المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌53 - باب في الرجل يسمي دابته - صحيح سنن أبي داود ط غراس - جـ ٧

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌19 - باب في المملوكة تعتق وهي تحت حُرٍّ أو عبد

- ‌20 - باب من قال: كان حُرًّا

- ‌21 - باب حتى متى يكون لها الخيار

- ‌22 - باب في المملوكين يعتقان معًا؛ هل تخير امرأته

- ‌23 - باب إذا أسلم أحد الزوجين

- ‌24 - باب إلى متى تُرَدُّ عليه امرأته إذا أسلم بعدها

- ‌25 - باب فيمن أسلم وعنده نساء أكثر من أربع أو أختان

- ‌26 - باب إذا أسلم أحد الأبوين؛ مع من يكون الولد

- ‌27 - باب في اللعَانِ

- ‌28 - باب إذا شَكَّ في الولد

- ‌29 - باب التغليظ في الانتفاء

- ‌30 - بابٌ في ادِّعاءِ وَلَدِ الزِّنَى

- ‌31 - باب في القَافَةِ

- ‌32 - باب من قال بالقرعة إذا تنازعوا في الولد

- ‌33 - باب في وجوه النكاح التي كان يتناكح بها أهل الجاهلية

- ‌34 - باب: "الولد للفراش

- ‌35 - باب مَنْ أحقُّ بالولد

- ‌36 - باب في عِدَّةِ المطلَّقة

- ‌37 - باب في نسخ ما استثني به من عِدَّةِ المطلقات

- ‌38 - باب في المراجعة

- ‌39 - باب في نفقة المَبْتُوتَةِ

- ‌40 - باب من أنكر ذلك على فاطمة بنت قيس

- ‌41 - باب في المبتوتة تخرج بالنهار

- ‌42 - باب نسخ متاع المتوفَّى عنها بما فُرِضَ لها من الميراث

- ‌43 - باب إحداد المُتَوفَّى عنها زَوْجُها

- ‌44 - باب في المتوفى عنها تنتقل

- ‌45 - باب مَنْ رأى التَّحَوُّلَ

- ‌46 - باب فيما تجتنبه المعتدَّة في عِدَّتها

- ‌47 - باب في عِدَّةِ الحامل

- ‌48 - باب في عِدَّةِ أُمِّ الولدِ

- ‌49 - باب المبتوتة لا يرجع إليها زوجها حتى تنكح زوجًا غيره

- ‌50 - باب في تعظيم الزِّنى

- ‌8 - كِتَابُ الصَّوْمِ

- ‌1 - باب مبدأ فرضِ الصيامِ

- ‌2 - باب نسخ قوله تعالى: {وعلى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ}

- ‌3 - باب من قال: هي مُثْبَتَةٌ للشيخ والحُبْلَى

- ‌4 - باب الشهرُ يكون تسعًا وعشرين

- ‌5 - باب إذا أخطأ القومُ الهلالَ

- ‌6 - باب إذا أُغْمِيَ الشهرُ

- ‌7 - باب من قال: فإن غُمَّ عليكم؛ فصوموا ثلاثين

- ‌8 - باب في التَّقَدُّمِ

- ‌9 - باب إذا رُئِيَ الهلال في بلد قبل الآخرين بليلة

- ‌10 - باب كراهية صوم يوم الشك

- ‌11 - باب فيمن يَصِلُ شعبان برمضان

- ‌12 - باب كراهية ذلك

- ‌13 - باب شهادة رجلين على رؤية هلال شوال

- ‌14 - باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان

- ‌15 - باب في توكيد السحور

- ‌16 - باب مَنْ سمى السُّحُورَ: الغَدَاءَ

- ‌17 - باب وقت السُّحُورِ

- ‌18 - باب في الرجل يسمع النداء والإناء على يده

- ‌19 - باب وقت فِطْرِ الصائم

- ‌20 - باب ما يُستحبُّ من تعجيل الفطر

- ‌21 - باب ما يفطر عليه

- ‌22 - باب القول عند الإفطار

- ‌23 - باب الفطر قبل غروب الشمس

- ‌24 - باب في الوصال

- ‌25 - باب الغيبة للصائم

- ‌26 - باب السواك للصائم

- ‌27 - باب الصائم يُصَبُّ عليه الماء من العطش ويبالغ في الاستنشاق

- ‌28 - باب في الصائم يحتجم

- ‌29 - باب في الرخصة في ذلك

- ‌30 - باب في الصائم يحتلم نهارًا في شهر رمضان

- ‌31 - باب في الكحل عند النوم للصائم

- ‌32 - باب الصائم يستقيء عامدًا

- ‌33 - باب القُبلة للصائم

- ‌34 - باب الصائم يبلع الريق

- ‌35 - باب كراهيته للشابِّ

- ‌36 - باب فيمن أصبح جنبًا في شهر رمضان

- ‌37 - باب كَفَّارة من أتى أهله في رمضان

- ‌38 - التغليظ في من أفطر عمدًا

- ‌39 - باب من أكل ناسيًا

- ‌40 - باب تأخير قضاء رمضان

- ‌41 - باب فيمن مات وعليه صيام

- ‌42 - باب الصوم في السفر

- ‌43 - باب اختيار الفطر

- ‌44 - باب فيمن اختار الصيام

- ‌45 - باب متى يُفْطِرُ المُسافِرُ إذا خَرَجَ

- ‌46 - باب قدر مسيرة ما يفطر فيه

- ‌47 - باب من يقول: صمت رمضان كله

- ‌48 - باب في صوم العيدين

- ‌49 - باب صيام أيام التشريق

- ‌50 - [باب] النهي أن يَخُصَّ يوم الجمعةِ بصوم

- ‌51 - [باب] النهي أن يَخُصَّ يومَ السبتِ بِصَوْمٍ

- ‌52 - [باب] الرخصة في ذلك

- ‌53 - باب في صوم الدهر تطوعًا

- ‌54 - باب في صوم أشهر الحرم

- ‌55 - باب في صوم المُحَرَّمِ

- ‌56 - باب في صوم شعبان

- ‌57 - باب في صوم شوال

- ‌58 - باب في صَوْمِ سِتَّةِ أيامٍ مِنْ شَوَّالٍ

- ‌59 - باب كيف كان يصوم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌60 - باب في صوم يوم الاثنين والخميس

- ‌61 - باب في صوم العشر

- ‌62 - باب في فطر العشر

- ‌63 - باب في صوم عرفة بعرفة

- ‌64 - باب في صوم يوم عاشوراء

- ‌65 - [باب] ما روي أن عاشوراءَ اليومُ التاسعُ

- ‌66 - باب في فضل صومه

- ‌67 - باب في صوم يوم وفطر يوم

- ‌68 - باب في صوم الثلاث من كل شهر

- ‌69 - باب من قال: الاثنين والخميس

- ‌70 - باب من قال: لا يبالي من أي الشهر

- ‌71 - باب النية في الصيام

- ‌72 - باب في الرخصة في ذلك

- ‌73 - باب من رأى عليه القضاء

- ‌74 - باب المرأة تصوم بغير إذن زوجها

- ‌75 - باب في الصائم يدعى إلى الوليمة

- ‌76 - باب ما يقول الصائم إذا دعي إلى الطعام

- ‌77 - باب الاعتكاف

- ‌78 - باب أين يكون الاعتكاف

- ‌79 - باب المعتكف يدخل البيت لحاجته

- ‌80 - باب المعتكف يعود المريض

- ‌81 - باب في المستحاضة تعتكف

- ‌1 - باب ما جاء في الهجرة وسُكْنى البَدْوِ

- ‌2 - باب في الهجرة؛ هل انقطعت

- ‌3 - باب في سُكْنَى الشام

- ‌4 - باب في دوام الجهاد

- ‌5 - باب في ثواب الجهاد

- ‌6 - باب النهي عن السِّيَاحَةِ

- ‌7 - باب في فضل القَفْل في سبيل الله تعالى

- ‌8 - باب فضل قتال الروم على غيرهم من الأمم

- ‌9 - باب في ركوب البحر في الغزو

- ‌10 - باب في فضل الغزو في البحر

- ‌11 - باب في فضل من قَتَلَ كافرًا

- ‌12 - باب في حرمة نساء المجاهدين على القاعدين

- ‌13 - باب في السَّرِيَّةِ تُخْفِقُ

- ‌14 - باب في تضعيف الذكر في سبيل الله تعالى

- ‌15 - باب فيمن مات غازيًا

- ‌16 - باب في فضل الرِّباطِ

- ‌17 - باب في فضل الحَرْسِ في سبيل الله تعالى

- ‌18 - باب كراهية ترك الغزو

- ‌19 - باب في نسخ نفير العامة بالخاصة

- ‌20 - باب في الرخصة في القعود من العذر

- ‌21 - باب ما يجزي من الغزو

- ‌22 - باب في الجُرْأةِ والجُبْنِ

- ‌23 - باب في قوله تعالى: (ولا تُلْقُوا بأيديكم إلى التَّهْلُكَةِ)

- ‌24 - باب في الرمي

- ‌25 - باب في من يغزو ويلتمس الدنيا

- ‌26 - باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا

- ‌27 - باب في فضل الشهادة

- ‌28 - باب الشهيد يشفع

- ‌29 - باب في النور يُرى عند قبر الشهيد

- ‌30 - باب في الجعائل في الغزو

- ‌31 - باب الرخصة في أخذ الجعائل

- ‌32 - باب في الرجل يغزو بأجر الخدمة

- ‌33 - باب في الرجل يغزو وأبواه كارهان

- ‌34 - باب في النساء يغزون

- ‌35 - باب في الغزو مع أئمة الجور

- ‌36 - باب الرجل يَتَحَمَّل بمال غيره يغزو

- ‌37 - باب في الرجل يغزو يلتمس الأجر والغنيمة

- ‌38 - باب في الرجل يَشْرِي نفسه

- ‌39 - باب فيمن يُسْلِمُ ويُقْتَلُ مكانَهُ في سبيل الله عز وجل

- ‌40 - باب في الرجل يموت بسلاحِهِ

- ‌41 - باب الدعاء عند اللقاء

- ‌42 - باب فيمن سأل الله تعالى الشهادة

- ‌43 - باب في كراهية جَزِّ نواصي الحيل وأذنابها

- ‌44 - باب فيما يُستحبُّ من ألوان الخيل

- ‌45 - هل تُسَمَّى الأنثى من الخيل فَرَسًا

- ‌46 - باب ما يُكْرَهُ من الخيل

- ‌47 - باب ما يُؤْمَرُ به من القيام على الدوابِّ والبهائم

- ‌48 - باب في نزول المنازل

- ‌49 - باب في تقليد الخيل بالأوتار

- ‌50 - باب إكرام الخيل وارتباطها والمسح على أكفالها

- ‌51 - باب في تعليق الأجراس

- ‌52 - باب في رُكُوبِ الجَلالَةِ

- ‌53 - باب في الرجل يُسَمِّي دَابَّتَهُ

- ‌54 - باب في النداء عند النفير: يا خيل الله! اركبي

- ‌55 - بابُ النَّهْيِ عَنْ لَعْنِ البَهِيمَةِ

- ‌56 - باب في التحريش بين البهائم

- ‌57 - باب في وَسْمِ الدوابِّ

- ‌58 - باب النهي عن الوَسْمِ في الوجه، والضرب في الوجه

- ‌59 - باب في كراهية الحُمُرِ تُنْزَى على الخَيْلِ

- ‌60 - باب في ركوب ثلاثة على دَابَّةٍ

- ‌61 - باب في الوقوف على الدابة

- ‌62 - باب في الجنائب

- ‌63 - باب في سرعة السير، والنهي عن التعريس في الطريق

- ‌64 - باب في الدُّلْجَةِ

- ‌65 - باب: رَبُّ الدابةِ أحقُّ بِصَدْرِها

- ‌66 - باب في الدابة تُعَرْقَبُ في الحرب

- ‌67 - باب في السَّبَقِ

- ‌68 - باب في السَّبَقِ على الرِّجْلِ

- ‌69 - باب في المحلَّل

- ‌70 - باب في الجَلَبِ على الخيل في السباق

- ‌71 - باب في السيف يُحَلَّى

- ‌72 - باب في النَّبْلِ يُدْخَلُ بهِ المسجدُ

- ‌73 - باب في النهي أن يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلولًا

- ‌74 - باب في النهي أن يُقَدَّ السَّيْرُ بين إصبعين

- ‌75 - باب في لُبْسِ الدُّرُوعِ

- ‌76 - باب في الرايات والألوية

- ‌77 - باب في الانتصار بِرُذُلِ الخَيْلِ والضَّعَفَةِ

- ‌78 - باب في الرجل ينادي بالشعار

- ‌79 - باب ما يقول الرجل إذا سافر

- ‌80 - بابٌ في الدُّعاءِ عند الوَدَاع

- ‌81 - باب ما يقول الرجل إذا ركب

- ‌82 - باب ما يقول الرجل إذا نزل المنزل

- ‌83 - باب في كراهِيَةِ السَّيْرِ في أوَّلَ الليلِ

- ‌84 - باب في أيِّ يوم يُسْتَحَبُّ السَّفَرُ

- ‌85 - باب في الابتكار في السفر

- ‌86 - باب في الرجل يسافر وحده

- ‌87 - باب في القوم يسافرون؛ يؤمِّرون أحدهم

- ‌88 - باب في المصحف يُسَافَرُ [به] إلى أرض العدو

- ‌89 - باب فيمن يستحب من الجيوش والرفقاء والسرايا

- ‌90 - باب في دعاء المشركين

- ‌91 - باب في الحَرْقِ في بلاد العَدُوِّ

- ‌92 - باب في بعث العيون

- ‌93 - باب في ابن السبيل يأكل من التمر ويشرب من اللبن إذا مَرَّ به

- ‌94 - باب من قال: إنه يأكل مما سقط

- ‌95 - باب فيمن قال: لا يَحْلُبُ

- ‌96 - باب في الطاعة

- ‌97 - باب ما يُؤْمَرُ مِنِ انضمامِ العَسْكَرِ، وسعته

- ‌98 - باب في كراهية تَمَنِّي لقاء العَدُوِّ

- ‌99 - باب ما يُدْعَى عند اللقاء

- ‌100 - باب في دعاء المشركين

- ‌101 - بابُ المَكْرِ في الحَرْبِ

- ‌102 - باب في البيات

- ‌103 - باب في لزوم السَّاقَةِ

- ‌104 - باب على ما يُقاتَل المشركون

- ‌105 - باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود

- ‌106 - بابٌ في التوَلّي يَوْمَ الزحْفِ

- ‌107 - باب في الأسير يكْرَهُ على الكفر

- ‌108 - باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلمًا

- ‌109 - في الجاسوس الذِّمِّيِّ

- ‌110 - في الجاسوس المستأمن

- ‌111 - بابٌ في أيِّ وقت يسْتَحَبُّ اللقاء

- ‌112 - باب فيما يؤمر به من الصمت عند اللقاء

- ‌113 - باب في الرجل يَتَرَجَّلُ عند اللقاءِ

- ‌114 - بابٌ في الخُيَلاءِ في الحَرْبِ

- ‌115 - باب في الرجل يُسْتَأْسَر

- ‌116 - باب في الكُمَنَاءِ

- ‌117 - باب في الصفوف

- ‌118 - باب في سلّ السيوف عند اللقاء

- ‌119 - باب في المبارزة

- ‌120 - باب في النهي عن المُثْلَةِ

الفصل: ‌53 - باب في الرجل يسمي دابته

‌53 - باب في الرجل يُسَمِّي دَابَّتَهُ

2307 -

عن معاذ قال:

كُنْتُ رِدْفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له: عُفَيْرٌ.

(قلت: إسناده على شرط الشيخين. وقد أخرجاه، لكن ذِكْرَ الحمار فيه شاذٌّ عندي، وقد أخرجاه من طريق أخرى عنه بلفظ: ليس بينه وبينه إلا مُؤْخِرَةُ الرحل .. وهو المحفوظ عندي).

إسناده: حدثنا هنّاد بن السرِي عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن عمرو ابن ميمون عن معاذ.

قلت: وهذا إسناد على شرط الشيخين؛ غير هناد بن السري، فهو على شرط مسلم وحده، لكنه قد توبع كما يأتي.

إلا أن في النفس شيئًا من أبي إسحاق -وهو السبيعي عمرو بن عبد الله-؛ فإنه كان اختلط، والقاعدة في مثله أن ما حدَّث به قبل الاختلاط فهو حجة، وإلا؛ فلا.

وأبو الأحوص الراوي له عنه -واسمه سلام ابن سليم- لم يذكروه في جملة من سمع منه قبل الاختلاط. وكذلك من تابعه ممن سأذكره.

أضف إلى ذلك أنه موصوف بالتدليس أيضًا، وقد عنعنه كما ترى، وأنه اضطرب في متنه، فكان تارة يذكر الحمَار فيه -كما في هذه الرواية- وتارة لا يذكره -كما في رواية حفيده إسرائيل-.

وكذا سفيان ومعمر بن راشد عنه: أخرجه أحمد (5/ 228).

ص: 310

وتابعه شعبة وسلام عنه: رواه الطيالسي (565)، وعنه أبو عوانة (1/ 16).

وسفيان -وهو الثوري- وشعبة كلاهما سمع من السبيعي قبل الاختلاط.

وتؤيده رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ: عنده أيضًا (5/ 230).

نعم؛ قد جاء ذكر الحمار دون اسمه: (عفير) في بعض الطرق عن معاذ، يرويه الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال:

أتينا معاذ بن جبل، فقلنا: حدثنا من غرائب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ! قال:

نعم، كنت رِدْفَهُ على حمار، قال: فقال:

"يا معاذ! هل تدري ما حق الله على العباد؟ "

أخرجه أحمد (5/ 228 و 236).

وسنده حسن على شرط مسلم؛ وأبو سفيان -واسمه: طلحة بن نافع- فيه كلام، والراجح أنه حسن الحديث إذا لم يخالف.

ثم روى (5/ 238) من طريق شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ أن معاذ بن جبل حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم

به نحوه؛ وفيه تسمية الحمار بـ (يعفور).

لكن شهر ضعيف.

بَيْدَ أنه قد صح من طريق أخرى عن معاذ خلاف كل ما سبق، فقال همام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك عن معاذ بن جبل قال:

كنت رِدْفَ النبي صلى الله عليه وسلم -ليس بيني وبينه إلا مُؤْخِرَةُ الرحل- فقال:

"يا معاذ!

" الحديث.

ص: 311

أخرجه البخاري في "العلم"، وفي "اللباس"، ومسلم (30)، وأحمد (5/ 242). وقال هو، والبخاري، وكذا أبو عوانة (1/ 17):

آخرة الرحل.

والمعنى واحد، وهي -بالمد- الخشبة التي يستند إليها الراكب من كور البعير، كما في "النهاية" لابن الأثير.

ويشهد له: ما روى علي بن زيد عن أبي المَلِيحِ الهُذَلِيِّ عن رَوْحِ بن عابد عن أبي العَوَّام عن معاذ بن جبل قال:

كنت رِدْفَ النبي صلى الله عليه وسلم على جمل أحمرَ، فقال:"يا معاذ! .. " الحديث.

أخرجه أحمد (5/ 234).

وعلي بن زيد -وهو ابن جدعان- لا بأس به فيما نحن فيه من الاستشهاد.

وأما ما أخرجه أحمد -عَقِبَه-من طريق حماد عن عطاء بن السائب عن أبي رَزِينٍ عن معاذ بن جبل

مثله؛ غير أنه قال:

أُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمار قد شُدَّ عليه بَرْدَعَةٌ

فإنه منكر أيضًا لا يصح؛ لأن عطاء بن السائب كان اختلط؛ وحماد -وهو ابن سلمة- سمع منه بعد الاختلاط أيضًا، هذا مع مخالفته لحديث الرَّحْل وشاهده.

ولا يقويه ما روى يزيد بن عطاء البزاز: أخبرنا أبو اسحاق عن أبي عُبَيْدَةَ بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال:

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار يقال له: عفير.

أخرجه الطيالسي (2500 - ترتيبه)، وابن سعد في "الطبقات"(1/ 492).

ص: 312

وذلك لأمور:

1 -

أنه منقطع بين أبي عبيدة وأبيه ابن مسعود؛ فإنه لم يسمع منه باعترافه.

2 -

أن يزيد بن عطاء هذا في الحديث؛ كما في "التقريب".

3 -

أنه لو سَلِمَ من العلتين المذكورتين؛ فلا يصح الاستشهاد به وتقوية حديث الباب به؛ لأنه من باب تقوية الضعيف بنفسه؛ لأن أبا إسحاق الذي بينهما: هو السبيعي نفسه، وقد عرفت حاله من حيث الاختلاط والتدليس من جهة، ومخالفة حديثه لحديث أنس عن معاذ في "الصحيحين" المذكور آنفًا، وكذلك لحديث شهر، حيث سمَّى الحِمار بـ:(يعفور) لا (عفير).

وكذلك جاءت تسميته بـ (يعفور) في حديثين آخرين مرسلين مختصرين: عند ابن سعد:

أحدهما: عن علقمة بن أبي علقمة

بلاغًا.

والآخر: عن جعفر بن محمد عن أبيه

مرسلًا.

وجملة القول: أن ذكر الحمار في هذا الحديث خطأ من السبيعي، ومن الظاهر أن ذلك كان في اختلاطه. وقد وجدت ما يؤيد ذلك، وهو ما أخرجه الترمذي (2645) من طريق سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أتدرون ما حق الله على العباد؟

" الحديث.

فهذا سفيان -وهو الثوري- وقد روى عن أبي إسحاق قبل الاختلاط، فلم يذكر فيه ركوبه على الحمار؛ فهذا أصح، وحينئذ فلا تعارض؛ فتأمل.

وإذا عرفت ما سبق من التحقيق؛ فلا حاجة بنا إلى تكلُّف تأويل الرَّحْل بأنه

ص: 313

قد يستعمل لغير البعير، كما قال الحافظ في "الفتح"، معتمدًا على حديث الباب! دون أن يشير أقل إشارة إلى حال السبيعي؛ خلافًا لصنيعه في "التقريب" و "مقدمة الفتح"؛ وأفاد في هذا أنه أحد الأعلام قبل اختلاطه! ولكنه وهم في قوله:

"ولم أر في "البخاري" من الرواية عنه إلا عن القدماء من أصحابه، كالثوري وشعبة، لا عن المتأخرين كابن عيينة وغيره"!

قلت: وهذا من أوهامه رحمه الله تعالى؛ فإن له في "البخاري" من رواية زهير ابن معاوية وغيره -ممن سمع منه بعد الاختلاط-، وقد خرجت بعض أحاديثهم في "الأحاديث الضعيفة".

والحديث أخرجه مسلم (رقم / 30): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا أبو الأحوص سَلام بن سُليم

به؛ وتمامه: قال: فقال:

"يا معاذ! تدري ما حقُّ الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ ". قال: قلت: الله ورسوله أعلم! قال:

"فإن حق الله على العباد: أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا. وحق العباد على الله عز وجل: أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا". قال: قلت: يا رسول الله! أفلا أُبَشِّرُ الناس؟ قال:

"لا تبشِّرْهم؛ فيتكلوا".

وأخرجه البخاري في "الجهاد" من طريق يحيى بن آدم: حدثنا أبو الأحوص

به.

لكن ذكر الحافظ أن أبا الأحوص هذا -الذي روى عنه يحيى- ليس هو سلام ابن سليم، وإنما هو عمار بن رُزَيْقٍ! فالله تعالى أعلم.

ص: 314