقد جمعهما ابن أبي الأخضر. أخرجه الدارقطني في "العلل" من طريقه".
الثاني: قوله: قدر خمسة عشر صاعًا.
فإن هذا التقدير لم يرد في رواية الجماعة؛ لكنه قد توبع عليه، فقد ثبت في رواية ابن أبي حفصة المذكورة: عند أحمد والطحاوي والدارقطني أيضًا (ص 252).
وتابعه أيضًا مؤَمَّلُ بن إسماعيل: ثنا سفيان عن منصور عن الزهري عن حميد: عند الطحاوي وابن خزيمة (1950)، والدارقطني.
ومهران بن أبي عمر الرازي: عند ابن خزيمة (1951).
وله شاهد من حديث سعيد بن المسيب
…
مرسلًا في هذه القصة: عند عبد الرزاق (7458).
وله شواهد أخرى في قصة المظاهر، تقدمت في "الظّهار" رقم (1919 - 1921).
الثالث: قوله: "وصم يومًا
…
".
لكن هذا قد تابعه جمع، وله شواهد، قوّاه من أجل ذلك الحافظ في "الفتح"، وقد بينت ذلك في "الإرواء"(939)؛ فأغنى عن الإعادة.
2074 -
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
أتى رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد في رمضان، فقال: يا رسول الله! احترقت! فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ما شأنه؟ قال: أصَبْتُ أهلي! قال:
"تَصَدَّقْ". قال: والله! ما لي شيء، ولا أقْدِرُ عليه! قال:
"اجلس"، فجلس. فبينما هو على ذلك؛ أقبل رجل يسوق حمارًا عليه طعام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أين المحترق آنفًا؟ "، فقام الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تصدق بهذا". فقال: أعَلَى غَيْرِنا؟ ! فوالله! إنا لَجِيَاعٌ ما لنا شيء! قال: